أردوغان وبوتين وسوريا!...التدخل في سورية على الأبواب؟...النائب اللبناني صقر يقر بـ«تهمة» دعم المعارضة السورية، قال لـ «الشرق الأوسط» : لست خجلا.. ومستعد للتخلي عن حصانتي

انفجاران في حمص.. وناشطون يصفون الأحد بـ«يوم سقوط المروحيات»، براميل متفجرة على وادي النصارى.. وتجدد الاشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي...استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر العراق، مسؤولو الاستخبارات الغربية اكتشفوا أدلة على وجود أنشطة في مواقع استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 كانون الأول 2012 - 5:24 ص    عدد الزيارات 2273    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

انفجاران في حمص.. وناشطون يصفون الأحد بـ«يوم سقوط المروحيات»، براميل متفجرة على وادي النصارى.. وتجدد الاشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي

بيروت: نذير رضا ... تصدرت مدينة حمص أمس، واجهة الأحداث الميدانية السورية، إذ أفادت مصادر المعارضة السورية بسقوط 40 سوريا بين قتيل وجريح في انفجار سيارتين مفخختين؛ إحداهما بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب في شارع خالد بن الوليد بحي الملعب البلدي في مدينة حمص، بالتزامن مع ارتفاع حدة الاشتباكات في ريفها، حيث شهدت منطقتا قلعة الحصن وريف تلكلخ معارك ضارية بين القوات الحكومية ومعارضين.
وفي حين لم تنحسر حدة العنف عن العاصمة السورية دمشق، تصاعدت وتيرة الاشتباكات والقصف على مدن الريف المتاخمة لطريق مطار دمشق الدولي، حيث تجددت الاشتباكات في محيط مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عنه، في يوم دام سجل فيه سقوط أكثر من 121 قتيلا في أنحاء متفرقة من البلاد.
ووصف يوم الأحد بـ«يوم إسقاط الطائرات المروحية»، إذ أعلنت كتيبة سعد بن أبي وقاص التابعة لتجمع أنصار الإسلام في الجيش السوري الحر عن إسقاط طائرة مروحية فوق مطار المزة العسكري، فيما قال ناشط من تنسيقية القصير لـ«الشرق الأوسط» إن مروحية تابعة للنظام أسقطت في وادي النصارى أثناء توجهها لرمي قنابل متفجرة على قلعة الحصن، بالتزامن مع صور بثها ناشطون على الإنترنت قالوا إنها لعمليات إسقاط طائرات تابعة لقوات النظام السوري على يد عناصر من الجيش الحر في منطقة معرة النعمان في ريف محافظة إدلب، وفي ريف حماه، وفي ريف العاصمة السورية دمشق قرب المطار. فيما أشارت صفحات المعارضة السورية على «فيس بوك» إلى أن «الجيش الحر أسقط طائرة (ميغ) قرب منطقة الحربا بريف دمشق».
من جهة أخرى، حذر العميد المنشق مناف طلاس من احتمالية لجوء الرئيس السوري بشار الأسد لترسانة أسلحته الكيماوية كخطوة في سبيل منع سقوط نظامه. وأشار طلاس في حديث لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس، إلى أن الأسد «مجرم حرب؛ منفصل عن الواقع»، موضحا أنه لا يعلم متى ولا كيف سيستخدم الأسد الأسلحة الكيماوية، و«لكنه يستخدم الدبابات والطائرات لإبادة شعبه.. ومن غير المستبعد أن يقوم - في إطار نفس المنطق - باستخدام الأسلحة الكيماوية في حال إحساسه باقتراب النهاية».
وفي حمص، أفادت مصادر في المعارضة السورية بأن ما يزيد على 40 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح في انفجار سيارتين مفخختين في حيي الملعب البلدي والغوطة بمدينة حمص. وأشارت إلى أن إحدى السيارتين انفجرت بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب في شارع خالد بن الوليد بحي الملعب البلدي، موضحة أن ألسنة اللهب شوهدت تتصاعد في سماء المنطقة نتيجة الانفجار. وقالت إن القوات الحكومية انتشرت بكثافة بعد الانفجارين، بينما توجهت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المنطقتين اللتين طوقتهما القوات الحكومية.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بمقتل 15 شخصا، كما أصيب 24 آخرون بجروح في تفجير في مدينة حمص وسط سوريا. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في المدينة قوله إن «التفجير الإرهابي أسفر عن استشهاد 15 مواطنا وإصابة 24 آخرين بجروح.. وإصابات بعضهم خطيرة». وأوضحت أن التفجير وقع صباح أمس في حي الحمرا في المدينة، وأدى إلى «إلحاق أضرار مادية كبيرة بالمباني السكنية والسيارات المركونة في الحي».
وتصاعدت وتيرة العنف في حمص أمس، مع اشتداد القصف على منطقة ريف القصير ووادي النصارى ووقوع اشتباكات في محيط قلعة الحصن التي تعرضت للقصف. وقال ناشط من تنسيقية ريف القصير لـ«الشرق الأوسط» إن قلعة الحصن «تعرضت منذ بعد ظهر أول من أمس لأعنف حملة قصف بالطائرات المروحية التي أسقطت براميل متفجرة في القلعة ومحيطها، مستهدفة أماكن سكنية»، مشيرا إلى أن القصف «اشتد في الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر السبت، وتواصل حتى الخامسة والنصف من مساء أمس الأحد»، مؤكدا أن المقاتلات الحربية «لم تشارك بالقصف الذي انحصر بالطائرات المروحية». وأفاد الناشط بسقوط براميل متفجرة في قرى وادي النصارى، فيما تواصل القصف المدفعي على قرى ريف القصير وتلكلخ، واستهدف الحقول والأحراج.
وفي دمشق وريفها، ذكرت لجان التنسيق المعارضة المحلية أن التيار الكهربائي انقطع صباح أمس عن مبنى مطار دمشق الدولي، مع تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي على طريق المطار، بينما سجل سقوط 10 قتلى في قصف على بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وأفادت اللجان بوقوع اشتباكات وصفتها بالعنيفة اندلعت على طريق المطار ترافقت مع سماع دوي انفجارات، وتجددت المعارك في محيط المطار بعد أيام من وقوع اشتباكات قرب مناطق عقربا وببيلا على المشارف الجنوبية الشرقية لدمشق المؤدية إلى المطار الدولي.
وقالت مصادر المعارضة إن الطيران الحربي شن طلعات جوية على أطراف طريق مطار دمشق الدولي بالغوطة الشرقية بريف دمشق بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في تلك المنطقة بين الجيشين الحر والحكومي.. في وقت نقلت فيه «رويترز» عن رئيس شركة «مصر للطيران» أمس أن الشركة ستستأنف الرحلات الجوية إلى دمشق وحلب بدءا من اليوم، بعد توقف استمر ثلاثة أيام بسبب تدهور الوضع الأمني. وقال رئيس الشركة رشدي زكريا في بيان: «إن القرار يأتي بعد تنسيق مع السفارة المصرية في دمشق ومكتب (مصر للطيران) في سوريا، والتأكد من استقرار الظروف الأمنية في الوقت الراهن في سوريا، خصوصا على الطرق المؤدية إلى مطاري دمشق وحلب».
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات النظامية السورية قصفت بالطائرات الحربية مناطق في ريف دمشق، بعد معارك عنيفة جرت ليل السبت - الأحد مع المقاتلين المعارضين». وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن انفجارات واشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية والجيش الحر عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي، مشيرة إلى أن حريقا نشب في المنطقة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان وأدى الحريق لانقطاع الكهرباء عن المطار.
وفي حين شهد عدد من أحياء العاصمة السورية قصفا من قبل الطيران الحربي، كان أعنفها على جوبر وبرزة، ذكر ناشطون أن «طيران الميغ الحربي» شن غارات على «مدينة داريا بريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف أحياء المدينة، كما شهد الكثير من بلدات ومدن الغوطة الشرقية قصفا مصدره كتيبة الدفاع الجوي التابعة للواء 55». وقال المرصد: «نفذت الطائرات الحربية غارتين على مدينة داريا جنوب دمشق، بينما تشهد بلدات وقرى الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي في سمائها». وتحدث المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط بلدتي دير العصافير وبيت سحم في ريف العاصمة. وأفادت الشبكة السورية بتعرض مسجد حران العواميد في الغوطة الذي شيد قبل أكثر من 1000 عام لقصف مركز من قبل دبابات الجيش الحكومي ومدفعيته.
في غضون ذلك، قال المركز الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها إن مقاتلي الجيش الحر سيطروا على مقر للمخابرات الجوية في بلدة عقربا على طريق المطار. كما أعلن ناشطون مدينة داريا في ريف دمشق «مدينة منكوبة»، إذ تواصل القصف الشديد عليها بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة.
في هذا الوقت، أشارت تقارير إلى عودة خدمة الإنترنت بشكل تدريجي إلى بعض مدن ومناطق سوريا، وذلك بعد انقطاع تام منذ يوم الخميس عزل البلاد عن العالم. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن خدمة الإنترنت عادت إلى العاصمة دمشق ظهر السبت بعد «انتهاء ورش الإصلاح من إنجاز عملها». وأكد ناشطون عودة الخدمة الدولية إلى العاصمة دمشق. كما أشار ناشطون إلى عودة خدمات الهاتف الجوال إلى بعض المدن.
 
