الجيش الحر والمجلس الوطني: روسيا أصبحت «عدوا» للشعب السوري الذي يقتل بسلاحها...ديفيد كاميرون: الأمم المتحدة فشلت في سوريا>>الجبهات العسكرية الخمس

أكثر من 70 قتيلا بقصف جوي في إدلب والإبراهيمي يعيد الكرة لاتفاق جنيف.. وتفجير عبوة في المزة يوقع قتلى وجرحى بدمشق...رئيس بلدية عرسال يدعي أمام السلطات اللبنانية على «مجهولين» أطلقوا النار عليه...النظام يجمد أموال 34 شركة سورية بتهم التهريب، تزايد عمليات خطف التجار في العاصمة طلبا للفدية

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 تشرين الثاني 2012 - 5:41 ص    عدد الزيارات 2463    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تفجيرات تهز المزة وحماه.. والإبراهيمي يعيد الكرة لاتفاق جنيف
المعارضة في الدوحة تحقق تقدما في مناقشاتها * إصابة سيارة عسكرية إسرائيلية بالرصاص في الجولان
بيروت: يوسف دياب وليال أبو رحال القاهرة - لندن: «الشرق الأوسط»
فيما هزت انفجارات حي المزة بدمشق وإحدى القرى في سهل الغاب بمحافظة حماه أمس, أعاد المبعوث الأممي - العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «الكرة» مجددا إلى مربع اتفاق جنيف، والذي تم الاتفاق عليه في مجلس الأمن بالإجماع في 30 يونيو (حزيران) الماضي. وقال الإبراهيمي في القاهرة «من الأهمية أن يترجم ما جاء في البيان (جنيف) إلى قرار من مجلس الأمن حتى يكتسب خلالها القوة التي تمكن من ترجمته مرة أخرى إلى مشروع سياسي قابل للتنفيذ. وفي الدوحة أجمع المشاركون في اجتماعات المعارضة السورية على تحقيق تقدم كبير على صعيد المناقشات الدائرة.
من جهة أخرى تعرضت سيارة عسكرية اسرائيلية لاطلاق رصاص سوري في الجولان أمس، حسب ما اكد الجيش الاسرائيلي. وقال ان قائد سرية في الجيش كان يقود السيارة لكنه لم يصب بأذى.
 
أكثر من 70 قتيلا بقصف جوي في إدلب.. وتفجير عبوة في المزة يوقع قتلى وجرحى بدمشق، المرصد السوري: مقتل 50 عنصرا نظاميا ومسلحا مواليا في تفجير سيارة مفخخة في قرية بحماه

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط» ... شهدت سوريا أمس يوما داميا جديدا من يوميات الثورة السورية المستمرة منذ منتصف شهر مارس (آذار) 2011، ارتفعت فيه حصيلة القتلى، بين مدنيين وعسكريين منشقين ونظاميين، إلى أكثر من 180 قتيلا في محصلة أولية. وفي حين أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 130 شخصا برصاص قوات الأمن السورية، 72 منهم في إدلب وريفها قضى معظمهم بقصف جوي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل خمسين عنصرا «من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها صباح أمس، بتفجير سيارة مفخخة في ريف حماه». وغداة إعلان الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس أن «الساعات القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا، تضم أغلب تشكيلات وقيادات وكتائب الجيش السوري الحر»، بث ناشطون أمس على موقع «يوتيوب» شريط فيديو أعلن خلاله مقاتلون في «الجيش الحر» عن تشكيل «قيادة العامة لجبهة المنطقة الوسطى». وقال متحّدث باسم المقاتلين في مقاطع الفيديو إن جبهة المنطقة الوسطى ستكون «تجمعا عسكريا لمقاتلي (الجيش الحر) والثوار الذين يدافعون عن شعبهم ويضربون على يد الجلاد لإحقاق الحق ونصرة إخوتهم».
وفي سياق متصل، اكتفت مصادر قيادية في «الجيش الحر» بالقول لـ«الشرق الأوسط» أمس إنّ «المفاوضات لا تزال مستمرة بين الأطراف العسكريّة، لا سيّما قيادات الجيش الحر من أجل توحيد القوى العسكرية الفاعلة على الأرض، وكذلك من أجل توحيد مصادر الدعم العسكري والمالي للجيش الحر».
وفي التطورات الميدانية، ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن «اثنين وسبعين قتيلا على الأقل قضوا في إدلب وريفها، معظمهم بقصف جوي، حيث قتل 23 شخصا على الأقل في كفرنبل»، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل «ما لا يقل عن عشرين مقاتلا معارضا للنظام السوري في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة حارم».
كما طال قصف جوي عنيف بالطائرات الحربية قرية النبهان في جسر الشغور، حيث أعلن عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وجرح العشرات بعد تهدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها، وفق لجان التنسيق، التي أفادت عن قصف مدفعي على أحياء الصاخور، الحيدرية، هنانو والشعار». وذكر المرصد السوري أن قريتي السعدية بريف جسر الشغور وبلدة كورين بريف إدلب تعرضتا لقصف بالطائرات الحربية وقصف مدفعي.
وفي العاصمة دمشق، أعلن التلفزيون الرسمي السوري مقتل أحد عشر شخصا وإصابة العشرات في تفجير عبوة ناسفة في حي المزة، حيث يتركز أبناء الطائفة العلوية من العاملين في الجيش والأمن ومؤسسات الدولة، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «بين الجرحى ثمانية على الأقل إصاباتهم خطرة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في مكان الانفجار».
وبحسب شهود عيان هرعت أكثر من عشرين سيارة إسعاف إلى موقع الانفجار، كما شوهد نقل عدد من المصابين بعربات نقل، بعدما تم قطع كل الطرق إلى الموقع وفرض طوق أمني في منطقتي المزة 86 والمزة فيلات غربية. وتنبت كتائب «شهداء السيدة عائشة» التابعة للواء سيف الشام التفجير، وقالت إنها استهدفت «تجمعا لقوات النظام ضباط وصف ضباط وعناصر تشبيحية في منطقة المزة»، وإن العملية أسفرت عن قتل «كل من كان موجود في المكان»، مشيرة إلى أن هذه العملية رد فعل على «أفعال النظام الوحشية».
وجاء هذا التفجير في ظل تصاعد التوتر الأمني في العاصمة دمشق، التي شهدت سلسلة تفجيرات في عدة أحياء خلال ليل الأحد الاثنين على وقع اشتداد القصف الكثيف على الأحياء الجنوبية التضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك والعسالي، وبعض مناطق الغوطة الشرقية. وترددت أصداء القصف المنطلق من قاسيون في مختلف أرجاء العاصمة مع تحليق كثيف للطيران الحربي متواصل خلال اليومين، ما أدى إلى انتشار حالة ذعر في العاصمة وانتشار لشائعات عن بدء العد التنازلي لـ«ساعة الصفر»، كما تداول السوريون نداءات لم يعلم مصدرها بـ«التزام البيوت حتى إشعار آخر». كما أفاد المرصد عن مقتل خمسة أشخاص في سقوط قذيفة هاون قرب حافلة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة، في حين ذكر التلفزيون الرسمي أن «قذيفة أطلقت على الحافلة وتسببت بمقتل سبعة أشخاص»، متهما «إرهابيين» بإطلاقها.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس عن مصادر فلسطينية في دمشق قولها إن قوات النظام السوري داهمت مساء أمس مكاتب حركة حماس الفلسطينية في دمشق وأغلقتها بالشمع الأحمر، موضحين أن معظم مكاتب حماس خالية.
ويذكر أن قيادات حماس تركت قواعدها في دمشق بعد بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مارس (آذار) 2011، وانتقلت إلى مصر وقطر. ولم يتسن أمس الحصول على مزيد من التفاصيل حول الخبر.
ويشهد مخيم اليرموك في الأيام الأخيرة اشتباكات بين مقاتلين معارضين للنظام السوري والقوات النظامية شارك فيها فلسطينيون انقسموا بين الطرفين المتقاتلين، بالتزامن مع مواجهات أخرى في الأحياء الجنوبية المتاخمة للمخيم. وذكر ناشطون أن «اشتباكات وقعت خلال اليومين الماضيين عند أطراف المخيم بين الجيش الحر والقوات النظامية»، تخللها استهداف مقاتلي «الجيش الحر» مواقع تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، الموالية للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.. في حين قال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أنور رجا إن المعارك وقعت «عندما حاول عناصر مما يسمى الجيش الحر التسلل إلى مخيم اليرموك».
وفي ريف دمشق، استهدف قصف بالمدفعية الثقيلة منطقة السيدة زينب وتسبب بسقوط عدد من الجرحى. وأفاد «المرصد السوري» أن مقاتلين من «الجيش الحر» شنوا فجر أمس «هجمات متزامنة على حواجز للقوات النظامية في أحياء القدم ونهر عيشة وشارع الـ30 بمخيم اليرموك والزاهرة القديمة ودف الشوك وبلدات يلدا وببيلا ومنطقة سيدي مقداد عقربا وبيت سحم، جنوب العاصمة دمشق».
أما في حماه، فقد أعلن «المرصد السوري» مقتل «خمسين عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها صباح أمس في تفجير سيارة مفخخة قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية في قرية الزيارة في سهل الغاب بمحافظة حماه. وذكر أن «الرجل الذي فجر نفسه ينتمي إلى جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة»، مشيرا إلى أنباء عن أن «العملية نفذت بالتعاون مع كتائب أخرى زرعت عبوات ناسفة في المناطق المحيطة بالمركز».
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، نقلا عن مصدر مسؤول، أن «إرهابيا فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مركز تنمية إنعاش الريف»، من دون أن تأتي على ذكر القوات النظامية. وأعلنت أن «وزن المواد المتفجرة التي استخدمها الإرهابي في التفجير يقدر بنحو طن من المواد شديدة الانفجار»، لافتة إلى «معلومات أولية» عن مقتل مواطنين اثنين وإصابة عشرة آخرين.
وفي حلب، كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من «الجيش الحر»، بالتزامن مع قصف عنيف تعرضت له المنطقة. وأشار «المرصد السوري» إلى «اندلاع النيران في محيط مبنى فرع الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء الذي يشهد اشتباكات عنيفة». كما تدور اشتباكات في حي الإذاعة ومحيط مطار حلب الدولي.
حجاب يحاول في أنقرة تخطي «فيتو» المعارضة، المجلس الوطني يعرب عن «اطمئنانه» إلى الموقف التركي

