موسكو تؤكد عزوفها عن التورط عسكريا في سوريا..الائتلاف الوطني السوري يبدأ أول اجتماعاته بالقاهرة

«الصاروخ الثاني» للمعارضة السورية يسقط مقاتلة في ريف حلب، مصدر في «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: غنائمنا من مضادات الطيران قلصت الطلعات الجوية للنظام...تفجيران في منطقة جرمانا ذات الغالبية الدرزية جنوب شرقي دمشق يوقعان أكثر من 50 قتيلا...قصف غير مسبوق على حمص و«الغاز السام» يؤدي إلى اختناق الأهالي

تاريخ الإضافة الجمعة 30 تشرين الثاني 2012 - 5:38 ص    عدد الزيارات 2306    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«الصاروخ الثاني» للمعارضة السورية يسقط مقاتلة في ريف حلب، مصدر في «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: غنائمنا من مضادات الطيران قلصت الطلعات الجوية للنظام


بيروت: «الشرق الأوسط» .. أعلن الجيش السوري الحر، أمس، عن إسقاط طائرة حربية سورية في منطقة حلب، التي يبدو أن الثوار فيها تمكنوا من الحصول على أسلحة دفاع جوي نجحت إلى حد ما في تقليل فاعلية السلاح الجوي السوري، وهو الميدان الذي يتفوق فيه النظام على معارضيه في الحرب بينهما.
وسقطت الطائرة الحربية المقاتلة في حقل زيتون على بعد نحو كيلومتر من بلدة ترمانين في ريف حلب في منطقة قريبة من كتيبة الشيخ سليمان التي يحاصرها المقاتلون المعارضون، وتعد الموقع الأخير لقوات النظام في المنطقة. وبينما أشار مراقبون إلى أن الطائرة سقطت بفعل صاروخ أرض - جو، قال مقاتل في مكان سقوط الطائرة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مجموعة «أحرار دارة عزة» التابعة للجيش السوري الحر، هي التي أسقطت الطائرة. ونقلت الوكالة عن شهود أن الطائرة تمكنت من «إلقاء قنابلها قبل أن تتحطم»، قائلين إن طيارين كانا في الطائرة «تمكنا من قذف نفسيهما منها بعد إصابتها ونزلا بمظلتين»، وإن «الثوار أسروا أحدهما، بينما مصير الثاني لا يزال مجهولا».
وقالت مصادر بارزة في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الطلعات الجوية السورية خفت إلى أكثر من نصف ما كانت عليه في السابق نتيجة تحسن الدفاعات الجوية للجيش الحر. ونفى المصدر أن يكون وصل إلى المعارضين أي أسلحة مضادة للطيران عبر تركيا، مشيرا إلى أن ما حصلت عليه المعارضة هو نتاج ما غنمته من أسلحة في قواعد الدفاع الجوي التي سيطرت عليها. وأوضح أن بحوزة مقاتلي المعارضة بعضا من صواريخ «سام 7» المحمولة على الكتف والتي تم غنمها من مخازن جيش النظام، بالإضافة إلى شراء بعض منها من السوق السوداء. وأشار إلى أن الجيش الحر حصل أيضا على مدافع مضادة للطيران من عيار 23 ملليمترا، بالإضافة إلى رشاشات ثقيلة من عيار 12.7، خصوصا الروسية المعروفة بـ«الدوشكا».
وأشارت المصادر إلى أن عوامل أخرى ساهمت في تقليل فاعلية سلاح الجو، وهي مهاجمة عدد من المطارات التي سيطر الجيش الحر على بعضها مباشرة، أو سيطر عليها بالنار ما جعل استعمالها من قبل النظام مستحيلا.. بالإضافة إلى عامل مهم هو الانشقاقات التي تزايدت في قطاع الدفاع الجوي، حيث يعمد المنشقون إلى الهرب محملين ببعض المعدات، وإذ عجزوا عن ذلك قاموا بتخريب ما استطاعوا من المعدات لمنعها من العمل.
وكان الجيش الحر سيطر في وقت سابق على مطار مرج السلطان وكتيبتي الرادار والرحبة في ريف دمشق. وأكد نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» الهجوم «مرتين حتى الآن» على المطار العسكري المخصص للمروحيات، مشيرا إلى أن هذا المطار «يسيطر على مساحة واسعة شرق المدينة بين تفتناز وسراقب، ويعد موقعه استراتيجيا لناحية وقوعه في مربع بين الطريق الدولي الذي يربط حلب واللاذقية، ودمشق وحلب».
كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مطار «الحمدان» العسكري في دير الزور، كما شن هجوما على مطار تفتناز العسكري وسيطر على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الدويلة في بلدة سلقين في ريف إدلب. ورغم أن المقاتلين انسحبوا من القاعدة الواقعة في منطقة جبلية بسبب صعوبة الاحتفاظ بها خوفا من سلاح الطيران الحربي، الذي ما لبثت قوات النظام أن لجأت إليه لقصف القاعدة ومحيطها، إلا أنهم غنموا ما تحتويها هذه المواقع من أسلحة وذخائر، وأوقفوا المطار عن العمل.
وكان المقاتلون المعارضون استخدموا أول من أمس للمرة الأولى صاروخا مباشرا أرض - جو لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة محيطة بكتيبة للدفاع الجوي في ريف حلب أيضا. ويقول رياض قهوجي، مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري التي تتخذ من دبي مقرا الآن وقد سيطر المقاتلون المعارضون على صواريخ أرض - جو ويستخدمونها بشكل جيد في المعركة، وبدأ النظام يفقد يوميا طائرات عسكرية، فهذا يمثل تحولا مهما لأن النظام يفقد تفوقه ولا يمكنه استخدام قوته النارية ضد المقاتلين المعارضين.
 
