«الوزاري العربي» يعقد اجتماعا طارئا بشأن سوريا ويدين «التدخل الأجنبي»...حماية المراقد تحمس شيعة العراق على الانخراط في الحرب السورية

آوتهم في بيوتها.. فاحتفلوا بتدميرها....5 حزيران 2013: سقوط القصير...الضاحية تحتفل وطهران تهنئ بسقوط القصير...مسؤولون في «حزب الله» لـ «الراي»: بعد القصير الحدود مع لبنان فالغوطة فحمص فحلب.....خطة طوارئ إيرانية لما بعد الأسد في لبنان

تاريخ الإضافة الجمعة 7 حزيران 2013 - 5:48 ص    عدد الزيارات 1908    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

آوتهم في بيوتها.. فاحتفلوا بتدميرها
المستقبل..                       
تداول نشطاء سوريون ومؤيدون لبنانيون للثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" صورتين: الأولى للقصير في 2006 حين كان أهل البلدة السورية الواقعة على الحدود مع لبنان يحتضنون لبنانيين (شيعة) لاجئين إليها هرباً من العدوان الإسرائيلي؛ والثانية من الضاحية الجنوبية في 5 حزيران 2013، لأنصار "حزب الله" يوزعون الحلوى احتفاء بتدمير تلك البيوت التي آوتهم!!
 
إيران تهنئ النظام وإسرائيل تعتبره "انتصاراً مهماً للأسد" الجامعة العربية تدين تدخل الحزب في سوريا
5 حزيران 2013: سقوط القصير.. و"حزب الله"
(ا ف ب، رويترز، العربية، الائتلاف الوطني السوري، "المستقبل")
مع استمرار معارك الكرّ والفرّ بالدم والصدر العاري والسلاح الفردي ضد آلاف الصواريخ من الجو والأرض، سقطت مدينة القصير أمس، وسقطت معها مقولة السلاح المقاوم ضد العدو الاسرائيلي، بعد ان استعمل هذا السلاح "المقاوم" للانتصار لجرائم بشار الأسد ضد أبناء الشعب السوري الذي دعاه رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة أمس، إلى تحرير سوريا من "غزو خارجي" يقوم به ما سماه "حزب القتلة" في إشارة إلى "حزب الله"، الذي دانت جامعة الدول العربية في اجتماعها امس، تدخله في حرب الأسد على شعبه.
وفي تزامن مع التهنئة التي قدمتها طهران للنظام السوري اثر "الانتصار على الارهابيين" في القصير كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية، كان الإعلام الاسرائيلي يرى أن دخول قوات الأسد ومقاتلي الحزب إلى المدينة المدمرة، "انتصار مهم للأسد وهزيمة نكراء للمعارضة".
ميدانياً، ذكر المتحدث الإعلامي باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد على فضائية "المستقبل" أمس، أن 120 قتيلاً للحزب وشبيحة الأسد سقطوا في اليومين الماضيين في كمائن للثوار في مدينة القصير.
وقال بيان للائتلاف الوطني المعارض أنه "بعد يوماً من المعارك المحتدمة على جبهة القصير، وبعد ملاحم بطولية قدمها أبطال الجيش الحر في الدفاع عن المدنيين، فرض الاختلال الهائل في ميزان القوى نفسه، وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها".
وجدد الائتلاف "تحذيره من وقوع مجازر مروعة وجماعية في حال وقف المجتمع الدولي متفرجاً على عصابات الإرهاب والتطرف تقتص من الأبرياء، ويضع الائتلاف الأمم المتحدة والدول الكبرى أمام مسؤولياتهم في التدخل السريع لحماية المدنيين، ووضع حد لممارسات نظام الأسد الانتقامية والممنهجة في سفك دماء الآمنين من أبناء الشعب السوري".
وفي بيان صحافي تلاه رئيس الائتلاف الوطني المعارض بالوكالة أمس، أكد جورج صبرة أن سوريا تتعرض لغزو خارجي، وحضّ السوريين على التصدي له في إشارة إلى استيلاء عناصر "حزب الله" والجيش السوري على مدينة القصير الاستراتيجية في حمص بوسط سوريا.
وقال صبرة إن "لائحة غزاة سوريا باتت تضم هولاكو وغورو وشارون ونصرالله". وتابع إن هذه "الشرذمة من الإرهابيين القادمين من قم وطهران ستهزم لا محالة".
وأكد أن "الجيش السوري الحر كان يقاوم في القصير بأبسط الأسلحة ضد ترسانات من السلاح، وأن أبطال القصير أبدوا بطولة نادرة".
وخاطب الجيش السوري الحر قائلاً: "سوريا لكم، وأنتم لها. رُصّوا صفوفكم وأنتم أهل للمهمة التي تنتظركم". ووصف ما حدث في القصير بأنه "مجموعة من القتلة المحترفين الذين ارتكبوا مجازر وهم يهتفون بأسماء زينب والحسين، ومنعوا الدواء عن الجرحى حتى تقطعت أوصالهم".
وأوضح أن "المئات من الجرحى عالقون في القصير"، وحض الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر على التدخل لإنقاذهم. وطالب الدول العربية التي تجتمع في القاهرة، بأن تتدخل لإنقاذ السوريين، مشيراً إلى أن "الشعب السوري ينتظر مواقف".
ودعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع غير عادي عقدوه مساء أمس في القاهرة الى حل سياسي للنزاع في سوريا والى تشكيل حكومة انتقالية لسلطة تنفيذية كاملة. وطالب الوزراء في قرارهم "جميع الاطراف بالوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من اي جهة كانت وايا كان مصدرها".
وشدد الوزراء على "ادانتهم بشدة كل أشكال التدخل الخارجي خاصة تدخل "حزب الله" وفقا لما ورد على لسان امينه العام الذي جعل من الاراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال".
واحتج لبنان على هذه الفقرة وسجل انه "ينأى بنفسه" عن القرار.
ودعا وزراء الخارجية العرب الى "تضافر كل الجهود لحمل كل الأطراف المتصارعة على تغليب لغة العقل والحوار والتفاوض لايجاد حل سياسي بين السوريين باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة لانقاذ سوريا". ورحبوا "بالمساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي جنيف2 وحض كل الاطراف السورية على الاستجابة لتلك الجهود".
واكد الوزراء ضرورة "تشكيل حكومة انتقالية لفترة زمنية محددة متفق عليها تمهيدا لضمان الانتقال السلمي للسلطة" على ان تتمتع هذه الحكومة "بسلطة تنفيذية كاملة بما في ذلك سلطة على القوات المسلحة والاجهزة الامنية".
وكان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال في الجلسة لافتتاحية العلنية للاجتماع ان مؤتمر جنيف2 الذي تسعى القوى الدولية لعقده الشهر المقبل "فرصة لا يجوز تبديدها"، مضيفا ان "كل يوم يمر له ثمن غال من الدماء والدمار".
واعلن العربي ان الرئيس السابق لائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب ارسل له رسالة تم عرضها على الوزراء العرب من دون ان يكشف فحواها.
واوضح العربي ان معاذ الخطيب اوفد هيثم المالح احد قادة المعارضة ليتحدث الى الوزراء العرب ودعاه الى القاء كلمته في جلسة مغلقة.
ويأتي اجتماع الوزراء العرب بعد بضع ساعات من اجتماع دولي حول سوريا عقد في جنيف بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة.
واعلن دبلوماسي روسي عقب اجتماع جنيف ان مؤتمر السلام حول سوريا الذي اطلق عليه اسم "جنيف 2" لن يعقد في حزيران نظرا لعدم التوافق حول لائحة المشاركين فيه.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن غينادي غاتيلوف مساعد وزير الخارجية الروسي قوله "اتفقنا على عقد اجتماع اخر مثل هذا سنحاول خلاله تقريب مواقفنا نهائيا وسيكون ذلك على الارجح نهاية حزيران". واضاف غاتيلوف في ختام هذا الاجتماع التحضيري الثلاثي ان "المسألة الاصعب تتمحور حول الذين سيشاركون في المؤتمر. فالمعارضة السورية، خلافا للحكومة السورية، لم تتفق على من سيشارك في الوفد" الى المؤتمر.
وهنأت ايران "الجيش والشعب السوريين" اثر "الانتصار على الارهابيين" في القصير كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان.
وقال عبد اللهيان ان طهران "تهنىء الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الارهابيين التكفيريين في مدينة القصير". واضاف "بعض الاطراف تواصل ارسال اسلحة وتدعم الاعمال الارهابية في سوريا"، متابعا ان هذه الاطراف "مسؤولة عن مجازر وتدمير في سوريا ويجب ان تحاكم بجرائم حرب"، في اشارة الى بعض الدول الغربية والعربية وتركيا التي تدعم مسلحي المعارضة السورية.
وانفرد الاعلام الاسرائيلي منذ ساعات الصباح الباكر أمس، بالحديث عن سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير.
وقال محلل الشؤون الاستراتيجية والعسكرية للقناة الاسرائيلية الاولى ان هزيمة قوات المعارضة في القصير اثبتت ان النظام السوري قادر على فرض السيطرة على جميع المدن التي احتلها مسلحو المعارضة وانه بعد مرور اكثر من عامين على الثورة السورية فان النظام يستعيد عافيته ومصمم على دحر جميع المنظمات الارهابية في البلاد والتي تتلقى دعما عسكريا وماليا من دول مجاورة.
واشار المحلل في ما نقلته "شبكة فلسطين الإخبارية" أمس، الى ان معركة القصير ما كانت ستحسم لصالح قوات النظام لولا عاملين وهما: مشاركة مقاتلي "حزب الله" الى جانب قوات النظام مما شكل رادعا قويا للثوار الامر الذي ما كانت تتوقعه قوات المعارضة من حجم القوة العسكرية التي استعملت في المعركة، حيث كان في بداية الثورة الجيش السوري يقاتل وحده وان عدداً كبيراً من المدن السورية سقط بايدي الثوار، والعامل الاخر والذي يعتبر ركيزا اساسيا وهو الدعم العسكري الايراني الذي يتلقاه الجيش السوري وقوات "حزب الله" وان هناك اسلحة جديدة استعملت ضد قوات المعارضة مما ادى الى وقوع ارتباك بين صفوف المسلحين.
ووصف المحلل العسكري للقناة الاسرائيلية الثانية انتصار قوات النظام السوري في معركة القصير بالانتصار المهم للاسد وهزيمة نكراء للمعارضة.
دولياً اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس، انه طلب من نظيره الفرنسي لوران فابيوس إطلاعه على المعلومات التي جمعتها باريس بشأن استخدام غاز السارين في النزاع السوري.
وقال كيري في غواتيمالا على هامش اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الدول الاميركية، ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سبق ان حذر من ان استخدام السلاح الكيميائي في سوريا "خط احمر" وان كل الخيارات "لا تزال مطروحة".
 
