غزّة: ماذا بعد النار والماء؟..الصحف الإسرائيلية تنتقد نتنياهو بعد رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة

هنية: رفع التمثيل في الأمم المتحدة تتويج لنصر غزة...شهيد و6جرحى بانفجار صاروخ من مخلفات العدوان على غزة وإصابة 9 بالرصاص

تاريخ الإضافة السبت 1 كانون الأول 2012 - 8:00 ص    عدد الزيارات 2815    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
 
إسرائيل تهدد بإعادة احتلال الضفة
هنية: رفع التمثيل في الأمم المتحدة تتويج لنصر غزة
المستقبل..القدس المحتلة ـ "المستقبل" ووكالات
 
رحب رئيس وزارء حكومة "حماس" المقالة في قطاع غزة أمس برفع تمثيل فلسطين في الامم المتحدة أول من امس معتبراً أنه يأتي "تتويجاً لنصر غزة"، فيما هدد النائب الأول لرئيس الحكومة الاسرائيلية سيلفان شالوم بإعادة السيطرة العسكرية على الضفة الغربية.
وقال هنية في كلمة بعد صلاة الجمعة خلال وقفة تضامنية مع الاسرى أمام مقر الصليب الاحمر في مدينة غزة "نرحب بهذا التصويت، ونرحب بهذا الاعلان، وهذه الخطوة، لكن على قاعدة الالتزام بثوابت الشعب الفلسطيني، على قاعدة عدم الاعتراف باسرائيل، وعلى قاعدة عدم التنازل عن شبر واحد من ارض فلسطين".
وأضاف أن "ما جرى في جمعية الامم المتحدة هو تتويج لصمود هذا الشعب ولنضالاته وتضحياته وتاكيدا للنصر الذي حققته غزة". وتابع "انها احد معالم الانتصار السياسي الديبلوماسي، ولكن لكي نحيل هذا القرار إلى واقع عملي وإلى دولة على الارض، نحن بحاجة الى استمرار الصمود والجهاد، ونحن بحاجة الى تكريس الوحدة الفلسطينية على استراتيجية المقاومة والثوابت".
وبعدما اشار الى أن "138 دولة تؤيد الدولة الفلسطينية على الاراضي الفلسطينية"، قال هنية ان "هذا الوقوف الشامل من دول العالم ليدلل على ان الغطاء قد ارتفع عن هذا الاحتلال".
بدوره قال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" موسى ابو مرزوق على صفحته على الـ"فيسبوك"، "حصلت فلسطين على دوله بصفة مراقب، وهذا إنجاز سياسي جيد ولكن لن يغير من الأمر الواقع شيئاً". وشدد على انه "على الفلسطينيين أن يرصوا صفوفهم ويوحدوا قواهم ويتفاهموا على برنامج وطني واحد يرتكز على المقاومة قطعا سنحقق دولة على جزء من أرضنا وسيضاف لها السيادة والعضوية الكاملة".
وفي اسرائيل، هدد النائب الأول لرئيس الحكومة الاسرائيلية سيلفان شالوم بإعادة السيطرة العسكرية على الضفة الغربية، التي تديرها السلطة الفلسطينية بحسب اتفاق أوسلو، وذلك ردًا على قيام السلطة بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والحصول على اعتراف بوضع دولة مراقب غير عضو.
واتهم شالوم، وهو من حزب "الليكود" الحاكم، في تصريح للإذاعة العبرية أمس رئيس السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق أوسلو، وقال "إن قيام عباس بخرق اتفاق أوسلو معناه بطلان الاتفاق، مما يسمح لإسرائيل بأن تقوم هي الأخرى بخطوات أحادية الجانب".
ورأى "ان ما قامت به السلطة يسمح لإسرائيل ببسط سيادتها على الضفة الغربية والربط بين مستوطنة معاليه أدوميم كبرى المستوطنات في الضفة، ومدينة القدس.
وعقّب نائب نتنياهو على تصريحات تسيبي ليفني زعيمة حزب "الحركة" المشكّل حديثًا التي قالت فيها إن وقف خطوة السلطة في الأمم المتحدة كان ممكنًا لو كانت حكومة نتنياهو تفاوضت مع السلطة، بالقول "إن الفلسطينيين لم يوافقوا على التفاوض على الرغم من قبول رئيس الوزراء بصيغة الدولتين وتجميد الاستيطان".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو علق على خطاب عباس أمام الجمعية العامة للامم المتحدة قائلاً: "إن المنظمة الدولية المتحدة استمعت إلى خطاب مليء بالدعاية الكاذبة ضد الجيش الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين، ليس بهذه الطريقة يتكلم رجل يريد السلام". وأضاف أن :"قرار الامم المتحدة لن يغير شيئاً على أرض الواقع. لن تكون هناك دولة فلسطينية من دون ترتيبات تضمن أمن مواطني إسرائيل".
بدورها قالت رئيسة حزب "العمل" شيلي يحيموفيتش ان "قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء عقب استمرار الجمود السياسي، وهو يدل على ضرورة ان تسيطر إسرائيل على العملية السياسية بدلا من أن تتكبد خسائر فادحة".
نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيالون اعتبر ان: "هذا القرار لا يساوي الورق الذي كتب عليه"، متهماً الرئيس عباس "بالإرهاب السياسي.
