واشنطن وقطر تدعوان الأطراف السورية إلى وقف المواجهات خلال عيد الأضحى

دمشق تتجاهل طلب الإبراهيمي «هدنة الأضحى»...قصف جوي على مدينة معرة النعمان واستمرار المعارك في حلب

تاريخ الإضافة الإثنين 22 تشرين الأول 2012 - 4:59 ص    عدد الزيارات 2277    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دمشق تتجاهل طلب الإبراهيمي «هدنة الأضحى»
دمشق، معرة النعمان، بيروت، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب
استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس في دمشق المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي. وذكرت وزارة الخارجية السورية في بيان أن «المحادثات كانت بناءة وجادة استعرض خلالها الجانبان آخر التطورات الإقليمية والجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة حالياً في سورية سواء على الصعيد الإنساني أم على صعيد مهمة الابراهيمي، كما بحثا في سبل تطوير هذا التعاون وما تقدمه سورية لتسهيل مهمة الابراهيمي، إضافة للمطلوب من مختلف الأطراف التي تقوض مهمته عبر استمرار تسليح وإيواء وتدريب وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة».
ولم يتطرق البيان إلى اقتراح الابراهيمي الذي تحدث عنه عند وصوله إلى دمشق عن وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى، غير أن المعلومات التي تداولتها وكالات الأنباء أشارت إلى أن الابراهيمي ضغط فعلاً خلال محادثاته مع المعلم من أجل انتزاع الموافقة على وقف النار، غير أن بيان الخارجية السورية تجاهل ذلك بالكامل، وأشار فقط إلى أن الجانبين ناقشا «الظروف الموضوعية والواقعية لوقف العنف من أي طرف كان من أجل تحضير الأجواء للحوار الشامل بين السوريين، بعيداً عن أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي».
والتقى الابراهيمي بعد ظهر امس وفداً من «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» المعارضة الذي بحث معه حسب بيان الهيئة «في الوضع الداخلي والإقليمي والدولي وتعقيداته، وكان هناك تطابق تام بين مقترحات الابراهيمي وما قدمه وفد المعارضة الداخلية. وأشار الابراهيمي إلى الصعوبات التي إن تم حلها ستُسرع في حل الأزمة، ولخصها في تشتت المعارضة على رغم وحدة الهدف وتشبث جناح منها برؤية استجرار التدخل العسكري الذي لم يعد أحد من الأطراف الدولية يقتنع بنجاعته وجدواه». وأضافت «الهيئة» انه كان هناك «تصور جامع بين المشاركين في اللقاء بأن هناك بوادر مهمة ومؤشرات تقضي بأن جميع الأطراف الدولية باتت أكثر من مقتنعة بوجوب التمسك بالحل السياسي للأزمة السورية ضمن إطار إقليمي شديد التعقيد والخطورة».
ورحب حسن عبد العظيم الذي تحدث باسم «هيئة التنسيق» باقتراح الهدنة الذي قدمه الابراهيمي، وقال إن «هدنة الأضحى» قد يتم تمديدها في موازاة إيصال مساعدات طبية إلى السكان والإفراج عن معتقلين، معتبراً أن «هذا الأمر سيمهد لعملية سياسية». ولفت إلى أن دولاً عربية وإقليمية ودولية تؤيد مبادرة الابراهيمي التي قد تؤدي إلى نتائج. وأكد أن «العنف في سورية بلغ مستوى خطيراً يهدد سيادة واستقلال هذا البلد»، معرباً عن أمله بأن تؤدي عملية سياسية بسورية إلى «دولة مدنية وديموقراطية يريدها السوريون».
وقال عضو «الهيئة» رجاء الناصر إن الجو العام للاجتماع كان «أكثر من إيجابي»، إذ أن ملخص رؤية الابراهيمي كان «عبارة عن نسخة طبق الأصل لما تبنته المعارضة الداخلية من رؤية للحل في سورية»، وأشار زميله منذر خدام إلى «صفات الابراهيمي كمحاور وكوسيط» وأثنى على هدوئه وإيجابيته وعقلانيته في ما يطرح، كما أكد أن هناك الكثير مما يجب عمله الآن من أجل التوصل لهدنة للتوصل لإيقاف العنف من جميع الأطراف، وعندما يتحقق يجب فوراً العمل على ضمان استمراريته ومن ثم البناء عليه للوصول إلى تنفيذ بعض شروط المعارضة الداخلية وما يطلبه الحراك من أجل إطلاق مرحلة تفاوض سياسي يمكن أن يتمخض عنها شكل ما من التوافق حول حكومة انتقالية تكون ذات صلاحيات كاملة دستورية تشريعية وتنفيذية وتضم جميع أطياف المعارضة ويتم اختيار رئيسها من بين أطياف المعارضة الناشطة من أجل التغيير الجذري المنشود، وأكد الجميع أن الإصلاحات الشكلية لم يعد يقبل بها أحد.
وبدا امس أن أنقرة تراجعت عن فكرة «الحل اليمني» كمخرج للأزمة السورية من خلال اقتراح وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو تكليف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قيادة المرحلة الانتقالية. وقال داود أوغلو امس خلال مؤتمر صحافي في صنعاء إن اتفاقاً لانتقال السلطة على غرار الاتفاق اليمني الذي سمح للرئيس علي عبد الله صالح بالتنحي لم يعد مناسباً للتنفيذ في سورية، وأضاف «كان الحل اليمني مناسباً لسورية قبل تسعة أشهر... لكن الآن لأن لكل بلد ظروفه الخاصة وبسبب التطورات الأخيرة في سورية التي شهدت استخدام المدفعية والقوة الجوية في قصف المدن السورية أصبحت الفرصة ضيقة أمام تطبيق مثل هذه الحلول».
في الوقت نفسه استمرت امس المواجهات المتقطعة حول قاعدة الجيش السوري في وادي ضيف قرب معرة النعمان التي يحاصرها مقاتلو المعارضة. وتحدث مراسل لوكالة «فرانس برس» عن سماع أصوات عيارات نارية من أسلحة رشاشة مصدرها قاعدة وادي ضيف عند الطرف الشرقي لمدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المعارضون منذ التاسع من الشهر الجاري والتي تتعرض منذ ذاك الوقت لقصف من جانب الجيش النظامي. وصباح امس شاهد المراسل نحو 15 دبابة تنتشر في حقول الزيتون التي تزنر القاعدة. وشاهد المراسل في الأيام الأخيرة مروحيات تلقي إمدادات من على علو مرتفع، كانت تسقط غالباً في مواقع المعارضين أو في المنطقة العازلة التي تفصل بين المتقاتلين.
 