بريطانيا تعتبر ما حصل "مؤشراً على ازدياد تورط حزب الله وإيران" في سوريا والمعارضة تعلن انسحاب الثوار من بعض أحياء القصير
("المستقبل"، أ ف ب، يو بي أي، رويترز)
أقرت المعارضة السورية في الخارج و"تنسيقية القصير الحرّة"، بانسحاب الثوار من أجزاء من مدينة القصير بعد معارك مع مقاتلي "حزب الله" اللبناني والجيش السوري. وفي ردود الفعل، كانت إيران أول المهنئين بـ"الإنجاز" فيما كان الأوروبيون والأميركيون مشغولين بـ "استخدام الكيميائي" من عدمه، مع تأكيد مختلف تلك الأطراف عدم وجود خطط لأي تدخل حالياً.
القصير
وقالت صفحة "تنسيقية مدينة القصير الحرة" على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، إنه "في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات، وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره.. أبى بعض الفدائيين إلا إن يحموا ظهر إخوانهم، فبقي العشرات منهم في إطلال المدينة ليؤمنوا انسحاب إخوانهم مع المدنيين ويصدوا هجوم مغول العصر الذين شحذوا سكاكينهم لذبح الأطفال والنساء". وأضافت "إنها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال، ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى".
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن "مقاتلين من حزب الله اللبناني، سيطروا على مدينة القصير بعد غطاء كثيف من القصف نفذته القوات النظامية السورية على المدينة منذ ليل (أول من) أمس واستمر الى فجر اليوم (أمس)". وأضاف أن "المعلومات تشير الى انسحاب الكتائب المقاتلة الى مناطق أخرى بسبب نقص الذخيرة والمقاتلين، رغم الوعود التي تحدث عنها البعض عن وجود أطنان من الذخيرة في طريقها الى المدينة".
وقال "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" في بيان له، "بعد 48 يوماً من المعارك المحتدمة على جبهة القصير، وبعد ملاحم بطولية قدمها أبطال الجيش الحر في الدفاع عن المدنيين، فرض الإختلال الهائل في ميزان القوى نفسه، وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها". غير أنه أضاف، ستستمر الثورة المباركة، والنصر حليف أصحاب الحق، في أنهم صمدوا في مواجهة الظلم والاستبداد، ودافعوا عن أبناء وطنهم بأروع الصور الممكن تخيلها .
وجدد الإئتلاف تحذيره من "وقوع مجازر مروعة وجماعية في حال وقف المجتمع الدولي متفرجاً على عصابات الإرهاب والتطرف تقتص من الأبرياء"، واضعاً "الأمم المتحدة والدول الكبرى أمام مسؤولياتهم في التدخل السريع لحماية المدنيين، ووضع حد لممارسات نظام الأسد الانتقامية والممنهجة في سفك دماء الآمنين من أبناء الشعب السوري".
وقال رئيس أركان "الجيش السوري الحر" اللواء سليم ادريس، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، "إن مقاتلي حزب الله يغزون سوريا ولا تفعل الحكومة اللبنانية شيئاً لوقفهم". واضاف أن "المعارضة السورية لن تقبل بأي دور للرئيس بشار الأسد في سوريا ما بعد الأزمة، وإذا كان ثمن السلام يعني بقاءه في السلطة، فنحن لا نحتاج إلى هذا النوع من السلام".
وأوضح أنه طلب "من قادة الجيش السوري الحر، بمن فيهم المتواجدون بالقرب من مدينة القصير، محاربة مقاتلي حزب الله داخل سوريا فقط، لكن هناك أعداداً كبيرة جداً منهم داخل سوريا في القصير وإدلب وحلب ودمشق، وفي كل مكان في البلاد".
وأعلن رئيس "الائتلاف" بالإنابة جورج صبرة إن جزءاً غالياً من الأراضي السورية بات محتلاً امس، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش السوري المدعوم من حزب الله السيطرة على القصير.
وقال صبرة في كلمة متلفزة من اسطنبول، "إن جزءاً غالياً من الأراضي السورية بات محتلاً الآن ودخل الغزاة وعملاء نظام الملالي في إيران مدينة القصير البطلة وباتت العناصر الإرهابية تقاتل السوريين في بلدهم". وأضاف أنه "بفضل عناصر الجيش الحر لم يعد النظام (السوري) قادراً على الصمود إلاّ بالسلاح الأجنبي".
وأشار إلى أن "قتلة محترفين ارتكبوا بحق السوريين أعنف الجرائم وهم يهتفون باسم زينب والحسين وذبحوا الأطفال والشيوخ ومنعوا الدواء والعلاج عن الناس حتى تقطعت أوصالهم"، مضيفاً "ليعلم الشيعة أن ما جرى في القصير يهدم أواصر القوة والإنسانية بين الشيعة وجيرانهم وأبناء وطنهم وذلك يحقق أهداف العدو الإسرائيلي".
وقال صبرة "إن هناك مقاتلين صامدين في بعض أحياء القصير"، مشيراً إلى أن "عناصر المعارضة في القصير قاتلوا بأبسط أنواع الأسلحة".
وحذر من أن "في البويضة هناك 15 ألف مدني حياتهم مهددة بالإبادة"، وناشد وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة التدخل لإنقاذ السوريين من جرائم الإبادة. كما ناشد الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الدخول إلى القصير.
ودعا السوريين إلى رص صفوفهم، مشدداً على أن معركة القصير لن تكون نهاية النضال ضد النظام... وهذه جولة ستتبعها جولات حتى تحرير كل البلاد". وأضاف "سيتنصر السوريون وسيهزمون الطائفيين في قم وإيران".
وبثت وكالة أنباء "سانا" بياناً لجيش نظام الأسد، جاء فيه ان "قواتنا المسلحة، وعلى اثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الارهاب المنظم والممنهج، تشدد انها لن تتوانى في ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر على ارض سوريا". واكدت ان معركتها "ضد الارهاب مستمرة لاعادة الامن والاستقرار لكل شبر من تراب الوطن".
وقالت القيادة العامة لقوات الاسد ان قواتها "تمكنت فجر اليوم من اعادة الامن والاستقرار الى مدينة القصير وتطهيرها من رجس الارهابيين بعد سلسلة من العمليات الدقيقة الناجحة التي نفذتها في المدينة وفي القرى والبلدات المحيطة بها"، مشيرة الى "مقتل عدد كبير من الارهابيين واستسلام البعض الآخر وفرار من تبقى منهم".
وقد هنأت ايران "الجيش والشعب السوريين" اثر "الانتصار على الارهابيين" في القصير، كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان.
وقال عبد اللهيان ان طهران "تهنئ الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الارهابيين التكفيريين في مدينة القصير". واضاف "بعض الاطراف تواصل ارسال اسلحة وتدعم الاعمال الارهابية في سوريا"، متابعا ان هذه الاطراف "مسؤولة عن مجازر وتدمير في سوريا ويجب ان تحاكم بجرائم حرب"، في اشارة الى بعض الدول الغربية والعربية وتركيا التي تدعم مسلحي المعارضة السورية.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن ما حدث في مدينة القصير "مؤشر على تزايد التورط المباشر لإيران وحزب الله في سوريا"، وحذّر من احتمال أن يشكل تهديداً مباشراً على استقرار لبنان.
وقال هيغ للمحطة الإذاعية الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس تعليقاً عمّا حصل في القصير "إن ما حدث في القصير يوضح العديد من الأشياء، مثل وحشية النظام، والوضع الإنساني الرهيب، والتورط المباشر المتزايد لإيران وحزب الله والذي يخلق بدوره تهديدات كبيرة لاستقرار لبنان". وأضاف أن "الأزمة في سوريا معقدة وهائلة والأسوأ من ذلك كله هو تأثيرها على المستوى الإنساني، وهناك الآن ملايين الناس بحاجة ماسة للمساعدات و1,5 مليون لاجئ، ولهذا السبب يتعين علينا ابقاء جميع الخيارات متاحة".
"الكيميائي"
وفي لندن، اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية امس ان المملكة المتحدة لديها عينات "فيزيولوجية" تؤكد استخدام غاز السارين في سوريا على الارجح من قبل نظام الاسد.
وقال المتحدث "حصلنا على عينات فيزيولوجية من سوريا جرى فحصها" في انكلترا و"اثبتت المواد التي تم الحصول عليها من سوريا وجود غاز السارين". واضاف "حسب تقديراتنا فان استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا يرجح بقوة ان يكون من فعل النظام"، مشيرا الى ان بريطانيا "ليس لديها حتى الان دليل على استخدام المعارضة" السورية للاسلحة الكيميائية.
واوضح "توجد كمية متزايدة من المعلومات، المقنعة رغم كونها محدودة، تثبت ان النظام استخدم، وما زال يستخدم، اسلحة كيميائية وخاصة غاز السارين".
واكد ان "استخدام الاسلحة الكيميائية جريمة حرب"، مذكرا بان لندن طلبت من الرئيس بشار الاسد السماح "لمحققي الامم المتحدة بالوصول فورا وبلا قيود" الى الاراضي السورية.
واضاف ان "الاسد شكل مخزونا من الاسلحة (الكيميائية) ودرب وحدات عسكرية على استخدامها وما زال يسيطر على هذه الوحدات. ومن ثم فانه يتحمل مسؤولية ملحة في وضع حد لاستخدامها واتاحة اجراء تحقيق كامل بلا عرقلة".
لكن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اعلن امس، أنه لن يتخذ أي قرار بشأن تسليح المعارضة السورية خلال العطلة الصيفية للبرلمان، وجدد التأكيد على أن حكومته لم تتخذ أي قرار بهذا الموضوع حتى الآن. وقال في معرض رده على سؤال في جلسته البرلمانية الأسبوعية، إنه سيضمن استدعاء مجلس العموم (البرلمان) خلال عطلته الصيفية لمناقشة القضايا الهامة، "ونحن لم نتخذ أي قرار بشأن تسليح الثوار السوريين". واضاف أنه لا يظن أن هذه المسألة ستنشأ.
واعلنت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو ـ بلقاسم امس ان باريس "لن تتخذ قرارا احادي الجانب"، وذلك ردا على سؤال حول احتمال حصول تدخل عسكري محدد الاهداف لتدمير مخزونات الاسلحة الكيميائية في سوريا.
وقالت امام الصحافيين بعد جلسة لمجلس الوزراء "لن يكون هناك قرار احادي الجانب ومعزول من جانب فرنسا (...) الامر اصبح في ايدي المجموعة الدولية".
واوضحت الناطقة باسم الحكومة ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء انه تباحث الثلاثاء والاربعاء مع نظيريه الاميركي والبريطاني جون كيري ووليام هيغ وكذلك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. واضافت انه "ابلغهم بالعناصر التي نملكها ويقيننا من ان غاز السارين استخدم في سوريا". وتابعت "سنواصل هذه المشاروات حسب الرد الذي يجب ان يقدمه نظام بشار الاسد".
واوضحت الناطقة ان "لوران فابيوس قال مجددا انه تم تجاوز خط احمر" انطلاقا من تحليل "عينات اخذت من الارض في سوريا في اماكن عدة واكدت بوضوح وجود غاز السارين".
واكدت انه "في واحدة من الحالات في احدى العينات التي تم تحليلها، ليس هناك اي شك في ان النظام وشركاءه هم الذين يقفون وراء هذا الانتشار لغاز السارين". وقالت فالو بلقاسم ان الرئيس فرنسوا هولاند ذكر امام المجلس بانه "علينا اولا واجب التحقق واننا على صواب بنقلنا هذه المعلومات الى الامم المتحدة".
وحول "تبعات ذلك"، قالت نقلا عن وزير الخارجية الفرنسي انه "في هذه المرحلة نتشاور". واضافت ان فابيوس اكد ان "كل الخيارات مطروحة على الطاولة". وتابعت "لكن بالتأكيد الهدف هو حماية السكان بسرعة وفاعلية وفي الوقت نفسه تأمين الانتقال السياسي في سوريا".
 
