شهيد على الجانب الأردني من البحر الميت ومستوطنون يحرقون 10 سيارات فلسطينية

الجيش الإسرائيلي يؤكد استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية وغانتس يعد بأن حرباً مقبلة على لبنان ستستغرق أقل من شهر

تاريخ الإضافة الخميس 25 نيسان 2013 - 7:49 ص    عدد الزيارات 2323    التعليقات 0    القسم عربية

        


الجيش الإسرائيلي يؤكد استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية وغانتس يعد بأن حرباً مقبلة على لبنان ستستغرق أقل من شهر

رام الله ـ أحمد رمضان

أكد رئيس شعبة البحوث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ايتي برون استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي ضد المعارضة، فيما وعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بأن الحرب المقبلة ضد "حزب الله ستستغرق أقل من شهر".

وقال برون أمس في كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب "بحسب فهمنا فقد استخدم نظام الأسد السلاح الكيميائي ضد المعارضة، وقد استخدم غاز السارين على الأرجح، وهو غاز أعصاب، كما يوجد في سوريا كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية المختلفة والتي تقدر بأكثر من ألف طن، وعدة آلاف من القنابل الجوية، وكثير من رؤوس الصواريخ التي يمكن تزويدها بمواد كيميائية".

وأشار برون إلى "ارتفاع وتيرة استخدام الصواريخ من قبل طرفي الصراع النظام السوري وقوات المعارضة في المعارك الدائرة بينهما".

وفي موضوع إيران قال برون "إن إيران لن تتخلى عن برنامجها وسعيها لامتلاك السلاح النووي"، مشيراً الى أن طهران تتعرض لضغوط دولية غير مسبوقة، ومع ذلك فإنها تقوم بتخصيب اليورانيوم وتتقدم على هذا الصعيد، ولكن لا يوجد تقدم في جوانب أخرى في هذا البرنامج، ومضيفاً أن "الحديث عن احتمال أن تسفر الضغوط الدولية على إيران عن اتفاقية تتنازل بموجبها عن مشروعها النووي غير واردة".

وفي سياق متصل بما يجري في سوريا، استهجن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس دعم روسيا لسوريا وموقفها من إيران و"حزب الله" وقال إن مدة حروب إسرائيل المقبلة ستكون أقصر من الماضي وإن حرباً مقبلة ضد لبنان لن تدوم أكثر من شهر.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الصادرة أمس عن غانتس قوله في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي، "إن إيران وحزب الله يدافعان بقوة للحفاظ على محور إيران ـ سوريا ـ حزب الله، وعلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أو على أقل تقدير الاستعداد لليوم الذي يلي سقوط النظام السوري"، مستهجناً ما وصفه بـ"الدعم روسي الكبير الغريب لنظام الأسد".

وأضاف غانتس أن "الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تقسيم سوريا وأن تقوم دولة "علويستان" (أي دولة علوية) في الزاوية الشمالية الغربية من سوريا الحالية" وأن هناك احتمالاً لقيام دولة "أفغان خان" في إشارة إلى سيطرة جهات جهادية على قسم من الأراضي السورية، مضيفاً "نحن لا ننتظر وصول هذه اللحظة، وبدأنا الاستعداد لذلك منذ أكثر من عام". وأضاف "ليس هناك يوم لا يحتمل أن يتحول من يوم هادئ إلى حرب واسعة النطاق، وعلينا أن نستعد لحروب يتم حسمها خلال وقت قصير قدر الإمكان، ويسرني أنه في (العملية العسكرية ضد غزة) "عمود السحاب" تراجعت مدة الحرب من 20 يوماً إلى ثمانية أيام، فيما استمرت عملية (الرصاص المصبوب) على غزة في نهاية العام 2008 أكثر من 20 يوماً".

وتابع غانتس "لا نية لدي بالعودة لأكثر من شهر في لبنان"، مشيراً الى أن الحرب على لبنان الثانية في صيف العام 2006 استمرت 33 يوماً.