بيروت: «الشرق الأوسط» .... بحث رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في أنقرة أمس «جهود إعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية»، ساعيا مع المسؤولين الأتراك إلى تجاوز «الفيتو» الذي فرضه المجلس الوطني السوري على ترؤسه أي صيغة قيادية في المستقبل القريب من خلال اجتماع المعارضة السورية المقرر يوم الخميس المقبل في العاصمة القطرية.
وفيما رفضت مصادر تركية توضيح «الموقف التركي» من هذه القضية، أشار مسؤولون في المجلس الوطني السوري إلى أنهم لن يقبلوا بشخصيات «هبطت بالمظلة على المعارضة السورية»، مؤكدين اطمئنانهم إلى الموقف التركي الذي تبلغه المجلس الوطني خلال لقائه السبت الماضي مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو. وأشار مصدر - رفض ذكر اسمه - أن الوزير التركي أبلغ الوفد أن تركيا لن تسير في أي أمر يرفضه المجلس باعتباره ممثلا للشعب السوري بنظر أنقرة التي تستضيف مكتبه.
وأكد مصدر دبلوماسي تركي أن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، الذي أعلن انشقاقه عن النظام السوري الصيف الماضي، بحث في جهود إعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. وأشار المصدر إلى أنّه «تم التطرق إلى الأزمة السورية وسبل معالجتها وإعادة تنظيم صفوف المعارضة السوريّة».
كما ذكر المصدر أنّ حجاب وداود أوغلو بحثا في الوضع الإنساني المتدهور في سوريا ومصير الـ110 آلاف لاجئ سوري الذين يُقيمون في مخيّمات في تركيا.
إلى ذلك، كشف حجاب أن الرئيس بشار الأسد رفض مرارا دعوات من قبل حكومته من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، وفضل النهج العسكري. وقال في حديث لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس إن مسؤولين كبارا بنظامه ناشدوا الأسد للتفاوض مع المعارضة.
وأوضح رئيس الوزراء السابق للصحيفة أنه التقى قبل أسبوع من انشقاقه الأسد في اجتماع خاص بحضور نائب الرئيس ورئيس البرلمان ونائب رئيس حزب البعث، وقال: «أبلغنا الأسد بأنه عليه أن يجد حلا سياسيا للأزمة، فهؤلاء الذين نقتلهم هم شعبنا»، كما «اقترحنا عليه العمل مع مجموعة أصدقاء سوريا، ولكنه رفض بكل صراحة وقف العمليات العسكرية أو التفاوض».
وعن ترؤسه للحكومة السورية، قال حجاب: «كان مطلوبا مني أن أقود حكومة تسوية وطنية، ولكن في أول اجتماع لنا، أوضح بشار أنها حكومة للتغطية، وأطلق علينا اسم حكومة حرب»، مشيرا إلى أن تفجير مبنى الأمن القومي، المعروف بانفجار «خلية الأزمة»، الذي استهدف وزير الدفاع وصهر الرئيس كان نقطة تحول، حيث بعث وزير الدفاع الجديد أمرا للقادة العسكريين يؤكد عليهم «القيام بكل ما هو ضروري لتحقيق النصر».
وأشار حجاب إلى أن الأسد اختبر تهديدات الغرب، ووجد أن شيئا لم يحدث.. ولذلك فهو يستطيع الآن أن يدفع بالطيران ويسقط قنابل عنقودية على شعبه.
أما عن مبادرات وقف إطلاق النار التي اقترحها المبعوث الدولي السابق كوفي أنان، والحالي الأخضر الإبراهيمي، فقال حجاب إن الأسد قبلهما كـ«مجرد مناورة لكسب الوقت لإحداث مزيد من الدمار والقتل».. متوقعا أن يستمر العنف وأن يبقى النظام في السلطة طالما أن روسيا وإيران تمضيان في دعمه، واستبعد استسلام الأسد حتى لو تخلت الدولتان عن الدعم.
 