قصف جوي على مدينة معرة النعمان واستمرار المعارك في حلب
بيروت، دبي - أ ف ب، رويترز
تعرضت مدينة معرة النعمان في شمال غربي سورية، التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون للنظام، السبت لقصف جوي من القوات النظامية، في وقت يواصل المعارضون هجماتهم على قوافل ومراكز عسكرية لهذه القوات في المنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي غضون ذلك، اعلنت «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن عدة هجمات ضد القوات السورية بمشاركة شيشانيين، وذلك غداة يوم دام قتل فيه 133 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، في حين تم العثور على عشرات الجثث بينها 37 في مدينة دير الزور (شرق).
وقال المرصد السوري في بيان قبل أمس ان «مدينة معرة النعمان وقرية معر شمشة (المجاورة) تعرضت لقصف بالطائرات الحربية». واشار الى «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين هاجموا قافلة عسكرية على طريق دمشق حلب الدولي جنوب مدينة معرة النعمان».
وسيطر المقاتلون المعارضون خلال الايام الماضية على جزء من هذه الطريق، ما بات يعوق وصول امدادات لقوات النظام الى المنطقة خصوصا مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وقتل ثلاثة اشخاص أمس في قصف على عدد من احياء حلب، بينما تشهد احياء اخرى فيها اشتباكات.
من جهة ثانية، وقعت وفق المرصد، اشتباكات في حي جوبر في شرق مدينة دمشق وعلى طريق المتحلق الجنوبي (غرب) قرب منطقة الدويلعة رافقها اصوات انفجارات ناتجة عن قصف هذه المناطق.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني، أن حي القابون في جنوب العاصمة يتعرض لقصف بالمدفعية والهاون وسط إطلاق نار كثيف. كما أفاد المرصد وناشطون عن عمليات عسكرية واعتقالات في ريف دمشق. وذكر المرصد في محصلة عن ضحايا الجمعة انه تم العثور على عدد من الجثث المصابة بطلقات نارية في مناطق مختلفة بعضها «متفسخ».
وبين هذه الجثث 14 تم انتشالها من «بين ركام الابنية التي تهدمت اثر قصف تعرضت له قبل يومين مدينة سقبا» في ريف دمشق.
وقال المرصد انه تم العثور «على 37 جثة على الاقل في مقبرة حي الموظفين في مدينة دير الزور بعضها متفسخ وبعضها عليه آثار حروق تم التعرف على هوية 12 منها».
ووصف المجلس الوطني السوري المعارض في بيان، العثور على الجثث بأنه «مشهد مروع قل نظيره في البشاعة». واتهم قوات هذا «النظام المجرم» بإلقاء «جثث المدنيين في مقبرة قبل أيام»، مشيراً الى ان المدنيين القتلى «تعرضوا للحرق والتعذيب الوحشي والتنكيل اللاإنساني قبل قتلهم وجمع جثثهم». وعبر المجلس «عن عميق استنكاره وصدمته من هذا السلوك الوحشي لجنود النظام المجرم»، متعهدا «بتقديم كل الدعم لثوار دير الزور البطلة»، ومطالبا «جميع السوريين بنجدة دير الزور وثوارها بكل ما يستطيعون».
الى ذلك، ذكر موقع «سايت»، الذي يتابع بيانات الجماعات الإسلامية على الانترنت، ليل أول من أمس ان «جبهة النصرة» نشرت عدة بيانات على الانترنت مساء الجمعة اعلنت فيها مسؤوليتها عن عدة هجمات ضد القوات السورية، أبرزها هجوم على مقر كتيبة للدفاع الجوي قرب حلب في 12 تشرين الأول (اكتوبر) بمشاركة مقاتلين من الشيشان، وهجوم آخر على ثكنة هنانو في حلب وغارة في الرقة أودت بحياة 32 جنديا سوريا. وأوضح الموقع أن 92 جنديا سوريا قتلوا في معارك في انحاء سورية في 12 تشرين الأول ليسجل أحد أكثر الايام دموية للقوات الموالية للرئيس بشار الاسد منذ اندلاع الانتفاضة.
وذكرت الجبهة في بيان نشر على مواقع إسلامية انها خططت للهجوم على كتيبة الدفاع الجوي في حلب في 12 تشرين الأول وشاركت فيه مع «حركة الفجر الاسلامية» ومجموعة من المقاتلين الشيشان.
وجاء في البيان «لقد منّ الله على عباده المجاهدين بغزوة اقتحام لكتيبة الصواريخ 606. وقد كانت لجبهة النصرة القيادة والتخطيط وبمشاركة حركة الفجر الإسلامية وبالقيادة الميدانية لمجموعة المهاجرين الشيشانيين». ولم يوضح البيان عدد الضحايا من الجانبين خلال الهجوم، ولكنه ذكر ان المقاتلين استولوا على اسلحة ودمروا مباني واتلفوا انظمة رادار وصواريخ.
وفي بيان آخر على مواقع اسلامية أول من امس ذكرت «جبهة النصرة» انها اقتحمت ثكنة هنانو مرة ثانية وسيطرت عليها لمدة ست ساعات وقتلت عشرة جنود.
وأفادت الجبهة في بيان ثالث انها قتلت 32 جنديا على الأقل خلال هجوم على ثكنات سلوق في الرقة من دون ذكر تفاصيل.
وتشكلت «جبهة النصرة» اواخر عام 2011 في خضم الانتفاضة ضد النظام السوري واصدرت منذ ذلك الحين عدة بيانات تطالب بالاطاحة بالأسد. وسبق ان اعلنت مسؤوليتها عن هجمات كبيرة بينها سلسلة من التفجيرات الانتحارية في وقت سابق من الشهر راح ضحيتها 48 شخصا في حلب.
يذكر ان الحكومة السورية دائما ما تلقي بالمسؤولية عن أعمال العنف في البلاد على إسلاميين متشددين يتلقون دعما خارجيا.
 