أنباء متضاربة عن عدد قتلى كمين تلكلخ اللبنانيين والتلفزيون السوري يعرض صورا لجثثهم، مصدر ميداني لـ «الشرق الأوسط»: المجموعة دخلت سوريا قبل شهرين

بيروت: نذير رضا .. تفاعلت قضية اللبنانيين الذين قتلوا في تلكلخ بعد تسللهم إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر، إذ أعلن التلفزيون السوري أن 21 لبنانيا سقطوا بين قتيل وجريح، وبث أمس صورا لهم إلى جانب صور بطاقات هوياتهم، بينما بقيت الأنباء في بيروت متضاربة حول عددهم وجنسياتهم.
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي، أن 21 لبنانيا قضوا بين قتيل وجريح في كمين نصبه الجيش السوري بين قريتي تلسارين وبيت قارين في منطقة تلكلخ بحمص السورية القريبة من الحدود اللبنانية. وقال إن القتلى والمصابين «كانوا يحاولون التسلسل من منطقة وادي خالد الحدودية إلى سوريا»، كما بث صورا لعدد من الجثث مرفقة بهويات لبنانية.
لكن مصدرا ميدانيا من الحدود اللبنانية - السورية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المجموعة التي وقعت في كمين «خلال عملية أمنية محكمة» للجيش السوري النظامي «لم تدخل إلى الأراضي السورية في الأمس القريب»، مشيرا إلى أن المجموعة «دخلت إلى سوريا قبل أكثر من شهرين، وجرى اكتشافها مؤخرا». وقال المصدر إن «الحدود اللبنانية - السورية مغلقة بشكل محكم، بعد انتشار الجيش اللبناني على الحدود قبل أكثر من شهرين، بحيث لا يمكن دخول أي شخص إلى داخل الأراضي السورية».
من ناحية ثانية، أكدت مصادر باب التبانة لـ«الشرق الأوسط» أن المجموعة «خرجت من المنطقة قبل فترة، حيث لم يشهد أي من هؤلاء في طرابلس أو باب التبانة خلال الفترة القريبة الماضية». وأكدت المصادر مقتل أربعة أشخاص لبنانيين «أحدهم من آل سرور، والآخر من آل زريقة، والثالث من آل علم الدين والرابع من آل الآغا، بينما المفقود هو من آل الأيوبي، ولم يعرف عن مصيره أي شيء».
وأكدت المصادر أنه «لا أحد يعرف عن المجموعة أي شيء، ولا عن عددها أو هوية أفرادها»، مشيرة إلى أن الصور التي بثها التلفزيون السوري «غير واضحة، مما جعل إمكانية تمييزها أو معرفة هوياتها مستحيلة، وهي مختلفة عن الصور التي وصلت إلى أهالي المنطقة عن جثث المفقودين». ورجحت المصادر أن يكون بعض القتلى «سوريين»، إذ «لم يعلن أي شخص عن فقدان أحد أفراد عائلته». وأكدت المصادر أن هؤلاء الأربعة «معروفون بالتزامهم الديني الإسلامي، لكنهم لا ينتمون إلى أي حزب لبناني».
إلى ذلك، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن عددا من شبان منطقة المنكوبين في طرابلس المحاذية لمنطقة جبل محسن قاموا مساء أول من أمس بنصب خيمة كبيرة على طريق فرعية بالقرب من مسجد النور، احتجاجا على الأخبار المتوافرة عن سقوط لبنانيين من طرابلس وجوارها في منطقة تلكلخ في سوريا، من دون تحديد مصيرهم إن كانوا قتلى أو أسرى أو جرحى. وأكد الشبان «استمرار نصب الخيمة لمدة يومين»، مطالبين الدولة بـ«التدخل وتحديد مصير الشبان الذين لا يتجاوز أعمار أحدهم العشرين عاما»، مهددين «بنقل هذه الخيمة إلى الطريق الدولي في منطقة البداوي التي تربط طرابلس بعكار والحدود السورية».
في هذا الوقت، نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تقريرا من بيروت أشارت فيه إلى أن «جبهة النصرة» هي التنظيم الجهادي الذي ينظم عمليات انتحارية ضد النظام السوري، مستخدما «جهاديين» سوريين وآخرين تطوعوا من بلدان عدة، إسلامية وأوروبية.
والتقت الصحيفة أحد قادة التنظيم، والذي يطلق على نفسه اسم ياسر الصباحي في مدينة طرابلس في شمال لبنان، وأوضح أنهم «يعتمدون العمليات الانتحارية حين يريدون مهاجمة هدف كبير، كسرب من الدبابات مثلا أو قاعدة محصنة».
 
استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر العراق، مسؤولو الاستخبارات الغربية اكتشفوا أدلة على وجود أنشطة في مواقع استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية

واشنطن: مايكل غوردن وإريك شميت * ... صرح مسؤولون أميركيون بأن فشل الجهود الأميركية في وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا راجع إلى تراخي العراق في تفتيش الطائرات التي تحمل الأسلحة عبر مجاله الجوي.
ولا تزال شحنات الأسلحة تتدفق إلى النظام السوري في وقت حرج بالنسبة للرئيس بشار الأسد، الذي يواجه ضغوطا عسكرية متزايدة من مقاتلي الثوار. وقد برز الممر الجوي عبر العراق كخط إمداد رئيسي للأسلحة، ومن بينها الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات وقذائف المورتر والـ«آر بي جي». ولدى إيران مصلحة كبرى في سوريا، فهي أوثق حلفائها العرب، وتفتح قناة لنقل الدعم الإيراني لحزب الله اللبناني.
وقد منيت إدارة الرئيس أوباما بفشل ذريع في إقناع العراقيين بإجراء تفتيش عشوائي للرحلات. ومما يضيف بعدا آخر للمخاوف الأميركية أن مسؤولي الاستخبارات الغربية يشيرون إلى أنهم اكتشفوا أدلة على وجود أنشطة جديدة في مواقع في سوريا استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية. ويبدي المسؤولون شكوكا في ما إذا كانت القوات السورية تستعد لاستخدام الأسلحة في محاولة أخيرة لإنقاذ النظام، أو إرسال تحذير إلى الغرب بشأن تداعيات تقديم مزيد من الأسلحة إلى الثوار السوريين.
وقال مسؤول أميركي بارز، متحدثا شريطة عدم ذكر اسمه لمناقشة قضايا استخبارية «يتشابه الموقف إلى حد بعيد مع ما فعلوه من قبل.. لكنهم يقومون بأشياء تشير إلى أنهم ينوون استخدام الأسلحة. فهم لا يقومون فقط بنقل أشياء.. هذا نوع مختلف من النشاط». بيد أن المسؤول قال إن السوريين لم يقوموا بخطوات أكثر وضوحا تجاه استخدام الأسلحة الكيماوية، مثل إعدادها كي تطلق من خلال بطاريات مدفعياتها أو شحنها في القنابل كي يتم قذفها من الطائرات.
وفي ما يتعلق بشأن شحنات الأسلحة، كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون قد حصلت على تأكيدات من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في سبتمبر (أيلول) بأن العراق سيفتش الرحلات المتوجهة من إيران إلى سوريا. لكن العراقيين لم يفتشوا سوى رحلتين فقط، كانت آخرهما في السابع والعشرين من أكتوبر (تشرين الثاني). ولم يتم العثور على أسلحة، لكن إحدى الطائرتين اللتين هبطتا في العراق للتفتيش كانت في طريقها إلى العودة إلى إيران بعد تفريغ حمولتها في سوريا.
ولخيبة أمل الولايات المتحدة، تبدو إيران وكأنها تلقت معلومات من المسؤولين العراقيين بمواعيد التفتيش، بحسب مسؤولين أميركيين اطلعوا على تقارير سرية لمحللين تابعين لوكالة الاستخبارات الأميركية. وقال مسؤول أميركي إن «إساءة استخدام المجال الجوي العراقي من قبل إيران لا تزال تشكل مصدر قلق، ونحن نحث الحكومة العراقية على الالتزام الكامل بتعهداتها الدولية، سواء باستمرار مطالبة الرحلات المارة فوق الأراضي العراقية في طريقها إلى سوريا من إيران بالهبوط للتفتيش، أو رفض عبور الطائرات الإيرانية إلى سوريا».
ويصر المسؤولون العراقيون على أنهم يعارضون نقل أسلحة عبر المجال الجوي العراقي، واستشهدوا بمزاعم إيران على أنها تنقل مساعدات إنسانية، ووصفهم الاتهامات الأميركية بأنها لا أساس لها. ويقول علي الموسوي، المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بشأن المخاوف الأميركية «لن نتمكن من إقناعهم، حتى وإن فتشنا كل الطائرات.. لأنهم حكموا على الموقف بشكل مسبق. سياستنا هي أننا لن نسمح بنقل الأسلحة إلى سوريا». واعترف موسوي بأن إحدى الطائرات لم تفتش إلا بعد عودتها من دمشق، لكن ذلك كان خطأ بسيطا، لا محاولة متروية لمساعدة الإيرانيين. وقال إن «الأخطاء أحيانا ما تقع».
لكن مسؤولا عراقيا سابقا، طلب عدم ذكر اسمه خشية التعرض للعقاب على يد الحكومة العراقية، قال إن المسؤولين في بغداد قاموا بأداء أقل المجهودات؛ في محاولة لاسترضاء الحكومة الأميركية، وكانوا في واقع الأمر متعاطفين تجاه الجهود الإيرانية في سوريا.
لكن تلك الرحلات الإيرانية تمثل تحديات لإدارة أوباما، التي تبدي ترددا في تقديم الأسلحة للثوار السوريين أو فرض منطقة حظر طيران على سوريا خشية الوقوع في مستنقع الصراع. كما أن هذا الوضع يبرز في الوقت ذاته ضعف حدود تأثير الإدارة الأميركية على حكومة المالكي، ويظهر الاختلافات بين حسابات السياسة الخارجية في واشنطن وفي بغداد.
وعلى الرغم من أن التصرفات العراقية تفيد بشكل واضح إيران، التي تربطها علاقات متينة مع عدد من المسؤولين العراقيين، فربما تكون للمالكي أسبابه الخاصة في إعفاء هذه الرحلات من التفتيش. ويشير المسؤولون الأميركيون إلى أن المالكي ربما يكون قلقا من أن سقوط الأسد قد يؤدي إلى ازدياد جرأة القوات السنية والكردية في المنطقة؛ بما في ذلك العراق، وهو ما قد يشكل تحديات أمام الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة.
ويرى المسؤولون أن الدعم الإيراني لسوريا حيوي بالنسبة لحكومة الأسد، فإلى جانب نقل الأسلحة والذخيرة إلى سوريا، يرسل فيلق القدس إلى سوريا المدربين والمستشارين، وفي بعض الأحيان يكونون متخفين كحجاج وسياح ورجال أعمال.
وقد أثار نقل الأسلحة عبر الرحلات الجوية مخاوف المسؤولين الأميركيين بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث يفتقد العراق إلى قوة جوية فاعلة؛ فقواته الحالية غير قادرة على تعزيز سيطرتها على مجالها الجوي، وهو ما دفع إيران إلى استغلاله لنقل الأسلحة إلى سوريا.
وكان المسؤولون العراقيون قد أقنعوا الإيرانيين إثر ضغوط أميركية بوقف الرحلات أثناء استعداد العراق لاستضافة القمة العربية في بغداد في مارس (آذار). وفي أعقاب الاجتماع اتصل الرئيس أوباما بنوري المالكي في الثالث من أبريل (نيسان) وأكد له على ضرورة وقف الرحلات الجوية. بيد أنه بعد وقوع تفجيرات دمشق في يوليو (تموز) التي أودت بحياة أعضاء بارزين في حكومة الأسد استأنفت الرحلات الجوية. وأثار جوزيف بايدن، نائب الرئيس، المخاوف الأميركية بشأن الرحلات في السابع عشر من أغسطس (آب) خلال محادثة هاتفية مع المالكي. وهو نفس ما فعله دينيس ماكدونو، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي التقى المالكي في بغداد في أكتوبر من العام الحالي.
وعندما ذكر ماكدونو للمالكي أن الطائرة جرى تفتيشها خلال عودتها إلى إيران، رد المالكي بأنه لم يكن على علم بأن التفتيش جرى بهذه الطريقة، بحسب رواية أحد المسؤولين الأميركيين الذين حضروا الاجتماع.
وتتوافر في الوقت ذاته أدله على حدوث «تنسيق» بين المسؤولين الإيرانيين والعراقيين بشأن التفتيش، بحسب تقييمات استخبارية. ويشير تقرير استخباراتي أميركي إلى أن قاسم سليماني (قائد قوة فيلق القدس) أمر بأن يتم تحميل طائرة بمساعدات إنسانية فقط إلى سوريا، ثم جرى تفتيش الطائرة لاحقا عندما طلب منها الهبوط في العراق في 27 أكتوبر.
وتتركز الكثير من مخاوف الاستخبارات الأميركية على مثل هذا «التنسيق» من جانب هادي العامري، وزير النقل العراقي، الذي يعتقد أنه وثيق الصلة بالإيرانيين، وكان من بين الوفد العراقي الذي زار واشنطن العام الماضي. لكن العامري قال «هذا غير صحيح. نحن دولة مستقلة وموقفنا واضح. ونحن سنفتش أي طائرة نرغب، متى شئنا، ولن نتقلى أوامر».
ويقول ناصر بندر، رئيس مجلس الطيران المدني في العراق، إنه لا توجد أدلة على أن المسؤولين العراقيين أبلغوا الإيرانيين. وقال مضيفا إن العراقيين قاموا بتفتيش رحلتين إيرانيتين فقط بسبب تكلفة الوقود «لدينا أوامر بتفتيش أي طائرة نحمل شكوكا تجاهها، لكن الطائرات التي فتشناها كانت تحمل فقط إمدادات طبية وملابس. لا يمكننا تفتيش كل الطائرات الإيرانية لأن هناك الكثير من الطائرات المتجهة إلى سوريا. ستكون تلك خسارة كبيرة للمال، لأن كل طائرة تهبط سيتوجب علينا إعادة تزويدها بالوقود». بيد أنه في أكتوبر تجاهلت طائرة إيرانية طلبا عراقيا بالهبوط، بحسب تقارير استخبارية أميركية، ربما لأن الإيرانيين لا يرغبون في تفتيش حمولة الطائرة.
وأثار موقف العراق قلق أعضاء الكونغرس، بما في ذلك السيناتور جون كيري، الذي يتوقع أن يرأس وزارة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون. وقال كيري في مقابلة معه في سبتمبر «لو ناشد الكثيرون الحكومة التوقف وبدا أن ذلك لا تأثير له، فإن ذلك يزعجني قليلا، ويبدو أنه يرسل بإشارة إلى أنه ربما ينبغي أن نجعل بعض مساعداتنا أو بعضا من دعمنا الطارئ بناء على نوعية الرد الملائم».
ما يجري الآن في مواقع الأسلحة الكيماوية السورية، الذي تحدث عنه مسؤولون أميركيون وأوروبيون وإسرائيليون، يشكل تحديا إضافيا بالنسبة للغرب. فقد أكد مسؤول أميركي بارز أول من أمس السبت أن الاستخبارات الأميركية والغربية اكتشفت خلال اليومين أو الأيام الثلاثة الماضية أن الجيش السوري كان ينفذ بعض الأنشطة ببعض مخزونه من الأسلحة الكيماوية. وكانت الولايات المتحدة قد كثفت منذ بداية الأزمة في سوريا من عملية التنصت والمراقبة الإلكترونية للأنشطة التي تمارس في هذه المواقع.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
بوتين في أنقرة اليوم.. ولا آمال كبيرة في الملف السوري، مصدر تركي لـ «الشرق الأوسط» : الاتصالات التمهيدية أظهرت استمرار التباعد