أربيل تدعو أكراد سوريا إلى ضبط النفس والتمسك بالنهج السلمي

أربيل: شيرزاد شيخاني .... حذرت رئاسة إقليم كردستان العراق، أكراد سوريا من الوقوع في فخ الفتنة جراء التطورات والأحداث التي شهدتها المناطق الكردية بسوريا مؤخرا، مؤكدة على أن «النهج السلمي للمطالبة بالحقوق القومية المشروعة هو الطريق الأسلم لتحقيقها».
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان في بيان صحافي تسلمت «الشرق الأوسط» نصه «لقد أثبتت الأحداث التي تشهدها الساحة السورية صوابية النهج السلمي الذي تبنته الأطراف السياسية الكردية هناك لتحقيق أهدافهم، وهو النهج الذي أسهم في تقوية دور وموقع الشعب الكردي في المعادلة السياسية بسوريا. وأكدت رئاسة إقليم كردستان مرارا على أهمية انتهاج هذا الخيار السلمي، لأن أي خيار آخر سيؤدي إلى مزيد من الفوضى والاضطراب بالبيت الكردي، ولا يستبعد أن يخلق ذلك فتنة كبرى غير مرغوب فيها»، وتابع البيان «انطلاقا من حرص رئاسة إقليم كردستان على المصلحة القومية العليا تؤكد مرة أخرى على ضرورة التمسك بهذا الخيار، وتدعو جميع الأطراف الكردية إلى التعامل بحكمة وحذر مع هذا الظرف الحساس، وأن يسعى الجميع لحماية وحدة الصف ومراعاة المصلحة العليا للشعب».
يذكر أن توترات شديدة حصلت بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يعتقد أنه الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني ويمتلك آلاف المسلحين المدربين بجبل قنديل، وبين الأحزاب الكردية السورية المؤتلفة تحت راية المجلس الوطني الكردي السوري وهي أحزاب ما زالت تتمسك بسلمية مطالبها القومية في الثورة المندلعة بسوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ ما يقرب من 18 شهرا.
ومضى البيان «لا شك بأن أحد أهم مرتكزات حماية وحدة الصف هو الالتزام التام والكامل بتطبيق (إعلان أربيل) الذي وقعته القوى السياسية الكردية السورية، وندعو جميع الأطراف إلى المبادرة بإطلاق سراح المعتقلين لديهم، والسعي لتمتين وحدة الصف درءا لاحتمالات نشوب الفتنة بينهم».
وكانت وسائل الإعلام التركية أفادت أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد كشف في تصريحات أدلى بها أثناء عودته من زيارة لألمانيا أنه حذر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، من أي محاولة لتكرار تجربة إقليم كردستان العراق بسوريا، وقال إنه أبلغ بارزاني بأن «تركيا لن تسمح بتنفيذ سيناريو مماثل للسلطة الكردية بالعراق في سوريا المستقبل» وأشارت تلك المصادر إلى «أن أردوغان أبلغ بارزاني بأنه في حال وجود أي سيناريو من هذا النوع فإن تعامل تركيا معه لن يكون بمثل تعاملها الحالي مع إقليم كردستان العراق»، مشيرا إلى «أن بارزاني أكد له بأنه لا وجود لمثل هذا السيناريو حاليا ولا في المستقبل، وقد حاول بارزاني أن يوضح لنا بأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ليس تابعا لحزب العمال الكردستاني، بل هما حزبان مختلفان».
 
رئيس بلدية عرسال يدعي أمام السلطات اللبنانية على «مجهولين» أطلقوا النار عليه، نائبه لـ «الشرق الأوسط»: الاعتداء بتدبير من النظام السوري

بيروت: يوسف دياب... ادعى رئيس بلدية عرسال في البقاع اللبناني علي محمد الحجيري، أمس، أن مجهولين أطلقوا النار باتجاهه في مكان قريب من مدينة بعلبك ليل أول من أمس، بينما اتهم نائبه النظام السوري بتدبير الاعتداء على خلفية القيام بـ«مساعدة الشعب السوري المضطهد والمهجر من أرضه». وتقدم الحجيري بادعاء لدى مخفر عرسال طالبا التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، ومطلق النار وتوقيفه.
ويأتي هذا الحادث بعد الاشتباك الذي وقع الأسبوع الماضي بين حاجز لقوى الأمن الداخلي ومسلحين في جرود عرسال، على خلفية محاولة إدخال جريح سوري إلى لبنان، واتهام وسائل إعلام لبنانية موالية للنظام السوري للحجيري بأنه هو من أرسل المسلحين للاعتداء على الحاجز الأمني، واتهامه من قبل قوى سياسية داعمة لنظام الرئيس بشار الأسد بدعم الثوار والجيش السوري الحر.
وأوضح نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي أن «الحادث وقع مساء أمس على رئيس البلدية قرب مدينة بعلبك، وأن الأدلة الجنائية حضرت وعاينت السيارة، وبدأ مخفر عرسال تحقيقا بالحادث».
ورأى الفليطي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «ما حصل قد يكون مشروع فتنة، ولكن نحن لا نريد الفتنة أن تبدأ من عندنا، ولن ندخل بالاتهامات والرد والرد المقابل إعلاميا». وقال إن «النظام السوري جرّب اعتداءات كثيرة على عرسال وسقط عدد من أبنائها شهداء على أيدي القوات السورية، وربما بدأ اليوم ينفذ اعتداءات بشكل مختلف عبر استهداف المعنيين بمساعدة الشعب السوري المضطهد والمهجر من أرضه».
وأضاف أن «هناك من يريد أن يجرنا إلى معركة، لكن من منطلق حرصنا على الثورة السورية لسنا بوارد هذه المعركة، وغير مهيئين لها، ولن نتهيأ لها إطلاقا».
وردا على سؤال عمّا إذا كان يربط بين هذه الحادثة والاعتداء الذي حصل على حاجز أمني قبل أيام قليلة في عرسال، واتهام بعض القوى لرئيس البلدية بتحريض المسلحين على مهاجمة الحاجز، لفت الفليطي إلى أن «رئيس البلدية ليس لديه مسلحون ولا يقبل أي اعتداء على قوى الأمن الداخلي التي هي مؤسسة نثق بها، والحادث حصل على خلفية سياسية بسبب وفاة جريح سوري لم يسمح له أحد عناصر الحاجز بإدخاله إلى لبنان لتلقي العلاج».
وسأل لماذا لم يفتح تحقيق بمنع دخول الجرحى من قبل بعض العناصر الأمنية غير المنضبطة، التي تبدي ولاءها لغير الدولة.
إلى ذلك، أدان وزير الزراعة حسين الحاج حسن «اعتداء مسلحين على قوى الأمن الداخلي في عرسال»، منتقدا ردود الفعل الرسمية التي «لم تكن بالمستوى اللازم على الصعيد الرسمي، باستثناء موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خصوصا من قبل مؤسسة قوى الأمن الداخلي والقضاء»، لافتا إلى أن «جواب قوى 14 آذار في إدانة وشجب واستنكار هذا الاعتداء أتى وكأنه حادث فردي بسيط».
وسأل: «هل أصبح الموقف من أي اعتداء مرتبطا بهوية المعتدين؟ أي أنهم إذا كانوا من فئة معينة فلا بأس، وخصوصا فريق 14 آذار، مدعي الحرية والسيادة والاستقلال والحفاظ على الدولة والمؤسسات، بالتحديد مؤسسة قوى الأمن الداخلي التي يدعون حرصهم عليها، فالمعتدى عليهم هم من عناصر قوى الأمن الداخلي، تم الاعتداء على مركزهم وسلاحهم وأشخاصهم ورتبهم وبذاتهم ومعنوياتهم».
وفي سياق متصل، شيّع أمس المواطن باسل أحمد الهق (22 سنة) في بلدة الكواخ، بعد أن قضى إثر سقوط قذيفة بالقرب من منزل ذويه في بلدة الصفصاف داخل الأراضي السورية، قرب بلدة حوش السيد علي اللبنانية.
 