واشنطن وقطر تدعوان الأطراف السورية إلى وقف المواجهات خلال عيد الأضحى
واشنطن - أ ف ب، رويترز
دعت الولايات المتحدة وقطر الأطراف المتنازعين في سورية إلى وقف المعارك خلال عيد الأضحى الأسبوع المقبل، بناء على مطالبة الأمم المتحدة والجامعة العربية وموفدهما الأخضر الإبراهيمي.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان أول من أمس إن «الولايات المتحدة تؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية كل الأطراف في سورية إلى وضع حد للعنف خلال عيد الأضحى» بين 26 و28 الجاري كي يتسنى للشعب السوري قضاء العطلة الدينية في سلام وأمن».
وأضافت المتحدثة «نحض الحكومة السورية على وقف كل العمليات العسكرية وندعو قوات المعارضة إلى القيام بالمثل».
وتابعت «يجب على الحكومة السورية أيضاً السماح بوصول الإمدادات الإنسانية بشكل كامل وفوري للمناطق المحاصرة والسماح بوصول الإمدادات الحيوية للمحتاجين».
وفي قطر رحب مصدر في وزارة الخارجية بـ» البيان المشترك الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة (كوفي أنان) والأمين العام لجامعة الدول العربية (نبيل العربي) والموجه إلى جميع الأطراف المتحاربة في سورية بالاستجابة للنداء الذي أطلقه الممثل المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي بوقف القتال وكل أعمال العنف في سورية الشقيقة خلال فترة عيد الأضحى المبارك».
وحض المصدر النظام السوري على «الالتزام بوقف كل الأعمال غير المشروعة ضد الشعب السوري، ما ينعكس اثر ذلك في وقف الشعب السوري الأعمال الدفاعية». كما شددت قطر على «أهمية الالتزام التام من جانب كل الأطراف بهذه الهدنة حقناً لدماء الشعب السوري الشقيق»، ودعت «المجتمع الدولي إلى أن يتابع عن كثب تنفيذ هذه الهدنة ومواصلة الجهود لإنهاء المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري «.
ووصل الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الجمعة إلى دمشق سعياً لضمان إعلان وقف لإطلاق النار في سورية خلال عيد الأضحى.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان مشترك «كل الأطراف المتحاربين في سورية إلى أن يأخذوا في الاعتبار دعوة (الابراهيمي) إلى وقف لإطلاق النار ووقف لأعمال العنف بكل أشكالها خلال فترة عيد الأضحى». كما طالبا «كل اللاعبين الإقليميين والدوليين بدعم هذا النداء».
ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو كل أطراف الصراع في سورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في العيد. وأيدت أيضاً إيران، التي تعد احد المؤيدين الرئيسيين للنظام السوري، الدعوة إلى وقف إطلاق النار، لكنها قالت إن المشكلة الرئيسية في سورية هي التدخل الخارجي .
ويبدو أن مهمة التوصل إلى هدنة موقتة صعبة مع احتدام القتال الذي سقط فيه اكثر من 30 ألف قتيل.
وانهار وقف سابق لإطلاق النار في نيسان (أبريل) بعد أيام قليلة مع إنحاء كل طرف باللائمة في ذلك على الآخر.
واستقال الوسيط كوفي أنان من منصبه بعد ذلك بأشهر قليلة معرباً عن خيبة أمله.
وستطبق الهدنة من دون مراقبين دوليين في حالة إقرارها.
 
