عرسال ملجأ للنازحين السوريين ومسرح لحكاياتهم المُرة....لندن وواشنطن: دمشق استخدمت «الكيماوي» 10 مرات ....الحل السياسي للأزمة السورية لا يزال حبرًا على ورق والتقسيم خراب المنطقة

كيري: سحب إيران لقواتها وخروج مقاتلي حزب الله أفضل فرصة لحل الأزمة السورية.. موسكو تخلي قاعدة طرطوس وباريس تدعم محافظة حلب المحرّرة .....مجازر في تلكلخ وغارات على الرستن وضحايا نظام الأسد يتجاوزون المئة ألف وانسحاب مفاجئ لميليشيات الأسد و"حزب الله" باتجاه مطار دمشق.....طائرات حربية تقصف القابون وبرزة في دمشق... وغارات على الرستن

تاريخ الإضافة الجمعة 28 حزيران 2013 - 5:24 ص    عدد الزيارات 1969    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

كيري: سحب إيران لقواتها وخروج مقاتلي حزب الله أفضل فرصة لحل الأزمة السورية.. التقى أمير الكويت لبحث الملفات الإقليمية وتسريع وتيرة عملية السلام

جريدة الشرق الاوسط... الكويت: أحمد العيسى ... شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ضرورة سحب إيران قواتها الموجودة في سوريا وعودة مقاتلي حزب الله إلى لبنان كبادرة لإيجاد فرصة أفضل لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا يختلف عنه في ليبيا، حيث استلزم فيها الأمر استخدام الطيران والقصف الجوي لقوات الناتو ضد قوات نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وبين كيري أن سوريا اليوم تعاني تدخلا أجنبيا على أراضيها، موضحا أن عشرات الآلاف قتلوا في سوريا، والعديد من المنازل تم تدميره، إضافة إلى وجود الكثير من الانتهاكات لحقوق الإنسان وأدلة على تطهير عرقي وتقسيم طائفي، مبينا في مؤتمر صحافي عقده في الكويت أن ذلك سيشكل خطرا على المنطقة ويعزز دور المتطرفين.
وزاد: «هناك قناعة لدى الجهات المعنية بعدم حل النزاع في سوريا بصورة عسكرية، بل يجب العمل على إيجاد حل دبلوماسي»، مبينا أن جميع الأطراف اتفقت على متابعة هذا الحل وتنفيذ إعلان جنيف الأول، وهذا يتطلب وجود حكومة انتقالية في بيئة محايدة تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية.
وكان كيري قد التقى الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت بقصر بيان أمس بمناسبة زيارته للبلاد بحضور ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، كما التقى الشيخ صباح الخالد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.
وعقد كل من وزير الخارجية الأميركي والكويتي عقب اللقاء مؤتمرا صحافيا مشتركا تحدثا فيه عن أبرز النقاط المثارة خلال الاجتماعي الثنائي، حيث أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد أن ملف الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو كان ضمن الملفات التي تم التباحث فيها، مبينا أن بلاده طلبت من واشنطن إطلاق سراح الكويتيين المعتقلين مع تقديمها كل الضمانات اللازمة لذلك، أو تمكينهم من محاكمة عادلة مع مراعاة وضعهم الصحي الحرج.
وأضاف الوزير الكويتي أن المباحثات الثنائية تناولت الزيارة المرتقبة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى واشنطن والمقررة الخريف المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما، وكذلك العلاقات الثنائية المشتركة في المجالين الاقتصادي والعسكري، كما بحث الجانبان آخر التطورات في ملف العلاقات الكويتية - العراقية وتوقيع مذكرات التفاهم والعمل على انتقال العراق من الفصل السابع إلى الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة.
وزاد الشيخ صباح الخالد: «اللقاء تطرق إلى التأكيد على العلاقة الاستراتيجية المتينة بين البلدين والتوافق على اعتبار دولة الكويت شريكا حقيقيا للولايات المتحدة» بصفتها حليفا من خارج حلف الناتو، إضافة إلى تشديد الجانبين على ضرورة العمل معا من أجل استقرار المنطقة وأمنها وازدهارها.
وحول الملف السوري، أشار الوزير الشيخ صباح الخالد إلى أن الكويت تتابع بقلق الأوضاع المتدهورة في سوريا، وتناشد المجتمع الدولي دعم العمل الإغاثي والإنساني للشعب السوري، وأنها بادرت بعقد مؤتمر الدول المانحين لإغاثة الشعب السوري مطلع العام الجاري، إلى جانب تطرق المباحثات إلى ضرورة دعم عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، حيث أفرد الجانبان مساحة واسعة للحديث عن المعاناة المأساوية المستمرة للشعب الفلسطيني.
وقال الشيخ صباح الخالد إن الكويت طلبت من الوزير كيري أن يمارس الجانب الأميركي مسؤولياته تجاه إلزام إسرائيل بتنفيذ مقررات الأمم المتحدة الخاصة بعملية السلام في الشرق الأوسط وتطبيق جميع القرارات الدولية ذات الصلة باعتبار أن الولايات المتحدة أحد الرعاة الرئيسيين لعملية السلام في الشرق الأوسط، وأضاف: «الأمر الذي نلمس جدية الإدارة الأميركية حاليا لتسريع وتيرة وضعه ضمن الأولويات، بما يتماشى مع المبادرة العربية للسلام والمقرة في قمة بيروت عام 2004، خاصة أن معاناة الشعب الفلسطيني تمتد لما يقارب 65 عاما».
وفي معرض رده على سؤال حول قيام كويتيين بجمع تبرعات وإرسالها لقوات الجيش الحر ومتطرفين دون رقابة الحكومة، أكد وزير الخارجية الكويتي أن هناك تعاطفا كبيرا في الكويت مع معاناة الشعب السوري، وأن القانون الكويتي يلزم الحصول على إذن وترخيص لجمع التبرعات، وأن الحكومة الكويتية تحاول قدر المستطاع رصد هذه التبرعات، خاصة النقدية منها، لضمان حسن استغلالها ووصولها للمستفيدين المستحقين لها، وأنها لا تذهب لأغراض أخرى.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي كيري إنه بحث مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بشكل معمق ومفصل ملفات العراق وإيران وسوريا ومصر، وعملية السلام والمستجدات بالمنطقة، معتبرا الوضع في سوريا مأساويا ومتدهورا، وأن خيار الحل السياسي هو الأسلم، وأن الكويت تدعم الجهود الرامية لعقد اجتماع «جنيف2»، مشيرا إلى تمكن الكويت من جمع 1.6 مليار دولار لإغاثة الشعب السوري، وأن هذه البادرة ليست بغريبة لا على الكويت ولا على الشيخ صباح الأحمد الذي يستحق منا كل الشكر، خاصة أن في عهده تمر العلاقات الأميركية - الكويتية بأفضل مراحلها وأقوى حالاتها.