اليوم الثاني لمؤتمر المعارضة بالدوحة: تقدم كبير يلاقي تطلعات الثورة السورية، نشار لـ«الشرق الأوسط»: المجلس الوطني سيكون أمينا على دماء السوريين.. وصبرا: نتعرض لضغوط هائلة للحوار مع النظام

بيروت: يوسف دياب.... أجمع المشاركون في اجتماعات المعارضة السورية بالعاصمة القطرية الدوحة، على تحقيق تقدم كبير على صعيد النقاشات والاتفاق على بنود جدول الأعمال التي كانت مدار بحث في اليومين الماضيين، على أن تبدأ اليوم الجلسات الفعلية لأعمال المؤتمر. وقد أعلن أمس المتحدث باسم المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، أن «المجلس يتعرض لضغوط هائلة للدخول في حوار سياسي مع النظام السوري»، مشيرا إلى «رفض كثيرين من قادة المعارضة لهذا الطلب»، ورافضا الكشف عن الجهة التي تمارس الضغوط على المجلس.
في هذا الوقت، أعلن مصدر قيادي في المجلس الوطني أن «القرارات التي سيخرج بها المؤتمر ستلاقي تطلعات الشعب السوري والحراك الثوري، بما يخص مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «دما جديدا أدخل إلى المجلس الوطني، من خلال انضمام 150 عضوا جديدا، 15% منهم من النساء، و33% من الحراك الثوري على الأرض»، مشيرا إلى أن «لقاءات تشاورية مكثفة تعقد على هامش المؤتمر لاستكشاف المرحلة المقبلة ومسألة تشكيل الحكومة الانتقالية».
ولفت المصدر إلى أن «هيئة التنسيق الوطني ليست مشاركة في اجتماعات الدوحة، لأنها لا تلتقي مع المجلس الوطني على العناوين الأساسية التي يعمل المجلس الوطني على تحقيقها، وهي (هيئة التنسيق) من تراجع عن وثيقة مؤتمر القاهرة، التي هي القاعدة الأساسية التي تقوم على إسقاط النظام ودعم (الجيش الحر)، وقدمت اقتراحات مغايرة لها».
إلى ذلك، وصف عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، سمير نشار، النقاشات بأنها «جدية وتتميز بروح المسؤولية»، وقال: «كانت لدينا خشية كبيرة من ألا تسير الأمور كما يجب، لكن المداولات في اليومين الماضيين كانت راقية ومشجعة في مقاربتها للوقائع». وأكد نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المجلس الوطني السوري ملتزم أهداف الثورة السورية، وهو يعد ويحافظ على وعده بأنه لن يفرط في دماء السوريين، وسيكون أمينا على هذه الدماء والتضحيات مهما واجه من تحديات، ولا شك في أنه يبحث الثغرات، ويجري قراءة موضوعية للمرحلة السابقة وما اعتراها من أخطاء».
وردا على سؤال عما إذا كانت الاجتماعات ستعالج الاستقالات التي حصلت في المجلس في المرحلة، أجاب: «الاستقالات تحصل في أي مؤسسة سياسية وفي أي حكومة، وهذا دليل صحة وليس دليل انقسامات. المهم أن المجلس يحافظ، وبثبات، على مسيرة الثورة، ويحاول جاهدا تأمين كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري له، بالتزامن مع المحافظة على استقلالية القرار الوطني».
أما عما يثار عن ضغوط دولية تمارس على المجلس لتوحيد المعارضة من أجل محاورة النظام، فأوضح أن «عنوان المعارضة واسع جدا، هناك تحولات في مواقف معارضين أو منشقين يلتحقون بالمعارضة، فالمجلس له قراءاته، وهو يتقدم برؤية سياسية واضحة ومتفق عليها بكل مكوناتها، وهو يقرأ جميع المواقف الإقليمية والدولية، ومنفتح على كل الآراء، ويستمع بعقل منفتح، لكن وحدة المعارضة لن تكون على حساب أي حل سياسي يكون شرطه الأول تنحي (الرئيس السوري) بشار الأسد عن السلطة». وأضاف: «نحن نوضح مواقفنا للآخرين لتكون جلية، فعندما تطرح قوى إقليمية ودولية فكرة الحوار مع السلطة، فإن جوابنا المعروف سلفا أننا لسنا مع أي حل تروج له هذه القوى الدولية الذي يقوم على فكرة محاورة النظام، لأن مثل هذا الحوار مرفوض قبل تنحي الأسد».
وعما إذا كان الاتفاق على الحكومة الانتقالية سيرى النور في نهاية مؤتمر الدوحة، قال نشار: «موضوع الحكومة ليس محسوما، هذه المسألة هي واحدة من جملة آراء وأفكار مطروحة للنقاش، وفي جلسة (بعد غد) الخميس سنبحث كل الأفكار المتعلقة بهذه الحكومة، ولكن ليس من الضروري أن يحسم الاتفاق عليها الآن»، معتبرا أن «جهود الدول الشقيقة والصديقة الداعمة للثورة وللتغيير في سوريا، ليست متوقفة على الحكومة الانتقالية».
إلى ذلك، أعلنت الحكومة اليابانية أمس أنها ستستضيف اجتماعا دوليا في طوكيو في وقت لاحق من الشهر الحالي، لممارسة المزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح أوسامو فوجيمورا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أنه من المقرر أن يبحث اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» تشديد العقوبات على النظام السوري لمواصلته استخدام العنف ضد معارضيه. وتضم المجموعة دولا أوروبية والولايات المتحدة ودولا عربية، وكان الاجتماع السابق والرابع لهذه المجموعة قد عقد في هولندا في سبتمبر (أيلول) الماضي بمشاركة أكثر من 60 دولة.
 
النظام يجمد أموال 34 شركة سورية بتهم التهريب، تزايد عمليات خطف التجار في العاصمة طلبا للفدية

