مقاتلون مصريون تحت إمرة «الجيش السوري الحر»، قيادات إسلامية لـ«الشرق الأوسط»: مبادرات «فردية».. وننتظر قرارا رسميا لإرسال المزيد...الدقباسي لـ «الشرق الأوسط»: مهمة الإبراهيمي تخدم نظام الأسد.. .الحبل السري للمالكي في سوريا>>>المالكي يحذر من الطائفية!

معارك حول مطار حلب وانتقادات دولية متصاعدة لإيران والعراق، حملة شرسة للنظام في دمشق.. والقتلى أكثر من 75..اشتباكات ومظاهرات تعم أنحاء سوريا في جمعة «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»، النظام يجرف مناطق أحزمة الفقر.. وناشطون يحذرون من مخطط لاستيلاء النظام على الأحياء الجنوبية بالعاصمة...مارتن شولوف: الثوار السوريون يعلمون أنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة، الصحافي البريطاني بـ«الغارديان»: النظام يسيطر على غرب حلب والثوار على شرقها بنسبة تتراوح بين 50 و60%...عبد الكريم العقدة: مصور «الثورة الحموية».. حتى الشهادة، عدد الفيديوهات المحملة على قناته في «يوتيوب» أكثر من 1250 مقطعا

تاريخ الإضافة الأحد 23 أيلول 2012 - 4:59 ص    عدد الزيارات 2570    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

معارك حول مطار حلب وانتقادات دولية متصاعدة لإيران والعراق، حملة شرسة للنظام في دمشق.. والقتلى أكثر من 75

بيروت: بولا أسطيح ـ لندن: «الشرق الأوسط» القاهرة: سوسن أبو حسين .... في وقت شهدت فيه عدة مناطق سورية معارك ضارية أمس قتل خلالها اكثر من 75 شخصا، تصاعدت الانتقادات الدولية لايران والعراق على خلفية قيامهما بتقديم مساعدات عسكرية وتهريب أسلحة ومعدات إلى سوريا، عبر الاجواء العراقية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في قمع المعارضة ضده وسحق المتمردين.
ميدانيا, شهدت مدينة حلب معارك في مناطق استراتيجية، بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر في محيط ثكنة هنانو العسكرية بحي العرقوب، استخدمت خلالها طائرات الهليكوبتر رشاشاتها في الاشتباكات. وفي ريف حلب، أفاد المرصد بوقوع اشتباكات في محيط مطار عسكري، بينما أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أن قصفا مدفعيا مصدره المطار طال مدينة أعزاز وقرى مجاورة لها.
وعمت المظاهرات أمس عموم المناطق السورية لتخلف أكثر من 75 قتيلا. وأعلنت قوات الجيش النظامي انتهاءها من عملية «تطهير منطقة الحجر الأسود بالكامل من الإرهابيين». وفي جنوب العاصمة، حذر ناشطون من قيام النظام بعملية تهجير ممنهجة لأهالي الأحياء الجنوبية التي تتعرض لقصف عنيف وحملة شرسة.
من جهته, أعرب مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدت مساء اول من امس، عن قلقه من تواصل ارسال الأسلحة الإيرانية، الى سوريا عبر العراق، وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، إيران «إن صادرات الأسلحة الإيرانية إلى النظام الأسدي القاتل في سوريا تثير القلق بشكل خاص». وهدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري بإعادة النظر في المعونة الأميركية المقدمة إلى بغداد، ما لم تقم الحكومة العراقية بوقف الرحلات الإيرانية إلى سوريا عبر مجالها الجوي. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، «إنه ينبغي للحكومة العراقية أن تكون يقظة في ما يتعلق بأي إساءة لاستخدام إيران لمجالهم الجوي».
اشتباكات ومظاهرات تعم أنحاء سوريا في جمعة «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»، النظام يجرف مناطق أحزمة الفقر.. وناشطون يحذرون من مخطط لاستيلاء النظام على الأحياء الجنوبية بالعاصمة

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط» ..... لم تمنع ضراوة المعارك الحاصلة في مختلف أنحاء سوريا آلاف السوريين من الخروج في مظاهرات في المحافظات كافة في جمعة «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»، تزامنا مع المسيرات العالمية المستنكرة للفيلم المسيء للإسلام. وقال ناشطون إن الآلاف خرجوا في تجمعات هتفت لنصرة الرسول وللمدن المنكوبة، فيما تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل ما يزيد عن 75 شخصا يوم أمس في سوريا.
وشملت المظاهرات مدنا وبلدات في محافظات درعا، وحماه وحلب ودمشق وريفها والحسكة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبثت صفحة «الثورة السورية» مقاطع فيديو لأكثر من مظاهرة خرجت في سوريا أبرزها في: طفس، حلفايا، كفر تخريم، عربين، الأبزمو، قامشلو، حرستا، اللطامنة، خربة غزالة، الرقة وحاس في إدلب. أما اللافتات التي حملها المتظاهرون فكتب عليها: كل أمر صعب على المجتمع الدولي إلا دعم نظام الأسد، ساقط ساقط يا بشار، ما منحبك، حر حر حرية ما عاد بدنا سلمية.
وتعرضت مظاهرات في حيي القصور والأربعين في مدينة حماه «لإطلاق نار رافقه عمليات اعتقال طالت عددا من المشاركين في المظاهرة»، بحسب المرصد. بينما تعرضت مظاهرة في بلدة الأتارب في ريف حلب إلى قصف تسبب بسقوط عدد من الجرحى.
وهتف متظاهرون في كفرنبل في محافظة إدلب، بحسب ما ظهر في شريط فيديو على موقع «يوتيوب» الإلكتروني: «إيه ويلا إيه ويلا، ما منركع إلا لله»، و«إيه ويلا إيه ويلا، منصورين بعون الله».
وشهدت مدينة حلب وريفها في شمال سوريا اشتباكات عتيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر في محيط ثكنة هنانو العسكرية بحي العرقوب استخدمت خلالها الطائرات الحوامة رشاشاتها بالاشتباكات. كما وقعت اشتباكات في حي باب النصر وسمعت أصوات إطلاق رصاص كثيفة في حي حلب الجديدة، بينما تعرضت أحياء الصاخور وبستان الباشا للقصف. وتعرضت الأحياء الجنوبية للمدينة كبستان القصر والكلاسة للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال محمد الحلبي، الناطف باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب إن 9 مظاهرات خرجت داخل المدينة وبالتحديد في أحياء الشعار، مساكن هنانو، الخالدية والفرقان بالتزامن مع قصف شديد طال هذه الأحياء بالبراميل المتفجرة بعدما أصبح النظام يستخدمها بكثرة مع ضرب الجيش الحر لدفعية الزهراء. وأوضح الحلبي أن قوات الأمن حاولت اقتحام أحياء صلاح الدين والزبدية والصاخور والعرقوب لكنها فشلت وبعد اشتباكات ضارية مع الجيش الحر بتحقيق أي تقدم يذكر. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش الحر لا يزال يسيطر على كل هذه الأحياء كما يحقق مكاسب أساسية من خلال استخدامه قذائف الهاون وبكثرة مؤخرا وهو استطاع من دك أكثر من حاجز بدقة متناهية، كان آخرها حاجز في الأعظمية». وكشف الحلبي عن ارتفاع صرف الدولار في حلب لحدود 77 ليرة سورية رغم أن قيمته تبلغ في دمشق 75 ليرة سورية، لافتا إلى أن النظام بات غير قادر على إدخال العملات الأجنبية إلى حلب لأن طريق المطار يسيطر عليها الجيش الحر.
وفي ريف حلب، أفاد المرصد عن وقوع اشتباكات في محيط مطار منغ العسكري، بينما أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أن قصفا مدفعيا مصدره المطار طال مدينة أعزاز في ريف حلب وقرى مجاورة لها.
وقال ناشطون إن القصف تجدد على بلدتي بشقاتين وخان العسل من قبل جيش النظام.
وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن قوات الأمن والجيش السوري قامت بإغلاق مداخل مدينة حماه ومنعت الدخول والخروج منها وإليها وسط استنفار أمني على معظم الحواجز المنتشرة حول المدينة، وذلك بالتوازي مع حملة دهم واعتقالات في حيي كازو والمزارع.
أما في ريف دمشق فقد تجدد القصف المدفعي على مدينة الزبداني، كما تعرضت مدن المنطقة الغربية من ريف دمشق لقصف من مقر الفرقة الرابعة في جبال المعضمية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن منطقة المليحة، شهدت على قصف عنيف بقذائف الهاون من إدارة الدفاع الجوي بعد خروج مظاهرة في البلدة تهتف لإسقاط النظام.
وفي درعا اقتحمت قوات النظام بلدة ناحتة بالدبابات والمدرعات وسط إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات تهز المنطقة، في حين تعرضت مدينة الكرك الشرقي في درعا لقصف مدفعي من مطار الثعلة العسكري بالمدينة.
وفي ريف دمشق تتعرض دوما لقصف مستمر يرافقه إطلاق نار، وذلك بعد يوم من تحطم مروحية تابعة للقوات النظامية في منطقة تل الكردي في ريف المدينة، تضاربت الروايات حول أسباب سقوطها.
وفي محافظة الرقة حيث سقط الخميس 30 شخصا على الأقل في انفجار في محطة للوقود في قرية عين عيسى، تحدث المرصد عن إطلاق نار كثيف في مدينة الرقة ترافق مع انتشار كثيف للقوات النظامية.
أما في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية، فأقدم مسلح على اغتيال محمد والي، عضو الأمانة العامة للمجلس الكردي وأحد قياديي «حركة شباب الثورة» بإطلاق النار عليه أمام مبنى المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكردي، بحسب المرصد.
وفي محافظة طرطوس، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس التي شهدت أحياؤها الجنوبية انتشارا أمنيا بعد أنباء عن خطف ضابط في المخابرات ومقتله فجر الجمعة في جنوب المدينة، بحسب المرصد. وفي حمص، أفادت الهيئة أن مدينة الرستن في ريف المدينة تتعرض منذ فجر الجمعة لقصف متواصل بالمدفية وراجمات الصواريخ.
ووجه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداء لتسهيل وصوله في شكل أكبر إلى مناطق النزاع في سوريا، موضحا أنه غير قادر على تقييم الحاجات في المناطق التي تشهد معارك عنيفة. وقالت عبير عطيفة، وهي متحدثة باسم البرنامج في دمشق، إن «المساعدة الغذائية تصل إلى كل المناطق سواء تلك التي تحت سيطرة الحكومة أو المعارضة، باستثناء المناطق التي توجد في قلب المعارك». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن طائرة مساعدات روسية على متنها 38 طنا من المواد الغذائية وصلت صباح يوم أمس إلى مطار دمشق الدولي، بعد طائرة مساعدات روسية أخرى وصلت أمس محملة بالكمية نفسها.
وأظهر فيديو مسرب، قيام عنصر من جيش النظام السوري بتعذيب الناس على أحد الحواجز العسكرية، حيث ظهر عدد من المدنيين مكبلي الأيدي ملقون على الأرض ورافعين أرجلهم، في حين يقوم العسكري بضربهم بقضيب بكل قوة.
وأفادت وكالة «الأناضول» التركية عن نقل سبعة مصابين سوريين إلى المستشفى الحكومي في ولاية «كيليس» الحدودية مع سوريا، إثر إصابتهم خلال عبورهم إلى الأراضي التركية.
وفي غضون ذلك أعلنت قوات الجيش النظامي انتهاءها من عملية «تطهير منطقة الحجر الأسود بالكامل من الإرهابيين». وفي جنوب العاصمة حذر ناشطون من قيام النظام بعملية تهجير ممنهجة لأهالي الأحياء الجنوبية التي تتعرض لقصف عنيف منذ نحو أسبوعين، وبحسب مصادر متطابقة من الناشطين المعارضين والسكان تجري عمليات هدم وتجريف لعشرات المنازل في تلك الأحياء، وجاء ذلك بالتزامن مع إصدار الرئيس بشار الأسد مرسوما بإحداث منطقتين تنظيميتين في نطاق محافظة دمشق ضمن المصور العام لمدينة دمشق لتطوير مناطق المخالفات والسكن العشوائي وفق الدراسات التنظيمية التفصيلية المعدة لهما من محافظة دمشق. وتشمل المنطقتان: مزة بساتين ومناطق اللوان والدحاديل ونهر عيشة والقدم والعسالي جنوب العاصمة، أي المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا متواصلا، تليه عمليات تجريف واسعة، وتهجير للسكان إلى مناطق أخرى، مع الإشارة إلى أن هذه المناطق تعد جزءا كبيرا من حزام الفقر الذي يلف محيط العاصمة، وهي المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى والتي مثلت خزانا بشريا كبيرا للثورة، فكانت في مقدمة المناطق الثائرة على النظام.
ويطلق الخبراء الدوليون في مجال التنمية وصف «أحزمة الفقر» على المناطق التي لا تتوفر فيها أي من شروط الأمان ما يجعلها عرضة للانهيار، ولعدم توفر بنية تحتية. وكانت منطقة بساتين المزة التي تشتهر ببساتين الصبارة المعمرة قد تعرضت للتجريف والحرق منذ نحو شهرين بعد تنفيذ عملية عسكرية موسعة هناك، أسفرت عن نزوح عدد كبير من السكان وإحراق الكثير من المنشآت الصناعية الصغيرة، وإعدام عشرات من الأهالي ميدانيا.
 