وعبر كيري عن امتنان بلاده، ممثلة بالرئيس باراك أوباما لدولة الكويت قيادة وشعبا، لمبادرتها بتنظيم المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وعلى ما قدمته من دعم سخي تمثل بـ300 مليون دولار، لافتا إلى أن هذا النوع من المبادرات الإنسانية هو من صفات الكويت التي تلعب دورا مهما في التخفيف من الآثار الإنسانية.
وعن عملية السلام، كشف كيري عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كليهما أبديا جدية العزم تجاه تحريك عملة السلام، إلا أن ذلك لا يعني أن هناك موعدا محددا لإجراء المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية، «لكنني أتمنى أن يحدث ذلك قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، وأنا واثق من جدية الأطراف جميعا في السعي إلى التوصل للسلام في المنطقة والمضي قدما بهذا الصدد»، معربا عن ثقته بإمكان تحقيق تطور ما، لا سيما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يسعى إلى ذلك ولديه رغبة في منح الفلسطينيين دولتهم الخاصة بهم.
وتمنى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تهدأ الأوضاع في مصر وتستقر، وأن تبتعد جميع الأطراف عن العنف، سواء من سيخرج لدعم النظام يوم الجمعة ومعارضوه الذين سيخرجون للتظاهر ضده الأحد المقبل الموافق 30 يونيو (حزيران) الجاري، خاصة أن هناك قلقا من الجميع بشأن الأوضاع في مصر، «ونحن نريد لمصر أن تنجح وتكون قوية، لا سيما أنها دولة مهمة جدا في المنطقة، ونأمل أن يتمكن الجميع من التعبير عن آرائهم بصورة سلمية، والمساعدة بناء مستقبل مصر لا هدمه».
وعن معتقل غوانتانامو أكد كيري أن الرئيس الأميركي باراك أوباما شدد في أكثر من مناسبة على سعيه لإغلاق هذا المعتقل ونقل المعتقلين فيه إلى أماكن أخرى، وأن كلا الطرفين الكويتي والأميركي بحثا طلب الكويت حول مواطنيها المعتقلين، ذاكرا أن واشنطن تتفهم وجهة نظر الكويت، وأن الجهات المعنية الأميركية تدرس حاليا وبجدية الطلب الكويتي.
 
بغداد تؤكد توقف الرحلات الجوية إلى دمشق.. وتنفي تسيير أفواج سياحية... وزارة النقل: الهدف هو منع سفر مقاتلين إلى سوريا

بغداد: «الشرق الأوسط».... أكدت الحكومة العراقية أمس أنها أوقفت الرحلات الجوية إلى دمشق، نافية في الوقت نفسه تسيير أفواج سياحية رسمية إلى أي من المدن السورية بسبب تردي الأوضاع في هذا البلد.
وقالت وزارة النقل العراقية في بيان لها أمس إنها أوقفت «رحلات الخطوط الجوية العراقية بين بغداد ودمشق». وأضاف البيان أن «الهدف من إيقاف الرحلات الجوية هو منع سفر مقاتلين عراقيين إلى سوريا»، مؤكدة «رفض العراق أي تدخل خارجي بالشأن السوري».
لكن معاون مدير عام الخطوط الجوية العراقية مجيد العامري أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار إيقاف الرحلات الجوية بين بغداد ودمشق ليس جديدا وإنما هو قرار قديم بسبب الوضع داخل الأراضي السورية»، مشيرا إلى أن «بيان الوزارة ربما جاء تأكيدا على ذلك بعد تواتر الأنباء بشأن مشاركة مقاتلين عراقيين في سوريا». وأضاف أن «وزارة النقل هي الجهة المعنية بهذا الأمر ولكننا كخطوط جوية لا توجد رحلات لدينا من بغداد إلى دمشق منذ فبراير (شباط) الماضي».
من جهتها، نفت وزارة السياحة والآثار تنظيمها أي رحلات أو أفواج سياحية إلى سوريا. وقال مصدر في الوزارة لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة السياحة لم تسير أفواجا سياحية إلى سوريا حتى قبل تدهور الأحداث هناك». وأضاف أن «السفر إلى سوريا مفتوح بسبب وجود التسهيلات من قبل السلطات السورية عن طريق شركات السياحة والسفر الأهلية قبل تدهور الأوضاع حيث عادت الغالبية العظمى من العراقيين المقيمين في سوريا»، مؤكدا أن «وزارة السياحة كانت قد نظمت رحلة سياحية إلى إيران فقط وفي إطار اتفاق بين البلدين».
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن مؤخرا أن سياسة العراق ما تزال ترفض التدخل في الشأن السوري والانخراط في عملية التسليح لأي طرف كان. وأضاف في بيان صدر عن مكتبه أن «العراق لم يسمح لشخص واحد أو قطعة سلاح واحدة أن تذهب إلى سوريا إلا خارج سيطرة الدولة وقرارها الرسمي، ونحن قلقون لما يجري وقلوبنا على سوريا ولا نعتقد أن أحدا يمكنه التنبؤ بما يمكن أن يحصل في سوريا مستقبلا». وأوضح أن «السلاح الذي يطلبه العراق هو سلاح دفاعي لمكافحة الإرهاب أو لحفظ السيادة الوطنية من التجاوزات الخارجية».
وكانت عدة مدن عراقية وسطى وجنوبية قد شيعت بشكل رسمي جثامين مقاتلين عراقيين قتلوا في القتال الدائر في سوريا بين القوات الحكومية والمعارضة وكانوا قد ذهبوا إلى سوريا بحجة الدفاع عن المقدسات الشيعية هناك وبالذات الدفاع عن مرقد السيدة زينب على إثر قيام متطرفين بحفر قبر حجر بن عدي.
وكان وزير النقل العراقي هادي العامري أكد في مقابلة مع وكالة «رويترز» أخيرا إن «آلاف الشيعة في العراق وخارجه سيحملون السلاح في وجه (وحوش) تنظيم القاعدة في سوريا إذا تعرض الشيعة أو أضرحتهم لهجوم جديد». وأضاف العامري أن «الشيعة غضبوا لمقتل نحو 60 شخصا من أبناء طائفتهم على يد مقاتلين سنة في قرية بمحافظة دير الزور في شرق البلاد في وقت سابق هذا الشهر». وتابع أنه «قبل أسبوع التقيت بنائب وزير الخارجية الأميركي وقلت له بصراحة نحن لا نشجع أحدا على الذهاب إلى القتال (في سوريا) ولكن بكل صراحة إذا صار مثل هذا التعدي الذي صار على القرية الشيعية في دير الزور، أو إذا، لا سمح الله، صار تعد على مرقد زينب فلن يذهب واحد أو اثنان بل آلاف بل عشرات الآلاف من الشباب (الشيعة) سيذهبون ويقاتلون إلى جانب النظام (السوري) ضد (القاعدة) وضد من يدعم (القاعدة)».