تفجيران في منطقة جرمانا ذات الغالبية الدرزية جنوب شرقي دمشق يوقعان أكثر من 50 قتيلا، ناشطون دروز لـ«الشرق الأوسط»: النظام يريد أن يشعل فتنة مذهبية مع السنة

بيروت: «الشرق الأوسط» ... استفاق أهالي منطقة جرمانا (جنوب شرقي العاصمة) صباح أمس الأربعاء على أصوات انفجارات مدوية هزت وسط المدينة، حيث انفجرت سيارتان مفخختان كانتا مركونتين في ساحة الرئيس. وقد أسفرت التفجيرات، وفقا لوزارة الداخلية السورية، عن سقوط أكثر من 50 قتيلا، بينها أشلاء مجهولة الهوية تم وضعها في عشرة أكياس، وإصابة 120 شخصا بجروح، وإلحاق أضرار كبيرة بالمباني والممتلكات المجاورة.
من جانبه، قال المجلس العسكري الثوري لمدينة دمشق وريفها في بيان له إن «استمرار التفجيرات في هذه المدينة يكشف عن أن هناك من يحاول باستمرار إشعال تلك المنطقة من خلال تفجيرات متكررة؛ وبغض النظر عن المتسبب فإن النظام هو المستفيد الوحيد، والثورة هي المتضررة، وعليها رفع الضرر ومحاصرته»، لافتا إلى أن «المرجعيات الدرزية ووجهاء مناطق الغوطة المحيطة بجرمانا أظهروا كثيرا من الوعي في منع مخطط زرع الفتن بينهم».
كما وجه عدد من الناشطين الذين يقطنون في المنطقة - ويتحدرون من الطائفة الدرزية - الاتهام بتدبير التفجيرين إلى النظام السوري وأجهزته الأمنية، مؤكدين لـ«الشرق الأوسط» أن «نظام الأسد يسعى إلى إشعال فتنة مذهبية بين الدروز الذين يعيشون في جرمانا وبين محيطهم ذي الغالبية السنية».
وتعيش في ضاحية جرمانا التي تبعد عن دمشق نحو 5 كيلومترات غالبية درزية إضافة إلى عدد من المسيحيين. وتحيط بها من جهة الغرب مناطق عقربة وببيلا، أما من الشرق فتجاورها مناطق بيت سحنم والنشابية. ووفقا للناشطين فإن «معظم المناطق التي تحيط بجرمانا شبه محررة، ما دفع النظام بعدما فشل في إجهاض الثورة في تلك المناطق إلى تدبير تفجيرات بشكل متواتر داخل جرمانا، وإلصاق التهمة بأهالي المناطق المجاورة بهدف إشعال فتنة طائفية بين الموحدين الدروز وأهالي الغوطة المنتمين إلى الغالبية السنية».
ومنذ بداية الحراك الشعبي ضد النظام، كانت جرمانا من بين المناطق التي شهدت حراكا ملحوظا، خاصة في أوساط الشباب والشابات، حيث نظموا اعتصامات ولقاءات وجماعات مدنية هدفها دعم الثورة ومطالبها في الحرية والديمقراطية. غير أن الضغط الأمني الكبير على المدينة حد من هذه النشاطات وأوقفها تماما. ويشير ناشطون معارضون إلى أن «حملات تخويف الأقليات التي قادها نظام الأسد جعلت أهالي المدينة - التي ينتمي معظمها إلى الأقليات الدينية - يقفون ضد الثورة»، ويضيف الناشطون: «لقد قام النظام عبر أدواته المخابراتية بتسليح الشبيحة الذين نصبوا حواجز لتفتيش الناس وإهانتهم على مداخل المدينة، تحت حجة حمايتها من العصابات المسلحة، وتحت تسمية (اللجان الشعبية)».
وهذه الانفجارات ليست الأولى من نوعها في مدينة جرمانا، إذ انفجرت سيارة مفخخة في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في حي الروضة بالمدينة، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والجرحى وخسائر مادية كبيرة.
يذكر أن عدد سكان جرمانا كان في عام 1959 نحو أربعة آلاف نسمة جميعهم من طائفة الدروز، وتزايد العدد حيث بدأت منذ ذلك الوقت الهجرة المكثفة من السويداء (معقل الدروز في سوريا) وبشكل أقل من باقي المحافظات السورية، إلى جرمانا لتصل الآن إلى أكثر من 650 ألف نسمة، أغلبهم من الدروز والمسيحيين. وبعد الحرب في العراق تزايد العدد مع وجود جالية عراقية كبيرة فيها. ويعمل السكان في شتى الأعمال، كالتجارة، حيث تمتد الأسواق بطول المدينة وعرضها، وتشكل حركة تجارية نشطة جدا، وهناك الكثير من المنشآت الصناعية والمعامل، إضافة للصناعات المعتمدة على الزراعة.
 
