تقارير..الجهاديون في سوريا يقبلهم الميدان وترفضهم السياسة

التدخّل العسكري في شمال مالي يبشّر المغرب العربي بتغيير عميق....«14 آذار»... على مَن يقع الدور هذه المرّة؟

تاريخ الإضافة السبت 3 تشرين الثاني 2012 - 6:18 ص    عدد الزيارات 2789    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
التدخّل العسكري في شمال مالي يبشّر المغرب العربي بتغيير عميق
موقع إيلاف...يحيى بن الطاهر           
يرى محللون وخبراء في الاستراتيجية العسكرية تحدّثوا إلى 'إيلاف" أن أي تدخل عسكري في شمال مالي، لن يكون هو الحل الأمثل لحل الأزمة، فالمفاوضات وربما الحكم الذاتي، يكفلان الاستقرار لمنطقة المغرب والساحل.
الرباط: قد تكون الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية قبل ثلاثة أيام إلى الجزائر من أجل البحث عن دعم جزائري في اتجاه تدخل عسكري محتمل في شمال مالي بدعوى مطاردة القاعدة، نقطة فاصلة في تحول الخارطة الجيو ستراتيجية لبلدان الساحل والمنطقة المغاربية بأسرها، خصوصا إذا ما تم شن حرب على القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يحتل شمال مالي مع حلفائه الطوارق من جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا منذ نيسان/أبريل الماضي حيث أعلنوا تطبيق الشريعة الإسلامية.
يرى محللون وخبراء في الاستراتيجية العسكرية أن أي تدخل عسكري لن يكون هو الحل الأمثل لحل أزمة شمال مالي التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، ويعتبرون البحث عن حل سياسي هو الطريق الكفيلة بضمان الاستقرار للمنطقة.
الحل الديمقراطي وأزمة الأزواد
يعتقد الباحث في العلاقات الدولية خالد شيات أن المشكل في شمال مالي (منطقة الأزواد) أعمق من أن يكون مرتبطا بمطلب انفصالية، فهو مشكل داخلي قديم، هوياتي يحتاج إلى معادلة سياسية.
وقال شيات لـ"إيلاف": "تتضمن الأزمة ثلاثة أبعاد أولها البعد الداخلي، بمعنى أن حل هذا المشكل الذي ينتمي إلى القرن العشرين يجب أن يكون داخليا لتجاوز هذا الإرث التاريخي."
بعد مرور عام على استقلال دولة مالي سنة 1960 ظهر مشكل مطالبة سكان المنطقة بالاستقلال عن دولة مالي. حين وعد الثوار الجزائريون آنذاك دوغول خلال مفاوضات إيفيان أنهم سينظمون استفتاء لتقرير المصير في جنوب الجزائر للطوارق إلا أنهم سرعان ما تخلوا عن هذا المبدأ بعد الاستقلال.
واعتبر الباحث في العلاقات الدولية أن الحل الديمقراطي يبقى الخيار الأهم في تدبير هذه الأزمة والاعتراف بالتميز الثقافي لمنطقة الشمال المالي وخصوصياتها الدينية والإثنية والقبلية.
وأضاف: "المستوى الثاني، الإقليمي، وهنا إمكانية تأثيره على الوضع الجيو- ستراتيجي للمنطقة المغاربية وحتى على دول إفريقيا جنوب الصحراء، لوجودها ما بين إفريقيا الشمالية وإفريقيا جنوب الصحراء."
تشهد منطقتا الساحل والمغاربية غليانا كبيرا بعد الأحداث التي شهدتها ليبيا وتونس والتحولات التي وقعت نحو الديمقراطية في الجزائر والمغرب ونوعا ما في موريتانيا.
وأشار شيات إلى أن بعض الأنظمة في شمال إفريقيا كانت مرتبطة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه الأزمة بالشكل الذي كانت عليه قبل الوضع الحالي الآن في شمال مالي.
وأوضح: "كان هناك التدخل المباشر للجزائر، طبعا كانت هناك مجموعة من الحركات الداعية إلى الانفصال كالجبهة العربية الإسلامية لتحرير الأزواد أو الجبهة الشعبية لتحرير الأزواد أو غيرها من الحركات بتوجهاتها المتعددة من عروبية وإسلامية، والجزائر كانت تلعب في هذه الساحة، لقد سبق وأن تدخلت في جنوب المغرب، فالمعطى المخابراتي الجزائري وجد منذ زمن في مالي، هذا يفسر إلى حد بعيد زيارة رئيسة الدبلوماسية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الجزائر وليس إلى أي منطقة أخرى."