وفي المقابل، استنكر عدد من المحللين هزيمة الديبلوماسية الإسرائيلية التي فشلت في إقناع غالبية الدول الأوروبية بالتصويت ضد أو الامتناع عن التصويت على المشروع، وتحدث المعلق السياسي للإذاعة العامة الاسرائيلية شيكو منشيه عن "انهيار سياسي"، فيما رأى المحلل في صحيفة "يديعوت احرونوت" شمعون شيفر أن الفلسطينيين "سيسجلون انتصارا تاريخيا مع الدعم الهائل من الأوروبيين".
 
إسرائيل المربَكة "تنتقم" بـ 3 آلاف وحدة استيطانية
الفلسطينيون يحتفون بالدولة بانتظار المصالحة
يحق للفلسطينيين أن يشعروا بنشوة الانتصار بعد فوزهم بدولة في الامم المتحدة حتى وإن كانت مراقبة فقط، فالولايات المتحدة وإسرائيل فشلتا في إجهاض المسعى رغم تجنيدهما كل طاقتهما لتحقيق هدفهما، بل ان النصر الفلسطيني أوجد حالة من الإرباك السياسي في إسرائيل، التي حاولت حكومتها أمس الإلتفاف على الوضع هذا بالإعلان عن نيتها بناء 3 آلاف وحدة استيطانية.
كما أن نشوة النصر تتأتى من وحدة فلسطينية، رغم كل الخلافات، على طلب الانضمام كعضو مراقب في المنظمة الدولية، وربما أولى البوادر هي تأكيد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الذي ربط تعزيز قوة الفلسطينيين بإنجاز ملف المصالحة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد في أول تعليق له على نتائج التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار "وضع فلسطين في الأمم المتحدة" أن هذا القرار هو "انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية".
وقال عباس لوكالة "فرانس برس" انه "انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية والقانون الدولي"، مؤكداً "اشكر الشعب الفلسطيني واقدم له التهنئة بهذا الانجاز كما اشكر شعوب الامة العربية والاسلامية واحرار العالم الذين صوتوا لصالح فلسطين". وأضاف "اعد شعبنا الفلسطيني باستمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مساجد وكنائس القدس الشريف".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لـ"فرانس برس": "اليوم هزم الاحتلال الإسرائيلي وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطين". وأضاف "نطلب من دول العالم وخاصة الولايات المتحدة ان تجبر إسرائيل على انهاء الاحتلال".
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز" قال خالد مشعل انه ينبغي النظر إلى الاعتراف الضمني بدولة فلسطينية ذات سيادة في الأمم المتحدة إلى جانب الصراع الذي نشب في الآونة الأخيرة في غزة مع إسرائيل كاستراتيجية واحدة جريئة.
وقارن مشعل حالة الانكسار الإسرائيلية بابتهاج الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية واصر على أنه "لأول مرة يطلبون وقف اطلاق النار بشروط المقاومة بشكل واضح وبحضور الأميركيين".
وقال مشعل إن هذا يضع الفلسطينيين دبلوماسيا على قدم المساواة مع الفاتيكان ولكن من الناحية السياسية قد يساعد على "توحيد الجهود الوطنية الفلسطينية" كجزء من عملية المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس.
وقال مشعل "انا متفائل بعد هذه الاجواء التي فيها انجاز فلسطيني واحد. هناك اجواء جديدة تتيح لنا تحقيق المصالحة". أضاف: "عندما نتوحد ونتصالح وننهي الانقسام وتكون لنا مرجعية واحدة ونضال سياسي واحد عند ذلك نصبح قوة اكبر ونستطيع ان ننجز اكثر وقدرتنا على الصمود امام العدوان الإسرائيلي بكل اشكاله تكون اكثر".
وفي سياق متصل، اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، ان حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة جاء تتويجا لانتصار المقاومة في قطاع غزة على قاعدة عدم التنازل أو التفريط.
وقال هنية في كلمته خلال اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام، في السجون الإسرائيلية، إن حكومته ترحب بما حدث في الأمم المتحدة مع التزامنا بالاستراتيجية الثابتة نحو تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر ومن شرقها إلى غربها .
وتحدثت الصحف الفلسطينية صباح امس عن "النصر" الفلسطيني في الامم المتحدة بعد حصول فلسطين على وضع دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة بينما لم تتفق الصحف الإسرائيلية على موقف موحد من المسعى.
في المقابل شهدت إسرائيل تبادل اتهامات عقب حصول فلسطين على وضع دولة مراقب. وكتبت صحيفة إسرائيل اليوم المجانية والمقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إسرائيل :الامم المتحدة تكافئ الارهاب".
وهدد نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم وهو من المتطرفين واحتل المركز الثالث في قائمة حزب "الليكود" باستخدام العقوبات.
لكن المعارضة الإسرائيلية انتقدت حكومة نتنياهو. وقالت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني في بيان "خسرت إسرائيل اليوم مع اعتراف الامم المتحدة جميع الانجازات التي حصلنا عليها عبر المفاوضات". واضافت ليفني التي اعلنت هذا الاسبوع اطلاق حزبها الجديد باسم "الحركة" ان "هذا نتيجة سياسة خاطئة واربع سنوات من الجمود السياسي والخطب والاتهامات من حكومة نتنياهو (...) التي قوضت إسرائيل ومصالحنا الامنية في مواجهة الفلسطينيين والعالم".