قصف غير مسبوق على حمص و«الغاز السام» يؤدي إلى اختناق الأهالي، ناشط سوري لـ«الشرق الأوسط»: السفارة الروسية اتصلت بمواطنيها في سوريا لتسهيل مهمة إجلائهم

بيروت: كارولين عاكوم ... لا تزال رقعة الاشتباكات والعمليات تتوسّع في مختلف المناطق السورية، ولا سيما العاصمة حيث يبدو واضحا أنّ معركتها بدأت تتوسّع في موازاة الانفجارات التي هزّت جنوب دمشق. وقد وصل عدد قتلى أمس بحسب لجان التنسيق المحلية، كحصيلة أولية إلى 95 قتيلا، كما أعلن ناشطون سوريون أنّ الجيش السوري الحر تمكن من السيطرة على السرية الثالثة على الحدود السورية الأردنية التي تعتبر أكبر سرايا الهجانة على الشريط الحدودي وتضم أربع نقاط تمركز وثلاث جرافات مجنزرة.
وفي حين أكّد أحد الناشطين السوريين لـ«الشرق الأوسط» أنّ السفارة الروسية باشرت الاتصال بمواطنيها وبالسوريين الذين يحملون الجنسية الروسية الموجودين في سوريا لتنظيم وتسهيل مهمّة إجلائهم، استمر القصف والاشتباكات في دمشق، وأفاد ناشطون باشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في منطقة العباسيين في حين هزت سلسلة انفجارات منطقة المزة جراء القصف براجمات الصواريخ. كما طال القصف منطقتي العامرة والجسرة في مدينة الزبداني بريف دمشق وأوقع عددا من الجرحى وتعرض حي دمر بدمشق لقصف مصدره جبل قاسيون حيث تمركز قوات النظام.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في القدم، وعن قصف عنيف على أحياء دمشق الجنوبية وريفها في داريا قطنا ويبرود. وقال مصدر في المركز الإعلامي السوري إن أكثر من 30 حافلة عسكرية ودبابة تابعة للجيش السوري، اتجهت أمس، إلى دمشق على طريق درعا الدولي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ القصف بالطيران الحربي تجدّد على مدينة داريا كما تعرضت مناطق محيطة ببلدتي يلدا وبيت سحم للقصف بينما قتل رجل من مدينة حرستا تحت التعذيب على أيدي القوات النظامية. وفي مدينة دمشق نفذت القوات النظامية حملة دهم رافقها تكسير للمنازل في منطقة اللوان بالقرب من حي بساتين كفرسوسة التي شهدت اشتباكات عنيفة. وأفادت لجان التنسيق المحلية، أنّ عشرات الجرحى سقطوا في كفربطنا وجسرين جراء غارتين بالطيران الحربي على المدينة. وطال القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة منطقة العسالي.
وفي حمص قصفت قوات النظام بطائرات الميغ بشكل غير مسبوق أحياء الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة وحمص القديمة، مما أدى لمقتل وجرح العشرات. ولفت المرصد إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في القصف العنيف الذي تعرضت له مدينة حمص، مشيرا إلى أنباء تفيد بوجود ضحايا تحت الأنقاض، كما دارت اشتباكات الجيشين الحر والنظامي الذي يحاول اقتحام شارع الستين بمدينة حمص. كما تعرضت منطقة السلطانية ومحيطها حي ديربعلبة للقصف من الطائرات الحربية ما أسفر عن سقوط جرحى وتهديم عدد من المنازل.