5  حزيران 2013: سقوط القصير
جنيف - نور الدين الفريضي؛ القاهرة - محمد الشاذلي
لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز، ا ف ب - بعد اسابيع من المعارك ونحو سنة من حصار خانق، سقطت مدينة القصير قرب حدود لبنان تحت سيطرة قوات النظام السوري و»حزب الله» اللبناني، ما يفتح الطريق امام ربط دمشق بالساحل السوري وانتقال المعارك الى مناطق اخرى في وسط البلاد. وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض المكلف جورج صبرة ان سورية «تتعرض لغزو اجنبي»، متعهداً باستمرار المعركة «حتى تحرير كل البلاد». وأكد رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس، أن المعارضة «ستنتصر في المعركة»، ملوحاً ببدء استهداف قوات «حزب الله» داخل الأراضي اللبنانية. واعربت مصادر في المعارضة السورية عن استيائها من انباء عن احتفالات نظمها انصار «حزب الله» لمناسبة سقوط القصير.
في غضون ذلك، فشل الاجتماع التحضيري الذي عقد في جنيف أمس بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تمهيداً لعقد مؤتمر «جنيف - 2» حول سورية، في الاتفاق على عقد المؤتمر هذا الشهر وعلى تحديد الأطراف التي ستشارك فيه، فيما اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده «قدمت عناصر ادلة» حول استخدام غاز السارين في سورية «ما يرغم المجتمع الدولي على التحرك»، لكنه استدرك: «لا يمكننا التحرك الا في اطار الشرعية الدولية».
وتوقف معارضون وموالون عند تصادف ذكرى «سقوط» القصير مع ذكرى احتلال الجولان السوري من قبل اسرائيل في الخامس من حزيران (يونيو) 1967. وفيما نوهت مواقع الكترونية موالية بـ «تحرير» القصير في ذكرى «نكسة حزيران»، حذرت مصادر معارضة من ان انعكاسات ذكرى الخامس من حزيران 2013 ستكون اخطر على سورية والمنطقة والعلاقات السنية - الشيعية. وكتب احدهم النشطاء «سقطت القصير في يوم نكسة العرب. وطالما كان الخامس من حزيران يوماً مشؤوماً لنا ويوم انتصار للعدو».
وتعهد صبرة باستمرار المعركة ضد النظام السوري «حتى تحرير كل البلاد»، مشيراً الى ان سورية تتعرض «لغزو اجنبي» وان النظام «لم يعد قادرا على البقاء من دون سلاح اجنبي». وقال في كلمة القاها من اسطنبول ونقلتها شاشات التلفزة الفضائية: «للابطال في الجيش السوري الحر، نقول: هذه جولة صغيرة اثبتم فيها بطولة نادرة، جولة ستتبعها جولات حتى تحرير البلاد، كل البلاد». وكان «الائتلاف» اعلن في بيانه «بعد ملاحم بطولية قدمها أبطال الجيش الحر في الدفاع عن المدنيين، فرض الاختلال الهائل في ميزان القوى نفسه وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها».
وعرضت قنوات تلفزيونية تابعة للنظام السوري و «حزب الله» لقطات تظهر سيطرة الجيش النظامي على المدينة الاستراتيجية ودخول دبابات ومدرعات إلى وسطها. وقالت مصادر المعارضة إن السيطرة على القصير يفتح الطريق أمام احتمال تقدم الجيش النظامي و «حزب الله» باتجاه الرستن وتلبيسة في ريف حمص إلى ريف حماة في وسط البلاد، وربط دمشق بالمناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية. كما أن ذلك يسد بوابة إمداد أساسية للمعارضة عبر الأراضي اللبنانية.
وانتقلت المعارك بعدها الى البويضة الشرقية التي تضم 15 الف شخص وتسيطر عليها المعارضة، حيث يتوقع ان تستمر قوات النظام و»حزب الله» في اقتحاماتها في ريفي حمص وحماه. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن بيان للقيادة العامة للجيش النظامي قوله ان «النصر» الذي تحقق امس «رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون في العدوان على سورية»، مشيرة إلى أنها «لن تتوانى في ضرب المسلحين أينما كانوا وفي أي شبر على أرض سورية». ونقلت «بي بي سي» عن اللواء إدريس تعهده بمحاربة ميليشيا «حزب الله» داخل لبنان، نافياً أن يكون «الجيش الحر» خسر الحرب.
سياسيا، فشلت الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة في اجتماع ضمها في جنيف في الاتفاق على عقد مؤتمر «جنيف-2» هذا الشهر وعلى تحديد الأطراف التي ستشارك فيه. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله إن الاجتماع فشل في حل قضايا متعلقة بمؤتمر السلام المقترح بما في ذلك من سيشارك فيه. وتابع: «أصعب قضية هي دائرة المشاركين في المؤتمر. القضية بأكملها هي أن المعارضة السورية على عكس الحكومة لم تتخذ قراراً جوهرياً بخصوص مشاركتها في المؤتمر».
لكن الموفد الدولي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي قال بعد المحادثات إن «النقطة الشائكة الوحيدة هي أن الجانبين السوريين نفسيهما ليسا مستعدين بعد للالتزام بالمؤتمر». وأوضح أنه سيواصل المشاورات «من أجل إيجاد فرصة لعقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن ونأمل في أن يتم ذلك في تموز (يوليو)، وسيعقد الأطراف الثلاثة اجتماعاً آخر في 25 الشهر الحالي في جنيف». وشدد على أن بيان جنيف يتضمن «مبدأ مركزياً يتمثل في تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة»، وأوضح أن المؤتمر سيبدأ «باجتماع رفيع المستوى على مدى يومين يشارك فيه الأطراف غير السوريين، إضافة إلى وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين ويتولى الأمين العام افتتاحه، ثم يتفرع إلى مفاوضات مكثفة بين الجانبين السوريين» ويتولى الإبراهيمي دور تسهيل المسار.
وانضمت بريطانيا امس الى فرنسا في ترجيح استخدام نظام الأسد اسلحة كيماوية في المواجهات مع مقاتلي المعارضة، في حين اتخذت واشنطن موقفاً متريثاً. وقال ناطق حكومي بريطاني: «حصلنا على عينات فيزيولوجية من سورية جرى فحصها» في انكلترا «واثبتت المواد التي تم الحصول عليها وجود غاز السارين». وأضاف: «وفق تقديراتنا، فإن استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية يرجح بقوة ان يكون من فعل النظام»، مشيراً الى ان بريطانيا «ليس لديها حتى الآن دليل على استخدام المعارضة» الاسلحة الكيماوية. لكن الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني قال أن واشنطن تنتظر «جمع المزيد من الأدلة لتأكيد الأدلة الموجودة» حول استخدام السلاح الكيماوي في سورية.
وفي القاهرة، وقال الامين العام للجامعة العربية في افتتاح مؤتمر وزراء الخارجية العرب ان «جنيف-2» «فرصة لا يجوز تبديدها»، مضيفا ان «كل يوم يمر له ثمن غال من الدماء والدمار».
ودان الوزراء العرب في نهاية اجتماعهم الطارئ أمس القوى الأجنبية المشاركة في القتال السوري من دون توجيه إدانة مباشرة لـ»حزب الله». وكان هذا محل خلاف بين كل من قطر والجزائر بينما تمسك لبنان بموقفه من سياسية النأي بالنفس. وجاء القرار الصادر عن الوزراء دمجا بين مشروعي قرار مقترحين من الجزائر وقطر.
ودان الوزراء بشدة استمرار أعمال العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكب في حق الشعب السوري و»كل أشكال التدخل الأجنبي الذي جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال حيال التصعيد الخطير للأعمال العسكرية واستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي في قصف القرى والمدن الآهلة بالسكان وآخرها الأحداث التي شهدتها مدينة القصير وغيرها من المناطق السورية».
ورحب الوزراء بالمساعي الدولية المبذولة لعقد « جنيف - 2» وحض كل الأطراف السورية على الاستجابة لتلك الجهود من أجل إيجاد حل سياسي تفاوضي استناداً إلى بيان جنيف وتقرير اللجنة الوزارية العربية المعنية، وتضمن «تشكيل حكومة انتقالية لفترة زمنية محددة متفق عليها تمهيدا لضمان الانتقال السلمي للسلطة» وان «تتمتع الحكومة الانتقالية بسلطة تنفيذية كاملة بما في ذلك سلطة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية» وان تشكل «خلال فترة زمنية محددة استنادا لتفاهم جميع الأطراف».
 
قوات النظام و«حزب الله» تسيطر على القصير ... وتربط دمشق بالساحل
لندن - «الحياة»
تمكنت قوات النظام السوري مدعومة من قوات «حزب الله» صباح امس، من الدخول إلى وسط مدينة القصير في حمص قرب الحدود مع لبنان، في وقت أعلنت قيادة الجيش السوري أن قواتها ستلاحق مقاتلي المعارضة «أينما كانوا وفي أي شبر». غير أن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قال إن «الثورة مستمرة» رغم سقوط القصير، وأكد رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس، أن قوات المعارضة «ستنتصر في المعركة»، ملوحاً ببدء استهداف قوات «حزب الله» داخل الأراضي اللبنانية.
وعرضت قنوات تلفزيونية تابعة للنظام السوري و «حزب الله» لقطات تظهر سيطرة الجيش النظامي على مدينة القصير الاستراتيجية ودخول دبابات ومدرعات إلى وسط المدينة بعد أكثر من أسبوعين من بدء المعركة تحت قصف جوي عنيف وبعد نحو سنة من حصار خانق. وقال محللون إن السيطرة على القصير يفتح الطريق أمام احتمال تقدم الجيش النظامي و «حزب الله» باتجاه الرستن وتلبيسة في ريف حمص إلى ريف حماة في وسط البلاد، وربط دمشق بالمناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية. كما أن ذلك يسد بوابة إمداد أساسية للمعارضة عبر الأراضي اللبنانية.
وقالت مصادر معارضة إن أحد أسباب التقدم العسكري الميداني أمس، أن روسيا زوّدت النظام السوري صوراً فضائية لأنفاق يتمركز فيها مقاتلو المعارضة. وقال أحد القادة العسكريين إن 12 صاروخ أرض-أرض سقطت خلال فترة قصيرة على منطقة صغيرة في القصير، وإن 1250 جريحاً سقطوا في هذا القصف. وعزت المعارضة فقدان المدينة الاستراتيجية إلى التفوق العسكري في العدة والعتاد للقوات النظامية و «التدخل السافر» من «حزب الله» مقابل وقوف «العالم المنافق متفرجاً».
وأفاد موقع «أخبار ثورة حمص» على «فايسبوك»: «إنها جولة خسرناها، لكن الحرب سجال». وأضاف: « في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني أمام سمع العالم وبصره، هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى».
وأعلن «الائتلاف» في بيان أنه «بعد ٤٨ يوماً من المعارك المحتدمة على جبهة القصير وبعد ملاحم بطولية قدمها أبطال الجيش الحر في الدفاع عن المدنيين، فرض الاختلال الهائل في ميزان القوى نفسه وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها»، مشيراً إلى أنه يضع الأمم المتحدة والدول الكبرى «أمام مسؤولياتها في التدخل السريع لحماية المدنيين ووضع حد لممارسات نظام الأسد الانتقامية والممنهجة في سفك دماء الآمنين من أبناء الشعب السوري»، لكنه أضاف: «ستستمر الثورة المباركة، والنصر حليف أصحاب الحق في أنهم صمدوا في مواجهة الظلم والاستبداد».
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلت عن بيان للقيادة العامة للجيش النظامي، أن «قواتنا المسلحة الباسلة تمكنت من إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة القصير وتطهيرها من رجس الإرهابيين بعد سلسلة من العمليات الدقيقة الناجحة التي نفذتها في المدينة وفي القرى والبلدات المحيطة بها نتج عنها مقتل عدد كبير من الإرهابيين واستسلام البعض الآخر وفرار من تبقى منهم». واعتبرت «النصر» الذي تحقق امس «رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون في العدوان على سورية»، مشيرة إلى أنها «لن تتوانى في ضرب المسلحين أينما كانوا وفي أي شبر على أرض سورية».
في المقابل، نقلت «بي بي سي» عن اللواء إدريس تعهده بمحاربة ميليشيا «حزب الله» داخل لبنان، ونفى أن يكون «الجيش الحر» خسر الحرب، على الرغم من سيطرة النظام على القصير، وقال إنه «طلب من قادة الجيش الحر، بمن فيهم المتواجدون بالقرب من مدينة القصير، محاربة مقاتلي حزب الله داخل سورية فقط، لكن هناك أعداداً كبيرة جداً منهم داخل سورية، في القصير وإدلب وحلب ودمشق وفي كل مكان في البلاد». وأوضح أن مقاتلي الحزب «يغزون الأراضي السورية، وعندما يستمرون في القيام بذلك والسلطات اللبنانية لا تتخذ أي إجراء لمنعهم من القدوم إلى سورية، فان ذلك سيسمح لنا بمحاربتهم داخل الأراضي اللبنانية».
وبعدما أبدى ثقته بأن قوات المعارضة «ستكسب المعركة ضد النظام»، أقرّ إدريس أن المعركة «ستستمر لسنوات عديدة، وستشهد سقوط المزيد من الشهداء والدمار من دون دعم أصدقائنا في الدول الغربية والولايات المتحدة».
إلى ذلك، نفى إدريس إصداره قراراً بعزل رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي، الذي كان جال مع قائد «لواء التوحيد» عبد القادر صالح في القصير قبل يومين، منوها بـ «شجاعة» العكيدي و «بطولاته التي سيسجلها التاريخ». وأشارت مصادر المعارضة إلى استمرار الاشتباكات إلى يوم أمس، وأن قوات النظام قصفت مناطق في القصير وسط محاولات استعادة أطراف من المدينة من قوات النظام و «حزب الله».
وفي باقي مناطق حمص، تعرض قرية البويضة الشرقية لقصف عنيف سقط فيه عدد كبير من الجرحى وسط نقص في المواد الطبية، في وقت دارت اشتباكات على أطراف بلدة الدارة الكبيرة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، التي سيطرت على شركة الكهرباء وسط محاولات منها لاقتحام البلدة.
وفي حماة المجاورة، شنت طائرات حربية غارات على قرية أبو حنايا وإحدى قرى الريف الشرقي، وسط نزوح للأهالي ترافق مع استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط «محطة صلبا» لضخ النفط، التي وقعت فيها انفجارات عنيفة نتيجة استهدافها من الكتائب المقاتلة في محاولة للسيطرة عليها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأضاف أن مناطق في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة قصفت، ما أدى إلى أضرار مادية واندلاع النيران في المحاصيل الزراعية.
وفي ريف إدلب في شمال غربي البلاد، تعرضت قرية الكستن التابعة لمدينة جسر الشغور ومناطق في معرة النعمان، إلى قصف طاول أيضاً بعض قرى جبل الزاوية.
وقال «المرصد» إن قوات النظام قصفت منطقة المعامل في بلدة المنصورة في الريف الغربي ومحيط مطار «منغ» العسكري شمال شرقي حلب، والخاضع لحصار مقاتلي المعارضة، وقام مقاتلون بتفجير آلية للقوات النظامية على طريق قرية الجنين في ريف مدينة السفيرة شرق حلب.
وفي شمال شرقي البلاد، شنت طائرات حربية غارة على مدينة الطبقة بمحافظة الرقة وعلى مناطق في بلدة تل براك في الحسكة قرب حدود العراق.
وفي دمشق، صعدت قوات النظام قصفها لمناطق في معضمية الشام وسط اشتباكات في المدينة، ما أدى إلى سقوط مقاتل من «الجيش الحر» وقتلى من القوات النظامية. وقال «المرصد السوري» إن اشتباكات عنيفة حصلت امس في مخيم اليرموك جنوب العاصمة رافقتها أصوات انفجارات مع قصف على حي الحجر الأسود المجاور، فيما تواصلت الاشتباكات في حي جوبر شرق العاصمة وفي حي برزة شمالها في محاولة من القوات النظامية لاقتحام الحي.
 