بيروت: ثائر عباس ... يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، بزيارة رسمية إلى تركيا يتوقع أن تكون الأزمة السورية عنوان الاختلاف الكبير فيها. وأكدت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة «لا تتوقع الكثير من هذه الزيارة في ما خص الأزمة السورية»، مشيرة إلى أن المحادثات التي سبقت هذه الزيارة بين مسؤولي البلدين لا تشي بإمكانية الوصول إلى قواسم مشتركة في ما خص الملف السوري. لكن المصادر رفضت «قطع الأمل»، مشيرة إلى أن الأمر متروك للقاءات التي سيجريها بوتين في أنقرة، مشيرة في هذا الخصوص إلى أمر مهم جدا، وهو أن بوتين الذي كان أرجأ زيارة سابقة له إلى تركيا بعد أزمة اعتراض الطائرة السورية القادمة من روسيا منذ أشهر، ألغى كل نشاطاته الخارجية بسبب وضعه الصحي، لكنه أبقى على زيارته إلى تركيا قائمة. وقال المصدر إن البلدين يوليان أهمية كبيرة لاستمرار التعاون وتبادل وجهات النظر على ارفع المستويات على الرغم من اختلاف وجهات النظر في الشأن السوري.
وأوضح الناطق بلسان الخارجية التركية سلجوق أونال لـ«الشرق الأوسط» أن الأزمة السورية ستكون موضوعا رئيسيا على جدول أعمال بوتين، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين. ويتوقع أن تتوج زيارة بوتين بإبرام 9 اتفاقيات في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف أن الرئيس الروسي بوتين سيشارك أيضا في اجتماعات مجلس التعاون رفيع المستوى المرادف لمجلس الوزراء المشترك بين روسيا وتركيا.
وكان وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو قال في حوار تلفزيوني مساء أول من أمس، إن خلافات في وجهات النظر بين روسيا وتركيا تظهر من حين لآخر، مثل الاختلاف في الموقف من الأزمة السورية، إلا أن هذا لا يعني أن أيا من البلدين سيعود لتبني عقلية الحرب الباردة. وأضاف أن أحدا لا يمكن أن ينطلق من الخلاف على الموقف من سوريا، ليستنتج وجود تراجع في العلاقات بين روسيا وتركيا.
وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أكد أنه «سيجري بحث قضايا التسوية في سوريا والوضع في قطاع غزة خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». ولفت أوشاكوف إلى أن «بوتين سيزور تركيا تلبية لدعوة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حيث سيشارك في الاجتماع الثالث لمجلس التعاون الروسي التركي رفيع المستوى»، مشيرا إلى أن «الحوار السياسي الروسي - التركي له طابع نظامي ومكثف». وأوضح أوشاكوف، أن «المباحثات ستتطرق أيضا إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية الملحة، بما فيها التسوية الشرق أوسطية»، مشددا على أن «هناك تباينا ما في موقفي روسيا وتركيا حيال سوريا»، معتبرا أن «أمورا كثيرة مرهونة بالموقف الروسي في هذا السياق».
وفي سياق ذي صلة، يأمل وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي الذين سيجتمعون هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ أن عينت روسيا سفيرا جديدا لدى الحلف، في تحسين العلاقات مع موسكو.. رغم خلاف جديد بشأن اعتزام الحلف نشر صواريخ مضادة للطائرات في تركيا. وقالت متحدثة باسم الحلف لوكالة «رويترز» أمس، إن الاجتماع يهدف إلى «إعادة تنشيط العلاقات مع روسيا»، التي يحتاج الحلف إلى تعاونها لإنهاء الصراع في سوريا وتسهيل انسحاب معظم القوات الأجنبية المقاتلة من أفغانستان بحلول نهاية 2014.
وسيناقش الاجتماع الذي يعقد مرتين سنويا مسألة تمويل القوات الأفغانية بعد عام 2014 يومي الثلاثاء والأربعاء وستسبقه زيارة لوزيرة خارجية باكستان حنا رباني خار لمقر الحلف في بروكسل.
ومن المتوقع أن يثير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي سيجتمع مع وزراء الحلف بمن فيهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء، بواعث قلق بشأن خطط نشر صواريخ باتريوت أرض - جو على حدود تركيا، عضو الحلف، مع سوريا. وقال مسؤول كبير في الحلف، مشترطا عدم نشر اسمه: «سنبلغهم (الروس) بأن هذا أمر دفاعي ولا يهدف إلى إقامة منطقة حظر جوي».
 