وفيما اعترفت عصائب أهل الحق بإرسال مقاتلين إلى سوريا، نفى التيار الصدري أن يكون قد أرسل مقاتلين إلى هناك. كما أعلن عبد الله عبد الله المتحدث الرسمي باسم حزب الله - النهضة الإسلامية الذي يتزعمه واثق البطاط وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «يستعد لإرسال مقاتلين من بين صفوفه إلى سوريا دفاعا عن مرقد السيدة زينب وليس دفاعا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
 
موسكو تخلي قاعدة طرطوس وباريس تدعم محافظة حلب المحرّرة وجرائم ضد الإنسانية لقوات الأسد ـ "حزب الله" في تلكلخ
المستقبل..فادي الداهوك ووكالات
وجّه الائتلاف الوطني السوري أمس نداءً عاجلاً إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها بالإسراع إلى حماية المدنيين في مدينة تلكلخ حيث "قامت قوات الأسد مدعمة بعناصر من "حزب الله" بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق أهالي المدينة".
ومنذُ صباح الأمس، أصبح الحصول على خبرٍ من مدينة تلكلخ السورية في محافظة حمص أمراً شبه مستحيل. حصارٌ وصل أشده قبل تسعة أيام تمثل بتعزيزات عسكرية من دبابات وراجمات صواريخ وعربات شيلكا مترافقاً مع انقطاع تام للاتصالات والكهرباء والماء.
الجديد في التعزيزات التي حفظ أهل المدينة المحاصرة منذ عام تقريباً شكلها وحجمها، كان حضور قوات "حزب الله" التي تمركزت مع النظام في المواقع التي اتخذها لحصار المدينة.
يقول خالد الحصني وهو ناشط إعلامي من قرية قلعة الحصن المحاصرة منذ ثمانية شهور وتبعد عن مدينة تلكلخ نحو عشرة كيلومترات، إن قصفاً عنيفاً نفّذه النظام على تلكلخ قبل ستة أيام وكان واضحاً أن الهدف من ورائه اقتحام المدينة، وهذا ما بدأ فعلياً يوم السبت 22 من حزيران الجاري.
وقبل الانتقال للحديث عما يملك من مستجدات في تلكلخ، تتساقط قذائف صاروخية على قريته قلعة الحصن، فيعتذر عن المتابعة ريثما ينتهي من نشر وتعميم الأخبار على وسائل الإعلام.
دقائق ويعود ليتابع الحديث عما تشهده تلكلخ فيوضح أن "بداية التقدم لقوات النظام والحزب تمّت تحت قصف عنيف لم تشهده المدينة من قبل، تمكن النظام وقوات الحزب على إثره من السيطرة على الحي الغربي وحي المحطة وحي السرايا". ويتابع "آخر نقاط تمركز الثوار في تلكلخ كانت في حي السوق وحي جبل غليون، إلا أنهم لم يصمدوا طويلاً أمام هجوم النظام والحزب لعدم توفر السلاح والإمكانيات".
أما في ما يخصّ أعداد الشهداء، فتعذّر على النشطاء إحصاؤهم بسبب انقطاع الاتصالات وانتشار الجيش وقوات الحزب في المدينة.
وفي وقت متقدم من ليل أمس، أفاد نشطاء من مناطق مجاورة عن حصول مجازر وإعدامات ميدانية في المدينة وهو أمر كان من الصعب التحقق منه، إلا أن الحصني أكد أن خمسة عشر شخصاً على الأقل تم إعدامهم ميدانياً وتم التعرف على أسماء ثلاثة منهم فقط بسبب تشوه معالم الجثث بعد قيام الجيش بحرقها.
وكما جرت العادة وأثبتته الصّور في مرات سابقة وكثيرة، قام جيش النظام والحزب بعمليات سرقة لمحتويات البيوت وحرق البعض منها، إضافة إلى اعتقال عدد كبير من أهل المدينة.
وفيما تحدّثت معلومات عن اقتياد المعتقلين إلى القرى المؤيدة المجاورة لتلكلخ، أشار الحصني إلى مناشدات وجهها المقاتلون لإرسال الدعم والمؤازرة لهم لكن كانت كلها دون جدوى. ولفت إلى أن معلومات وصلتهم عن نية النظام اقتحام قرية قلعة الحصن بعد سيطرته على تلكلخ، ويقول إن المعلومات لديهم تتقاطع مع تهديدات كان يرسلها النظام خلال الفترة الماضية قبل سيطرته على تلكلخ، ما يجعل احتمال بدء هجوم على القرية مسألة لن تطول في حال استمر تجاهل النداءات والتحذيرات التي خرجت إلى المعارضة والمجتمع الدولي من القصير وتلكلخ والآن من قلعة الحصن.
وأقدمت قوات النظام نحو الساعة العاشرة من ليل أمس على قصف تلكلخ براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة من قرى راس النبع والمنقولة وهي قرى مجاورة لقرية الحصن. وفي محاولة لمعرفة أسباب والاحتمالات خلف هذا القصف بعد السيطرة على المدينة، أجاب الحصني عند سؤاله عبر سكايب، أجاب بكلمة واحدة "ما بعرف".
ووجّه الائتلاف الوطني السوري أمس نداءً عاجلاً إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها بالإسراع إلى حماية المدنيين في مدينة تلكلخ وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وإسعاف الجرحى والمصابين.
وقال بيان الائتلاف إن "الأنباء القادمة من ريف حمص تؤكد قيام قوات الأسد مدعمة بعناصر من "حزب الله" بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق أهالي مدينة تلكلخ في الريف الغربي لحمص، راح ضحيتها العشرات بينهم نساء وأطفال بعد أن تقطعت بهم سبل النجاة من آلة الموت المصلتة على أرواح السوريين".
وأضاف "لقد حذر الائتلاف الوطني السوري من وقوع أعمال تنكيل وتصفية تطال المدنيين في المنطقة، وناشد المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في وقف أعمال القتل الممنهجة، ولكن الصمت المتواصل ووقوف العالم في موقع المتفرج أمام المذابح التي تستهدف السوريين ساهم بوقوع هذه الجريمة".
وأكد العقيد عبد الحميد زكريا الناطق باسم الجيش السوري الحر أن ميليشيا حزب الله وقوات النظام الأسدي يشنان حملة تطهير طائفي في مدينة تلكلخ بحمص.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن ميليشيات الأسد والحزب نفذوا حملة إعدامات ميدانية على المدينة حين دخولها وقاموا بإعدام 10 مدنيين، وذلك بعد حصار ضرب على المدينة لمدة أسبوع وسط قصف جوي عنيف.
وذكر ناشطون أن مدينة تلكلخ تتعرض لمآسٍ ومجازر شبيهة بالتي حدثت لمدينة القصير بريف حمص، ولكن هذه المرة بدون إعلام أو كاميرات توثق مشاهد الإجرام والقتل.
وتأتي أهمية مدينة تلكلخ بالدرجة الأولى من حيث موقعها، لأنها تقع وسط أوتوستراد حمص طرطوس الذي يُعد الشريان الحيوي لنظام الأسد.
ويحيط بمدينة تلكلخ ما يقارب من 45 قرية مصدّرة للشبيحة تقوم بحصار خانقٍ على المدينة منذ بداية الثورة، بالإضافة إلى أنها تبعد عن الحدود اللبنانية السورية نحو 5 كم ما يجعلها موقعًا استراتيجيًا لميليشيا الحزب.