مارتن شولوف: الثوار السوريون يعلمون أنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة، الصحافي البريطاني بـ«الغارديان»: النظام يسيطر على غرب حلب والثوار على شرقها بنسبة تتراوح بين 50 و60%

لندن: نادية التركي ... «نقطة اللاعودة».. هكذا عنون الصحافي البريطاني مارتن شولوف مقاله الذي تصدر الصفحة الأولى من الملحق الأسبوعي لصحيفة «الغارديان» البريطانية، وهذا ما أكده في لقاء مع «الشرق الأوسط» التي التقته في لندن، وقال مارتن الذي قضى 15 يوما في سوريا في زيارتين قام بهما الشهر الماضي إن من أهم ما لاحظه وأثر فيه إنسانيا هو ما عبر عنه بقوة الإحساس بـ«الكرامة» لدى المعارضين، موضحا أن ذلك يحدث «خاصة في المناطق الريفية، فهم لا يمتلكون أموالا، فقط بعض السلاح، ولا مستقبل واضحا، ويعلمون أن المسألة مسألة حياة أو موت، وأنهم إما سينتصرون ويحصلون على كل شيء وإما سيخسرون كل شيء، وقبلوا ذلك بكل كرامة، وهم يعلمون جيدا وواعون بما يواجهونه، ويعلمون أنهم بدأوا طريقا، وإذا لم ينهوا ما بدأوه فهذا يعني نهايتهم. فهذه ثورة النصر أو الموت بالنسبة لهم». وقال شولوف إنه لاحظ هذا الأمر في كل الأماكن التي قام بزيارتها خاصة حمص، وريف إدلب، وجبل الزاوية، وحلب.. حيث تردد الصحافي البريطاني ومراسل «الغارديان» المتخصص في قضايا الشرق الأوسط على سوريا ست مرات منذ شهر فبراير (شباط) الماضي. وقال إنه كان دخل عبر الحدود اللبنانية خمس مرات لكن في زيارته الأخيرة دخل عبر الحدود التركية، لأن الجيش الحر أصبح يسيطر على منطقة حدودية اسمها «باب الهوى» وأصبح الأتراك يسمحون بالانتقال إليها إذا أطلعتهم على جواز سفرك. وأكد شولوف أن هذا الكلام بدأ منذ نحو شهر فقط، وأنه في الماضي كان العابرون نحو سوريا يضطرون في الغالب للقفز من فوق الأسوار.
وحول المسموح لهم بالعبور، قال مارتن إنه إلى جانب الإعلاميين وعمال الإغاثة يسمح للسوريين الذين يحملون جوازات سورية، موضحا أن «هذا لم يكن مسموحا به في الماضي حيث كانت السلطات السورية هي التي تسيطر على الحدود، وخاصة من الناحية التركية».
وأضاف المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط في «الغارديان»، أن «هذه المرة هي الأولى التي أصبح ممكنا لنا اجتياز الحدود عبر (باب الهوى) و(باب السلام)، ومنذ نهاية يوليو (تموز) أصبح الجيش الحر يسمح بتجاوز الحدود، ثم توخت السلطات التركية نفس الإجراءات».
وحول مسألة التأكد من الولاء للمعارضة للسماح بالعبور، قال مارتن «في الواقع لست متأكدا من هذه المسألة لأنه ليس لديهم أجهزة كومبيوتر تحمل قوائم أسماء توجهاتهم واضحة، وما يبدو هو أنهم يسمحون للمدنيين بالدخول والخروج، ممن ليس لهم ملفات استخبارية حولهم».
وحول صحة ما سبق أن صرح به معارضون سوريون لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق من أن المساحة المحررة بين إدلب والحدود التركية نحو 250 كلم، أجاب مارتن «لا، بل أعتقد أن نحو 60 كلم محررة، ولا توجد أي منطقة محررة كليا، وخاصة أن القوات السورية موجودة دائما عبر الجو من خلال الطائرات الحربية، ولكن هناك مناطق مثل الريحانية وإدلب وجبل الزاوية ليست محررة كليا، فأحيانا يقوم النظام بما يسمى الحواجز الطيارة، وهي حواجز متنقلة تقام لساعة أو ساعتين ثم تتنقل نحو مكان آخر، ويحاول أن يكون موجودا دائما من خلال الجو، إنها مناطق آمنة إلى حد ما لكن لا يمكن الجزم بأنها محررة كليا».
وبخصوص الوضع في حلب وما يشاع عن أن من يمتلكون المال وأثرياء البلاد غير سعداء بما يحدث في الثورة، وأن فقراء حلب يرون أنها ثورة طبقية، قال الصحافي البريطاني إن «ريف حلب وأحوازها هي مناطق فقيرة بالفعل، وإنهم مناصرون تماما للثورة، لكن وسط المدينة ليس فعليا مع الثورة، الثوار يسيطرون على ما بين 50 و60 في المائة من المدينة، لأن النظام لا يمكن أن يدخل، وفي الجانب الغربي من المدينة النظام ما زال يسيطر عليها»، وأضاف قائلا «ونحن كصحافيين لم نتمكن من الدخول إلى غرب حلب لأننا لم ندخل البلاد بالتأشيرة ومن الصعب فعلا الدخول واجتياز الحواجز الأمنية التي يقيمها النظام هناك».
وأضاف قائلا «لدي معلومات من الناس الذين تحدثنا إليهم أن غرب مدينة حلب ما زال مع النظام وهو الجانب الذي يضم المنطقة التجارية، وأن الناس هناك وخاصة التجار كانوا يفضلون مواصلة عملهم بشكل طبيعي ولم تكن لديهم رغبة في أن تصل الثورة لهم».
وعند سؤاله عن رأيه حول إمكانية استعادة النظام لحلب أو أن النصر سيكون من نصيب الثوار فيها، قال شولوف إنه «من الصعب الإجابة عن هذه المسألة، الناس وسط المدينة سيقولون إنهم لم يسألوا الثوار أن ينقلوا الثورة إليهم، والصراع انتقل إليهم من ريف حلب الذي يناصر وبكل قوة المعارضين. ولا أعتقد أنه من الممكن أن تسقط حلب إلا إذا تمكنت المعارضة من إثبات شيئين، أولهما أنه يمكنهم تأمين انتصار عسكري وسريع، وحسب معاينتي للأحداث أرى أن هذا الأمر غير ممكن حاليا. والحل الثاني هو ضرورة إيجاد بديل جدي للنظام في حلب لكن أعتقد أنه رغم أن المدينة لم تلق معاملة مميزة من النظام لكنها في الماضي لم تعان منه كما كان الشأن بالنسبة لمناطق سورية أخرى، لكنهم يعانون الآن».
وحول إمكانية تواصل الحياة بشكل عادي في حلب حتى بالنسبة لمن يوالون للنظام، قال مارتن «أثناء زيارتي كان كل شيء مغلقا لكن بعد الظهر تفتح بعض المحلات لبيع الخضر والغلال، لكن كل المحلات التجارية الأخرى مغلقة، والطرقات خالية، ولا أحد كان يعمل، لم أر ناسا، كنت فقط ترى أشخاصا من وقت لآخر. وكان أغلب الناس حسب رأيي يجلسون في منازلهم داخل غرف مظلمة لأني لم أر أحدا. كان شرق حلب ووسطها عبارة عن مدينة أشباح».