وذهبت رئيسة حزب "ميرتس" اليساري زهافا غال اون الى ابعد من ذلك قائلة انه كان على إسرائيل دعم المبادرة الفلسطينية. وقالت "دولة فلسطينية هي في مصلحة إسرائيل وكان على الحكومة الإسرائيلية دعم المسعى الفلسطيني في الامم المتحدة".
ورأى بعض المعلقين ان منح وضع دولة لفلسطين في الامم المتحدة لن يكون له نتائج على الارض. وكتب نواه كلينغر في صحيفة يديعوت احرونوت الاكثر توزيعا ان "عدد الدول التي دعمت القرار في الامم المتحدة (لمنح فلسطين وضع مراقب) ليس مهما. فدون اتفاق مع إسرائيل لن يكون هناك دولة فلسطينية حيث تمثل إسرائيل 50 بالمئة من الصراع وتصويت في الامم المتحدة لن يغير شيئا".
وفي مسعى الى استيعاب الصدمة الداخلية، أكد مسؤول إسرائيلي لوكالة "فرانس برس" أن إسرائيل ستقوم ببناء ثلاثة الاف وحدة استيطانية سكنية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية ردا على قرار الجمعية العامة اول من امس.
وكتب المراسل الديبلوماسي لصحيفة "هآرتس" باراك رافيد في حسابه على موقع "تويتر" ان بعض المنازل ستبنى في اطار خطة توسيع مستوطنة معاليه ادوميم الى الغرب وربطها بالقدس.
أما خارجيا، فإن الكثير من الدول التي امتنعت عن التصويت سوف تتعامل مع الأمر الواقع الذي فرضه الفلسطينيون، فوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أعلن أمس، عن احترام حكومة بلاده لنتيجة التصويت على القرار بالجمعية العامة، وأهاب بإسرائيل تجنب رد فعل يقوض عملية السلام.
وقال هيغ "نحترم الإجراء الذي اختار أن يمضي به الرئيس (محمود) عباس، كما نحترم نتيجة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما زلنا نعتقد أن فرص العودة سريعاً للتفاوض على حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد لقيام دولة فلسطينية على أرض الواقع، ربما كانت أكبر لو أن الرئيس عباس استطاع تقديم الضمانات التي اقترحناها، والتي دون الحصول عليها لم نتمكن من التصويت لصالح القرار".
وأهاب بإسرائيل تجنب رد فعل يقوض عملية السلام والعودة للمفاوضات، مضيفاً "نحن لن نؤيد رد فعل يؤدي لتحييد الرئيس عباس أو يخاطر بانهيار السلطة الفلسطينية".
ومن النتائج المباشرة أيضا، اعلنت المفوضة العامة لفلسطين لدى بلجيكا والاتحاد الاوروبي ليلى شهيد امس انها ستصبح "سفيرة فلسطين" وذلك غداة قرار الجمعية العامة للامم المتحدة منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية.
وصرحت ليلى شهيد للاذاعة البلجيكية العامة "آر تي بي اف" ان "بلجيكا وعلى لسان وزير خارجيتها ديدييه رايندرز منحتني للتو مرتبة سفيرة، رئيسة بعثة الوفد الفلسطيني الذي رقي الى صفة بعثة فلسطين". وكانت شهيد حتى الان "المفوضة العامة" لفلسطين لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورغ.
وكان وزير الخارجية البلجيكي أعلن الخميس أنه "أبلغ الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس بواسطة رسالة تحمل تاريخ 15 تشرين الاول 2012 نيته ترقية صفة الوفد الفلسطيني في بروكسل". وأوضح الوزير البلجيكي أمس أنه ما زال ينتظر الرد الرسمي للرئيس عباس قبل البدء رسمياً بـ"ترقية" الصفة الدبلوماسية للممثلية الفلسطينية في بروكسل.
كما أكدت وزيرة الاتصالات الفلسطينية صفاء ناصر الدين أن الوزارة ستتوجه فوراً للحصول على عضوية كاملة خاصة في الاتحاد الدولي للاتصالات واتحاد البريد العالمي بما يضمن الحصول على حقوقنا الفلسطينية من الترددات والكود الدولي والتبادل المباشر في البريد مع دول العالم.
(أ ف ب، رويترز، وكالة "معا" الفلسطينية للانباء)
 
أكد أن الأزمة السورية ألقت بظلالها على علاقة "حماس" بإيران
مشعل: متفائل بالمصالحة في ظل الأجواء الجديدة
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل انه ينبغي النظر إلى الاعتراف الضمني بدولة فلسطينية ذات سيادة (الذي حققه الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة) إلى جانب الحرب التي نشبت في الآونة الأخيرة في غزة مع إسرائيل "كجزء من استراتيجية تشمل المقاومة التي ابدعت في غزة"
مشعل وفي حديث أجرته معه وكالة "رويترز" في الدوحة، قال إن الحرب القصيرة في غزة "انتهت بشروط وضعتها حركة "حماس"، وانهت عزلتها وخلقت حالة جديدة قد تؤدي إلى المصالحة مع حركة "فتح" التي يتزعمها عباس.
وقارن مشعل حالة الانكسار الإسرائيلية بابتهاج الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، واصر على أنه "لأول مرة يطلبون (الإسرائيليون) وقف اطلاق النار بشروط المقاومة بشكل واضح وبحضور الأميركيين".