وأعلنت المتحدثة الرسمية بوزارة الطوارئ الروسية إيرينا روسيوس أمس، أنه قد تم إجلاء 128 مواطنا روسيا ومن جنسيات دول رابطة الدول المستقلة من سوريا.
وذكرت وكالة أنباء "ايتار تاس" الروسية نقلا عن روسيوس أن "طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية هبطت بمطار دوموديدوفو بالقرب من العاصمة الروسية موسكو، حيث أقلت الطائرة مواطنين روس ومواطني رابطة الدول المستقلة الراغبين فى مغادرة سوريا".
وذكر موقع الإذاعة الروسية في الانترنت أن موسكو سحبت جميع الأفراد العسكريين الذين كانوا موجودين لأغراض لوجستية في مدينة طرطوس، حسبما أفادت صحيفة "فيدوموستي" نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع.
وقالت الصحيفة ان قرار انسحابهم من البلاد جاء بسبب عدم الرغبة في تعريضهم للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، تخشى وزارة الدفاع أن أي حوادث بمشاركة القوات الروسية يمكن أن تتسبب بعواقب سياسية سلبية. وفي هذا الصدد، فقد خلت طرطوس حاليا ليس من أفراد الجيش فحسب، بل أيضا من الموظفين المدنيين الروس.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، صرح في وقت سابق للصحافة العربية، أن النقطة في طرطوس لا يوجد لها قيمة استراتيجية. ووفقا للصحيفة، يرجع هذا إلى حقيقة أن القوات البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط قادرة على تجديد إمداداتها في ميناء ليماسول القبرصي.
وبالإضافة إلى ذلك، لم يستبعد وزير خارجية قبرص أن القوات الجوية الروسية سوف تكون قادرة على استخدام المطار في بافوس. وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية للصحيفة، إن الحديث يدور عن طائرات النقل العسكري التي من شأنها نقل أطقم المناوبات عبر السفن في البحر الأبيض المتوسط، أو تسليم قطع غيار صغيرة لأعمال الصيانة، مؤكدا أنه لا توجد خطط لإنشاء قاعدة عسكرية كاملة في قبرص.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس أمس، توقيع اتفاقية توأمة بين محافظة حلب السورية المحررة ومدينة ميتز الفرنسية.
والتقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس مع وفد محافظة حلب السورية بحضور السفير الفرنسي في دمشق إيريك شوفالييه حيث تركز اللقاء على سبل دعم فرنسا للمناطق المحررة فى سوريا التي تسيطر عليها المعارضة والإدارة المدنية فيها.
ووضع أعضاء الوفد السوري الذى يضم رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب أحمد عزوز ورئيس مجلس محافظة حلب محمد يحيى نعناع ومدير مستشفى حلب الذي رفض أن يكشف عن اسمه وصورته خوفا على عائلته من النظام السوري وعدد من أعضاء المجلس، فابيوس فى إطار احتياجات المناطق "المحررة" في محافظة حلب.
وتطرق وفد محافظة حلب فى مؤتمر صحافي عقد بباريس إلى الوضع "المأسوي" الذي تعانيه حلب، حيث أكد الطبيب الفرنسي بيتي رافائيل العائد لتوه من المدينة أنها أصبحت "مدينة أشباح" وتعاني نقصا حادا في الأدوية ومن انقطاع التيار الكهربائي.
 
الكويتيون يتبرّعون لتسليح المعارضة السورية
(رويترز)
في اجتماع مسائي تقليدي يعرف باسم الديوانية وضع كويتيون أوراقاً نقدية في صندوق مدشنين حملة لتسليح ما يصل إلى 12 ألف من مقاتلي المعارضة السورية. وفي الخارج وقفت سيارة مرسيدس جديدة انتظاراً لبيعها في مزاد للمساهمة في تمويل الحملة.
وقال فلاح الصواغ وهو عضو سابق عن المعارضة في مجلس الأمة الكويتي بينما كان جالساً وسط أصدقائه يشربون الشاي ويأكلون الكعك: "الدول الغربية والأمم المتحدة تخاذلت عن نصرة الشعب السوري والثورة السورية. ومع إعلان الجهاد من علماء المسلمين بالمال والنفس من الطبيعي أن يتبرّع الناس للمقاتلين للدفاع عن أنفسهم".
وجمعت الحملة 80 ألف دينار كويتي (282500 دولار) خلال أربع ساعات فقط. وينقل الصندوق إلى منزل جديد كل يوم لمدة أسبوع. ويقدر الصواغ أن هذا النوع من الحملات في الكويت جمع ملايين الدولارات في شهر رمضان الماضي.
وقال الصواغ الذي ينتمي لجماعة كويتية مرتبطة بجماعة الأخوان المسلمين "هدف حملة الكويت الكبرى هو جمع المال لمساندة الشعب الأعزل وتوصيله للائتلاف الوطني السوري".
ويسافر الصواغ وأعضاء آخرون في حملته أيضاً إلى تركيا والأردن لتسليم أموال إلى وسطاء. وقال: "نحن نثق فيمن يأخذون المال. ولهم الحرية في التصرف في هذا المال لإغاثة السوريين. السوريون أدرى بأحوال الشعب السوري".
ودعا الشيخ شافي العجمي في خطاب ملتهب في وقت سابق هذا الشهر لتسليم المعارضة المزيد من الأسلحة. وقال إنهم يسلحون "المجاهدين" من الكويت وشبه الجزيرة العربية ودول الخليج ومصر والأردن ولبنان والعراق وتركيا.
وجاءت كلمة العجمي بعد دعوة الشيخ المصري البارز يوسف القرضاوي المقيم في قطر إلى الجهاد في سوريا بعد تدخل مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية لمساعدة الجيش السوري.
وقال كويتيون إن دعوات وعاظ بارزين في المنطقة إلى الجهاد شجعت الناس على تقديم مزيد من التبرعات.
وقال النائب الإسلامي المعارض السابق في مجلس الأمة الكويتي بدر الداهوم "النساء يتبرعن بالذهب والحلي لدعم الشعب السوري. بعد الفتاوى تبرع بعض التجار بمبالغ كبيرة".
وقال الرجال المجتمعون في الديوانية إن عائلة كويتية كبيرة تعتزم تجهيز 28 "من المجاهدين" في سوريا وقدروا تكلفة تجهيز المقاتل الواحد بنحو 700 دينار كويتي. وتجهز عائلات أصغر مقاتلين اثنين أو ثلاثة بينما تبرع أحد أبناء إحدى أكبر العائلات التجارية الكويتية بمبلغ 250 ألف دينار.
وقال النائب المعارض السابق بمجلس الأمة أسامة المناور إن تنظيم حملات لجمع تبرعات لتسليح المعارضين السوريين يزيد من شعبية سياسيين بعينهم في الكويت. وأضاف أنه كان عضواً بمجلس الأمة وكان الناس يلومونهم على عدم إمداد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح ويقولون إن المقاتلين لديهم ما يكفي من الطعام لكنهم بحاجة للدفاع عن أنفسهم لأن الوضع سيئ للغاية.