موسكو لم تبدأ تدريب السوريين على استخدام صواريخ «أس 300»
اللواء...(رويترز)
نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر عسكري روسي قوله: «إن روسيا تدرب ضباطا من الجيش السوري على استخدام انظمة صاروخية مضادة للطائرات لكنها لم تبدأ تدريبهم على استخدام نظام «أس 300» الصاروخي المتطوّر».
وأعلنت روسيا عن أنها لن ترضخ للضغوط لالغاء صفقة لبيع نظام «أس 300» لسوريا التي تقول حكومات غربية انها قد تطيل امد الحرب الأهلية السورية، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن امس الاول عن أن روسيا لم تسلم سوريا الصواريخ بعد.
ونقلت «إنترفاكس» عن المصدر العسكري الروسي الذي لم تكشف عن اسمه قوله ان الضباط السوريين من بين 250 ضابطا أجنبيا من 19 دولة يتدربون في الاكاديمية العسكرية الروسية المسؤولة عن اسلحة الدفاع الجوي.
وقال المصدر: «تدريب الضباط السوريين في اطار برنامج «أس 300» لم يبدأ بعد».
وصرّح بأنّ معظم الضباط السوريين وصلوا قبل اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد في آذار عام 2011.
ونظام «أس 300» مصمم لاسقاط الطائرات والصواريخ على مدى 200 كيلومتر. ويمكن ان يعزز الدفاعات السورية - التي توفّرها روسيا - في مواجهة هجمات جوية من جانب اسرائيل او من جانب قوى خارجية يمكن ان تفرض مستقبلا منطقة حظر جوي في سوريا. وألمح دبلوماسيون غربيون الى ان موسكو تستخدم صواريخ «أس 300» كورقة تفاوض تقوي صوتها في مساعي إنهاء أكثر عامين من إراقة الدماء في سوريا.
 
القصير تسقط وتحضيرات «جنيف - 2» تتعثر
بيروت - «الراي»
بدا أمس أن من غير الممكن ترجمة السيطرة على بلدة القصير في ريف حمص من قبل القوات النظامية السورية و«حزب الله»، فورا، الى مكاسب على طاولة المفاوضات، بعد ارفضاض الاجتماع التحضيري لـ «جنيف - 2» على خلاف حول مشاركة ايران فيه، رغم ان مصادر في الحلقة الضيقة القريبة من الرئيس السوري بشار الاسد قالت لـ «الراي» ان «الاسد اكد بعد سقوط القصير تمسكه اكثر بالمفاوضات السياسية».
فبعد اسابيع من المقاومة الشرسة وقصف البلدة بالطائرات الحربية وصواريخ ارض ارض، دخلتها القوات النظامية وعناصر «حزب الله» اثر انسحاب مقاتلي المعارضة منها بسبب نقص كبير في الامدادات نتيجة الحصار المطبق الذي فرض على البلدة.
واعترف بيان الهيئة العامة للثورة السورية بخسارة القصير «ولكن الحرب سجال»، مضيفا: «أبى بعض الفدائيين إلا ان يحموا ظهر إخوانهم، فبقي العشرات منهم في اطلال المدينة، ليؤمنوا انسحاب إخوانهم مع المدنيين، ويصدوا هجوم مغول العصر الذين شحذوا سكاكينهم لذبح الأطفال والنساء... هؤلاء الفدائيون ما زالوا يقاتلون حتى اللحظة ضد الآلاف من مرتزقة لبنان الذين كانوا قبل سنين ضيوفاً لاجئين في بيوتهم».
واتهم البيان العالم الذي لم يستطع حتى فتح ممرات إنسانية للمدنيين بـ «النفاق».
واعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بالإنابة جورج صبرا إن «جزءاً غالياً من الأراضي السورية بات محتلاً»، مضيفا أنه بفضل عناصر الجيش الحر «لم يعد النظام قادراً على الصمود إلاّ بالسلاح الأجنبي».
وتزامن «حسم» معركة القصير، مع اجتماع تمهيدي ثلاثي بين الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة تحضيرا لـ «جنيف - 2»، وذكرت مصادر ديبلوماسية ان المحادثات انتهت دون اتفاق بشأن مشاركة ايران وهي نقطة خلاف بين القوى العالمية، مضيفة ان جولة أخرى من المحادثات التحضيرية التي يستضيفها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي ستعقد في 25 يونيو الجاري.
وقالت مصادر قريبة من قيادة «حزب الله» لـ «الراي» انه «صحيح ان القصير شكلت أمّ المعارك، لكن الأصحّ انها اول المعركة وليست نهاية الحرب»، مشيرة الى ان «الصراع في سورية يتجه إما لحرب اكثر شراسة وإما لمفاوضات في جنيف - 2».
وأوضحت المصادر ان «الجيش السوري وحزب الله اتفقا على الإبقاء على التنسيق والجهوزية في اطار عمل مشترك لمجابهة جبهات جديدة ما بعد القصير في نطاق الحدود اللبنانية - السورية، وما بعد بعد القصير، اي في منطقة الغوطة التي تحوط دمشق، وما بعد بعد بعد القصير في اتجاه حمص وحلب».
وأضافت المصادر ان «التحضيرات بدأت في اتجاه النبك ويعرب (حيث مقام النبي الياس وجامع الخضر) ويبرود ودير عطية ورأس المعرة والكرى ومعلولة في سورية اضافة الى المنطقة اللبنانية الممتدة من بعلبك الى اللبوة، الى رأس بعلبك الى القاع فالهرمل، والمتجهة نحو شدرا وصولاً الى تلكلخ السورية».
وقالت مصادر في الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري لـ «الراي» ان «الاسد اكد بعد سقوط القصير تمسكه اكثر بالمفاوضات السياسية لوقف النزف وذهاب الجميع الى طاولة سوريّة موحّدة لإنهاء الصراع».
وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأن «اجتماع اسطنبول الاخير (للمعارضة) لم يكن سيئاً لأن المفاوضين الاساسيين، كالفرنسي والقطري والاماراتي والسعودي والاميركي والبريطاني، استطاعوا تحقيق إنجاز بجمعهم المعارضة وإرغامها على الخروج بصيغة توافقية موحدة، الامر الذي يمكّنهم من تحقيق انجاز آخر يجمع المعارضة كلها وتنظيمها للجلوس مع النظام... وإلا فإن العمليات العسكرية ستستمرّ».
 
مسؤولون في «حزب الله» لـ «الراي»: بعد القصير الحدود مع لبنان فالغوطة فحمص فحلب
 خاص - «الراي»
ماذا بعد القصير؟.. انه العنوان الذي قفز سريعاً الى واجهة التطورات في الميدان السوري وعلى الجبهات الديبلوماسية ذات الصلة، في ضوء المعطى الاستراتيجي المتمثل بسقوط مدينة القصير في قبضة الجيش السوري النظامي و«حزب الله».
مصادر قريبة من قيادة «حزب الله» قالت لـ «الراي» انه «صحيح ان القصير شكلت أمّ المعارك، لكن الأصحّ انها اول المعركة وليست نهاية الحرب»، مشيرة الى ان «الصراع في سورية يتجه إما لحرب اكثر شراسة وإما لمفاوضات في جنيف - 2».
وتحدثت المصادر عن ان «الجيش السوري استطاع بتناغمه مع حزب الله تحقيق إنجاز ميداني استُخلصت منه العبر سريعاً خدمةً لأيّ حرب مستقبلية من المؤكد انها ستقودهما الى أمكنة عدة داخل سورية، وعلى حدود سورية ولبنان مع اسرائيل».
ورأت تلك المصادر ان «الطرفين (الجيش السوري وحزب الله) إتفقا على الإبقاء على التنسيق والجهوزية في اطار عمل مشترك لمجابهة جبهات جديدة ما بعد القصير في نطاق الحدود اللبنانية - السورية، وما بعد بعد القصير، اي في منطقة الغوطة التي تحوط دمشق، وما بعد بعد بعد القصير في اتجاه حمص وحلب».
ولفتت المصادر عينها الى ما كان اعلنه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عندما بدا جازماً بقوله انه لن يقبل بوجود التكفيريين على الحدود اللبنانية، مشيرة الى ان «نشوة الانتصار في القصير لم تُنس حزب الله ارواح الشهداء وتضحياتهم من اجل حماية خط المقاومة».
واضافت المصادر القريبة من قيادة «حزب الله» ان «التحضيرات بدأت في اتجاه النبك ويعرب (حيث مقام النبي الياس وجامع الخضر) ويبرود ودير عطية ورأس المعرة والكرى ومعلولة في سورية اضافة الى المنطقة اللبنانية الممتدة من بعلبك الى اللبوة، الى رأس بعلبك الى القاع فالهرمل، والمتجهة نحو شدرا وصولاً الى تلكلخ السورية».
وأشارت المصادر الى ان «السيطرة على هذه الجغرافيا ستكون كفيلة بقطع خطوط الامداد ومنع وصول الاسلحة الى الداخل السوري من مصادر متنوعة تمرّ عبر مرافئ لبنان وحدوده لدعم المعارضة السورية»، لافتاً الى انه لن يعود في وسع اللبنانيين الذين يرغبون بالقتال الى جانب المعارضة السورية الا الهبوط بالمظلات».
اما المحور الآخر الذي ستتجه اليه الانظار بعد القصير، بحسب المصادر عينها فـ «هو محور الزبداني من جهة ومحور مقام السيدة زينب الواقع في نطاق غوطة دمشق من جهة اخرى، وهو الذي كان بدأ العمل عليه خلال معارك القصير قبل اسبوع».
وأكدت مصادر وثيقة الصلة بالقيادة المشتركة لجيش النظام و«حزب الله» ان معنويات الجيش السوري مرتفعة اليوم الى الحد الذي يمكّنه من القتال على جبهات عدة، ومن تثبيت مواقعه على النحو الذي يعطي دفعاً سياسياً قوياً للرئيس (السوري بشار) الاسد».
وقالت مصادر من الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري لـ «الري» ان «الاسد اكد اليوم (امس) بعد سقوط القصير تمسكه اكثر بالمفاوضات السياسية لوقف النزف وذهاب الجميع الى طاولة سوريّة موحّدة لإنهاء الصراع».
ورأت هذه المصادر ان «هذا التصوّر قد يتأخر نضوجه عند الاطراف المختلفة بسبب مصالح لدول عدة متدخّلة في الملف السوري»، معربة عن اعتقادها بأن «اجتماع اسطنبول الاخير (للمعارضة) لم يكن سيئاً لأن المفاوضين الاساسيين، كالفرنسي والقطري والاماراتي والسعودي والاميركي والبريطاني، استطاعوا تحقيق إنجاز بجمعهم المعارضة وإرغامها على الخروج بصيغة توافقية موحدة، الامر الذي يمكّنهم من تحقيق انجاز آخر يجمع المعارضة كلها وتنظيمها للجلوس مع النظام... وإلا فإن العمليات العسكرية ستستمرّ».
واعتبرت هذه المصادر انه «لم يكن هناك تقاعس من الدول الحليفة للمعارضة ومسلّحيها في سورية. كان المطلوب منها الدعم اللوجستي والاستخباراتي والمادي والتسليحي، وهذا ما حصلوا عليه، بدليل ما وجدته قوات الجيش السوري عند دخولها القصير»، لافتة الى ان «ما طالب به هؤلاء حصلوا عليه، ولم يكن احد يتصور ان الجيوش الغربية ستدفع بأبنائها للقتال على ارض سورية».
وكشفت تلك المصادر عن ان «حلفاء خط الممانعة قدموا جميع أشكال الدعم لنظام الرئيس الاسد وجيشه، وهو دعم سيستمر ما دامت العمليات العسكرية مستمرة»، قائلة: «لنضع القصير خلفنا وننطلق الى المرحلة التالية ما دام أفق المفاوضات السياسية غير مشجع».
وختمت هذه المصادر بالقول: ان «عملية اعادة اعمار المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري ويتمركز فيها، سيشارك فيها اطراف خط الممانعة، على غرار ما شهدته مناطق جنوب لبنان وبقاعه بعد حرب يوليو 2006».
 
