«لجان شعبية» من العشائر «للدفاع» عن قرى لبنانية بعد سقوط صواريخ سورية... مصادر «حزب الله» لـ «الراي»: مقاتلونا استردّوا تلالاً استراتيجية في القصير.....«الغارديان»: الأردن يفتح حدوده أمام حملة نقل أسلحة إلى جنوب سورية

معارضون يحذرون من تقسيم سوريا... طالبوا بجعل «تحرير حمص من أولويات الثورة»....معركة دمشق آتية لكنها ليست وشيكة واشتباكات قرب «العباسيين» في دمشق والقصف الجوي يلف معظم مناطق سورية

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 نيسان 2013 - 4:55 ص    عدد الزيارات 2309    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

بريطانيا تتعهّد بتقديم المسؤولين عن الجرائم في سوريا للعدالة والخطيب وهيتو يرفضان أيّ علاقة بـ "القاعدة"
المستقبل...(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)
انتقد اثنان من أبرز شخصيات المعارضة السورية إعلان "جبهة النصرة" مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في وقت تعهّد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتقديم المسؤولين عن "الجرائم التي لا تحتمل" في سوريا الى العدالة.
ميدانياً، لا يزال الطيران الحربي السوري يشن الغارات القاتلة على بعض أحياء دمشق ولا سيما حي القابون شمال العاصمة ودوما من ريفها حيث سقط ستة قتلى.
فمن اسطنبول، انتقد رئيس الحكومة الانتقالية للمعارضة غسان هيتو متحدثاً بعد اجتماع لجمع المساعدات أمس، ما وصفه بأنه افكار غريبة، في اشارة الى تفسير جماعة النصرة للاسلام، وقال ان المعارضة لا تحتاج الى مقاتلين اجانب. وأضاف انهم لا يحتاجون الى مقاتلين من الخارج او "فكر دخيل".
وفي إشارة إلى إعلان جبهة النصرة ولاءها لتنظيم القاعدة، مضى قائلاً أنه لا يعتقد ان اي مجموعة ستتمكن من فرض رأيها بالقوة في سوريا، وان الحوار سيكون مهما جدا في حل كل المشاكل.
كذلك قال القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب انه ارسل رسائل كثيرة الى جبهة النصرة لقطع علاقاتها بالقاعدة.
وأوضح الخطيب "نحن نرفض وجود علاقة مع القاعدة تماما. نحن دفاع عن كل الثوار. لكننا نقول من البداية اننا ضد أي شخص يقف ضد وحدة سوريا.. أي شخص يحاول ارغام الناس بقوة السلاح أو عن طريق القوة فإننا لسنا معه".
ميدانياً، نفذت طائرة حربية سورية غارة أمس على حي القابون في شمال دمشق بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، في وقت افاد المرصد ايضا عن مقتل ستة اشخاص في قصف جوي ومدفعي على مدينة دوما في ريف العاصمة.
واشار المرصد في بيان بعد ظهر أمس الى مقتل شخص واحد على الاقل في غارة نفذتها طائرة حربية على حي القابون.
وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" شريطا مصورا يظهر فيه دخان ابيض كثيف في ما يقول المصور انه حي القابون، وسط صراخ اطفال وحالة ذعر واضحة.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان الاحياء الجنوبية لدمشق استهدفت ايضا بغارات نفذتها طائرات ميغ. وقالت ان جيش النظام قصف حي مخيم اليرموك "بالمدفعية الثقيلة".
في الوقت نفسه، وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية عند اطراف حي جوبر من جهة العباسيين (شرق).
وقتل ستة اشخاص الاثنين في سقوط قذائف وقصف بالطيران الحربي على مدينة دوما في ريف دمشق، بحسب المرصد السوري الذي افاد ايضا عن اشتباكات في مناطق من مدينة داريا التي تمكنت القوات النظامية قبل فترة من دخول بعض اطرافها وتحاول استكمال السيطرة عليها منذ اشهر.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تستمر المعارك في بلدتي حيش وكفربيسين "في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدتين وتأمين طريق الامدادات الى معسكري وادي الضيف والحامدية تأمينا كاملا"، بحسب ما يقول المرصد.
وكانت القوات النظامية تمكنت الاحد من السيطرة على هضبتين على جانبي الطريق الدولي في بابولين وحيش، ما اتاح لها "ارسال امدادات الى المعسكرين" المحاصرين منذ تشرين الاول الماضي.
وذكر المرصد الاحد ان شاحنتين عسكريتين "تحملان مواد غذائية وجنودا نظاميين" شوهدتا تتجهان الى وادي الضيف "وذلك للمرة الاولى" منذ الحصار. وكانت القوات النظامية تؤمن المؤن لعناصر المعسكرين من خلال القائها من الجو بواسطة المروحيات.
وافاد المرصد عن غارات جوية على مناطق اخرى في البلاد في حمص (وسط) وحلب (شمال) والرقة (شمال).
وتأتي هذه التطورات غداة يوم دام في سوريا قتل خلاله في اعمال عنف متفرقة 151 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء البلاد.
وبين قتلى الاحد 32 طفلا، عشرة منهم قضوا في قصف على دمشق.
وفي لندن تعهّد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، بتقديم المسؤولين عن الجرائم في سوريا، والتي وصفها بأنها لا تُحتمل، الى العدالة، واتهم نظامها بارتكاب انتهاكات واسعة الناطق لحقوق الإنسان.
وقال هيغ بمناسبة إصدار وزارته تقريرها السنوي عن أوضاع حقوق الإنسان لعام 2012 أمس، إنه يجب أن لا يكون هناك أدنى شك بأن المسؤولين عن الجرائم سيتم تقديمهم للعدالة، وقامت المملكة المتحدة بتدريب أكثر من 300 صحافي وناشط سوري لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في بلادهم للمساعدة على ضمان جمع أدلة كافية لمقاضاة ناجحة.
وأضاف لا شيء يدل على أن هناك حاجة ملحة لرد إنساني دولي حاسم أكثر من الكارثة المروعة التي تتكشف في سوريا حيث قُدّر بأن أكثر من 100 شخص يُقتلون كل يوم وبلغت حصيلة الضحايا أكثر من 70 ألفاً، وهناك أدلة متزايدة على ارتكاب انتهاكات بما في ذلك المذابح والاعدامات والتعذيب والاستخدام المنتظم للاغتصاب من قبل قوات النظام وميليشياته .
وأشار هيغ إلى أن بريطانيا ساهمت أيضاً بما يقرب من 140 مليون جنيه استرليني على شكل مساعدات انسانية منذ بداية الأزمة في سوريا، موّلت تأمين الغذاء ومياه الشرب النظيفة والرعاية الطبية والبطانيات والمأوى لعشرات الآلاف من الناس، وتدعم جهود الائتلاف الوطني السوري المعارض في مجال توزيع المساعدات.
اعرب وزير الخارجية البريطاني امام مجلس العموم عن "قلق متزايد" ازاء احتمال ان تكون اسلحة كيميائية قد استخدمت في سوريا. وقال ان "بريطانيا تعرب عن قلق متزايد ازاء وجود ادلة على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا. لا بد من النظر في هذه الادعاءات بشكل عاجل".
واضاف هيغ "نشيد باعلان الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) التحقيق بهذه الادعاءات ونطالب مرة اخرى النظام السوري بالتعاون الكامل" في هذا الملف.
وحول تسليح المعارضة اوضح هيغ ان بريطانيا لم تتخذ اي قرار بعد، وان لندن وباريس ستواصلان العمل لرفع حظر الاتحاد الاوروبي على نقل السلاح الى سوريا.
وقال الوزير البريطاني ايضا ان "بريطانيا وفرنسا مقتنعتان بالحاجة الى تعديلات جديدة للحظر على السلاح الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي، وحتى بالحاجة لالغائه بالكامل".
وعن احتمال ارسال اسلحة الى المعارضة قال "اذا كان علينا ان نصل الى هذه المرحلة علينا ان نكون واثقين قدر الامكان، ليس فقط باننا لا ننتهك الشرعية الدولية، بل ايضا بأن هذه الاسلحة لن تستخدم من قبل اشخاص غير الذين ارسلت اليهم".
واوضح هيغ انه سيتطرق الى موضوع تسليح المعارضة خلال الاجتماع المقبل لمجموعة اصدقاء سوريا السبت في اسطنبول، وفي لوكسمبورغ الاثنين المقبل مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
 