 
مجازر في تلكلخ وغارات على الرستن وضحايا نظام الأسد يتجاوزون المئة ألف وانسحاب مفاجئ لميليشيات الأسد و"حزب الله" باتجاه مطار دمشق
("أحرار برس"، أ ف ب، أ ش أ)
أفاد نشطاء سوريون عن انسحاب مفاجئ لميليشيات نظام الأسد و"حزب الله" من بلدات المنصورة والسكة والدلبة باتجاه مطار دمشق الدولي. وأوضح النشطاء أن انسحاب قوات الأسد جاء في أعقاب قصف عنيف على الريف الدمشقي أول من أمس.
وفي سياقٍ متصل، أكد النشطاء أن قوات النظام المدعومة بـ"حزب الله" ارتكبت مجزرة في مدينة عربين، راح ضحيتها ثلاثة أطفال، بالإضافة إلى امرأة، وسقوط عدد كبير من الجرحى.
وأفاد المركز الإعلامي السوري أن كتائب الثوار اقتحمت صباح امس عدة مراكز لقوات الأسد في بلدة خان العسل التابعة لمدينة حلب، وحي الراشدين بالمدينة، وتمكنوا من تدمير سبع آليات لقوات الأسد وإسقاط عشرات منهم بين قتيل وجريح.
وأضاف مركز حلب الإعلامي أن الثوار استهدفوا ليل أول من أمس مبنى البحوث العلمية في حي حلب الجديدة بصواريخ غراد وقذائف الهاون، وشوهد تصاعد كثيف لسحب الدخان من المبنى جراء استهدافه من قبل الثوار.
وافاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" عن "تجدد القصف من القوات النظامية على حي القابون في شرق العاصمة الذي يتعرض منذ حوالى اسبوع لهجوم من هذه القوات التي تحاول استعادة السيطرة الكاملة عليه.
كما تعرضت مناطق في مخيم اليرموك وحيي العسالي والحجر الاسود (جنوب) في مدينة دمشق لقصف ليلا رافقتها اشتباكات عنيفة عند اطراف هذين الحيين.
وتوجد في الاحياء الجنوبية والشرقية جيوب لمقاتلي المعارضة تحاول قوات النظام القضاء عليها.
وتمكنت كتائب "الجيش الحر" من إسقاط مروحيات وطائرات حربية للجيش الأسدي في مناطق مختلفة بسوريا، من بينها طائرتان بحمص وريفها وواحدة في حلب.
وتعرضت مدينة الرستن في محافظة حمص لقصف من الطيران الحربي اوقع قتلى وجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
وقال المرصد في رسائل متتالية عبر البريد الالكتروني ان "مدينة الرستن تعرضت لقصف صاروخي من قوات النظام إثر غارات جوية نفذها الطيران الحربي وادت الى استشهاد رجلين على الاقل وسقوط عدد من الجرحى".
وبث ناشطون على الانترنت اشرطة فيديو تسمع فيها انفجارات وصوت تحليق الطيران فيما يتصاعد الدخان الاسود من مدينة الرستن. وبدا في احداها اشخاص يركضون وهم ينقلون جرحى، بينهم اطفال. كما ظهرت في شريط آخر امرأة تبكي وهي تسير في الشارع وتطلب رؤية ابنها الذي قتل في القصف، بينما يحاول ابنها الثاني مواساتها وبدت عليه علامات التأثر الشديد وهو يحاول منعها من دخول غرفة سجي فيها القتيل.
وفي منطقة حمص أيضا، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القوات النظامية مدعومة بالشبيحة وعناصر من "حزب الله" أعدمت ميدانيا عشرة أشخاص في مدينة تلكلخ عقب اقتحامها بعد حصار استمر اسبوعا. ونقلت قناة "الجزيرة" الفضائية امس عن هيئة الثورة السورية قولها إن اقتحام المدينة جاء بالتزامن مع قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ وقطع للاتصالات والكهرباء والماء. وأعربت الهيئة عن مخاوفها من ارتكاب القوات النظامية مجازر بحق من تبقى من أهالي مدينة تلكلخ.
وبسبب التطورات الأمنية، افاد مصدر عسكري روسي أمس صحيفة "فيدوموستي" بأن موسكو اجلت كل موظفيها العسكريين من سوريا الذين كانوا يعملون حتى الان في ميناء طرطوس.
وقال المصدر في وزارة الدفاع الروسية انه لم يعد هناك اي عسكري ولا اي موظف مدني تابعون للوزارة في طرطوس.
واوضح المصدر نفسه انه تقرر اجلاء الموظفين للحد من المخاطر المرتبطة بالنزاع في سوريا.
وقاعدة طرطوس الواقعة على بعد 220 كلم شمال غرب دمشق انشئت بموجب اتفاق ابرم في العام 1971 ابان الحقبة السوفياتية.
وهي تضم ثكنا ومباني تخزين واحواض عائمة وسفينة للقيام بتصليحات بحسب وسائل الاعلام الرسمية الروسية.
ورغم ضعف اهميته على الصعيد العسكري، فان العديد من المحللين يعتبرون ميناء طرطوس بمثابة رمز للنفوذ الذي ابقته روسيا في الشرق الاوسط.
ضحايا الأسد
وقد تجاوزت حصيلة القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار 2011 المئة الف قتيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد السوري انه "وثق سقوط 100,191 قتيلا منذ انطلاقة الثورة السورية مع سقوط أول شهيد في محافظة درعا في 18 آذار ، حتى 24 حزيران".
وبين القتلى 36661 مدنيا، و18072 مقاتلا معارضا، و25407 عنصرا من قوات النظام.
ويستند المرصد في معلوماته الى شبكة واسعة من المندوبين والناشطين والمصادر العسكرية والطبية في كل سوريا.
وبين المدنيين، 5144 طفلا و3330 امرأة.
وبين المقاتلين المعارضين، 13539 مدنيا حملوا السلاح، و2518 مقاتلا اجنبيا غالبيتهم من الجهاديين، و2015 جنديا منشقا.
وبالاضافة الى القتلى في صفوف قوات النظام، يشير المرصد الى 17311 قتيلا بين الميليشيات الموالية للنظام و169 عنصرا من "حزب الله".
كما اشار المرصد الى وجود 2571 قتيلا مجهولي الهوية، تم توثيق مقتلهم بالصور واشرطة الفيديو.
ويقدر المرصد ان العدد الحقيقي لقتلى النظام والمعارضين اكبر بكثير، مشيرا الى "تكتم شديد من الطرفين على الخسائر البشرية" خلال العمليات العسكرية.
ويحصي المرصد عشرة الاف معتقل ومفقود داخل سجون القوات النظامية، و"اكثر من 2500 أسير من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها لدى الكتائب المقاتلة".