 
«الحديث عن النصر مجرد ترويج إعلامي»
المقداد لـ «الراي»: المعركة ليست في القصير بل تمتد على 185 ألف كيلومتر مربع
الرأي..بيروت - من ريتا فرج:
أكد المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش السوري الحر لؤي المقداد أن الثوار في القصير «يملكون معنويات تعانق السماء وهي أعلى بكثير من معنويات الغزاة».
وأشار المقداد في اتصال مع «الراي» الى أن «ثمة تقدّماً لميلشيات حزب الله وقوات بشار الأسد على بعض المحاور»، معتبراً أن «التخاذل الدولي والعربي هو أعلى مما يتصوره كل الجمهور العربي»، مضيفاً: «حكومات دولية طالما تغنت بالديموقراطية والحرية أدارت ظهرها لكل الشعب السوري وهم اليوم يديرون ظهرهم لنساء وأطفال القصير».
وقال رداً على سؤال إن «غالبية الشهداء الذين سقطوا في مجازر القصير من المدنيين»، موضحاً أن «المدينة تعرضت لقصف همجي حيث استخدمتُ الأسلحة الفتاكة من راجمات الصواريخ والمدفعية والطيران الحربي»، كاشفاً عن «سقوط أكثر من 50 قذيفة في الدقيقة الواحدة يوم الثلاثاء».
وعمّا إذا كان سقوط القصير سيؤدي الى اقتياد المعارضة الى «جنيف 2» بشروط النظام وحلفائه قال: «لن يفرض النظام شروطه على الشعب السوري، ومعركتنا مع بشار الاسد ومع حزب الله ممتدة على 185 ألف كيلومتر وليست في القصير وحدها»، مشدداً على أن «الاسد يحاول تحقيق انتصار إعلامي لرفع معنويات كتائبه وقد أتى ببضعة مرتزقة كالمرتزقة الأفارقة الذين أتى بهم معمر القذافي قبل سقوطه».
وأشار الى أن الرئيس السوري «خسر كل جيشه وبات بحاجة الى مئات المرتزقة الاجانب كي يساعدوه»، مشدداً على أن «القصير معركتها كمعركة أي شبر من تراب سورية وكلنا يعلم الضجيج الاعلامي الذي استخدمه النظام في تحرير داريا مئات المرات وفي تحرير دوما عدة مرات وهو يدرك أن هذه الاراضي لا يستطيع السيطرة عليها رغم القصف الهمجي، وإن تمكن من ذلك فليس بمقدوره السيطرة إلاّ على بعض الأحياء».
وتعليقاً على ما قاله رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم ادريس، بمحاربة «حزب الله» داخل لبنان قال: «نحن نلتزم حماية أمن واستقرار لبنان وهذه القضية خط أحمر لكن من حقنا تماماً أن ندافع عن أنفسنا ونرد على مصادر النيران ومرابض المدفعية ومنصات صواريخ حزب الله حيث وجدت»، مضيفاً: «نعتبر كل مركبة تضم شبيحة من حزب الله على الحدود اللبنانية هدفاً مشروعاً لنا»، وموضحاً أن «الشعب السوري يُقتل اليوم والشعب اللبناني شعب شقيق لنا وشريك في المعاناة من هذا النظام لكن هيمنة حزب الله قوى من قرار هذا الشعب وأقوى من حكومته وأقوى من رئيس الجمهورية».
 
الجامعة العربية: مقعد سورية لايزال شاغراً
الرأي... القاهرة - من أحمد علي ومصطفى أبوهارون
أعلن الناطق باسم الأمين العام للجامعة العربية السفير نصيف حتى، ان مقعد سورية في الجامعة العربية لايزال شاغرا. موضحا أن «الشروط القانونية مرهونة بتشكيل الحكومة من قبل الاتئلاف الوطني السوري المعارض».
وأكد حتى في تصريحات في ختام اجتماع المندوبين الدائمين وقبيل الوزاري العربي، إن «الائتلاف السوري طلب مشاركة وفد ممثل منه برئاسة رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف هيثم المالح، في الاجتماع الوزاري العربي لإلقاء كلمة تعبر عن موقف المعارضة من تطورات الأحداث على الأرض السورية، ومؤتمر جنيف - 2».
وذكر أن «هذه المشاركة لا تعني شغل المقعد في الجامعة العربية الذي لايزال شاغرا، نظرا لعدم توافر الشروط القانونية لشغله».
وعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين اجتماعا، أمس، قبيل اجتماع وزراء الخارجية، حيث أعدوا مشروع قرار حول تطورات الوضع في سورية والجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية يحظى بموافقة عدد كبير من الدول العربية.
وتضمن مشروع القرار، الذي رفعه إلى الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، التأكيد على ضرورة الحوار بين السوريين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية لفترة زمنية محددة لتهيئة بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وأن تمارس هذه الهيئة كامل السلطات التنفيذية، على أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى، وأن تشكل على أساس الموافقة المتبادلة.
وتضمن مشروع القرار، الترحيب والدعم الكامل للتوافق الدولي والمساعي الجارية في شأن انعقاد مؤتمر دولي في جنيف، وحث الأطراف السورية للمشاركة من أجل إيجاد حل سلمي وسياسي للأزمة السورية.
وأبدى المجلس القلق البالغ حيال تصعيد أعمال العنف والقتل وانتشارها والتحذير من الانزلاقات الخطيرة التي آلت إليها الأزمة، التي طالت مقومات سورية الحضارية والتاريخية، وامتداد القتل إلى دول الجوار، الأمر الذي أصبح لا يهدد سورية وسيادتها وسلامة أراضيها ووحدة شعبها فقط، بل يهدد أمن واستقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين.
ودان مشروع القرار بشدة كل أشكال التدخل الأجنبي الذي جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال وتدمير البنية التحتية واستنزاف مقدرات الشعب السوري. كما دان بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية الذي يعد انتهاكا لسيادة دولة عربية ويدعو المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن إلى وقف تكرار هذه الاعتداءات التي من شأنها أن تزيد الأمور تفجرا وتعقيدا وتعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات.
ودعا بإلحاح إلى تضافر الجهود لحمل كل الأطراف المتصارعة على تغليب لغة العقل والحوار والتفاوض لإيجاد حل سياسي بين السوريين باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة ولإنقاذ سورية والحفاظ على مقوماتها وتجنيب المنطقة انزلاقات خطيرة مع الدعم الكامل لمطالب الشعب السوري في تحقيق طموحاته المشروعة في إرساء الديموقراطية والحرية والكرامة وصوت ترابط نسيجه الاجتماعي بجميع أطيافه ومكوناته. وأكد على التزام الدول الأعضاء في الجامعة العربية بلعب دور ميسر للحوار ومحفز له.
 
باريس: لا قرار أحادياً بالتدخل في سورية ... بشأن «الكيماوي»
الرأي..باريس ، لندن - ا ف ب - اعلنت فرنسا امس انها لن تتخذ قرارا احادي الجانب حول تدخل عسكري محدد الاهداف لتدمير مخزونات الاسلحة الكيماوية في سورية، بعد تأكيدها اول من امس استخدام هذه الاسلحة في سورية، وهو ما قالت لندن امس انها تملك دليلا عليه.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية نجاة فالو - بلقاسم أمام الصحافيين بعد جلسة لمجلس الوزراء «لن يكون هناك قرار احادي الجانب ومعزول من جانب فرنسا (...) الامر اصبح في ايدي المجموعة الدولية».
وفي لندن، ذكر متحدث باسم الحكومة البريطانية ان المملكة المتحدة لديها عينات «فيزيولوجية» تؤكد استخدام غاز السارين في سورية على الأرجح من قبل نظام بشار الاسد.
وقال المتحدث: «حصلنا على عينات فيزيولوجية من سورية جرى فحصها» في انكلترا و«اثبتت المواد التي تم الحصول عليها من سورية وجود غاز السارين».
واضاف: «حسب تقديراتنا فان استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية يرجح بقوة ان يكون من فعل النظام» مشيرا الى ان بريطانيا «ليس لديها حتى الان دليل على استخدام المعارضة» السورية للاسلحة الكيماوية.
واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الاتهام الذي وجهته باريس الى النظام السوري اول من امس بانه استخدم غاز السارين على الاقل مرة واحدة في نزاعه مع مقاتلي المعارضة يستدعي من دمشق ان تسمح للامم المتحدة بالتحقيق بحرية في هذه الاتهامات.
وقال الوزير البريطاني ان ما اورده نظيره الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة تلفزيونية عن امتلاك باريس دليلا مخبريا على استخدام غاز السارين في النزاع السوري يظهر ان «حجم الفظائع... يتضح أكثر من اي وقت مضى».
من ناحية ثانية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه لن يتخذ أي قرار بشأن تسليح المعارضة السورية خلال العطلة الصيفية للبرلمان، وجدد التأكيد على أن حكومته لم تتخذ أي قرار بهذا الموضوع حتى الآن.
وقال كاميرون في معرض رده على سؤال في جلسته البرلمانية الأسبوعية، إنه «سيضمن استدعاء مجلس العموم (البرلمان) خلال عطلته الصيفية لمناقشة القضايا المهمة، ونحن لم نتخذ أي قرار بشأن تسليح المقاتلين السوريين». واضاف أنه «لا يظن أن هذه المسألة ستنشأ».
 