وقال غانتس "منذ حرب العام 1973 مرت 40 سنة، غير أن السنوات الهادئة والمستقرة أخذت تختفي، وانعدام الاستقرار يتصاعد، ونحن نستعد لمستقبل كهذا بصورة عملاتية في هضبة الجولان، سواء في مجال جمع المعلومات أو (بناء) العوائق أو تفعيل القوة العسكرية، وثمة احتمال لفقدان الاستقرار على طول الحدود".

وأشار غانتس إلى أن "إيران هي القضية الأساسية بالنسبة لاستعدادات الجيش الإسرائيلي على ضوء استمرارها في تطوير برنامج نووي" .وأضاف أن "إيران مستمرة في استغلال الحوار الجاري معها من جانب الدول العظمى، وبتنفيذ أعمال قرصنة استراتيجية في طريقها نحو الحصول على قدرة نووية عسكرية في أقرب وقت ممكن".

وقال غانتس "إلى جانب هذا يوجد تأثيرات ليست قليلة الأهمية نابعة من جهود فرض العقوبات على إيران وعزلها دولياً والضغوط التي ربما ستؤدي إلى تغيرها، فإيران تسعى إلى هيمنة إقليمية وستكون هناك تبعات في كل مكان تصل إليه".

وخلص غانتس إلى أن "واقعاً تكون فيه إيران نووية هو واقع خطير للغاية وسيكون له تأثير دراماتيكي، ولا ينبغي التنازل أمامها ولا الخضوع لعملياتها الإرهابية في أماكن أخرى في العالم".

 

شهيد على الجانب الأردني من البحر الميت ومستوطنون يحرقون 10 سيارات فلسطينية

العيساوي يتوصل إلى صفقة تنهي إضرابه وتعيده إلى منزله بعد 8 أشهر

رام الله ـ أحمد رمضان

وافقت فجر أمس الثلاثاء، النيابة العسكرية الإسرائيلية على صيغة اتفاق عرضه الأسير المضرب عن الطعام منذ نحو تسعة أشهر، سامر العيساوي، يقضي بالإفراج عنه بعد 8 أشهر وعودته الى بلدته العيساوية، شرق مدينة القدس المحتلة، مقابل وقف إضرابه عن الطعام.

وأوضح مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس أن "الاتفاق يتضمن مجموعة من البنود أهمها فرض عقوبة تقضي باحتساب الفترة السابقة التي قضاها في الأسر منذ تاريخ 7\7\2012 إضافة إلى 8 أشهر سجن فعلي ابتداء من تاريخ اليوم (امس)، ومع انتهائها، سيفرج عن العيساوي إلى مسقط رأسه في العيسوية".

وأوضح بولس، "أن الإدانة ستكون بشكل مباشر من قبل القاضي العسكري من دون أن يكون هنالك حاجة للتوجه لأي جهة إسرائيلية رسمية من أجل إصدار عفو إضافي"، مؤكداً أن العيساوي عاد عملياً منذ منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء إلى أخذ المدعمات التي أوصى بها الأطباء بعد وصول محاميه وشقيقته المحامية شيرين.

وقال بولس: من المفترض أن يقوم الطرفان الأسير العيساوي والمحكمة العسكرية بتوقيع أوراق الاتفاق في وقت لاحق من اليوم (أمس) الثلاثاء"، مشيراً الى "أن شقيقة الأسير العيساوي، رافقته مساء الاثنين، وقابلته في غرفته ونقل سامر من خلالها شكره لجميع من وقف معه وناصره وسانده في هذه المعركة الشرسة".

يذكر أن إضراب العيساوي (32 عاماً) عن الطعام أشعل سلسلة احتجاجات فلسطينية استمرت أسابيع وأثارت مخاوف إسرائيلية من احتمال ان تؤدي وفاته الى اندلاع اضطرابات عارمة.

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس: "إن العيساوي وافق على صفقة توصل اليها مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون تقضي بسجنه ثمانية أشهر لمزاعم انتهاكه شروط إفراج سابق، على أن يُفرج عنه بعد ذلك والسماح له بالإقامة في منزله في القدس.

وأدانت محكمة عسكرية إسرائيلية العيساوي بتهمة إطلاق النار على حافلة اسرائيلية في 2002، لكنها أفرجت عنه في 2011 مع أكثر من ألف فلسطيني آخرين في مقابل إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته ثلاثة فصائل فلسطينية من بينها حركة "حماس" .

