واشنطن تتهم «حزب الله» بزعزعة لبنان والسماح بفاعلية للأسد بشنّ حرب على شعبه....حزب الله «يفخر» بمساعدة أبناء قرى القصير.. والخطيب يطالبه بالانسحاب.. الصراع على سوريا والرهان الإيراني...حملة سورية لإقناع واشنطن بأنها تساند «الطرف الخاطئ»..

واشنطن: الأسد استخدم سلاحاً كيماوياً... ونعد الخطط الطارئة...إسرائيل تُسقط طائرة بلا طيار و«حزب الله» ينفي إرسالها....المعارضة تتقدم في حماة وتسيطر على مقر للنظام بعد سقوط «بوابة» الغوطة الشرقية

تاريخ الإضافة السبت 27 نيسان 2013 - 5:07 ص    عدد الزيارات 2278    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

واشنطن: الأسد استخدم سلاحاً كيماوياً... ونعد الخطط الطارئة
واشنطن - جويس كرم؛ لندن - «الحياة»
في تصعيد أميركي واضح ضد النظام السوري، أكدت واشنطن أمس في رسائل موجهة من البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية، ان نظام الرئيس بشار الأسد «استخدم السلاح الكيماوي، وتحديداً غاز السارين وفي حالتين»، على حد قول وزير الخارجية جون كيري. واذ اعتبر البيت الأبيض أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة وأن الخطط الطارئة يتم اعدادها، أكد ضرورة «الوصول الى حقائق ثابتة وذات صدقية» قبل اتخاذ أي قرار «يتناسب مع المصالح الأميركية». وجاء الموقف الأميركي في أسبوع هيمنت فيه الازمة السورية على اجتماعات الرئيس باراك أوباما مع قيادات اقليمية من قطر والامارات العربية المتحدة، واجتماعه اليوم مع الملك الأردني عبدالله الثاني.
وأكد وزير الدفاع تشاك هاغل في مقابلات تلفزيونية أن واشنطن يمكنها القول «وبدرجات مختلفة من الثقة بأن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي وعلى نطاق محدود في سورية، وتحديداً عامل السارين»، ولمح هاغل الى أن تأكيد هذه التقارير «سيكون عاملاً يغير اللعبة بالنسبة الى الادارة الأميركية». كذلك نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن وزير الخارجية جون كيري تأكيده ان «النظام السوري شن اعتداءين بواسطة الأسلحة الكيماوية».
وفي رسالة خطية تحمل دلالات عن تضمين الكونغرس الأميركي في أي خطط حول سورية، أكد البيت الأبيض في رسالتين الى كل من السناتور جون ماكين (جمهوري) والسناتور كارل ليفين (ديموقراطي) أن الاستخبارات الأميركية «تعتقد وبدرجات مختلفة من الثقة بأن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية على نطاق محدود في سورية، وتحديداً مادة السارين الكيماوية». وتضيف الرسالة أن الأدلة مستخلصة من «عينات مادية... والدليل يجب أن يستند على تقويم الاستخبارات في سعينا لبناء حقائق ذات صدقية»، مشيرة الى أن «سلسلة حيازة (السلاح) غير واضحة، ولا يمكننا تأكيد كيفية التعرض له وفي أي ظروف».
وشددت رسالة البيت الأبيض الموقعة من مساعد أوباما ومدير الشوؤن التشريعية مايكل رودريغز أن واشنطن «تعتقد ان أي استخدام للسلاح الكيماوي في سورية مصدره على الغالب نظام الأسد... نحن نعتقد أن هذه الأسلحة بحوزة نظام الأسد الذي أظهر ارادة على تصعيد العنف الشنيع ضد الشعب السوري».
وذكرت الرسالة بكلام أوباما الصيف الفائت وتأكيده «وبوضوح تام أن استخدام السلاح الكيماوي أو نقله الى مجموعة ارهابية خط أحمر بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية». وأضافت أن الادارة نقلت هذه الرسالة «بشكل علني وخاص الى حكومات حول العالم بينها نظام الأسد». وشدد البيت الأبيض على أن «الرئيس (أوباما) يأخذ هذه القضية على محمل كبير من الجدية، وعلينا واجب التحقيق في اي أدلة حول استخدام السلاح الكيماوي داخل سورية».
ولفتت الرسالة الى طلب واشنطن «تحقيقاً شاملاً من الأمم المتحدة يمكن أن يقوّم الأدلة ويحدد ما حصل»، وأكدت عمل واشنطن مع «أصدقائنا وحلفائنا والمعارضة السورية لتبادل ومشاركة معلومات اضافية حول استخدام السلاح الكيماوي ولكي نحدد الحقائق».
وأوضحت الرسالة ان «ما هو على المحك وما تعلمناه من خبرتنا أخيراً (حرب العراق) من ان تقويمات الاستخبارات وحدها لا تكفي، فان الحقائق المثبتة وذات الصدقية التي تزودنا بدرجة من التأكد، هي فقط ستقود آلية صنع القرار وستعزز قيادتنا للمجتمع الدولي»، مؤكدة ان البيت الأبيض سيستشير الكونغرس عن كثب في هذه المسائل وانه في الوقت الراهن «ستعد الادارة كل الخطط الطارئة للرد بشكل مناسب على أي استخدام مؤكد للسلاح الكيماوي وبما يتناسب مع مصالحنا الوطنية». وشددت اخيراً على أن «لدى المجتمع الدولي ردوداً عدة محتملة، وما من خيار خارج الطاولة».
وكان وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل كشف خلال زيارة الى ابو ظبي امس عن قناعة الولايات المتحدة باستخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، وقال ان «القرار للتوصل الى هذه النتيجة تم اتخاذه خلال الساعات الـ24 الماضية». وفي رد على سؤال عما اذا كانت التقديرات الاستخباراتية تعني ان سورية تجاوزت «الخط الاحمر»، قال هاغل ان هذا سؤال يتعلق بالسياسة وان مهمته هي تقديم «الخيارات» للرئيس الاميركي. وأضاف ان استخدام العناصر الكيماوية «ينتهك كل ميثاق يتعلق بالحرب» وان مثل هذه الاسلحة هي «اسلحة قاتلة لا يمكن التحكم بها» يعتبر معظم القادة انها تقع «ضمن تصنيف مختلف».
وانضمت بريطانيا الى الموقف الاميركي بإعلان وزارة خارجيتها ان لديها «ادلة محدودة ولكن مقنعة» باستخدام اسلحة كيماوية في سورية، بما في ذلك غاز السارين.
وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية «لدينا ادلة محدودة ولكن مقنعة من مصادر مختلفة تظهر استخدام اسلحة كيماوية في سورية بما فيها السارين». وأضاف: «هذه مسألة تثير القلق البالغ. استخدام الاسلحة الكيماوية جريمة حرب. لقد اطلعنا حلفاءنا وشركاءنا والامم المتحدة على هذه المعلومات ونعمل بشكل نشط للحصول على معلومات اكثر وافضل». وتحدثت انباء في وقت سابق عن ان علماء عسكريين بريطانيين درسوا عينات من التربة من منطقة مجاورة لدمشق وتوصلوا الى وجود آثار لأسلحة كيماوية فيها، رغم ان الحكومة البريطانية لم تؤكد ذلك.
ميدانياً، فتح مقاتلو المعارضة جبهة في ريف حماة وسط البلاد، وسجلت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية في حي طريق حلب، ما تسبب في مقتل خمسة معارضين وخمسة عناصر من القوات النظامية. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان المجموعات المقاتلة المعارضة تمكنت من السيطرة على «مدرسة ناصح علواني في حي طريق حلب، التي تعد مركزاً لتجمع القوات النظامية، إثر اشتباكات عنيفة استمرت ساعات». وبث معارضون شريط فيديو يظهر احتراق عدد من الجنود النظاميين داخل عربة مدرعة بعدما استهدفها مقاتلو المعارضة.
وفي دمشق، تعرضت مناطق في الغوطة الشرقية لقصف الطيران المروحي، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة» بين قوات النظام والمعارضة على الأطراف الشمالية لدمشق، بالتزامن مع قصف جوي على حي جوبر في طرفها الشرقي وعلى بلدة الجديدة في الغوطة الغربية. وقصف الطيران الحربي أطراف بلدة العبادة في الغوطة الشرقية مع «أنباء عن تقدم للقوات النظامية داخل أجزاء من البلدة»، وذلك بعدما سيطرت اول امس على بلدة العتيبة التي تعتبر مع العبادة خط امداد رئيسياً بين دمشق وباقي المناطق.
وفي حمص وسط البلاد، قتل عشرة أشخاص في غارات للطيران الحربي على مدينة القصير، بعد أيام من استيلاء القوات النظامية على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقتل أربعة مواطنين بينهم اثنان في سقوط قذائف هاون أطلقها مقاتلو المعارضة على بلدة نبل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، في ريف حلب في شمال البلاد.
وفي بروكسيل (أ ف ب)، حذر منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دو كيرشوف امس من ان توجه «المئات» من الشبان الاوروبيين الى سورية للقتال يشكل «تهديداً جدياً» لأمن الاتحاد الاوروبي.
وقال دو كيرشوف امام لجنة تابعة للبرلمان الاوروبي ان «بضع مئات» من الاوروبيين موجودون في سورية استناداً الى المعلومات المقدمة من دول الاتحاد الاوروبي، وأوضح ان عدد المقاتلين الاجانب يصل الى «بضعة آلاف اذا اضيف اليهم القادمون من البلقان وشمال افريقيا». ووصف بـ «التطور المقلق» انجذاب الشباب للتوجه الى سورية للقتال الى جانب المجموعات المعارضة لنظام بشار الاسد ومن بينها فصائل تابعة لتنظيمات متشددة مثل «القاعدة»، وقال ان بعضهم يتوجه الى هناك بدافع «الرومانسية» في حين ان الآخرين ناشطون «متشددون».
 