إيران وروسيا تنفتحان على المعارضة السورية
المستقبل..أسعد حيدر
ما العمل حتى لا تبقى الثورة في سوريا عرجاء بسبب الانقسامات والصراعات الداخلية بين مختلف قواها خصوصاً بعد تطور "النصرة " وتحولها إلى فصيل يعمل لإلغاء الجميع حاضراً وسوريا مستقبلاً بعد إعلان الاندماج مع القاعدة والولاء للظواهري؟.
عملية تحقيق الحد الأدنى من الاتفاق بين التيارين الليبرالي والإسلامي، مستمرة في "عواصم القرار". المهمة ليست بسيطة، وهي أكثر تعقيداً من الأسباب والشروط التي خلقت الفرقة بين التجمعات والهيئات السورية المعارضة خصوصاً أن طبيعة مصالح الدول المعنية، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ضخمة، والتنازل عن بعضها مكلف جداً. في جميع الأحوال الاتفاقات لن تكون اليوم ولا حتى غداً، لأن التداخل كبير جداً بين الداخل والخارج، والأهم أن الجميع يعمل أو ينتظر التحولات التي سترسم مسارات جديدة في عمق صياغة مستقبل الثورة وسوريا.
لا شك في أن الخوف الحقيقي الآن والذي يكبر يوماً بعد يوم هو "عرقنة" سوريا، والواقع أن هذه "العرقنة" ستكون أكثر تعقيداً لأن الأمر لا يقتصر على "النصرة" وإنما أيضاً على تشكل مقومات أساسية لحروب طائفية ومذهبية يتم حالياً زرعها عميقاً في الذاكرة الشعبية لكل مكونات المجتمع السوري من طائفية ومذهبية وعرقية. ولا شك في أن مشاركة "حزب الله" مباشرة في القتال الجاري داخل الأراضي السورية تحت شعارات وأعذار لا علاقة لها ماضياً وحاضراً بما قام من أجله وهو تحرير الأرض اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، تساهم بقوة في الحفر عميقاً داخل عقول وقلوب الطائفة الأولى في سوريا وهي الطائفة السنّية. كل الأسباب المختلطة تنذر بالأحقاد لتفجير براكين صراعات دامية أو على الأقل من الانفصال على مختلف المستويات، وما يعزز ذلك أن هذه المشاركة تستند إلى انخراط إيراني بالمال والسلاح والخبراء على أعلى المستويات والرتب بحجة الدفاع عن محور الممانعة والمقاومة، علماً أنه في صلب هكذا انخراط إيراني يكمن الدفاع عن مصالح استراتيجية إيرانية بحتة حتى ولو كانت مغلفة بخطاب ايديولوجي، كانت مهمته الأولى الدفاع عن وجود سوريا قوية وليس بقاء الأسد في سوريا مدمرة فقدت موقعها وقرارها.
بعد عامين على القتال، ومعارك من الكرّ والفرّ، بين نظام أسدي يملك سلاح الجو والصواريخ والدبابات ولا يتردد لحظة في استخدامها ضد المدنيين، وثوار يقاتلون بأخف أنواع الأسلحة وأصلب الإرادات وتجاوز حقيقي للخوف، أقام نوعاً من توازن في موازين القوى، انتج بوضوح أرضاً محروقة وخطوط تماس على مثال الشياح وعين الرمانة لكن على خريطة سوريا كلها. ويبدو جلياً أن إرادات كبرى تعمل حتى الآن لتثبيت هذا الوضع إلى حين تبلور صيغة كاملة لتوزيع الحصص من المصالح على مختلف القوى الخارجية أولاً وقبل الآخرين.
الولايات المتحدة الأميركية تلعب وهي مطمئنة في عهد الرئيس باراك أوباما، إنها لأول مرة في تاريخها تخوض "حرباً" من دون كلفة ولا أي خسارة في وقت ضمنت فيها حصة أساسية من الأرباح المباشرة وغير المباشرة، لعل أبرزها وأهمها استنزاف إيران حاضراً في المال والسلاح ومستقبلاً في تعميق شرخ من الكراهية المذهبية والقومية مع العرب والسنّة. إلى جانب ذلك إلغاء سوريا من خريطة صياغة القرار في المنطقة لعقد كامل من الزمن على الأقل.
أما روسيا وإيران، طالما أن الحديث عن أدوار ومواقع الأطراف العربية هو نوع من الحفر بالسكين لا يرحم، فإنهما تلاحقان الوضع في سوريا من موقع جديد كما تؤشر الوقائع والتطورات، إذ أيقنت كل من موسكو وطهران أن معركة الأسد خاسرة لأن أي حل سيكون على حسابه خصوصاً بعدما أصبح مؤكداً أن انتصاراً هنا أو هناك وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة لا يصنعان انتصاراً. البراغماتية السياسية، التي لا تنقص الإيرانيين والروس معاً، تدفعهما حالياً إلى البحث عن مخارج تحفظ لهما جزءاً من مواقعهما ومصالحهما. واستناداً إلى مصادر من المعارضة السورية وغيرها في باريس، فإن المواقف الجديدة تتبلور حالياً على النحو التالي:
[ طهران وسعت دائرة اتصالاتها بمختلف مكونات المعارضة السورية سواء كانت ليبرالية أو إسلامية، ووصل الأمر إلى حد وضع دعوات مفتوحة للحوار فوراً سواء في أوروبا أو طهران، وقاعدة الحوار البحث عن صيغة علاقات وتفاهمات حول سوريا ما بعد الأسد.
[ موسكو أبلغت من يعنيهم الأمر أن الرئيس بوتين أيقن أن الغالبية العظمى من الدول العربية وخصوصاً السعودية تعارض جذرياً وضع القوى الإسلامية كلياً يدها على سوريا المستقبل، وأنها ضد "النصرة" وأخواتها لأنها تشكل خطراً داخلياً عليها. بعد هذه القناعة "البوتينية" يصبح من الطبيعي ترجمتها في اتصالات ولقاءات مكثفة في الأسابيع المقبلة على طريق بلورة صيغة للتفاهم حول مستقبل سوريا.
مزيد من التصعيد العسكري هو عنوان الأسابيع المقبلة. وفي وسط كل هذا قلق تركي حقيقي من "جنون" الأسد نتيجة لليأس فيندفع نحو الاشتباك معها لإحراجها حيث إذا ردت فإن أبواب جهنم ستُفتح وإذا امتنعت فإن أردوغان يصبح الخاسر الكبير. أيضاً وهو مُجمع عليه، إن الحسم في المواقف مؤجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في إيران في منتصف حزيران المقبل.
 
الجيش النظامي يصعّد في حمص وإدلب
برلين - اسكندر الديك
لندن، بيروت، عمان - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - بدأت قوات النظام السوري بمؤازرة مقاتلين موالين لها تصعيد عملياتها العسكرية لفرض «سيطرة كاملة» على ريف حمص في وسط سورية وكذلك «التقدم» في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، بعد فك الحصار عن موقعين عسكريين رئيسيين هناك، في حين نفت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية امس اتهامات بأنها تسعى إلى فرض إرادتها على الأطراف الآخرين في المعارضة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات بين عناصر الكتائب المقاتلة وبين القوات النظامية ومسلحين من «اللجان الشعبية» التابعة لها تجددت عند منتصف ليل الأحد - الاثنين في منطقة تل النبي مندو في ريف مدينة القصير في حمص، مشيراً إلى أن القوات النظامية «تحاول السيطرة عليه في شكل كامل»، وشن الطيران الحربي غارات على قرى القصير وأطرافها.
وتزامن ذلك، مع دعوة مجموعة من الشخصيات بينها منظمو «مؤتمر العلويين» الأخير في القاهرة ورئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب، إلى التركيز على السيطرة على مدينة حمص، لقطع الطريق على مشاريع لتقسيم البلاد، ودانوا تدخل إيران في شؤون سورية ودفعها إلى «إقامة كيان طائفي» في غربها.
وواصلت الطائرات الحربية امس قصف أطراف دمشق بما في ذلك مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي القابون، بالتزامن مع اشتباكات في حي جوبر في البوابة الشرقية لدمشق وفي داريا في الطرف الجنوبي للعاصمة. وأعلن «الائتلاف» أن قصف قوات النظام الذي طاول امس مناطق من درعا في جنوب سورية إلى دير الزور في شمال شرقي البلاد، أدى إلى مقتل 30 طفلاً. كما دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حيي الشيخ سعيد والعامرية. وتقع المنطقة الأولى بالقرب من مطار النيرب العسكري والمطار الدولي.
وبث معارضون شريط فيديو تضمن إعلان قائد ميداني في مخيم خان الشيح جنوب دمشق «تأمين انشقاق 400 عسكري» يعملون في القنيطرة قرب خط فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل.
وفي غرب حلب، استمرت الاشتباكات بين مقاتلي الطرفين في بلدتي حيش وكفرباسين في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدتين وتأمين طريق الإمدادات إلى معسكري وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان في ريف إدلب تأميناً كاملاً، وترددت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين وسط تحليق كثيف للطيران المروحي والحربي في سماء المنطقة.
وفيما واصل جيش النظام التقدم باتجاه معرة النعمان، بدأت قوات المعارضة تستعد لاستعادة ما فقدته خلال الأيام القليلة المقبلة، وزار قائد «كتائب وألوية شهداء سورية» جمال معروف المقاتلين في محيط مقر الحامدية، لحضهم على الاستمرار في القتال، وأصدر»تجمع كتائب وألوية شهداء سورية» و «ألوية أحفاد الرسول» و «ألوية أحرار الزاوية» و «لواء 15 آذار» بياناً دعا إلى «استمرار معركة البنيان المرصوص»، وحض المقاتلين على «تلبية نداء الجهاد» والاستمرار في المعركة لـ «إسقاط النظام».
وفي برلين، اكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس مواصلة دعم المعارضة السورية وخصوصاً «الائتلاف الوطني» ممثلاً شرعياً للشعب السوري. ونددا في مؤتمر صحافي بالتنظيمات المتطرفة مثل «جبهة النصرة» التي أعلنت أخيراً مبايعتها تنظيم «القاعدة»، وشددا على تأييد القوى السورية المعتدلة ونبذ التطرف.
وفي حين قال العربي إن الجبهة «تنظيم متطرف إلى حد كبير»، وأنه يأمل «بأن يتمكن الائتلاف من التغلب على هذه العقبة»، شدد فيسترفيلله على «رفض العمل مع قوى متطرفة»، قال «لا ننسى أن الأسد ونظامه من هذه القوى».
وجدد العربي وفيسترفيلله التأكيد على ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية، وتوافقا على أن العمل على وقف إطلاق النار «يمكن أن يشكل مدخلاً للوصول إلى الحل المنشود ووقف القتل والدمار المستمرين».
وقال العربي إنه سيشارك الأسبوع المقبل في اجتماع ثلاثي يضمه والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي لـ «البحث في وسائل معالجة الأزمة السورية الخطرة جداً على الدول العربية بسبب أثرها وتداعياتها على كامل المنطقة العربية».
إلى ذلك، قال مسؤول مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في الأردن آندرو هاربر خلال تفقده مخيماً إماراتياً للاجئين السوريين في منطقة مريجيب الفهود: «نحن قلقون للغاية مما يحدث في جنوب سورية، خصوصاً في درعا (قرب الحدود الأردنية) من قصف جوي ومدفعي على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين»، وأكد أن «ذلك يدفع بمزيد من السكان للجوء إلى الأردن، خصوصاً مع ما نسمعه حول نقص في الغذاء والكهرباء والرعاية الصحية. للأسف، سنرى المزيد من اللاجئين يعبرون إلى الأردن».
وكان لافتاً أن مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون غينغ زار امس حي صلاح الدين في حلب الذي يخضع لسيطرة المعارضة، ورافقه في الزيارة رئيس المجلس العسكري العقيد عبد الجبار العكيدي ومسؤولون من الهلال الأحمر السوري.
 
