ثوار سوريا يحصلون على السلاح من بيع النفط.....عدم تسليح المعارضة السورية يهدد بتكرار مأساة مسلمي البوسنة..الخطيب: المافيا التي تحكم سوريا تستغل العلويين لمصالحها...سوريا في شرق أوسط على حدود الكارثة

تفجير انتحاري يودي بـ«الغطاء السني» للنظام ....المعارضة تسيطر على قرى في الجولان والنظام يقصف أحياء دمشقية بالطائرات...طرطوس تزدهر وترفض انتقاد الأسد... وتجتذب إليها المصارف وشركات التأمين

تاريخ الإضافة السبت 23 آذار 2013 - 4:38 ص    عدد الزيارات 2630    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تفجير انتحاري يودي بـ«الغطاء السني» للنظام
لندن، بيروت، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب
اودى تفجير انتحاري مساء امس بالعلامة الاسلامي السوري محمد سعيد رمضان البوطي، خلال اعطائه درسا دينيا في جامع الايمان في وسط دمشق، ما اسفر ايضا عن مقتل 14 من طلابه وجريح 40 شخصا. واعربت مصادر المعارضة عن الحزن لوفاة «العلامة»، غير انها اشارت الى انه كان بمثابة «مفتي السلطان» وان مواقفه من الثورة السورية وضعته في «موقف معاد لمشاعر عدد من الناس بما فيها طلابه». في حين نفى «الجيش الحر» مسؤوليته عن الهجوم.
ورأت المصادر ان مقتل البوطي اشبه بغياب «غطاء سني» للنظام السوري، بسبب العلاقة الوثيقة التي ربطت البوطي بالسلطات السورية خلال العقود الاخيرة.
ولم تعرف للبوطي علاقة طيبة مع «الاخوان المسلمين»، اذ انه انحاز الى موقف الحكومة السورية خلال الصراع في الثمانينات. واثار كتابه «الجهاد في الاسلام» الصادر العام 1993 جدلا مع اسلاميين، اضيف الى جدل اكبر لدى حديثه عن رؤية باسل نجل الرئيس الراحل حافظ الاسد في الجنة، خلال كلمة القاها في تشييعه العام 1994. وعرض عليه مرات ان يصبح مفتيا لسورية، غير انه كان يفضل ان يبقى في موقع العلامة الديني. وعرف انه كان يلتقي الرئيس الراحل حافظ الاسد في شكل دوري، الامر الذي استمر في عهد الرئيس بشار الاسد. ومنذ اندلاع الاحتجاجات في سورية في بداية 2011، انتقد البوطي الحراك الشعبي باعتباره يرمي الى «اثارة الفتن والفوضى». وساهم في تأسيس «اتحاد علماء بلاد الشام» والتقى الاسد وقتذاك في نيسان (ابريل) الماضي.
وكان من ابرز الداعمين لـ»فتوى الجهاد» التي اصدرها مجلس الافتاء الاعلى قبل اسبوعين. بل انه مهد للفتوى بقوله من على منبر الجامع الاموي في 8 الشهر الجاري ان «الغزو الشامل المتنوع الذى تتعرض له سورية يستدعي منا جميعا أن نخضع لامر الله الذى يدعو فى مثل هذه الحال إلى النفير العام»، منوها بـ»بطولات وتضحيات الجيش». وقال انه «يبشر» الجنود بـ»ما وعد الله به من جنات النعيم». ومن الانتقادات التي وجهت اليه من رجال دين وسياسيين انه شبّه مقاتلي الجيش السوري بأصحاب نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم). وقال: «والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتّقوا حق الله في أنفسهم».
الى ذلك حقق مقاتلو المعارضة في الساعات الاخيرة تقدما في مناطق وبلدات في الجانب السوري من هضبة الجولان المحتلة وعدد من قرى درعا الواقعة بين دمشق والحدود الاردنية، وذلك خلال شنهم «هجمات متزامنة» في جنوب سورية.
وفتحت الاتهامات باستخدام سلاح كيماوي الباب أمام دور غير مسبوق للأمم المتحدة في الأزمة السورية، مع إعلان الأمين العام بان كي مون تشكيل لجنة تحقيق دولية، وهو ما فجر معركة ديبلوماسية بين روسيا والدول الغربية حول صلاحية لجنة التحقيق والإطار الجغرافي والتقني الذي يفترض أن تغطيه.
وفيما شدد السفير الروسي فيتالي تشوركين على ضرورة اقتصار التحقيق على «ادعاء محدد» باستخدام السلاح الكيماوي في خان العسل في حلب، «وفق ما جاء في الطلب السوري الرسمي الى الأمم المتحدة»، تمسكت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالتحقيق «في كل الادعاءات حول إمكان استخدام أسلحة كيماوية».
وقال تشوركين لـ»الحياة» إن «قرار الأمين العام جيد جداً وواضح ومباشر». وأكد أن بان «قال في إعلانه إن التحقيق سيكون في حادثة واحدة بناء على الطلب الذي تلقاه من الحكومة السورية». ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا ستساهم في لجنة الخبراء، قال: «عندنا خبراء ممتازون ممن يمكنهم المشاركة في لجنة التحقيق، وإن قررنا المساهمة فيها فسنتأكد من إرسال خبراء متمكنين».
وفي رسالة مشتركة الى بان، أكدت بريطانيا وفرنسا ضرورة التحقيق في «الادعاءات الأخيرة من مصادر مختلفة بأن أسلحة كيماوية استخدمت في سورية، بينها في موقعين هما خان العسل في حلب والطيبة قرب دمشق مما أدى الى مقتل مدنيين وإصابات خطيرة». وأشارت الرسالة الى «الادعاء باستخدام سلاح كيماوي في حمص في ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢».
وقالت المندوبة الاميركية سوزان رايس إن بلادها «ترحب بإعلان الأمين العام» وأنها «تدعم إجراء تحقيق في أي وكل الادعاءات ذات المصداقية حول إمكانية استخدام أسلحة كيماوية في سورية وتشدد على أهمية إطلاق هذا التحقيق في أسرع وقت».
وفي مؤتمر صحافي نظم على عجل، أعلن بان أن «قلق المجتمع الدولي يزداد في شأن سلامة وأمن مخزون السلاح الكيماوي وحول إمكانية استخدامه من جميع الأطراف» في سورية. وشدد على أن «المسؤولية تقع على الحكومة السورية بالدرجة الأولى عن ضمان سلامة وأمن أي سلاح أو مواد كيماوية لديها. وقال إنه تسلم رسالة من السلطات السورية «تطلب إرسال بعثة متخصصة مستقلة ومحايدة للتحقيق في ادعاء استخدام أسلحة كيماوية» في خان العسل. وأعلن أنه قرر «أن تجري الأمم المتحدة تحقيقاً في احتمال استخدام السلاح الكيماوي في سورية». وأوضح أن العمل الآن يجري حول تحديد «صلاحيات البعثة وتشكيلها وشروط عملها بما فيها الأمن والسلامة». ورغم أنه كان واضحاً أن البعثة «ستتولى النظر في الحادثة التي أبلغتني بها الحكومة السورية»، لكنه أضاف: «أنا مطلع بالطبع على وجود ادعاءات أخرى لحالات مشابهة تتعلق بتقارير عن استخدام أسلحة كيماوية».
وكان السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري اتهم «جبهة النصرة بتصنيع السلاح الكيماوي في تركيا» بنية استخدامه في سورية واتهام الحكومة السورية باستخدامه... في ترجمة لما قالوا إنه سيكون تغييراً لقواعد اللعبة». وعما إن كانت السلطات السورية ضامنة لقدرة المفتشين على الوصول الى خان العسل قال الجعفري إن «الاتصالات جارية في هذا الشأن التقني».
وعلى الصعيد الميداني، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان مقاتلي المعارضة شنوا «هجمات متزامنة» في مناطق عدة من الجولان قرب الخط الفاصل بين سورية واسرائيل للعام 1974، بعدما سيطروا على منطقتي مشاتي الخضر ودوار بلدة خان ارنبة وعلى سريتين للهاون في محافظة القنيطرة اثر اشتباكات عنيفة. وقالت مصادر اخرى ان طريق سعسع - دمشق اغلق بسبب القصف. وفي ريف درعا، قال المرصد ان مقاتلي المعارضة سيطروا على مبنى نادي الضباط في قرية جلين إثر انسحاب القوات النظامية، كما تعرضت بلدات وقرى سحم الجولان وتسيل والشجرة ونافعة وجملة للقصف بالطيران الحربي وقذائف المدفعية.
وفي دمشق، افادت «هيئة قيادة الثورة» ان كتائب مقاتلة قصفت مبنى صالة الركاب في مطار دمشق الدولي، فيما تعرضت قرى في ريف ادلب في شمال غربي سورية الى قصف جوي. واعلن عن تشكيل «لواء الرشيد» في مدينة بنش في ريف ادلب. وجاء في شريط فيديو بثه امس، انه سيعمل على «اعلاء كلمة الله ونصر دينه وتحرير ارضنا».
من جهة اخرى اشارت مصادر المعارضة الى ان رئيس هيئة الاركان في «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس سيزور عواصم اوروبية في بداية الشهر المقبل. وابدى ادريس تحفظا عن تصريحات قائد «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) الأدميرال جيمس ستافريدس في شان نية بعض الدول القيام بعمل عسكري «في شكل منفرد»، قائلا :»لا نريد منكم تدخلاً عسكرياً في سورية، نريد فقط حظر الطيران فوق الأراضي السورية».
 