حسابات جيوستراتيجية
يعتبر شيات أن للجزائر الآن دورا في المنطقة، و"على الصعيد الدولي أصبح لديها دور آخر، في حالة تدخل مباشر أو غير مباشر مع القوات الأميركية كشريك أساسي في محاربة ما يسمى بالإرهاب في شمال مالي."
وفي تقديره، إذا كانت الجزائر ستنخرط في هذه الحرب إما بشكل مباشر أو غير مباشر "سيكون مكلفا جدا بالنسبة إليها باعتبارها دولة حليفة للولايات المتحدة، وخلخلة العلاقات في شمال إفريقيا ما بين الولايات المتحدة والمغرب والاتحاد الأوروبي على حساب البناء الذي تطمح إليه الشعوب المغاربية في الاتحاد المغاربي الذي ينأى عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول." لذلك يرى أن على أي تدخل في مالي "أن يتم وفق نوع من التشاور".
وأشار الباحث أنه حتى إن تأثر الاتحاد المغاربي، الذي يشهد تعثرات، بهذه المستجدات الجيوستراتيجية فإنه سيكون مدخلا للصراع الممتد من مالي إلى مناطق كثيرة جدا متوترة في المنطقة، وممكن أن ينتقل إلى الصحراء الغربية على اعتبار أن ثمة ترابطا ما بين الحركات التي تسمى إرهابية والحركات الانفصالية كجبهة البوليساريو.
وتساءل الباحث عن الكيفية التي يمكن أن تتعامل بها القوى المتدخلة في المنطقة مع جبهة البوليساريو ومع مشكل الصحراء، مسجلا حالة موريتانيا "الحلقة الأضعف في سياق هذه المعطيات، فهناك توغل لتنظيم القاعدة في الغرب الإسلامي في العاصمة الموريتانية نواكشوط والعديد من المدن والولاء الذي يحظى به التنظيم في بعض المناطق الموريتانية لا يخلو من تهديدات جدية لمستقبل المنطقة."
وأضاف لـ"إيلاف": "بلقنة المنطقة في شمال مالي قد يتسع ليشمل موريتانيا، ويمتد إلى الصحراء. فالحسابات الجيوستراتيجية كبيرة ولا يمكن أن تكون بين الجزائر والولايات المتحدة لوحدهما لإقرار التدخل من عدمه في شمال مالي. لأن هذا يمكن أن يخلخل الجو العام في المنطقة ويمكن أن ينتج عنه في المستقبل القريب جو من عدم الاستقرار، فالتدخل لا يعني إنهاء الصراع في المنطقة كما قد يتصور البعض."
دولة طارقستان
من جهة أخرى، يلاحظ الخبير في الدراسات الاستراتيجية والعسكرية عبد الرحمان مكاوي أن الكثير من المتدخلين يتناسون تاريخ شمال مالي أو ما يسمى بإقليم الأزواد، المنطقة الصحراوية التي تساوي مساحتها مساحتي فرنسا وإسبانيا مجتمعتين.
قال مكاوي لـ"إيلاف": "المشكل تاريخي، يعود إلى حقبة الاستعمار عندما وعد الجنرال دوغول بإعطاء الاستقلال للطوارق وإنشاء دولة طارقستان في جنوب الجزائر ممتدة من غاو إلى ورقلة في جنوب الجزائر، لأنها تضم كتلة بشرية واحدة مكونة من قبائل أمازيغية وعربية لها امتداد بشري بين الجنوب الجزائري وشمال مالي."
فالمشكل الطارقي لازال قائما منذ ذلك التاريخ، وجمهورية مالي لم تكن حاضرة إلا في المدن، أما المساحات الشاسعة فإنها ظلت تحت سيطرة قبائل الطوارق.
وأضاف الخبير: "شكلت المنطقة عمقا استراتيجيا للجزائر التي كانت حاضرة بمخابراتها وأمنها وجنودها في شمال مالي، تلعب دور الوسيط تارة وأخرى تهدد، لذلك فإن ورقة الأزواد تعتبرها المؤسسة العسكرية الجزائرية امتدادا لعمقها الاستراتيجي."
ويرى أن مشكل هذا النزاع معقد، لأن القبائل الطارقية همشت منذ زمن من قبل الإثنيات الأخرى.