وحول العودة المدرسية ووضع المدارس خاصة بعد أن تحول أغلبها لثكنات، أو قواعد للمعارضة، قال إن «الموسم الدراسي سيبدأ بالتأكيد في الأرياف، فالمدارس هناك ليست مدمرة بشكل كبير، لكن مدينة حلب ستكون فيها مشاكل كبيرة، فالمدارس تستعمل من طرف القوات النظامية، ومن طرف المعارضة أيضا كقواعد، وأحيانا كمخابئ للأسلحة ولا يمكنني تصور بداية المدارس هناك، والمدينة تعيش حالة من الجمود، الناس لا يذهبون للعمل، والخدمات العمومية متوقفة فكيف يعود الأطفال للمدارس؟! هذا مستحيل».
وحول طريقة حياة الناس اليومية قال مارتن إن «الماء حتى الأسبوع الماضي كان موجودا ويمكن أن تشرب من الصنبور، والكهرباء متوفرة لمدة 12 ساعة في اليوم ولكن في مناطق المواجهات والاشتباكات لم تكن تعمل على الإطلاق. والأكل يعتبر مشكلة وهناك فقط بعض المزودين، وبالنسبة للخبز خاصة كانت هناك دائما طوابير بمعدل انتظار يصل إلى ساعة ونصف الساعة، وغالبا ما كان يتم توفير الأغذية من أطراف المعارضة الذين كانوا يتعرضون للقصف من القوات النظامية، وكانوا يزودون الخبز مجانا، لكن المشكلة أنه لا يتم تزويد حلب بأي منتوجات من دمشق لأن النظام قطع كل الطرق أمام المزودين، وهذه مشكلة عويصة، وحتى تهريب الغذاء عبر المناطق الجبلية لن يكون أمرا سهلا، فإذا لم يتم تأمين المواد الغذائية وإدخالها من الجانب التركي مثلا فبعد شهر فقط من الآن لن يجد سكان حلب ما يأكلونه، فالناس يعيشون بطريقة التعاون ولكن الأغذية بالتأكيد ستنفد».
وعن إدلب قال إن «الناس في إدلب لديهم العديد من المزارع، وكذلك في جبل الزاوية، ولهذا فالوضع أسهل عليهم لكن قد تبقى مشاكل الخبز، والناس يستفيدون من المزارع المحيطة بهم لكن هذا لا يعني أنهم لا يعانون».
وقال شولوف إنه في حلب كانت مظاهر الحرب لا تهدأ أبدا، «ففي صلاح الدين لا يمكنك أن تغفل لدقيقة على أنها كانت في حالة حرب، والمدرعات موجودة تحت البنايات، وفي المناطق السكنية، تقريبا في كل مكان. والطائرات الحربية كانت تحوم وتقوم بالقصف المتواصل والناس على الأرض يحاولون إسقاطها، كنت ترى الطائرات كل خمس دقائق تقريبا وإذا لم ترها فأنت تسمعها، والمدينة كانت فارغة تماما من الناس».
وعن المدنيين قال مارتن «لقد هربوا جميعا وقد شهدت بعضهم عند مغادرة حي سيف الدولة حاملين ما استطاعوا من أغراض في أكياس بلاستيكية، لكن المشكلة أنهم لا يستطيعون الهرب بعيدا لأن سعر البنزين يبلغ 4 دولارات للتر الواحد الآن.. وتقريبا لم يكن أحد موجودا هناك، بقيت أسبوعين ولم أر أكثر من 200 مدني، شرق حلب».
كما تعرض مارتن شولوف في مقابلته مع «الشرق الأوسط» للحديث عن إحدى الكتائب التابعة للجيش الحر والتي عاش معها في حلب لأيام والتي تدعى «كتيبة الأنصار» في منطقة الباب بحلب، مؤكدا أن هذه الكتيبة ذات التوجه الإسلامي لا تنتمي للإخوان، وقال «لقد تمكنوا من أسر 30 عنصرا تابعين للنظام بعد اشتباكات دارت بينهم في مبنى أمني في الباب، عندما كنت أقيم معهم، ووضعوا الأسرى في الطابق الأعلى لإحدى المدارس التي كانوا يستعملونها قاعدة لهم، وأعطوهم مراتب ليناموا عليها، وكانوا يعطونهم ثلاث وجبات في اليوم، ومع الأسرى كان هناك ثلاثة علويين ومجموعة من الشيعة، وكل يوم كانوا يطلقون سراح واحد منهم بعد أن يتصلوا بعائلته، ويقولون إنه يمكنكم القدوم وتسلم ابنكم». وأضاف أنه حضر أحد الاتصالات قائلا «وكانت إحدى المكالمات التي شهدتها بنفسي بين ضابط علوي كان اسمه دريد وشيخ الكتيبة الذي كان شابا (عصريا) متمدنا، واسمه الشيخ عمر عثمان، وكان يتحدث دائما للأسرى. لكن في أحد الأيام كان جالسا على إحدى المراتب على الأرض ويتحدث لأحد الأسرى وهو علوي واسمه بركات، وتحدثا عن عدة مواضيع تخص الاشتباكات ومواضيع أخرى، ثم قال الأسير العلوي (إنها الحرب) ثم بدآ يضحكان معا، ثم قال له الشيخ: متى كانت آخر مرة رأيت فيها عائلتك؟ وأجاب بركات: (منذ خمسة أشهر)، ثم سأله: ومتى كانت آخر مرة رأيت فيها زوجتك؟ وحاول أن يخفي بركات مشاعره لكن لم يتمكن وبدأت دموعه بالانهمار، وقال: ومتى رأيت أطفالك آخر مرة؟ فلم يتمكن من الإجابة، فقال عمر عثمان: يمكن أن تراهم اليوم، يمكنك الانصراف نحو بيتك. وأعطاه مليوني ليرة، وهي تعادل 600 دولار، وانصرف الضابط العلوي وهو يجدد شكره ويقول: (لم نكن لنعاملكم كما عاملتمونا أبدا، أشكركم كثيرا، لقد علمتمونا الكثير). ونقلوه إلى إحدى القرى قرب إدلب ثم انصرف نحو عائلته. وبعد ثلاثة أيام اتصل هو وزوجته بالشيخ وشكروه. وكان لهذا الشيخ، عمر عثمان، رؤية واضحة جدا وهي أنهم يجب أن يكونوا أفضل من النظام إذا أرادوا أن يؤمن الناس بهم، وذلك بأن يعاملوا الناس بشكل عادل، وأرسلوا الجميع إلى بيوتهم إلا شابين علويين، وهما اللذان رفضا العودة إلى ديارهما وقررا البقاء في المدرسة لخدمة الجماعة هناك بما في ذلك تنظيف وصيانة الأسلحة، وقد عوملا بكل كرامة، وقالا: إذا عدنا إلى بيتنا فلا أحد سيثق بنا لأننا بقينا هنا لمدة خمسة أسابيع حتى نهاية الثورة، وأننا إذا عدنا الآن يجب علينا الهروب والاختباء، فالنظام لن يتركنا».
وعن رأيه في «كتيبة الأنصار»، قال مارتن إنه «رغم أنهم يحملون اسما إسلاميا لكنهم متفتحون تماما وعصريون، وجنودهم ينتمون للطبقة الكادحة. وبالنسبة للشيخ ووالده فقد كانت رؤيتهما واضحة». وضرب مثالا على ذلك أنه «في أحد الأيام جاء أحد اليهود وقدم نفسه على أنه يهودي واستقبلوه بشكل جيد، وكان تركيا، وقدم نفسه على أنه ممن يقدمون مساعدات إنسانية فرحبوا به وقالوا إن المسلمين واليهود والنصارى إخوة. كانوا يبحثون عمن يمكنهم التواصل معهم وليس عمن يقاطعون».
 