ودعم مشعل بقوة المبادرة الديبلوماسية التي قادها الرئيس عباس لترقية الوضع الفلسطيني في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو بصفة مراقب والتي أيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من امس في نيويورك. وقال "إن هذا يضع الفلسطينيين ديبلوماسيا على قدم المساواة مع الفاتيكان، ولكن من الناحية السياسية قد يساعد على توحيد الجهود الوطنية الفلسطينية كجزء من عملية المصالحة" مع حركة "فتح".
واضاف: "قلت للاخ ابو مازن نريد بهذه الخطوة جزءاً من استراتيجية وطنية" التي تشمل المقاومة التي ابدعت في غزة واعطت رسالة عن قدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة والصمود في مواجهة المحتل"، معرباً عن تفاؤله "بتحقيق المصالحة في ظل هذه الاجواء الجديدة".
وتابع مشعل: "عندما نتوحد ونتصالح وننهي الانقسام وتكون لنا مرجعية واحدة ونضال سياسي واحد، عند ذلك نصبح قوة أكبر ونستطيع ان ننجز اكثر، وقدرتنا على الصمود امام العدوان الإسرائيلي بكل اشكاله تكون اكثر"، لافتاً إلى أن "هناك حضورا عربياً مختلفا... غزة لم تعد معزولة في هذه الحرب".
وشدد مشعل على أن "الدولة الفلسطينية يجب أن تكون على كل الأرض الفلسطينية لكن هناك رغبة لتوحيد الموقف الفلسطيني والعربي على برنامج مشترك". وأضاف: "إن "حماس" قبلت إقامة دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس وحق عودة (اللاجئين)"، مشيراً إلى أنهم قبلوا ذلك "لكن ليس على حساب الاعتراف بإسرائيل أو التخلي عن الحقوق الفلسطينية".
واكد مشعل إن "اسرائيل لا يمكن ان تعطيها شيئاً حقيقياً مازال على طاولة المفاوضة، إلا إذا كنا اقوياء على الارض العدو علمنا التاريخ لا يعطي شيئاً ولا يتراجع الا تحت الضغط"، مشدداً على "كل فلسطيني وكل عربي يريد دولة فلسطين حتى في حدود 67، عليه ان يعرف ان الطريق الى ذلك المقاومة وتوفير كل اوراق القوة وكل اشكال الضغط الفلسطيني والعربي مفيش (لا يوجد) حل غير ذلك هذه هي القاعدة".
من جهة ثانية، تطرق مشعل إلى العلاقة مع إيران، فلفت إلى أن إيران دعمتهم طويلا "دعما كبيراً من دون شك". وأضاف: "نحن اختلفنا مع إيران في الازمة السورية، ولا شك ان الازمة السورية القت بظلالها على علاقتنا مع إيران نحن نقدر كل من يدعمنا، ولكن لا يمكن ان يكون على حساب قناعتنا ومبادئنا".
وأعرب مشعل عن شكره لايران وسوريا لاستضافته لسنوات عديدة عندما نبذت الولايات المتحدة وإسرائيل الحركة على انها "إرهابية"، لكنه أكد ان الحركة "لا يمكنها التنازل عن مبادئها". وقال: "لا نتدخل في قضايا الآخرين، هذه سياستنا، ولا ندخل في معركة مع اي نظام عربي، ولكن لا يمكن ان نقف مع اي نظام داخل في معركة دموية مع شعبه ونحن في الثورة منحازون للشعوب".
ولفت مشعل أخيراً إلى أنه سيقوم بزيارة "تاريخية" إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل بعد سنوات في المنفى، وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس الحركة.
وسئل عما اذا كان يشعر بالقلق من أن إسرائيل قد تحاول اغتياله، فقال "الضامن الاساسي هو الله، انا لا اعتمد الا على الله، لا احد يموت الا ان يستوفي اجله وعمره ورزقه".
 
فلسطين والأمم المتحدة.. محطات بارزة
تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام 16 قراراً يؤكد على كل الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وحق العودة والسيادة على الموارد الطبيعية وعدم شرعية الاستيطان.
وفي ما يلي أبرز محطات قضية فلسطين في الأمم المتحدة منذ ولادة ما يسمى بالمسألة الفلسطينية في الأمم المتحدة في 29/11/1947 اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
14 تشرين الاول 1947: تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً اعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال.
29/11/1947: تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 الذي نص على تقسيم فلسطين الخاضعة في ذلك الوقت للانتداب البريطاني لإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية.
11/12/1948: تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 194 والذي ينص على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين.
8 كانون الأول 1949: تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 302 (5) الذي أسس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
22 تشرين الثاني 1974: تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني وحصلت المنظمة على صفة مراقب في الأمم المتحدة كحركة تحرر وطني.
1977: تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة إقرارا اعتبر 29/11 من كل عام يوماً العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
20 آب 1980: تبنى مجلس الأمن القرار رقم (478)، رفض الاعتراف بقرار إسرائيل ضم القدس واعتبره لاغياً وباطلاً وغير شرعي.
15 تشرين الثاني 1988: أعلن المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية قيام دولة فلسطين المستقلة وقبول قراري الأمم المتحدة رقم 242 و383، الداعيين لانسحاب إسرائيلي من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 والتوصل إلى حل عن طريق التفاوض. وفي حينه، كلف المجلس الوطني اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالقيام بمهام حكومة دولة فلسطين.