تتكون مالي من 23 إثنية وهذه الإثنيات كانت تهمش الشمال المالي (إقليم الأزواد)، وظلت ترفض الاستجابة لطموحاتهم سواء في حكم ذاتي أو في تقاسم السلطة.
مع ظهور القاعدة في المغرب الإسلامي التي انشطر عنها تنظيم التوحيد والجهاد وأنصار الدين والحركة الوطنية من أجل تحرير الأزواد، يطفو هذا المشكل القديم على سطح الأحداث.
وأوضح مكاوي: "إن حركة تحرير الأزواد هي حركة لائكية كانت دائما مقربة من الجزائر، وظهرت إلى جانبها حركة أخرى تنافسها وهي حركة أنصار الدين وهي بدورها مقربة من الجزائر التي تعتبر أنها قابلة للابتعاد عن الإرهابيين الآخرين كالقاعدة في المغرب الإسلامي وتنظيم الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا وتنظيمات الملثمين...إلخ."
تخوفات من دخول مستنقع مالي
ويعتقد أن الجزائر تحاول أن تناور، وأن خلافها مع فرنسا والولايات المتحدة هو حول حركة أنصار الدين التي تعتبرها حركة سياسية دينية يمكن التفاوض معها في حين يضعها الغرب في خانة التنظيمات الإرهابية.
وأوضح: "لحد الآن لم تدع الجزائر أنها ستتدخل، بل إنها تناور لإفشال أي تدخل غربي لضرب الجماعات السلفية الإسلامية في شمال مالي، وهي تارة تقول بمنح تسهيلات لوجستية وتارة تعارض أي تدخل بدعوى ان عقيدتها العسكرية لا تسمح لها بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول إلا أنها سبق وأن تدخلت في إقليم الصحراء جنوب المغرب."
للجزائر حدود طويلة مع مالي بحوالي 1330 كلم، و140 كلم مع النيجر، و150 كلم مع موريتانيا إضافة إلى 1400 كلم مع المغرب بمجموع 6500 كلم، "هي حدود الجزائر كلها موبوءة وملغمة وجيشها منتشر فيها." يعلق الخبير.
ويضيف: "طلب من الجزائر كي تتدخل لسببين، أولا، لأجل دفع نسبة معينة من فاتورة هذا التدخل الذي يقيم من قبل الاستخبارات العسكرية الأجنبية بأكثر من مليار دولار، ثم ثانيا، أن جيشها غير مستعد للقيام بحروب في الرمال، وأخيرا إنها تتخوف من الدخول في مستنقع في مالي وتحول المنطقة إلى أفغانستان أخرى قد تكون لها تداعيات على الداخل الجزائري."
الحرب وحتمية التغيير
يرى الخبير في الدراسات الاستراتيجية والعسكرية عبد الرحمان مكاوي أن أي تدخل في الوقت الراهن دون الجزائر أولا، ودون مساعدة الجيش الملكي المغربي، سوف يكون مصيره الفشل، "لأن جيوش إفريقيا الغربية لا تستطيع محاربة القاعدة في مساحات كبيرة، ثم إنها ليست مدربة على حروب الرمال والصحراء."
من الناحية العسكرية، يعتقد الخبير أن الأمر معقد جدا وأن الغرب وفرنسا على الخصوص لا يرغبان في التدخل على الأرض بجنود عدا إمكانية تكليف وحدة خاصة لتحرير الرهائن كلما أتيحت إمكانيات ذلك.
وأضاف الباحث:" يركز الغرب على عاملين أساسيين هما المقاربة الأمنية ومطالبة الجزائر بمدهم بكل ما لديها من مخزون استخباراتي حول الجماعات السلفية، ثم المقاربة العسكرية، وهنا إن لم تتدخل الجزائر فهي فاشلة وإن هي تدخلت فإنها ستتحول إلى بؤرة من بؤر التوتر في منطقة قد تمتد من شمال نيجيريا إلى القاهرة."
وأوضح: "كل حرب قد تؤدي إلى تغير جيوستراتيجي كيفما كانت، فالكل متخوف: الغرب والجزائر والمغرب، لذلك هناك ضغوط على جميع القيادات في المنطقة، والحرب، إن هي وقعت، ستكون طويلة المدى وسوف تكون تأثيراتها على جميع دول المنطقة وأولها موريتانيا والجزائر وبوركينا فاصو والنيجر، وقد تصل تداعياتها إلى المغرب نظرا لاعتباره دولة ساحلية صحراوية.
واعتبر أنه في هذه الحالة، امام مستنقع ينبغي مقاربته سياسيا عن طريق منح حكم ذاتي لشمال مالي عن طريق المفاوضات، وإعادة بناء الجيش المالي بإعادة إدماج ثوار حركة تحرير الأزواد.
 