مجلس الأمن يوجه انتقادات حادة لإيران لتهريبها شحنات عسكرية للنظام السوري، سوزان رايس: صادرات الأسلحة الإيرانية إلى نظام الأسد القاتل تثير القلق

واشنطن: هبة القدسي ... انتقدت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي قيام إيران بتقديم مساعدات عسكرية وتهريب أسلحة ومعدات إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في قمع المعارضة ضده وسحق المتمردين. وأعربت عن قلقها من تقدم إيران في برنامجها النووي ووجود أبعاد عسكرية للبرنامج الذي تقول طهران إنه يقتصر على الاستخدامات السلمية. ومن المتوقع أن يكون الملف النووي الإيراني على رأس جدول أعمال الاجتماع الوزاري للقوى الغربية الأربع، إضافة إلى روسيا والصين، في 27 سبتمبر (أيلول) الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس خلال اجتماع مساء الخميس حول العقوبات على إيران: «إن صادرات الأسلحة الإيرانية إلى النظام الأسدي القاتل في سوريا تثير القلق بشكل خاص». واستشهدت رايس بتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الصادر في مايو (أيار) الماضي، الذي يراقب مدى امتثال إيران لأربع جولات من العقوبات التي أقرها مجلس الأمن على إيران. ويؤكد التقرير أن إيران تقوم بنقل الأسلحة إلى سوريا، ويعتبرها الطرف الأساسي في مبيعات الأسلحة غير المشروعة لسوريا. ولم تذكر رايس العراق بالاسم، لكنها طالبت بالتزام الدول المجاورة لإيران بمنع تهريب الأسلحة عبر أراضيها، وقالت: «الدول في المنطقة يجب أن تعمل معا، وتضاعف جهودها لفحص وتفتيش ومنع الشحنات الإيرانية غير المشروعة، بما في ذلك الشحنات عبر الممرات الجوية». وأشارت رايس إلى تقدم إيران في أنشطتها النووية المحظورة وقالت: «إن الدول الأعضاء لا يمكن أن تكون راضية عن القفزات التي تقوم بها إيران إلى الأمام في أنشطتها النووية المحظورة، وعلينا أن نعترف بأننا نواجه وضعا يزداد سوءا». وأضافت: «نعتقد أنه لا يزال هناك وقت ومساحة للدبلوماسية، لكن المسؤولية تقع على عاتق إيران للرد بشكل بناء، وعلى المجتمع الدولي التأكد من أن إيران تتخذ خطوات واضحة، وإلا فسيتم تشديد العقوبات عليها».
وأكد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إدانة بلاده لعمليات نقل أسلحة إلى سوريا، وأكد على ضرورة تشديد العقوبات على إيران لدفعها للتخلي عن طموحاتها النووية، وقال: «هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف». وأضاف غرانت «أنه يتناقض مع إرادة الشعب السوري، ويذكرنا بنفاق إيران حول دعمها للحرية في العالم العربي». وأضاف السفير البريطاني: «لا يمكن لإيران أن تستمر في تجاهل مخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، وقيامها بدعم النظام السوري، ودورها في أن تكون مصدرا للإرهاب».
وقال السفير الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر فيتيغ - الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن - إن بلاده قلقة من الدعم الإيراني لنظام الأسد المتزايد، وفقا للتقارير الأخيرة، وقال: «إن إيران تقوم بشحن أسلحة إلى سوريا تحت ستار إرسال مساعدات إنسانية». وقال السفير الفرنسي جيرار ارو: «إن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا قد قضوا مئات الساعات للتفاوض مع إيران لحل المشاكل المتعلقة ببرنامجها النووي، ولم تبد إيران أي اهتمام في اتخاذ خطوات من شأنها أن تقلل من مخاوف أنها تحشد قدراتها لإنتاج أسلحة نووية». وقال السفير الكولومبي نستور اوسوريو إنه لا يزال يتلقى تقارير حول قدرة المجتمع الدولي تنفيذ الجولات الأربع من عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران.
فيما أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده تقوم بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إيران، لكنها تعارض فرض مزيد من العقوبات عليها، وقال: «إن روسيا ملتزمة بشكل كامل بجميع قرارات مجلس الأمن حيال إيران، ومتأكدون من فعالية العقوبات ووحدة جهود المجتمع الدولي إزاء الملف النووي الإيراني». ولم يشر المندوب الروسي إلى شحنات الأسلحة التي تقوم إيران بتهريبها إلى سوريا.
من جانب آخر، هدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري بإعادة النظر في المعونة الأميركية المقدمة إلى بغداد، ما لم تقم الحكومة العراقية بوقف الرحلات الإيرانية إلى سوريا عبر مجالها الجوي.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الخميس: «إنه ينبغي للحكومة العراقية رفض طلبات العبور للطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا والمطالبة بهبوط تلك الطائرات على الأراضي العراقية لتفتيشها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1929، ونحن مستمرون في العمل مع العراقيين حول هذا الموضوع، وأن يكونوا يقظين فيما يتعلق بأي إساءة لاستخدام إيران لمجالهم الجوي». ونفت نولاند نية بلادها ربط المساعدات الأميركية للعراق بتلك القضية وقالت: «لا ندعم ربط المساعدة الأميركية للعراق بموضوع عبور الرحلات الإيرانية؛ لأن مساعدتنا موجهة جزئيا نحو القضايا الأمنية، ودعم العراقيين في بناء قدرتهم للدفاع عن مجالهم الجوي».
فيما نفت الحكومة العراقية تلك الاتهامات وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية: «إن العراق مستعد أن يكون جزءا من الجهود الإقليمية والدولية والقيام بأي إجراءات لوقف نقل الأفراد والمعدات العسكرية إلى الطرفين المتصارعين في سوريا». وأضاف الدباغ: «العراق يؤكد أنه لن يشارك أبدا في نقل أي شحنات عبر مجاله الجوي أو أراضيه إلى سوريا أو يساعد أو يسمح به».
إلى ذلك، اقترحت دول عربية أمس تمديد التفويض الممنوح لمحققي الأمم المتحدة الذين يقومون بتوثيق جرائم الحرب في سوريا، وقالت إن هناك حاجة إلى المزيد من الخبراء للمهمة.
ويدعو مشروع قرار قدمته إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مجموعة من الدول العربية مدعومة من القوى الغربية لاستمرار التحقيقات على مدى ستة أشهر مقبلة. وقال المحققون بقيادة البرازيلي باولو بينيرو يوم الاثنين إنهم أضافوا عددا من الأسماء إلى قائمة سرية من السوريين الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب خلال الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.
وقدم المغرب مشروع القرار بالنيابة عن الكويت وقطر والأردن وليبيا والسعودية وتونس بعد أن ناقشه جميع الأعضاء في المفاوضات غير الرسمية هذا الأسبوع.
ويأمل مقدمو مشروع القرار في إقناع روسيا والصين على الأقل بالامتناع عن التصويت بدلا من التصويت ضده هذه المرة لإرسال إشارة قوية من المجلس الذي يضم 47 عضوا بأن الانتهاكات يجب أن تتوقف.
 
عبد الكريم العقدة: مصور «الثورة الحموية».. حتى الشهادة، عدد الفيديوهات المحملة على قناته في «يوتيوب» أكثر من 1250 مقطعا

بيروت: كارولين عاكوم .... أبى عبد الكريم العقدة المعروف بـ«أبو حسن»، وهو مصور الثورة السورية والحموية بالتحديد، إلا أن ينتقم لأفراد عائلته الذين قتلوا أو اعتقلوا على أيدي قوات النظام، فقرر أن يكون ناقلا للواقع وعين الحقيقة «التي لا يمكن لأحد أن يخفيها، فهي لا بد أن تنتفض من تحت الرماد»، بحسب ما كتبه أبو حسن في صفحته على موقع «فيس بوك» قبل أيام قليلة من مقتله.
من عامل بناء وسائق جرافة إلى ثائر حتى الشهادة، انتقل أبو حسن (26 عاما) ليحمل على كتفه الكاميرا متنقلا بين أحياء حماه المنتفضة راصدا تحركات قوات النظام والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر مرددا «يا رب الشهادة»، غير آبه بملاحقته ومحاولات قتله مرات عدة. هو من بين عشرات الشباب الذين قرروا الخروج للمرة الأولى للتظاهر من جامع «عمر بن الخطاب» في حي الأربعين في 25 مارس (آذار) 2011، ليصبح من أبرز هؤلاء وأكثرهم جرأة، بعدما رفع كاميراته بوجه النظام وقواته التي اعتقلت زوجته وأخاه منذ رمضان عام 2011، وأحرقت منزله ومنزل أخيه، وقتلت ابنة خالته وأطفالها الثلاثة في مجزرة في حماه ذبحا بالسكاكين.
ولد «أبو حسن» وترعرع في حي مشاع الأربعين، أحد أكثر الأحياء فقرا في حماه، وناضل في سبيلها ليقتل تحت سقف أحد منازلها حرقا، ويقول معارضون إن قوات النظام لم تكتف بذلك، بل عمدت أيضا إلى اعتقال جثته.. مع العلم، رغم حاجته للمال، أن أبو حسن لم يكن يوما يبخل على «ثورته»، فهو كان إن حصل على مبلغ مهما كان قليلا، يستفيد منه لدعم نشاطه الثوري بشراء ما يحتاج إليه في التصوير. وكان قد عمد مع بعض الناشطين، قبل أيام قليلة من مقتله، إلى طلب المساعدة المادية له عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولكنه فارق الحياة قبل أن تصل إليه، فمات مدينا.
وفي حين يلفت أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه، إلى أن أبو حسن تلقى «ألف باء» التصوير على أيدي أحد مصوري «شبكة شام»، لكنه يشير إلى أنه لم يكن مراسلا مرتبطا بجهة أو وسيلة إعلامية محددة، بل كان متطوعا لخدمة الثورة على كل الجبهات، كان يعمد إلى إرسال مقاطع الفيديو إلى معظم المواقع، لأن هدفه الأول والأخير كان تصوير ما يحصل على أرض الواقع ونقله إلى العالم.
من جهتها، نعت شبكة «شام» من قالت إنه مراسلها ومصورها في مدينة حماه السورية عبد الكريم العقدة في اقتحام حي الأربعين في المدينة.
وقالت «شام» على موقعها الإلكتروني إن مراسلها كان من أهم الذين رصدوا أحداث الثورة، وقد بلغ عدد الفيديوهات المحملة على قناته في «يوتيوب» أكثر من 1250 مقطعا من داخل مناطق القتال.
ووصفت الشبكة العقدة بـ«المصور البطل» و«رجل المخاطر في حماه»، مضيفة أنه «لم يطلب منه يوما تصوير أي فيديو مهما كان خطرا ويهدد حياته ورفض، بالعكس كان هو من يبحث عن مكان الخطر قريبا من القصف والاقتحامات والشبيحة ليصور فيه وينقل الحقيقة».
وعن كيفية مقتله، قالت الشبكة «كان أبو حسن ورفاقه نضال بكور وحمزة بكور وباسل كنان، مستعدين لبدء يوم جديد من الثورة، وإذ بقوات من عصابة الغدر تطوق المنزل حيث كانوا موجودين ليتم قتلهم ويحرق المنزل». وقالت الشبكة إن العقدة نال ما أراد.. فقد كان «يمسك الكاميرا وهو يهمس: (يا رب الشهادة)».
 