بدورها قالت لجان التنسيق المحلية إنّ قصفا من طائرات «السوخوي» الحربية استهدف أحياء حمص المحاصرة، فيما سمعت أصوات انفجارات ضخمة هزت المدينة، لافتة أيضا إلى حالات اختناق وتسمم بين الأهالي بسبب إلقاء كبسولات من الغاز السام على أحياء المدينة.
أما في حلب، حيث ذكر المرصد أنّ الجيش الحر أسقط طائرة حربية بصاروخ مضاد للطيران في منطقة دارة عزة بالريف، كما أكد ناشطون أن الجيش الحر في حلب أسقط مروحية تابعة للجيش السوري بالقرب من مطار النيرب العسكري، كان القصف المدفعي من نصيب حي الصاخور مترافقا مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام. كما سجلت أيضا، حالات اختناق وتسمم بين المدنيين جراء إلقاء قوات النظام كبسولات تحوي غازات سامة على حيي بستان الديوان والحميدية المحاصرين. كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أنّ القصف المدفعي العنيف استهدف بلدتي حيان وبيانون، فيما وقعت اشتباكات عنيفة بالقرب من منطقة سد تشرين.
وفي اللاذقية، قال عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف الصاروخي استهدف قريتي آرا والدويركة في جبل الأكراد من قبل الراجمات المتمركزة في قريتي أنباتي والزوبار، إضافة إلى تدمير مبنى بشكل جزئي في كنسبا نتيجة استهدافه ببرميل متفجر». مشيرا إلى أنّ القذائف انهالت على قرى جبل التركمان (درويشان - غمام - الروضة - الريحانية - ربيعة) من قبل المدفعية المتمركزة في قرية رأس البسيط. وفي درعا، قالت لجان التنسيق المحلية إنّ عددا من النساء والأطفال أصيبوا إصابات متفاوتة في قصف عشوائي على بلدة الحراك في درعا، فيما أعلن التلفزيون السوري عن انفجار سيارة مفخخة في مدينة بصرى الشام بريف درعا وسقوط ضحايا.
ولم تتوقّف الاشتباكات أيضا في دير الزور، إذ ذكر المرصد أنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في عدة أحياء من مدينة دير الزور حيث تركزت الاشتباكات في حيي الجبيلة والرشدية». وذكرت لجان التنسيق أنّ القصف المدفعي استهدف أحياء الحميدية والشيخ ياسين.
كذلك، في إدلب تعرضت عدة بلدات وقرى بجبل الزاوية للقصف من قبل القوات النظامية السورية بحسب المرصد، مشيرا إلى أنّ الطائرات الحربية نفذت 5 غارات جوية على مدينة معرة النعمان خلال 15 دقيقة وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور في القسم الجنوبي من المدينة في محاولة مستمرة من القوات النظامية السورية اقتحامها.
واستمرت الاشتباكات في محيط معرة النعمان منذ أكثر من ستة أسابيع في محاولة من القوات النظامية لاستعادتها، كما نفذت طائرات حربية خمس غارات جوية على المدينة ترافقت مع معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مع العلم أنّ الجيش الحر كان قد سيطر على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) مما تسبب بإعاقة وصول الإمدادات من جهة دمشق إلى القوات النظامية في مدينة حلب. بدورها، ذكرت لجان التنسيق أنّ معرة النعمان تعرضت لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية كما استهدفت قرى حنتوتين وبينين ودير سنبل من حواجز الحامدية وسقطت عشرات القذائف على الطرق الواصلة بين هذه القرى ومعرة النعمان.
 