ـ بناء على إعلان الاستقلال، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً استعاض فيه عن تسمية فلسطين في الأمم المتحدة من منظمة التحرير الفلسطينية إلى بعثة فلسطين المراقبة الدائمة .
12 آذار 2002: تبنى مجلس الأمن القرار رقم 1397 والذي يذكر دولة فلسطين للمرة الأولى.
19 تشرين الثاني 2003: تبنى مجلس الأمن القرار رقم (1515) الذي دعا إلى قبول خطة خارطة الطريق والالتزام بها ودعمها وتطبيق عناصرها.
9 تموز 2004: أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي قراراً استشاريا أكدت فيه أن جدار الضم والتوسع الذي أقامته إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويستوجب على إسرائيل إزالته وتفكيكه، وأكدت على المسؤولية القانونية للمجتمع الدولي في تجسيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
23 ايلول 2011: قدم الرئيس محمود عباس طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
31 تشرين الاول 2011: حصلت فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة الـ"يونسكو".
22 آذار 2012: قرر مجلس حقوق الإنسان إنشاء بعثة تحقيق دولية حول تداعيات بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
29 حزيران 2012: أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (الـ"يونسكو") كنيسة المهد والبلدة القديمة في بيت لحم بما فيها طريق الحجاج، على قائمة التراث العالمي.
26 تشرين الثاني 2012: وزعت بعثة فلسطين الدائمة المراقبة في الأمم المتحدة مشروع قرار منح فلسطين مكانة دولة "مراقب" في الأمم المتحدة.
29 تشرين الثاني 2012: الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت لرفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة.
 
شهيد و6جرحى بانفجار صاروخ من مخلفات العدوان على غزة وإصابة 9 بالرصاص
مسيرات في "جمعة الدولة" للتنديد بجدار الفصل والاستيطان
تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة، لم يشغل الفلسطينيين في عدد من بلدات الضفة الغربية عن مسيراتهم الاسبوعية للتنديد بجدار الفصل والاستيطان الإسرائيلي، حيث جرت أمس مسيرات في كل من بلعين وكفرقدوم والمعصرة تخللها مواجهات مع قوات الاحتلال اسفرت عن إصابة عدد من المواطنيين بجروح والعشرات بالاختناق أثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
ففي "جمعة الدولة والانتصار السياسي والديبلوماسي الفلسطيني في الأمم المتحدة" خرجت في بلعين المسيرة الاسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، فتدخلت قوات الاحتلال واطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، باتجاه المشاركين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة "محمية أبو ليمون" بالقرب من جدار الفصل العنصري، ما أدى إلى إصابة أحمد أبو رحمة (18عاماً) وعيسى أبو رحمة (40 عاماً) بقنابل غازية بالرجل، والعشرات من المواطنين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات اختناق شديد.
وكان المشاركون في المسيرة رفعوا الأعلام الفلسطينية، ورايات حركة "فتح" و"الجبهة الشعبية"، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات والأغاني الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.
وزار قرية بلعين وفد بلجيكي، شارك في المسيرة، كتعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، واستمع الوفد قبل المسيرة لشرح مفصل عن تجربة بلعين في مقاومة الاحتلال والاستيطان والجدار في السنوات الثماني السابقة من المنسق الإعلامي راتب أبو رحمة، الذي أشار إلى أهمية الدور النضالي التضامني الذي يقوم به المتضامنون الدوليون، وعوامل نجاح تجربة بلعين في مقاومة الاحتلال، مشجعا الوفود للمشاركة في المسيرات ضد الاحتلال والاستيطان والجدار، فيما عبر الوفد البلجيكي عن إعجابه بنضال أهالي بلعين.
وفي كفرقدوم، أصيب عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والجدار، والمطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق للقرية منذ عقد من الزمن.
وشارك في المسيرة التي انطلقت في إطار الاحتفالات بالنصر الذي حققته القيادة الفلسطينية باعتراف العالم بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة بصفة مراقب، المئات من سكان القرية والمتضامنين الأجانب، ورفع خلالها العلم الفلسطيني والشعارات الوطنية المباركة لهذا الإنجاز التاريخي العظيم.
ولدى وصول المشاركين في المسيرة البوابة التي تغلق الشارع الرئيسي، بدا العشرات من جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز السام وقنابل الصوت باتجاه المواطنين مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وقال المنسق الإعلامي للمسيرات في كفر قدوم مراد اشتيوي "إن معالم المعركة مع الاحتلال تغيرت، وأصبحت فلسطين قضية العالم التي يجب أن يقف عند مسؤولياته، ويضع القضية في سلم أولوياته ويضع حدا للتفرد الإسرائيلي والأمريكي في حل الصراع الفلسطيني الذي وصل إلى طريق مسدود".
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت كفر قدوم خلال قمعها للمسيرة بعدد كبير من الآليات العسكرية، والجرافات وفرق المشاة الذين نصبوا الكمائن داخل بعض المنازل المهجورة، وبين أشجار الزيتون، دون أن يبلغ عن اعتقالات في صفوف الشبان.
وفي المعصرة، قمعت قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المنددة بجدار الضم والتوسع العنصري ومنعت المشاركين من الوصول إلى مكان إقامة الجدار.
وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية، أن "المسيرة التي جاءت مبايعة للقيادة الفلسطينية وابتهاجا بقرار التصويت بقبول فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة، انطلقت من أمام المدخل الرئيس لقرية المعصرة، واعترضها جنود الاحتلال واعتدوا على المشاركين ومنعوهم من الوصول إلى مكان إقامة الجدار".