خطة طوارئ إيرانية لما بعد الأسد في لبنان

هدى الحسيني

جريدة الشرق الاوسط.... يتصرف النظام السوري كأنه باق أبدا، ويريد، كما في الماضي، تقوية حلفائه لأهداف كثيرة ليس بينها واحد إيجابي.
وتتصرف إيران وحزب الله، رغم كل المساعدات والمواقف التي كشفت أن انتماء الاثنين واحد وهو لأهداف ولاية الفقيه، على أن النظام السوري، مهما طال الوقت وكثرت التضحيات، ذاهب.
كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن صفقات السلاح الروسية إلى سوريا، وأبرزها صواريخ أرض - جو «إس - 300» التي لم تصل بعد. لكن الذي وصل وأشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» وصحف دولية أخرى هي صواريخ أرض - جو «إس اي 17» ونوع متقدم من صواريخ بحر - بحر من طراز «YAKHONT» وهو صاروخ بطول 22 قدما يصل مداه إلى 180 ميلا، ويمكنه أن يحمل رؤوسا حربية شديدة الانفجار.
في حديثه لصحيفة «كلارين» الأرجنتينية، قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه سيزود حزب الله بأسلحة متطورة (بعدها كشف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن قواته تقاتل علنا في مدينة القصير، مسقطا بذلك معادلة: الجيش والشعب والمقاومة في لبنان)، والخطط جارية الآن سرا لنقل صواريخ «YAKHONT» إلى حزب الله وإلى إيران بأسرع وقت ممكن بسبب فقدان الجيش السوري العديد من قواعده العسكرية وأنظمة الأسلحة.
قرار النظام السوري تحويل هذه الصواريخ إلى الحليف الإيراني جاء لأنها تشكل تهديدا للسفن الغربية في الخليج والنشاط التجاري في المتوسط. في هذه الحالة، مع استمرار المعارك داخل سوريا، تراقب الدول الغربية والعربية وكذلك إسرائيل وصول الأسلحة المتطورة الروسية إلى سوريا، والجهود التي تبذل لنقلها إلى حزب الله في لبنان.
في الوقت نفسه، ومن جهة أخرى، فإن إيران وحزب الله يستعدان لمعركة الصراع على لبنان، بعد سقوط الأسد.. إذ إنه على الرغم من كل المساعدات الضخمة التي تقدمها إيران إلى سوريا، والعمل على تجريد حزب الله من صفته اللبنانية، والكشف عن أنه يأتمر مباشرة بأمر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي (يلاحظ أخيرا اختفاء الأعلام اللبنانية، وأن المنابر التي يقف عليها قياديو حزب الله لتأبين ضحاياه، أو لتبرير تدخله في القصير، تزينها صورتان عملاقتان لآية الله الخميني والمرشد خامنئي)، فإن هناك اعترافا إيرانيا ضمنيا بأن النظام السوري سيسقط، ويدرك، بالتالي، شاغلو المناصب العليا في الجمهورية الإسلامية أن موطئ القدم الرئيس لإيران سيكون لبنان.
بناء على هذا التقييم، فإن كبار المسؤولين في إيران وفي الحزب وضعوا خطة طوارئ لليوم الذي سيلي سقوط الأسد. تشمل النقاط الرئيسة لهذه الخطة نقل المقر الرئيس المشترك لهما، من سوريا إلى إيران، وإعداد جسر جوي لإيصال الأسلحة من طهران إلى بيروت، والتصويب على غير الحلفاء السياسيين لتخويفهم وإسكاتهم.
في بداية شهر مارس (آذار) الماضي اتفق قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والأمين العام لحزب الله على الشروع في المرحلة الأولى من خطة الطوارئ للاستراتيجية التي أعدت العام الماضي بهدف الحفاظ على النفوذ السياسي والعسكري لطهران في لبنان. ووفقا للمعلومات، تجري الاستعدادات لنقل مقر القيادة العامة إلى طهران، حيث ستضم مستشارين إيرانيين في الحقل السياسي والاستراتيجي والعسكري. وستشمل المشاركة الإيرانية ممثلين عن وزارتي الخارجية، والاستخبارات، وقوات «الحرس الثوري» بقيادة قائد «فيلق لبنان» في الحرس حسن مهداوي. أما المشاركة اللبنانية، فتشمل ممثلين عن الحزب سيكونون على اتصال مباشر مع المستشار الأمني الأول للأمين العام للحزب المسؤول عن الوحدات التشغيلية السرية، ومع أحد مستشاريه السياسيين الرئيسين. الغرض الرئيس من خطة الطوارئ التي وضعها المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بمساعدة عناصر من حزب الله شاركوا في التخطيط الاستراتيجي، هو إحباط كل الاحتمالات من قبل المعارضة اللبنانية التي ستحاول الاستفادة من احتمال سقوط الأسد، وتزعزع الجبهة الداخلية الاستراتيجية في لبنان التي تدعم الحزب، من أجل إضعاف نفوذه في الداخل.
من وجهة النظر الإيرانية، من دون سوريا، يصبح لبنان حاسما بوصفه بلدا تكون عبره إيران قادرة على مواصلة التأثير في المنطقة العربية.
أما حزب الله، فإنه معني بإمكانية انتفاضة وطنية واسعة ضده في اليوم الذي يلي انهيار الأسد، تذكّر بمظاهرة 14 آذار/ مارس 2005.
حسب الخطة على المستوى العسكري، فإن أول خطوة عملية تكون بإقامة جسر جوي مكثف لنقل أسلحة وأدوات مكافحة الشغب، ووفقا للتوجيهات، فإن «الحرس الثوري» يجب أن يكون على استعداد لتحميل طائرات بالمعدات في وقت قصير، وإرسالها مباشرة إلى مطار بيروت الدولي.
وتشير تقارير لبنانية إلى أن مساعي الحزب لدمج المتعاطفين معه في الجيش اللبناني مستمرة، يساعده في ذلك بعض كبار الضباط الأمنيين، وتجنب الجيش خوض أي اشتباك مع قيادة الحزب. وتضيف هذه التقارير أن الحزب يعمل على تقوية شعبة استخباراته الخاصة الموثوق بها، لإحباط أي خطط من قبل المعارضة اللبنانية، كما أنه يدرب فرقا خاصة من مقاتليه لقمع أعمال الشغب.
المرحلة التشغيلية الثانية من خطة الطوارئ التي يمكن لحزب الله وإيران الاضطلاع بها في وقت واحد، تركز على الساحة السياسية اللبنانية المنقسمة بشدة، وأهم ما يتطلعان إليه بعد إلغاء الانتخابات والتمديد لمجلس النواب، التركيز على حق النقض أو ما يسمى في لبنان بـ«الثلث الضامن» فيما يتعلق بكل قرارات الحكومات اللبنانية. ومن أهداف خطة الطوارئ بالنسبة للمعارضة اللبنانية، التخوين، والتخويف بكل الوسائل، للوصول إلى الرعب والتزام الصمت المطبق، ثم إن لحزب الله خطة خاصة به للسيطرة على الحكومة، والاتصالات، وأجهزة البنية التحتية في لبنان، وتتضمن هذه الخطة زيادة الأمن في مناطق وجوده في الضاحية الجنوبية لبيروت وكل الطرق التي تربط الجنوب بالعاصمة، حتى إذا ما كان هناك اضطرار ما، فيمكن السيطرة العسكرية الكاملة على العاصمة.
لقد وضعت خطة الطوارئ السرية على أساس إدراك مكتب الأمن القومي الإيراني، أن كل النشاطات المدنية التي قامت بها طهران تجاه لبنان في السنتين الماضيتين لم تحقق النتائج المطلوبة. خلال تلك الفترة، منفردة أو بالتعاون مع حزب الله، عملت إيران على توسيع التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري مع لبنان.
عسكريا، وفي عدة مناسبات، عبرت إيران عن رغبتها في توسيع التعاون الأمني مع لبنان والمساعدة في تسليح الجيش. لكن، كل هذه الإغراءات، لم يجرِ شراؤها من قبل لبنان، ولم تنجح إيران في تقوية نفوذها فوق الجزء الكبير الرافض لها فيه.. لا بل إن التصرفات الإيرانية وكل اقتراحاتها لاقت انتقادات علنية في لبنان، رغم أدب كبار المسؤولين اللبنانيين في استقبال الضيوف الإيرانيين وعروضهم التي اعتقدوا أنها مسيلة للعاب.
ربما عندما جرى وضع خطة الطوارئ هذه، كان هناك احتمال ضئيل بتطبيقها. حتى نتائج حرب يوليو (تموز) 2006، ورغم الدمار الذي لحق بكل لبنان، فإن اللبنانيين تقبلوا طرح حزب الله لأسبابها. لكن التورط في سوريا أخاف معظم اللبنانيين؛ إذ من يتحمل تبعاته؟ تسلسلت الأسباب من الدفاع عن «المقدسات» وحي السيدة زينب، إلى الدفاع عن القرى الشيعية على الحدود داخل سوريا التي يسكنها لبنانيون، ثم صارت الدفاع عن نظام الأسد أمام «الهجمة التكفيرية». من يقول إن كل من في القصير هو تكفيري؟! ثم صارت الأسباب أن التدخل هو للدفاع عن لبنان الذي سينتهي إذا انتصر التكفيريون (النائب نواف الموسوي يوم الأحد الماضي، الذي أضاف أيضا: «الحرب هناك أميركية - إسرائيلية بمشاركة أوروبية وأنظمة عربية لإسقاط الدولة السورية ولجعلها لعبة في يد الأميركيين والإسرائيليين»).
وأخيرا ما قاله الشيخ نعيم قاسم بأن قرار المشاركة هو استراتيجي. الغريب أن الموسوي قال: «هدف الصراع تمزيق الوحدة الإسلامية وتأليب المذاهب الإسلامية بعضها على بعض».
السؤال هو: أَلَم يسقط حزب الله في هذا الفخ البشع.. فماذا ستكون النتيجة؟
 
الضاحية تحتفل وطهران تهنئ بسقوط القصير

بيروت: «الشرق الأوسط» ... اشتعلت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني أمس، ابتهاجا باستعادة القوات النظامية، مدعومة بمقاتلي الحزب، السيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية بريف حمص. فتداعى جمهوره إلى إقامة حواجز «محبة» وتوزيع الحلوى على المارة.
وانسحب الاحتفال الشعبي في الضاحية، على سياسيي حزب الله، إذ أكد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن «المعركة اليوم لها عنوان واحد هو مواجهة إسرائيل ومن يخدم مشروعها، مشددا على أنه «ثبت اليوم (أمس) بما لا يقبل الشك أن المراهنة على إسقاط سوريا المقاومة، مشروع وهمي، وأن بناء المواقف السياسية على إنجازات المشروع الأميركي الإسرائيلي خاسر وفاشل».
إلى ذلك، هنأ مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الجيش والشعب السوري بتحرير القصير، محملا الجهات الداعمة للإرهابيين مسؤولية إراقة دماء الشعب السوري، كما اتصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بنظيره السوري وليد المعلم لتهنئة «الشعب والحكومة السوريين».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن عبد اللهيان قوله إن طهران «تهنئ الجيش والشعب السوريين بالانتصار على الإرهابيين التكفيريين في مدينة القصير».
 
القصير تسقط بيد الأسد بعد 45 يوما من الحصار.. والسوريون مستمرون بثورتهم... تفاوت في التقديرات حول إمكانية استثماره سياسيا.. و«جنيف 2» يؤجل إلى يوليو المقبل