مصادر فرنسية رسمية: معركة دمشق بدأت والنظام أمام خيارات حاسمة، الإبراهيمي لن يقدم خطة للحل في مجلس الأمن.. والروس غير واثقين من قدرتهم على إجبار الأسد على الرحيل

باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة .... كشفت مصادر فرنسية رفيعة المستوى أن اجتماعا سيعقد قريبا جدا في تركيا، بدفع من قطر وأطراف أخرى، سيكون رديفا لاجتماع الدوحة الذي أفضى إلى ولادة الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة، وسيركز الاجتماع المرتقب على توحيد القيادة العسكرية للمعارضة المسلحة أو إقامة قيادة مشتركة أو أي بنية أخرى من هذا النوع. وبحسب هذه المصادر، فإن هذه الخطوة أصبحت أكثر إلحاحا مع اقتراب انطلاق «معركة دمشق بشكل متسارع».
وفيما ترى باريس أن النظام السوري يجد نفسه اليوم على «طريق سريعة الانحدار» سياسيا واقتصاديا وماليا ومعنويا، فإن عليه في الوقت عينه أن يحل أزمة لوجيستية وعسكرية بالغة الصعوبة. وتبدو خياراته كالتالي: إما أن يحشد القوى النظامية المتوافرة لديه في دمشق وحولها لإبقاء سيطرته على العاصمة وعلى العاصمة الاقتصادية «حلب» وبالتالي ستخف قبضته عن المناطق الأخرى التي ستكون في متناول المعارضة المسلحة. وإما أن يدافع عن العاصمتين «كيفما توفر» بحيث يترك جانبا من قواته في المناطق. وفي هذه الحالة، فإنه يخاطر بخسارة العاصمتين والمناطق معا.
وتتوقع باريس أن تكون معركة دمشق «رهيبة»، ولذا فإنها ترى أن ثمة حاجة ملحة لتفاديها خصوصا أنه مع صعود قوات المعارضة المسلحة بالتوازي مع قيام الائتلاف الجديد والاعتراف بشرعيته من الكثير من البلدان وتراجع قوات النظام المعنوية والمادية، ثمة «نافذة» قد تكون متوافرة للبحث في حل سياسي يقبله الطرفان المتنازعان. وكانت المصادر الفرنسية تكرر منذ عدة أسابيع أن تحريك الأزمة سياسيا يتطلب تغييرا في موازين القوى ميدانيا، الأمر الذي هو في طور الحصول مع ظهور صواريخ أرض - جو بأيدي المعارضة المسلحة وتراجع قوات النظام على كل الجبهات وعجزه عن استعادة ما خسره من الأرض والمواقع.
وفي هذا السياق، ترى المصادر الفرنسية أن تمكن المعارضة من الحصول على صواريخ أرض - جو أو مضادات جوية فاعلة يعد عنصرا «بالغ الأهمية» وهي تتساءل عن «آثاره» على قوات الأسد خصوصا الجوية منها وعن وقعها النفسي والعسكري على السواء.
وكشفت المصادر الفرنسية عن معلومات بحوزتها تفيد أن الاحتياطي المالي للنظام هبط إلى 1.5 مليار دولار وهو أدنى مستوى يعرفه. ومن هنا تكثر التساؤلات عن قدرته في الاستمرار في الحرب رغم الدعم المالي الذي يتلقاه، خصوصا من إيران.