وليد سفور «سفير» المعارضة السورية في لندن: عناصر «جبهة النصرة» أجانب ... سيرحلون مع سقوط الأسد
الحياة...لندن - كميل الطويل
قال سفير المعارضة السورية في لندن وليد سفور أمس، إن «جبهة النصرة» ليست جماعة إسلامية سورية، بل هي تنظيم «أعضاؤه أجانب» سيرحلون بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وكان سفور يتحدث في ندوة نظمها خالد نديم مدير معهد آسيا والشرق الأوسط في مجلس العموم البريطاني، بحضور نواب وديبلوماسيين وأمنيين بريطانيين وأجانب. وتحدث عن أن الثورة «بدأت سلمية واستمرت كذلك لثمانية شهور، لكن نظام الأسد رد بالعنف مستخدماً جيشه والشبيحة»، مشيراً إلى أن نواة «الجيش السوري الحر» تشكّلت في البداية في حمص «كي يتمكن الناس (المشاركون في الاحتجاجات) من حماية أنفسهم».
ولفت إلى أن المعارضين يسيطرون الآن على ما لا يقل عن 60 في المئة من أراضي سورية وعيّنوا للتو رئيساً لحكومتهم هو غسان هيتو، ما يعني أن الطريق باتت سالكة لتقديم الدعم الضروري للثوار من دول العالم. وقال إن «الشعب السوري مثل اليتيم... لا أحد يساعده»، في حين أن الروس والإيرانيين و «حزب الله» يواصلون تقديم الدعم لنظام الرئيس السوري.
وقال إن المعارضة وافقت على خطة كوفي أنان لحل الأزمة قبل إعلان فشله وتنحيه، ثم «تابعت باهتمام» الأفكار التي طرحها خليفته الأخضر الإبراهيمي والتي لم تثمر حلاًّ بدورها، و «نحن الآن من المستبعد جداً أن نقبل بحوار مع الأسد».
وقال إن الولايات المتحدة أعلنت في السابق أن استخدام السلاح الكيماوي في سورية سيكون «خطاً أحمر» ولكن «تم على الأقل استخدام السلاح الكيماوي ثلاث مرات حتى الآن في سورية، فلماذا الانتظار؟». ونفى سفور أن تكون الأقليات في سورية تؤيد نظام الأسد، قائلاً إن الذي يحصل هو أن النظام «يحاول إخافتهم (الأقليات) من الأكثرية (السنيّة)».
ورداً على سؤال لـ «الحياة» عن اعتبار الولايات المتحدة «جبهة النصرة» منظمة إرهابية مرتبطة بـ «القاعدة»، قال سفور «إن جبهة النصرة ليست سورية. أعضاؤها ليسوا سوريين، فهم أجانب... كما أن أعدادهم مضخمة جداً، فهم لا يمثلون سوى ما بين 5 و10 في المئة من مجموع المقاتلين». وتابع أن هؤلاء «بما أنهم أجانب سيغادرون سورية بعد انتهاء الأزمة وسقوط الأسد». وزاد: «إذا قبلنا التصنيف الأميركي أنهم إرهابيون فهذا يعني أننا ننقل الصراع إلى داخل صفوف الثوار السوريين».
وعن الاتهامات التي يرددها المعارضون في شأن دعم إيران و «حزب الله» للأسد، قال «إن دعم حزب الله يظهر جلياً في مناطق القصير وحمص لأن عناصره يقاتلون إلى جانب النظام»، مشيراً إلى أن «هجوماً كبيراً» تشنه عناصر «حزب الله» حالياً غرب مدينة حمص. وقال إن الوضع في حمص القديمة شديد الخطورة، إذ إن بعض أحيائها «محاصر منذ 9 شهور... الناس تأكل الحشيش والحشرات لأن ليس لديها ما تقتات منه». وتابع أن الثوار السوريين اعتقلوا إيرانيين ومن «حزب الله» في سورية.
وتحدث النائب المستقل إيريك جويس (استقال من حزب العمال) قائلاً إن الرأي العام البريطاني لا يبدو مهتماً بما يحصل في سورية، مشيراً إلى أنه تحدث مع ناخبين من دائرته الانتخابية (في اسكتلندا) ليسألهم عن رأيهم فتبيّن له أن سورية تقع في آخر لائحة اهتماماتهم، ما يعني أن ليس هناك أي رأي عام ضاغط على الحكومة البريطانية في شأن سورية.
وقالت البارونة فولكنر عضوة مجلس اللوردات عن حزب الديموقراطيين الأحرار، إن على بريطانيا مسؤولية ضمان محاسبة المتورطين في الجرائم الحاصلة في سورية، في حال تبيّن فعلاً أنها إبادة أو تطهير عرقي، مشيرة إلى سابقة تحميل صربيا هذه المسؤولية أمام القضاء الدولي في ما خص البوسنة.
ورد لورد رايت، الذي كان سفيراً في سورية في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات، على اتهامات معارضين سوريين بأن مواقفه «متأثرة» بعلاقته الوثيقة مع الرئيس السوري وعائلة زوجته أسماء، قائلاً إنه بالفعل بحكم عمله سفيراً في سورية كان يعرف الرئيس الراحل حافظ الأسد ويعرف ابنه بشار كما يعرف عائلة زوجته و«لكن مواقفي ليست نتيجة تأثير من أحد».
 