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا .... سقطت مدينة القصير الاستراتيجية وسط البلاد بيد القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد بعد 45 يوما من القتال العنيف مع كتائب الجيش السوري الحرّ. وتزامن إعلان «استعادة السيطرة على القصير» من جانب وسائل الإعلام السورية مع اجتماع ثلاثي عقد في مدينة جنيف السويسرية بين الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة، من أجل الإعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام، مما يؤشر، بحسب خبراء، إلى استثمار النظام السوري لهذا التطور الميداني لتحسين شروطه في المفاوضات المزمعة في مؤتمر «جنيف 2».
وضم الاجتماع الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف أمس، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي، يرافقه الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ومساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان. وهدف اللقاء إلى الإعداد لعقد مؤتمر دولي جديد أطلق عليه «جنيف 2»، يضم، خلافا لمؤتمر جنيف الأول الذي عقد في يونيو (حزيران) الفائت، ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية، ومن المتوقع أن يُعقد في شهر يوليو (تموز) المقبل.
وتفاوتت تقديرات الخبراء والمعارضة السورية بشأن إمكانية استثمار النظام السوري للتطور الميداني في القصير، لتحسين شروطه في المفاوضات. وفي حين يعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي صافي أن «هذا التقدم المؤقت سيمنح النظام شعورا بقوة تخوله فرض إرادته على المجتمعين في جنيف»، يقللّ الخبير الاستراتيجي اللبناني اللواء المتقاعد نزار عبد القادر من أهمية التطور في القصير سياسيا، لأن «المعركة الفصل هي معركة دمشق». ويرى عبد القادر، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «لعملية القصير مكسبا محدودا جدا على الأرض السورية، إذا أخذت بعين الاعتبار الوقائع الميدانية»، مشيرا إلى «سيطرة المعارضة السورية على 60 في المائة من الأرض السورية، مقابل احتفاظ النظام بسيطرته على 40 في المائة منها».
ويوضح الخبير اللبناني أنه «من الناحية الميدانية، المكسب جزئي إذا ما قورن بالواقع على الأرض، لكنه لا يعني أن البلدة ليست مهمة جدا بالنسبة للنظام، وقد تكون نقطة حيوية خصوصا أن سيطرة المعارضة عليها تقطع الطريق على تواصل النظام مع عمقه في المنطقة الساحلية». ويؤكد عبد القادر أن التغير العسكري والميداني «تقرره المعركة في دمشق التي لم تبدأ فعليا، لأن المعارضة لم تستطع حشد القوة الكافية، القادرة على الإمساك بقسم كبير من الريف، على الرغم من أنها تنتشر في أجزاء واسعة منه، وتقاتل ضمن 4 أحياء من العاصمة، وقادرة على التسلل لضرب الأهداف الصلبة والمراكز الأمنية داخل العاصمة». ويشير إلى أن «قصير هنا وهناك، لن يؤثر من الناحيتين العسكرية والسياسية على مسار الحرب بسوريا»، معربا عن اعتقاده أن مصير القصير «قد يصبح مثل الوضع في معرة النعمان التي تقطع طريق حماه وحلب السريع، وجرى تبادل السيطرة عليها بين النظام والمعارضة، خمس مرات على الأقل».
لكن، هل ستؤثر المعركة على الصراع في سوريا؟ يؤكد عبد القادر أنها، عمليا، «ليست النقطة التي تؤثر بمسار الحرب، إذ لن تؤثر من الناحية العسكرية على الوضع القائم، كما أن لا إمكانية لاستثمارها في المجال السياسي»، مستشهدا بعدم استغلال المعارضة للسيطرة عليها، سياسيا، بعد السيطرة عليها. وينسحب هذا الواقع، بحسب عبد القادر، على استثمارها في مؤتمر جنيف 2. ويؤكد أن تطور القصير «لن يكون له أي تأثير على انعقاد هذا المؤتمر، أو على مقرراته، لناحية موقف الفرقاء الدوليين في جنيف، إذا ما عُقد».
ويتفق عضو الائتلاف لؤي صافي مع عبد القادر، لناحية الإشارة إلى أن هذا التطور لن يستثمر في جنيف. بيد أن الأسباب، تختلف من وجهة نظرهما. يوضح صافي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بمعزل عن التطورات الميدانية، لن تؤدي المفاوضات إلى حل للأزمة السورية، نظرا لتعنت النظام السوري، ورفضه القيام بتحول ديمقراطي حقيقي في البلاد»، مشددا على أن «الشعب السوري لن يقبل بالعودة إلى نظام استبدادي قمعي ومخابراتي».
ويرى صافي أن النظام «لا يستطيع أن يفرض شروطه على المعارضة»، مؤكدا أن تجربة النظام «توضح تمسكه بالحل العسكري، ورفضه للحلول السياسية». ويشير إلى أن «ضعف الموقف الدولي ودعمه للمعارضة، مقابل الدعم الكامل للنظام من قبل حلفائه روسيا وإيران وحزب الله في لبنان، تسببا بتراجع المعارضة المؤقت في القصير». لكن المعركة، بحسب عضو الائتلاف، لم تنتهِ بعد، إذ أكد أنه «مقابل هذا المدّ النظامي، سيكون هناك جزر بالسيطرة، حيث سيتعامل الجيش السوري الحر مع هذا التطور الجديد، ويستعد لتغييره».
إلى ذلك، أعلن الإبراهيمي، عقب انتهاء اجتماعات الأمس في جنيف، أن المؤتمر الدولي بشأن السلام في سوريا لن يعقد قبل يوليو المقبل، مضيفا أنه «نتفق جميعا بقوة على أن الحل السياسي للأزمة هو الحل الوحيد الممكن». وأشار المبعوث العربي الأممي إلى أن «هناك الكثير من العمل الذي يجب استكماله لعقد المؤتمر، وأن هدف جنيف 2 سيكون إيجاد حل سياسي من خلال اتفاق شامل بين الحكومة السورية والمعارضة لتنفيذ كامل لبيان مجموعة العمل الصادر بعد مؤتمر جنيف1 بما فيه خلق حكومة انتقالية باتفاقية مشتركة تمارس صلاحيات تنفيذية كاملة»، لافتا إلى أنه سيعقد مع الطرفين والروس جلسة مباحثات أخرى في 25 يونيو (حزيران) الحالي في جنيف.
يشار إلى أن المعارضة السورية ترفض حتى الآن المشاركة في «جنيف2» قبل تحقق عدة شروط مسبقة على رأسها انسحاب مقاتلي حزب الله اللبناني وإيران الذين يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية، كما تطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. في المقابل أعلن نظام الأسد موافقته «المبدئية» على حضور المؤتمر، ولم يتحدد بعد موعد وجدول أعمال هذا المؤتمر الدولي الذي يفترض أن يعمل على إيجاد تسوية سياسية للنزاع في سوريا. وفي ذات السياق، أعرب غاتيلوف عن اعتقاده بأن المؤتمر لن يتم عقده قبل يوليو المقبل. وأضاف أمس لوكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» أنه على الرغم من أن المحادثات التحضيرية لهذا المؤتمر الدولي أحرزت بعض التقدم فإنه لم يتم استجلاء كل القضايا بعد. وأعلن غاتيلوف أن ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة سيجتمعون مجددا نهاية الشهر الحالي للتشاور حول سبل إنهاء الصراع الدائر في سوريا.
وأشار غاتيلوف أن مسألة المشاركين في المؤتمر لا تزال أكثر النقاط الخلافية، مضيفا أن «المعارضة السورية، خلافا للحكومة، لم تقرر رسميا حتى الآن ما إذا كانت ستشارك في المؤتمر، وهناك أيضا نقطة مبدئية ثانية تتلخص في أن المعارضة ليست لديها رؤية بخصوص قوام وفدها». وتابع نائب الوزير قائلا إن «مختلف الفصائل تتجه إلى أن يكون لها تمثيل منفرد، ولديها برامج خاصة بها، بالتالي فإن هناك مشكلة كبيرة، وسيتعين على شركائنا، وقبل كل شيء الأميركان، بذل جهود جدية لإقناع المعارضة بتشكيل وفد موحد، وإلا ستحضر المؤتمر عدة وفود (للمعارضة)». وردا على سؤال حول ما إذا اتفق المشاركون في مشاورات جنيف بشأن مشاركة إيران في المؤتمر المرتقب، قال غاتيلوف إن «جميع هذه الأمور ستكون موضوعا لمناقشات لاحقة».
 
الأسلحة الكيميائية السورية ترسانة غامضة
(أ ف ب)
الأسلحة الكيميائية السورية التي تعود الى عقود عدة من اكبر ترسانات الشرق الاوسط لكنها ما زالت موضع تكهنات اذ ان المعلومات العامة عنها غير متوفرة.
بدأ تنفيذ البرنامج السوري خلال سبعينات القرن الماضي بمساعدة مصر ثم الاتحاد السوفياتي سابقا، كذلك ساهمت فيه ايضا روسيا خلال التسعينات ثم ايران اعتبارا من 2005، كما افادت منظمة "نوكليار ثريت اينيسياتيف" المستقلة التي تحصي المعطيات "المفتوحة" حول اسلحة الدمار الشامل.
واعتبرت محللة في برنامج الحد من الانتشار ونزع الاسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية انه "اكبر برنامج اسلحة كيميائية في الشرق الاوسط، انشئ بهدف مجابهة البرنامج النووي الاسرائيلي".
واكدت ان الكثير من المعلومات جمعت حول هذا البرنامج بعد انشقاق بعض الضباط لكنها "بعيدة كل البعد عن ان تكون كاملة".
واكد خبير في مركز الدراسات حول الحد من انتشار الاسلحة في معهد مونتيري (الولايات المتحدة) ان الاحتياطي السوري يضاهي "مئات الاطنان" من العناصر الكيميائية المختلفة بينما اعتبر اخصائي فرنسي في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية ان "مجموعة مختلف العناصر الكيميائية قوية".
واضاف في تموز ان السوريين "نجحوا في التحكم في توليف الاجسام الفوسفورية، انه آخر جيل الاكثر نجاعة والاكثر سما في الاسلحة الكيميائية، وفي هذه العائلة نجد غاز السارين والفي.اكس" و"عناصر اقدم من ذلك بكثير مثل غاز الخردل".
وقصف الطيران الاسرائيلي في الثلاثين من كانون الثاني موقع صواريخ ارض ـ جو قرب دمشق ومجمعا عسكريا مجاورا يشتبه في انه يحتوي على مواد كيميائية، وتخشى اسرائيل نقل اسلحة كيميائية لـ"حزب الله" بحسب مسؤول اميركي. وافادت صحيفة نيويورك تايمز ان الغارة قد تكون الحقت اضرارا باكبر مركز ابحاث سوري حول الاسلحة البيولوجية والكيميائية.
 
«الوزاري العربي» يعقد اجتماعا طارئا بشأن سوريا ويدين «التدخل الأجنبي»... المالح ألقى كلمة الائتلاف في الجامعة العربية ضيفا

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: سوسن أبو حسين .... أدان مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الطارئ، أمس، على مستوى وزراء الخارجية، بشأن سوريا، «التدخل الأجنبي» في البلاد التي تعاني من اقتتال داخلي منذ أكثر منذ عامين. وألقى هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري المعارض، كلمة الائتلاف بالجامعة العربية، كضيف، ومن منصة الضيوف. وبدا مقعد سوريا شاغرا خلال الاجتماع على الرغم من أن القمة العربية في الدوحة كانت قد أعطت مقعد سوريا في الجامعة لرئيس الوزراء المنتخب من المعارضة السورية المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد.
وكان المتحدث الرسمي للجامعة العربية قد أعلن قبل الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب أن مقعد سوريا في الجامعة شاغر. وفي البداية أشار الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي إلى الاستماع إلى كلمة يلقيها المالح، وأن حديثه لوزراء الخارجية سيكون من منصة خاصة بضيوف الجامعة وبجوار المنصة الرئيسية ثم يغادر بعدها.
وكان العربي قد لفت خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العربي أمس إلى أوراق مقدمة من الجزائر وتركيا تتحدث عن خطورة الأوضاع في سوريا وأنه تم إرسالها إلى الأمم المتحدة. كما أشار إلى خطابين تلقاهما من المعارض معاذ الخطيب حول مبادرته التي تتضمن تصور المعارضة السورية للمرحلة الانتقالية.
وناقش وزراء الخارجية مشروع القرار. وأدان المشروع، بشدة، كل أشكال التدخل الأجنبي قائلا، إنه جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال وتدمير البنية التحتية واستنزاف مقدرات الشعب السوري. وأبدى مشروع القرار القلق البالغ حيال تصعيد أعمال العنف والقتل وانتشارها والتحذير من «الانزلاقات الخطيرة» التي آلت إليها الأزمة والتي طالت مقومات سوريا الحضارية والتاريخية وامتداد القتل إلى دول الجوار الأمر الذي أصبح لا يهدد سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها ووحدة شعبها فقط، بل ويهدد أمن واستقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين. وأدان مشروع القرار «بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا». ودعا بإلحاح إلى تضافر الجهود لحمل كل الأطراف المتصارعة على تغليب لغة العقل والحوار والتفاوض لإيجاد حل سياسي بين السوريين. وأكد المشروع على التزام الدول الأعضاء في الجامعة بلعب دور ميسر للحوار ومحفز له من أجل حل الأزمة.
وكان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو قد ركز في افتتاح الاجتماع الطارئ على أهمية الحل السلمي. كما أشار إلى أهمية وحدة موقف المعارضة قبل الذهاب إلى جنيف. وطالب النظام السوري بالتوقف عن الممارسات الراهنة التي قال إنها تهدد أمن واستقرار الشعب السوري ودعا للإفراج عن المعتقلين ورفع المعاناة عن السوريين للعيش بكرامة وفى إطار سوريا الموحدة.
 