تقرير يؤكد مقتل 12 جنديا سوريا في رد تركي على قذائف سورية
انقرة - رويترز
ذكرت صحيفة «ميليت» التركية أمس، أن الجيش التركي اطلق قذائف على سورية 87 مرة فقتل 12 جنديا سوريا ودمر عدة دبابات ردا على سقوط قذائف مدفعية على الاراضي التركية.
وتنفذ تركيا سلسلة من الضربات الانتقامية ضد قوات النظام السوري التي تقاتل المعارضة على طول الحدود منذ مقتل خمسة مدنيين اتراك اثر قصف سوري لبلدة حدودية تركية في أوائل تشرين الاول (اكتوبر).
وارتفع التوتر بين الجارتين اللتين كانتا حليفتين في وقت من الاوقات الى اعلى مستوياته منذ تحولت انقرة ضد الرئيس بشار الاسد العام الماضي بسبب حملته العنيفة على الاحتجاجات المناهضة لحكمه.
ونقل التقرير، الذي نشرته صحيفة «ميليت» وكتبه فكرت بيلا المعروف بصلاته الجيدة بالجيش، النبأ عن مصادر عسكرية تركية لم يسمها. ولم يتسن الحصول على تعليق من الجيش التركي الذي نادرا ما يتحدث علنا.
وقال التقرير ان القصف التركي على مواقع سورية جاء ردا على اطلاق 27 قذيفة هاون ومدفعية من سورية. واضاف ان أنقرة ردت على كل قذيفة سورية ما أسفر عن مقتل 12 جنديا سوريا نتيجة النيران التركية، إضافة الى تدمير خمس دبابات وثلاث مركبات مدرعة ومدفع هاون ومركبة محملة بالذخيرة ومدفعين مضادين للطائرات، كما لحقت أضرار بالعديد من المركبات العسكرية الاخرى.
وجاء في التقرير ان 18 قذيفة هاون اطلقت من سورية سقطت في منطقة اكاكالي باقليم شانلي اورفة حيث قتل خمسة مدنيين اتراك هذا الشهر، بينما سقطت تسع قذائف في اقليم هاتاي على مسافة ابعد نحو الغرب.
وقال التقرير ان تركيا اطلقت النار 69 مرة من هاتاي و18 مرة من اكاكالي.
وأكد التقرير أيضا ان طائرات «اف-16» المقاتلة على أهبة الاستعداد في قاعدة انجرليك الجوية في اضنة على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود السورية. وتابع انه جرى الدفع على عجل بالمقاتلات التركية حتى أول من أمس (الجمعة) ردا على تحليق الطائرات الهليكوبتر السورية قرب الحدود المشتركة.
وكان قائد الاركان العامة التركية الجنرال نجدت اوزيل حذر هذا الشهر من ان قواته سترد «بقوة أشد» اذا استمر سقوط القذائف على الاراضي التركية، كما خول البرلمان نشر قوات خارج حدود تركيا مما يبرز المخاوف من ان تجر الحرب السورية قوى اقليمية.
ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أول من امس جميع الاطراف المنخرطة في الصراع السوري إلى الالتزام بوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى في نهاية الاسبوع.
 