لندن: «الشرق الأوسط» ... جمدت وزارة المالية السورية أموال نحو 34 شركة سورية «بتهم الاستيراد تهريبا»، وقال موقع «الاقتصادي»، الذي يعنى بأخبار الاقتصاد والأعمال في سوريا، إن وزارة المالية أصدرت «قرارات بإلقاء الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة على عدد من الشركات والتجار بتهم الاستيراد تهريبا، وبقيم مختلفة من الغرامات».
وقال موقع «الاقتصادي» الذي نشر قائمة بأسماء 34 شركة محلية إنه حصل على نسخة من تلك القرارات، تضمنت الأسماء الواردة في القائمة.
وأوضح أن الحجز الاحتياطي يعتبر مؤقتا ريثما تحسم القضية أو يتم قصر الحجز لاحقا على قيمة الغرامة.
ويأتي هذا الإجراء المفاجئ في وقت هجر فيه كبار رجال الأعمال البلاد وتعطلت كثير من الشركات التجارية والمنشآت الصناعية جراء الانفلات الأمني، وتضرر مئات المعامل وانقطاع الطرق.
وذلك بينما يحذر ناشطون من عمليات خطف تستهدف التجار ورجال الأعمال، وبالأخص ممن يشك في أنهم داعمون للثورة.
وقال ناشط في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك معلومات عن قيام عصابات مرتبطة بجهاز المخابرات الجوية باختطاف التجار من أجل الحصول على فدى مالية، ومن هؤلاء التجار أبو ياسين طه العش، الذي وجد مقتولا في سيارته بعد أيام من اختطافه، وذلك بعدما حصل الخاطفون على الفدية».
وتابع: «ومن التجار المتداول أسماؤهم، وتعرضوا للخطف تاجر من آل البرازي اختطف الأسبوع الماضي، وطلبت فدية لإخلاء سبيله مقدارها 15 مليون ليرة سورية. وخطف ابن تاجر من آل الحمصي من تجار البزورية عمره 15 عاما، وطلبت أيضا فدية تجاوزت 10 ملايين ليرة. كما خطف أيضا شخص من آل خلف صاحب محل الصرافة بعد سرقة 85 مليون ليرة وتجهيزات من المحل».
وأضاف الناشط أن «موظفين بالبنوك السورية يسربون للعصابات المرتبطة بالأمن معلومات عن أرصدة التجار، وتقوم تلك العصابات بمراقبة التاجر أو أحد أفراد عائلته، ثم تقوم بخطفه وتطلب فدية بحسب حجم الرصيد». ويرد الناشط تلك الممارسات إلى «نقص السيولة لدى النظام لدفع رواتب الشبيحة والجيش»، لافتا إلى أن نقص السيولة أحد أسباب إطلاق يد الشبيحة في النهب والسرقة من المناطق التي يقتحمها الجيش، حيث يقومون بافتتاح أسواق لبيع المسروقات وسط العاصمة في سوق الصالحية وشارع الثورة، وفي مناطق مساكن الحرس والمزة وضاحية الأسد في حرستا.
ويوضح الناشط أنه «الأسبوع الماضي نشرت إحدى الصفحات الموالية للنظام نداء للشبيحة لحل خلاف بينهم على (الغنائم)، أي المسروقات، وجمعها في ساحة ضاحية الأسد وإعادة اقتسامها».. ويقول الناشط، الذي رفض الإفصاح عن اسمه: «شوهدت سيارات تابعة للمخابرات الجوية في محيط حي العباسين تقوم بخطف تجار من الشارع».
ويؤكد الناشط أن النظام يطلق أيدي الشبيحة ومواليه من الطائفة العلوية للسرقة والقتل والنهب، للحصول على المال مما يسمونه «غنائم». أما الجنود الذين يؤدن خدمة العلم الإلزامية - من أبناء المحافظات البعيدة - فيزج بهم إلى الموت دون طعام أو مال.
وأضاف: «حتى إنهم إذا قتلوا لا يجلي جثثهم من الشوارع.. وفي منطقة القصير عندما أراد الجيش الحر التفاوض على جثث لقتلى النظام»، قال لهم المسؤول العسكري عنهم «إنهم كلابكم كانوا يخدموننا.. لا نريدهم»، ويقصد أنهم من الطائفة السنية، ولن يتسلم جثثهم.
هذا الكلام أكده أكثر من مصدر، وقال عسكري فر إلى دولة مجاورة لـ«الشرق الأوسط»: «خدمت بالجيش السوري، ولم يكن الأكل يصل إلينا لعدة شهور، مع أن هناك جمعيات وتجارا كانوا يتولون تموين الجيش، إلا أن الضباط المسؤولين عنا كانوا يسرقون لقمتنا.. علما بأن راتب الجندي 600 ليرة سوريا (8 دولارات) بالشهر». ويتابع الجندي، الذي يقول إنه اضطر لدفع رشوة حتى لا يخدم في الحواجز: «أمضيت ورفاقي شهورا طويلة.. فطورنا مربى مشمش، وغذاؤنا تونة وسردين، والعشاء حمص.. حتى قررت أخيرا الفرار خارج البلد مع أهلي».
 
الإبراهيمي: لا بد من قرار أممي مبني على اتفاق جنيف.. والخطورة قد تطال «دولا بعيدة»، لافروف: لا نقوم بمفاوضات سرية حول مصير الأسد * العربي: الاختلاف بين الدول الخمس يؤخر الحل

القاهرة: سوسن أبو حسين ومحمد عبد الرازق وصلاح جمعة .... حذر المبعوث العربي الأممي، الأخضر الإبراهيمي، من خطورة الوضع السوري قائلا إنه يمكن أن يطال دول الجوار ودولا بعيدة. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة مع كل من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «الوضع في سوريا يسير من سيئ إلى أسوأ». ومن جانبه نفى لافروف، الذي التقى أمس وزير الخارجية محمد كامل عمرو ثم الرئيس المصري محمد مرسي، قيام بلاده بـ«مفاوضات سرية» حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بينما أرجع العربي تأخر حل الأزمة السورية إلى الاختلاف بين الدول الخمس.
وشدد الإبراهيمي على أن الوضع لن يكون خطيرا على سوريا والدول المجاورة (لها) فقط، وإنما سيطال كذلك دولا بعيدة، لافتا إلى أن بيان جنيف الذي تم الاتفاق عليه في 30 يونيه (حزيران) به الكثير الذي يمكن من وضع خطة لحل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق الطموحات المشروعة بالتغيير الحقيقي للشعب.
وأكد الإبراهيمي الذي التقى الليلة قبل الماضية مع كل من لافروف والعربي على أهمية ترجمة كل ما توصل إليه، في قرار يصدر من مجلس الأمن، حتى يكتسب القوة في ترجمته إلى مشروع سياسي قابل للتطبيق في سوريا. وجدد الإبراهيمي طلبه بأن يتحاور أعضاء مجلس الأمن للتوصل إلى قرار.
وردا على سؤال حول ما تردد من أن هناك مفاوضات روسية أميركية سرية تم فيها الاتفاق على بقاء الأسد، أكد لافروف أن روسيا لم تخض أي مفاوضات سرية بخصوص مصير دولة ثالثة؛ كما أن روسيا لا تقوم أبدا بمثل هذه المفاوضات السرية «ولا تقوم بصفقات حول مصير بشار الأسد».
وأضاف لافروف، في مؤتمر صحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أمس، أن «هؤلاء الذين يفكرون أن روسيا تهتم بمصير شخص الأسد.. نقول لهم إن ما يهمنا فقط هو مصير الشعب السوري والتقليل من معاناته». وأشار لافروف إلى أنه من المستحيل الوصول إلى هذا الهدف من دون وقف العنف، قائلا: إننا اتفقنا على هذا في جنيف؛ ومن ينفي هذا فإنه يأخذ على عاتقه مسؤولية تزايد المعاناة.
وردا على سؤال حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين أطياف المعارضة السورية في ظل استمرار الخلافات بين الأطراف الفاعلة، أشار لافروف إلى أن جميع اللاعبين اتفقوا فيما بينهم بمن فيهم الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن في جنيف على الخطوط الرئيسية، وتم إصدار إعلان جنيف «بحيث يلتزم كل منا في التأثير على الجانب السوري الذي له علاقة به لدفعه لوقف الاقتتال والجلوس على مائدة المفاوضات للوصول إلى حل»، مشيرا إلى أن روسيا «بكل شرف حاولت أن تعمل مع كافة الأطراف المعنية والحكومة والمعارضة ولكن لأسباب معروفة فلسنا نحن الذين نتمتع بالتأثير الحاسم على المعارضة السورية».
وأعرب لافروف عن اعتقاده بأن «هؤلاء الذين يتمتعون بالتأثير الحاسم» لا بد أن يبذلوا قصارى جهدهم لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف وتوحيد المعارضة للجلوس على مائدة التفاوض مع الحكومة السورية لمناقشة مواعيد وجوانب المرحلة الانتقالية. وأضاف: «ولكن بدلا من ذلك فإننا نرى أن بعض المشاركين في جنيف يحاولون توحيد المعارضة؛ ولكن ليس على قاعدة المفاوضات بل على قاعدة مواصلة الاقتتال». وقال: نحن نرى أنهم لم ينجحوا في ذلك، وربما لو استطاعوا توحيد المعارضة على أساس اللجوء للمفاوضات لمناقشة مستقبل بلدهم كانوا سينجحون في مهمتهم.
وأكد لافروف أن بلاده تدعم مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي لإنشاء اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية، وذلك دعما للمساعي الرامية لحلحلة الأزمة السورية. وتضم اللجنة الرباعية مصر والسعودية وتركيا وإيران. وقال لافروف: لا بد من تصحيح الخطأ الذي وقع خلال مؤتمر جنيف وضرورة مشاركة السعودية.
وعقب لقائه الليلة قبل الماضية مع كل من الإبراهيمي والعربي في القاهرة، قال لافروف ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» في مؤتمر صحافي، عما إذا كانت روسيا توافق على إصدار قرار من مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار: ربما لا نحتاج لأي قرار ما دام لدينا إعلان جنيف الذي يطالب بوقف العنف. وأضاف أن بلاده تتحدث وتعمل في هذا الإطار مع الحكومة والمعارضة، مشيرا إلى أن الحديث عن تنحي النظام يؤدي إلى مزيد من العنف. وقال: «نطالب كل الأطراف العمل معنا في إطار إعلان جنيف»، كما انتقد الدول الغربية والبعض على حد قوله الذي يشجع على القتال حتى النصر.
وكان لافروف قال في حوار مع صحيفة «الأهرام» المصرية من موسكو، قبل وصوله لمصر، فيما يتعلق بالتعاون التقني العسكري الروسي السوري، إنه «(التعاون) طالما كان يستهدف دعم القدرات الدفاعية لسوريا في مواجهة الخطر الخارجي المحتمل، وليس لدعم بشار الأسد أو أي كائن كان». وأضاف: لقد كان الاتحاد السوفياتي هو الذي أمد الجمهورية العربية السورية بالأسلحة الرئيسية. لكنه قال: «أما في الآونة الراهنة فإننا بصدد الانتهاء من تنفيذ التزاماتنا المتعلقة وبالدرجة الأولى بتوريد بعض أنظمة الدفاع الجوي. ومثل هذه الصادرات العسكرية تتسم بطابع دفاعي ولا تتناقض مع المعاهدات الدولية».
وقال العربي بشأن تأخير حل الأزمة السورية، إن الاختلافات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن هي التي تبقي الوضع على ما هو عليه، مشيرا إلى أن اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع لافروف والإبراهيمي لم يسفر عن اتفاق على شيء جديد فيما يتعلق بالأزمة السورية، لكنه قال: إن موضوع وقف إطلاق النار يحظى باهتمام بالغ، ونشعر بأهمية الوقت، وضرورة وقف نزيف الدم في سوريا.
وأعلنت الجامعة العربية أمس أن اجتماع مجلسها على المستوى الوزاري في دورته غير العادية والمقرر عقده مساء يوم الاثنين القادم بمقر الجامعة سيبحث تطورات الأوضاع في سوريا، إلى جانب قضايا عربية أخرى. ومن المقرر أن يسبق هذا الاجتماع، وفي اليوم نفسه، انعقاد للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر بمقر الجامعة.
وعقد المندوبون الدائمون في الجامعة العربية اجتماعا أمس برئاسة وسام كلاكش القائم بالأعمال بسفارة لبنان بالقاهرة وحضور السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة، وذلك لاستكمال التحضيرات الخاصة بعقد الاجتماع الوزاري العربي - الأوروبي المشترك ووضع الصيغة النهائية لمشروع «إعلان القاهرة» الذي سيصدر عن الاجتماع الوزاري.
ومن جانبه، وحول موقف مصر من الاجتماعات التي تمت في قطر للمعارضة السورية وعدم اتفاق الدول الفاعلة، قال محمد كامل عمرو إن موقف مصر من المعارضة السورية واضح. وأضاف: «نحن نطالب بتوحيد تلك المعارضة تحت مبادئ وتفهم مشترك من دون تفرقة بين معارضة الداخل والخارج كما أن مصر تقوم بجهد كبير وعلى اتصال بكافة أطياف المعارضة سواء داخل مصر أو في الخارج»، مشيرا إلى أنه عرض المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس مرسي.
يشار إلى أن لافروف التقى في مقر إقامته بأحد الفنادق بالقاهرة أمس بالدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وتباحثا في تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.
 