الأمم المتحدة ستُحقق في استخدام الكيماوي «ما أن يُصبح ذلك ممكناً عملياً»
لندن، نيويورك، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن المنظمة الدولية ستُحقق في معلومات عن استخدام سلاح كيماوي في سورية، في يوم حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في الجزء السوري من هضبة الجولان. وأعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن النزاع المستمر في بلاده منذ عامين هو «معركة إرادة وصمود».
وقال بان للصحافيين «قررت أن تُجري الأمم المتحدة تحقيقاً في شأن استخدام محتمل لأسلحة كيماوية في سورية»، موضحاً أن التحقيق سيبدأ «ما أن يصبح ذلك ممكناً عملياً» وسيتعلق «بحوادث محددة أُبلغت بها من الحكومة السورية».
ويأتي التجاوب الأممي غداة طلب دمشق رسمياً من المنظمة تشكيل «بعثة فنية متخصصة ومستقلة ومحايدة» للتحقيق في سقوط صاروخ يحمل مواد كيماوية في خان العسل بمحافظة حلب (شمال).
وتبادل طرفا النزاع الاتهام بالمسؤولية عن الحادث الذي أدى إلى مقتل 31 شخصاً.
وفي حين دعمت موسكو وطهران، الحليفتان للنظام السوري، موقف دمشق، ردت الدول الغربية بالحديث عن عدم وجود أدلة لاتهام مماثل.
وطالبت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بدورها من بان إرسال بعثة للتحقيق «في مجمل الأراضي (السورية) لتسليط الضوء على كل الادعاءات» من دمشق والمعارضة.
ورحبت الولايات المتحدة بإعلان بان كي مون لكنها حضت الأمم المتحدة على التحقيق في كل المزاعم ذات الصدقية عن مثل هذه الهجمات.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في بيان «الولايات المتحدة تدعم تحقيقاً يتابع أي وكل المزاعم ذات الصدقية عن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية في سورية وتؤكد أهمية بدء هذا التحقيق بأسرع ما يمكن».
وعلى مقربة من مناطق وجود قوات الأمم المتحدة لفض الاشتباك في الجولان، حقق مقاتلو المعارضة في الساعات الأخيرة تقدماً في هذه الهضبة التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، «يبدو أن مقاتلي المعارضة يشنون هجوماً متزامناً في مناطق عدة من الجولان»، سيطروا خلاله «على بلدات وقرى عدة في محافظة القنيطرة»، بينما تدور اشتباكات عنيفة منذ الصباح في مناطق سحم ووادي اليرموك في محافظة درعا.
وكان المرصد أفاد ليل الأربعاء عن سيطرة مقاتلين معارضين على «منطقتي مشاتي الخضر ودوار بلدة خان أرنبة وعلى سريتين للهاون» في محافظة القنيطرة إثر اشتباكات عنيفة.
وتحدث عن اشتباكات «في محيط كتيبة المدفعية وحاجز أوفانيا بين بلدتي خان أرنبة وجباتا الخشب، يرافقها قصف متبادل في منطقة التل الأحمر».
وفي ريف درعا، قال المرصد إن المقاتلين «سيطروا على مبنى نادي الضباط في قرية جلين إثر انسحاب القوات النظامية منه»، في حين تتعرض «بلدات وقرى سحم الجولان وتسيل والشجرة ونافعة وجملة للقصف بالطيران الحربي وقذائف المدفعية».
كذلك تشهد المنطقة «اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المعارضة والقوات النظامية في المنطقة ومعلومات عن محاصرة حاجز العلان العسكري»، وفق المرصد.
وقال مصدر أمني سوري لـ «فرانس برس» أمس إن «ما بين ألفين و2500 مقاتل دخلوا إلى جنوب سورية قادمين من الأردن»، مشيراً إلى أن هؤلاء «مدربون ومسلحون في شكل جيد».
ويأتي هذا التقدم بعد يومين من استيلاء المعارضة على مركز للهجانة قريب من الحدود الأردنية وعلى مركز كتيبة دبابات في ريف درعا في جنوب البلاد.
وذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية في الحادي عشر من الشهر الجاري أن قوات أميركية خاصة تدرب سراً مقاتلين سوريين معارضين في الأردن. وأشارت إلى أن العدد الأولي هو 200 مقاتل، مع هدف بتدريب 1200 منهم.
وفي تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اعتبر الرئيس الأسد أن «سورية اليوم كلها جريحة (...) ومع ذلك فإن كل الذي يحصل لنا لا يمكن أن يجعلنا ضعفاء، والمعركة هي معركة إرادة وصمود».
وكان الأسد يتحدث خلال قيامه الثلثاء بزيارة مفاجئة إلى المركز التربوي للفنون التشكيلية الواقع في حي التجارة، حيث شارك في حفل تكريم لمناسبة عيد المعلم، أقيم للأهالي الذين فقدوا أولادهم على مقاعد الدراسة.
واعتبر أن «استهداف المدرسين من قبل الإرهابيين واستشهادهم يؤكدان أن معركة السوريين بالدرجة الأولى هي ضد الجهل، فهم استشهدوا خلال نشرهم للعلم والثقافة».
 
 193 قتيلاً ضحايا أعمال العنف الأربعاء
المعارضة تسيطر على قرى في الجولان والنظام يقصف أحياء دمشقية بالطائرات
الرأي..دمشق - وكالات - سيطر مقاتلو المعارضة السورية على عدة بلدات قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل ما أشعل توترات في هذه المنطقة الحساسة، فيما قصفت طائرات حربية تابعة لقوات النظام احياء في داخل دمشق.
وقال أبو عصام تسيل من المكتب الاعلامي لـ «لواء شهداء اليرموك» الذي ينشط في منطقة الجولان: «نحن نهاجم المواقع الحكومية بينما كان الجيش يقصف المدنيين وننوي السيطرة على مزيد من البلدات».
واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان المقاتلين سيطروا على بلدة خان أرنبة التي تقع على خط فض الاشتباك بين اسرائيل وسورية وعلى طريق رئيسي يؤدي الى هضبة الجولان.
كما قال المرصد ان المقاتلين سيطروا أيضا على قريتين تقعان قرب خط وقف اطلاق النار.
واوضحت مصادر لدى مقاتلي المعارضة ان الجيش السوري كثف قصف القرى في منطقة سحم الجولان فجر امس.
وأضافت المصادر أن مقاتلي المعارضة في منطقة القنيطرة يكثفون الهجمات على حواجز الطرق للسيطرة على المزيد من المناطق لكنهم أضافوا أن بلدة القنيطرة الاستراتيجية التي دمرت بصورة كبيرة وأصبحت خالية خلال الاشتباكات الاسرائيلية السورية العام 1974 ما زالت تحت سيطرة الحكومة السورية.
وفي دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية ان الطيران الحربي استهدف بغارات حي جوبر جنوب المدينة الذي يشهد اشتباكات وعمليات قصف يومية. كما شنت الطائرات الحربية غارة على المنطقة الصناعية في حي القابون.
وفي ريف العاصمة، قتلت عائشة اسماعيل حوا جراء القصف على بلدة النشابية في منطقة حران العواميد، بينما قتل عيسى ابو الخير ومرسل دياب جراء قصف صاروخي على بلدة العتيبة.
وقتل علي محضر الشامية متأثراً بجروح أصيب بها سابقا في بلدة دوما.
وفي حمص اطلقت صواريخ على حي تلبيسة ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى.
كما قتل جمعة عبيدة حسون وسقط عدّة جرحى جراء القصف على قرية آبل.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة قتلى الأربعاء في أنحاء متفرقة من سورية بلغت 193 شخصا.
وذكر المرصد في بيان: «ارتفع إلى 136 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا إلى قافلة شهداء الثورة السورية».
وقال إن معظم هولاء قتلوا في اشتباكات مع قوات النظام السوري وقصف وسقوط قذائف في محافظات دمشق وريفها وحلب ودرعا وحمص ودير الزور وحماة وإدلب.
وأضاف أن ما لايقل عن 40 من القوات النظامية قتلوا في اشتباكات وهجوم على حواجز وتفجير آليات في عدة محافظات بينها حلب ودمشق وريفها وإدلب ودرعا وحماة وحمص.
وتابع «استشهد ما لايقل عن 17 مقاتلا مجهولي الهوية خلال اشتباكات مع القوات النظامية في عدة محافظات».
 
           
الاتحاد الأوروبي يبحث تسليح السوريين وسط استمرار الخلافات بين أعضائه
الرأي...دبلن - ا ف ب - يعقد الاتحاد الاوروبي اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية من المتوقع ان يكون حاد اللهجة اليوم (غدا) في دبلن للبحث في مسالة تزويد مسلحي المعارضة السورية بالاسلحة والذي دعت اليه بريطانيا وفرنسا رغم تحفظ العواصم الاوروبية الاخرى.
وهناك اسئلة كثيرة ومعقدة ستطرح على جدول الاعمال من بينها: ما هي هذه الاسلحة وبأي كميات؟ والى من سترسل وكيف؟ وماذا ستكون عواقب ذلك على تطور النزاع؟ وكيف يمكن التاكد من عدم وقوعها في ايدي جهاديين؟
وفي اجتماع دبلن، لن يتعين على الوزراء اتخاذ قرار لان الاجتماع المقرر منذ زمن «غير رسمي». لكن الهدف هو «تحديد موقف مشترك»، بحسب رئيس مجلس اوروبا هيرمان فون رومبوي اثر القمة الاخيرة للدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد.
وحتى الان يبدو ان باريس ولندن هما الوحيدتان المؤيدتان لهذه المبادرة اذ ابدت العواصم الاوروبية الاخرى تشككها او حتى معارضتها الصريحة.
وافاد دبلوماسي في بروكسل ان «المواقف يمكن ان تتطور»، في اشارة الى «السابقة الليبية».
واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو الثلاثاء انه وفي حال توقف العمل بالعقوبات «فان كل دولة ستسترجع السيادة لتقرر بنفسها»، معربا عن امل فرنسا في التوصل الى قرار بالاجماع.
 