 
ديبلوماسيون غربيون لـ «الراي»: «جنيف - 2» لن يُعقد إلا بتوقيت المعارضة ... و«الحلبة» حلب
خاص - «الراي»
بعد مؤتمر الدوحة ومقرراته العلنية والسرية وقبل مؤتمر «جنيف» المرتقب والمؤجل، ماذا عن سورية... الميدان، الديبلوماسية، التسليح، النظام، المعارضة، «حزب الله»، موسكو وواشنطن؟
بعد «الدوحة» وقبل «جنيف»، ايّ توجهات سادت مؤتمر «اصدقاء سورية - المعارضة» حيال خريطة الطريق الى «جنيف - 2»؟ وماذا في جعبة «اصدقاء سورية ـ النظام» لملاقاة الآخرين على الارض وعلى الطاولة؟
أسئلة صاخبة تتردّد بقوّة على وقع المعارك الشرسة في غير مكان من سورية، وعلى وقع الحركة الحثيثة لوزيريْ خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، اللذين يصولان ويجولان، يلتقيان من دون ان يتفاهما.
مصادر ديبلوماسية غربية تابعت عن كثب مداولات مؤتمر «اصدقاء سورية» في الدوحة الاسبوع الماضي رسمت لـ «الراي» لوحة للحرب في سورية وعليها، فقالت ان «المجتمع الدولي لن يذهب الى مؤتمر جنيف في وقت قريب»، لافتة الى ان «توقيت المؤتمر سيُضبط على ساعة المعارضة السورية وتَقدُّمها الميداني وتحقيقها التوازن العسكري الذي يجعلها اكثر قدرة على الإمساك بمكتسبات على الارض».
وفي تقدير المصادر الغربية انه «اذا لم يُكتب النجاح للمعارضة في تحقيق مكاسب فعلية على الارض، فان نظام (الرئيس بشار) الاسد لن يكون مهتماً بالبحث عن تسوية، او ان يكون في وضع يجعله مضطرا لتقديم تنازلات تحت وطأة شعوره بأنه ممسك بالارض، وانه تاليا في وضع قوي الأمر الذي سيُترجم بمزيد من عناده وتشدده».
هذا الاقتناع لدى دوائر القرار الدولي دفع المجتمعين في الدوحة، بحسب المصادر الديبلوماسية عيْنها، الى «التشديد على اهمية التعاون العسكري بين دول الجوار السوري، واعتبار هذا التعاون بين تلك الدول وبلا استثناء، مسألة حيوية وملحة في اطار قرار دعم المعارضة».
ورأت تلك المصادر ان «العمل العسكري ضد النظام في سورية وُضع على رأس سلم الاولويات. فرغم وجود مبادرات ومفاوضات سرية مع النظام مباشرة حتى اليوم، فان مؤتمر جنيف أُرجئ الى أجَل غير محدد لاعطاء المعارضة المشروعة الفسحة اللازمة لإثبات نفسها قبل الحديث عن ايّ مفاوضات مقبلة».
وأوضحت المصادر الديبلوماسية الغربية ان «دعم المعارضة السورية بكل الوسائل العسكرية والمادية والاستخباراتية وغير المباشرة لم يتوقف، لكنه يتمّ بقدر ما تسمح به القوانين في الدول المعنية»، كاشفة عن ان «تلك الدول تقدّم للمعارضة ما تملكه من معلومات عن خطط على الارض»، ومشيرة الى «وجود طائرات من دون طيار تحلّق في شكل دائم في سماء سورية».
وفي شرْح اكثر تفصيلاً لمقاربة الدول الغربية عملية دعم المعارضة، قالت المصادر نفسها ان «الادارة الاميركية لا تستطيع تقديم ايّ دعم عسكري مباشر بسبب موقف الكونغرس، الذي يرفض إرسال أسلحة اميركية الى سورية خوفاً من استخدامها ضد اميركيين ومصالحهم في الخارج»، لافتة الى ان هذه الخشية الاميركية مردّها الى امرين هما:
* التقارير التي تؤكد تفوّق قوة «جبهة النصرة» على الكتائب الاخرى، وما تتمتع به هذه الجماعة من قوة شرائية مهمة تمكّنها من الحصول على اي نوع او كمّ من الاسلحة المرسَلة الى سورية، ما يدفع واشنطن الى حصر دعمها للمعارضة السورية بالنواحي الاستخباراتية والتدريبية اضافة الى توزيعها المال من الدول المانحة وتقديم النصائح في شأن وجهة استخدام السلاح.
* الخوف من وقوع اسلحة اميركية متطوّرة في ايدي «حزب الله»، الذي انخرط في القتال الى جانب النظام، إما بالاستيلاء عليها من خلال شراء هذه الاسلحة المتطورة وإما بالحصول عليها بطرق اخرى واستخدامها لاحقاً ضدّ اسرائيل او المصالح الاميركية.
وتحدثت المصادر الغربية عن ان «الحكومة البريطانية محكومة هي ايضاً بقيود تمنعها من تقديم السلاح المتطور للمعارضة، او من الذهاب الى الحرب من دون موافقة البرلمان البريطاني ومن دون الولايات المتحدة».
ولفتت هذه المصادر، التي دققت في مداولات مؤتمر الدوحة الاخير، الى ان «الدول المشاركة أكدت ضرورة توحيد الجهاز العسكري للمعارضة تحت قيادة اللواء سليم ادريس بغية تنظيم القيادة والالوية والكتائب المتعددة تحت إمرة موحدة، وهو ما يجعلها قادرة على التخلص من نفوذ جبهة النصرة، وعلى إدارة المعارك والقيام بعمليات الهجوم والدفاع ودرْس التكتيكات العسكرية وتسلُّم وتسليم السلاح».
وتوقعت المصادر نفسها ان «تكون جبهة حلب ساحة المعركة الأهمّ في المرحلة المقبلة، فالنظام يصرّ على وضع المدينة تحت سيطرته التامة، والمعارضة تريد السيطرة عليها بالكامل»، مشيرة الى ان «حلب ستكون مقابل القصير، وشهر رمضان المقبل سيكون صعباً جداً في سورية»، ولافتة الى ان «معركة القصير لا تشكل نهاية الحرب، رغم ان الجيش السوري وحزب الله الذي يقاتل حتى الموت بسبب عقيدته حققا انتصاراً كبيراً كان في الامكان الا يحصل في معركة كان يمكن ان تتحوّل مقبرة للمهاجمين لولا عدم انسجام القوات المدافعة وعدم تعاضدها وعدم المهنية والتنسيق بين كتائب المعارضة»، ملاحظة ان «قوات الجيش الحر غير منظمة وغير نظامية، لذا فان إعادة تنظيمها واحدة من المهمات الاساسية لاصدقاء سورية».
وأقرّت المصادرة الديبلوماسية الغربية بان «مقاربة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع في سورية كانت واقعية لناحية المخاوف من سيطرة المتطرّفين على مناطق عدة، ولناحية ظاهرة تماسُك الديبلوماسية السورية حول العالم وحقيقة بقاء قوة الجيش السوري تحت إمرة الاسد»، لكن تلك المصادر استطردت قائلة «ما لم يذكره بوتين ان حزب الله هو ايضاً يُعدّ من المتطرفين وسيطرته لا تختلف عن سيطرة جبهة النصرة حتى ولو كان في المقلب الاخر».