وأعيد اعتقاله في تموز الماضي بعدما قالت إسرائيل إنه انتهك شروط الإفراج عنه بالعبور من القدس الشرقية إلى الضفة الغربية، وأمرته بالبقاء في السجن حتى 2029، وهو موعد انتهاء محكوميته الأصلية.

من جهة أخرى، نقلت تقارير صحافية محلية عن مصادر فلسطينية نبأ استشهاد صالح أحمد عمر جهالين (54 عاماً) من بيت لحم حيث عثر على جثمانه على الجانب الأردني من ضفاف البحر الميت.

وكانت اسرائيل اعتقلت جهالين لتسع سنوات ونصف بتهمة الانتماء لحركة "فتح" وتهريب السلاح الى ناشطي الانتفاضة، وأطلق سراحه في صفقة شاليط بعدما أمضى خمس سنوات في السجون الاسرائيلية.

وقالت المصادر إن الشهيد تعرّض لاطلاق النار قبل أن يستشهد على تلال الملح في الجانب الأردني، ويبدو أنه قاوم حتى اللحظة الأخيرة وحاول العودة الى الأردن، لكنه لم يتحمل أكثر .

ولم تذكر المصادر ما إذا كان الجاهلين استشهد أثناء اشتباك مع أي من الجانبين الاسرائيلي أم الأردني. ولا يزال جثمانه في الجانب الأردني، ولم يعرف متى وكيف سيجري نقل جثمانه الى مسقط رأسه في قرية الخضر، جنوب بيت لحم .

الى ذلك، ذكرت تقارير فلسطينية أن مستوطنين إسرائيليين قاموا بإحراق عشر سيارات لفلسطينيين في بلدة دير جرير، شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

وأوضحت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية "وفا" أن عشرات المستوطنين المسلحين اقتحموا البلدة واعتدوا على الممتلكات وأحرقوا المركبات، ما أثار حالة من الخوف والهلع بين السكان.

ويذكر أن وتيرة اعتداءات المستوطنين تزايدت في الآونة الأخيرة، حيث يقومون باقتحام التجمعات السكانية وتخريب الممتلكات وقذف السيارات بالحجارة وإطلاق الأعيرة النارية من دون رادع.

 

هيغل: الوضع في الشرق الأوسط يتجّه نحو المزيد من التعقيدات

("المستقبل")

جدد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل التأكيد على دعم بلاده العسكري لإسرائيل والتعاون معها، واصفاً العلاقة بأنها تمر بأفضل مراحلها.

وقال هيغل، بحسب موقع صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية أثناء الاجتماع الذي عقده في الشطر الغربي من مدينة القدس المحتلة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس "إن المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط تتجه نحو مزيد من التعقيدات، وهذا يتطلب المزيد من الدعم لاسرائيل كي تكون قادرة على مواجهة أخطار هذه المرحلة".

وأضاف "إن المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط تحمل مخاطر شديدة، وهذا يفرض علينا مزيداً من التنسيق والتعاون وتقديم الدعم لاسرائيل"، مؤكداً "استمرار الدعم العسكري والتعاون المشترك في كل المجالات كي تصبح المنطقة أكثر استقرارا، ومن اجل الحفاظ على الأمن وحماية اسرائيل"، وواصفاً العلاقة الثنائية بانها "تمر في أحسن احوالها".

من جهته، أكد نتنياهو على العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة، مشيراً الى أن السنوات الأربع الماضية شهدت تطوراً في التعاون العسكري والأمني وكذلك السياسي بين تل أبيب وواشنطن، ومتمنياً تطور هذه العلاقات في ظل ولاية هيغل لوزارة الدفاع الأميركية.

وأكد نتنياهو على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، معتبراً الدعم العسكري الاميركي وتزويد اسرائيل بمزيد من السلاح المتطور يأتي في هذا السياق.

وطالب بضرورة تأمين الدعم العسكري كي تستطيع إسرائيل وحدها مواجهة الأخطار التي تتهددها، خصوصاً التهديد الايراني الذي أكد مجدداً على موقف حكومته بعدم السماح لطهران تحت أي ظرف من الظروف امتلاك السلاح النووي.