النظام يحاول السيطرة الكاملة على ريف القصير وكتائب معارضة تتعهد مواصلة معركة ريف إدلب
لندن، بيروت - «الحياة»، عمان
تجددت الاشتباكات امس بين قوات النظام ومقاتلين موالين لها مع عناصر «الجيش الحر» في ريف حمص وسط البلاد، في وقت واصل الطيران الحربي غاراته على مناطق سورية مختلفة. وتعهد عدد من كتائب «الجيش الحر» مواصلة عملية «البنيان المرصوص» بعدما اعلن النظام فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان في ريف إدلب.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية التابعين لها تجددت عند منتصف ليل الأحد-الإثنين في منطقة تل النبي مندو في ريف مدينة القصير في حمص، مشيرا إلى أن القوات النظامية «تحاول السيطرة عليه في شكل كامل». وشن الطيران الحربي غارات جوية عدة على قرى القصير وأطرافها.
وفي دمشق، تعرضت مناطق في مدينتي زملكا ودوما للقصف من قبل القوات النظامية، وتجدد القصف على مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين. وقال المرصد إن اشتباكات جرت امس بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مناطق من مدينة داريا في الطرف الجنوبي لدمشق. وتعرضت قرية فليطة في ريف مدينة يبرود على الطريق بين دمشق وحمص، للقصف بالطيران الحربي. وسُجل أيضاً استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند أطراف حي جوبر من جهة العباسيين، شرقي دمشق. وأعلن مقتل شخص على الأقل في غارة نفذتها طائرة حربية على حي القابون في الطرف الشمالي لدمشق. وبث ناشطون فيديو ظهر فيه دخان أبيض كثيف وسط صراخ أطفال وحال ذعر واضحة.
وأفاد المرصد السوري أن القصف من طائرات النظام طاول امس قرى خربة غزالة وصيدا ومعربة وتل شهاب ووادي اليرموك في ريف درعا جنوب البلاد.
وشنت طائرات حربية غارات على محيط «الفرقة 17» للقوات النظامية ومناطق في مدينة الرقة في شمال شرقي البلاد، تزامناً مع تجدد الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاصرون المقر ويحاولون قطع الإمداد مع مقر اللواء 93 ويحاصرون مطار الطبقة العسكري. وجرت أيضاً اشباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي العمال في مدينة دير الزور في شمال شرقي البلاد، وسقط قتلى بقصف على أحد أحياء المدينة.
وفي شمال البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حيي الشيخ سعيد والعامرية، وتعرض حيي طريق حلب والشيخ سعيد للقصف من قبل القوات النظامية وأنباء عن سقوط جرحى، وفق المرصد. وتتكثف المعارك في الشيخ سعيد باعتبارها تقع بالقرب من مطار النيرب العسكري والمطار الدولي.
واستمرت الاشتباكات بين مقاتلي الطرفين في بلدتي حيش وكفرباسين في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدتين وتأمين طريق الإمدادات إلى معسكري وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان تاميناً كاملاً، وترددت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين وسط تحليق كثيف للطيران المروحي والحربي في سماء المنطقة.
وكان المرصد أعلن أول من امس أن القوات النظامية استطاعت فك الحصار عن المعسكرين اثر التفافها في بلدة صهيان على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين. ونقل موقع «عكس السير» الإلكتروني السوري عن مصدر قوله، إن قوات النظام السوري استغلت على ما يبدو نقاط الضعف في تنظيم الثوار على الأرض من خلال عملائها، وتسللت صباح السبت مجموعة مشاة بلباس مدني إلى بلدة بابولين من الجهة الجنوبية الشرقية وتجمعت داخــل البلدية وفـي غرب البلدة.
وتوغل المقاتلون وفق المصدر إلى بلدة بابولين، وتحركت بعدها دبابات النظام لتحاصرهم. وشعر المقاتلون حينها أنهم محاصرون من ثلاثة جهات، فانسحب عشرات منهم، فيما بقي البعض بسلاحه البسيط يقاوم حتى قتل.
وسيطر جيش النظام على طريق طوله 1.5 كيلومتر، من حاجز صهيان إلى مفرق حيش، وتمكن من التقدم شمالاً باتجاه كفرباسين ووصل إلى محيط بسيدا والحامدية. ويكتسب ذلك أهمية، باعتبار أن معرة النعمان تقع على الطريق السريع بين حمص وحماه في وسط البلاد ومدينة حلب.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ «رويترز» امس: «سمح كسر الحصار (أول من) أمس للجيش بقيادة ست شاحنات محملة بالأسلحة إلى قاعدتي وادي ضيف والحميدية». وأضاف المرصد الموالي للمعارضة، أنه على الرغم من المكاسب التي حققها الجيش، فإن أياً من الجانبين لم يحقق تفوقاً واضحاً. وأشار عبد الرحمن إلى أن أكثر من 50 مقاتلاً قتلوا أو فقدوا في المعركة. وقال إن تقدم الجيش ليس نجاحاً حاسماً بعد لكنه قد يفتح من جديد جبهات قتال في الشمال كان التفوق فيها حليف المعارضة.
وفيما يواصل جيش النظام التقدم باتجاه معرة النعمان، تعد قوات المعارضة عدتها لاستعادة ما فقدته خلال الأيام القليلة المقبلة، وقام أول امس قائد «كتائب وألوية شهداء سورية» جمال معروف بزيارة الى مقاتليه في محيط مقر الحامدية، لحضهم على الاستمرار في القتال، وأصدر «تجمع كتائب وألوية شهداء سورية» و «ألوية أحفاد الرسول» و «ألوية أحرار الزاوية» و «لواء 15 آذار» بياناً تضمن «استمرار معركة البنيان المرصوص»، ودعا المقاتلين إلى «تلبية نداء الجهاد».
وقال معروف، في فيديو بث امس على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الحرب التي يخوضها المقاتلون «مصيرية، ويجب رص الصفوف للإطاحة بالنظام. ويجب زج كل القوى لتحرير وادي الضيف والحامدية».
 