ماخوس: نبحث عن مجموعة عمل قنصلية في فرنسا، قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يسعى للاعتراف الدولي

القاهرة: أدهم سيف الدين .... قال ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في باريس، منذر ماخوس، الذي تم تعيينه بعد موافقة السلطات الفرنسية على طلب الائتلاف في منتصف الشهر الماضي، إن مهامه في باريس تنصب - بالدرجة الأولى - على القضية السياسية؛ لأن الأوضاع الحالية للمعارضة السورية لا تزال في المرحلة الحالية تفتقر لحكومة؛ «لذلك يوجد عمل كبير على ملفات سياسية تتعلق بالاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري».
وأضاف ماخوس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أثناء وجوده بالقاهرة على هامش اجتماعات الائتلاف السوري، أنه فيما يتعلق بمهامه فإن الشق الأول «يتعلق بالعمل السياسي، وهذا ما نحاول أن نعمل من أجله، وهو الحصول على الاعتراف الدولي بالائتلاف السوري بوصفه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري بدلا من النظام القائم حاليا بدمشق».
وأضاف أن «هذا الموضوع مدخل لا بد منه قد يكون بداية من أجل حل أمور عالقة أخرى؛ وخاصة فيما يتعلق بإدارة المناطق المحررة في الشمال السوري». وقال إن الأهم من ذلك تنظيم العمل العسكري وإنشاء هيكل موحد كإطار عام لمجلس عسكري لقيادة الفصائل المقاتلة على الأرض ضد النظام السوري، التي يمكن أن تكون نواة لتشكيل وزارة الدفاع في الحكومة التي سوف تتشكل قريبا.
وقال ماخوس إن أبرز المهام التي يقوم بها حاليا هي «متابعة العمل على الملفات السياسية، وخاصة على المستوى الأوروبي»، و«نحن نعرف أن باريس هي عمليا ذات دور رائد في أوروبا.. ومن الناحية الجيوبوليتيكية، باريس من أهم العواصم العالمية بعد واشنطن ربما على صعيد العمل السياسي». وأضاف أن «وجود سفير للثورة السورية في العاصمة الفرنسية مهم جدا لمتابعة الملفات في انتظار أن تتشكل الحكومة الانتقالية».
وبخصوص الشق الثاني لمهام سفير الثورة السورية، قال ماخوس إنه «عمل خدماتي، ونحن نعرف أن آلاف السوريين في فرنسا لديهم مشكلات تتعلق بجوازات السفر، ولدينا أيضا آلاف الهاربين من سوريا نتيجة أعمال القتل، وهم يبحثون عن اللجوء، وشكل من أشكال الحياة الكريمة لتأمين الأمور اليومية».
وعن مقر أو مبنى سفارة المعارضة، وإذا ما كانوا موجودين داخل السفارة التي هي ملك للدولة السورية، قال ماخوس: «نحن مطالبون اليوم بالعمل، ويوجد مقر للسفارة، ولكن لا يزال بأيدي النظام السوري.. وعندما اجتمعنا بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وبعض المسؤولين في قصر الإليزيه، قالوا لنا بوضوح نحن لا نستطيع إعطاءكم مبنى السفارة السورية؛ لأنها ملك الدولة السورية أولا، وثانيا لا يزال النظام الحاكم في دمشق هو الممثل لسوريا من ناحية القانون الدولي.. ولا نستطيع التصرف بمبنى السفارة السورية في هذا الوقت على الأقل، بانتظار أن تتم تطورات أخرى تتعلق بالاعتراف بكم من قبل المجتمع الدولي، ولكن بالمقابل نحن سنمنحكم مبنى آخر تعملون به كمبنى لسفارة».
وقال ماخوس: «قد لا يكون المبنى الجديد بنفس الحجم والإمكانيات، ولكن هو أمر جيد ريثما نحصل على المبنى الأصلي للسفارة».
وعما إذا تم تأمين فريق عمل في سفارة الثورة قال ماخوس: «نحن بصدد البحث عن مجموعة عمل قنصلية؛ لأن الشق الخدمي في السفارات يحتاج إلى عمل قنصلي، ويجب أن تتوافر لدى الفريق الخبرة في كيفية إصدار الوثائق النظامية؛ لأن السفارة السورية التي هي بأيدي النظام هي أيضا تصدر وثائق، وهذا الأمر سيفرز إشكاليات بشأن شرعية الوثائق وأي منها قانوني».
وتابع ماخوس قائلا إن هذا الشأن «سنبحثه مع الدول المعنية (الدول الأوروبية والإقليمية والعربية) لكي تلغي الجوازات والوثائق الصادرة من سفارة النظام السوري في باريس.. وهذا سيأخذ الوقت اللازم لكي يأخذ مجراه القانوني واللوجيستي والحقوقي، وليست الأمور بهذه البساطة؛ لأننا لا نملك حلولا سحرية».
 