هيئة التنسيق الوطنية تفقد الاتصال باثنين من أعضائها في دمشق، ماجد حبو لـ«الشرق الأوسط»: المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن جهة أمنية قامت باختطافهما

بيروت: كارولين عاكوم ... أعلنت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» السورية المعارضة أمس أنها «فقدت الاتصال» باثنين من أعضائها بعيد خروجهما من مطار دمشق الدولي، إثر عودتهما مع وفد منها من زيارة إلى الصين.
وأوضحت الهيئة في بيان لها أنه «وإثر مغادرة الوفد المطار فقدنا الاتصال بالسيارة الثانية التي يستقلها الدكتور عبد العزيز الخير، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية والأستاذ إياس عياش عضو المكتب التنفيذي للهيئة والقيادي في (حركة الاشتراكيين العرب) والصديق ماهر طحان الذي جاء للمطار لاستضافتهم». وأضاف البيان الموقع باسم فرع الهيئة في المهجر «لم يعد لدى الهيئة والعائلة أي اتصال بهم»، مشيرا إلى أنها باشرت اتصالاتها «بكل الأطراف المعنية» للاطمئنان إلى سلامتهم ومعرفة مكانهم «إلا أننا لم نتمكن حتى اللحظة من معرفة ما حدث بالضبط». محملا الفرع «الجهة التي قامت باختطاف الزملاء الثلاثة، كامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية عن كل أذى يمكن أن يصيبهم».
وقال ماجد حبو، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية لـ«الشرق الأوسط» المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن جهة أمنية قامت باختطافهم لكننا لم نستطع التأكد عما إذا كان جرى ذلك بقرار مركزي أو من قبل أي فرع أمني، رغم عدم اعتراف النظام بذلك، مشيرا إلى أن هيئة التنسيق تواصلت مع فرع المخابرات العامة والأمن الجوي الذي يعتقد أنه نفذ عملية الاعتقال، لكنهما نفيا الأمر.
ولفت حبو إلى أن عملية الاختطاف جرت عند أول حاجز بعيد خروج الوفد الذي كان آتيا من الصين، من المطار، وبعدما تم توقيف عبد العزيز الخير لعشر دقائق داخل المطار للتحقيق معه بحجة تشابه في الأسماء، لافتا إلى أنه تم اعتقال الأشخاص الثلاثة الذين كانوا موجودين في السيارة الثانية وهم الخير وعياش وطحان، فيما سمح للآخرين الموجودين في السيارة الأولى، وهم حسن عبد العظيم والمحامي محمود مرعي وبدر منصور، بالمرور.
واعتبر حبو أن هناك أطرافا داخل النظام السوري تسعى لقمع أي نشاط تقوم به هيئة التنسيق، وذلك كان واضحا من خلال الضغوط التي يتعرض لها أعضاؤها باستمرار، مضيفا: «إذا كان القرار سياسيا من رأس السلطة فهذا يعني ضربة مجنونة لأي حلول سياسية، وإذا كان بقرار من طرف من داخل السلطة، فهو يعكس الصراع القائم بين التيار الأمني من جهة والتيار السياسي من جهة أخرى، وبالتالي محاولة للتشويش على الحراك الوطني الديمقراطي السلمي الذي تعمل عليه هيئة التنسيق».
وجاء في البيان الذي صدر باسم هيئة التنسيق بأنها قامت بإبلاغ «سفارات الدول الصديقة وعدد من الشخصيات الوطنية والعربية داخل وخارج البلاد بالأمر». واعتبرت أن أي تعد على حرية وسلامة عياش والخير وطحان «هو تعد على سلامة المواطنة والالتزام الأخلاقي والسياسي بقضايا الإنسان السوري وحقه الطبيعي في الأمن والحرية والكرامة»، مطالبة بعودتهم إلى أهلهم سالمين.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القيادي المعارض الدكتور عبد العزيز الخير اختطف لدى عودته من الصين عبر مطار دمشق الدولي ضمن وفد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة، وكان برفقته إياس عياش وماهر طحان». وحمل المرصد السلطات السورية مسؤولية الحفاظ على حياة الخير «والإفراج الفوري عنه وعن رفيقيه»، لافتا إلى أن الخير كان قد «اعتقل في عهد الأسد الأب في فبراير (شباط) 1992 بتهمة الانتساب إلى حزب العمل الشيوعي، وخرج من الاعتقال في عهد الأسد الابن في نهاية عام 2005».
 
17   قناة تركية تبث نداء للأسد لإطلاق سراح مراسل «الحرة» ومصورها بعد شهر على اختفائهما في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط» ... بعد مرور شهر على اختفائهما في سوريا، أطلقت 17 قناة تركية صباح أمس، نداء إلى الرئيس السوري بشار الأسد للإفراج عن مراسل قناة «الحرة» في تركيا بشار فهمي والمصور التركي جنيد أونال.
وبثت القنوات هذا النداء عند الثامنة و3 دقائق صباح أمس وتضمن صورا للصحافيين مع عبارة «إنهما صحافيان فحسب».
وكانت قناة «الحرة» قد أعلنت في 20 أغسطس (آب) الماضي، أنها فقدت الاتصال باثنين من موظفيها العاملين في سوريا. وقالت مديرة الاتصالات لشبكات البث في الشرق الأوسط التابعة للقناة، ديردر كلاين، في بيان لها، إن المراسل بشار فهمي والمصور جنيد أونال، دخلا سوريا لتغطية الأحداث، مضيفة: «لقد شاهدنا على موقع (يوتيوب) شريط الفيديو الذي يعلن فيه الجيش السوري الحر أن مراسل قناة (الحرة) فهمي والمصور أونال أسرا واعتقلا في حلب ولم نتمكن من الاتصال بهما منذ دخولهما إلى سوريا».
 
وزير الإعلام السوري ينفي إدلاء الأسد بتصريح لأي مجلة مصرية، قال إن الأسد التقى 9 إعلاميين مصريين وجرت «دردشة شخصية» بينهم
لندن: «الشرق الأوسط».. نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي نفيا قاطعا أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد أدلى «بأي تصريح أو حديث أو مقابلة مع أي مجلة أو صحيفة مصرية مطلقا». دون أن ينفي لقاء الأسد مع عدد من الإعلاميين المصريين والتحاور معهم. وقال الزعبي في حوار مع التلفزيون السوري يوم أمس إن الرئيس الأسد «استقبل وفدا من إعلاميين مصريين يضم تسعة أشخاص وجرت دردشة شخصية بينهم» مشيرا إلى أن ما نشر من كلام نسب للأسد «لا يجوز تحليله ولا البناء عليه ولا اعتباره مواقف سياسية سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة». واعتبر الزعبي لقاء الأسد مع الإعلاميين المصريين «لا يعد مقابلة صحافية أو تلفزيونية حيث لم يكتب أو يصور أو يسجل أحد خلالها أي شي» ووصف اللقاء مع الإعلاميين بأنه «زيارة شخصية» وأن «أحد الإخوة المشاركين جمع في ذهنه بعض الكلام الذي قيل والذي دار وركب منه الحوار الذي نشرته بعض وسائل الإعلام» مؤكدا أن الأسد «لم يدلِ بأي تصريح أو حديث أو مقابلة مع أي مجلة أو صحيفة مصرية مطلقا».
وكانت مجلة «الأهرام العربي» المصرية نشرت أول من أمس ملخصا لمقابلة قالت إنها أجرتها مع الرئيس الأسد ووجه خلالها انتقادات غير مسبوقة الحدة ضد بلدان بالمنطقة، محملا إياها مسؤولية الأزمة في سوريا، ومؤكدا أن «المسلحين لن ينتصروا»، وإن كان «الحسم سيحتاج لبعض الوقت».
 
بغداد تدرس تسهيل استقبال اللاجئين السوريين وتشدد فحص الطائرات، قوات النظام تغتال قياديا كرديا بمدينة رأس العين