الجيش الحر والمجلس الوطني: روسيا أصبحت «عدوا» للشعب السوري الذي يقتل بسلاحها، ردا على دعوة لافروف المعارضة للحوار مع الحكومة وقوله إن موسكو تقدم الأسلحة لمواجهة «المخاطر الخارجية»

بيروت: كارولين عاكوم ... انتقدت المعارضة السورية أمس مواقف روسيا تجاه الأزمة السورية، وأبدى جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أسفه تجاه موقف روسيا، التي طالما كانت الصديقة للشعب السوري، قائلا إنها «اليوم أصبحت في موقع العداء له وتتخلى عن مسؤوليتها بوصفها دولة عظمى»، فيما أكد العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، أن السوريين لن يسمحوا أو يقبلوا - بعد سقوط النظام - أن يكون لسوريا أي علاقات سياسية كانت أو اقتصادية أو غيرها مع روسيا، بعد تلك التصريحات والأفعال.
وقال صبرا لـ«الشرق الأوسط»، ردا على دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة للتوحّد والحوار مع الحكومة: «شكرا له على عواطفه النبيلة، ودعوتنا للجلوس على طاولة واحدة مع نظام القتل والموت الذي يتزوّد بالأسلحة من روسيا منذ أكثر من 20 شهرا ليقتل شعبه ويقصف المدن والعاصمة السورية بالطائرات الروسية، وهي (موسكو) تبرّر له كل ما يقوم به»، مضيفا «هنيئا لروسيا بنظام القتل ورئيسه، الذي إذا كان لافروف لا يزال بالنسبة إليه حاكما على سوريا فنحن نعتبره محتلا».
وعن قول لافروف إن موسكو تقدم السلاح لسوريا بموجب التزامات تعود للعهد السوفياتي تهدف إلى الدفاع في مواجهة المخاطر الخارجية وليس لدعم الرئيس الأسد، قال صبرا: «لا نعتقد أنّ هذا الكلام يمكن أن يخدع أحدا، الجميع يعرف أنّ هذا السلاح وطائراته تقصف المدن والعاصمة ولا يستخدم لتحرير الأرض المحتلة والدفاع عن المواطنين؛ بل لقتل الشعب والتمسّك بالسلطة».
بدوره سأل العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر: «هل أصبح لافروف وزير خارجية سوريا أم رئيسها؟ فالروس يتدخلون في الشأن السوري ويحاربون مع إيران إلى جانب النظام وكأنّهم أصبحوا أصحاب القضية من دون أن يكترثوا للدماء السورية التي تسيل يوميا». وقال الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانوا يظنون أننا سنقتل وسنسكت على ذلك إلى ما لا نهاية فهم مخطؤون، المستقبل أصبح قريبا، ولن نسمح أو نقبل - بعد سقوط النظام - أن يكون لسوريا أي علاقات سياسية كانت أو اقتصادية أو غيرها مع روسيا، وكل من يساوم على بقاء الأسد فهو عدو لنا ولن نقبل على أي مساومة على دماء أطفالنا». وقال الحمود إن «كلام لافروف بأن روسيا تقدم السلاح لسوريا لمواجهة المخاطر، هو مردود لأصحابه.. روسيا تقتل أطفال سوريا بأسلحتها بهدف المحافظة على مصالحها، وهي ستدفع الثمن في المستقبل القريب».
 