 
 «14 آذار»... على مَن يقع الدور هذه المرّة؟
الجمهورية.. علي الحسيني
كلّ من راقب وجوه قيادات «14 آذار» خلال اجتماعها الأخير، أدرك حجم المأساة التي تعيشها هذه القوى من جرّاء الاغتيالات التي تطاولها الواحدة تلو الأخرى، حتى بات اللبناني يشعر كأنه أمام إعادة مسلسل «عشرة عبيد صغار» مع فارق أليم هو انّ عدد الذين سقطوا فعلياً تخطى هذا العدد بكثير.
يقول نائب مستقبلي واصفاً حال قيادات 14 آذار: "يخرجون من بيوتهم في كل يوم، يولون وجوههم نحو الله متضرّعين اليه طالبين الحماية بعدما فقدوها على أرض غابت عنها عدالة الأرض، فاستعاضوا عنها بعدالة سماء آمنوا بها فرفعتهم اليها شهداء عندها يرزقون وشهوداً على حقيقة لم يبزغ فجرها بعد حتى استحقوا بأحيائهم وشهدائهم لقب "شهداء الله في لبنان".
 
"لن أترك البلد وأرحل، لا لن أتركه لبشار الأسد وجماعته فأنا باق هنا و"يَلّي بَدو يصير يصير"، هذا ما يقوله النائب الوسطي المهدد بحياته بعد المواقف التي اتخذها منذ السابع من أيار عام 2008 وحتى اليوم لبعض القريبين منه.
 
تحزّ في نفسه كلمة سمعها بحق الخط السياسي الذي ينتمي اليه، والتي وقعت على مسمعه كالسيف لحظة اتهامهم بأن الاستقرار، بحسب مفهومهم، هو أن يبقوا ضمن التحالف السوري ــ الإيراني، وهو يعتبر أن "ظلم القريب أشدّ مضاضة من ظلم البعيد. فنحن كنّا أول من نزل إلى الشارع يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وأول من رفع السقف عالياً في وجه النظام السوري وملحقاته في لبنان، فهل هكذا يكافئوننا؟".
 
أوساط في قوى "14 آذار" تعتبر انّ كلام هذا النائب الوسطي في محله، ولكن يوم اغتيال اللواء وسام الحسن كان يفترض بالجميع ممّن هم في الخط السيادي، ان يقوموا بخطوة ما تعبّر عن حجم الكارثة التي حصلت، فلا يجوز السكوت في كل مرّة عن الاغتيالات التي تطاول فريقاً محدداً والاكتفاء بمشاهدة بعضنا بعضاً كيف نسقط واحدا تلو الآخر من دون ان يهتزّ للفريق الآخر جفن"، متسائلة "حتى الآن، هناك أمر غير واضح ومبهم، إذ كيف لـ"حزب الله" أن يدّعي بأنه مستهدف من الإسرائيلي، بينما نرى نوابه ووزراءه وحتى بعض قياداته، يتجولون بحرية على كل مساحة لبنان وحتى بالقرب من الشريط الحدودي مع اسرائيل، بينما نحن الذين يتهمنا الحزب بمحالفة الإسرائيلي، نُقتل في كل يوم من دون حسيب أو رقيب؟".
 