بغداد: حمزة مصطفى أربيل: شيرزاد شيخاني .... كشف وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقي سلام الخفاجي، عن أن حكومته تدرس اتخاذ المزيد من الإجراءات الخاصة بتخفيف معاناة اللاجئين السوريين الذين يدخلون إلى العراق حاليا بمعدل 100 شخص من معبر القائم. وقال الخفاجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «وزير الهجرة والمهجرين طلب من رئيس الوزراء نوري المالكي شخصيا إعادة النظر بالقرار الخاص باستثناء الشباب من مرافقة عوائلهم في الدخول فوق سن الخامسة عشرة لأنه في عرف منظمات حقوق الإنسان فإن سن الطفولة دون الثامنة عشرة، مشيرا إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لم تقبل بمثل هذا الإجراء الذي تم اتخاذه لأسباب قاهرة بسبب ما عاناه العراق من الإرهاب سابقا وحاليا. وأضاف أن «رئيس الوزراء وعد بإعادة النظر بمثل هذه الإجراءات بما يؤدي إلى تخفيف المعاناة وتسهيل عملية دخول اللاجئين السوريين».
وفي سياق متصل، وبعد يوم من إعلان العراق عدم سماحه لمرور أسلحة أو أشخاص من إيران إلى سوريا عبر أراضيه أو أجوائه، فقد أعلنت الحكومة العراقية رفضها السماح لطائرة كورية شمالية بعبور أجوائه بعدما اشتبه بأنها تحمل «أسلحة وخبراء» إلى سوريا، بحسب ما أعلن أمس المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي. وقال علي الموسوي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «العراق منع طائرة كورية شمالية من المرور عبر أجوائه للاشتباه بأنها تحمل أسلحة وخبراء إلى الجانب السوري»، مضيفا «كان من المقرر أن تعبر الطائرة غدا (اليوم)». وأضاف «هذا جزء من سياسة العراق تجاه منع التسليح». كما أعلن الموسوي، أن «العراق أبلغ إيران مجددا وبصورة رسمية، أنه سيقوم باعتراض بعض الرحلات بصورة عشوائية للتأكد من حمولتها».
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قد أبلغ «الشرق الأوسط» أول من أمس، أن «العراق لن يسمح ولن يتسامح مع مرور شحنات من الأسلحة أو الأشخاص إلى سوريا من إيران عبر أراضيه». وأضاف أن «العراق لم يتساهل في الماضي ولن يتساهل في هذا الأمر»، مشيرا إلى أن حكومته سبق أن أبلغت إيران وكل دول الجوار بذلك، وأن أي طائرة يشك بها تخضع للتفتيش في المطارات العراقية.
الى ذلك اغتالت عناصر من النظام السوري مساء الخميس الماضي قياديا كرديا ناشطا بالداخل بإطلاق النار عليه أمام مقر المجلس الوطني الكردي السوري بمدينة رأس العين ذات الأغلبية الكردية والتي تقع على بعد مائة كيلومتر غرب مدينة القامشلي عاصمة أكراد سوريا. وقال مصدر قيادي كردي سوري، إن «ملثمين يعتقد أنهما تابعان لفرع أمن النظام هاجما القيادي الكردي محمود والي عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي السوري أمام مقر المجلس بمدينة (سري كانيه) التي غير النظام السوري اسمها الكردي إلى (رأس العين) في الحملة العنصرية التي بدأها هذا النظام أواخر القرن الماضي بهدف محو الهوية القومية عن معظم المناطق الكردية داخل سوريا وإضفاء طابع التعريب عليها وصهرها في بوتقة (البعث)». وأشار القيادي شلال كدو عضو قيادة حزب اليسار الكردي السوري في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن والي كان أحد أبرز قياديي حركة الشباب الكرد المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي، وأن اغتياله لا يستهدف الحركة الشبابية وحدها، بل المجلس الوطني ومجمل الحراك الثوري الكردي الذي يعد شريكا فاعلا لبقية القوى السورية التي تقود الحراك الشعبي بالداخل منذ أكثر من عام ونيف. وأضاف «إن عملية الاغتيال تهدف إلى إسكات صوت النضال الكردي وإطفاء شعلة الثورة السورية ضد النظام الديكتاتوري والاستبدادي، ولا شك لدينا أن النظام الحاكم هو الذي يقف وراء هذه الجريمة النكراء، ويتحمل مسؤولية إراقة دم كل مواطن سوري بغض النظر عن انتماءاته السياسية والقومية».
 
مقاتلون مصريون تحت إمرة «الجيش السوري الحر»، قيادات إسلامية لـ«الشرق الأوسط»: مبادرات «فردية».. وننتظر قرارا رسميا لإرسال المزيد

القاهرة: محمد عبده حسنين .. «أريد السفر إلى سوريا للجهاد.. فهل هناك من يعينني على ذلك؟»، «مستعد للذهاب للجهاد في سوريا للوقوف بجانب الثوار.. ما هي الإجراءات المطلوبة؟».. هاتان اثنتان من عشرات الرسائل التي كتبها نشطاء مصريون على الصفحة الرسمية لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر على موقع «فيس بوك»، يبدون فيها رغبتهم في التوجه إلى سوريا، بعد علمهم بسفر العشرات من المقاتلين المصريين للجهاد هناك، وهو ما قال البعض إنه تم عن طريق جماعات جهادية، منها «الجماعة الإسلامية».
ورغم تجاهل الجماعة لهذه الرسائل وعدم الرد عليها، بالإضافة إلى نفيها القيام بأي خطوات رسمية لإرسال مقاتلين إلى سوريا، فإن عشرات الشباب المصريين ما زالوا يطرقون كل الأبواب للتوجه إلى هناك. ويقول مراقبون إن الدخول إلى سوريا للقتال فيها ضد نظام بشار أصبح ميسرا جدا بعد سيطرة قوات الجيش الحر على العديد من المناطق الحدودية خاصة باتجاه تركيا، وإن هناك العشرات من جنسيات عربية مختلفة يدخلون إلى هناك يوميا.
ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد المصريين الذين توجهوا إلى سوريا للجهاد بجانب الجيش السوري الحر، ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إلا أن العديد من الأخبار يتم تناقلها بين الحين والأخر حول مقتل أو استشهاد أحد المصريين الذي توجهوا إلى هناك، لعل آخرها ما نشر حول مقتل شاب من محافظة الفيوم يدعى «أبو بكر موسى»، بداية سبتمبر (أيلول) الحالي.
ونفت قيادات إسلامية في مصر قيامها بإرسال مقاتلين مصريين للجهاد في سوريا، وقالت في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن الأمر كله عبارة عن «مبادرات فردية ليست لنا علاقة بها، وإن كان بعض هؤلاء الأشخاص ينتمون لنا»، مؤكدين أنهم لا يمانعون نصرة الثورة والشعب السوري، لكنهم ينتظرون موافقة رسمية من جانب السلطات المصرية عبر قرار حكومي.
وألقت السلطات السورية القبض على عشرات المصريين أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود السورية قادمين من الأردن. فيما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا حذرت فيه من مغبة استمرار تسلل المصريين إلى سوريا لمحاولة الدخول منها إلى لبنان أو تركيا بصورة غير مشروعة.
وقال الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الظروف الأمنية المتردية التي تمر بها سوريا تجعل تلك الرحلة محفوفة بمخاطر أمنية جمة، حيث تعرض عدد من المصريين للقتل على الحدود السورية، وأصيب آخرون. كما تمكنت السفارة خلال الأسابيع الماضية من ترحيل نحو 2500 مصري، وذلك رغما عن ظروف العمل بالغة الصعوبة والمخاطر الأمنية التي يتعرض لها أفراد السفارة أنفسهم.
من جانبه، أكد محامي الإسلاميين والحركات الجهادية ممدوح إسماعيل، أن «هناك معلومات متداولة عن سفر مصريين إلى سوريا، بعضهم اعتقل والآخر استشهد، لكن ليست هناك حتى الآن هناك جهة واضحة أعلنت تبنيها هذه العمليات لا جهرا أو سرا، بما في ذلك تنظيم الجهاد القديم»، مؤكدا أن المسألة تبدو عبارة عن تطوع فردي من بعض الشباب المتحمسين.
وأوضح إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء الشباب يسافرون ويدخلون إلى سوريا بسهولة جدا، بسبب سيطرة قوات الجيش الحر على أغلب النقاط الحدودية خاصة باتجاه تركيا التي ليس للنظام السوري أي يد عليها.
ونفى الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إرسال جماعته مقاتلين إلى سوريا، مؤكدا أنه «ليست هناك مشاركة من (الإخوان) بمقاتلين في سوريا، رغم تأييدنا لثورة الشعب السوري».
 
الدقباسي لـ «الشرق الأوسط»: مهمة الإبراهيمي تخدم نظام الأسد.. وعليه الاستقالة، رئيس البرلمان العربي أكد رفض الحوار مع إيران بسبب دورها في المنطقة والأزمة السورية