وقدمت المصادر الفرنسية قراءة «جديدة» للموقف الروسي الداعم حتى الآن تماما للنظام السوري وذلك عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الروسي في قصر الإليزيه أول من أمس. وتفيد هذه المصادر أن الروس «يبررون موقفهم بالحجج نفسها»، لكنهم أخذوا مؤخرا يلمحون إلى أنهم «غير قادرين» على إلزام الأسد بالرحيل في حال طلبوا منه ذلك. وبحسب المصادر المشار إليها، فإن الروس يقولون التالي: «نحن لا نتمسك بالأسد ولكنه لا يريد الرحيل.. وكأنهم بذلك يقولون: لا تطلبوا منا ترحيل الأسد لأننا لا نملك كل المفاتيح لإجباره على ذلك ولا نستطيع أن نعطيه تعليمات يتعين عليه تنفيذها».
وحتى الآن، كان الجانب الروسي يتساءل عن الجهة التي ستملأ الفراغ في السلطة في حال سقوط الأسد وعن الفوضى التي ستعم بعدها سوريا والمنطقة وتمدد الجهاديين الإسلاميين حتى إلى داخل الأراضي الروسية. والجواب الغربي على ذلك أن الائتلاف الوطني وجد وأنه أخذ يفرض نفسه شيئا فشيئا كما أن قيادة عسكرية موحدة لقوى المعارضة قيد الإنشاء. ولذا فإنه لم تفقد الأمل من إمكانية إحداث تحول في الموقف الروسي وتصر على استمرار الحوار معه على ضوء المتغيرات الميدانية والسياسية.
وبينما يستعد المبعوث العربي - الدولي الأخضر الإبراهيمي للتحدث اليوم إلى مجلس الأمن الدولي، كشفت المصادر الفرنسية أنه «لن يقدم خطة للحل» باعتبار أن ما يمكن أن يقدمه «لن يكون متوائما مع التطورات السياسية أو العسكرية، وبالتالي سيكون من الصعب أن توضع الخطة موضع التنفيذ خصوصا أن الوثيقة الوحيدة التي يستطيع الإبراهيمي الاستناد عليها هي وثيقة جنيف»؛ التي لم تعد تتلاءم مع الظروف الراهنة. وكانت العواصم الغربية تتخوف من أن يستغل الجانب الروسي ما سيقوله الإبراهيمي ليطرحوا مشروع قرار لتبني جنيف ويطالبون بالتصويت عليه بغرض إحراج الغربيين. غير أن هذا لن يحصل في النهاية.
أما بصدد تردد بعض الغربيين في اللحاق بالركب الفرنسي - الإيطالي - البريطاني لجهة الاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، فقد أرجعت المصادر الفرنسية ذلك لرغبة بعض الدول الأوروبية في التريث والتأكد من صلابة الائتلاف وفعاليته. وتوقعت المصادر الفرنسية أن تسارع الدول العربية إلى الاعتراف بشكل كامل بالائتلاف «لأنه لن يكون مقبولا أن تكون آخر من يقدم على هذه الخطوة».
أما بخصوص العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، فإن التوجه العام هو تجديدها لمدة ثلاثة أشهر بما في ذلك حظر تصدير السلاح. وبرأيها، فإن النزول من التمديد لسنة كاملة إلى ثلاثة أشهر في موضوع السلاح سيكون بمثابة «رسالة قوية» للنظام السوري يتعين عليه أخذها بعين الاعتبار.
 