وتعتبر الاوساط نفسها أن "الأمور لن تستقيم بيننا وبين "حزب الله"، إلّا عندما تخرج قيادات الحزب من عصبياتها وزواريب حساباتها الضيقة وتقف معنا في وجه آلة القتل التي يمكن ان تنقلب عليها في ما لو رأت مصلحتها في ذلك، وقد يصحّ القول إن الحزب يتخذنا اعداء له، ولذلك هو يرى في النظام السوري صديقاً، لأن المبدأ يقول إنّ عدو عدوي هو صديقي".
 
وتضيف: "حزب الله" يعيش هذه الأيام هدوءاً ملحوظاً، لكنه يُبشّر بعاصفة مقبلة لا ندري حجمها، واللبنانيون بمعظمهم يترقبون بدهشة هذا الصمت، خصوصاً أنّ اتهامات قد وجّهت اليه بالوقوف او المساعدة في اغتيال الحسن، حتى ان البعض يرى فيه اتهاماً مباشراً له لأنه يذكرنا بالفترة التي سادت اغتيال الرئيس الحريري يوم دخل الحزب في صمت مُريب لتكشف تحقيقات المحكمة الدولية وقوفه وراء الاغتيال".
 
وتؤكد الاوساط أن جميع قيادات "14 آذار" ستبقى في البلاد، "فالنضال هنا على رغم أن المرحلة قد تطول، لكن في النهاية سنقطف ثمار النصر من هنا ايضاً، ومن يدري في أيّ لحظة قد يعود من هم في الخارج إلى الوطن لنُكمل مسيرة التحرير والبحث عن الحقيقة بمَن تبقّى منّا.
 
لقد سقط حاجز الخوف وانكسر القيد حتى أصبحنا امام مشهد سوريالي ننظر فيه بعضنا إلى بعض غير مصدقين وكأنها المرّة الأخيرة التي قد نلتقي فيها، ونسأل ضمناً، على من سيَقع الدور هذه المرّة؟".
 