جودة يلتقي رياض سيف
عمان - أ ف ب
استقبل وزير الخارجية الأردني ناصر جودة السبت في عمان النائب السوري السابق المعارض البارز رياض سيف وبحث معه في «تطورات الأوضاع على الساحة السورية وآخر المستجدات»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
وأكد جودة «موقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني (لجهة) ضرورة الوصول إلى حل سياسي يضمن وقف نزف الدماء في سورية ويعزز وحدتها الترابية وبدء مرحلة انتقالية تعيد لسورية أمنها ووحدتها وتعزز كرامة شعبها بمشاركة كل الأطياف السياسية والمكونات الاجتماعية للنسيج الوطني السوري».
وأشار جودة إلى استمرار الأردن بتوجيهات من الملك «باستقبال الأشقاء السوريين انطلاقاً من واجب الأردن التاريخي تجاه أشقائه».
وأكد سيف «عمق العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين الأردني والسوري»، معبراً عن تقديره «للملك وحكمته وسعيه للوصول إلى حل سياسي يحقن الدماء ويلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري».
وأفرج القضاء السوري في 15 أيار (مايو) 2011 بكفالة عن المعارض رياض سيف بعد عشرة أيام من اعتقاله بتهمة مخالفة قرار منع التظاهر، بعدما شارك في تظاهرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد ضمت مئات الأشخاص لدى الخروج من مسجد الحسن في حي الميدان وسط دمشق.
وينتمي سيف (65 سنة) إلى مجموعة من 12 معارضاً وقعوا «إعلان دمشق» الذي يدعو إلى تغيير ديموقراطي في سورية.
وقد حكمت محكمة الجنايات الأولى في دمشق عليهم جميعاً في تشرين الأول (أكتوبر) 2008 بالسجن سنتين ونصف سنة بتهمة «نقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة». وأفرج عن سيف في تموز (يوليو) 2010 بعدما أنهى فترة عقوبته في السجن.
 