طرطوس تزدهر وترفض انتقاد الأسد... وتجتذب إليها المصارف وشركات التأمين
الحياة..طرطوس (سورية) - رويترز
أصبح ميناء طرطوس، الذي كان من قبل هادئاً، يضج بالصخب ويعج بالمتسوقين الذين يجوبون السوق المزدحمة. وتنتظر صفوف من السيارات بصبر في إشارات المرور وهو مظهر نادر على النظام في دولة تدور معارك الشوارع في غالبية مدنها.
ولا تزال طرطوس واحة هادئة، على الأقل حتى الآن، تزدهر محمية بنقاط تفتيش تابعة للجيش على مشارف المدينة.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المدينة تضم الكثير من العلويين الذين ينتمي اليهم الرئيس بشار الأسد ويشعرون بالخطر بسبب الانتفاضة التي يقودها السنة.
وليست طرطوس فقط ملاذاً لآلاف المدنيين الفارين من العنف بل مركز جذب للتجار الذين يرغبون في الإبقاء على سير أعمالهم فيما يعتبرونه مقراً موقتاً.
وقال سامر بائع الأحذية، الذي أغلق متجراً في مدينة حمص قبل عام وانتقل مع أسرته إلى طرطوس «إنها تعيش عصرها الذهبي في ما يتعلق بالأعمال وإذا كان التاجر ذكياً فأمامه فرصة يمكنه استغلالها». وحرص الكثيرون على تأسيس أعمال في المدينة الآن وخططوا للقيام بخطوة لها صفة الدوام مع شعورهم بالقلق على مستقبلها في الأجل الطويل.
وقال أبو أحمد وهو سني يستورد احتياجات المدارس من الصين: «لن أبقى هنا طويلاً، أحاول بيع ما لدي لأغادر على الأرجح إلى مصر».
وارتفع عدد سكان المدينة المطلة على البحر المتوسط إلى 1.6 مليون نسمة من نحو 938 ألف في السابق وفقاً لتقديرات السكان.
وقال السكان إن تدفق الأعمال على طرطوس ازداد بعد آب (أغسطس) 2012 عندما وصل المعارضون إلى حلب أكبر المدن السورية وفتحوا جبهة قتال جديدة تشهد حالياً مواجهات دامية.
وكانت حلب تضم عدداً كبيراً من التجار الأثرياء السنة مثل أبو أحمد.
وقال تجار محليون إن قوانين تم تفعيلها حديثاً سهلت على أصحاب المتاجر والمصانع نقل معداتهم إلى مدن أكثر أماناً. وأعربوا عن اعتقادهم أن هذه الإجراءات تهدف إلى توجيه الأعمال إلى طرطوس وتشجيع التجار السنة على الانتقال إلى هناك.
وقال أمير، وهو مندوب مبيعات مسيحي من طرطوس، «يبدو أن الحكومة تدعو السنة الأثرياء للحضور إلى الساحل، لكن السنة الفقراء يخرجون من سورية إلى مخيمات لاجئين».
وشلت الحركة في حلب المركز التجاري لسورية والواقعة في شمال البلاد بسبب معارك شوارع وغارات جوية. ودك جانب كبير من وسط حمص التي كانت ذات يوم مركزاً تجارياً إقليمياً وسويت بالأرض بعد قتال استمر أكثر من عام. وعزلت حماة التي كانت مركزاً صناعياً بسبب القتال.
وإلى جانب الحماية العسكرية فإن طرطوس موصولة بالعالم الخارجي عبر مينائها حيث تصل شحنات الوقود والحبوب وغيرها من الإمدادات.
وقال أمير ضاحكاً: «مصائب قوم عند قوم فوائد». وتابع: «ليس هناك مكان يمكن شراء الوقود منه سوى طرطوس... لذلك يأتي أصحاب السيارات لملء خزاناتهم وبما أنهم قطعوا الطريق إلى هنا يمكنهم كذلك شراء كل احتياجاتهم».
ولم تعد مراكز صرف رواتب العاملين في الحكومة موجودة سوى في طرطوس والعاصمة دمشق. كما انتقلت المصارف وشركات التأمين الخاصة إلى طرطوس.
ويستفيد عدد كبير من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من الفرص المتاحة في طرطوس لكنها تشعر أنها ليست دائمة. إذ تخشى أن تصل الأزمة التي تمزق بقية البلاد في نهاية الأمر إلى طرطوس.
ونقل التجار الأكبر أصحاب الأصول الضخمة أعمالهم بالفعل إلى أماكن يأملون أن تكون أكثر استقراراً على المدى البعيد مثل تركيا ودبي والمنطقة الكردية في شمال العراق ومصر ولبنان.
وقال أمير رجل الأعمال: «ليس هناك ما يضمن أن يدوم الاستقرار... لا أحد يعلم. بين ليلة وضحاها قد تصل إلى هنا المشاكل».
وتحجم الشركات الأصغر حجماً عن شراء عقارات في طرطوس وساعد ذلك في دفع أسعار الإيجارات للارتفاع إلى ثلاثة أمثالها قبل القتال. وأصبحت المشاريع السكنية أو المباني الجديدة نادرة جداً. كما أصبحت مواد البناء غالية الثمن. وبالنسبة للكثيرين من سكان طرطوس هناك خوف مقيم من أنها مسألة وقت قبل أن تصل الأزمة إلى مدينتهم.
وقال أصحاب المتاجر إن رجل أعمال محلياً يرسل أسطوله من سيارات الأجرة كل ليلة مع رجال لتفقد الشوارع بحثاً عن أي دلائل على اضطرابات وتسليم أي شخص مشتبه فيه للشرطة.
وأوضح السكان المحليون أنهم على رغم استعدادهم لاستقبال أي مجموعة تريد نقل أعمالها للمدينة لا يقبلون أي انتقاد للأسد.
وقال أحد رجال الأعمال العلويين طلب عدم نشر اسمه: «أهل طرطوس مستعدون لمساعدة ضيوفهم طالما كانوا متحضرين ولا يسببون مشاكل بالحديث عن قائدنا أو الجيش». وأضاف: «طرطوس قدمت الكثير والكثير من الشهداء من أجل البلاد. لسنا مستعدين لسماع أي شيء من شأنه أن يؤذي أمهات شهدائنا».
 