 

أردوغان يؤكد الإبقاء على موعد زيارته إلى غزة و"حماس" ترحب

(أ ف ب، يو بي آي)

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلاثاء أنه يبقي على زيارته المرتقبة في نهاية أيار المقبل الى غزة على الرغم من تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي اقترح عليه تأخير موعد الزيارة.

وقال أردوغان لصحافيين في أنقرة كما نقلت عنه شبكتا "أن تي في" و"سي أن أن تورك" "من غير الوارد إرجاء هذه الزيارة"، موضحاً أن موعد الزيارة المرتقبة في نهاية أيار المقبل سيُحدد بعد زيارته الى واشنطن حيث يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض في 16 أيار.

وأثارت هذه الزيارة المرتقبة انتقادات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإحراجاً للولايات المتحدة التي جعلت من المصالحة التركية الأميركية إحدى أوراقها لمحاولة استئناف عملية السلام المجمدة حالياً في الشرق الأوسط.

وكان وزير الخارجية الأميركي اقترح خلال زيارته اسطنبول الأحد الماضي على أردوغان تأجيل زيارته إلى غزة متحدثاً عن وقت "حرج" بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقال: "نرى أنه سيكون من المجدي أكثر الانتظار لظروف مؤاتية".

وأعرب أردوغان صراحة أمس عن استيائه من هذا التصريح قائلاً: "لم يكن ذلك أمراً صائباً، كنا نفضل لو أنه لم يدل بهذه التصريحات". وأضاف: "إن على العالم وكيري أن يعلما أن تركيا بلد باستطاعته فعل ما يشاء ساعة يشاء".

وأوضح مصدر تركي أن أردوغان الذي يدعم "حماس" والقضية الفلسطينية بوجه عام، قد يزور القطاع الفلسطيني في 30 أو 31 أيار المقبل.

وكان نائب رئيس الوزراء التركي والناطق باسم الحكومة بولنت أرينتش انتقد أول من أمس الاثنين أيضاً اقتراح كيري. وقال: "حكومتنا هي التي تقرر الى أين ومتى يسافر رئيس الوزراء أو أي مسؤول تركي".

وفي غزة، رحبت حركة "حماس" بإعلان أردوغان تمسكه بزيارة غزة. وقال الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري في تصريحٍ إن "هذا الموقف هو الرد الطبيعي على أي تدخلات تستهدف إبقاء الحصار على غزة".

 

"منظمة التحرير" و"حماس" تؤكدان الرعاية المصرية للمصالحة

("المستقبل")

نفت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما نقلته صحيفة "الأهرام" المصرية عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس نقل ملف المصالحة مع حركة "حماس" الى تركيا، وأنه طلب أثناء اجتماعه أول من أمس برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رعاية المصالحة بعدما تأكد له انحياز مصر "الاخوانية" لمصلحة حركة "حماس".

وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة محمود اسماعيل أمس أن "مصر ستظل المخولة برعاية ملف المصالحة الوطنية، لا سيما أنها كُلفت بذلك بقرار من جامعة الدول العربية".

من جهتها، أكدت حركة "حماس" أنها متمسكة بما تم التوقيع عليه من اتفاقات مع حركة "فتح" لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة، ودعت حركة "فتح" إلى "عدم الخضوع للإملاءات الأميركية والبدء بتنفيذ اتفاقات المصالحة كما هي".

وجدد الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري تمسك "حماس" بالرعاية المصرية للمصالحة، وقال: "الحديث عن رغبة "فتح" نقل ملف المصالحة من مصر إلى تركيا، هو حتى الآن كلام إعلامي، ولا يملك أي طرف فلسطيني هذا الحق، هذا مع ترحيبنا بأي دور مؤازر للدور المصري بما في ذلك الدور التركي. ولكن كنا منذ البداية وحتى الآن متفقون فلسطينياً على أن مسألة من يدير ملف المصالحة يأتي في سياق ارتباطه المباشر بالشأن الفلسطيني".