إسرائيل تُسقط طائرة بلا طيار و«حزب الله» ينفي إرسالها
بيروت - «الحياة»
أعلن الجيش الإسرائيلي أمس إسقاط طائرة استطلاع من دون طيار فوق البحر المتوسط، واتهم نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون «حزب الله» بإرسالها.
وفيما قال دانون إن «هذه محاولة جديدة من الحزب لإرسال طائرة من دون طيار الى الأراضي الإسرائيلية»، فإن الطائرة اخترقت اجواء البحر المتوسط قبالة الشواطئ الإسرائيلية، وكذلك أجواء تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة برئاسة الرئيس تمام سلام، كما اخترقت كل ذلك السجال الدائر في لبنان حول مشاركة «حزب الله» في القتال الدائر في سورية بعد ردود الفعل الواسعة عليه.
وليلاً أصدر «حزب الله» بيانا نفى فيه «أن يكون قد أرسل أي طائرة بلا طيار باتجاه أجواء فلسطين المحتلة».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان: «ننظر بجدية شديدة الى هذه المحاولة لانتهاك حدودنا. سنواصل عمل ما هو ضروري للدفاع عن أمن مواطني إسرائيل». واوضح الجيش الإسرائيلي انه رصد هذه الطائرة في سماء لبنان، واعترضتها طائرة «اف – 16» على مسافة نحو خمسة أميال بحرية من مدينة حيفا الإسرائيلية. وذكر أن البحرية الإسرائيلية تبحث عن الحطام في البحر.
وهذه المرة الثانية التي يتم فيها اعتراض طائرة بلا طيار من لبنان في المجال الجوي الإسرائيلي في الشهور السبعة الماضية. اذ انه، في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، أسقط صاروخ إسرائيلي طائرة بلا طيار ارسلها «حزب الله» بعد أن حلّقت نحو 55 كيلومتراً فوق جنوب إسرائيل.
وذكرت وكالات انباء أن مروحية عسكرية كان نتانياهو على متنها اضطرت الى الهبوط في منطقة بشمال إسرائيل، فترة قصيرة، الى حين إسقاط الطائرة من دون طيار. وقال نتانياهو إن «دولة إسرائيل ستستعد بالشكل المناسب لمعالجة أي تهديد سواء كان من سورية أو لبنان، ومن البحر والجو والبر».
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدرعي إنه «تم إحباط اختراق طائرة من دون طيار للمجال الجوي الإسرائيلي بعد الظهر»، مؤكداً أن الطائرة كانت تحلّق على بعد 7 اميال عن شاطئ مدينة حيفا، عندما اسقطتها الطائرات المقاتلة الإسرائيلية. وأضاف أدرعي أن الطائرة كانت تحلّق «من جهة الشمال باتجاه الجنوب، ولا يمكننا القول من أي جهة أتت، وما إذا كان حزب الله أو إيران قد أرسلها». وتابع أن الجيش الإسرائيلي «راقب الطائرة من دون طيار لفترة، وبعد أن تم التأكد من أنها ليست تابعة لسلاح الجو (الإسرائيلي)، وإنما هي طائرة تابعة لجهة غير صديقة، أمر قائد سلاح الجو (أمير إيشل) بإسقاطها».
وعلّق السفير البريطاني في بيروت توم فليتشر على «تويتر» على موضوع إسقاط الطائرة بالقول إن إسقاطها يأتي بعدما واجه «حزب الله» انتقادات لدعمه الأسد.
وفيما علم أن رادارات قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب (يونيفيل) لم تلتقط الطائرة أثناء تحليقها، تساءلت مصادر لبنانية متعددة إذا كان «حزب الله» سيعلن مسؤوليته عن إرسال الطائرة أو لا.
وتزامن تحليق الطائرة في أجواء المتوسط مع هبوط الطائرة التي أقلت نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الى بيروت في زيارة رسمية يقابل خلالها كبار المسؤولين والقادة السياسيين.
وقال بوغدانوف فور وصوله إنه سيتناول في محادثاته المستجدات السورية، مؤكداً أن وضع المنطقة معقد. وشدد على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان.
أما على صعيد المشاورات لتأليف الحكومة اللبنانية والتي يقوم بها الرئيس المكلف تمام سلام، فقد تواصلت أمس وتستمر اليوم حيث يفترض أن يجري سلام تقويماً أولياً لنتائجها. وشددت مصادر سلام على أنه يطرح مع الفرقاء ضرورة تشكيل حكومة تتراوح الأعداد فيها بين 14 و24 وزيراً مع تفضيل الصيغة الثانية على أن تضم غير مرشحين للانتخابات وغير الملتزمين حزبياً. وذكرت مصادر مطلعة أن فريق «8 آذار» ما زال يصر على الحصول على الثلث الضامن (المعطل) في الحكومة، وأن قادته رفضوا الصيغ التي توزع المقاعد والتي تعطيه أقل من 9 وزراء، والتي جرى تداولها في الأيام الماضية، فيما يرفض سلام إعطاء الثلث المعطل، وكذلك فريق «14 آذار».
وذكرت المصادر المطلعة نفسها أن آخر صيغة طرحها فريق «8 آذار» أن يحصل هو وقوى «14 آذار» على الثلث زائداً واحداً أي 9 وزراء لكل من الفريقين على أن تحصل الكتلة الوسطية المشكلة من رئيس الجمهورية ميشال سلمان وسلام وجنبلاط على 6 وزراء، إلا أن هذه الصيغة لم تلق تجاوباً من 14 آذار ولا من فرقاء الكتلة الوسطية.
كما أن العماد ميشال عون طلب، بحسب المصادر، استثناء وزارتي الطاقة والاتصالات من المداورة في توزيع الحقائب بحيث تبقى هاتان الوزارتان في يد تكتله النيابي. وأشارت المصادر الى أن «حزب الله» لم يعط موافقته على تمثيل الفرقاء بغير الحزبيين، ما يعقد عملية التأليف.
 
المعارضة تتقدم في حماة وتسيطر على مقر للنظام بعد سقوط «بوابة» الغوطة الشرقية
لندن - «الحياة»
سيطر مقاتلو المعارضة السورية امس على مركز لتجمع القوات النظامية في حماة بوسط البلاد بعد يوم من استعادة قوات النظام السيطرة على بلدة العتيبة التي تعتبر «بوابة» الغوطة الشرقية قرب دمشق، وقتل عدد من الأشخاص بينهم اطفال، في قصف جوي طاول مناطق مختلفة في سورية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن مناطق في الغوطة الشرقية تعرضت لقصف الطيران المروحي، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة» بين قوات النظام والمعارضة على الأطراف الشمالية لدمشق، بالتزامن مع قصف جوي على حي جوبر في طرفها الشرقي وعلى بلدة الجديدة في الغوطة الغربية. وقصف الطيران الحربي أطراف بلدة العبادة في الغوطة الشرقية مع «أنباء عن تقدم للقوات النظامية داخل أجزاء من البلدة»، علماً أن القوات النظامية تسعى منذ فترة للسيطرة على بلدتي العتيبة والعبادة لقطع خطوط الإمداد بين الغوطة الشرقية ودمشق وباقي المناطق السورية.
وفي الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد، تعرضت مناطق في مدينة النبك وبلدة يبرود لقصف من القوات النظامية أدت إلى سقوط عنصر من الكتائب المسلحة للمعارضة في يبرود.
وفي حمص، قتل عشرة أشخاص في غارات للطيران الحربي على مدينة القصير، بعد أيام من استيلاء القوات النظامية على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وسجلت امس اشتباكات عنيفة في ريف حماه، بعدما شهدت المنطقة بعض الهدوء في الفترة الأخيرة. ولوحظ «ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي طريق حلب، ما تسبب في مقتل خمسة معارضين وخمسة عناصر من القوات النظامية».
وفي وقت لاحق، قال «المرصد» إن المجموعات المقاتلة المعارضة تمكنت من السيطرة على «مدرسة ناصح علواني في حي طريق حلب والتي تعد مركزاً لتجمع القوات النظامية، إثر اشتباكات عنيفة استمرت ساعات». وبث معارضون شريط فيديو تضمن احتراق عدد من الجنود النظاميين داخل عربة مدرعة بعدما استهدفها مقاتلو «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة في طريق حلب في حماه.
وفي الريف الشمالي للمدينة، قتل تسعة بينهم سبعة من الكتائب المقاتلة، احدهم رقيب أول منشق، خلال اشتباكات مع القوات النظامية. وقتل طفل جراء القصف على قرية تل صخر.
وفي مناطق تقع شمالي حماة، تعرضت قرى مرعيان والبشيرية والركايا في ريف إدلب شمال غربي البلاد، لقصف القوات النظامية، في حين طاول القصف الجوي بلدة معرة النعمان قرب معسكري وادي الضيف والحامدية التابعين للنظام. وقال المرصد إن الطيران الحربي شن غارتين على مناطق في معرة النعمان وإن القوات النظامية قصفت براجمات الصواريخ بلدتي معرشمشة ومعرشمارين «ما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل».
وفي حلب شمالاً، قتل أربعة مواطنين بينهم اثنان في سقوط قذائف هاون أطلقها مقاتلو المعارضة على بلدة نبل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية. وقصف الطيران الحربي بلدتي بيانون وباتبو في ريف حلب ما أدى إلى مقتل طفلتين وإصابة آخرين بجروح. كما قتل عنصر من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية ومسلحين تابعين لها في مخيم حندرات عند أطراف حلب، في وقت دارت اشتباكات بين الطرفين في حي العامرية.
وفي المنطقة الساحلية، قال المرصد السوري إن شخصا من مدينة بانياس «قتل تحت التعذيب بعد أن اعتقلته القوات النظامية قبل خمسة أشهر على أحد الحواجز الأمنية في الأحياء الجنوبية التي يقطنها مواطنون من السنة، ليرتفع إلى ثلاثة عدد الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب خلال الثماني والأربعين ساعة الفائتة، حيث قتل شاب (اول من) امس إثر اعتقاله قرب أحد المساجد بعد إطلاق نار عليه قبل أسبوع، وقتل آخر بعد اعتقاله في المدينة قبل أسبوعين».
وأشار المرصد إلى ان الأحياء الجنوبية في بانياس شهدت خروج أول تظاهرة في الثورة السورية مع مدينة درعا في 18 آذار (مارس) 2011.
وفي شمال شرقي البلاد، تعرضت بلدة الخريطة في ريف دير الزور ومركز المدينة لقصف من القوات النظامية. وقال المرصد إن بلدة اليعربية الواقعة على الحدود مع العراق في ريف الحسكة تعرضت امس لقصف الطيران الحربي، ما أدى إلى مقتل رجل. كما تعرضت منطقة تل براك للقصف بالطيران المروحي، علما أن اليعربية تخضع لسيطرة المعارضة منذ فترة. وفي الحسكة قرب دير الزور، قصفت طائرة حربية بلدة تل حميس التي يسيطر عليها مقاتلون معارضون.
وفي أقصى جنوب البلاد، قتل رجل من بلدة سحم الجولان في ريف درعا في سجون القوات النظامية، وتعرضت بلدتي اليادودة والحراك لقصف القوات النظامية «ما أدى إلى تضرر عدد من المنازل».
 