النظام السوري ينشق عن «علمانيته»
الحياة...سلمى إدلبي *
«صدر عن مجلس الإفتاء الأعلى في الجمهورية العربية السورية البيان التالي: «باسم الله الرحمن الرحيم. قال تعالى: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)...»
الفيديو هذا لم يسرّبه الجيش الحرّ، ولا حتى النشطاء المدنيون، ولا حتى جبهة النصرة، لقد بثته الفضائية السورية نقلاً عن المفتي العام للجمهورية العربية السورية أحمد بدر حسّون. هل انشق حسّون؟ كلا لم ينشق. النظام «العلماني» يدعو أبناءه إلى الجهاد في سبيل الله. الشارع «السلفي» و «الإرهابي» لم يسمع قبل الآن بأن ثمة مجلساً أعلى للإفتاء في سورية!
المذيع الشاب يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق داكنتين وقميصاً أبيضَ. يلقي البيان بصوت رخيم وواثق، بالطريقة ذاتها التي كان يلقي فيها هو وزملاؤه المذيعون بياناً يندّد بالحركات الإسلامية أو بتسمية يوم جمعة بيوم الجهاد.
أسفل الشاشة، يمتد مستطيل أحمر كتب فيه: بيان مجلس الإفتاء الأعلى في الجمهورية العربية السورية وضرورة القيام بالواجب الشرعي في الدفاع عن الوطن ووحدته.
في الشريط المتحرك أيضاً أسفل الشاشة نقرأ: الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بمنح الفنان الراحل ياسين بقوش وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.. وعائلة الفنان الشهيد تعبّر عن شكرها وتقديرها للّفتة الكريمة من جانب الرئيس الأسد..
إطلالة المذيع بصوته المدروس، المستطيل الأحمر وما كتب في داخله، الشريط الإخباري وتكريم «ياسينو» بعد استشهاده، كلها أمور ترسم مشهداً يصعب وصفه أو الحديث عنه. مشهد مكرّر إلى حدّ الضجر. التكرار، تلك المفردة المعقدة، يشتغل عليها البعض فتصبح سحراً، بينما تتحول لدى البعض إلى مشهد يثير الضحك والبكاء، وربما الغثيان. أذكر عندما سرّبت أجهزة أمنية إمكان استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل، ثم صرّح الصديق الحميم السابق أحمد داود أوغلو في الثالث من كانون الأول (ديسمبر) 2009 «أن أنقرة تسعى إلى استئناف مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل التي توقفت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة». أذكر ردود الفعل الخائفة. أذكر كيف تدلّى الغبن من أعين الكثيرين. عندما تفقد الأثمان الباهظة التي يدفعها الإنسان، قيمتها، يفقد الإنسان قيمته أيضاً. تصبح كرامته مجرد مفردة فارغة، مثلها مثل مفردات كثيرة متراصة بعضها إلى جانب بعض في خطاب رسمي. الشعب السوري يعرف أكثر من غيره المعنى الفعلي للمقاومة التي روّج لها النظام طوال عقود. الشعب السوري لم يتفاجأ عندما بدأت إسرائيل قبل أسابيع بناء جدار عازل على حدودها مع سورية. وربما شعر بغمرة سعادة عابرة. إنها الكرامة المهدورة تستعاد يوماً بعد يوم. نعم، في لحظة معينة، يبدو أن الشعب الذي استعاد جزءاً من حريته بات يخيف إسرائيل أكثر بكثير مما يخيفها (نظام الممانعة). أول نظام يعلن الحرب على عدوّ عدوّه! ومخيّم اليرموك يشهد على ذلك.
تكرار. عندما يكرَّم ياسين بقوش بعد موته، يعبر ذاكرتي سرب من الصور. ألم يكرَّم معظم المبدعين السوريين بعد موتهم؟ على مبدأ «الحي أبقى من الميت»، فيكون التكريم لأهل الراحل وليس له. ردود الفعل الشعبية التي أحاطت «ياسينو» بعد استشهاده، كانت لتساوي في قلبه ما يغمر وسام الاستحقاق وما يطوف عنه.
تكرار. عندما يسمح النظام للشيخ الفلاني أن يسرح ويمرح في مسجده وأن يستقبل طلاباً من بلدان عربية مختلفة ليتخرجوا بعدها «أصوليين» و «جهاديين»، ثم يغلق الجامع ويمنع دروس الدين للأجانب لأن ذلك يمسّ تاريخه العلماني. عندما يسمح للبوطي بساعة أو ساعتين أسبوعياً، يطلّ من الشاشة الصغيرة ليهدي الناس ويعلّمهم أصول الدين بلغة تحذيرية قاتمة كالنقاب، قاسية كالحطب، في حين يمنع أي معارض أو مثقف علماني من أن يطأ عتبة مبنى الإذاعة والتلفزيون أو تمنع مجموعة من الأصدقاء من تأسيس جمعية تدعم «العلمانية»، بحجة أن الأحزاب ممنوعة.
إنها الدعوة إلى الجهاد إذاً! التكرار الأحمق. بعض من يقاتل ضد قوات الجيش النظامي الآن هو نفسه من أرسله نظام «الممانعة العلماني» إلى العراق للجهاد في سبيل الله ضد القوات الأميركية والبريطانية. النظام العلماني، لم يقف في وجه موجة التشيّع التي غزت الساحل السوري قبل سنوات قليلة. النظام العلماني أمر بتسريح نحو 1200 معلمة منقبة من السلك التربوي للحفاظ على العمل «العلماني الممنهج» ثم تراجع عن قراره بعد أسابيع قليلة. النظام العلماني دعم حركة «القبيسيات» السريّة مع العلم أن العمل السرّي ممنوع. النظام العلماني أعطى محمد سعيد رمضان البوطي ترخيصاً لمحطة دينية، بعد أيام قليلة على بدء الثورة. النظام العلماني شوّش على بث كل الأقنية «المعادية» و «العميلة»، من «الجزيرة» إلى «العربية» و»الأورينت» وغيرها، باستثناء قناة واحدة فقط هي «الصفا»، التي يطلّ من خلالها العرعور. النظام العلماني اعتقل من معارضيه العلمانيين أكثر بكثير مما فعل مع معارضيه الإسلاميين.
يبقى السؤال: من هي الشريحة التي يخاطبها البيان تحديداً؟ أذكر أول سنة من الثورة، عندما كان النظام يستعرض عضلاته ويجمع العشرات في مسيرات مؤيدة تخرج كل يوم تقريباً. أذكر كيف كانت كاميرا التلفزيون الرسمي تجول بين الصبايا الموالين واللقطة تكون موجهة على الشعر والصدر المكشوف تحت كنزات ضيقة ومثيرة. نعم. «انظر أيها العالم المتحضر إلى الفرق بين من تسمّيهم بالشبيحة والمنحبكجية وبين المندسين أو الإرهابيين. في الوقت الذي لا نلمح فيه سوى قلة من النساء في التظاهرات المعارضة، تكاد تكون المسيرات المؤيدة نسائية بالكامل. وليس أي نوع من النساء. نساء «علمانيات» منفتحات، سافرات، متحضرات».
من هي الشريحة التي يخاطبها البيان تحديداً؟ إذا كان المسيحي مستثنى من هذا النداء بطبيعة الحال، والعلوي أيضاً كونه لا يؤمن على حدّ علمي وحتى هذه اللحظة على الأقل، بالجهاد في سبيل الله! من إذاً؟ الدرزي؟ الكردي؟ السنّي؟ النظام «العلماني» الذي ينبذ الطائفية ويحذر منها منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة، يدعو إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، في بلدٍ تشكل المعارضة السنّية فيه الأكثرية. هل هي دعوى للسلفيين والمرتزقة؟ هل يستنجد النظام بأعدائه؟ ثم يقول البيان ما معناه أن الدفاع عن سورية الموحدة هو فرض عين ليس فقط على الشعب السوري وإنما على الدول العربية والإسلامية أيضاً!! بالتالي، الدعوة لا تشمل إيران مع أنها تمهّد في الخفاء لـ «شرعنة» وجود قوات إيرانية على أراضيها. وئام وهاب صرّح على قناة «المنار» قبل أيام أن 500 ألف جندي سيأتون من طهران إلى الأراضي السورية. إضافة إلى أنها محاولة لـ «شرعنة» عمل اللجان الشعبية. من يبقى إذاً؟ المملكة العربية السعودية وقطر؟ أم مصر وليبيا وتونس والأردن؟ أم من؟
«أبناء سورية الأبيّة، أبناء أمّتنا العربية والإسلامية، في ظل الأوضاع التي تشهدها الجمهورية العربية السورية من حرب شنّت على الوطن (....) ومن خلال استهدافهم لمواقف سورية الداعمة لحرية القرار الوطني والكرامة الإنسانية! واليوم شعبنا يقدّم خيرة أبنائه للدفاع عن سورية...».
تلك الجملة الأخيرة قادرة وحدها على إشعال ثورة جديدة. الشعب يقدّم خيرة أبنائه فعلاً. إلى أين سيهرب النظام من صراخ الأمهات، وأمهات الساحل الموالي لا يقلّ وجعهنّ عن غيرهن، بخاصة أن شهداء المعارضة اختاروا الخروج من بيوتهم إلى الشارع طوعاً، تدفعهم قضية لا تقدّر بثمن، والموت بالنسبة إليهم ليس سوى أبخس الأثمان. بينما يموت شباب الساحل دفاعاً عن شخص واحد. وهل سيطول صمت أمهاتهم؟ شباب الساحل الذين تبنى في ضيعهم، إلى جانب بيوتهم المتواضعة، وأسطح عماراتهم المتداعية، قصور فارهة لضباط فاسدين. أعرف كيف ابتلعت تلك القصور البحر وحرمت أهل البيوت المحاذية من متعة النظر إليه. أعرف كيف تقطع الكهرباء في ليالي الصيف الحارة والرطبة، بينما تدور محركات تلك القصور وتختلط أصواتها بهدير المكيفات. كيف يبعق أحد العساكر بوجه أطفال الضيعة وهم يدورون حول سيارات «المعلم» الكبيرة والجديدة، يلمسونها كتحفة نادرة.
اللافت، هو أن جزءاً لا بأس به من أهل الساحل الموالين الآن، كان معارضاً ومتمرداً، لا يخشى شتم صاحب القصر و«معلّمه» الأكبر منه. بينما كان المجاهدون الذين استعان بهم النظام للتسلل إلى العراق، والذين يقاتلون ضدّه اليوم، موالين له إلى حد كبير. 
 * كاتبة سورية
 