ونظم المشاركون اعتصاماً ألقيت فيه كلمات أشادت جميعها بقرار القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة والتصويت على قبول فلسطين عضواً مراقباً، مؤكدين وقوفهم خلف الرئيس عباس في مساعيه نحو تحقيق المشروع الوطني بإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي النبي صالح، أصيب العشرات بحالات الاختناق بعد قمع الاحتلال للمسيرة الأسبوعية التي انطلقت من ميدان الشهداء وسط القرية بعنوان "جمعة إعلان الدولة".
وردد المشاركين من أهالي القرية والقرى المجاورة والعديد من المتضامنين الدوليين الهتافات المنددة بالاحتلال والاستيطان وأغاني الثورة والزغاريد، ابتهاجا بحصول فلسطين على دولة بصفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورفعوا العلم الفلسطيني مؤكدين أن "شعبنا البطل يستحق هذا الانتصار ويستحق العيش والحياة بسلام".
وحال وصول المسيرة إلى شارع الشهيد مصطفى التميمي أطلقت قوات الاحتلال نيرانها على المشاركين وقمعت المسيرة بقنابل الغاز المسيل للدموع والعيارات المطاطية ورش المياه العادمة ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات الاختناق.
 
الصحف الإسرائيلية تنتقد نتنياهو بعد رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة
أجمع أبرز المحللين في الصحف الإسرائيلية الصادرة، أمس، صبيحة صدور القرار بقبول فلسطين عضواً مراقباً ودولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة، على انتقاد سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفشل الديبلوماسية الإسرائيلية في مواجهة الخطوة الفلسطينية.
وجاءت التحليلات الإسرائيلية مخالفة لتصريح نتنياهو بأن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتسم بـ"الكراهية والحقد ضد إسرائيل وروج أكاذيب بشعة ضدها".
ورأى المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" باراك رافيد، أن "التصويت في الأمم المتحدة (أول من) أمس كان تحذيراً من جانب المجتمع الدولي لإسرائيل ولا يقل عن كونه تظاهرة دعم للفلسطينيين". وأضاف أن "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ودولاً صديقة أخرى وجهت رسالة إلى إسرائيل، مفادها أن الصبر انتهى تجاه احتلال الضفة الغربية، وسئمت البناء في المستوطنات، ولم تعد هناك ثقة بالتصريحات الإسرائيلية حول اليد الممدودة للسلام والرغبة في التقدم نحو دولة فلسطينية".
وشدد رافيد على أن "الانهيار السياسي في الأمم المتحدة والهزيمة الديبلوماسية الإسرائيلية المهينة هي نتيجة للسياسة المثابرة التي انتهجها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المتمثلة برفض البحث في حل الدولتين، والبحث بجدية في قضايا الحل الدائم وإهداره الوقت ووضع ذرائع وشروط مسبقة والامتناع عن طرح خطة سياسية إسرائيلية أمام الفلسطينيين وأصدقاء إسرائيل في الغرب".
ورأى الكاتب أنه على أثر ذلك "تم جرّ نتنياهو ومعه الدولة كلها إلى التصويت بالجمعية العمومية للأمم المتحدة، لكن رئيس الحكومة لن يتحمل المسؤولية عن ذلك ووزير خارجيته (أفيغدور) ليبرمان الذي شن حملة تحريض ضد (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس إنما دفع بشكل كبير دولاً إلى تأييد الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة".
واعتبر المحلل السياسي ـ الاقتصادي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيفِر بلوتسكير، من جهته، أن "أمم العالم لم تصوت (أول من) أمس لمصلحة الفلسطينيين فقط، وإنما صوتت لمصلحة إسرائيل أيضاً، ومن أجل إسرائيل كدولة ذات سيادة ومستقلة ومنفصلة عن فلسطين والفلسطينيين، وبمنحها اعترافاً بدولة الفلسطينيين، منحت الأمم المتحدة مرة أخرى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، اعترافها بدولة اليهود". وأضاف بلوتسكير "إن قرار الأمم المتحدة ليس معادياً لإسرائيل، إلا بنظر الإسرائيليين الذين يعارضون فكرة الدولتين". ورأى "أن "العالم ليس ضدنا وغالبيته تؤيدنا، وبواسطة التصويت الجارف بالجمعية العمومية، تسعى دول صديقة لإسرائيل إلى إنقاذها من نفسها، أو بشكل أدق من حكومتها، التي تدفع باتجاه حل الدولة الثنائية القومية، وهذه فكرة مهووسة وخطيرة ومعادية للصهيونية بكل تأكيد".
وتوقع بلوتسكير أن يطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما نتنياهو بدفع ثمن تصويت الولايات المتحدة ضد الخطوة الفلسطينية وأن الضغوط الأميركية بدأت وحسب.
ورأى المحلل السياسي، دان مرغليت، في صحيفة "إسرائيل اليوم" الداعمة لنتنياهو، أن "الدبلوماسية الإسرائيلية غطت في سبات خلال وردية الحراسة، وأن ما تسميه إسرائيل بأنه الأقلية الأخلاقية في الأمم المتحدة المتمثلة بالدول الغربية هربت إلى المعسكر الخصم الذي يؤيد الفلسطينيين".