الجيش النظامي يغيّر استراتيجيته ويركز على «حرب الأوتوسترادات»
الحياة..بيروت - أ ف ب
يرى خبراء أن النظام السوري أقدم خلال الفترة الأخيرة على تغيير استراتيجيته العسكرية، عبر فتح «حرب الأوتوسترادات» بهدف السيطرة على محاور المرور الرئيسية في البلاد ومحاولة عزل المقاتلين المعارضين في ريف دمشق عوضاً عن تشتيت قواه في كل مكان في مواجهة خصومه.
ويعتمد النظام في هذه الاستراتيجية الجديدة على مسلحين موالين له يعرفون الأرض تماماً وتدربوا على مدى أشهر في إيران أو روسيا، وفق ما يؤكد مصدر أمني سوري.
ويقول المصدر لوكالة «فرانس برس»، إن «هناك تغييراً في الاستراتيجية. لا حرب بعد الآن منتشرة على كل الأرض السورية من شأنها إنهاك الجيش من دون إعطاء نتائج مقنعة. اليوم، مسرح العمليات الأساسي هو الطرق السريعة، وذلك بهدف السماح للجيش بالتنقل بسهولة بين المدن التي ينتشر فيها».
ويوضح المصدر: «في محافظة حمص مثلاً، الاستيلاء على مدينة القصير يسمح بربط حمص بالساحل، بينما السيطرة على الرستن تؤمن الطريق بين حمص وحماة (وسط)، أما استعادة معرة النعمان، المدينة الاستراتيجية في إدلب (شمال غرب)، فتربط حماة بحلب» في الشمال. ويضيف: «هذه هي الأهداف الرئيسية اليوم. استعادة الرقة في الشمال لا يشكل أولوية».
ويشاطر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن هذا الرأي. ويقول: «من درعا (جنوب) إلى حلب ومن دمشق إلى الساحل السوري، يسعى النظام إلى السيطرة على الطرق الرئيسية بهدف فتح ممرات آمنة للقوات النظامية بين مناطق وجوده، ومن أجل الإيحاء للناس بأنهم قادرون على التنقل لأن الجيش يسيطر على الوضع».
وكانت قوات النظام خسرت مدينة الرقة في آذار (مارس)، ومدينة معرة النعمان في تشرين الأول (أكتوبر).
وتدور منذ أسابيع معارك ضارية في ريف القصير في محافظة حمص بين القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» اللبناني، حليف دمشق القوي، ومسلحي المعارضة الذين خسروا عدداً من القرى في المنطقة.
ويقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية وضاح شرارة، الخبير في شؤون «حزب الله»، إن مقاتلي الحزب «المدربين منذ سنوات على حرب الشوارع يحاصرون اليوم مدينة القصير، بمساندة مدفعية ومن الطيران، ويأملون في الاستيلاء عليها قريباً». ويقدر مؤلف كتاب «دولة حزب الله» عدد مقاتلي الحزب في منطقة القصير بما بين 800 و 1200 رجل.
وتعتبر القصير مع مدينة الرستن من أبرز المواقع المتبقية لمسلحي المعارضة في ريف حمص.
ويقاتل إلى جانب النظام أيضاً عناصر «جيش الدفاع الوطني» الذي أنشأه، ويتشكل من متطوعين معظمهم من العلويين، يتم تدريبهم ليخوضوا خصوصاً حرب الشوارع.
ويقول عبد الرحمن: «في السابق كان هناك تخبط كبير داخل الجيش. اليوم يبدو النظام مدركاً لصعوبة استعادة مدينة الرقة أو محافظة دير الزور (شرق)، فلا يشتت قواه في كل مكان، بل يختار أهدافاً محددة».
ويرى عبد الرحمن أن هدف النظام حالياً «الالتفاف أو عزل أو تجميع الثوار في نقاط معينة وتوجيه ضربات محددة لهم، بهدف إحراز نقاط. حلت الخطط والعمليات المدروسة محل التدمير العشوائي».
ويقدر أن اسباب هذا التغيير تكمن في أنه «بات يستعين بعناصر مدربة على حرب الشوارع، ويرجح أنه حصل على أسلحة إيرانية جديدة لهذا النوع من المعارك، بالإضافة الى وجود ضباط إيرانيين يساعدون في قيادة العمليات».
ويقول الباحث في مركز «كارنيغي» للشرق الاوسط في بيروت يزيد صايغ، إن «الجيش يعاني من مشاكل في التعبئة، بسبب خسائره على الأرض ورفض عدد كبير من الاحتياطيين والمجندين الالتحاق بالخدمة». لذلك، فإن «جيش الدفاع الوطني عنصر مفيد للنظام، ومن الأفضل إيجاد عناصر يخدمون في قراهم وعلى أرضهم، حيث يتمتعون بمساندة شعبية ويكونون أكثر فاعلية».
وكان الرئيس السوري بشار الأسد كشف بنفسه خلال مقابلته أخيراً مع قناة «الإخبارية» السورية التلفزيونية، وجودَ تغيير في الأداء العسكري، وقال إن قواته اليوم «تتعامل مع وضع مختلف»، مضيفاً أن هذه القوات كانت تعمل في بداية الأحداث المستمرة منذ أكثر من سنتين، على «طرد الإرهابيين، وكان يستغرق ذلك بضع ساعات قبل أن تهرب هذه المجموعات».
وأضاف: «نحن الآن لا نقوم بعمليات تحرير، بل بعمليات قضاء على الإرهابيين»، مضيفاً: «التكتيك العسكري يفرض أحياناً على الدولة أن تتدخل في مكان أكثر من مكان».
ورداً على من يتهمه بمحاولة ربط مناطق النظام ببعضها عبر هذا التكتيك، أكد أن «هذا لا يرتبط أبداً بموضوع التقسيم»، وأن «لا أسس للتقسيم في سورية».
ويقول عبد الرحمن إن «المكاسب التي حققها النظام نتيجة هذه الخطط الجديدة، ليست انتصارات كبيرة، ولن تقلب الموازين. لكن على الثوار الانتباه إلى هذا التغيير في الاستراتيجية وأن يعوا مكامن الخلل ليتمكنوا من معالجتها».
 
أميركا تؤكد استخدام الأسد الكيماوي ... والمنطقة على كف عفريت
بيروت - «الراي»
تسارعت التطورات المتصلة بالأزمة السورية، أمس، بعد تأكيد واشنطن ان النظام السوري شن هجومين على الأقل بالأسلحة الكيماوية التي كانت قد اعتبرت استخدامها «خطاً أحمر»، مبدية استعدادها لكل طارئ بشأن سورية، فيما كانت منطقة الحدود اللبنانية - الإسرائيلية تشهد حدث اسقاط طائرة بلا طيار اتهمت اسرائيل «حزب الله» بارسالها وهو ما نفاه الحزب.
وفيما نقلت وكالة «أسوشيتدبرس» عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قوله ان النظام السوري شن هجومين بالأسلحة الكيماوية، ذكرت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كيتلين هايدين أن البيت الابيض أبلغ الكونغرس انه من المرجح ان يكون النظام السوري قد استخدم أسلحة كيماوية ضد المقاتلين المعارضين «على نطاق ضيق».
وقالت هايدين: «تشير أجهزتنا الاستخباراتية بدرجات متفاوتة من الثقة الى ان النظام السوري استخدم اسلحة كيماوية على نطاق ضيق في سورية وبالتحديد عنصر السارين».
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل قد قال للصحافيين في ابو ظبي قبل ذلك بقليل ان هذه الاسلحة التي تعتقد المخابرات الأميركية بدرجة من الثقة ان سورية استخدمتها هي غاز السارين.
وقال السناتور الجمهوري البارز جون ماكين إن البيت الأبيض أكد في رسالته للكونغرس ان الرئيس السوري بشار الاسد استخدم السلاح الكيماوي، مذكرا بأن الرئيس باراك أوباما كان قد قال إن استخدام السلاح الكيماوي هو «خط احمر» ستتحرك الولايات المتحدة اذا تجاوزه الأسد، مضيفا: «ها قد تجاوز الأسد الخط الأحمر وننتظر أن يفعل الرئيس شيئا لوقف هذه المذبحة المستمرة منذ عامين في سورية، وأن يفرض منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي ويسمح بتدفق السلاح إلى المعارضين السوريين».
وفي تطور وضعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمن «التهديدات الاتية من لبنان وسورية»، أسقطت طائرات «اف 16» إسرائيلية طائرة بلا طيار آتية من لبنان، بعدما أجبرت مروحية كانت تقل نتنياهو نفسه على الهبوط في شمال إسرائيل قبل ان تعاود رحلتها الى وجهتها.
ونفى «حزب الله» في بيان ان يكون قد ارسل الطائرة الى المجال الجوي الاسرائيلي، بعدما اتهمه نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون بالوقوف وراءها.
وساد استنفار أمني شديد داخل اسرائيل فيما عقدت الحكومة ليلا اجتماعا عاجلا لتقــــــــــييم الموقف.
 