أسواق حلب تتعرض للخراب وتجارها يجهلون مصائر محالهم
الحياة...عبد الحاج
بينما يكتب الشعب السوري تاريخاً جديداً، تعاني آثاره التاريخية من محو قد يكون متعمداً. خسائر الثورة تعدت فقدان أكثر من 100 ألف شهيد، وتخريب منابع الاقتصاد، ووصلت إلى الآثار التاريخية والحضارية التي تعد شاهدة على حضارات متعاقبة رومانية وبيزنطية وإغريقية وغيرها.
مدينة حلب كان لها النصيب الأكبر من هذا الدمار الذي طاول أسواق المدينة التي تعتبر عصبها الاقتصادي، واستبدلت الحركة اليومية طوال ساعات النهار وحتى الليل بمناظر الحرائق والسحب السوداء، وتعتبر أسواق حلب من أجمل أسواق مدن الشرق العربي والإسلامي لما تمتاز به من طابع عمراني جميل إذ تتوافر نوافذ النور والهواء فتؤمّن جواً معتدلاً يحمي من حر الصيف ويقي من أمطار الشتاء وبرده.
تعود أصول أسواق حلب إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، إلى عهد «ياريم ليم» ملك حلب، حيث أقيمت المحال التجارية على طرفي الشارع المستقيم الممتد بين باب أنطاكية ومعبد القلعة، حيث كان يأتي الحجاج آنذاك إلى حلب لزيارة مقام «حدد». ويرتقي بناء هذه الأسواق الموجودة اليوم إلى نور الدين زنكي، ثم توسعت في العهد الأيوبي، ثم في العهدين المملوكي والعثماني. وكدليل على أهمية حلب وأسواقها التجارية قبل فتح قناة السويس قول أحد الرحالة: «إن ما كان يباع في أسواق القاهرة خلال شهر كامل يباع في أسواق حلب في يوم واحد». وقد امتدت الفعاليات التجارية والصناعية المهنية واليدوية في أسواق «المدينة» لتغطي 16 هكتاراً من مساحة حلب. أما طول السوق بتفرعاته فيبلغ أكثر من ثمانية كيلومترات، ويزيد عدد محال الأسواق القديمة عن 1550 حانوتاً تؤلف 39 سوقاً تعد من أطول الأسواق المسقوفة في العالم، فطول هذه الأسواق على الجانبين يبلغ 15 كيلومتراً ومساحتها 16 هكتاراً. وقد كانت سقوف الأسواق من الحصر والقصب وعندما احترقت عام 1868 أمر الوالي ببنائها مع نوافذ سقفية، وسمّيت غالبيتها نسبة إلى المنتج الذي تبيعه، كالحبال والعباءات والعطارة، في حين اكتسب بعضها اسم مسقط زوارها فعرفت باسم سوق اسطنبول أو عمان أو الشام وغيرها، وعدد كبير من الخانات والقيساريات.
محمد واحد من 30 تاجراً فقدوا محالهم في سوق القطن «الذي احترق بالكامل على ما علم من جيران له في اسواق اخرى»، مع عدم امكانية وصول سيارات الإطفاء بعد اندلاع الحرائق. ويؤكد عبدالله ر. ان النيران «لم تصل إلى السوق التي احترقت قبل حوالى 150 عاماً، لكننا لا نستطيع الوصول إلى محلنا للتأكد من حالته بسبب الاشتباكات». وباءت بالفشل محاولته الدخول عبر مدخل تسيطر عليه القوات النظامية وآخر خاضع للمقاتلين المعارضين.
وتحظى المحال بقيمة معنوية رمزية تفوق احياناً قيمتها المادية، لا سيما ان «لكبار التجار والصناعيين الحلبيين مكاتب رمزية في تلك الاسواق باعتبار ان معاملهم ومستودعاتهم صارت في مناطق بعيدة» وفق السيد، لكن يبقى الضرر المعنوي بالغاً. ويضيف: «على رغم ان بعض هذه المحال لا تزيد مساحته عن عشرة أمتار مربعة، فقد يصل سعره الى مئات الآلاف من الدولارات الأميركية، وبالنسبة الى صغار التجار فتعد مصدر دخلهم (...) أما سكان المدينة فتربطهم بها ذكريات وشجون لا يمكن تعويضها.
وقال احمد ج. صاحب سبعة محال ورثها عن جده في حلب ان اكثر ما يقلقه ليس قيمة البضائع الموجودة في المحل، بل احتمال «احتراق ذكريات طفولتي، (وهي) لن تعوض بثمن».
 الجامع الأموي
الجامع الذي بني في العصر الأموي وأعاد ترميمه نور الدين زنكي الذي حكم حلب في القرن السادس الهجري أكبر وأعرق جامع في المدينة. ويطلق عليه أيضاً اسم جامع زكريا، بسبب وجود مقام نبي الله زكريا عليه السلام - ومكتبته الأثرية التاريخية. أعلن الجيش الحر تحريره قبل نحو شهر، مع بدء معركة تحرير قلعة حلب التي يتحصن فيها جنود النظام، استكمالاً للسيطرة على حلب القديمة. تصدّت لهم قوات النظام، فاشتعلت النار في قسم كبير من المسجد العريق. وقال الناطق الرسمي باسم الثورة السورية في حلب محمد س. إن «جيش النظام حرق المسجد الأموي الكبير في حلب بعد حرق السوق الأثري».
وأكد صفوان عكاش، عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، في تصريح من دمشق، أن ما حدث في الجامع الأموي الكبير من اشتباكات وقصف، والدمار الذي لحق بالجامع، عمل «لا يمت إلى الإنسانية بصلة، ويرتقي إلى مستوى الجريمة التي يجب أن يحاسب عليها كل من أقدم على هذا العمل المدان»، مشيراً إلى أن دور العبادة يجب أن تبقى بعيدة من مسارح العمليات العسكرية، ويجب عدم التنافس للسيطرة عليها.
 قلق دولي
في السياق ذاته أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» عن قلقها الشديد على مصير المعالم التاريخية في سورية. لذلك بدأت تدق ناقوس الخطر، وقالت ايرينا بوكوفا المدير العام للمنظمة: «تثير قلقنا بصورة خاصة الأنباء الواردة عن المعارك العنيفة التي تجري في مدينة حلب، المدون قسمها القديم ضمن قائمة التراث العالمي، ووجهت مديرة اليونسكو إلى الأطراف المتحاربة في سورية نداء طالبتهم فيه بمراعاة الالتزامات الدولية في مجال الثقافة والمحافظة على التراث الحضاري للبلاد».
ولفتت «بوكوفا» الى «أن سورية هي إحدى الدول الأعضاء في اتفـاقيـة لاهاي لعام 1954 بشـأن حـماية الممـتـلكات الثقـافية في حال النزاع المسلـح، وهي ملزمة بالتالي ببذل قصارى جهدها لصون هذا التراث من ويلات الحرب». وفي مؤتمر عـقدته المـنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسـيسـكو» في الـقاهرة، قال عـبدالعزيز سالم، ممثل المنظمة: «نسعى للعمل على صوغ برنامج عملي للتدخل السريع لإنقاذ التراث المعرّض للأخطار في حلب، سواء بالترميم والصيانة أو بالتوثيق والجرد للمعالم الأثرية التي تعرضت للتدمير».
وأشار إلى أن: «مثل هذه اللقاءات تعمل على تجنيد الرأي العام العربي والإسلامي والدولي للتدخل السريع لإيقاف الاعتداءات على معالم التراث الحضاري والإسلامي والمساجد الأثرية فيه».
 
«لجان شعبية» من العشائر «للدفاع» عن قرى لبنانية بعد سقوط صواريخ سورية... لبنان يوجه مذكرة احتجاج للجامعة العربية.. وحزب الله يتوعد بحماية «أنفسنا بأنفسنا»

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: نذير رضا ... تعرّضت بلدة القصر اللبنانية الحدودية مع سوريا، في منطقة الهرمل بشمال البقاع، لليوم التالي على التوالي، لقصف من داخل الأراضي السورية، غداة مقتل لبنانيين وجرح 8 سقطوا، إثر وقوع قذيفتين على البلدة.
وبموازاة استنفار الجيش اللبناني في المنطقة، وتنفيذه انتشارا واسعا، واتخاذه الإجراءات الميدانية اللازمة لحماية الأهالي «والرد على مصادر الاعتداء بالشكل المناسب»، استنفرت الدولة اللبنانية بأجهزتها السياسية والأمنية والقضائية، واتخذت قرارا بتوجيه مذكرة احتجاج إلى الجامعة العربية، بشأن الخروق السورية.
وفي المقابل، لوّح حزب الله بالتصعيد، عبر تحذيره من أنه «عندما تتلكأ الدولة، فنحن سنحمي أنفسنا بأنفسنا».
تجدد القصف، أمس، على القصر، جاء بالتزامن مع تحضيرات أهالي القصر لتشييع قتيلين سقطا في القصف الذي استهدف البلدة وقرية حوش السيد علي المجاورة. وكان قد سقط صاروخ في منطقة خالية من السكان في البلدة، لم يسفر عن وقوع إصابات. كما سقط صاروخ آخر مصدره الأراضي السورية، في منطقة سهلات الماء المحاذية للقصر.
وما يذكر أن غالبية سكان القصر وحوش السيد علي من الشيعة الموالين لحزب الله الذي تتهمه المعارضة السورية بقصف مواقع «الجيش الحر» في قرى ريف مدينة القصير السورية من مرتفعات بلدة القصر. ولقد اعترفت المعارضة السورية بإطلاق الصواريخ، مشيرة إلى أنها تستهدف ما وصفتها بـ«مواقع لحزب الله، بعد المشاركة الواسعة لقوات حزب الله في العمليات العسكرية إلى جانب القوات الحكومية السورية في منطقة القصير بمحافظة حمص».
ومن جهة ثانية، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس»، أمس، أن مسلحين مدعومين من حزب الله يسيّرون دوريات على جانبي الحدود بين سوريا ولبنان. ونقلت عن مسلحين في بلدة القصر قولهم إن مهمتهم تتمثل في «حماية الشيعة الذين باتت بيوتهم وقراهم عرضة لهجمات مسلحي المعارضة السورية».
وقال مصدر بارز من القصر لـ«الشرق الأوسط»، إن العشائر في المنطقة، اتحد بعضها مع بعض، بعد الهجوم على القصر، «فاجتمعت عناصرها المسلحة، وكثفت وجودها بغرض حماية الأهالي، والدفاع عنهم، والردّ على أي اعتداء يحصل في المستقبل». وأفاد المصدر بأن المنطقة «تحكمها العشائر، بما يتخطى سلطة الأحزاب فيها، وبات أبناء المنطقة على جهوزية للرد على أي اعتداء إذا لم يرد الجيش اللبناني، خوفا من أن يتوسع الأمر من قصف متقطع إلى اقتحام أو هجوم مسلح من قبل المعارضة السورية».
ولم ينفِ المصدر أن يكوّن أبناء العشائر «لجانا شعبية»، مشددا على أن تشكيلهم «يختلف عن اللجان الشعبية في سوريا»، موضحا أن هؤلاء «من أبناء العشائر، الذين يتوحدون للدفاع عن المنطقة في وجه الاعتداءات».
في هذه الأثناء، صرح وائل أبو فاعور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بعد الاجتماع الأمني - القضائي الذي عقد في قصر بعبدا، أن «سلامة أي مواطن لبناني أو أي قرية لبنانية مسؤولية الدولة اللبنانية حصرا، وأن أي اعتداء أو قصف من أي جهة أتى هو أمر مرفوض. وبالتالي، فإن وزارة الخارجية ستقوم بكل الإجراءات وبكل الاتصالات اللازمة لضمان تحميل كل الجهات مسؤولياتها في هذا الإطار، وعدم تكرار هذه الاعتداءات»، وشدد على أن «الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية قد باشرت إجراءاتها على الحدود، التي تكفل حماية المواطنين اللبنانيين وحماية الأراضي اللبنانية».
ولفت إلى أن التوجيه واضح إلى وزارة الخارجية من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة، بأن المطلوب منها هو توثيق الخروق وإعداد مذكرة ترفع إلى جامعة الدول العربية وإلى أي طرف آخر، لعرض هذه الاعتداءات وشرحها وطلب المساعدة من أجل وقفها. وأردف أنه «في السابق طُلب من وزير الخارجية إرسال مذكرات إلى السلطات السورية، واليوم نرفع مذكرة إلى جامعة الدول العربية».
 