الائتلاف الوطني السوري يبدأ أول اجتماعاته بالقاهرة، مصادر مقربة من الاجتماع: بحث تشكيل حكومة انتقالية.. وتأسيس مكتب سياسي وإغاثي

القاهرة: أدهم سيف الدين ... بدأ الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، برئاسة معاذ الخطيب، أول اجتماعاته في العاصمة المصرية القاهرة أمس، وذلك بعد نحو أسبوعين من الإعلان عن تأسيسه في الدوحة. وقالت مصادر مقربة من الاجتماع، الذي ستستمر المناقشات فيه اليوم (الخميس) ويوم غد (الجمعة)، إنه سوف يبحث الكثير من القضايا، على رأسها مسألة تشكيل حكومة انتقالية، إلى حين إسقاط النظام الحاكم في سوريا.
واتسمت إجراءات عقد الاجتماع منذ يوم أمس بالسرية والكتمان. وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن جلسات الاجتماع سوف تناقش أيضا تطورات الوضع الداخلي للائتلاف، وموضوع تعيين المكاتب التنفيذية للائتلاف، وترتيب البيت الداخلي، وتشكيل نظام الائتلاف الأساسي.
وتابعت المصادر التي طلبت عدم تعريفها بأن اجتماع اليوم الأول يناقش تعيين مكاتب تنفيذية تتضمن مكتب إغاثة ومكتبا سياسيا، ولجانا تهتم بشأن اللاجئين، وترتيب البيت الداخلي للائتلاف من نظم وقوانين وغيرها.
ورجح مراقبون من أوساط المعارضين السوريين أن تحظى مناقشة تشكيل الحكومة الانتقالية بالنصيب الأكبر من النقاش خلال اجتماعات القاهرة، وذلك لكسب الاعتراف العربي والدولي بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري.
ويأتي اجتماع الائتلاف المكون من نحو 60 عضوا، قبل انطلاق مؤتمر لأصدقاء سوريا.. قريبا، وهو المؤتمر الذي سيضم عشرات من الدول التي تعهدت بتقديم مساعدات غير عسكرية للمعارضة السورية لدعمها في ثورتها التي بدأت في مارس (آذار) من العام الماضي ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ونقلت «رويترز» عن مصادر بالائتلاف أن مهام الاتصال بين الائتلاف والمعارضين أنيط بها لرئيس الوزراء السابق رياض حجاب، وهو أرفع مسؤول ينشق على النظام وينضم إلى صفوف الثورة. أما المرشح الآخر لرئاسة الوزراء فهو أسعد مصطفى، وهو شخصية تحظى بالاحترام ووزير زراعة سابق في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وكان مصطفى الذي يعيش الآن في الكويت غادر البلاد منذ عقود احتجاجا على سياسات الأسد الأب.
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه الائتلاف أول من أمس تعين وليد سفور سفيرا له لدى بريطانيا. ويعد سفور السفير الثاني للائتلاف، بعد تعيين منذر ماخوس مؤخرا سفيرا للائتلاف لدى فرنسا.
وسفور يبلغ الثانية والستين من العمر، من مواليد محافظة حمص، وينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ويقيم في لندن بعد مغادرته سوريا لمعارضته النظام هناك، وفقا لما ذكرته مصادر إعلامية. وأشار موقع «سيريانيوز» المعارض إلى أن سفور يرأس «اللجنة السورية لحقوق الإنسان، التي تنشط منذ 1986 في كشف الانتهاكات والتعديات على حقوق الإنسان السوري والحريات الأساسية في سوريا ونشرها في وسائل الإعلام».
 
إدانة أممية لتفشي انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا وإيران، مسؤولون: زيادة عدد الأصوات المؤيدة تظهر تضاؤل التأييد لطهران ودمشق في الأمم المتحدة

لندن: «الشرق الأوسط» ..... أدانت اللجنة الثالثة المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الثلاثاء سوريا وإيران على انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، لكن دمشق وطهران استنكرتا القرارين قائلتين إن وراءهما «دوافع سياسية».
صدر مشروع القرار الخاص بسوريا الذي شاركت في رعايته قطر والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول عربية وغربية أخرى، بموافقة 132 صوتا (أو ما يزيد 10 أصوات عما حظي به قرار مماثل العام الماضي) مع اعتراض 12 عضوا وامتناع 35 عن التصويت. أما مشروع القرار الخاص بإيران الذي صاغته كندا وشاركت في رعايته بلدان غربية أخرى، فقد صدر بموافقة 83 صوتا مع اعتراض 31 عضوا وامتناع 68 عن التصويت.
وقال مبعوثون أمميون لوكالة «رويترز» إن زيادة عدد الأصوات المؤيدة للقرارين يظهر تضاؤل التأييد لطهران ودمشق في الأمم المتحدة، وسيعرض القراران للتصويت الرسمي الشهر المقبل في جلسات موسعة للجمعية العامة.. ومن المتوقع إجازة القرارين كليهما بأغلبية مماثلة.
ورفض بشار الجعفري سفير سوريا لدى الأمم المتحدة القرار الخاص ببلاده، قائلا إنه محاولة من «الدول الغربية للتدخل، ونحن ندين هذا». كما رفض السفير الإيراني محمد خزاعي القرار الخاص بإيران على أساس أنه مزاعم غير مؤكدة، ومحاولة للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران.
وقال القرار الخاص بسوريا إن الجمعية العامة للأمم المتحدة «تدين استمرار الانتهاكات الواسعة والممنهجة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية على أيدي السلطات السورية وميليشيا الشبيحة التابعين للنظام»، ملقيا اللوم على الحكومة السورية والقوى المتحالفة معها في «استخدام الأسلحة الثقيلة والغارات الجوية والقوة في ضرب المدنيين، والمذابح والإعدامات التعسفية وأعمال القتل خارج نطاق القضاء، وقتل المحتجين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين واضطهادهم والحبس التعسفي». وأدان أيضا «أي انتهاكات لحقوق الإنسان على أيدي جماعات المعارضة المسلحة»، لكن من الواضح أن الهدف الرئيسي للإدانة كان هو الحكومة لا المعارضين.
من جانبه، رحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس بالقرار. وقال في بيان أمس: «أدعو النظام السوري لوضع حد فوري لهذه الانتهاكات.. وأدعو جميع الأطراف إلى وضع حد لأعمال العنف، ومواصلة عملية الانتقال السياسي الحقيقي لتلبية مطالب الشعب السوري من أجل سوريا حرة»، مضيفا: «إنني أدعم تماما إجراء تحقيقات دقيقة في ما يثار حول تلك الانتهاكات».
 