تكثيف التعاون الاستخباراتي بين أنقرة وواشنطن تحسباً لتوسع النزاع السوري
اميركا - يو بي أي
أكد مسؤولون أميركيون وآخرون في حلف شمال الأطلسي، إن "الحكومة الأميركية تكثف عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية والمشاورات العسكرية مع تركيا وراء الكواليس"، وأن الجانبين يعدان خطط طوارئ في ظل احتمال توسّع النزاع في سوريا إلى حرب إقليمية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المسؤولين أنه مع انتقال النزاع السوري إلى الحدود التركية، زادت إدارة الرئيس باراك أوباما تعاونها مع تركيا، وأن مسؤولين عسكريين من البلدين اجتمعوا لوضع خطط للطوارئ لفرض مناطق حظر جوي فوق سورية، أو السيطرة على ترسانات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية.
وكشف المسؤولون أن "أجهزة الاستخبارات الأميركية كانت أيضاً المصدر لمعلومة قادت الجيش التركي لاعتراض طائرة ركاب سورية متجهة من موسكو إلى دمشق وتفتيشها بمطار في تركيا للاشتباه بأنها تحمل معدات عسكرية مصنوعة في روسيا".
وقال مسوؤل أميركي رفض الكشف عن إسمه إن "الطائرة السورية كانت تحمل قطع رادار وقطع كهربائية لأنظمة روسية مضادة للطائرات في سورية".
وكانت الولايات المتحدة والناتو أعلنا دعمها لتركيا بعد القصف السوري في 3 الشهر الجاري، وقال المسؤولون إن "الاشتباكات الحدودية غيّرت الحسابات الاستراتيجية للولايات المتحدة ودفعت المسؤولين الأميركيين العسكريين والاستخباراتيين إلى التعاون بشكل مكثف أكثر".
 