سوسن أبو حسين ... انتقد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي مواقف الدول الغربية التي قال إنها عجزت عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في سوريا، ووقف المذابح الوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري. وأكد في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «الشعب العربي السوري سينتصر بإرادته وتضحياته التي يقدمها يوميا». ودعا الدقباسي الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي للانسحاب فورا من مهمته التي أسندت إليه في سوريا، ووصفها بأنها تطيل أمد الأزمة وتخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما انتقد الممارسات الإيرانية العدائية وموقفها المساند لنظام بشار الأسد، وكذلك مواقفها ضد دول المنطقة وفي مقدمتها الدول الخليجية، وقال إنه تم رفض الحوار مع إيران بسبب دورها السلبي في الأزمة السورية.
وتحدث الدقباسي بالتفصيل حول منظومة العمل العربي المشترك وتطويرها، وقال إن البرلمان العربي لن يكون مؤسسة لالتقاط الصور التذكارية في الجامعة العربية، وأنه ستكون له مخالب وأنياب تحاسب وتراقب، مشيرا إلى أنه سوف يشارك في مؤتمر للبرلمانات الدولية في كندا يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وسيطالب بتجميد عضوية البرلمان السوري التابع لنظام الأسد.. وفي ما يلي نص الحوار:
* ما هي نتائج اجتماعات المكتب السياسي للبرلمان العربي.. وهل تمت مناقشة القضايا الساخنة عربيا؟
- بالتأكيد ناقشنا عددا من القضايا المهمة، بالدرجة الأولى الشأن السوري، وقرر المكتب إصدار بيان يطالب فيه الأخضر الإبراهيمي بالاستقالة الفورية من هذه المهمة لأنها تتعارض ومصالح الشعب السوري، بل هي تخدم النظام وتطيل أمد الأزمة. كما قرر مكتب البرلمان مخاطبة كل الجهات لتقديم الإغاثة للشعب السوري، وعلى وجه الخصوص الحكومة العراقية، حيث نطالبها بتسهيل فتح حدودها مع سوريا لأنها تتعرض لظروف إنسانية صعبة. وأوفد البرلمان العربي الدكتور عادل الجهيني، رئيس اللجنة المالية، إلى الحدود ووجد حالات إنسانية صعبة. كما قرر المكتب السياسي للبرلمان إنشاء وحدة خاصة لمتابعة الصراع العربي الإسرائيلي ومتابعة الكنيست الإسرائيلي والقوانين العنصرية التي تستهدف المواطنين العرب وتعزز الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة. وقرر المكتب أيضا البدء في إنشاء البرلمان العربي الدائم والذي سيعمل في ظرف شهرين، وسيكون برلمانا عربيا قويا وليس مؤسسة عربية لالتقاط الصور التذكارية مثل المؤسسات الأخرى التي لا قيمة لوجودها.
* هل يمكن للبرلمان العربي أن يقوم بدور مع الدول التي تساند نظام الأسد لتغيير موقفها؟
- بالفعل البرلمان العربي قام بمخاطبة رئيسي البرلمانين الروسي والصيني لحث حكوماتهما على عدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن لتعطيل مصالح الشعب السوري، كما وجهنا خطابات لجميع الاتحادات البرلمانية. وسأتوجه إلى كندا لحضور المؤتمر البرلماني الدولي الذي تشارك فيه جميع برلمانات العالم، لمتابعة مقترح البرلمان العربي بتعليق عضوية ما يسمى بمجلس الشعب السوري الذي هو في الحقيقة مجلس للنظام السوري.
* وماذا عن البرلمان الإيراني؟
- إيران تحمي النظام السوري، وبالتالي الحديث مع الجانب الإيراني غير مجد، ونحن رفضنا حوارا عربيا إيرانيا برلمانيا لاعتقادنا أن الموقف الإيراني كان ضد آدمية وإنسانية الشعب العربي السوري.
* ما تصوركم للحل في سوريا بعد فشل الجهود العربية والدولية وعدم الرغبة في التدخل العسكري؟
- فشل الجهود العربية والدولية في سوريا أدى إلى الإحباط، لكني أعتقد أن تغير المصالح التي تحكم الموقف الدولي في سوريا، قد يؤدي إلى نتائج جيدة. نحن نرفض أن يكون الشعب السوري ورقة سياسية لمصالح دول وأطراف أخرى. وبإعلان الأخ نبيل العربي عن إخفاق المساعي العربية والدولية، يدعوني لكي أجزم بأن الشعب السوري سينتصر بإرادته هو.. ولن تنجح المصالح الدولية.
* إذن الحل سيكون من الداخل؟
- لا، قد يكون من الخارج لأن المصالح قد تتغير، وأعتقد أن الانتخابات الأميركية مؤثرة على الوضع في سوريا.
* تقصد أن الحل سيكون بعد الانتخابات الأميركية؟
- أقصد أن الظروف الدولية تتغير وتتبدل مواقفها، وإصرار الشعب السوري هو الذي يحسم الموقف ويصل إلى الحل.
* هل تعتقد أن عدم وجود بديل للأسد هو الذي يعطل الحل؟
- غير صحيح.. هناك عشرات الكفاءات التي يمكن أن تكون بديلا جيدا، وليس من المنطق أن يباد شعب كي يبقى رئيس الدولة.
* من يعوق الحل في سوريا برأيك؟
- الدعم الروسي والإيراني والصيني هو الذي يعوق حرية الشعب السوري، وهم يعملون على بقاء الأسد من أجل مصالحهم، وأنا أقول إن القضية تجاوزت المصالح، ولم تعد القضية سياسية ولا طائفية وإنما إنسانية، ومن ثم على العالم أن يتعامل مع هذا المنظور خاصة بعد استفحال مسألة اللجوء الضخم إلى دول الجوار.
* كيف ترى لقاء الأسد مع وزير الخارجية الإيراني؟
- كل المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم صالحي يتعاملون مع القضية بشكل غير حيادي، ونشهد يوميا مساندة ودعم إيران للنظام السوري. وأقول لوزير خارجية إيران لن يكون الشعب العربي السوري مطية لمصالحكم، وسنتذكر دائما أنكم كنتم معوقين لحمايته ومقيدين لحريته.
* كيف تقيمون أداء لجنة الاتصال العربية المشكلة من مصر وإيران وتركيا والسعودية؟
- الرئيس محمد مرسي والسيد أردوغان ودول مجلس التعاون الخليجي بذلوا جهودا كبيرة، وهم يحاولون تقديم شيء للشعب السوري، وتنسيقهم مرحب به وموقفهم محترم للتأكيد أنه من حق الشعب السوري تقرير مصيره وحريته وإرادته، ومثل هذا العمل سيكتب له النجاح، وقد كانوا أفضل من دول ومنظمات تتحدث عن حقوق الإنسان وتغض النظر عما يحدث من جرائم في سوريا يوميا.
* هل يمكن لمصر أن تقوم بدور بين إيران ودول الخليج لمنع العدائيات التي تقوم بها عبر حوار تكون أسسه واضحة؟
- الدور المصري والتركي إيجابي في سوريا، أما الدور الإيراني فيبعث برسائل لنا بأن الحديث عن أي حوار أو حتى تعاون لا قيمة له في ظل أعمال عدائية رسمية تمارسها، وبالتالي نحن لسنا ضد الحوار أو حتى ضد إيران في امتلاكها للطاقة النووية للاستخدام السلمي.
* إذن.. أنتم ترحبون بالحوار مع إيران لإنهاء العدائيات؟
- لا.. لا.. نحن نرفض الحوار حاليا مع إيران، وقد قمنا بتأجيله بكتاب رسمي لأننا لا يمكن أن نتحاور مع دولة تقوم بأعمال عدائية ضدنا، ونحن كممثلين للأمة العربية عبر البرلمان العربي نعتقد أن الحوار مع إيران في هذه المرحلة لا قيمة له، وهو والعدم سواء.
* ألا تعتقد أن الموقف الخطير في المنطقة يستدعي حوارا عربيا إيرانيا صريحا لمناقشة كل العدائيات التي تقوم بها إيران ضد بعض دول الخليج وتعرض أمنها للمخاطر؟
- نحن لا نتعرض لخطر وإنما لأعمال عدائية إيرانية ضد الأمن القومي العربي، وهي حقيقية وملموسة، وقد عبر عنها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكانت متمثلة في ضبط شبكة جاسوسية في الكويت، وتدخلات سافرة في البحرين، وكذلك في كثير من المناطق العربية نجد أن إيران تتدخل في الشؤون العربية في سوريا ولبنان والعراق والكويت والبحرين والإمارات واليمن وغيرها من البلدان، وبشكل معلن.. ونحن نأسف لهذا الموقف الإيراني الذي نعتقد أنه أعمال عدائية لا تخدم البعد الجغرافي وحسن الجوار والمشاركة كأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن ثم يجب أن يكون هناك تعاون وليس تهديدا، ونحن مع حق إيران في امتلاك الطاقة النووية ولكن طبقا للقرارات الدولية وبما لا يتعارض مع شروط الأمن والسلامة الدوليين وتحت إشراف مباشر لوكالة الطاقة الدولية، ونطالب بأن ينسحب هذا الأمر على إسرائيل أيضا.
* يتردد أن الدول الغربية تحاول توظيف الخلاف العربي الإيراني وقد تقدم على توجيه ضربة عسكرية تتضرر منها دول الخليج.. كيف ترون ذلك؟
- الدول الغربية موقفها في الشأن العربي السوري مبني على المصالح وبعيد عن الإنسانية، وكل المنظمات الدولية سقطت مصداقيتها أمام الجرائم الوحشية التي تحدث. نعم، الغرب يبحث عن مصالحه، ويمكن أن يدخل في مواجهة مع إيران ولكن نحن نقول بشكل واضح إننا متيقظون، وندعو الأمة العربية كافة إلى أن تكون لديها حيطة وحذر من هذا الأمر، ونعتقد أن ما يتردد حول الغرب وإيران يخدم مصالح الغرب أكثر من الدفاع عن مصالح الخليج.
* كيف ترى المناورات الغربية المشتركة مع بعض دول الخليج العربي؟
- المناورات في الخليج العربي أمر طبيعي، ونحن نحث دول مجلس التعاون للاستعانة بكل الأصدقاء والأشقاء في العالم للمحافظة على أمننا وسيادتنا وعلى مصالحنا الاستراتيجية، ونعتقد أننا لسنا طرفا، ولن نقبل بأن تكون الكويت تحديدا قاعدة انطلاق لضرب إيران.
* البعض يطالب بعقد قمة عربية تبحث في موضوع واحد هو الأمن القومي العربي وتأمين المنطقة من المخاطر..
- أنا مع كل عمل وتحرك يحقق التضامن العربي ويخرج بإجراءات وليس مجرد تنديد واستنكار. وأيضا مع موقف عربي موحد ضد كل ما يمس الأمن القومي العربي ومع الحريات وحقوق الإنسان.
* ما هو موقف البرلمان العربي من إعادة هيكلة الجامعة العربية وتطويرها؟
- الكل يتحدث عن تطوير العمل العربي، وتشكل لجان وخبراء وتنفق مصاريف، والنتيجة أن النظام مستمر ولا يتغير، وأرى أن تطوير العمل العربي هو باتجاه واحد: الإرادة الشعبية.. بمعنى أننا نريد أن يكون للمواطن العربي حق في وصول أفكاره وآرائه، وإجابات عن تساؤلاته، وهذا لن يكون إلا من خلال مؤسسة البرلمان العربي، وهي ليست كما كانت عليه في السابق. الآن هناك ثورة في مصر وتونس واليمن وليبيا، وهناك تحول في العمل العربي، وهذا يتطلب أن نوظف كل الأفكار لخدمة العمل العربي المشترك.
* كيف ترى تفعيل مجلس الأمن والسلم العربي؟
- كل الأجهزة تحتاج إلى تفعيلها، حتى محكمة العدل العربية، وكلها موجودة منذ عشر سنوات.. ولذلك لن نقبل كبرلمان استمرار عمل الجامعة بنهج قديم لم يحقق شيئا سوى إصدار بيانات، ولا بد أن يكون هناك تطوير وتحديث وآلية جديدة تمكن بشفافية كي نعرف كشعوب ماذا يحدث.
* مقر البرلمان العربي في دمشق.. كيف تمارسون أعمالكم حاليا بعيدا عن المركز الرئيسي؟
- اتخذنا قرارا بنقل العمل إلى مقر الجامعة لحين سقوط نظام الأسد، وبعدها سوف نعود إلى دمشق مرة أخرى.
 