موسكو تؤكد عزوفها عن التورط عسكريا في سوريا، لافروف: ينبغي منع إقامة دول ستكون الغلبة فيها للمجموعات المتطرفة

موسكو: سامي عمارة .... أعرب سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية في خطاب ألقاه في جلسة للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية في موسكو أمس عن قلقه تجاه مصير المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط، وقال إن أحداث الربيع العربي «لم تنته بعد، بل امتدت إلى عدد كبير من دول الإقليم».. وأشار إلى أنه ينبغي بذل «كل الجهود الممكنة لمنع إقامة الدول التي ستكون الغلبة فيها للمجموعات المتطرفة»، مؤكدا عدم نية روسيا للتورط عسكريا في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» عن لافروف أنه «تم الإعلان عن انتصار الثورات في بعض الأماكن، في الوقت الذي يشير فيه الواقع إلى أن المشكلات لم تحل بشكل كامل، بل ما زال هناك طريق طويل ينبغي قطعه للوصول إلى وفاق وطني ومصالحة وطنية. والشيء نفسه ينطبق على سوريا التي لم يبدأ بها الحوار الوطني حتى اللحظة، وهناك عدد غير قليل من القوى التي تعارض مثل هذا الحوار وتدعو إلى إسقاط النظام بالقوة». وأكد لافروف: «من مصلحتنا بذل كل الجهود الممكنة حتى نمنع - بادئ ذي بدء - إقامة الدول التي ستكون الغلبة فيها للمجموعات المتطرفة والتي سيسمح فيها بالتمييز ضد أية مجموعة».
وفي سياق ذي صلة، قال لافروف في معرض تصريحاته لصحيفة «أرغومنتي إي فاكتي»: «دون شك، ليس هناك مجال للحديث عن انجذاب روسيا لصراع مسلح بأي حال، أما نقطة الدعم الفني - المادي التابعة للأسطول البحري الحربي الروسي الموجودة في ميناء طرطوس فتعمل بشكل اعتيادي».
وأشار الوزير في حديثه الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني إلى أن «تعاوننا الممتد لسنوات في المجال العسكري - التقني، يهدف قبل كل شيء إلى دعم الاستقرار في الشرق الأوسط ولم يستهدف أبدا في وقت من الأوقات دعم قوى ما على الحلبة السورية الداخلية». وأكد رفضه القاطع للتدخل الخارجي، لا سيما العسكري منه في الأحداث الجارية في سوريا.
وقال لافروف إن «عددا غير قليل من المتطرفين، والمرتزقة الأجانب والإرهابيين من ذوي الصلة بتنظيم القاعدة ظهروا في صفوف خصوم الأسد، فيما يتزايد عمق الخلاف بين السنة والشيعة أكثر فأكثر». وأعرب عن قلقه تجاه احتمالات انتشار الأزمة وانتقالها إلى الدول المجاورة، فيما أشار إلى رحيل كثيرين من مواطنيه من أفراد الجالية الروسية في سوريا؛ وإن اعترف ببقاء الآلاف من الروس في سوريا، الذين قال إن موسكو تتابع أوضاعهم عن كثب وإن أمنهم يقع في دائرة اهتمامات العاصمة الروسية.
ومن المقرر أن يلتقي لافروف مع وفد المعارضة السورية الذي وصل إلى موسكو أمس ويضم كلا من حسن عبد العظيم وهيثم مناع وعارف دليلة وآخرين.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,365,195

عدد الزوار: 7,629,988

المتواجدون الآن: 0