معارضون يحذرون من تقسيم سوريا... طالبوا بجعل «تحرير حمص من أولويات الثورة»

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال.... طالب العشرات من المثقفين السوريين من الشخصيات الوطنية، وبعضهم متحدر من الطائفة العلوية، اعتبار «تحرير حمص من أهم أولويات الثورة، نظرا لموقعها الذي يربط بين الساحل السوري و«حزب الله» اللبناني ويؤهلها لقطع الطريق على تشكيل دويلة «أسدية». ودعوا إلى «رفض التدخل الإيراني بقوة، وإدانة الصامتين عنه، سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي، وخصوصا الدول التي تهيمن على مجلس الأمن والأمم المتحدة».
وحمل المعارضون السوريون، في بيان صادر عنهم بعنوان: «دفاعا عن حمص وحماية لسوريا من التقسيم»، أنفسهم والسوريين «مسؤولية حماية البلاد وتجنيبها مخطط التقسيم»، مطالبين «الائتلاف الوطني» و«الجيش السوري الحر» ضمنا وأساسا، بتركيز الجهود على حماية حمص، وقد وضعَها قدرها في موقع الوصل بين إيران والبحر المتوسط.
وعرّف البيان الموقعين عليه بأنهم «من مكونات المجتمع السوري، مختلفون في الرؤى والآراء، لكن توحدنا هموم بلدنا وتملي علينا هذه اللحظة التي تهدد سوريا بالتقسيم أن نرفع صوتنا». ومن عداد الموقعين عليه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الشيخ معاذ أحمد الخطيب، وسفير «الائتلاف» في فرنسا منذر ماخوس، والممثلة مي سكاف، وعضو المجلس الوطني لؤي صافي، والشاعر فرج بيرقدار وآخرون.
وانتقد المعارضون السوريون «كشف النظام الإيراني وأتباعه، في كل من العراق ولبنان، عن تطور يتمثل بالإعلان عن الوجود العسكري على الأرض السورية، تحت عنوان الدفاع عن العتبات المقدسة»، مشددين على أن «المقامات الشيعية في سوريا هي من نسيج التراث السوري وتحت حماية السوريين. كانت كذلك طوال تاريخ وجودها وقبل أن يجد فيها نظام طهران ورقة سياسية للاعتداء على السيادة الوطنية».
وقال الباحث اللبناني والخبير في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الواضح بروز عناصر عدة في الفترة الأخيرة تذهب باتجاه تعزيز فرضية مخطط التقسيم على الصعيد النظري»، موضحا في الوقت عينه أن «الكلام عن التقسيم شيء وإمكانية وجود كيانين سوريين شيء آخر».
وأضاف نادر أن من العناصر المؤشرة على التقسيم «انخراط المحور الإيراني لهذه الدرجة في المعارك داخل سوريا، سواء في معارك الشام أم في حمص، رغم إدراكه سلفا أنه لم يعد ممكنا استعادة سوريا بالكامل ولا بقاء النظام على ما كان عليه قبل بدء الأزمة». ويرى أن «المضي بدعم الأسد عسكريا يعني أن ثمة هدفا آخر، يتمثل بالخطة ويؤكدها الاستبسال في معركة حمص عسكريا، كون حمص البوابة للبقاع اللبناني، أي أنها تربط العمق الشيعي بالعمق العلوي».
ورأى الموقعون على البيان أن «التركيز على إسقاط حمص، قلب الثورة، يأتي ليفضح بجلاء حقيقة مخطط نظام ولاية الفقيه، عبر تمسكهم بمعبر على البحر المتوسط»، مذكرين بأن «إيران هي البادئ بالتدخل في شؤوننا، وتدير اليوم حرب الطاغية على شعبنا، وتدرب ميليشيات طائفية تحت عنوان قوات الدفاع الوطني، بقصد إشعال حرب أهلية بيننا. وإطلاق الصراع السني الشيعي من أراضينا، ليشمل لبنان والعراق وكل المنطقة». وحذروا من «صفقات سياسية» تحت عنوان «ضمان حقوق الأقليات كالعلويين والدروز والمسيحيين والأكراد» لتثبيت «وكيلهم» (الرئيس السوري) بشار الأسد.
ويبدي نادر تخوفه من «التضخيم الإعلامي» الحاصل حول ظاهرة «جبهة النصرة» في سوريا بما يعزز نظرية التقسيم، انطلاقا من محاولة تظهيرها على أنها تشكل عائقا أمام تسليح الثوار السوريين وحسم النتيجة سريعا. ويقول: «ما يتم تداوله اليوم يتمحور حول وجوب عدم تسليح الثوار السوريين، بحجة أن السلاح قد يصل إلى أيدي جبهة النصرة»، لافتا إلى أن «الأخيرة تعطي اليوم لونا مذهبيا فاقعا لسوريا ما بعد سقوط الأسد، والتضخيم الإعلامي يعزز هذا التوجه لدى الرأي العام، وربما يكون الهدف من ذلك التمهيد للقبول بسوريتين وهذا أمر مقلق جدا».
وكان المعارضون السوريون قد أشاروا في بيانهم إلى أن «جمهورا عريضا من الطائفة العلوية، يعارض قيام كانتون طائفي، يقسم البلاد، ويفتح لحروب تمتد قرونا»، مشددين على أن «ضمان حقوق كل السوريين لا يكون إلا بإسقاط نظام الأسد الديكتاتوري الفاشي القاتل وبناء نظام مدني ديمقراطي».
ويخلص نادر إلى التأكيد على أنه «بغض النظر عن نتيجة الصراع في سوريا، فإن شكل سوريا الجديد لن يكون كما كان سابقا».
 
اللاجئون السوريون يروون رحلة النزوح إلى الأردن... «الشرق الأوسط» على الحدود الأردنية السورية