واعتبر مرغليت أنه كان يجب على إسرائيل أن تقول إن "السلطة الفلسطينية خرقت الاتفاقات التي وقعت عليها، ولكن إسرائيل تعي الوضع الصعب الذي يواجهه أبو مازن عقب تزايد قوة حماس في الشارع الفلسطيني على حساب القيادة في رام الله، وأمام هذه المعطيات وعلى الرغم من أن إسرائيل ترفض هذه الخطوة، لكنها تبدي تفهماً لمصلحته بالحصول على قرار كهذا الذي لا يتعدى كونه حركة بهلوانية غايته الحفاظ على بقائه كزعيم لشعبه، وأن على إسرائيل ألا تعارض الخطوة الفلسطينية وإنما الوقوف جانباً".
والى ذلك، كتب السياسي والصحافي المخضرم، أوري أفنيري، الذي اخترق حصار بيروت في العام 1982 ليلتقي مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، أن قبول فلسطين بالأمم المتحدة كان يوم فرح للشعب الفلسطيني ولكل من يأمل بالسلام بين إسرائيل والعالم العربي، وبقدر من التواضع، كان يوم فرح شخصي لي أيضاً.
ورأى أفنيري في مقال بصحيفة "معاريف" أنه "بنظرة أولية إلى القرار، يبدو أنه لن يغير شيئاً، ولكن بنظرة أولية وحسب، وما حدث (أول من) أمس هو أن المجتمع الدولي أكد رسمياً الآن أن هدفه هو إقامة دولة فلسطين، وأن حل الدولتين بات الآن الحل الوحيد الموجود على الطاولة وحل الدولة الواحدة، إذا كان موجوداً أصلاً، انقرض مثل الديناصورات".
وحذّر أفنيري من أنه "في حال عدم إجراء تغييرات على الأرض فإن جذور الأبرتهايد (نظام التفرقة العنصري) ستتعمق وتتعزز، لكن النضال من أجل السلام... السلام الذي يستند إلى التعايش بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين، تقدم خطوة مهمة".
 
غزّة: ماذا بعد النار والماء؟
عبير بشير
بعد ثماني أيام من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، تم الإعلان عن التهدئة في القاهرة برعاية أميركية مصرية. وقبل أن ينقشع غبار الحرب، سارع كلا الطرفين إسرائيل وحماس ومعها الجهاد الإسلامي، إلى القول لجبهتهما الداخلية وأنصارهما وللعالم أنهما انتصرا، وان العملية العسكرية حققت أهدافها!!!
بدأ الطرفان إسرائيل وحماس جولة العنف، بينما كانت عيناهما على التهدئة. كلاهما كانا بحاجة لهذه المعركة كلٌ لأسبابه الخاصة - ولكن لمدة زمنية محدودة ولقوة نارية موزونة. لذلك كان الجانبان محكومين بالتوصل إلى تهدئة، ولم يكن أمامهم خيار إلا التوصل إلى ذلك...... وقد تم.
إسرائيل وحركة حماس، كانا يواجهان لحظة "ستاتيكو" قاتلة العمل العسكري مجمد وكان لا بد من فعل شي، كان هناك ضرورة قصوى لرمي حجر ثقيل في مياه الهدوء الراكدة..... ولسماع دوي المدافع والصواريخ - ولكن لا بد من التفريق في هذه المعمعة بين المحتل العربيد الذي يقتل ويدمر وقتما يشاء ولا يريد دفع فاتورة السلام، وبين حق الشعوب في مقاومة المعتدي والدفاع عن النفس حتى يتحقق التحرير.
الدولة العبرية كانت تريد حربا مصغرة، هي أرادت تنشيط المجتمع الإسرائيلي وشد مفاصله ببراغي العسكرة والعدو الخارجي، هي أيضا خططت لمخاطبة الذاكرة الجماعية الإقليمية بقدرة وبطش ذراعها العسكري. إسرائيل تقول إنها نجحت في استهداف البنية التحتية لتصنيع صواريخ بعيدة المدى، كما أنها دمرت جزء كبير من مخزون الصواريخ الإستراتيجي لكل من حماس والجهاد الإسلامي، وهاجمت مقرات للتحكم والقيادة. ولكن في الوقت نفسه تعترف قيادتها بأن الطبيعة السكانية المعقدة لقطاع غزة، تمنع إسرائيل من تحقيق كل أهدافها والقضاء على الفصائل المسلحة، وإن الأمر يحتاج إلى اجتياح كامل للقطاع عاموس جلعاد. بينما الثلاثي الدموي نتنياهو، باراك، ليبرمان، كان جل اهتمامه خلال العملية العسكرية على الصوت الانتخابي، وليس الانزلاق في حرب برية طاحنة.
ويبدو بأن وزير الحرب إيهود باراك، لم يجد في غزوة غزة ضالته، ولم يحقق فيها اختراقا شعبيا يمكنه من تجاوز نسبة الحسم في انتخابات الكنيست القادمة، فقرر اعتزال الحياة السياسية بشكل مفاجئ للحفاظ على ماء وجهه بعدما ترددت أنباء، عن نيته التحالف مع تسيبي ليفني لخوض المعركة الانتخابية.