واتهم أبو زهري في تصريحات نشرها المركز الفلسطيني للإعلام المحسوب على "حماس"، حركة "فتح" بتسميم أجواء المصالحة، وقال: "حركة "فتح" تمارس إجراءات تسميم أجواء المصالحة، من بينها تصعيد أجواء القمع بحق أبناء "حماس" في الضفة الغربية ومواصلة المساعي لحصار "حماس" وقطاع غزة، وهو ما تجلى من خلال زيارة عباس إلى تركيا واتفاقه مع (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري على مطالبة أردوغان بوقف زيارته إلى غزة، وهذا يترك ظلالاً سلبية، لكن في جميع الأحوال، فإن "حماس" ما زالت متمسكة بما وقعت عليه، وهناك اتفاق واضح ومقبول من الطرفين، وإذا أرادت "فتح" تأكيد جديتها فعليها أن تبدأ بتنفيذ الاتفاق كما هو".

وأكد أبو زهري أن المصالحة مجمدة بفعل الفيتو الأميركي، وقال: "جهود المصالحة مجمدة بفعل الفيتو الأميركي واستجابة "فتح" للمطالب الأميركية، وقد أشرنا قبل ذلك إلى لقاء (كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب) عريقات ـ كيري في باريس، والذي تم الاتفاق خلاله على عدم السماح بأي حراك في ملف المصالحة في الفترة الراهنة، وهذا يجعل حديث "فتح" عن المصالحة مجرد شعارات ومحاولة للتغطية ليس إلا"...

 

لا دولة بلا مصالحة

المستقبل..

يحتدم السباق بين تصاعد المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية، وبين مسعى وزير الخارجية الأميركية جون كيري، لدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات مجدداً في صيف هذا العام، ولسان حاله يقول إنها الفرصة الأخيرة لنجاح خيار الدولتين، إما أن تتحقق الدولة الفلسطينية، في العامين القادمين، أو نفقد الأمل بذلك.

المرونة السياسية التي يوحي بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويمارسها مع الإدارة الأميركية، تقابلها إجراءات قمعية إسرائيلية، جعلت المواجهات تزداد وتتكرر يومياً، ويزداد معها عدد نقاط التوتر الساخنة، في مداخل المدن المحاصرة بالحواجز، وعلى الطرقات المؤدية للمستوطنات، وكذلك أمام السجون حيث تُبلي الحركة الأسيرة بلاءً عظيماً، في تحديها لعسف السجان عبر الإضراب عن الطعام الفردي والجماعي.

يبدو أن وزير الخارجية الأميركي، عازم على النجاح في جهده الدائم والمثابر، واجتهاده بتقديم المقترحات العملية لجسر الهوة الكبيرة، بين المطلب الفلسطيني المدعم بأسلحة الشرعية والقانون الدوليين، وبين التجاهل الإسرائيلي للحقوق الفلسطينية، والتأجيل المدروس لقضايا الحل الدائم الأساسية لحساب نظرية الأمن، وأرض الميعاد.

وفي هذا الصدد تجرّأ كيري، على اقتراح نشر قوات أميركية في أراضي الدولة الفلسطينية، وتحديداً في الأغوار، إلا أن الرفض الإسرائيلي كان أسرع من الاقتراح نفسه، ما يدل على أن مفهوم نظرية "الأمن الإسرائيلي"، يتجاوز التفسير التقني إلى تفسير إيديولوجي يتجه نحو التطابق مع فكرة إسرائيل الكبرى بأقانيمها الثلاثة "أورشليم ـ يهودا ـ السامرة". وفي الاتجاه نفسه، يتطوع عدد من الوزراء والأطراف السياسية الإسرائيلية، لتقديم مقترحات بديلة، تنسف كلياً خيار الدولتين، أو تجعل مضمونه غير ذي جدوى للفلسطينيين.

المسألة الآن في الميزان الأميركي، حيث تملك الإدارة الأميركية عناصر المشهد السياسي كلها، إذ لا يمكن أمام الممانعة الإسرائيلية المعلنة لتطبيق خيار الدولتين، القول بأن الحل يجب أن يتم باتفاق الطرفين من دون تدخل، يؤدي إلى إجبار الساسة والجنرالات في إسرائيل على التسليم بالحقوق الفلسطينية كما أقرتها الشرعية الدولية.