 
ثوار سوريا يحصلون على السلاح من بيع النفط
إيلاف...لميس فرحات         
يشكل النفط في سوريا مصدرا لمسلحي المعارضة من أجل الحصول على السلاح، فيما يعتبره الأكراد ورقة ضغط لتحقيق الحكم الذاتي لهذه الأقلية، وتتنافس الجماعات المعارضة من أجل السيطرة على مزيد من الموارد النفطية.
قبل اندلاع الثورة السورية، كانت البلاد تعتمد بشكل كبير على عائدات مبيعات النفط، إلا أن الحكومة السورية فقدت السيطرة على العديد من الحقول النفطية الكبرى على مدى الأشهر القليلة الماضية بعد أن سيطر عليها الأكراد والجيش السوري الحر في شرق البلاد.
 بالنسبة للعديد من الثوار، يمكن استخدام النفط للحصول على السلاح. أما بالنسبة للأكراد فالهدف هو المزيد من الحكم الذاتي.
 ولا تعتبر سوريا دولة نفطية إذ أنها تملك 2.5 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة، مقارنة بالاحتياطي السعودي الذي يبلغ 267 مليار برميل أو العراق الذي يملك 115 مليار برميل احتياطي.
 لكن النفط بالنسبة للحكومة السورية هو وسيلة لتحقيق التوازن. فيقول سمير سعيفان، الخبير الاقتصادي السوري، إن عائدات النفط "كانت مهمة جداً للموازنة العامة للدولة، كما أنها المصدر الرئيسي للعملة الصعبة."
 في عام 2010، قبل الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد، جلبت مبيعات النفط أكثر من 4 مليارات دولار، وهو ما يمثل نحو ثلث إجمالي إيرادات سوريا. و في السنوات السابقة، شكلت مبيعات النفط عند مستويات الانتاج أعلى من 385،000 برميل يومياً في عام 2010.
 من جهته، قال نسيب غبريل، رئيس البحوث الاقتصادية في بنك بيبلوس في لبنان الذي يملك فروعاً له في سوريا إن "الحكومة السورية كانت بالتأكيد تعتمد على النفط. كان في الأساس أكبر مصدر للدخل."
 ويتم تقسيم الجزء الأكبر من النفط السوري بين الحسكة، وهي مقاطعة في أقصى شمال شرق البلاد حيث غالبية الأكراد، وبين دير الزور في الجنوب.
بعد انسحاب القوات الحكومية من مدينة رميلان النفطية في محافظة الحسكة في أكتوبر/تشرين أول، لتسيطر مجموعات حزب الاتحاد الديمقراطي على المنطقة، وهو الفصيل الكردي الأبرز في سوريا وله صلات مع حزب العمال الكردستاني المسلح في تركيا.
 "من أجل حماية وتوزيع هذه الموارد الطبيعية إلى حد ما، سيطرت القوة الكردية على هذه المجالات"، قال آلان سيمو المتحدث باسم الاتحاد الديمقراطي في لندن.
في أيلول/ سبتمبر الماضي، قال مدير إنتاج في حقول الرميلان انه تم انتاج 177 ألف برميل يومياً قبل بدء الصراع، فقط أقل من نصف الناتج السوري قبل اندلاع الثورة. وأشار إلى أن الصراع قد خفض الانتاج في الحسكة إلى النصف، في الوقت الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه موظف في الحكومة السورية ويخشى العواقب من التحدث إلى الصحفيين الأجانب.
 مقاطعة الحسكة تنتج الخام الثقيل الذي يصعب استخراجه وصقله، كما يباع بأسعار أقل من المواد النفطية الخفيفة. لكن في اقتصاد دمرته الحرب بين الخصوم الذين يعانون من ضائقة مالية، تبقى حقول النفط من الأصول القيمة.
على مدى عقود، عانى الأكراد من سياسات الحكومة التي تمارس عليهم أشد حملات التمييز والاضطهاد، ولذلك يسعى أعضاء وأنصار حزب الاتحاد الديمقراطي إلى تأمين نوع من الحكم الذاتي لتوسيع المجموعة العرقية في ما يسمونه كردستان الغربية.
 وعلى الرغم من أن حزب الاتحاد الديمقراطي معاد للحكومة، إلا أنه أيضاً حذر من الثوار في سوريا، الذي قد اشتبك مع مجموعات منهم في عدة مناسبات. ويحاول الحزب السيطرة على جزء كبير من النفط السوري ليستخدمها بمثابة ورقة مساومة لمزيد من الحكم الذاتي، إضافة إلى تمويل شراء الأسلحة للمساعدة في تعزيز موقف الحزب المهيمن.
جنوبا، بدأت وحدات الجيش السوري الحر في أواخر العام الماضي بالسيطرة على عدة حقول النفط الرئيسية في دير الزور، التي تنتج الخام الخفيف الأكثر قابلية للتسويق.
وكان فقدان حقول النفط ضربة للحكومة، على الرغم من أنها سبقاً لم تكن لتستفيد من الصادرات بسبب الحظر الأروبي الذي فرض على تصدير النفط السوري في العام 2011، والذي منع ما يقرب من جميع صادرات النفط وأدى إلى انخفاض شديد في العائدات.
 "المركبات العسكرية السورية تعمل بمعظمها على الديزل أو المازوت، بدون منتجات النفط، فإن الحكومة لا يمكنها تشغيل آلياتها ولا المحاربة على الإطلاق، لأنه الآن من الصعب جداً تأمين واردات المنتجات النفطية من الخارج"، قال الخبير سعيفان، مضيفاً: "ليس لديهم ما يكفي من المال ومن غير السهل العثور على المصادر."
 لتأمين وقود الديزل وزيت الغاز، تستكمل الحكومة المشتريات من خلال نظام المبادلات، فتعطي نفطها الخام غير المكرر مقابل امنتجات المكررة من دول صديقة مثل روسيا وإيران وفنزويلا.
ومع ذلك، على الرغم من أهمية النفط للحكومة وجهودها العسكرية، امتنعت جماعات الثوار عن شن هجمات على البنية التحتية للنفط طوال فترة الحرب، على الرغم من أن خطوط الأنابيب بدون حراسة في الغالب.
 في هذا السياق، يقول اندرو تابلر، المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن "الجيش السوري الحر يعرف ان النفط سيكون أحد روافد الإيرادات الرئيسية في البلاد بعد الأسد".
 