الحدود الأردنية السورية: ماجد الأمير ... تعابير الخوف بل الرعب ظاهرة على وجوه مئات اللاجئين السوريين ومعظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب الفارين من القصف والموت والدمار، الذين يتدفقون مع قليل من أمتعتهم، دون انقطاع هربا من الموت والدمار، إلى مركز شهاب على الحدود مع الأردن الذي أقامته لهذا الغرض القوات المسلحة الأردنية على بعد عشرات الأمتار من الحدود.
لا يمكث هؤلاء اللاجئون في هذا المركز أكثر من بضع ساعات يستريحون خلالها من أعباء السفر، بعدها ينقلهم الجيش إلى مخيم الزعتري.
«الشرق الأوسط» رافقت وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وأعضاء لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب في جولة على المناطق الحدودية بين الأردن وسوريا لتسجيل رحلة اللجوء والكيفية التي يستقبلهم بها الجيش الأردني.
شيخ تجاوز العقد السابع من العمر من بلدة داعل في درعا تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن رحلته وكيفية وصوله قبل ساعة واحدة من وصول المسؤولين إلى المركز، وقال: «مشينا على الأقدام مسافة طويلة وساعدنا الجيش الحر في الوصول إلى الحدود». وأضاف: «لقد قصف جيش بشار الأسد منزلنا ودمر بلدتنا ولم يبق لنا مكان نسكن فيه لذلك قررنا القدوم إلى الأردن من أجل الحفاظ على حياتنا». ويتابع الشيخ بعد قصف منزلنا وتدمير الكثير من بلدتنا قررنا اللجوء إلى الأردن لنبدأ رحلة اللجوء التي كانت بدايتها بالسيارة لمدة قصيرة قبل أن نصل إلى الجيش الحر ليساعدنا في الوصول إلى منطقة قريبة من الحدود مع الأردن ولنقطع المسافة المتبقية سيرا ونعبر الحدود لنجد القوات المسلحة الأردنية في استقبالنا.
وقال لاجئ آخر من بلدة بطاح في درعا وهو يطالب بالإسراع في نقله إلى مخيم الزعتري لأنهم «كابدوا طيلة الساعات الماضية حتى وصلوا إلى الأراضي الأردنية «لقد تركنا سوريا لأن جيش النظام يرتكب مجازر بحق المدنيين السوريين».
وصرخ لاجئ آخر وهو في داخل خيمة كبيرة مليئة بالأطفال والنساء والشيوخ «لقد دمروا منازلنا وقتلوا أطفالنا.. لذلك قدمنا إلى هنا ونشكر الأردن على رعايته لنا كما نشكر الجيش الأردني الذي ساعدنا للوصول إلى الأراضي الأردنية».
وأخبر «الشرق الأوسط» فتى لم يتجاوز عمره الـ14 سنة بأن جيش الأسد يستخدم المدنيين والأطفال دروعا بشرية في مناطق درعا. وقال «لقد حجزوني مع عدد من الأطفال وأجبرونا أن نسير أمام الدبابات والجنود لنكون دروعا بشرية حتى لا يقصفهم الجيش الحر». وأضاف: «إن بلدنا أصبحت خالية وهجرها الناس لأن الجيش النظامي دمر كل شيء فيها».
الحاجة أم الخير من منطقة طفس في محافظة درعا التي تجاوز عمرها السبعين عاما قابلتنا بالبكاء على سوريا وعلى بلدتها ومنزلها الذي دمره جيش الأسد كما تقول.
وسارت الحاجة أم الخير على قدميها مسافة طويلة لتصل إلى الحدود. وتقول: إن الجيش الحر هو من ساعدها وعائلتها للوصول إلى الحدود الأردنية وإنها تركت بلدتها خوفا من الحرب والموت الذي أصبح يلاحقهم هناك في الوطن.
وقال اللاجئ فضيل العبد من بلدة داعل إنه كغيره من اللاجئين، خرج من سوريا بمساعدة الجيش الحر وإنه مكث قرب الحدود ثمانية أيام حتى سنحت الفرصة لكي يصل إلى الجانب الأردني. وأشار إلى أنه يلتحق بزوجته وأبنائه في مخيم الزعتري منذ ما يقارب الشهرين.
وقال شاب في الثلاثين من عمره وطفل رضيع بين يديه، إنه وصل إلى الحدود للتو بعد ساعات طويلة من السير على الأقدام. وأضاف وهو يشير إلى طفله أنه ترك سوريا لكي يحمي طفله من القصف، مستطردا أن طفله كان قد أصيب جراء قصف جيش الأسد لمنزله لذلك قرر الهروب إلى الأردن.
وبرر ربيع مهيدات من بصرى الشام لجوءه بالحديث عن مجزرة ارتكبها جيش الأسد في منطقته وأنه فر من البلدة والجثث تملأ الشوارع.
ويروي قائد حرس الحدود الأردنية العميد حسين الزيود كيفية دخول اللاجئين السوريين الأراضي الأردنية والخدمات التي تقدمها القوات المسلحة الأردنية قبل نقلهم إلى مراكز استقبال في منطقة تل شهاب ثم إلى الزعتري. ويقول: إن الأرض وعرة ما يضطر اللاجئون إلى السير على الأقدام ما بين 10 - 15 كيلومترا للوصول إلى الحدود الأردنية. ويضيف الزيود الذي أخذنا في جولة على المناطق الحدودية: «إننا نستقبل يوميا ما يقارب 2000 لاجئ، ونضطر إلى استخدام سيارات لاند كروزر من أجل نقل اللاجئين من المناطق الوعرة». ويخبرنا الزيود وسط دوي الانفجارات داخل الأراضي السورية: «إننا باستمرار نجهز أنفسنا لاستقبال اللاجئين عقب وجبات القصف».
من اللافت أن الجيش الحر رابض قرب الحدود الأردنية وهو ينظم خروج اللاجئين إلى الأردن.
ويشير الزيود إلى أنهم كثيرا ما يستقبلون جرحى من الأطفال والنساء والشيوخ ويجرى لهم الإسعاف الأولي قبل نقلهم إلى المستشفيات بشكل سريع. وزير الخارجية ناصر جودة الذي كان يرافق نوابا وصحافيين في جولة ليلية على الحدود ثمن الجهود التي تبذلها القوات الأردنية في تأمين استقبال اللاجئين، وحرص على الاطمئنان على اللاجئين الذين وصلوا للتو، مؤكدا أن الأردن سيوفر لهم الأمان وسيقدم كل الإمكانيات المتاحة لتسهيل إقامتهم لحين عودتهم إلى سوريا. وقال جودة «ستبقى حدودنا مفتوحة أمام اللاجئين السوريين»، مشيرا إلى أهمية أن يوفر المجتمع الدولي والدول المانحة الإمكانيات والمساعدات المالية والعينية من أجل توفير الاحتياجات الضرورية للاجئين لأن الأردن من دون دعم المجتمع الدولي لا يستطيع تأمين احتياجات اللاجئين لأن أعداد اللاجئين تجاوزت قدرات الأردن.
وأشار إلى أن اللاجئين السوريين يريدون الأمان وأن معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء وأن «واجبنا في الأردن هو مساعدتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية» موضحا أن العالم يدرك تماما حجم العبء الذي يتحمله الأردن في استقبال هذه الأعداد التي تأتي يوميا بالآلاف هروبا من واقع مؤلم وعنف ودمار وقتل مستمر طالبين الملاذ الآمن. والأردن يتحمل هذا العبء نيابة عن العالم حيث دخل إلى الأردن أكثر من 485 ألف مواطن سوري منذ مارس (آذار) 2011 ويوفر لهم الأردن كل ما يحتاجونه من رعاية طبية، خاصة أن بينهم جرحى وبينهم أطفال وكبار سن.
وقال: إن الأردن يتحمل عبء اقتصادي واجتماعي كبير بسبب هذه الأعداد «وناشدنا العالم وما زلنا نناشد العالم ونقول بأن الأردن يتحمل ما يفوق طاقته وعلى العالم أن يشارك لا بل أن يكون مبادرا إلى دعم ومساندة ومساعدة الأردن في تحمل هذا العبء الإنساني». وأضاف: «إننا في نهاية المطاف ما نريده هو حل سياسي يضمن عودة أبناء الشعب السوري العريق إلى بيوتهم ولكن في هذه اللحظات الصعبة بالنسبة لهم هم موجودون على أرض أردنية يستقبلهم الأردن ويوفر لهم كل ما يحتاجونه ولكن العالم يجب أن يدرك الآن بأن الوضع أصبح خطيرا جدا من حيث الأثر والعبء الذي يتحمله الأردن».
 