وكشفت المصادر عينها عن ان «اصدقاء سورية وجّهوا رسالة الى موسكو من خلال تزويد هذه الدول للمعارضة السورية بأسلحة روسية الصنع كانت تمتلكها دول اوروبا الشرقية ابان الحرب الباردة، وهكذا فان السلاح الروسي يقاتل السلاح الروسي في سورية»، مشيرة الى ان «الاسلحة المتطورة في ايدي المعارضة كانت غنمتها من مخازن عديدة للنظام سيطرت عليها وأهمها كان ثكنة القوات الجوية حول دمشق، وقد استخدمت تلك الاسلحة لإسقاط الطائرات الحربية والمروحيات التابعة للنظام»، ومعربة عن اعتقادها ان «زيادة كمية السلاح للمعارضة لن تكتب بالضرورة نهاية النظام، كما ان السيطرة على الارض من المعارضة لن تكون مهمة سهلة».
 
عرسال ملجأ للنازحين السوريين ومسرح لحكاياتهم المُرة
الرأي..بيروت - من عبد الله الحجيري
هنا «وادي حميد» المدخل الشرقي لبلدة عرسال في البقاع الشمالي. وجوه تختفي خلف غبار الخوف والجوع وصعوبة الطريق. إنها وجوه النازحين السوريين **من منطقة القصير الذين ما زالوا يتدفقون إلى البلدة منذ سقوط القصير بيد قوات النظام السوري وعناصر «حزب الله». يصلون في سيارات «بيك اب» مكدسين فوق بعضهم البعض مع أغراض قليلة استطاعوا حملها وإخراجها معهم أو وُزعت عليهم في الطريق.
أمام مبنى بلدية عرسال، البلدة ذات الغالبية السنية في محيط شيعي والمؤيدة للثورة السورية، عشرات النازحين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، يفترشون الطريق ودار البلدية، ينتظرون لكن لا يعرفون ماذا أو لماذا ينتظرون؟.
عبد النبي الذي وصل قبل 7 ساعات ولا يزال ينتظر «الفرَج» كما يقول «إن اليوم الأحد والبلدية مقفلة»، يتحدث عن رحلته التي دامت 4 ايام بلياليها من وقت خروجه من القصير إلى لحظة دخوله إلى قرية قارة السورية الحدودية قبل انتقاله إلى عرسال: «قبل سقوط القصير بساعات، أبلغنا عناصر الجيش الحر بوجوب المغادرة فوراً. كنا نحو 5 آلاف في الملاجئ داخل القصير، قمنا بالخروج إلى قرية البويضة التي كانت لا تزال بيد الجيش الحر، وعمليات القصف مستمرة، وقد استشهد العشرات وربما المئات، لكننا تمكننا من الوصول إلى البويضة».
ويضيف عبد النبي: «القسم الاكبر من النساء والأطفال خرجوا عبر حواجز النظام، أما الرجال فاتجهوا عبر طرق التهريب إلى البويضة، وبعدما افترقت عن عائلتي في القصير عدت والتقيتها في قرية حسية».
يصف الطريق الوعر الذي سلكوه والأوقات الصعبة والطويلة التي مروا بها: «قطعنا بين 40 و50 كيلومتراً سيراً على الأقدم، أكلنا من أوراق اشجار اللوز ودوالي العنب، وشربنا من أحد المجارير على الطريق. أما بالنسبة للجرحى أو القتلى الذين سقطوا معنا على الطريق، فلم نستطع تقديم المساعدة لهم، وبقي الكثير منهم على الطريق».
عن أيام الحصار تخبرنا «أم عدنان» أنهم كانوا يسمعون عن الحصار الإسرائيلي لفلسطين «لكن ما عشناه ومررنا به، لا يقبله عقل ولا ضمير». وتسترسل بالحديث عما خبروه في فترة الحصار: «بقينا محاصَرين 15 يوماً حصاراً تاماً، دون ماء أو كهرباء، كنا نأكل وجبة واحدة يومياً، كنا نأكل ونطعم أطفالنا البطاطا النيئة. أما الجرحى فكنا نطهّر جروحهم بالأوراق العادية إذا كانت الإصابات الخفيفة بعدما نفد كل ما لدينا من أدوات طبية، أما إذا كانت الإصابة خطيرة في اليد أو الرجل فكان البتر هو الحل لوقف النزيف في ظل غياب كلي للطبابة».
وتضيف أم عدنان انها من الذين خرجوا من القصير عبر حاجز للنظام «الذي كال عناصره لنا أبشع انواع الألفاظ والشتائم الطائفية». وبينما كنا نتحدث مع ام عدنان تصل شاحنة صغيرة حاملة نحو 20 نازحاً جديداً إلى مبنى البلدية. ينزل أبو عدي وهو يقول بصوت مرتفع «أين العرب؟ أين الضمير» أين الإنسانية؟»، وعندما سألناه عن هجرة العذاب والخروج من القصير قال: «بإذن الله سنؤجر مثل المسلمين الذين هاجروا أيام الرسول على رحلتنا هذه، 3 ايام وليلتان من الجوع تحت القصف والقنص وتحليق الطيران». وفيما كان يتحدث ويدعو الله «بالنصر على بشار»، حاولت زوجته اسكاته وجره بعيداً، فعلا صراخهما في الطريق، واقتربت منهما سيدة تسأل عن أحدهم اسمه محمود، وبعد قليل بدأت بالبكاء والعويل، فمحمود أخوها وقد أخبرها أحدهم انه مفقود وحتى الآن لم يصل إلى قرية قارة ولم يسمع احد عنه شيئا.
في البلدية التي أقفلت ابوابها يوم الأحد، وخلت إلا من بعض الصحافيين الذين يستمعون إلى حكايات أبناء القصير. تحدثنا مع عضو بلدية عرسال وفيق خلف، الذي أفادنا أنه في الايام العشرة الأخيرة وصلت إلى عرسال نحو 450 عائلة، يقومون في البلدية بتسجيل أسمائهم ويجري تصويرهم لإعطائهم إفادات تمكنهم من المرور في شكل قانوني على القوى الأمنية اللبنانية.
وأضاف خلف ان قسماً من النازحين بقي في عرسال بعد تأمين مساكن او خيم لهم، والبعض الآخر اتجه نحو طرابلس ووادي خالد وحتى إن بعضهم قصد مدينة صيدا. أما عن موضوع الجرحى فأوضح أنه وصل إلى عرسال نحو 150 جريحاً، تم نقل 47 منهم إلى مستشفيات البقاع الأوسط والغربي وطرابلس. وفي حين نفى اي عمليات خطف لجرحى سوريين، قال: «إن عمليات نقل الجرحى تمت عبر الصليب الأحمر، بمؤازرة الجيش اللبناني، وباتفاق ضمني مع «حزب الله» لمرورهم بأمان في مناطق الحزب»، مشيراً إلى «أن بعض سيارات الصليب الأحمر تعرضت لاعتداءات بسيطة كالرشق بالحجارة في بعض المناطق الحاضنة لحزب الله».