عدم تسليح المعارضة السورية يهدد بتكرار مأساة مسلمي البوسنة
إيلاف..عبدالاله مجيد           
قارن ديفيد كاميرون امتناع الاتحاد الأوروبي عن تسليح المعارضة السورية بفشل المجتمع الدولي في منع المجازر التي ارتُكبت ضد مسلمي البوسنة. 
 اغتنم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مناسبة اجتماع المجلس الأوروبي الأخير لإطلاق مبادرة مشتركة مع فرنسا من أجل تسليح المعارضة السورية التي تقاتل ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وقال كاميرون في مجلس العموم يوم الأربعاء إنه أعرب عن شعوره بالإحباط إزاء اعتراض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وفي مقدمها ألمانيا على المبادرة البريطانية ـ الفرنسية المشتركة. 
 وأوضح كاميرون أنه شعر وهو جالس في قاعة المجلس الأوروبي "ان هناك قدرا من الشبه بين بعض الحجج التي تُساق ضد تسليح المعارضة السورية والنقاشات التي جرت حول البوسنة وما تلاها من أحداث مريعة". 
 وكان آلاف الرجال والصبيان من مسلمي البوسنة قُتلوا في مدينة سربرنيتسة عام 1995 بعد ثلاثة أعوام على اندلاع النزاع في البلقان. وألقى كثيرون مسؤولية مقتلهم على عجز المجتمع الدولي الذي تدخل متأخرا في الحرب بين الصرب والمسلمين والكروات. 
 وأبدى كاميرون ووزير خارجيته وليام هيغ قلقا متزايدا بشأن تزايد أعداد ضحايا النزاع السوري حيث تقول الأمم المتحدة إن 70 ألف شخص قُتلوا منذ اندلاع الانتفاضة قبل عامين فضلا عن القلق إزاء وجود جماعات إسلامية متطرفة في صفوف المعارضة. 
 وكانت بريطانيا أرسلت معدات عسكرية غير فتاكة بينها عربات ودروع جسدية إلى مقاتلي المعارضة. وفي محاولة لدعم العناصر المعتدلة من فصائل المعارضة السورية يسعى كاميرون ومعه الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند إلى تعديل الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على إرسال السلاح إلى سوريا لتمكينهما من تسليح فصائل معينة ، كما أفادت صحيفة التايمز. 
 وقال كاميرون إن التقارير "المقلقة" عن وقوع هجوم استُخدمت فيه أسلحة كيميائية شمالي سوريا تسند وجهة النظر الداعية إلى تخفيف الحظر. 
وأشار مقر رئيس الوزراء في 10 داوننغ ستريت إلى أن بريطانيا ستتحرك بالتنسيق مع فرنسا إذا فشلت في نيل موافقة جميع الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على رفع الحظر، كما هو مرجح، حين يُراجع الحظر مجددا في أيار/مايو المقبل. 
 ولكن زعيم حزب العمال المعارض ايد ميليباند أثار شكوكا في توجه كاميرون إلى تسليح المعارضة السورية محذرا من أن ذلك يمكن أن يزيد الطين بلة. وقال ميليباند في مجلس العموم "إن الجميع ساخطون بطبيعة الحال على ارتكابات نظام الأسد، ولكنكم تعلمون أن قوى المعارضة ليست منقسمة فحسب، بل هناك أيضا وجود معروف لجبهة النصرة المدعومة من تنظيم القاعدة الإرهابي على الأرض". 
 وأعرب ميليباند عن خشيته من أن إرسال مزيد من السلاح إلى سوريا المغرقة أصلا بالسلاح الآتي من إيران وروسيا فضلا عن دول خليجية أخرى سينال من فرص التوصل إلى سلام عن طريق المفاوضات. 
 وقال كاميرون إن بريطانيا ما زالت تعمل على إيجاد حل دبلوماسي، ولكنه يشعر أن من المهم أيضا السعي إلى إنهاء النزاع بطرق أخرى. وقال "من الجدير بالذكر حقيقة أن السياسات الحالية لا تجدي نفعا للشعب السوري" مشيرا إلى "أن 70 ألف شخص قُتلوا وهذا النظام المقيت ما زال قائما".
 
الخطيب: المافيا التي تحكم سوريا تستغل العلويين لمصالحها
إيلاف...وكالات     
رأى رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أن الأسد والمافيا الحاكمة تستغل الطائفة العلوية من أجل تحقيق مصالحها، ومطمئنًا إلى أن الثوار لا يفكرون في الانتقام إطلاقًا. فيما أبدى أسقف الكلدان في حلب قلقه على مصير المسيحيين في المدينة.
أنقرة: طلب أحمد معاذ الخطيب رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من روسيا والولايات المتحدة الأميركية، عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، موضحًا لهما أن "سوريا ليست حقل تجارب".
 جاء ذلك في كلمة ألقاها المعارض السوري في ندوة بعنوان "ثلاثة أعوام على الثورة السورية"، التي نظمتها مؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركية، في العاصمة التركية أنقرة، والتي شارك فيها هو وجورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري.
 لسنا حقل تجارب
أضاف الخطيب في كلمة ألقاها في ندوة بعنوان "ثلاثة أعوام على الثورة السورية" في تركيا، أن أميركا وروسيا ثبت فشلهما في ليبيا وافغانستان والعراق، مطالبًا إياهما بالكفّ عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية بعد ذلك، "لأن سوريا والسوريين ليسوا حقل تجارب"، على حد قوله، مشيرًا إلى أنهم سيتمكنون من التوصل إلى حلولهم بأنفسهم.
 وأوضح أن الشعب السوري ليس لديه خيار آخر غير المقاومة لمواجهة المجازر والانتهاكات الصارخة التي يرتكبها النظام السوري بحقه، لافتًا إلى أن ذلك النظام قصف الشهر الفائت 86 مخبزًا، بشكل وصفه بـ"الشنيع"، مؤكدًا أنهم لم يشاهدوا شيئًا مثل هذا من قبل في العالم كله.
 وعن العلاقات بين المذاهب المختلفة في سوريا، قال الخطيب إن العلويين في سوريا يعيشون حالة شديدة من الرعب، خوفًا من انتقام الثوار منهم، مشيرًا إلى أن الثوار السوريين لا يفكرون في الانتقام على الإطلاق.
 وتابع قائلًا إن "الأسد والمافيا التي تحكم سوريا، ليسوا مافيا من النصيريين، ولا العلويين، بل هم مافيا تستغل العلويين كوسيلة من أجل تحقيق مصالح خاصة بها"، مشيرًا إلى أن النظام السوري يسعى إلى تصدير فكرة أن ثمة صراعًا مذهبيًا بين العلويين، وبين المذاهب الأخرى في سوريا، لخدمة مصالحه هو، وموضحًا أن العلويين والنصيريين جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب السوري.
خداع العالم
وأشار إلى أن تركيا بذلت كل ما في وسعها لحل الأزمة السورية من خلال الحل السياسي، بينما الأسد يبذل مساعيه بشتى الطرق لخداع زعماء العالم أجمع.
 من جانبه ذكر جورج صبرا في كلمته التي ألقاها، أن الشعب التركي وقف بجوار الشعب السوري منذ اندلاع الأحداث في سوريا، لافتا إلى أن النظام السوري لم يتورّع منذ اليوم الأول للثورة السورية عن اتهام شعبه بالإرهاب، ليس لشيء، إلا لأنه خرج في وجهه رافضًا الظلم والطغيان.
 وذكر أن الشعب السوري هو الذي يمتلك حق تقرير مصيره، وفق المصالح التي يراها مناسبة له، مشيرًا إلى أن ثمة تغيرًا حدث في الموازين بين النظام والشعب، إذ إن النظام لم يعد قادرًا على جعل الشعب يذعن له، والشعب ليست لديه المقدرة على إحداث التغيير بالكيفية التي يريدها.
مصير مسيحيي حلب على المحك
من جانب آخر، أعلن أسقف الكلدان في حلب أنطوان أودو لوكالة الأنباء الفرنسية الخميس أن ما بين 20 ألفًا و30 ألفًا هو عدد المسيحيين، الذين غادروا هذه المدينة الكبيرة الواقعة في شمال سوريا، معربًا أيضًا عن قلقه على مصير كاهنين شابين خطفا منذ قرابة الشهر ونصف شهر.
الأسقف الكلداني الموجود في روما بصفته مسؤولًا عن منظمة كاريتاس - سوريا لحضور اجتماع هيئات إقليمية تعنى بمساعدة الكاثوليك، اشار الى "الالم"، الذي يشعر به، لأنه لم يعد قادرًا على البقاء إلى جانب ابناء طائفته في حلب.
واوضح "اقوم بعملي من دمشق. وانا على اتصال مع نائبي وكهنتي واصدقائي واهلي. ان اقفال مطار حلب والخطر الذي يلف الطرقات حالا دون عودتي"، مضيفا "لا ينصحوني بالذهاب، على الرغم من رغبتي الشديدة في ان اكون قرب شعبي".
وتابع يقول "منذ شهر وعشرة ايام خطف كاهنان شابان في حلب. وتم طلب دفع فدية بقيمة 15 مليون ليرة سورية، اي 150 الف دولار" للافراج عنهما.
 الاسقف الذي بدا عليه التعب، وتحدث برزانة، لتفادي اي تصريح يمكن ان يفاقم الوضع، اشار الى "قلق دفين"، ادى الى مغادرة ما بين 20 الى 30 الف مسيحي من اصل الـ160 الفا، الذين كانوا في حلب في بداية النزاع. واعلن ايضا انه بلغه ان هجومًا بالاسلحة الكيميائية وقع قرب حلب، لكنه لا يملك اي معلومة حول كيفية وقوعه ومنفذيه.
 تطرق الاسقف الى ثلاثة انواع من النازحين، وقال ان هناك اولاً الذين هم في داخل سوريا على سبيل المثال الذين يذهبون من محيط دمشق الى وسط المدينة. وقال ان "المسيحيين لا يقصدون ابدا تقريبًا مخيمات اللاجئين".
 والفئة الثانية تشمل الذين يتوجهون الى لبنان "البلد المسيحي"، والذي تعتبر العلاقات معه "تاريخية"، حيث توجد مدارس ومنظمات غير حكومية ناشطة، وحيث يمكن ان توفر سوق العمل فرصًا لهم، حتى ولو ان الحياة بالغة الكلفة. وقال ان "غالبية المسيحيين الاثرياء في حلب موجودة في لبنان".
والفئة الثالثة تذهب الى كندا او الولايات المتحدة، حيث تجد جاليات سورية، وكذلك الى السويد، حيث تقيم جاليات سريانية وكلدانية اتت من العراق ايضًا. وردا على سؤال حول تغيير محتمل للنظام، اكتفى الاسقف بالاجابة ان "المسيحيين في سوريا يخشون ان يحصل ما حصل في العراق".
 