هيغل: النظام السوري استخدم غاز السارين ضد مقاتلي المعارضة
الرأي..عواصم - وكالات - قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان المخابرات الاميركية تعتقد أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين على نطاق محدود ضد مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة بحكومة الرئيس بشار الاسد.
وقال هيغل للصحافيين: «سلم البيت الابيض صباح اليوم (أمس) رسالة الى عدد من أعضاء الكونغرس بشأن موضوع استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية. تقول الرسالة... ان تقييم المخابرات الاميركية يشير بدرجة ما من الثقة الى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية على نطاق محدود في سورية». وأضاف أن هذه الاسلحة هي غاز السارين.
كما أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان النظام السوري شن هجومين كيماويين.
وكان هيغل قد قال في وقت سابق ان الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتحديد ما اذا كانت سورية استخدمت اسلحة كيماوية هي «أمر خطير» لا يمكن ان يتخذ بشأنه قرار متسرع لمجرد ان عدة دول تعتقد ان هناك أدلة تدعم ذلك.
وقال هيغل للصحافيين في ختام زيارة لمصر شملت اجراء محادثات بشأن سورية وقضايا اقليمية اخرى: «الشكوك شيء والادلة شيء اخر».
واضاف: «أعتقد انه يجب ان نتوخى الحرص البالغ قبل ان نتوصل الى أي نتائج وان تستند أي نتائج على معلومات مخابرات حقيقية. وهذا ليس تشكيكا بأي حال في معلومات مخابرات دول اخرى. لكن الولايات المتحدة تعتمد على معلومات المخابرات الخاصة بها».
وحذرت الولايات المتحدة من ان أي استخدام للاسلحة الكيماوية من جانب سورية التي تشهد الان حربا اهلية سيتجاوز «خطا أحمر» ويستوجب ردا لم تحدده.
ورفض هيغل تلميحات بأن الولايات المتحدة تقوض مصداقيتها بقولها انها تواصل تقييم المسألة حتى رغم ان فرنسا وبريطانيا واسرائيل خلصت الى أدلة على استخدام اسلحة كيماوية في الصراع السوري.
وقال هيغل انه بحث الصراع السوري والاسلحة الكيماوية مع المسؤولين الاسرائيليين ولكن لم تقدم اليه النتائج التي اشار اليها كبير محللي الاستخبارات الاسرائيلية ايتاي برون حول ان لدى اسرائيل ادلة على ان النظام السوري استخدم الاسلحة الكيماوية في اكثر من مناسبة، وخصوصا يوم 19 مارس الماضي.
من جهة ثانية، دعا نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فنتريل للافراج عن مطران حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس بولس يازجي ومطران حلب وتوابعها للسريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم اثر اختطافهما قرب حلب، وحض كل الأطراف السورية الى احترام حقوق المدنيين ومن بينهم الشخصيات الدينية.
وقال: «نحن ما زلنا نسعى وراء تفاصيل أكثر عن وضعهما، وائتلاف المعارضة السورية يدين، حسب ما نعلم، اختطافهما ويحث على اطلاقهما».
وشدد فنتريل على ان واشنطن «تكرر الدعوة لاطلاقهما ونتوقع من كل الأطراف السورية أن تحمي وتحترم حقوق المدنيين بما في ذلك الشخصيات الدينية».
وسئل ان كان الخاطفون من الشيشان، أو ان كانوا مرتبطين بتفجيري بوسطن، فأجاب: «ليست لدي أي معلومات عن طريقة الخطف أو هوية الخاطفين».
وفي لندن، حذّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن عدداً كبيراً من مواطني بلاده يُقاتلون مع الجماعات المتطرفة في سورية ويمكن أن يعودوا لشن هجمات «ارهابية» ضد المملكة المتحدة أو الحلفاء الغربيين.
ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» عن هيغ قوله في رسالة وجهها الى اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية رداً على طلبها تبرير موقفه المؤيد لتخفيف أو الغاء الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة الى سورية ان «المتطرفين الاسلاميين المؤيدين للعنف يتمتعون بمساحة كافية في سورية لا يُنازعهم أحد عليها لتوفير التدريب المكثّف للمجندين الأجانب».
واعتبر هيغ أن هذا الجانب «يُثير القلق جراء تقييمنا بأن بعض الأفراد الذين يجري تدريبهم في سورية سيسعون لتنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية في المنطقة أو في الدول الغربية الآن أو في المستقبل».
واضاف «لم يكن هناك شك بأن المعركة الدائرة منذ أكثر من عامين بين المتمردين وقوات الرئيس بشار الأسد تشكل مخاطر حالية ومستقبلية على الأمن القومي للمملكة المتحدة».
وقال «ان الجماعات الاسلامية العنيفة تحقق نجاحات على الأرض في سورية مع تقدم النزاع، وتمكنت من اجتذاب عدد كبير من المقاتلين الأجانب من جميع الجنسيات، بما في ذلك عدد كبير من المواطنين البريطانيين».
وحذّر من «وجود تهديد حقيقي باختطاف مواطنين بريطانيين، وخطر امتداد الهجمات الارهابية الى لبنان والأردن وبشكل يمكن أن يؤثر على مصالح المملكة المتحدة».
وأكد وزير الداخلية الألماني هانز-بيتر فريدريش للمرة الأولى مشاركة مقاتلين متطرفين من ألمانيا في الثورة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال في مقابلة مع الموقع الالكتروني لمجلة «دير شبيغل»: «نعلم أن هناك جهاديين من ألمانيا، كانوا تحت المراقبة هنا، موجودون في سورية ويقاتلون هناك بجانب الثوار».
الأمم المتحدة ستحقق في عينات من التربة لاثبات استخدام «السارين» في سورية
 لندن - يو بي آي - ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، أن محققي الأمم المتحدة سيختبرون عينات من التربة السورية جمعتها وكالات استخبارات غربية ويزورون مخيمات اللاجئين السوريين، في محاولة لتقييم المزاعم بأن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم غاز السارين ضد معارضيه.
وقالت الصحيفة ان محققي الأمم المتحدة سيقومون باختبار عينات التربة السورية الموجودة في حوزة وكالات الاستخبارات البريطانية والفرنسية، ويأخذون عينات شعر وعينات بيولوجية أخرى من الناجين من هجمات الأسلحة الكيميائية المزعومة من اللاجئين السوريين.
وأشارت الصحيفة الى أن المسؤولين البريطانيين والفرنسيين يعتقدون أن هناك أدلة قاطعة على أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين ولكن على نطاق محدود.
ونسبت الى مصدر في الحكومة البريطانية قوله «ليس هناك شك بأن غاز السارين جرى استخدامه في سورية، لكننا لا نتحدث عن حلبجة»، في اشارة الى الهجوم بالغاز الذي اتُهمت قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين بشنه عام 1988 ضد الأكراد العراقيين وأدى الى مقتل ما يصل الى 5000 شخص بمجموعة من الغازات السامة من بينها السارين والخردل.
وأضاف المصدر الحكومي البريطاني: «نحن نتحدث عن استخدام السارين في مناطق صغيرة وضد مجموعات قليلة من الناس».
 