النائب اللبناني صقر يقر بـ«تهمة» دعم المعارضة السورية، قال لـ «الشرق الأوسط» : لست خجلا.. ومستعد للتخلي عن حصانتي

بيروت: ثائر عباس .... اعترف النائب اللبناني عقاب صقر بصحة التسجيلات التي بثت بصوته عبر إحدى محطات التلفزة ونشرت مضمونها صحيفة لبنانية، معلنا أنه «فخور بما قام ويقوم به من أجل مصلحة لبنان أولا»، ومبديا استعداده للخضوع لما يقرره القضاء ورفع الحصانة النيابية عنه.
وكانت التسجيلات الصوتية، التي نشرتها صحيفة «الأخبار» اللبنانية وبثتها محطة «أو تي في» التي يملكها العماد ميشال عون أثارت الكثير من التساؤلات في لبنان، حول حقيقة الدور الذي يلعبه النائب اللبناني صقر المبتعد عن لبنان منذ نحو سنتين، والمتهم من قبل الكثير من السياسيين (ووسائل الإعلام) بتمويل وتسليح المعارضة السورية. وتظهر هذه التسجيلات حوارات بين صقر ومعارضين سوريين يطلبون منه تزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى تسجيل له يقدم فيه تقريرا لمن يفترض به أن يكون رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري.
ومنذ أن بدأت التسجيلات، انطلقت في بيروت حملة من قبل معارضي تيار «المستقبل» رأت في هذه التسجيلات «إدانة بالجرم المشهود» لصقر والحريري، الذي كان أعلن في وقت سابق أنه هو من كلف صقر القيام بالمساعدة للشعب السوري. وتعالت بعض الأصوات مطالبة بنزع حصانته ومحاكمته، حتى إن دعوى قضائية رفعت ضده، بينما سارع البعض في تيار «المستقبل» إلى التشديد على أن صقر «ليس عضوا في التيار». وعلمت «الشرق الأوسط» أن صقر «مستاء جدا» من الحملة التي تشن عليه، بالإضافة إلى بعض «التصريحات» التي صدرت على قاعدة «وقعت الواقعة فلتكثر السكاكين»، كما أسر إلى بعض معارفه. وعلم أيضا أن اتصالات مكثفة تجري في أروقة تيار «المستقبل» لتحديد كيفية التعاطي مع هذا الموضوع الحساس جدا.
وبينما تردد أن مصدر هذه التسجيلات عملية تنصت إلكترونية، قالت مصادر مطلعة على الملف لـ«الشرق الأوسط» إن هذه التسجيلات أخذت من جهاز كومبيوتر سجلت عليه.
وقد اتصلت «الشرق الأوسط» بالنائب صقر، الذي أجاب بعد عدة محاولات عن مدى دقة هذه التسجيلات وما أشيع عن أنها «مفبركة»، فقال صقر: «نعم هذا صوتي، وهذه كلماتي. أنا لم أعتد أن أنكر أو أتنكر لصوتي أو لكلامي، ولست خجلا من شيء مما فعلته وأفعله. وأنا كما كنت دوما تحت القانون، وأقبل بالخضوع الكامل لأحكام القانون. وإذا كان البعض يريد نزع الحصانة (النيابية) فأنا لا أختبئ وراء حصانتي، ولكني أسأل: (هل يجرؤ المتهمون الآخرون بالتورط في سوريا أن ينزعوا حصانة أحدهم وأنزع حصانتي ونخضع لمحاكمة؟)».
واستغرب صقر الانتقادات التي وجهت لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال إنني حر بما أقوم به، معتبرا أن كلام ميقاتي في ظاهره «أني حر بما أقوم به»، وفي باطنه حماية لفريقه السياسي الذي يعرف جيدا أنه إذا فتح الملف لن يكون لمصلحتهم ولا لمصلحة حكومته، متسائلا عن السبب في العتب على ميقاتي، وقد قدم لهم خدمة جليلة. وأضاف: «أنا أقول، وسأذكر بكلامي هذا في وقت لاحق، بأني أتحداهم أن يقبلوا بنزع الحصانة عني وعن أي واحد من الطرف الآخر. ما أفعله في سوريا يجسد قناعتي المطلقة وهو من مصلحة لبنان أولا. وأتحمل شخصيا (وشخصيا فقط) جميع المسؤوليات عما أقوم به». وقال: «وإن كنت مدعوا للمساءلة فأنا جاهز، وليأخذ القضاء مجراه حتى النهاية، ومن دون أي عائق».
وردا على سؤال عن الدعوة له للاعتذار عما فعله، قال صقر: «إن كنت مدينا باعتذار، وأشدد على كلمة (إن كنت)، لأي أحد في لبنان أو سوريا، فلن أتأخر عن الاعتذار للشعبين اللبناني والسوري».
وقال صقر: «لدي الكثير مما سأقوله قريبا وسأتحدث بصراحة، وبعدها ليتحمل كل طرف مسؤوليته؛ لأني أعرف أن ما يجري هو استغلال رخيص لحدث ما، هدفه الاغتيال السياسي الذي يمهد للاغتيال الجسدي.. لذلك سوف أرد قريبا على أصحاب هذا المنطق». وردا على سؤال عن حقيقة ما يقال عن تدخله في الأزمة السورية، وحجم هذا التدخل استنادا إلى هذه التسجيلات، قال صقر: «سأشرح كل الأمور وبشكل واضح. وليسجلوا كل ما سأقوله لأنه سيكون على الهواء مباشرة». وأضاف: «سأفعل هذا انطلاقا من حرصي على لبنان أولا، ومن قناعتي بنبل وقدسية هذه الثورة السورية، وهذا الشعب السوري العظيم الذي لم يظلم شعبا وتكالبت عليه هكذا عدد من الدول دفعة واحدة، اللهم إلا إذا استثنينا الشعب الفلسطيني، على مدى التاريخ». وعن الدور الذي لعبه الحريري في هذا المجال، قال صقر: «الرئيس الحريري قالها صراحة في بيان واضح، وأنا أؤكد عليه اليوم. هو كلفني بالمساعدة الإنسانية والسياسية والإعلامية للشعب السوري، لا أكثر ولا أقل. وهذه الحملة التي تطلق علي الآن هدفها طمس هذا الدور وتشويهه وتحريفه».
 