 
الجهاديون في سوريا يقبلهم الميدان وترفضهم السياسة
جريدة اللواء...
في سوريا يحمل المقاتلون المعارضون والاسلاميون المتطرّفون السلاح جنبا الى جنبا ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد، لكن المعارضة السورية في الخارج تخشى كما الولايات المتحدة، القوة المتنامية للجهاديين الذين باتوا حاضرين على كل الجبهات تقريبا.
وقد تبنّت «جبهة النصرة» الاسلامية المتطرّفة التي لم تكن معروفة قبل انطلاق الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الاسد منتصف آذار 2011، غالبية الهجمات التي تركزت على مقار عسكرية وحكومية.
وبات الجهاديون القوة الاولى بين المقاتلين المعارضين في شمال البلاد بفضل تمويل من دول الخليج، بحسب ما يقول الناشطون.
ويقول العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب التي تشهد معارك يومية منذ ثلاثة اشهر: «نقاتل معا على الجبهة، حضورهم لا يمثل بالنسبة لنا اي مشكلة».
ويُقرُّ بأنّ مقاتلي هذه الجبهة «هم اكثر ميلا الى الاستشهاد من المقاتلين الآخرين».
ويؤكد مقاتل من حلب عرف عن نفسه باسم «عدنان» ان المقاتلين المعارضين يتركون عناصر جبهة النصرة يقاتلون على الخطوط الامامية، فهم «يريدون الموت شهداء، ونتركهم يعبرون امامنا. يساعدوننا كثيرا».
وقال عدد من قادة المقاتلين المعارضين بأنّهم سيطلبون من الجهاديين الاجانب مغادرة سوريا ما ان تنتهي الثورة.
من جهته، اعاد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا زيادة التطرف الاسلامي في سوريا الى نقص في الدعم الدولي، ردا على دعوة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون المعارضة الى ان «تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة».
وبحسب ناشط في حماة قدم نفسه باسم «أبو غازي»، تبدو التصريحات الاميركية «منافقة» لان «مجموعات مماثلة ثبتت وجودها بسبب هيلاري كلينتون».
واعتبر أن تزايد التطرف الاسلامي «هو انعكاس لغباء السياسة الاميركية ونفاقها».
هذا الشاب الذي يقول بأنّه ينشط من اجل اقامة دولة عادلة في سوريا «حتى لو انني لا اتشارك الافكار نفسها مع المقاتلين المتطرفين، لا يمكنني سوى ان اقبل بوجودهم.
السوريون يطالبون بالمساعدة منذ اشهر ولم يتجاوب معهم احد، سوى هؤلاء» المقاتلين.
وأكد عدد من الناشطين انهم حذروا مرارا منذ اشهر من وصول الجهاديين «اليوم، كل هذا يتحقق ويشرعن خطاب النظام».
وقد اوردت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام يوم أمس ان «في حلب تتزايد البراهين إلى تنامي نفوذ مقاتلي القاعدة بين صفوف المسلحين لدرجة أن بعض أذرعها مثل «جبهة النصرة» بات يقود ألوية الكتائب المنضوية تحت ما يسمى المجلس العسكري الثوري في حلب».
وأشارت الصحيفة الى ان «جبهة النصرة» تؤدي «دورا محوريا في إدارة غرفة العمليات ودفة الغارات العسكرية وفرض أجندتها وشروطها على بقية المقاتلين إضافة إلى محاسبتها عناصر الألوية وتصفية كل من يريد إلقاء السلاح أو الانشقاق عنهم».
وفي شرق حلب، اندلعت مواجهات بين هؤلاء المتطرفين والمقاتلين المعارضين الذين بات عدد منهم يخشى أولئك الجهاديين الذين، وعلى عكس الآخرين، لا ينقطعون من الذخيرة ولا يهابون الموت، واكتسبوا خبرتهم في ميادين قتال اخرى، لكن العديد من السوريين انتقدوا الجبهة لشنها هجمات على اهداف مدنية.
ويقول ناشط فضل عدم الكشف عن اسمه: «في بعض الاشرطة المصورة، يكيلون المديح للملا عمر (زعيم حركة طالبان الاسلامية الافغانية) واسامة بن لادن، داعين الى ذبح العلويين» .
ويرى المحللون ان الكثير من الظلال يحوم حول استراتيجية «جبهة النصرة» التي تؤدي اعمالها الى إضعاف المعارضة المسلحة وانقسامها.
وينقل فرنسوا بورغا، مدير المعهد الفرنسي للشرق الادنى والخبير في شؤون الحركات الاسلامية، عن ابو بصير الطرطوسي، احد قادة الحركة الجهادية الذي انضم الى الجيش السوري الحر، اتهامه الجبهة بأنّها «تعتمد، وفي شكل دوري، خطابا طائفيا وغير منتج بالنسبة لكل حلفاء المعارضة السورية (ومن بينهم تركيا)».
كذلك يتهم عدد من المراقبين اجهزة المخابرات السورية بالوقوف خلف اطلاق الجبهة التي لا يمكن التعرّف الى اي من قادتها حتى تاريخه، وذلك بغرض شرعنة خطاب النظام القائل انه يخوض مواجهة ضد «الارهابيين».
ويعتبر بورغا أن «احدى النظريات ذات الصدقية في الوقت الراهن هي ان الدمية التي اخترعها النظام، خرجت عن سيطرته نتيجة خلاف داخلي»، لكن ثمة فارق بسيط يتحدث عنه ابو عدي، الناشط في منطقة دمشق، اذ يشير الى ان الجهاديين لا يحتفظون بالمراكز، بل يهاجمون ثم ينسحبون، على ان يتولى المقاتلون المعارضون في وقت لاحق اقامة الحواجز والحفاظ على الارض.
يضيف ابو عدي: «ليس الجهاديون من يسرقون الثورة، بل السياسيون الذين يتحدثون باسمنا من دون ان يكونوا قد قدموا تضحية واحدة من اجل سوريا».
(أ.ف.ب)
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,852,509

عدد الزوار: 7,647,910

المتواجدون الآن: 0