معركة دمشق آتية لكنها ليست وشيكة
إيلاف...عبدالاله مجيد          
يجاهد النظام السوري ليوحي بأن الحياة طبيعية في عاصمته دمشق، لكن دوي القصف المستمر وانفجار السيارات المفخخة يطيحان بكل جهوده. ويعيش الدمشقيون على أمل حصول حلّ سياسي لأزمة بلادهم قبل أن تصل شرارة المعارك إلى العاصمة فتهدمها، كما حلب.
قد يكون صعبًا تحديد مصدر الصوت، لكن من المستحيل ألا يسمعه أحد أينما كان في دمشق. فطيلة ساعات النهار والليل، يمكن سماع هدير المدافع أو الصواريخ أو الطائرات تدكّ مواقع المعارضة. إنه صوت الحرب، الذي يقترب من العاصمة السورية.
تقع أهداف النظام السوري على قوس، يمتد من ضاحيتي دوما والقابون في الشمال، حيث قال فصيل معارض إن عشرة أطفال قُتلوا في غارة جوية يوم الأحد، إلى داريا في الجنوب، حيث خلّف هجوم يوم الجمعة عمودًا من الدخان الأسود فوق التضاريس المغسولة بأشعة الشمس. وقالت وسائل إعلام النظام إن أوكارًا إرهابية فقط أُصيبت في الهجوم.
اعتادوا الدويّ
بعد ما يربو على عامين من الأزمة السورية، أطول الانتفاضات العربية وأشدها دموية، أصبح تجاهل صوت الموت والدمار هو الوضع الطبيعي في دمشق. فالقابون لا تبعد إلا 20 دقيقة عن وسط العاصمة السورية. وما زال بالإمكان رؤية رجال يستظلون أشجار النخيل، ويدخنون الشيشة في إحدى الحدائق، وأطفال يلعبون بين الزهور، وأزواج يتبادلون الحديث على المصاطب، فيما يخترق سكون العاصمة دوي الانفجارات الشديدة على بعد كيلومترات قليلة، ويتصاعد الدخان بين المآذن المرتفعة. ولكن يبدو كأن الدمشقيين لا يلاحظون ذلك.
وقال جورج، وهو فني متخصص في تكنولوجيا المعلومات، من قرية ساحلية ذات غالبية علوية، إن المرء يعتاد مثل هذا الوضع. وأضاف لصحيفة غارديان: "لكنك لا تعرف أبدًا ماذا يقصفون على وجه التحديد". فعادة ما يتضح الموقع المستهدف من أشرطة الفيديو، التي يبثها إعلام المعارضة على يوتيوب، وتعرض مباني متضررة وجثثًا وصوتًا معلقًا يحدد المكان والتاريخ، مرددًا عبارة "الله أكبر".
على ما يرام
النظام يعمل جاهدًا للإيحاء بأن الوضع طبيعي في عاصمته المحصنّة. وقال ضابط في الجيش النظامي: "كل شيء هنا على ما يرام، لكن علينا أن نضرب الإرهابيين والمتطرفين".
ونقلت غارديان عن مسؤول سوري، هاجم مقاتلو المعارضة منزله في داريا، قوله: "لو كنتُ خائفًا، لأغلقتُ بابي، وبقيت في الداخل، ولكن عليّ أن أعمل، وأنا لستُ خائفًا، وإذا لم أدافع عن بلدي فمن يدافع عنه؟".
لكن مواطنين آخرين لا يتكلمون بلغة التحدي هذه في أحاديثهم الخاصة. وفي وسط إحدى البلدات، قال صاحب متجر بحزن إن طفلته تصرخ عند سماعها صوت القصف.
وتخشى زينة، وهي طالبة في عشرينياتها، أن تفقد إحساسها بالمعاناة، وربما بالخطر أيضًا. قالت: "في البداية، أي حين بدأت الانفجارات في العام الماضي، كانت تنتابني الكوابيس، لكنني الآن أستطيع النوم بالرغم من كل الأصوات".
الخطر داهم
تزداد المخاطر في وسط العاصمة. ففي ساحة السبع بحرات، الواقعة في منطقة دمشقية تعتبر آمنة نسبيًا، انفجرت سيارة مفخخة الاثنين الماضي، متسببة في وقوع أضرار مادية بمبنى البنك المركزي الذي إسودَّت واجهته وتحطمت نوافذه من جراء الانفجار.
وأُلصقت على الجدار المقابل لافتات تنعي اثنين من الضحايا الخمسة عشر، الذين قُتلوا في الانفجار، هما محمد الصوفي ومنال الطحان. ويتجول شبيحة مسلحون بالرشاشات في الساحة، التي كثيرًا ما كانت تشهد اجتماعات حاشدة تأييدًا للنظام، يُنقل إليها الموظفون بالحافلات، مرددين هتافات تحت لافتات عملاقة تحمل صور بشار الأسد.
لم يكن انفجار ساحة السبع بحرات أسوأ ما تعرّضت له دمشق مع تردّي الوضع في الأشهر الأخيرة. ففي شباط (فبراير)، أفادت تقارير عن مقتل 80 شخصًا، بينهم تلاميذ قرب مقر حزب البعث في منطقة المزرعة. وما زالت الحفرة التي خلفها الانفجار على حالها.
أُلقيت المسؤولية عن هذا التفجير على جبهة النصرة، التي أعلنت انتماءها إلى تنظيم القاعدة، لتصبّ الماء في طاحونة النظام، الذي سعى منذ البداية إلى تصوير الانتفاضة على أنها مؤامرة، ينفذها إسلاميون متطرّفون وإرهابيون بدفع من دول عربية وغربية.
اختراق الطوق
صار سقوط قذائف الهاون سمة جديدة من سمات الحياة في دمشق خلال الأسابيع الماضية، تُطلق من مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وضعوا العاصمة في مرمى مدافعهم، ما ينذر بمزيد من سفك الدماء. فهذه القذائف قتلت 15 طالبًا في مطعم كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق في 28 آذار(مارس) الماضي، ويُعتقد أن الهدف المقصود كان مبنى حكوميًا.
وكان النظام كثف إجراءاته الأمنية منذ تفجير مبنى الأمن القومي في تموز (يوليو) 2012، ومقتل أربعة من قادته العسكريين والأمنيين. وتنتشر اليوم حواجز أسمنتية مطلية بألوان العلم السوري لحماية المباني الحكومية، بوصفها أهدافًا بديهية.
ونقلت صحيفة غارديان عن دبلوماسي غربي قوله إن النظام تمكن من إقامة طوق فولاذي حول دمشق، "لكن الاختراقات بدأت تحدث في الطوق لسبب ما، وهذا ينقل واقع الحرب إلى العاصمة".
ويعني هذا كله أن التنقل بات صعبًا، ويستغرق وقتًا طويلًا. فحواجز التفتيش تعطّل حركة المرور. ولا يستطيع استخدام الممرات السريعة لتفادي الانتظار إلا من يحمل تراخيص أمنية خاصة.
الصيف الحار
يحذر السوريون من أن الكثير من سائقي سيارات الأجرة يكتبون تقارير للمخابرات، وأن الثرثرة يمكن أن تؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه. ويبدو من الأسلم الاكتفاء بالتحدث عن الطقس وأجواء الربيع المعطرة بشذى الياسمين على خلفية مثل هذا الصورة السياسية والأمنية القاتمة.
لكن من الصعب تفادي السؤال، الذي يدور في أذهان الجميع، وهو ما إذا كانت معركة ستندلع من أجل دمشق، على غرار المعركة التي ألحقت أضرارًا فادحة بمدينة حلب. وتبدو بعض مناطق العاصمة من الآن وكأنها ساحة حرب. فأفخر فنادقها مهجور، بالرغم من استخدام العديد من غرفه مكاتب لوكالات الأنباء الأجنبية، وتتكدس الخوذ الزرقاء والستر الواقية من الرصاص في صالة الاستقبال، وهي من مخلفات مراقبي الأمم المتحدة مع سياراتهم البيضاء مركونة وراء حواجز أسمنتية في الخارج. وتقفر شوارع دمشق بعد الساعة التاسعة مساء.
خلصت صحيفة غارديان إلى أن معركة دمشق آتية، ولكنها ليست وشيكة، فربما تحصل في الصيف، كما يتوقع البعض، بعدما تكون قوات المعارضة قد عززت مكاسبها في الجنوب. ويرى آخرون أنه من المستبعد أن يُعقد النصر الحاسم لأي طرف، مراهنين على حلّ سياسي يُفرض من الخارج. ولكن قلة من الدمشقيين تتوقع تحسنًا في الوضع.
 
اشتباكات قرب «العباسيين» في دمشق والقصف الجوي يلف معظم مناطق سورية
الرأي...دمشق - وكالات - قصف الطيران الحربي السوري، أمس، احياء داخل دمشق وبلدات في ريفها، كما مد غاراته لتشمل كل مناطق القتال في البلاد ولا سيما حمص وحلب ودير الزور والرقة وادلب، في الوقت الذي كانت تدور على الارض اشتباكات ابرزها في حي جوبر بالعاصمة لناحية ساحة العباسيين.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان غارة جوية استهدفت مجددا امس حي القابون في دمشق الذي كان شهد في اليوم السابق غارة اودت بحياة اكثر من عشرة اطفال.
وافادت ان اشتباكات عنيفة وقعت على جبهة العباسيين حيث اطلقت الدبابات قذائفها ونيران رشاشاتها على الحي.
وكذلك، وقع قتال على طريق المتحلق الجنوبي من جهة رحبة الدبابات وفرع المخابرات الجوية.
كما دارت اشتباكات عنيفة على المتحلق الجنوبي من جهة زملكا ترافقت مع قصف عنيف على مدينة زملكا وحي جوبر.
وتعرضت مدينة دوما لغارات جوية واطلاق صواريخ استهدف عدة أحياء فيها.
واطلقت طائرات حربية للمرة الأولى ثلاثة صواريخ فراغية على قرية فليطة في القلمون.
وسجلت غارتان جويتان على أطراف مدينة عربين، بينما ألقى طيران مروحي براميل متفجرة على منطقة ريما في يبرود.
وفي محافظة حمص، شن الطيران الحربي غارتين على القرى المحيطة بمدينة القصير.
وتعرض حي الخالدية في حمص المدينة الى قصف عنيف بالمدفعية، كما اطلقت من مدفع الفوزديكا من الكلية الحربية قذائف على منازل المدنيين في الدار الكبيرة على مدخل المدينة.
وسقط جرحى ودمر عدد من المباني جراء قذائف مدفعية وصواريخ سقطت على مدينة الرستن.
اما في درعا فحاولت قوات النظام اقتحام بلدة الكتيبة وقالت لجان التنسيق ان الجيش الحر تصدى لها ووقع قتال عنيف عند المدخل الشمالي للبلدة.
وتعرضت خربة غزالة الى قصف براجمات الصواريخ والمدفعية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة شمال البلدة واطلقت النيران بكثافة من أسلحة خفيفة ومتوسطة في أحياء درعا البلد.
وسقط عدد من الجرحى جراء اطلاق الطيران الحربي صاروخين فراغيين ذوي مظلات على حي المرجة في حلب، ما ادى الى تهدم العديد من المباني.
وفي دير الزور، وقعت اشتباكات في حي الرشدية مع استمرار القصف على عدد من أحياء المدينة، وشن الطيران الحربي غارة على مدينة موحسن مستهدفا منطقة الناحية.
وهز انفجار حي الشيخ ياسين في المدينة، وقالت لجان التنسيق انه يعتقد انه ناجم عن صاروخ أرض - أرض.
وفي الرقة وقعت اشتباكات على أطراف الفرقة 17 بالتزامن مع غارات جوية للطيران الحربي. كما استهدفت غارة جوية قرية مورين في ريف ادلب.
 
مصادر «حزب الله» لـ «الراي»: مقاتلونا استردّوا تلالاً استراتيجية في القصير
خاص - «الراي»
أكدت مصادر في «حزب الله» ما كانت كشفته «الراي» في تقرير نشرته قبل ايام، وتناول الدخول المباشر لـ «حزب الله» وعلى نحو غير مسبوق في المعارك الدائرة في سورية، استجابة لتوجهات بعضها استراتيجي وبعضها الآخر ديني.
وذكرت مصادر «حزب الله» لـ «الراي» ان مجموعات مقاتلة منه نجحت اخيراً في استعادة تلال مهمة واستراتيجية في منطقة القصير السورية كان أخلاها الجيش السوري النظامي وسيطرت عليها المعارضة المسلحة.
وكشفت مصادر الحزب «استشهاد عنصرين من مقاتلينا وسقوط 24 قتيلاً في صفوف المسلحين»، مشيرة الى «ان اطلاق المعارضة السورية صواريخ 107 ميلليمتر على منطقة الهرمل اللبنانية جاء بمثابة رد فعل غاضب».
وتابعت هذه المصادر «ان القصف الذي تعرضت له الهرمل لن يؤدي الا الى مزيد من التدخل لإبعاد المسلحين من المعارضة السورية الى خارج مرمى الصواريخ، والى مزيد من توريط لبنان بالوضع في سورية ما دامت الدولة اللبنانية متقاعسة عن حماية مواطنيها».
ولم تُخْف مصادر «حزب الله» عدم ارتياحها للأوضاع الداخلية في لبنان في ضوء عدم التقاط فرصة الموقف الايجابي الذي اتخذه الحزب من تسمية النائب تمام سلام رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة، والترحيب الذي ابداه بعودة الدور السعودي الى لبنان.
وأوضحت المصادر «ان حزب الله ايقن نتيجة ملابسات ملف تشكيل الحكومة ان في المملكة مَن لا يريد هذا الانفتاح الذي من شأنه حفظ استقرار لبنان وتجنيبه المزيد من المآزق والازمات في لحظة العواصف الاقليمية».
وأشارت المصادر عينها الى «ان (حزب الله)، الذي شعر بوجود محاولة لاقصائه، قرر عدم المشاركة إلا في حكومة وحدة وطنية، أسوة بما تعهد به (الزعيم الدرزي) وليد جنبلاط وبما يحرص عليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ايضاً».
ولم تستبعد مصادر «حزب الله» اعتذار الرئيس المكلف تمام سلام عن اكمال مهمته «إذا أصرّ على ادارة الظهر لـ 8 اذار وتجاهل موقفي سليمان وجنبلاط».
 