الائتلاف السوري منفتح على أي فكرة تتضمن رحيل الأسد عن السلطة، سرميني لـ «الشرق الأوسط» : البحث في شكل الدولة مؤجل

بيروت: نذير رضا ... أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه «منفتح على أي فكرة سياسية تتضمن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة»، كما أوضح عضو الائتلاف محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» أن الائتلاف سيجتمع في مدينة مراكش المغربية في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي لاختيار هيئته السياسية.
ويأتي ذلك بينما نفى وليد البني، المتحدث باسم الائتلاف، في مقابلة مع راديو «سوا» قبول الائتلاف الوطني السوري فكرة نشر قوات سلام دولية في سوريا، مؤكدا أن «موقفنا واضح وهو أننا مستعدون ومنفتحون لمناقشة أي فكرة سياسية تتضمن رحيل الأسد ونظامه عن السلطة». وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن البني، أن الائتلاف الوطني السوري مستعد لإمكانية القبول بقوات سلام دولية بسوريا في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا: «إن المعارضة قد تقبل بنشر مثل هذه القوة إذا تخلى الأسد عن السلطة أولا». وأوضحت «رويترز» أن كلام البني جاء ردا على سؤال بشأن تصريحات الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، والتي قال فيها إن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يصمد إلا إذا أشرفت عليه بعثة لحفظ السلام. وقد أقر الائتلاف الوطني في ختام اجتماعاته التي استمرت ثلاثة أيام في القاهرة، آلية تشكيل الحكومة المؤقتة واختيار رئيس الحكومة وأعضائها على أن يستكمل النقاش حول تشكيلها في اجتماع لاحق. من جهته، أوضح سرميني أن اجتماع القاهرة «توصل إلى الإعلان عن استعدادنا لمناقشة أي فكرة سياسية تتضمن رحيل الأسد ونظامه عن السلطة، في حين تواصل اللجان الفنية ممارسة عملها»، مشيرا إلى الاتفاق أيضا على «مناقشة تشكيل الحكومة الانتقالية والبحث عن أسماء مناسبة لتولي رئاستها». وردا على سؤال حول اختلاف الرأي بشأن الاتفاق على تشكيل الحكومة الانتقالية، قبل حشد المزيد من الاعترافات الدولية بالائتلاف، قال سرميني: «بالفعل هناك رأيان في هذا الصدد، لكن المجتمعين لم يختلفوا على ضرورة البحث ف+ي تشكيل الحكومة الانتقالية، ويبقى اختيار الشخص الذي سيتولى رئاسة هذه الحكومة موضع تباحث في اجتماعات لاحقة».
 
أردوغان وبوتين وسوريا!

طارق الحميد... من المفترض أن يصل اليوم إلى إسطنبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ حيث سيقوم بتوقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين البلدين، وبالتأكيد ملف الأزمة السورية سيكون حاضرا بقوة في لقاء رئيس الوزراء التركي والرئيس الروسي، فهل يمكن توقع، أو انتظار، تغير في الموقف الروسي حيال الثورة السورية؟
لا يوجد شيء أكيد، وكل ما لدينا هو التسريبات والمؤشرات. فمثلا، يقول السفير الروسي في أنقرة إن بلاده تريد تجاوز حادث اعتراض الطائرة السورية في تركيا في أكتوبر (تشرين الأول)، للاشتباه بنقلها أسلحة روسية للنظام الأسدي، وأضاف السفير الروسي أنه «كلما أسرعنا في تجاوز هذا الحادث المشؤوم كان ذلك أفضل»! والسؤال هنا بالطبع: أفضل بالنسبة لمن؟ هل أفضل لتركيا المتضررة من جراء الأزمة السورية، أمنيا واقتصاديا وسياسيا؟ أم أنه أفضل لموسكو التي ذهبت بعيدا في الانغماس بالدم السوري، ومن خلال دعم روسيا للأسد بالسلاح، والفيتو في مجلس الأمن؟ المصلحة التركية أن يكون الجار السوري آمنا هادئا، ولا يتحقق ذلك إلا بوقف الجرائم الأسدية، واحترام رغبة الشعب السوري الذي ذهب قرابة الأربعين ألفا منه ضحية للجرائم الأسدية. أما المصلحة الروسية من الوقوف مع قاتل شعبه، طاغية دمشق، فليست ظاهرة، وغير مفهومة، خصوصا أن المعارك الآن تدور في العاصمة السورية دمشق، وليس بأطراف المدن، حيث الواضح أن الثوار السوريين يريدون إسقاط النظام مباشرة، وليس إسقاط المدن، والواقع على الأرض يقول إن مصالح الروس من بقاء الأسد، وأيا كانت، فإنها باتت مهددة، خصوصا أن المعارك باتت بمحيط الطاغية. وإن كانت المسألة مسألة ثمن سياسي فإنه بكل تأكيد سيكون ثمنا بخسا الآن، خصوصا مع المتغيرات على الأرض، ولذا فإن المصالح الروسية غير مفهومة الآن، خصوصا أن روسيا قد أفرطت بالدفاع عن الأسد!
المصادر المعنية والمطلعة، على الملف السوري جيدا، تقول إن الروس يقولون إنهم الآن في مرحلة إعادة التقييم للموقف من سوريا، وبشار الأسد، وهذا ما لمح له الروس في عدة لقاءات في المنطقة، وهذا ما يطمح إلى تحقيقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث أشار إلى رغبته في بذل جهود لإقناع الروس بتعديل موقفهم من سوريا، حيث يقول السيد أردوغان إن «بوتين يصل إلى تركيا الاثنين، سنبحث هذه المسألة بطريقة معمقة. روسيا تملك أوراقها»، ومضيفا: «إذا أعلنت روسيا موقفا أكثر إيجابية، فذلك سيدفع إيران بدورها إلى إعادة النظر في موقفها». الأطراف العربية المعنية بالملف السوري تقول إنها لم تعد مشغولة بالتصريحات والتلميحات الروسية، ولا حتى بالوعود، فبحسب ما سمعته من أحد النافذين بالملف السوري حول الموقف الروسي هو قوله: «تجاوزنا مرحلة الاعتداد بالأقوال، نحن الآن بمرحلة الأفعال»، فإذا اتخذ الروس موقفا واضحا صريحا، فحينها لكل حادث حديث، وبالطبع فإن سبب هذه اللغة، من المعنيين بالملف السوري، هو مجريات الأحداث على الأرض في سوريا، فهل ينجح السيد أردوغان في إيقاظ الدب الروسي من سباته، وإقناعه بأنه يخسر يوما وراء يوم، من موقفه المتعنت بسوريا؟ دعونا نرَ.
 