سوريا في شرق أوسط على حدود الكارثة
فايز سارة
المستقبل...
يجتاز الشرق الأوسط مرحلة لعلها الاصعب في تاريخه الحديث. اذا هو عرضة لتغييرات عميقة، ستصيب البنى السياسية والاقتصادية والعسكرية لهذا التركيب المعقد. واذا كانت ثورة السوريين مؤشراً رئيساً لما يدور من تطورات واحتمالات في الشرق الاوسط، فان ما سبقها من مقدمات ويرافقها من تطورات في سوريا والاقليم، وما يترتب على ذلك من نتائج، تمثل حلقات في مسار المنطقة نحو كارثة، قد يكون من الصعب تقدير حدودها وحجمها، وما يمكن ان تتركه من ترديات على كيانات الشرق الاوسط وسكانه ومستقبل المنطقة وعلاقاتها الداخلية والبينية. ففي المقدمات التي سبقت ثورة السوريين، يمكن ملاحظة جملة من الوقائع والمعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعقيداتها، التي صارت اليها معظم بلدان المنطقة وانظمتها، واغلبها وصل الى انسدادات من مؤشراتها ازمات سياسية واجتماعية عميقة، ناتجة عن أنظمة حكم استبدادية دكتاتورية، تستند الى فئة او جماعة اقلوية، تحيط بسلطة تعيش خارج النظام والقانون، وتستحوذ على القرار السياسي- الاقتصادي، وتنفرد بالثروة في مواردها وحيازاتها واستهلاكها، وتسعى لاخضاع شعوبها بكل السبل الممكنة، وتستخدم اقصى درجات الحذر والريبة والامن في ضبط حراك وتفكير شعوبها، وهي مستعدة للقيام باقصى ما يمكن من خطوات واجراءات للحفاظ على السلطة والاحتفاظ بها.
وبحكم التجربة والوقائع، لم يعد من الممكن تجاوز الازمات القائمة وتعقيداتها، وماخلفته من انسدادات دون تدخلات خارجية عنيفة، كما حدث في العراق او عبر انفجارات داخلية، تبدو التدخلات الخارجية واحدة من لوازمها ومتمماتها على نحو ما كان المثال الليبي وعلى نحو ما يشير المثال السوري في تطوراته، وكلاهما درس عميق، يبدو عصياً على البيئات السياسية العربية ونخبها الحاكمة ان تفهمه، وقد اصرت كل منها في تجارب الربيع العربي على تذكير الآخرين باختلافها عنهم، وقولها "نحن غير"و"ظروفنا مختلفة" و"ماحدث في بلدان اخرى لن يحدث عندنا".
لقد بين صراع السلطة ومعارضيها كما بدا في ثورة السوريين ومجرياتها، انه صراع عميق وجذري، لا تراجع من طرف فيه في مواجهة الآخر، وان السلطة يمكن ان تستخدم اقصى طاقاتها في التدمير والقتل من اجل الابقاء على سلطتها ونفوذها، فيما أكد اغلب المعارضين اصرارهم على اسقاط النظام وخلق نظام بديل، وولدت من رحم الصراع، تدخلات اقليمية ودولية لديها استعداد للذهاب في الصراع الى نهاياته الحاسمة في الربح او الخسارة مستغلة كل العوامل والظروف المحيطة بالصراع الداخلي وتحويله الى صراع خارجي له ابعاد اقليمية ودولية، يمكن ان تؤدي الى تغيير في الخرائط السياسية للشرق الاوسط وبلدانه تحت لافتات صراعات دينية - طائفية، او قومية - عرقية، وقد بدأت ملامح من تلك الصراعات تتصاعد واضحة في لبنان والعراق وتركيا، تجد لها تجسيدات ومشاركات على مستويات رسمية وشعبية، ولاشك ان وصول تلك الصراعات الى مراحل متقدمة مع استمرار الصراع في سوريا، سيؤدي عبر العنف الى تكوينات كيانية جديدة متعادية، تقوم على اسس دينية طائفية وقومية -عرقية.
وتتزايد الأخطار المحيطة بالمنطقة باضافة الناتج عن الالتهاب السوري ومحيطه الى مايحصل في مصر، والتي لم تستطع ثورتها الخروج من اشكالات جوهرية، كانت قدر طرحتها الثورة في العامين الماضيين، وابرزها امران، يتصلان بعلاقة السلطة بالمجتمع، وعلاقات المسلمين بالاقباط، ويرتبط عدم حل المشكلتين بوصول الاخوان المسلمين الى السلطة هناك، ومحاولتهم ادارة السلطة الجديدة بروح الاستئثار والاخضاع الاكثري الذي يعكس وجهاً اقل مايقال فيه انه وجه آخر لسلطة العهد السابق، مما دفع بالبلاد الى غرق في المواجهات والفوضى الامنية والاختلاف السياسي الحاد، مما يكرس مشاكل سياسية واجتماعية قديمة ويراكم عليها، ويضع البلاد امام انفجارات خطيرة، خاصة وان ثمة مسارات تفتح خطوطها في مصر، تتقارب ومسارات الصراع الذي عاشته سوريا في العامين الماضيين مثل توجه النظام نحو الاستخدام المفرط للقوة، وتشكيل مليشيات موالية للنظام، يمكن ان تدعم توحش الاجهزة الامنية في وقت يقف فيه الجيش حائراً في حسم انحيازاته، وهو امر قد لا يطول، اذا تطورت الصراعات في البلاد.
ومما لاشك فيه، ان الصراعات بما تعنيه من حروب واقتتال داخل بلدان المنطقة او بين دولها، لن تدمر ماهو قائم في المنطقة من امكانات وقدرات بشرية ومادية فحسب، بل سوف تستنزف قدرات وامكانات المنطقة القائمة والمتاحة ايضاً، وترهن مستقبل المنطقة لاجيال قادمة على نحو ما فعلت حروب الخليج في العقود الثلاثة الماضية، وكان من ناتجها ان جعلت بلدين من اهم بلدان المنطقة في واقع متدهور بصورة خطيرة، ومنعت بلداناً اخرى من ان تكون افضل مما هي عليه الآن، وسوف تجر الصراعات الحالية في سوريا وفي العديد من بلدان المنطقة الاوضاع كلها الى الاسوأ، وقد بدأت بوادر ذلك في مؤشرات سورية متعددة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وثمة مؤشرات في لبنان والعراق بينها تصاعد صراع مذهبي بين السنة والشيعة، ومؤشرات صراع بين المسلمين والاقباط في مصر في وقت تتصاعد فيه حدة الصراع السياسي بين السلطة والمعارضة في اغلب بلدان المنطقة من ايران الى العراق وبلدان الخليج ولبنان الى مصر وشمال افريقيا.
ان تصاعد الصراعات في تنوعها وفي تعدد مستوياتها في ضوء ماحدث في سوريا وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد له، يعني بالفعل ان الشرق الاوسط مقبل على كارثة كبيرة. والسؤال الطبيعي المطروح، هل يمكن للقوى الفاعلة في المنطقة اولاً وللمجتمع الدولي ثانياً القيام بما يمنع ذلك، خاصة وان المنطقة وكثير من الدول لن يكونوا بمنأى عن تداعيات كارثة كبيرة في الشرق الاوسط، بل ان تلك الكارثة ان حدثت ستترك اثارها المدمرة على دول وشعوب، ربما هي تفكر: انها بعيدة، وهي بمنأى عن آثار كارثة في الشرق الاوسط.

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,858,810

عدد الزوار: 7,648,083

المتواجدون الآن: 0