الحبل السري للمالكي في سوريا

عبد الرحمن الراشد.... كيف عادت قوات الأسد إلى الوقوف على قدميها بعد أن فقدت سيطرتها على معظم الأراضي السورية، وبعد أن دخل الثوار العاصمة دمشق؟ السر في العراق الذي لعب دور الممول المالي والنفطي والمعبر البري. وبعد أن تمكن الثوار السوريون من إغلاق المنفذ الحدودي البوكمال مع العراق بعد استيلائهم عليه، قطعوا الحبل السري وتوقف طابور الشاحنات. إنما فتح العراق أجواءه للطائرات الإيرانية، فأقامت إيران بالتعاون مع المالكي أسطولا جويا أعاد الحياة لقوات الأسد. إذن العراق يلعب دورا مهما في الحرب ضد الشعب السوري، هذا ما تؤكده المعلومات التفصيلية المدعومة برصد الاتصالات العراقية مع الطائرات العابرة، والمدعومة بمعلومات عن الاتفاقيات الثلاثية بين إيران وسوريا والعراق.
بهذا أصبح المشهد السياسي واضحا في انقساماته؛ دول في صف الشعب السوري الثائر، مثل السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا، ودول مع نظام بشار الأسد، مثل حكومات إيران والعراق، وبدرجة أقل السودان والجزائر.
لكن لماذا يلعب العراق دورا بالغ الخطورة مع جارة نظامها يتهاوى وسيسقط؟ ربما بسبب الضغوط الإيرانية عليه أو رغبة قيادته السياسية، وتحديدا رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي وصل لمنصبه بفضل إيران التي ضغطت على بقية الأحزاب الشيعية التي كانت ترفض توزيره واضطرت لإعطائه أصواتها. ومن الطبيعي أن تؤول الأمور إلى ما هي عليه اليوم، أي أن يسدد المالكي فواتيره للنظام الإيراني الحليف، على الرغم مما قد يعنيه من مخاطر جمة على العراق وعلى حكومته الهشة. وبسبب تزايد طلبات إيران من بغداد، نتوقع لاحقا أن تخرج حكومة المالكي من صندوق ثيابها، وتكشف عن قناعها الذي لبسته طويلا، لتعترف بتحالفها مع طهران، الذي حولها إلى مجرد أداة للإيرانيين ومحفظة مالية لنشاطاتهم، وهذا ما كنا نظنه وكان الجانب الأميركي يستبعده. فقد اعتبروا تعاون المالكي مع الإيرانيين من ضرورات اللعب السياسي، وليس تحالفا. الآن يرون التصاقا شديدا يغسل أموال نفط إيران، ويدعم الأسد ماليا، ويفتح الممرات الجوية لدعم القوات السورية. عمليا رئيس الوزراء العراقي يضع نفسه هدفا في مرمى كثير من دول العالم!
على المالكي أن يعي حقيقة الوضع في سوريا وحقيقة الأسد. لا يمكن بأي حال أن يبقى الأسد في الحكم بسبب ضخامة الجرائم التي ارتكبها. وثانيا لأن كل من يستخدمه الأسد تلحقه اللعنة، والشواهد كثيرة أمامه في لبنان. وحتى مع هذه الصحوة اللحظية لنظام الأسد، فإنه يتهاوى ولن يستطيع البقاء طويلا. لقد أطال المالكي في عمر الأسد، بعكس الأسد الذي كان يعمل في السنوات الماضية على تقصير عمر النظام العراقي، من خلال تبنيه «القاعدة» والجماعات العراقية المسلحة التي كانت تتخذ من سوريا مقرا لها. هذا التناقض يمكن أن يفهم فقط في إطار السياسة الإيرانية التي كانت تريد الهيمنة على العراق، مرة من خلال سوريا باستخدام الجماعات المسلحة، ومرة لاحقة باستخدام المالكي الذي تحول إلى مجرد بيدق تلعب به.
والرئيس السوري الذي يسير على خطى الإيرانيين، يحاول مثلهم استمالة المصريين إلى جانبه. والمثير للضحك الحديث المنسوب إليه في «الأهرام الأسبوعي». فالأسد اتهم السعوديين بأنهم وراء حرب وهزيمة 1967، في حين أن عمره حينها كان نحو 10 سنوات فقط، فكيف يجزم بشيء كهذا؟! والذي يثير السخرية أن أباه حافظ الأسد كان وزير الدفاع ويفترض أنه من أدار المعركة وسبب الهزيمة. وقد كان موقف الأب مشبوها بعد الهزيمة، لدرجة اصطدامه مع حاكم سوريا الفعلي صلاح جديد «حيث انتقد صلاح جديد أداء وزارة الدفاع خلال الحرب، وخاصة قرار سحب الجيش وإعلان سقوط القنيطرة بيد إسرائيل قبل أن يحدث ذلك فعليا».
تآمر الأسد في الحرب على بلده، وتآمر على قائده، واستولى على الحكم في انقلاب. هذا هو تاريخ حافظ الأسد وتاريخ هزيمة 1967. في مصر، عاقب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزير دفاعه عبد الحكيم عامر الذي وجد مقتولا، أو منتحرا، في زنزانته. أما في سوريا، فإن وزير الدفاع المهزوم كافأ نفسه بالاستيلاء على الحكم ورئاسة الجمهورية!
كيف لبشار أن يفتح سيرة هزيمة 1967، وهي أكبر فضيحة في تاريخ أبيه وتاريخ عائلته؟!
 
المالكي يحذر من الطائفية!

طارق الحميد.... نعم، الطائفية شر مقيت يهدد كل منطقتنا، والتحذير منها أمر واجب، بل لا بد من التصدي لها، لكن الغريب والعجيب عندما يأتي التحذير من أخطار الطائفية على المنطقة ككل من قبل رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي الذي تعد حكومته من أكبر من ينفخ في كير الطائفية المقيتة!
السيد نوري المالكي يحذر، ومن النجف، من أخطار الطائفية بالمنطقة، حيث يقول: «إن المنطقة تعيش اليوم موجة خطيرة من التحديات جذورها الحقيقية طائفية»، ومضيفا أن العراق قد تخلص من شرورها، لكنه يحذر من بقايا البعث في العراق باستغلال «ورقة الطائفية للبقاء في الميدان لأن الإرهاب هو أساس الفتنة الطائفية، وكلاهما يولد الآخر». فهل هناك من حديث مستفز أكثر من هذا الحديث، خصوصا أنه يأتي بنفس اليوم الذي قررت فيه السلطات المحلية بالنجف وقف رحلات شركة طيران الخليج البحرينية للنجف «تضامنا مع الشعب البحريني الذي يتعرض إلى قمع من السلطات هناك»، بحسب البيان العراقي الذي يدعم المعارضة الشيعية بالبحرين؟ فالمالكي يحذر من الطائفية في المنطقة في الوقت الذي يعتبر نظامه هو أسوأ أشكال الطائفية، وأحد أبرز مؤججيها وبالتعاون مع إيران بالطبع؛ فعراق ما بعد صدام حسين مثل الشرارة البغيضة لإشعال جذوة الطائفية السياسية في منطقتنا من جديد، فالنظام العراقي الحالي، ومعه حزب الله، وبشار الأسد، وبرعاية إيرانية، هما من أعاد إشعال الطائفية السياسية في منطقتنا وبشكل خطير جدا، فصحيح أن الطائفية علة مزمنة بالمنطقة لكنها لم تكن بهذا السوء الذي يعصف بكل منطقتنا، وتحديدا سياسيا وإعلاميا.
والغريب أن المالكي يحذر من الطائفية ونظامه يطارد نائب الرئيس العراقي السني بعد أن حكم عليه بالإعدام! والمالكي يحذر من الطائفية، وخطورة حزب البعث العراقي، بينما المجتمع الدولي يطالب حكومته، أي المالكي، بالكف عن دعم نظام بشار الأسد البعثي في سوريا، والذي قتل للآن ما يفوق سبعة وعشرين ألف سوري، وقاد سوريا كلها للدمار، وليس المجتمع الدولي وحده الذي يطالب الحكومة العراقية بالكف عن دعم الأسد، وضرورة الوقوف مع السوريين العزل، بل ها هو ممثل آية الله علي السيستاني في خطبة صلاة الجمعة بكربلاء عبد المهدي الكربلائي يقول إن «الواجب الإنساني وحقوق الجوار تقتضي موقفا إنسانيا نبيلا من الحكومة العراقية، ومن الشعب العراقي، تجاه هؤلاء المواطنين الذين ينزحون من سوريا إلى العراق وأن تكون هناك رعاية واحتضان لهم وتوفير ظروف السكن في حدها الأدنى لهم»!
وعليه، وبعد كل ذلك، هل يمكن أن يكون مقبولا، أو معقولا، أن يتحدث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن خطر الطائفية في المنطقة، ونظامه من أكبر مؤججيها، أو أن يحذر المالكي من البعث والنظام العراقي يدعم البعث الأسدي؟ أمر محير فعلا، خصوصا أن نظام المالكي مستمر بقمع قرابة نصف المجتمع العراقي، ولأسباب طائفية، فالأولى بالسيد المالكي، وعوضا عن التحذير من الطائفية، القيام بمحاربتها، وإزالة أسبابها، وبدءا بالعراق، ثم سوريا، لأن الأقربين أولى بالمعروف!
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,331,821

عدد الزوار: 7,628,380

المتواجدون الآن: 0