 
التدخل في سورية على الأبواب؟
الحياة.... طوني فرنسيس
لم يحقق الأخضر الإبراهيمي اختراقاً في جدار الأزمة السورية المسدود. غاب منذ فترة عن الصورة تاركاً الصراع يأخذ مداه، فتصاعدت حدة المعارك على الأرض وسط تقدم ملحوظ لقوى المعارضة المسلحة التي نشطت على خط تنظيم صفوفها عبر «ائتلاف» كسب سريعاً اعترافاً دولياً وعربياً واسعاً. في الأثناء تحركت المعارضة «الداخلية» لتعقد مؤتمراً هزيلاً في طهران كان أشبه بندوة ينظمها النظام في دمشق، وذهبت «هيئة التنسيق» إلى موسكو لتستمع إلى خطاب روسي قديم ولتكرر أمام مضيفيها ما يحبون سماعه عن رفض للتدخل الخارجي وحرص على الحل «الداخلي».
دخلت سورية في المأزق منذ أشهر عدة ولم تعد لمبادرات التسوية القائمة على حوار بين طرفي النزاع أية قيمة، المعارضة لا تقبل بأي حل مع وجود الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة والأسد يرفض الحل قبل القضاء على «العصابات المسلحة». واشتد القتال كي لا تلوح في الأفق إلا النتائج المترتبة عليه، فإما هزيمة للنظام، غير مستبعدة في المدى المنظور، وإما مزيد من الاهتراء الداخلي يزيد حدة عوارض الاحتراب الأهلي والفوضى الاجتماعية المسلحة، ويفاقم المخاوف بين طوائف ومذاهب المجتمع.
الحرب الأهلية تعبير يتردد بإلحاح شرقاً وغرباً، النظام يسعى إليها بحسب آراء معارضين ومحللين، وحلفاء له في طليعتهم موسكو بكروا في الحديث عن تمزق البلاد وضرورة حماية الأقليات.
بدا تضخيم المخاوف بشأن هذه الحرب أو الاقتتال شرطاً ضرورياً لانضاج فكرة يتم طرحها منذ الأشهر الأولى للصراع الذي اندلع في آذار (مارس) 2011، قوامها ضرورة التدخل العسكري الدولي، ليس لمساعدة الثوار في معركتهم مع السلطة، وإنما لوقف الحرب الأهلية ومنع امتدادها إلى دول الجوار.
وإذا كان الشرط الأول (الأهلي) للتدخل العسكري الخارجي بلغ النضج أو هو في طريقه إلى النضوج، فان شرط المخاطر الإقليمية يتحرك بدوره مع احتدام التوتر على الحدود التركية السورية والتراشق السياسي العراقي التركي من جهة ومحاولات النظام السوري إثارة الفوضى في لبنان وفي الأردن من جهة ثانية.
يضاف إلى ذلك المناوشات في الجولان التي لم تصل إلى حد إثارة مخاوف إسرائيل من صدام مع القوات النظامية المنضبطة منذ 1974، قدر ما أثار قلقها نوايا المعارضة المسلحة التي تقضم الأراضي المواجهة لخط الجبهة. وربما كانت الردود الإسرائيلية بنيران محدودة على طلقات وصفتها بـ «الطائشة» امتحاناً لقوى الثورة السورية أكثر مما هي ردع لهجمات محتملة من جانب القوات النظامية.
المخاطر الإقليمية لتمدد النزاع وأثره خصوصاً على أمن إسرائيل، يمكن أن يدفع مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف عجز سابقاً عن اتخاذه في شأن سورية، وهو مثلما جمع منذ أسابيع الشرق والغرب حول قرار بمواجهة التطرف الإسلامي في شمال مالي فإنه سيجمع الروس والأميركيين في قرار تفرضه مصالح الأمن الإسرائيلي وضرورات «وقف التوتر الإقليمي» الذي يثيره استمرار الأزمة في سورية.
مع ذلك يخطئ من يظن أن خيار الوصول إلى تدخل دولي يضع اليد على سورية لم يكن مطروحاً منذ البداية. ليس كل شيء مكتوباً كما في الروايات لكن البناء على المواقف المتوقعة و «تزييتها» قليلاً سيقود حتما إلى نتائج مرغوبة. فإصرار الأسد على المواجهة بدل الاستجابة للمطالب الشعبية البسيطة جعله حصاناً رابحاً في خطة انهاك سورية التي يريدها كثيرون، واستعجال القوى الغربية التصويت باكراً في مجلس الأمن على قرارات تدين الأسد، مع علمها بأن الروس والصينيين لن يوافقوا وسيلجأون إلى استخدام حق النقض، لا يمكن اعتباره حرصاً على شعب سورية وانتفاضته من أجل الحرية والكرامة، قدر ما كان استعجالاً لشل المؤسسة الدولية الأقدر على الحسم ومن ثم الجلوس وراء الموقف الروسي والقول للمتألمين والضحايا: لا يمكننا فعل شيء. الفيتو قائم... إذن الشرعية الدولية عاجزة ومعطلة.
طالت الأزمة ودمرت سورية إلى حد كبير. ومن يسأل؟ الإيرانيون ليست سورية بالنسبة إليهم أكثر من رأس جسر. الروس أيضاً...
في نهاية الشهر العاشر من هذا العام (تشرين الأول/أكتوبر) التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خبراء «نادي فالداي» الذي تنظمه موسكو على غرار «دافوس» مصغر. خرج البروفسور التركي حسين باغجي وهو نائب مدير معهد الدراسات السياسية الخارجية في أنقرة من الاجتماع مع بوتين بانطباع أبلغه إلى وكالة «أنباء موسكو» الرسمية مفاده أن «روسيا عازمة على الحفاظ على علاقاتها المتميزة مع تركيا في المجال الاقتصادي في المقام الأول وإسرائيل على الصعيد السياسي، بالدرجة الأولى».
قد لا تكون انطباعات الخبير التركي دقيقة إلى حد الكمال، لكنها إشارة إلى الاهتمامات التي تشغل الحليف الأول للنظام في سورية الذي حرص على زيارة إسرائيل في خضم الاشتباك السوري ليسمع من قادتها تقييمهم لمجريات الأحداث في الجارة الشمالية. وفي هذه الأيام يحل بوتين ضيفاً على تركيا غداة قرارها نصب صواريخ باتريوت على حدودها مع سورية ويستقبل في أنقرة مع افتتاح مركز القيادة البرية لحلف شمال الأطلسي في أزمير الذي باشر أعماله رسمياً يوم الجمعة (30/10/2012).
روائح التدخل العسكري تفوح غرباً لكنها انتشرت شرقاً قبل ذلك بوقت طويل. ففي حزيران (يونيو) الماضي نقلت الصحافة الروسية عن مصادر في وزارة الدفاع في موسكو أنه يجري إعداد خطة لاستخدام القوات المسلحة خارج البلاد. وأضافت أن سورية هي أحد البلدان المحتملة لقيام القوات الروسية بعملها في الخارج. وقال نيقولا بورديوجا الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتزعمها روسيا إن مشاركة قوات من المنظمة في عمليات حفظ السلام في سورية أمر وارد. وفي الواقع فان فرقة بسكوف للإنزال الجوي أجرت تدريبات مكثفة على عمليات التدخل في الخارج كما تستعد وحدات خاصة من الشيشان التي شاركت كتائبها في عمليات حفظ السلام في جنوب لبنان عامي 2006 و2007 ولعبت دوراً في الحرب مع جورجيا في 2008. واستعداداً للتدخل في سورية قامت مجموعة خاصة من لواء مشاة البحرية تابع لأسطول البحر الأسود بمناورات شملت زيارات لطرطوس...
نهاية الأسبوع الماضي أطلق الإبراهيمي صرخته أمام الأمم المتحدة مطالباً بـ «قوة حفظ سلام كبيرة وقوية». دعوة المبعوث الدولي الثاني هذه إشارة إلى فشل النظام في حربه على «العصابات» من جهة، وإلى نضوج مشروع التدخل العسكري الدولي من جهة ثانية، وهو سيحتاج قراراً من مجلس الأمن ستوافق عليه روسيا باعتبار أنه سيكون ممهوراً بطلب رسمي من حليفها بشار الأسد الذي سيدخل بلاده مرحلة توزع الحمايات العربية والأممية استعداداً ربما لطائف... سوري.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,351,556

عدد الزوار: 7,629,489

المتواجدون الآن: 0