واشنطن تتهم «حزب الله» بزعزعة لبنان والسماح بفاعلية للأسد بشنّ حرب على شعبه
بيروت - «الراي»
اكدت المعطيات والمعلومات المتوافرة عن المشاورات والاتصالات الجارية في شأن تأليف حكومة جديدة في لبنان ان الرئيس المكلف تشكيلها تمام سلام تمكّن في الساعات الـ 48 الماضية من التوغل في طرح الصيغ المحتملة لحكومته مع مختلف القوى السياسية من دون ان يعني ذلك ان خرقاً حقيقياً سيكون امراً سهلاً ومتاحاً في فترة سريعة.
وقد تصاعدت ملامح هذا التحرك مع توسيع سلام دائرة لقاءاته المباشرة غداة اجتماع عقده مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الثلاثاء الماضي حيث جرى تثبيت ما سمي بمعايير تأليف الحكومة بالاتفاق بين الرئيسين على اساس ان تكون حكومة من 24 وزيراً غير مرشحين للانتخابات النيابية وان تكون من سياسيين يجري اختيارهم بعد ان تقدّم القوى السياسية الأسماء التي تراها مناسبة ثم تجري غربلتهم واسقاطهم على الحقائب التي سيتعيّن على سلام التوافق مع القوى على توزيعها. ويبدو ان سليمان وسلام تداولا بصيغ عدة للتوزيعة الحكومية وتركا الأمر مفتوحاً من دون حسم في انتظار اجراء سلام جولة جديدة من اللقاءات، وهو الامر الذي بدأه بعد ظهر الاربعاء في لقاءات مع ممثل تيار العماد ميشال عون الوزير جبران باسيل وممثلين لـ «القوات اللبنانية» والنائب طلال ارسلان ومن ثم ممثلين للنائب سليمان فرنجية وحزب «الطاشناق» امس.
وكشفت مصادر مطلعة على حركة الاتصالات لـ «الراي» ان سلام خاض للمرة الاولى مع ممثلي القوى السياسية ولا سيما منهم ممثل التكتل العوني في الصيغة التي يطرحها لحكومته، على خلفية كونها «حكومة انتخابات» بالدرجة الاولى. وسمع في المقابل وجهة نظر التكتل كما القوى الاخرى، مما رسم لوحة معقدة للمطالب المتضاربة من جهة وتباينات بين رؤية سلام لحكومته ورؤية قوى 8 آذار من جهة مقابلة.
واضافت المصادر ان الساعات الاخيرة بدأت تشهد رفع السقوف التفاوضية، ما يعني ان عملية التأليف تتحرك بزخم وهي مواقف اختصرها اعلان العماد ميشال عون بمطالبته بستة وزراء اضافة الى ستة للحلفاء، أي للتكتلين الشيعي والمسيحي والحزب القومي، في حين بدا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بتكرار رفضه لحكومة من سياسيين كأنه يذكّر الرئيس المكلف بان اي تبديل في المنطلقات التي جرى ترشيحه على أساسها سيرتّب رفعاً لشروط قوى 14 آذار.
واذا كانت لعبة رفع السقوف التفاوضية تبدو امراً متوقعاً وغير مفاجىء، فان اوساط قوى 14 آذار تعتبر ان العماد عون «عاد» الى تولي المهمة التقليدية التي غالباً ما اضطلع بها لدى تشكيل الحكومات السابقة وهي عرقلة عملية التأليف لتمكين قوى 8 آذار بمجملها من الحصول على مكاسب كبيرة تحت وطأة تعطيل هذه العملية. وتربط هذه الاوساط مطلب عون بالحصول على ستة وزراء وتمسكه بحقيبة الطاقة والمياه تحديداً بخلفية «استقواء» زعيم «التيار الوطني الحر» وفريق 8 آذار ببعض التطورات التي حصلت اخيراً ومن ضمنها اشادة الرئيس السوري بشار الاسد بعون خلال استقبال الاسد لوفد من 8 آذار الاحد الماضي، وهو ما رأت فيه اوساط 14 آذار «الاشارة الخضراء» لعون لتصعيد سياسي.
وتقول هذه الاوساط انه فيما تنفجر على نطاق واسع مسألة تورط «حزب الله» في القتال الدائر في سورية، يبدو ان عون سيتولى رفع السقف التفاوضي على تأليف الحكومة في توزيع أدوار لن تكون معه عملية تأليف الحكومة نزهة سهلة وشيكة النهاية.
وفي موازاة الارتدادات الداخلية لتورط «حزب الله» ميدانياً في سورية، فان أصداء هذا الانخراط تتوالى دولياً وكان آخرها في الامم المتحدة حيث حضر هذا الملف بقوة خلال الاحاطة الشهرية لمجلس الامن عن «الحال في الشرق الاوسط» اذ حذرت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة سوزان رايس من ان «النزاع في سورية يهدد استقرار جيرانها وتحديداً لبنان، كما تبيّن من الهجمات الاخيرة في الهرمل والقصر». وقالت ان «حزب الله يواصل ليس فقط زعزعة لبنان من الداخل عبر انتهاك سياسة النأي بالنفس الحكومية، لكنه يتيح بفاعلية للأسد شنّ حرب على الشعب السوري».
وفي الاطار عينه، رأى وكيل الامين العام للمنظمة الدولية للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ان «امتداد النزاع في سورية لا يزال محسوساً في لبنان»، واذ عدد حوادث سقوط الصواريخ والغارات الجوية في الاراضي اللبنانية، عبّر عن اهتمام الامم المتحدة باحترام كل الاطراف سيادة لبنان وسلامة اراضيه احتراماً تاماً، مطالباً الاطراف «باحترام سياسة النأي بالنفس الشجاعة والحكيمة» للرئيس ميشال سليمان. وجدد الدعوة الى «تقدم سريع لضمان التوصل الى اتفاق مبكر على قانون الانتخاب بما يتيح اجراء الانتخابات النيابية على أساس الاجماع وضمن الاطار الزمني الدستوري والقانوني»
من جهته، اكد السفير اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة نواف سلام «ان لبنان يتمسك أكثر من أي وقت بسياسة النأي بالنفس عن الأزمة في سورية، وبمضمون اعلان بعبدا». واذ أشار الى «تجديد الرئيس سليمان موقفه من عدم السماح بارسال أسلحة أو مقاتلين الى سورية وعدم السماح باقامة قواعد تدريب داخل لبنان»، لفت الى ان «وتيرة تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان تتصاعد، فيما تتضاءل امكانات لبنان»، وقال: «سيبقي لبنان حدوده مفتوحة أمام اللاجئين من سورية ولن يقوم بترحيل أحد اليها، ونتمسك بالدعوة لعقد مؤتمر دولي خاص بموضوع اللاجئين السوريين لمباشرة النظر في طرق تقاسم الأعباء والأعداد من منطلق المسؤولية المشتركة، ولاقامة مخيمات داخل الأراضي السورية بعيدة من مناطق الاشتباكات وقريبة من دول الجوار وتحت حماية الأمم المتحدة».
 
حزب الله «يفخر» بمساعدة أبناء قرى القصير.. والخطيب يطالبه بالانسحاب.. قتيلان له في سوريا.. والمعارضة تؤكد قتاله عوضا عن النظام.. والمستقبل: قرار التدخل إيراني