المقداد لـ «الراي»: القذائف على القصر أطلقها مربض مدفعية النظام
بيروت - من ريتا فرج
أكد المنسق السياسي والإعلامي في «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد أن «الجيش السوري الحر ملزم حماية المدنيين السوريين وأنه سيرد على مصادر النيران ومرابط المدفعية ومواقع راجمات الصواريخ من اي جهة أتت»، مشيرا الى «أننا ناشدنا فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان بنشر الجيش اللبناني أو قوات دولية على الحدود مع سورية وبسحب عناصر حزب الله من منطقة الهرمل»، لافتا الى ان «الجميع بات يدرك أن هيمنة سلاح حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية».
وروى في اتصال مع «الراي» تفاصيل الأحداث التي وقعت في منطقة القصير. وقال: «خلال الـ 72 ساعة الماضية كان هناك هجوم غير مسبوق أطلق خلاله حزب الله من داخل الأراضي اللبنانية ومن مرتفعات الهرمل ومن القرى التي يحتلها مئات القذائف الصاروخية على الداخل السوري، ما دفع الجيش الحر الى التعامل مع بعض مصادر النيران، وأثناء عملية الاشتباك تدخل أحد مرابض مدفعية النظام السوري وأطلق قذيفتين قي اتجاه قرية القصر، ما أدى الى سقوط الطفل الشهيد»، مؤكدا أن «القذائف التي سقطت في القصر والتي ذهب ضحيتها الطفل أطلقها مربض مدفعية النظام».
وأشار الى ان «النظام السوري كعادته عندما يكون هناك عملية للجيش الحر داخل المراكز الأمنية في دمشق يقوم بإطلاق قذائف هاون عشوائية على المناطق السكنية ليعطي الانطباع بأن الجيش الحر هو مَن يطلقها».
ورأى أن «النظام (السوري) منهك والجميع يعلم ذلك وفي طليعتهم ايران». واضاف: «صدر أمر عمليات على ما يبدو من طهران الى حزب الله بأن يحرق كل الاوراق في سبيل مساعدة النظام السوري»، مشددا على أن «اعلان حزب الله اليوم أنه دخل المعركة واضح والمسألة أن ايران تدرك أن النظام انتهى، ولذلك تحاول اللعب بكل الاوراق ومن بينها ورقة الفتنة بين السنة والشيعة وتهديد أمن لبنان».
وأشار الى أن «ان جيش النظام في معظمه فقد زمام المبادرة وبشار الأسد متمترس في دمشق ويلعب لعبة حزب الله لأنه الورقة الاخيرة في يده»، متسائلا: «هل رد الجيش الحر على قصف حزب الله من داخل الاراضي اللبنانية أمر غير مشروع؟»، معتبراً أن «المواثيق الدولية تقر بحق الدفاع عن النفس».
وكشف عن «سقوط عشرات الشهداء في الشهر الأخير في منطقة القصير وريف حمص بسبب قصف حزب الله»، مضيفا: «ليتفضل حزب الله ويقول لنا هل سقط له داخل الأراضي اللبنانية بسبب الجيش الحر أي عنصر؟».
وأكد أن «عناصر حزب الله كانت وجوههم مكشوفة في معركة مخيم اليرموك» وأن «حديثهم عن حماية المقامات الدينية كذبة كبيرة»، لافتا الى ان الحزب «أسس لواء ابو الفضل العباس بحجة حماية المقامات الدينية وهم لا يقدمون الحماية لأي مقام كما يدّعون وإنما يخوضون معارك واضحة مع النظام»، مشددا على أن «الشيعة في سورية لا يحتاجون الى حماية أحد»، مشيرا الى أن «الثوار لا يحاربون الشيعة ومعركتنا مع نظام بشار الاسد».
 
«الغارديان»: الأردن يفتح حدوده أمام حملة نقل أسلحة إلى جنوب سورية
الرأي..لندن - يو بي آي - ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، إن الأردن وافق على فتح حدوده أمام حملة تقودها دولة خليجية لتسليح المعارضة في جنوب سورية، في إطار خطوة قالت إنها تتزامن مع حصوله على أكثر من مليار دولار من هذه الدولة الخليجية.
وقالت الصحيفة إن هذا التطور يمثل تغيراً كبيراً في موقف الأردن من سياسة محاولة احتواء التهديد الناجم عن انتشار الحرب في سورية عبر حدوده إلى العمل بنشاط لوضع حد لها قبل أن يغوص فيها، وجعله يبرز الآن كقناة لنقل الأسلحة في الشهرين الماضيين مع توجه دولة خليجية وبعض دول الخليج العربية وبريطانيا والولايات المتحدة لزيادة دعم بعض جماعات المعارضة السورية في محاولة لوقف تزايد نفوذ الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» بين أوساطها.
وأضافت أن دحر تنظيم «القاعدة» بدلاً من محاولة الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد هو القوة الدافعة وراء التوجه الأخيرة للأردن، مع أن مسؤولين في عمّان اعترفوا بأن هذا التوجه يزيد من مخاطر تعرّض بلادهم لرد انتقامي من قبل جارتهم سورية.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن ديبلوماسيين غربيين وعرب، أن الأردن يتعامل مع تزايد بروز تنظيم «القاعدة» لاعتقاده بأنه يشكل تهديداً على وجوده، في حين يخشى المسؤولون الأمنيون في عمّان أيضاً من تزايد نفوذ جماعة الاخوان المسلمين، والتي كانت على خلاف طويل مع النظام الملكي وقاطعت الانتخابات البرلمانية هذا العام.
وقالت إن الملك الأردني عبد الله الثاني كان متردداً حتى هذا العام في اتخاذ موقف مباشر حيال الأزمة في سورية، واختار فتح حدود بلاده في وجه اللاجئين والمنشقين السوريين، لكنه لم يسمح لهم باستخدامها كقاعدة لشن الهجمات أو المحاولات الرامية للإطاحة بنظام الرئيس الأسد.
وأضافت أن مصادر في المعارضة السورية وأخرى غربية أكدت أن حسابات الملك الأردني تقوم على أن التعجيل بحل الأزمة في سورية سيوفّر فرصة أفضل لإقامة نظام معتدل في دمشق.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول غربي لم تكشف عن هويته القول إن ما يجري حالياً في سورية هو «سباق بين تنظيم القاعدة والمقاتلين، ولن يكون من مصلحة أحد أن يفوز الأول بهذا السباق».
وكشفت أن «أسلحة خفيفة ومتوسطة وأموالاً جرى إرسالها اخيراً عبر الحدود الأردنية إلى المقاتلين في سورية بعد فحصها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي)، التي تدير برنامج تدريب داخل الأردن منذ أوائل 2012، وكانت كرواتيا مصدر بعض هذه الأسلحة ونقلها من هناك سلاح الجو الأردني».
وأشارت «الغارديان» إلى أن المقاتلين السوريين حققوا مكاسب كبيرة في الأسابيع الستة الماضية بالقرب من مدينة درعا الواقعة جنوب البلاد وفي منطقة حوران، وقام الأردن على اثرها بإغلاق معبر القنيطرة مع سورية القريب من مرتفعات الجولان ذات الأهمية الاستراتيجية.
عمّان تبدأ محاكمة 4 سوريين حاولوا التسلل الى المملكة مع قنابل
الرأي..عمان - ا ف ب - بدأت محكمة امن الدولة الاردنية امس محاكمة اربعة سوريين اعتقلوا في سبتمبر الماضي لدى محاولتهم التسلل الى المملكة وبحوزتهم قنابل وأسلحة.
وقال مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس» ان «القوات المسلحة الاردنية ضبطت بحوزتهم 13 قنبلة يدوية و12 صاعق قنابل، وبندقيتين كلاشنيكوف وقطعا عسكرية اخرى».
واشار الى ان «المحكمة وجهت للمتهمين تهمة حيازة مواد مفرقعة دون ترخيص قانوني، وتم رفع الجلسة حتى 29 ابريل لمنحهم فرصة لتوكيل محام للدفاع عنهم».
وقد يواجه المتهمون في حال ادانتهم عقوبة السجن مدى الحياة.

المصدر: مصادر مختلفة

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 172,924,352

عدد الزوار: 7,717,377

المتواجدون الآن: 0