الاتحاد الأوروبي يبحث إجراءات اللجوء للسوريين، في إطار الدعوات المتزايدة لعدم إرغامهم على العودة لبلادهم حتى تستقر الأوضاع

لندن: «الشرق الأوسط».... في تقرير حول طالبي اللجوء السياسي إلى الاتحاد الأوروبي في الربع الثاني لعام 2012، أشار موقع «يوروستات»، الموقع الإحصائي الخاص بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى أن الاتحاد تلقى نحو 3810 طلبات باللجوء السياسي من سوريين فيما بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) الماضيين، كاشفا أن نسبة 33% من تلك الحالات تم التعامل معها كلاجئين، فيما تم منح 58% منهم مساعدات إضافية.
وأوضح «يوروستات»، في تقرير نشر أمس على موقع الجريدة الرسمية الأوروبية، أن ما يقرب من 70،000 شخص - إجمالا - طلبوا اللجوء في الاتحاد الأوروبي في خلال الفترة المذكورة.
وطلبت كل من منظمة العفو الدولية والمجلس الأوروبي لشؤون اللاجئين من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حماية واحترام حقوق الإنسان، وبالذات فيما يخص عدم الضغط على اللاجئين السوريين بالعودة إلى ديارهم حتى تستقر الأوضاع السياسية والاجتماعية في أنحاء سوريا، وكذلك لا يمكن أن يتم إرسال السوريين إلى الدول المجاورة، فالأغلبية الساحقة من السكان الهاربين استقروا بالقرب من حدود سوريا، وهذه الدول ليس لديها تشريعات للاجئين.
لذلك حثت المنظمات غير الحكومية دول الاتحاد الأوروبي بتزويد مساعدة قانونية للسوريين الساعيين لحق اللجوء السياسي ومساعدتهم ماليا، وأوضحت المنظمات غير الحكومية أن الغالبية من السوريين الساعين لحق اللجوء السياسي بأوروبا تكفلهم حماية دولية. على الرغم من ذلك شددت المنظمات على أن طالبي اللجوء السياسي من السوريين يحصلون على درجات حماية مختلفة داخل الاتحاد الأوروبي، فعلى سبيل المثال هناك دول أعضاء بالاتحاد يواجه السوريون فيها مشكلات في الدخول على نظام اللجوء السياسي، وفي دول أخرى يعيش السوريون في مراكز احتجاز اللاجئين لأسابيع بل ولشهور.
وذكر سوريون أنه تم صرفهم على الحدود الخارجية لدول الاتحاد، وبالفعل تم تزويد الحدود الخارجية لدول الاتحاد بجنود إضافيين لزيادة الأمن.
وخلال الربع الثاني من العام الجاري بحث أقل من 700 ألف فرد الحماية الدولية في دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، وظلت أفغانستان تعتلي قمة الدول الطالبة لحق اللجوء السياسي، تليها روسيا ثم باكستان. وتم قبول نحو 295.5 ألف فرد في نظام اللجوء السياسي في دول الاتحاد الأوروبي وكانت فرنسا وألمانيا هما الدولتين المضيفتين الرئيسيتين.
 
ديفيد كاميرون: الأمم المتحدة فشلت في سوريا، لندن: السعودية والإمارات أهم حلفائنا في المنطقة ونسعى لتأسيس شراكة استراتيجية دفاعية

أبوظبي: محمد نصار ... أكدت بريطانيا أمس أن زيارة رئيس وزرائها ديفيد كاميرون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، ضمن جولة خليجية، سوف تستغل بشكل رئيسي لـ«ترويج طائرات (تايفون) القتالية النفاثة»، معربة عن أملها ببدء فصل جديد في العلاقات، وتأسيس شراكة استراتيجية دفاعية، معتبرة أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هما «أهم الحلفاء الاستراتيجيين لبريطانيا في منطقة الخليج».
وعقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقاء مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحضور الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بينما التقى كاميرون رجال الأعمال البريطانيين وأصحاب الشركات البريطانية العاملة في الإمارات، إلى جانب لقائه مع جنود بريطانيين، في وقت أكدت فيه السفارة البريطانية لدى الإمارات أن كاميرون يأمل خلال زيارته هذه بدء فصل جديد في العلاقات، وتأسيس شراكة استراتيجية دفاعية، وذلك «يمثل فرصة لتعزيز الصناعات الدفاعية في المملكة المتحدة، التي يقدر حجم صادراتها بمبلغ 5.4 مليار جنيه إسترليني سنويا وتوفر 54000 فرصة عمل».
وتناولت مباحثات المسؤولين أوضاع الجالية البريطانية في الإمارات، إذ شكر رئيس الوزراء البريطاني المسؤولين الإماراتيين على ما توليه قيادة الإمارات والجهات الرسمية والشعبية للشركات البريطانية العاملة في الإمارات وجميع أفراد الجالية الذين يعملون في مواقع مختلفة اقتصادية ومالية وغيرها مما يشعرهم بالراحة والاستقرار الاجتماعي في كنف مجتمع متنوع، مشيرا إلى أنه التقى في وقت سابق رجال الأعمال البريطانيين وأصحاب الشركات البريطانية العاملة في الإمارات.
إلى ذلك، لم تغب الملفات الإقليمية الملتهبة عن مباحثات الطرفين اللذين تطرقا إلى «الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة على مستوى المنطقة والشرق الأوسط في ضوء ما يشهده العالم العربي من تطورات سياسية»، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية، وأكد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في لقاء مع طلبة وطالبات جامعة زايد أن «الأمم المتحدة فشلت في سوريا، وأنه لا بد من إصدار قرار يدين الأعمال الوحشية ضد الشعب السوري ومساعدة الدول والشعوب من أجل التخلص من الأنظمة الديكتاتورية».
واعتبرت السفارة البريطانية لدى الإمارات العربية المتحدة أن زيارة كاميرون مجددا لكل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية «فيها مؤشر على التزامه بتوطيد الشراكات القائمة مع اثنتين من أهم الحلفاء الاستراتيجيين لبريطانيا في منطقة الخليج».
ورأت السفارة في بيان أن هذه الزيارة تأتي لـ«مساعدة بريطانيا على النجاح في السباق العالمي عبر توطيد علاقاتها مع منطقة الخليج».
وسوف يتوجه كاميرون يوم الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية، وكان قد زار كلا البلدين منذ توليه منصبه في 2010.
واعتبرت السفارة البريطانية في أبوظبي أن الإمارات والسعودية هما من الدول القليلة التي يعود كاميرون لزيارتها مجددا، مشيرة إلى أن ذلك «مؤشر على التزامه بتوطيد الشراكات القائمة مع اثنتين من أهم الحلفاء الاستراتيجيين لبريطانيا في منطقة الخليج»، مضيفة أن هذه الشراكة الاستراتيجية «تركز على توفير الأمن وتحقيق الازدهار والانفتاح في منطقة الخليج».
وأوضح البيان أن العلاقات الدفاعية للمملكة المتحدة مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تمثل دعامة أساسية في العلاقات معهما نظرا لـ«التزامنا المشترك بالأمن والاستقرار ومكافحة التهديدات التي نواجهها في أنحاء منطقة الشرق الأوسط».
وأشار إلى أن رئيس الوزراء كاميرون يأمل خلال زيارته هذه «بدء فصل جديد في العلاقات، وتأسيس شراكة استراتيجية دفاعية.. وذلك يمثل فرصة لتعزيز الصناعات الدفاعية في المملكة المتحدة، التي يقدر حجم صادراتها بمبلغ 5.4 مليار جنيه إسترليني سنويا وتوفر 54000 فرصة عمل. وسوف يستغل رئيس الوزراء هذه الجولة خصيصا لترويج طائرات (تايفون) القتالية النفاثة لقادة الخليج».
وكانت الإمارات أعربت عن اهتمامها بشراء 60 مقاتلة «يوروفايتر تايفون» لاستبدال مقاتلات «رافال» الفرنسية المتقادمة التي تملكها، وهذه المقاتلات هي مشروع مشترك بين المجموعة الدفاعية البريطانية «بي إيه آي سيستمز» وشركات ألمانية وإيطالية وإسبانية.
وتربط المملكة المتحدة بالمنطقة علاقات دفاعية واسعة، وتوفر بريطانيا تدريبا وتعليما عسكريا لعدد من دول الخليج من خلال مؤسسات بريطانية شهيرة مثل أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية.
إلى ذلك، حضر ديفيد كاميرون أعمال الاجتماع الثالث للجنة الاقتصادية المشتركة الإماراتية - البريطانية التي يرأسها سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي، واللورد غرين وزير التجارة والاستثمارات بالمملكة المتحدة.
ودعا كاميرون إلى ضرورة أن تكتسب العلاقة الثنائية بين البلدين أبعادا وآفاقا جديدة تؤسس لمزيد من التعاون في مجالات أوسع تعود بالخير والنفع المشترك على الشعبين الصديقين.
بدوره، أوضح المنصوري أن من البنود المهمة التي تضمنها جدول أعمال الاجتماع الثالث للجنة المشتركة بحث سبل الزيادة في قيمة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات، مشيرا إلى أن التبادل التجاري من السلع والخدمات بين البلدين يشهد ارتفاعا ملحوظا سنويا حيث وصل العام الماضي إلى 9.6 مليار جنيه إسترليني مقارنة بـ8.9 مليار جنيه إسترليني في عام 2010، منوها بأن الهدف المشترك الذي سبق أن اتفق عليه الطرفان هو رفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى 12 مليار جنيه إسترليني في عام 2015.
وتحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الـ13 بين أسواق صادرات المملكة المتحدة، وهي أكبر سوق في الشرق الأوسط. وقد حافظت الصادرات إلى الإمارات على ثباتها خلال عام 2009 بعد أن شهدت ارتفاعا كبيرا بلغ 30 في المائة خلال عام 2008، بحيث تعتبر الإمارات أكبر سوق للصادرات البريطانية في المنطقة، بما يفوق 40 في المائة من إجمالي الصادرات البريطانية لمنطقة الخليج، وما يفوق 25 في المائة من جميع صادراتها للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتبلغ قيمة التجارة المتبادلة بالبضائع والخدمات حاليا 7.5 مليار جنيه إسترليني، وقد تعهدت كلتا الحكومتين بزيادتها إلى 12 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2015.
ومن بين الشركات البريطانية العاملة في الإمارات العربية المتحدة «بي بي»، و«شل»، و«آي بي»، و«رولز رويس»، و«هالكرو»، و«هايدر»، و«إتش إس بي سي»، و«ستاندارد تشارترد»، إلى جانب غالبية أكبر 250 شركة على مؤشر «فاينانشال تايمز».
ويعيش في الإمارات بحسب أحدث أرقام رسمية 100 ألف بريطاني من بين 160 ألف مواطن بريطاني في منطقة الخليج، بينما يزور الإمارات العربية المتحدة أكثر من مليون مواطن بريطاني كل عام (مستفيدين من أكثر من 140 رحلة جوية مباشرة أسبوعيا)، وعادة ما يشير الإماراتيون إلى لندن على أنها «الإمارة الثامنة».
 