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»... تواصل، أمس، الجدل السياسي اللبناني حول مواصلة حزب الله مشاركته في القتال داخل سوريا إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، مع إعلان النائب في البرلمان عن الحزب نوار الساحلي أن «من حق السكان في القرى الدفاع عن أنفسهم، ونفخر بمساعدتهم».
ودخل على خط هذه الأزمة معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري، برسالة وجهها إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله، داعيا إياه إلى سحب قواته من الأراضي السوري، منعا لأي لحرب طائفية.
وبموازاة هذا الجدل السياسي، أفادت «صفحة الشهيد حيد الحاج علي» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بسقوط قتيلين للحزب أول من أمس في سوريا، هما قاسم شرف الدين الذي يتحدر من مدينة بعلبك في البقاع، وإبراهيم قانصو، من غير أن تذكر اسم القرية التي يتحدر منها. وأشارت الصفحة، التي تعلن عن قتلى الحزب وجرحاه في سوريا، إلى أن القتيلين سقطا خلال تأديتهما «الواجب الجهادي في سوريا». كما طالبت، أمس، متابعي الصفحة بـ«الدعاء على نية شفاء جرحى المقاومة الإسلامية».
وتعتبر هذه الصفحة واحدة من عدة صفحات على موقع «فيس بوك»، تنشر صور المقاتلين من حزب الله الذين قتلوا في سوريا، إلى جانب صفحات تورد الأنباء تباعا عن مسار المعركة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، إحداها «شبكة أخبار السيدة زينب».
وفي السياق ذاته، قالت مصادر «الجيش الحر» في القصير لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة «يدافعون بشراسة عن ريف المدينة، ويخوضون أشرس المعارك مع مقاتلي حزب الله الذين يدعمهم النظام بالإسناد الناري الجوي». وأوضحت المصادر أن مقاتلي الجيش السوري النظامي «لا يوجدون في المنطقة، وقد أخلوا ساحة القتال لمقاتلي حزب الله الذين يمتلكون أسلحة نوعية، ويقتصر دعمهم على القوة النارية من بعيد، وتحديدا بالغارات الجوية والقصف المدفعي». ورغم ذلك، تقول المصادر: «يستشرس مقاتلو (الجيش الحر) في القتال، ويتحضرون لمعركة الحسم في مدينة القصير».
وأشارت مصادر المعارضة إلى أن «الجيش الحر» صد قوات حزب الله بعد وصولها إلى مشارف القصير، وشن هجوما معاكسا عليها، مع تسجيل سقوط عشرات القتلى والجرحى من صفوف مقاتلي حزب الله خلال اليومين الماضيين.
بالتزامن، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية قصفت مدينة القصير بالطائرات الحربية، مما أدى إلى سقوط 6 قتلى، لافتة إلى تجدد القصف الجوي بعد الظهر على المدينة.
أما اللجنة التنسيقية في القصير، فأفادت بمقتل 9 أشخاص بالقصف المدفعي والجوي الذي استهدف المدينة، مشيرة إلى انطلاق القذائف من مطار «الضبعة» العسكري، وإصابة عائلتين، بينهما 14 طفلا، جراء غارة جوية على منزلين سكنيين في المنطقة. وذكرت أن القصير استهدفت بسبع غارات جوية أمس. كما أفادت بإطلاق قنابل عنقودية على قرية الضبعة في ريف المدينة التي تخاض حولها معارك شرسة.
إلى ذلك، أعلن النائب الساحلي عن فخر حزب الله بمساعدة أبناء القرى الشيعية في ريف القصير. وبرر تدخل حزب الله في القتال، في حديث إلى قناة «المنار»، بالتذكير بأن «هناك 18 قرية لبنانية أصبحت تابعة لسوريا بعد اتفاقية (سايكس - بيكو)، ولكن سكانها لبنانيون أبا عن جد»، مشددا على أنه «من حق سكان هذه القرى الدفاع عن أنفسهم بوجه المعارضة المسلحة في سوريا». وقال: «نفتخر بمساعدتهم».
لكن النائب نهاد المشنوق من حزب المستقبل، أكد أن قرار التدخل في سوريا «اتخذته إيران بدلا من حزب الله». وقال: «هناك تكليف إيراني لمجموعة سياسية وعسكرية وأمنية اسمها (حزب الله) في لبنان بالقتال داخل سوريا، وأي كلام آخر هو كلام غير واقعي. إن (تورط حزب الله) ليس قرارا ذاتيا أو للدفاع عن اللبنانيين، أو عن (السيدة زينب) كما يقولون». وأوضح أن «كل اللبنانيين الموجودين في المزارع اللبنانية - السورية المختلطة، لا يتجاوز عددهم المئات، ممكن استضافتهم في لبنان إلى حين انتهاء الحرب بدلا من الذهاب إلى القتال للدفاع عنهم. هذه كذبة كبرى».
وقال المشنوق في حديث لوكالة «مسبار» الإماراتية، إن انخراط الحزب في القتال تنفيذ «لتعليمات من الدولة الإيرانية لا قدرة لحزب الله على ردها». ولفت إلى أنه «لا يمكن لأي عاقل أن يتصور أن هذا التورط هو في مصلحة الحزب الخاصة أو أنه قراره الخاص أو مصلحة الشيعة»، معتبرا أنه «انتحار سياسي».
وإذ اعتبر المشنوق أن «إيران تستخدم الحزب بديلا لها في حرب ليس فيها إلا القتل»، قال إن قادة حزب الله «مواطنون لبنانيون سلبت إرادتهم، ويأتمرون بالأوامر الإيرانية، التي تقول إن على حزب الله أن ينتحر في سوريا بدلا من إرسال قوات إيرانية مباشرة، وهو ما لم يحصل بشكل فعال حتى الآن».
وفي سياق متصل، أدان نواب وشخصيات سياسية مسيحية مستقلة استمرار حزب الله في التفرد باتخاذ قرارات تعرض أمن اللبنانيين ووحدتهم للخطر، وذلك خلافا لالتزام الحزب «إعلان بعبدا»، الذي كرس مبدأ النأي بالنفس عن الصراع السوري. وأبدى المجتمعون «قلقهم الكبير من التطورات الأمنية على الحدود اللبنانية - السورية، الناتجة عن تورط حزب الله في الصراع العسكري الجاري على الأرض السورية، داعما النظام في وجه معارضيه، مما بات يهدد حياة اللبنانيين في قراهم وفي تنقلاتهم، كما يهدد حياة المخطوفين اللبنانيين في إعزاز، ويهدد الوحدة الوطنية في لبنان ويولد صراعات مذهبية بين اللبنانيين». وأعلنوا «إدانتهم لاستمرار حزب الله في التفرد في اتخاذ قرارات تعرض أمن اللبنانيين ووحدتهم للخطر، وذلك خلافا لالتزام الحزب (إعلان بعبدا)، الذي كرس مبدأ النأي بالنفس عن الصراع السوري».‏ وناشد المجتمعون حزب الله الانسحاب الفوري الكامل من الصراع في سوريا، وإيقاف عملية التضحية بشبابه اللبنانيين تحت شعار الواجب الجهادي في نزاعات لا تمت بصلة إلى مصالح لبنان، كما رفضوا الدعوات المضادة للجهاد المعاكس الصادرة عن بعض الجهات الأصولية التكفيرية، لتفادي تحويل لبنان إلى ميدان للصراع السوري واللبنانيين إلى وقود له.
إلى ذلك، قال الخطيب في رسالته لنصر الله التي نشرها على صفحته على موقع «فيس بوك»، الليلة قبل الماضية، إن تدخل الحزب في سوريا قد عقد المسألة كثيرا، «وكنت أتوقع منكم شخصيا، بما لكم من ثقل سياسي واجتماعي، أن تكونوا عاملا إيجابيا لحقن دماء أبناء وبنات شعبنا»، مضيفا: «أنني أطالبكم بسحب قوات حزب الله من سائر الأراضي السورية». وأضاف الخطيب: «لا يخفى عليكم أن المنطقة تجر إلى فتنة، ربما لا ينجو منها أحد، وأن هناك سعيا نحو تفتيتها، وإدخالها في صراع مذهبي مرعب يستهلكها عشرات السنين». وتابع الخطيب أن «الموقف اليوم وتصريحات بعض المسؤولين في حزب الله، يضعان بعض الأفكار تحت طائلة التفكك التاريخي، والإفلاس الأخلاقي»، معتبرا أن «موجة عارمة من الإلحاد بدأت تغزو أجيالا كاملة، بسبب بعض المواقف التي باعتقادي لا يمكن أن تنتسب إلى فكر آل البيت بأي طريق». وتابع الخطيب أن «هناك خطة ماكرة لجر العالم الإسلامي كله إلى معركة سنية - شيعية، يبدأ فتيلها من سوريا، فلبنان، ثم دول المنطقة كلها، بما فيها إيران وتركيا».
 
الخطف يتزايد في سوريا.. والدوافع سياسية ومذهبية ومالية... تركيا تبذل جهودا للإفراج عن مطراني حلب

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .... توج اختطاف المطرانين السوريين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم قبل أربعة أيام سلسلة عمليات الخطف في سوريا التي تزايدت، خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، «بشكل هستيري»، بحسب وصف مصادر المعارضة السورية العاملة ضمن إطار حقوق الإنسان، والتي أكدت أن الخطف يأخذ ثلاثة أوجه، وهي «الخطف ذو الطابع السياسي، والخطف ذو الطابع المذهبي، والخطف مقابل فدية».
وبينما بات مؤكدا أن الخطف مقابل فدية يتصدر عمليات الخطف في أنحاء سوريا، بقي مصير المطرانين أمس مجهولا، وسط اتهامات متبادلة بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة باختطافهما وقتل سائقهما. وأكد الناطق الرسمي باسم هيئة أركان الجيش السوري الحر، العقيد قاسم سعد الدين، لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر «تعقب الخاطفين، وتبين له أن المجموعة الخاطفة استقلت سيارة صفراء، قتل سائقها في منطقة خان العسل في حلب التي يسيطر عليها نظام الأسد»، مشيرا إلى قناعة لدى المعارضة السورية أن النظام «خطف المطرانين لتوجيه رسالة إلى المسيحيين بأن سقوطه سيتسبب لهم بالخطر الوجودي».
تأكيد سعد الدين، جاء غداة إعلان وزارة الخارجية السورية أن عملية اختطاف المطرانين «تأتي في سياق النشاط الإرهابي المتطرف الذي تمارسه المجموعات المسلحة المرتبطة بجبهة النصرة ومرتزقتها الأجانب بدعم خارجي». وأشارت الخارجية في رسالتين متطابقتين وجهتهما لرئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن مجموعة مسلحة يقودها إرهابيون شيشانيون من تنظيم جبهة النصرة قامت باعتراض السيارة التي كان يستقلها المطرانان في منطقة غرب مدينة حلب أثناء عودتهما من مهمة إنسانية كانا يقومان بها، واغتالت الشماس الذي كان يقودها واختطفوا المطرانين إلى جهة مجهولة.
وتواصلت الاتصالات أمس لإطلاق سراح المطرانين المختطفين. وأكد رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام أن «الرئيس التركي اتصل بأحد مطارنة السريان الأرثوذكس في تركيا وأبلغه ببذل تركيا الجهود للإفراج عن المطرانين المخطوفين في حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم».
في هذا الوقت، سجلت الأشهر الأربعة الأخيرة أعلى نسبة من عمليات الخطف في سوريا، رغم غياب الإحصاءات الدقيقة حول هذه العمليات. وقالت عضو الائتلاف الوطني والناطقة باسم لجان التنسيق المحلية ريما فليحان، إن «الظاهرة منتشرة على نطاق واسع»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن الخطف مقابل فدية «يتصدر عمليات الخطف الأخرى». وأوضحت فليحان أن «عصابات جنائية تدعي أنها من جهات سياسية معينة، تمتهن الخطف مقابل فدية في معظم المناطق السورية»، مشيرة إلى أن الظاهرة «آخذة في الانتشار، رغم أنه لا رصد دقيقا لعدد العمليات أو عدد العصابات». ولفتت إلى مساع كثيرة «تقوم بها المعارضة لوضع حد لهذه الظاهرة»، مشيرة إلى استحداث مراكز توثيق للانتهاكات في سوريا وتفعيلها وتحديثها. وأشارت فليحان إلى أن الخطف السياسي «يعتبر الأقل بين عمليات الخطف الأخرى»، من غير أن تنفي ضلوع مجموعات من الشبيحة في تلك العمليات، وقيام تلك المجموعات باختطاف أشخاص على خلفيات سياسية، قبل إطلاق سراحهم مقابل فدية مالية كبيرة.
ومع انتشار الظاهرة وتزايد أعمال الخطف بحق التجار على وجه الخصوص، أعلن العقيد قاسم سعد الدين أن هيئة الأركان في الجيش الحر شكلت أول لواء لحماية المنشآت المدنية، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن مهمة هذا اللواء هي «حماية المدنيين من أعمال الخطف وتعزيز الأمان في مناطقهم المحررة».
وإذ تقتصر مهام هذا اللواء على محافظات محددة، قال سعد الدين إن التجربة التي أثبتت نجاحها في الفترة الأولى من انطلاقها، «ستعمم على سائر المحافظات السورية للحد من التجاوزات». وشدد سعد الدين على أن الجيش السوري الحر «يعمل بكل طاقته لمنع تلك التجاوزات»، قائلا: «إننا أصدرنا تعميما لمكافحة المجموعات الخاطفة، لأي جهة انتمت، وخصوصا إذا كانت من عناصرنا لأنها تسيء للثورة». وإذ أشار إلى أن «شبيحة النظام مسؤولون عن معظم عمليات الخطف بغرض زرع الفتن الطائفية»، لفت إلى أنه «في حالات الخطف لأسباب أمنية، مثلما حصل مع الصحافيين الإيطاليين في إدلب، فإننا نتواصل مع الجهات الخاطفة وندخل في وساطات بغية السعي للإفراج عن المخطوفين». يذكر أنه مع ازدياد عمليات الخطف، أصدر الأسد، في أوائل أبريل (نيسان) الجاري، مرسوما يقضي بإنزال عقوبة الإعدام في أي خاطف يقوم بتشويه أو قتل الرهينة أو الإساءة إليها جنسيا، وبإنزال عقوبة السجن المؤبد بكل خاطف، حتى ولو لم يؤذ رهينته.
 