المسألة السورية في النظرية التقليدية لـ «المثلثَيْن الإقليميَيْن»
رستم محمود *
لو وضعنا جانباً الجوهر المركزي الداخلي للمسألة السورية، المتمثل بنظام استبدادي يرفض مطالب شعبية محقة بالحرية والديموقراطية، فأنها – أي المسألة السورية- تشكل تقاطعاً استثنائياً لخطوط الانقسام الإقليمية الثلاثة الأشد حضوراً وخطورة في آن واحد. الصراع الفلسطيني، في ما خص علاقة النظام السوري بتحالفات محور «المقاومة»، وحقيقة الأراضي السورية المحتلة من قبل إسرائيل، من جهة. والانقسام الشيعي السني المتعمق في المنطقة، من حيث أدوار وطبائع النظام السوري الأصيلة وغير الخفية في هذا المنحى من جهة ثانية. وثالثاً، القضية الكردية، من حيث حضورها ضمن الجغرافيا السورية، وكذلك عبر تشابك النظام السوري مع أطراف كردية أخرى، كحزب العمال الكردستاني، وما يثيره ذلك من حساسية بالغة لكل من تركيا والعراق.
المقصود هنا، أن الدول المركزية في الإقليم السياسي للشرق الأوسط، محفزة بالضرورة للانخراط والمساهمة، وإن من مواقع وبأشكال متباينة، في المسألة السورية وتفرعاتها. تلك الدول التي قسمها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في نظريته وكتابه الشهير «العمق الاستراتيجي» إلى مثلثين جغرافيين متداخلين. يتشكل «المثلث الواسع» من تركيا ومصر وإيران، بينما يتأسس الآخر «المثلث الداخلي» من إسرائيل وسورية والسعودية. وفي العلاقة بين المثلثين، حسب نظريته، فأن أي مسألة إقليمية حتى يكتب لها النجاح والعبور، فأن عضواً واحداً من كلا المثلثين، على الأقل، يجب أن يكون مؤيداً لها، وأن لا تلاقي الرفض والامتناع من قبل جميع الأعضاء الآخرين في المثلثين، مجتمعين. وهو شيء يعني استحالة تحقيق أي مسألة إقليمية، حتى لو انخرط فيها كل أعضاء المثلث الواسع مقابل ممانعة المثلث الداخلي بالمجمل، والعكس صحيح تماماً.
أن تموضع المسألة السورية راهناً هو كالتالي: عضوان من المثلث الواسع، تركيا ومصر، يؤيدان بوضوح الثورة السورية وتحقيقها لمراميها، بينما يعيق ذلك العضو الثالث، إيران. التعقيد يتأسس في المثلث الداخلي للإقليم. فبينما تظهر المملكة العربية السعودية، في شكل جلي، كمساند لتحقيق المنتفضين السوريين تطلعاتهم، فأن إسرائيل تظهر في منطقة غير واضحة من ذلك، وإن كانت أقرب لكبح تلك التطلعات، سلوكاً وتخميناً. القوة الداخلية لـ «سورية» يمكن تقسيمها، بشيء من التساوي، بين الطرفين، الثوار والنظام. والنتيجة الرقمية لذلك: عضوان في المثلث الإقليمي الواسع، وعضو ونصف من المثلث الداخلي، يؤيدان تطلعات الثورة السورية. بينما يعيق عضو في المثلث الواسع ونصف عضو في المثلث الداخلي، وعضو غير واضح الملامح، تلك التطلعات.
بالمعايير تلك، فأن راهن الحالة السورية يمكن تصنيفه بمحددين واضحين: الأول استحالة العودة إلى ما قبل 15 آذار (مارس) 2011، فطرفان رئيسيان من المثلث الواسع، وطرف وأكثر من المثلث الداخلي، قطعوا مرحلة إمكانية العودة، سياسياً وأخلاقياً. بينما يبقى الطرفان الأخيران، في كل من المثلث الواسع والداخلي، غير حاسمين تماماً في موقفهما، إيران وإسرائيل، ويمكنهما الانخراط في أية تسوية، حال توافر شروط ومنح لهما في بعض الملفات الأخرى.
سيكون من شأن عدد من «الحلحلات» الإقليمية الدفع نحو انفراج، عبر تحقيق تمايز واضح في ميزان القوى. فعودة تنشيط العلاقات السياسية التركية الإسرائيلية، وتشكل الدور التركي كضمان مديد للتيارات السياسية السورية المحافظة، قد يدفع الجانب الإسرائيلي لتغيير موقفه الغامض من المسألة السورية، وسيكون ذلك بالغ الفاعلية في التأثير في المواقف الدولية، وبالذات منها الموقف الأميركي، الذي ربما يشابه عملياً نظيره الإسرائيلي، من حيث درجة الغموض. كما أن تحولات في العلاقة الباردة السعودية الإيرانية، قد تدفع الجانب الإيراني إلى مزيد من الجدية في البحث عن مستقبل الأسد، مقابل الحفاظ على نوع من نفوذها، عبر بقاء جزء من قيادته وأجهزته الأمنية. وأخيراً يبقى الدور الأهم للنصف السوري الفاعل، فاستمرار سيطرته الميدانية على أجزاء متزايدة من الأراضي، والمزيد من عجز النظام في خوض معركة ميدانية مباشرة مع الثوار، وتحقيق مزيد من الألفة والوضوح بين القوى السياسية السورية المعارضة. كل ذلك، يمنحها الغلبة النسبية، التي ستشكل فرقاً واضحاً في ميزان القوى بين النظيرين حسب هذه النظرية.
 * كاتب سوري
 
 

المصدر: جريدة الحياة


السابق

لبنان في حداد.. وميقاتي «يستقيل» مع وقف التنفيذ....دفن اللواء الحسن الى جوار رفيق الحريري اليوم ...تحقيقات قضائية وأمنية باغتيال الحسن ومصدر أمني: الجريمة منظمة ومعقدة جدا...

التالي

اكثر من نصف مليون ناخب يختارون ممثليهم في 93 هيئة محلية بالضفة و"حماس" تعتبرها تكريساً للانقسام ...البحرية الاسرائيلية تسيطر على السفينة الفنلندية "ايستيل" قبالة غزة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,948,699

عدد الزوار: 7,651,860

المتواجدون الآن: 0