الجبهات العسكرية الخمس

عبد الرحمن الراشد.... يبدو أن السوريين حسموا أمرهم، وغسلوا أيديهم تماما من أي تدخل خارجي، بإعلانهم أول من أمس عن إقامة خمس جبهات عسكرية تمثل مناطق الجمهورية. وهذا أهم إعلان منذ قيام الجيش الحر الذي ولد في تركيا في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي. وبإعلان الجبهات الخمس يكون السوريون قد خففوا العبء عن دول المحيط، بما فيها تركيا، ونقلوا إدارة المعارك إلى الداخل حيث تصبح الثورة أمام قدرها، إما أن تنتصر وإما أن تكون نهاية حلم الشعب السوري.
ويمكن أن نقرأ من التشكيلات الجديدة رسالة أهم: الاستعداد لمرحلة ما بعد إسقاط نظام الأسد وإحكام إدارة المناطق المهددة بالفوضى والحرب الأهلية. بإقامة القيادات العسكرية الخمس تكون سوريا البديلة جاهزة للانتقال من المعارضة إلى الحكم في ساعة الحسم الأخيرة، ومواجهة التحدي الأخطر، الفوضى والحرب الأهلية.
ماذا عن تركيا والأردن؟ سيلعبان دورا مساعدا في تلك المرحلة اللاحقة، والتي يتمنى الثوار ألا يطول انتظارها. وعن تراجع دور تركيا قال لي أحد مخططي الثورة السورية: ليس صحيحا، فهي ستبقى لاعبا مهما، رغم تسارع وتيرة العمل السياسي الخارجي من الدوحة والقاهرة والأردن.. وإن نقل القيادة العسكرية من تركيا إلى الداخل هدفه تخفيف الضغط عنها، وأن الحرب وصلت إلى مرحلة شاملة لا مجرد عمليات متفرقة تدار من وراء الحدود.
ومن المؤكد أن دور تركيا سيظل مهما لأنها الجار الأكبر، والأكثر تأثيرا في المناطق الشمالية، وتحديدا في أكبر المدن السورية، حلب. وربما، مع إصرار حلفاء الثورة السورية على دعمها، في مواجهة الدعم الإيراني - الروسي للنظام، ستكون تركيا في موقع سياسي أقوى.
وإقامة الجبهات العسكرية امتحان في ذاته للثورة السورية إن كانت قادرة بالفعل على توحيد عشرات الألوية والتشكيلات، بعضها صغير جدا، وبعضها مسلح تسليحا بدائيا، وبعضها تسليحه محدود جدا إلى درجة أن المقاتلين يتناوبون على استخدام قطعة السلاح الواحدة. وهناك جماعات مسلحة لا تعترف بتراتبية عسكرية، ولا تأتمر بأوامر من القيادة، وبعضها تمارس أفعالا لا تقل بشاعة عما يمارسه جيش الأسد وشبيحته. كيف ستستطيع القيادات المناطقية الجديدة توحيد كل هذه الجماعات المسلحة، من منشقين عسكر محترفين إلى ثوار طارئين؟ وكيف ستتحمل هذه القيادات الخمس الجديدة بقواتها المفككة إدارة حرب صعبة أمام جيش مدعوم بكل أنواع الأسلحة؟ هذا السؤال ربما يجب أن يوجه للدول العربية والدولية بأن يتحملوا مسؤوليتهم، فقد أصبحت المعارضة أكثر توحدا بعد لقائي عمان والدوحة، وبعد أن أعلن الثوار في الداخل توحيد صفوفهم في تشكيلات عسكرية.
المتوقع من الدول المعنية كثير جدا، ملايين السوريين أصبحوا مشردين في بلدهم، ولاجئين في الخارج، وعشرات الآلاف من المقاتلين يتوقعون المزيد من الدعم الكمي والنوعي من السلاح والذخيرة، وهناك الدعم السياسي للمعارضة في المحافل الدولية، وأخيرا تجهيز العدة لدعم سوريا بحيث لا تتفكك بسبب انهيار النظام أو بفعل مؤامرة تقسيمه.
ومن يدري، فقد يكون الحسم النهائي أقل دموية، بخلاف توقعاتنا، وقد يكون سياسيا يحافظ على جسم الدولة، بجيشها ومؤسساتها، أو قد تكون النهاية صعبة ودامية.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,891,846

عدد الزوار: 7,649,588

المتواجدون الآن: 1