حملة سورية لإقناع واشنطن بأنها تساند «الطرف الخاطئ».. تعتمد على دخول «الصحافيين الأجانب» وإجراء مقابلات مع «الإرهابيين»

جريدة الشرق الاوسط.... دمشق: آن برنارد وهويدا سعد* .. في الوقت الذي يزداد فيه عدد الإسلاميين في صفوف المعارضة السورية، يشن الرئيس السوري بشار الأسد حملة نشطة لإقناع الولايات المتحدة بأنها تساند «الطرف الخاطئ» في الصراع السوري. ويعتقد بعض مسؤولي نظام الأسد والمؤيدين له أنهم بالفعل قادرون على إقناع الغرب، أو على الأقل تخويفه إلى الحد الذي يجعله يتراجع عن تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية.
ومن أجل تحقيق هذه الغاية، خفف مسؤولون حكوميون القيود المفروضة على دخول الصحافيين الأجانب لسوريا، وسمحوا لهم بلقاء سجناء قيل إنهم مقاتلون متطرفون، معتمدين بشكل غير رسمي على رجل أعمال أميركي، من أصول سورية، للمساعدة في استغلال المخاوف الأميركية من جماعات مثل تنظيم القاعدة. وعلى الرغم من الآمال في دمشق، لم يتراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مطالبته للأسد بالتنحي، فيما استمرت الإدارة في ممارسة الضغوط الاقتصادية على حكومته، وزادت من مساعداتها غير القتالية للمعارضة، في الوقت الذي تدعو فيه إلى التوصل لتسوية تنهي القتال عبر المفاوضات. واتضحت الاستراتيجية الجديدة، التي يمارسها نظام الأسد، أثناء زيارة لصحافيين يعملون في صحيفة «نيويورك تايمز» إلى دمشق استمرت لمدة أسبوعين. وكانت المجموعة الأولى من السجناء معصوبي الأعين منتشرين في فناء خافت الإضاءة في ليلة من الليالي، وكان كل فرد بالمجموعة يتشبث بطرف قميص رفيقه الذي أمامه. ووصف مسؤولو الأمن السوريون هؤلاء السجناء بالمتطرفين الإسلاميين المتوحشين الذين جاءوا من جميع أنحاء العالم لشن الحرب الجهادية في سوريا. وتبين أن هذه المجموعة مكونة من خمسة سوريين ومواطن فلسطيني وآخر عراقي، وقد تحدثوا عن مجموعة من الأهداف من بينها تطبيق الشريعة الإسلامية والوصول إلى النظام الديمقراطي الذي يمثل الشعب السوري.
ولا يرى المسؤولون السوريون ضرورة للتخفيف من حدة العمليات العسكرية، إذ يرون في أنفسهم القدرة على الفوز بالحرب الراهنة، بل يتوقعون ترشح الأسد وفوزه بالانتخابات خلال العام المقبل مبددين كل الشكوك في بكيفية إجراء الانتخابات في ظل نزوح نحو نصف المواطنين السوريين. ويشير بعض المسؤولين وأفراد النخبة السورية، مع ما في ذلك من غرابة، إلى قدرتهم على إقناع الغرب بدعم رئيسهم بوصفه بطلا يدافع عن القيم والمصالح المشتركة، حتى إذا كان يتبنى استراتيجية عسكرية تواجه انتقادات واسعة النطاق لاستهدافها مدنيين دون أدنى تمييز.
والأهم من ذلك كله، يبدو أن الحرب قد ألهمت بعضا من مؤيدي الأسد، إذ يؤكد بعض السوريين البارزين، الذين لطالما شعروا بالإحباط بسبب الفساد والمحسوبية، أن لديهم سببا مقنع حاليا لمساندة النظام. ويزعمون الآن أنهم يقاتلون من أجل قضية واحدة وهي الحفاظ على تنوع المجتمع والتراث السوري الديني والثقافي. ويرون أنفسهم، نظرا لخبرتهم في السفر ونمط حياتهم العلماني، قادرين على التواصل مع الدول الغربية بشكل مثالي. ولعل هذه مهمة رجل الأعمال الأميركي ذي الأصل السوري. ويقول رجل الأعمال، الذي تعرف على الأسد عند التحاقه بمدرسة «الليسيه فرانسيه» في العاصمة السورية التي كان شقيق الأسد باسل ملتحقا بها هو الآخر، إن «الرئيس والنظام الذي ورثه عن أبيه حافظ يتحمل جزءا من مسؤولية ما يحدث حاليا من اضطرابات. ودفعت العقوبات الاقتصادية الكثير من السوريين إلى العمل في بعض الدول العربية حيث تشربوا الآراء المتطرفة المتشددة وارتكبت قوات الأمن أخطاء أيضا». ومع ذلك أوضح قائلا: «لكن ذلك لا يبرر حرق البلاد».
ويبقى السجناء الأولوية في استراتيجية نظام الأسد الجديد في التعامل مع الصحافيين الأجانب. تم تجميع سجناء من عدة سجون إلى مبنى تابع للأمن وتم احتجازهم والتحقيق معهم لأشهر من دون أي اتهامات. وكان هناك سجين يدعو إلى حكم إسلامي عالمي، في حين تحدث آخرون عن تعرضهم لغسل مخ للقتل مقابل المال. وأراد آخر تمثيلا ديمقراطيا في الحكومة.
ويرى البعض أن المقاتلين الأجانب، الذين يريدون حكما إسلاميا والكثير من السوريين الذين انضموا إليهم لأسباب فكرية أو عملية، لهم نفوذ وتأثير في صفوف المعارضة السورية المسلحة. وأدرجت الولايات المتحدة جبهة النصرة، إحدى الجماعات المقاتلة في سوريا، والتي تعاونت مع تنظيم القاعدة في العراق، على قائمة المنظمات الإرهابية. مع ذلك لا يزال المقاتلون الأجانب يمثلون نسبة ضئيلة جدا من عشرات الآلاف من الثوار. ويقول القادة الثوريون، الذين يتمتعون بنفوذ في حلب وإدلب، إنهم حملوا السلاح للدفاع عن منازلهم وقراهم بعدما فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين السلميين. منذ البداية ظهر التدين التقليدي، الذي تتسم به هذه المجتمعات، على الكثير من المقاتلين. وبرز الجهاديون ممن يعتنقون هذا الفكر على الساحة بعدما عانت المعارض صعوبات في الحصول على أسلحة، في حين كان للجهاديين ممولون مستعدون.
وتم إجراء مقابلات مع السجناء أمام سجانيهم. كان أحدهم يعرج، ومع ذلك نفوا تعرضهم للقهر أو إساءة معاملتهم باستثناء واحد قال إنه تعرض لذلك عندما أخطأ. مع ذلك لم يتسن معرفة ما إذا كانوا يقولون الحقيقة أم يراوغون أم أنهم اجبروا على قول ذلك. كان أول سجين هو بهاء محمود الباش، فلسطيني مقيم في سوريا. وكان يدعو إلى خلافة إسلامية «ليس فقط في سوريا، بل أيضا في العالم كله». وقال إنه درب انتحاريين في العراق، وأضاف، والابتسامة تعلو وجهه، وهو يحملق في مسؤولي الأمن «سأقاتل الأميركيين حتى الرمق الأخير».
واعتاد سجين آخر، يدعى عبد المنعم محمد طايورة، على بيع جوز الهند في حي برزة في دمشق. وقال إنه شارك في المظاهرات وفي المعارك لاحقا «من أجل إسقاط النظام». وعندما سئل عما يريد أن يفعله بعد ذلك، قال أن يتم تمثيله في النظام المقبل.
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
الصراع على سوريا والرهان الإيراني