واشنطن تسعى لتعزيز دفاعات الأردن على الحدود السورية تتضمن بطاريات «باتريوت» ومقاتلات «إف - 16»
جريدة الشرق الاوسط... عمان: محمد الدعمة.... أكد مسؤولون أردنيون أمس أن الولايات المتحدة ستنشر بطاريات مضادة للصواريخ وستترك مقاتلات من طراز «إف - 16» في المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة أي هجوم سوري محتمل.
ووفقا لمصادر استخباراتية أردنية مطلعة على مسألة النشر، المتوقعة أن تتم في غضون أيام، فإن واشنطن ستقوم بنشر بطارية أو اثنتين من طراز «باتريوت» على الحدود الشمالية مع سوريا وسرب (12 إلى 14) من مقاتلات «إف - 16» كجزء من المناورات العسكرية الدولية التي تحمل اسم «الأسد المتأهب».
ويتوقع أن تبقى جميع هذه المعدات العسكرية لما بعد 20 يونيو (حزيران) الحالي، موعد انتهاء المناورات العسكرية.
وكانت «الشرق الأوسط» نشرت في 19 أبريل (نيسان) الماضي عن مصادر أردنية قولها إن الملك الأردني عبد الله الثاني قد طلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما نشر بطاريات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على حدود بلاده مع سوريا. وفقا للمصادر ذاتها، قوبل الطلب الأردني بالرضا، إذ وعد الجانب الأميركي بسحب بطاريتي باتريوت من قطر والكويت ونشرهما خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
إلى ذلك، أكدت الحكومة الأردنية أن الإدارة الأميركية سترسل بطاريات صواريخ باتريوت وطائرات مقاتلة من طراز «إف - 16» إلى الأردن، بهدف «إجراء تدريبات عسكرية مشتركة». وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الأسلحة ستشارك في تدريبات «الأسد المتأهب» التي تم الإعلان عنها مسبقا في إطار البرامج التدريبية بين القوات المسلحة الأردنية والجيوش الصديقة وتشارك فيها نحو 15 ألف جندي من 19 دولة شقيقة وصديقة».
وأضاف المومني لـ«الشرق الأوسط» أن تزويد الأردن بالأسلحة يأتي ضمن التعاون العسكري المستمر بين الولايات المتحدة والمملكة. وأوضح أن هذه المعدات العسكرية جاءت بعد «مناقشات ومداولات، جرت بين البلدين في الأسابيع الماضية» وأن الحكومة كانت قد عبرت عن رغبتها بالحصول على صواريخ باتريوت وأسلحة دفاعية متطورة من الجانب الأميركي».
وحول نية الحكومة إبقاء طائرات «إف - 16» وبطاريات باتريوت، بعد انتهاء تمرين «الأسد المتأهب» العسكرية في المملكة، قال المومني إن الحكومة «ستدرس حاجتها من الأسلحة التي ترغب في إبقائها، وستصدر موافقتها بناء على دراستها لهذه الحاجة». وفي تعليقه على ما أوردته الخارجية الروسية من معارضتها لنشر «باتريوت» في الأردن، قال المومني: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، ونتمنى أن لا يتدخل في شؤوننا أحد».
 
 
حماية المراقد تحمس شيعة العراق على الانخراط في الحرب السورية
إيلاف...عبدالاله مجيد          
من العلامات الكبرى لتحول الحرب في سوريا إلى صراع مذهبي دموي انخراط الشيعة العراقيين في هذه الحرب، رافعين راية حماية المراقد الشيعية، التي تتهمه جبهة النصرة بعبادتها بدلًا من عبادة الله.
لندن: لم يتوان عمار الصادق عن التحرك حين سمع من صديق له في دمشق أن مقاتلين سوريين ألحقوا أضرارًا بواحد من أقدس المراقد الشيعية. فانطلق الشاب البالغ من العمر 21 عامًا باتجاه الحدود، يدفعه الغضب والرغبة في الانتقام، قاطعًا الصحراء الغربية العراقية بالسيارة في غضون ست ساعات، ليكون جهاديًا آخر على طريق الحرب، عبر أراض كان جهاديون آخرون يستخدمونها في زمن ليس ببعيد للتسلل بالاتجاه المعاكس. لكن هذا الجهادي، عندما وصل إلى سوريا، لم يكن في نيته الانضمام إلى المقاتلين السنة الذين يسيطرون على شمال سوريا، بل إلى مجموعات شيعية لا تقل حماسة، تتمركز في محيط العاصمة السورية.
قال الصادق: "نزل الخبر علي كالصاعقة"، حين سمع أن اسلاميين متطرفين يحاولون تدمير مرقد السيدة زينب. اضاف: "لم انتظر لابلاغ الأهل بل كل ما كنتُ افكر فيه هو الذهاب إلى سوريا وحماية المرقد، رغم انني لم استخدم سلاحًا في حياتي".
الندّ للندّ
كان الصادق يحاول الانضمام إلى لواء أبو فضل العباس، الذي برز خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية بوصفه واحدًا من أقوى الألوية المقاتلة في سوريا. وتشير المقابلات التي أُجريت مع مقاتلين سابقين وحاليين في اللواء إلى أن زهاء 10 آلاف متطوع انضموا اليه خلال العام الماضي وحده، كلهم من الشيعة، وكثير منهم من خارج سوريا. وكان مبرر تشكيل اللواء حماية المقامات الشيعية وخاصة مرقد السيدة زينب على اطراف دمشق، لكن دوره قاده إلى كل ساحة من ساحات الحرب السورية. ويقول مراقبون إن لواء ابو فضل العباس غريم مباشر على ارض المعركة لجماعة جبهة النصرة، عدة وعددًا.
وشاع خبر تشكيل لواء أبو فضل العباس في بغداد وفي اوساط الشيعة عمومًا. وينتمي كثير من مقاتليه إلى عمق المناطق الشيعية في العراق، حيث كانت البداية في النجف بفتوى أصدرها الشيخ قاسم الطائي، يبارك فيها توجه الشيعة إلى القتال في سوريا. واسفرت الفتوى عن توافد شبان عراقيين للجهاد، وتأييد متزايد في الأوساط الشيعية للانخراط في العنف الطائفي بنسخته السورية، بعد اقل من خمس سنوات على ما اصاب العراق من دمار وتكبده من خسائر فادحة في أرواح مواطنيه نتيجة هذا العنف الطائفي نفسه. وسرعان ما فُتحت مراكز تجنيد، ودُعيت الكوادر إلى حمل السلاح، كما حدث في العام 2006 عندما نجح تنظيم القاعدة في العراق في تدمير أضرحة شيعية في العراق مرتين.
سوريا وليس المرقد
الانضمام إلى لواء ابو فضل العباس لم يكن سهلًا على الصادق. ففي البداية، نصحه حرس الحدود العراقيون ألا يعبر إلى سوريا، لكنهم سمحوا لهم بالمرور بعد أن صدَّقوا روايته بأنه يحاول الوصول إلى عائلته. وتمكن من الوصول إلى دير الزور، التي يسيطر عليها عمليًا مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة، لكن الحظ حالفه بمغادرتها من دون أن تُكتشف وجهته الحقيقية.
في دمشق، وصل إلى قادة لواء أبو فضل العباس، وسرعان ما علم أن الانخراط في صفوفه يحمل معه واجبات والتزامات صارمة لم يكن يتوقعها. وقال الصادق لصحيفة غارديان البريطانية: "ما إن تنضم إلى اللواء، عليك أن تنضم إلى الجيش السوري النظامي، وأن تقاتل مع الرئيس بشار الأسد، قبل أن تقاتل في صفوف اللواء، وسيقول لك الجيش السوري إن عليك أن تعلم أنك تحمي سوريا وليس المرقد فحسب".
وفي مواجهة دور يختلف اختلافًا كبيرًا عن واجب الحراسة الذي كان يتوقعه لحماية مرقد السيدة زينب وضغوط متواصلة من الأهل للعودة، صرف الصادق النظر عن مهمة الجهاد في سوريا، وعاد إلى بغداد.
برز دور لواء ابو فضل العباس خلال الأشهر الأخيرة مع اعلان حزب الله زيادة تدخله خصوصًا في قيادة الهجوم على بلدة القصير الحدودية. وقال رجل اعمال سوري أسهم في تجنيد شيعة من خارج سوريا ان ليست هناك معركة كبيرة لا يقاتل فيها لواء ابو فضل العباس، في اي مكان، باستثناء اقصى شمال سوريا وشرقها. واضاف لصحيفة غارديان أن نفوذ اللواء يتعاظم.
ويؤكد الصادق أن التنظيم المتزايد في نشاط اللواء يتبدى في بغداد نفسها، موضحا أن الخطوة الأولى هي التسجيل في أحد مكاتب المقاومة الشيعية، مثل عصائب اهل الحق أو جيش المختار أو حزب الله العراقي، وتلي ذلك رحلة إلى معسكر في ايران حيث يشارك المتطوع في دورة تدريب تستمر 45 يومًا للتخصص في استخدام اسلحة محدَّدة مثل راجمات الصواريخ أو الكلاشنكوف أو بندقية القنص أو آر بي جي. يضيف: "بعد الدورة، يسلمونك إلى وسيط ايراني يأخذك إلى سوريا للانضمام إلى اللواء".
عودوا سالمين!
قرر الطالب الجامعي مرتضى عقيل (21 عامًا) من بغداد الانضمام إلى الجهاديين الشيعة في سوريا اواخر العام 2011. وحين سجل اسمه، قيل له إنه امام خيارين هما القتال قرب مرقد السيدة زينب أو في بلدة داريا جنوب شرق دمشق، حيث يوجد مزار شيعي آخر هو مرقد السيدة سكينة. قال: "إذا ذهبت إلى سوريا لديك خيار واحد هو الموت، فأنت تبقى شهرين او ثلاثة اشهر وتعود إلى الأهل شهرين ثم تعود للقتال". وقال عقيل، الذي تدرب على القتال بالكلاشنكوف في جنوب العراق مع ألف جهادي آخر، إنه اُرسل إلى مشهد في ايران ثم إلى بيروت ومنها إلى دمشق بالطائرة.
وفي دمشق، هناك مركز تدريب قرب المرقد، يتعين على جميع المتطوعين أن يشاركوا بدورة تدريب مكثفة فيه. ثم يلتقون ابو عجيب قائد لواء ابو الفضل العباس الذي يطلب منهم أن ينتبهوا إلى انفسهم ويعودوا سالمين، بحسب ما يروي عقيل.
وأكد أن جميع المتطوعين من خارج سوريا، "ولدينا كل ما يسهل معركتنا، فهناك اسلحة من كل نوع، بلا أي نقص، ثلاث وجبات وفنادق لاستضافة المقاتلين وهواتف خلوية وانترنت لا ينقطع ابدًا".
اضاف: "نواجه هجمات متكررة من الجيش الحر طوال اليوم وخاصة بقذائف الهاون والمدفعية، تمكنا من تعزيز المرقد، لكن قذائف الهاون تسبب لنا المتاعب وتزداد الهجمات كثافة في الليل".
وقال إن اربعة من رفاقه قُتلوا بنيران قناصة، احدهم عراقي وآخر لبناني والاثنان الآخران ايرانيان. ونقلت صحيفة غارديان عن عقيل قوله: "ليس هناك حاجة للجيش السوري في السيدة زينب، فإن مقاتلي اللواء يحمونه، من المطار إلى العاصمة إلى السويداء، بما في ذلك احياء سكنية ومستشفيات ومبان حكومية ومراكز شرطة ومدارس ومساجد".
يعبدون القبور
تتهم فصائل المعارضة السورية المسلحة على اختلاف توجهاتها نظام الأسد باستخدام قضية السيدة زينب ذريعة لدعوة الشيعة إلى الانخراط في القتال. وقال القائد العسكري أبو احمد، الذي تعمل وحدته قرب المرقد، لصحيفة غارديان إن لا احد من السنة يريد إلحاق الضرر بالمرقد، وان كثيرين في وحدته كانوا اصحاب متاجر يعتمدون في رزقهم على الزوار الشيعة. واضاف أن حصار المرقد بدأ في تموز (يوليو) الماضي بعد مقتل اربعة من قادة النظام العسكريين والأمنيين في عملية تفجير، "فنزل الشيعة إلى الشوارع بأسلحتهم وقطعوا كل الطرق وبدأوا يعتقلون الناس، وقتلوا العديد من مقاتلينا، ثم بدأوا يتجمعون حول المرقد مع عناصر حزب الله وجيش المهدي العراقي وشيعة سوريين".
اضاف ابو احمد: "منذ تموز (يوليو) الماضي حتى اليوم نقاتلهم كل يوم، اقترحنا منطقة عازلة حول المرقد لكنهم رفضوا، فنحن أكبر الخاسرين إذا دُمر المرقد لأننا سنفقد أعمالنا".
وقال قيادي في جبهة النصرة في دمشق، قدم نفسه باسم ابو حفص: "هؤلاء المقاتلون الشيعة موجودون في سوريا منذ بداية الثورة يقاتلون مع النظام، ونحن نعرف أن ايران والعراق يرسلان مقاتلين إلى سوريا، سوى أن ذلك اصبح معروفًا للجميع الآن".
ولا تخفي جبهة النصرة، التي تضم اعدادًا كبيرة من المقاتلين الأجانب في صفوفها، كراهيتها للمذهب الشيعي واستعدادها لاستهداف اضرحة الشيعة ومزاراتهم. وقال ابو حفص لصحيفة غارديان: "نحن نعبد الله وهم يعبدون القبور".

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,384,536

عدد الزوار: 7,630,507

المتواجدون الآن: 0