إن زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمطرت إسرائيل بالأسلحة الحديثة، لدرجة أدهشت المعلقين العسكريين في الصحافة العبرية. وأنتجت رأي عام يقول: "ليس من الخير لإسرائيل أن تعمل مستقلة في ميدان سوريا وإيران. وليس من الضروري أن تتجاوز إسرائيل الاستراتيجية الأميركية في المنطقة". لكن السؤال ما هو تأثير هذا العطاء الأميركي الكبير في المجالين العسكري والأمني، على قبول إسرائيل الخطة الأميركية، التي يعمل وزير الخارجية جون كيري على تنفيذها بشأن العملية السياسية؟

إن المراوحة الإسرائيلية، في الموضوع الفلسطيني لا تترك مجالاً للثقة بإمكانات التقدم ما لم تقترن العطاءات الأميركية بمطالب محددة من شأنها إنتاج تسوية حقيقية تلبي الحد الأدنى المقبول فلسطينياً.

الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لن يغلق باب المفاوضات، ولن يترك فرصة سياسية من دون استثمارها، لكنه في الوقت نفسه، لن يقدم أي موقف يتجاوز المقبول فلسطينياً، لأن الإيمان والقناعة بأهمية وضرورة مواصلة المفاوضات، لا يعنيان مطلقاً تجاوز الأطروحة الفلسطينية في هذا المجال. والتجربة برهنت، أن الموقف الفلسطيني يعرف ويقدر بدقة متى يقول "لا" ومتى يقول "نعم".

لكن "كعب أخيل" الفلسطيني ما زال شاخصاً بقوة في إضعاف القدرة التفاوضية الفلسطينية، ما لم تنجز المصالحة الوطنية، ليقول الشعب كلمته عبر صندوق الاقتراع، لإعادة انتاج الشرعية السياسية للقيادة، وضخ الدماء في عروق الديموقراطية الفلسطينية المذبوحة من الوريد إلى الوريد.

لقد أصاب رئيس الوزراء المستقيل سلام فياض عندما قال في خطابه الوداعي، "إن الانقسام يمنع حصولنا على الدولة، والإسرائيلي حريص على استمرار الانقسام".

لقد عاش الرجل سنواته السبعة في رئاسة الوزراء، وهو يعالج الحالة الانقسامية، حتى أصبح غيابه مطلباًً. وها هو الآن أصبح بعيداً من موقعه في رئاسة الوزراء، من دون أي كلفة أو جهد في حركة "حماس"، لتنتقل مهمة معالجة الانقسام على مستوى السلطة والإدارة، إلى قطبي الصراع مباشرة فهل يتخذ المكتب السياسي لحركة حماس، بعدما أنهى دورة أعماله في قطر قراراً عملياً بترجمة ما تم الاتفاق عليه في الدوحة قبل عام؟

إن تشكيل حكومة وفاق، لا يتطلب الانتظار المفتوح على زمن متقلب، فالانتظار يعادل الرفض، طالما أن الواقع يضخ مشكلاته بتسارع شديد.

إن الحديث عن تسوية مصرية تتخلى بموجبها حركة "حماس" عن مطلبها بالاتفاق أولاً على مصير منظمة التحرير مقابل إطالة عمر حكومة الوفاق وعدم التعجل بالذهاب للانتخابات لمدة سنة على الأقل مع الاحتفاظ بأوضاع الأجهزة الأمنية في غزة والضفة على حالها، لا يشجع على التفاؤل، لأن هذا الحديث لا يعكس بمضمونه مصلحة وطنية بقدر ما يكرس المصالح الفئوية، ويجعل من حالة الانقسام أقرب ما تكون إلى حالة انفصال، مغلفة بالتراضي وبالحديث عن المصالحة، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى قوة تفاوضية تحفظ لنا حقوقنا وتقربنا من أهدافنا.

() كاتب فلسطيني

هشام دبسي()

 


المصدر: جريدة المستقبل

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,843,863

عدد الزوار: 7,714,559

المتواجدون الآن: 0