رضوان السيد.. جريدة الشرق الاوسط

غص المشهد في سوريا ومن حولها هذا الأسبوع بالدم والدمع والتزييف الكثير، والخطط الشديدة الهول والرهبة. وما بقي طرف إلا وأدلى بدلوه، وليس من باب الحرص على إنقاذ سوريا؛ بل من أجل الولوغ في دماء الشعب السوري ومأساته. وفي هذا الصد، فإن هذا «الولوغ» ما اقتصر على الخامنئي ونصر الله والروس الأشاوس؛ بل شمل حتى الأخضر الإبراهيمي، المندوب العربي - الدولي المكلف بإيجاد حل للأزمة، الذي أورد إحصائية «دقيقة» بالطبع للمتشددين والإرهابيين في سوريا، الذين بلغوا، في حساباته بالغة الاعتدال، الأربعين ألفا عدّا ونقدا! لقد دوخ أسامة بن لادن الولايات المتحدة والعالم على مدى عقد من الزمان بـ«جهاديين» بلغ عددهم في أقصى التقديرات الأميركية السبعة آلاف، ولو كان في سوريا الثائرة من هؤلاء «المتطرفين والإرهابيين» عشرة آلاف، لما احتاج الشعب السوري إلى وساطته، ولا تمكن نصر الله والروس وميليشيا أبو الفضل العباس من الدخول إلى سوريا والقتال ضد شعبها!
لكن الإبراهيمي وأمثاله معذورون، فكما يقول المثل العربي القديم: «ليست الثكلى كالمستأجرة»! فالرجل يبحث عن نجاح، وقد حسب منذ اللحظة الأولى أن نجاحه مرتبط بتسوية يكون الأسد طرفها الأبرز والأقوى. وشجعه على هذا الاعتقاد ثلاثة أمور: إصرار الروس والإيرانيين على بقاء الأسد، وحرص الإسرائيليين والأميركيين على النظام السوري أيضا وإن لأسباب مختلفة، واشتهار الجامعة العربية بالعجز عن اتخاذ سياسات حازمة في الأزمات العربية الكبرى. وقد صدق حدسه في الأمرين الأولين، وفوجئ بالخيبة في التوقع الثالث. فقد اتخذت الجامعة العربية قرارات متتالية لعزل النظام السوري وضرب شرعيته وقدراته، وكان آخرها في قمة الدوحة: إعطاء مقعد سوريا بالجامعة للمعارضة السورية، واستحثاث الدول العربية والمجتمع الدولي على إمداد المعارضة السورية بالسلاح الذي يمكنها من تغيير الموازين، والتخلص من النظام القاتل! وعلى أثر ذلك اعتبر الإبراهيمي أن العرب تخلوا عن محاولات التفاوض ولم يعودوا بحاجة إليه، ولذا، فقد قال للأمين العام للجامعة العربية وللأمين العام للأمم المتحدة إنه إذا كان لا بد من بقائه، فليكن مندوبا دوليا، وليعف من وكالته عن الجامعة العربية التي تجاوزته.
لماذا هذا الاستطراد الطويل في تتبع مواقف الإبراهيمي؟ لأن «مقولة» الإبراهيمي هذه هي المظهر أو الجانب الأول الذي يكافح به المعروفون بالمجتمع الدولي الثورة في سوريا. ويبلغ من قوة هذه المقولة أنها أحدثت اضطرابا في الائتلاف والمجلس الوطني، ودفعت لإصدار بيانات شبه يومية عن التبرؤ من التطرف والإرهاب، واصطنعت أعذارا لأنصار الأسد بالداخل السوري وبلبنان من الأقليات ومن المرتبطين بمصالح مع النظام في سوريا، واستطرادا مع الإدارة الإيرانية بلبنان والعراق.
على أن الجانب الإيراني يبقى هو الأهم.. فـ«إيران الولي الفقيه» تقاتل بكل قواها على جبهة النظام السوري منذ عام. وإلى جانب الدعم بالمال والعتاد والخبراء، جاء الدعم بالمقاتلين من عراق المالكي، وحزب الله بلبنان. ويقول الإيرانيون علنا إن سوريا الأسد عزيزة عليهم مثل إحدى محافظاتهم أو أكثر. وقد قال حسن نصر الله قبل أشهر في اجتماع للقيادة العسكرية للحزب عندما ارتفعت الشكوى من تزايد القتل في صفوفهم بسوريا: «إننا نقاتل بالقصير ودمشق حتى لا نضطر للقتال على أبواب النجف وقم»!! ولا أحد يدري لماذا هذا الإصرار على تصوير الأمر باعتبار أن الشيعة جميعا يواجهون تحديا مصيريا أو وجوديا إذا سقط النظام الأسدي في سوريا. ومتى كان السنة بلبنان أو في سوريا أو بالعراق يضعون بين اهتماماتهم الحملة على الشيعة؟ ثم متى اعتبر الشيعة العرب أنفسهم قلة معرضة للاضطهاد والتصفية، بحيث تضطر للاستماتة حتى في الدفاع عن المزارات مثلما يحصل الآن بشأن مزار السيدة زينب بدمشق؟!
لا شك أن هناك متعصبين من السنة والشيعة، وما كان هؤلاء موجودين بلبنان ولا حتى بالعراق. وقد أدت أحداث العقد الماضي إلى ظهورهم في كل مكان، فتحقق ما عجزت الحرب العراقية - الإيرانية عن تحقيقه في الثمانينات من القرن الماضي. إنما في العقد الأخير، وسط الظهور والغلبة الإيرانية بمنطقة المشرق العربي على الخصوص، كان الإيرانيون حريصين بالفعل (رغم التربية الطائفية للكوادر والعامة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والقطيف وصعدة) على عدم الظهور بمظهر طائفي أو مذهبي، خاصة أنهم يحملون شعارات الأكثرية العربية السنية بشأن فلسطين، وبشأن طرد الإمبريالية من المنطقة. لكن هذا المنطق أو المظهر تحول بالاتجاه المعاكس وفي سائر مناطق النفوذ الإيراني: الشيعة - بحسب إيران - يواجهون أخطار الإبادة أو الاستضعاف والاستتباع على الأقل، بسبب الصعود الأصولي والتطرف في أوساط أهل السنة.. فعلى الشيعة الاستقتال لمواجهة هذه الموجة، وإيران بصفتها راعية التشيع تتسلم زمام القيادة في هذه المواجهة المصيرية!
إن الحقيقة أن إيران تجد نفسها في السنوات الثلاث الأخيرة في مواقع الدفاع: بسبب النووي وحصاراته، وبسبب الاضطراب القائم عليها في سائر مناطق نفوذها. ولذلك فهي تستميت بكل الوسائل (بما في ذلك الوسيلة الطائفية والمذهبية) للثبات في كل المواقع، وحساباتها في هذا الاستقتال، تستند إلى أمرين اثنين: تجنب إظهار الضعف أو الضيق لكي لا يجري استضعافها أو الاستهانة بها في التفاوض أو الحرب، والرهان على أن هذا «الثبات» في اللحظات الحاسمة، سيدفع الآخرين من الغربيين والعرب إلى التنازل أو التراجع كما حصل من قبل مرارا. فهي تناكف الولايات المتحدة منذ عقود، وتحصل في كل جولة على قسط وافر من مطالبها. وقد حصلت في العقد الأخير على أكثر مما طلبته. وهي تعلم أنه لن يسمح لها بالنووي السلمي أو الحربي مهما تطلب الأمر، وليس بسبب إسرائيل فقط؛ بل وبسبب التوازن الدولي والإقليمي. ولذا، فقد تكون حساباتها في النهاية تثبيت مواقعها في العراق. لكن حتى في هذا الموقع، لديها التقابل والتنافس مع الأتراك، والكيانية الكردية، وإمكان استمرار التصارع بين الشيعة والسنة.. ثم إنها بهذا السلوك الانتحاري في سوريا (ولبنان) توشك أن تخسر أكبر تجارب نجاحها في الخارج: تجربة حزب الله. وهكذا، فحتى لو تنازلت أميركا عما دون النووي؛ فإن النفوذ العسكري والأمني الإيراني المسلح في المشرق العربي، ليس له مستقبل. ونتيجته الوحيدة مزيد من الشقاء والانقسامات في المشرق العربي، ومزيد من الاستتباع للقوى الدولية! فكل أسبوع تقريبا يلتقي الأميركي والروسي للاتفاق على مستقبل سوريا العربية.. والإيراني يقول لنا إنه يدافع عن نظام الممانعة، ويقول لأتباعه إنه يدافع عن وجودهم في وجه التطرف السني!
ومن أجل استكمال المشهد المقلوب، نذكر بشار الأسد، وهو يتوجه إلى أنصاره من اللبنانيين الذين زاروه في «قصر المهاجرين» بدمشق، بالقول: «السنة طيبون وعروبيون وليسوا طائفيين»! انظروا من يشهد ولمن! السنة هم العرب، فمن أنت؟ سنظل نؤمن بهذه الأمة، ونأبى التنكر لها تحت أي شعار؛ ورائدنا قول شاعر العربية الأكبر أبو الطيب المتنبي:
وكيف ترجي الروم والروس هدمها      وذا الطعن آساس لها ودعائم
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

"إلهام" القاعدة مفتاح التحقيق في انفجاري بوسطن...جدول أعمال للوزير هيغل أثناء زيارته لمصر

التالي

مواجهات بين العشائر "المنتفضة" والجيش.. واليوم جمعة "حرق المطالب" والمالكي يلوّح بـ"الحرب المذهبية" وخصومه يحذرون من "فتح أبواب جهنم"....المسلحون مستمرون في السيطرة على بلدة سلمان بك واستعدادت لتشكيل «جيوش خاصة» للدفاع عن العشائر..العراق: عندما يُترك القرار السياسي للعسكر ... والعسكري للسياسيين...لجنة المطلك تطلق سراح معتقلي الحويجة ودعوة المالكي للحوار تواجه بدعوته للاستقالة...

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 172,910,538

عدد الزوار: 7,716,967

المتواجدون الآن: 0