أما شريكه نتنياهو فقد حقق بعض النقاط في هذا العدوان، فقد أظهرت العملية نتنياهو على انه رجل عاقل وليس متهوراً كسلفه "اولمرت" الذي ألحق الضرر بسمعة إسرائيل- "تقرير غولدستون" ، بسبب طول مدة عملية الرصاص المصبوب وعدد الضحايا التي سقطت. كما اظهر نتنياهو تعاونا وثيقا مع المستوى العسكري، وانضباطا بتوصياته على عكس اولمرت. هذا ناهيك عن أنه إستطاع ترميم العلاقة مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، من خلال الاتصالات المكثفة بين الرجلين لبحث سبل التهدئة.
بالنسبة لحركة حماس، كان لا بد لها من فرصة لتزيل الصدأ عن بندقيتها، ولتستعيد أمجادها وبعضاً من رصيدها الشعبي والعربي. كان ينبغي لحماس أن تقول للعالم أنها لم.... ولن تتخلى عن البندقية، وإنها لم تغرق في مستنقع السلطة على حساب المقاومة صمتنا كان استعدادا للمعركة وليس تفريطا... هكذا قال الزهار.
وبالتأكيد فإن حماس كحركة وكحزب قد استفادت كثيرا من جولة غزة، فقد عادت بقوة إلى دائرة الحدث وإلى الأضواء، وانتزعت شرعية إقليمية وعربية تحت وهج الصواريخ. ولكن التقويم النهائي لمعركة غزة، لن يكون أمام الكاميرات، ولكن في داخل الغرف المغلقة، حيث هناك يستطيع قادة حماس بأن يتحدثوا بصراحة عن حجم وعمق الضربة الإسرائيلية على البينة العسكرية والاقتصادية لحماس!!!.
وبعيدا عن كل الحسابات، لقد شعرنا بالفخر عندما طالت صواريخ المقاومة تل أبيب، وشعر الفلسطينيين بأنهم أقوياء رغم كل الدمار وكل الجراح، وبان إسرائيل ضعيفة رغم طائراتها وبوارجها الحربية. صحيح أن خسائرنا الاقتصادية فاقت 35 مرة عما أصاب الدولة العبرية، أن حجم الدمار في الممتلكات العامة والخاصة والمرافق الحكومية والجسور والمدارس والمصانع يربو عن المليار ونصف المليار. وان عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين، لا يقارن مع القتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي.
ولكن مع كل ذلك هناك شعور عارم لدى الفلسطينيين بأنهم انتصروا!!!. فهناك قاعدة ذهبية تقول بأن: الضعيف منتصر إذا لم يهزم، والقوي مهزوم إذا لم ينتصر.
كما أن الفلسطينيين شعروا بالامتنان لوفود التضامن الدولية، وقد كان لزيارة وفد 14 آذار وقع خاص في نفوس الغزيين، ليس فقط لما للبنان من مكانة كبيرة في قلوبهم، بل أيضا لوجود تشابه كبير بين الوضع اللبناني والوضع الفلسطيني، حيث العدو المشترك "إسرائيل"، والخطر المشترك "الانقسام السياسي".
قد يقول بعضهم ماذا بعد تل أبيب....!!! فقد ضرب صدام حسين عاصمة الكيان الإسرائيلي عندما احتل الكويت، ولم يجن الفلسطينيون من وراء ذلك سوى الانتكاسات. ثم أن العواطف الجياشة ليس لها مكان في عالم السياسة، ولا تعيد الحقوق للشعب الفلسطيني الذي تعب من المتاجرة بدمه وأمنه.
نعم هذا صحيح، ولكننا لا نستطيع أن نفصل العواطف الوطنية عن حياتنا، وكثير من حساباتنا السياسية وحسابات الآخرين، تعتمد على التعبئة الشعبية وعلى الخيارات ذات البعد الشعبي.
ثم انه جيد..... أن نواجه النار بالنار، وجيد أن تطال صواريخنا تل أبيب، وليس فقط أن تسقط علينا الصواريخ الإسرائيلية، وجيد جدا.... أن تعرف إسرائيل بأن عليها أن تدفع ثمنا باهظا لأي عدوان، وأنه لم يعد بمقدورها أن تفعل ما تشاء وقت ما تشاء.
وقد يقول بعضهم، بأن معركة غزة هي المعركة الأخيرة، والطلقة الأخيرة قبل الانعطاف الحاد لحركة حماس نحو السياسة والتسوية مع إسرائيل تحت مظلة الإسلام السياسي. وإن ما جرى هو ترويض لحركة حماس وتحضيرها لدور مستقبلي كبديل لمنظمة التحرير بسقف مطلبي أقل، حيث من يمتلك ملكات المقاومة، هو الأحق بالتفاوض معه، وهو الأقدر على إنفاذ السلام على الأرض. وإن ما جرى في غزة، قوض الدعم الدولي لخيار حل الدولتين.
ربما.... ولكن نعتقد بأن هذا تحليل لحظي وانفعالي، وبأن الأيام المقبلة ستكشف بأن العدوان الإسرائيلي على غزة، سيدفع قيادة حماس إلى الالتحام اكثر بخيار المصالحة والوحدة تحت سقف منظمة التحرير. وأن معركة غزة أثبتت للعالم أكثر من أي وقت مضى - بأنه فقط، وفقط خيار الدولتين هو المفتاح الذهبي للوصول إلى هدنة دائمة وحقيقة في هذه البقعة الاستثنائية من الشرق الأوسط.
 

المصدر: جريدة المستقبل

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,358,845

عدد الزوار: 7,629,778

المتواجدون الآن: 0