وعن موضوع المساعدات، لفت إلى أنه «في الفترة الأخيرة لم تصل اي مساعدات من جمعيات أو أي جهة كانت، إلا إحدى الجمعيات القطرية «جمعية الأمير حمد» التي توزع بعض الامتعة على النازحين».
تبعنا بعض النازحين من القصير داخل عرسال، فوجدنا بعضهم يتوجّه الى مخيم في منطقة وادي حميد، في ظل أوضاع مأسوية ومزرية ولا تتناسب مع أبسط شروط السكن او المعيشة، في ظل غياب الكهرباء والماء والحمامات.
هناك التقينا باثنين من عناصر «الجيش السوري الحر» الذين كانوا يقاتلون في القصير، حيث أخبرنا سليمان انهم انسحبوا من القصير بعدما وصلت حالة المدنيين إلى حدّ لا يمكن الصبر عليه «ففضّلنا تأمين إجلاء أكبر عدد ممكن من الجرحى والمدنيين وانسحبنا بعدهم». ويضيف: «قصفتنا قوات النظام بكل أنواع الاسلحة، من القنابل الفراغية التي كانت تُسقط معها اكثر من مبنى في الوقت ذاته، وبراميل المتفجرات، والقنابل الفوسفورية، أما صواريخ أرض ـ أرض فكان مصدرها الأراضي اللبنانية من مدينة الهرمل».
وعمن كانوا يحاربون في القصير، يقول: «كنا نقاتل في شكل رئيسي عناصر «حزب الله»، وقد رأيناهم في سيارات سوداء رباعية الدفع، بعضها بلوحات لبنانية وبعضها من دون لوحات، ورأينا أعلام الحزب وبعض راياته. أما قوات النظام فكانت مهمتها في الخط الأول عبر المدرعات والقسم الآخر كان يسير خلف مقاتلي «حزب الله».
وعن مقاتلي «جبهة النصرة» والمقاتلين الأجانب في القصير قال سليمان: «مَن قاتل في القصير هم عناصر الجيش الحر وأبناء القصير، وأتانا بعض الدعم من ألوية وفرق الثورة من حلب وطرطوس ودير الزور، أما «جبهة النصرة» والمقاتلون الأجانب فهذه كذبة فبْركها النظام و«حزب الله» لتبرير مجازرهم في القصير».
 
لندن وواشنطن: دمشق استخدمت «الكيماوي» 10 مرات
لندن، نيويورك، الكويت - «الحياة»، أ ب، رويترز ، أ ف ب
دفعت واشنطن ولندن بـ «الملف الكيماوي» السوري الى نيويورك وأبلغتا الأمم المتحدة بأن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي عشر مرات، في مقابل «عدم وجود اي أدلة» على ان المعارضة استخدمته او حتى تمتلكه، في وقت اكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان «لاحل عسكرياً» للنزاع في سورية، داعياً الى «حل تفاوضي» يقوم على تشكيل حكومة انتقالية، فيما شدد نظيره البريطاني وليام هيغ على ان «الحل عاجلاً ام آجلاً» يتمثل بتشكيل حكومة انتقالية.
واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قوات النظام وعناصر «حزب الله» اللبناني بـ «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق أهالي مدينة تلكلخ في الريف الغربي لحمص» وسط البلاد.
ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين في نيويورك قولهم ان بريطانيا والولايات المتحدة أبلغتا الأمم المتحدة بـ «عشرة حوادث مختلفة لاستخدام السلاح الكيماوي من قبل الحكومة السورية»، مشيرين الى ان الأميركيين والبريطانيين «لم يجدوا اي دليل» على ان المعارضة لديها سلاح كيماوي او انها استخدمته، علماً ان الحكومة السورية رفضت استقبال بعثة دولية للتحقيق في كل مزاعم استخدام السلاح الكيماوي.
وأشارت الوكالة الى ان رئيس فريق المحققين اكيه سيللتسروم زار تركيا الأحد والاثنين الماضيين وتحدث الى ضحايا السلاح الكيماوي وسيقدم تقريراً الى الأمم المتحدة حول نتائج عمله.
وفي الكويت، جدد كيري بعد محادثات مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح، التأكيد بأن لا حل عسكرياً في سورية. وقال: «ان (سورية) ليست ليبيا. انهما حالتان مختلفتان في اوجه كثيرة»، وذلك رداً على سؤال حول سبب عدم التدخل عسكرياً في سورية كما في ليبيا.
وحذر كيري من ان استمرار القتال في سورية سيؤدي الى دمار الدولة وانهيار الجيش واندلاع نزاع طائفي شامل يستمر سنوات، موضحاً: «ان الوضع بات اكثر خطورة بأشواط بالنسبة الى المنطقة اذ انه يعزز المتطرفين، ويزيد من احتمالات الإرهاب»، الأمر الذي يرفضه العالم المتحضر على حد قوله. وأضاف: «ليس هناك حل عسكري في الحالة السورية. يجب ان نسعى الى حل ديبلوماسي» من خلال إطلاق مفاوضات جديدة في جنيف يكون هدفها «السعي الى تطبيق بيان جنيف-1 الذي يطالب بانتقال للسلطة الى حكومة في بيئة محايدة».
وفي كلمة في «مكتبة رونالد ريغان» في جنوب كاليفورنيا، قال وزير الخارجية البريطاني: «بالطبع فإن الأزمة الدولية الأكثر إلحاحاً على الإطلاق هي سورية التي تمثل خطراً متزايداً على المنطقة وعلى أمننا. في سورية قوبل طلب الديموقراطية والمحاسبة بعنف وقتل وتعذيب من الدولة وتدمير أي شرعية كان يحظى بها نظام (بشار) الأسد سابقاً. المأساة هي مأساة الشعب السوري الذي أصبح هناك ملايين منه في عوز شديد. إنها الأزمة الأكثر تعقيداً وصعوبة حتى الآن بين الثورات العربية». وزاد: «الحل الوحيد إن عاجلاً أو آجلاً هو حل سياسي يجري الاتفاق بموجبه على حكومة انتقالية وتسوية لتحقيق السلام ومنح الحقوق الى كل السوريين».
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لدى تفقده قوات عسكرية في هضبة الجولان المحتلة امس الطرفين المتحاربين في سورية من شن أي هجوم على اسرائيل. وقال: «التدريبات التي نجريها هنا ليست نظرية، الواقع حولنا يتغير بوتيرة بالغة السرعة. الوضع مضطرب ومتغير ولابد أن نكون مستعدين بناء على هذا».
وفي إسطنبول، قال رئيس «الحزب التقدمي الكردي الاشتراكي» عبد الحميد درويش لـ «الحياة» امس ان لجنة العلاقات الوطنية والخارجية في «المجلس الوطني الكردي» بدأت بعد تشكيلها امس في اسطنبول حواراً مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بهدف بحث صيغة العلاقة بين الطرفين قبل اجتماع الهيئة العامة للائتلاف يومي 4 و 5 الشهر المقبل لانتخاب هيئاته الرئاسية وبحث مصير الحكومة الموقتة والموقف من مؤتمر «جنيف-2».
ميدانياً، أفاد «الائتلاف» في بيان بأن الأنباء القادمة من ريف حمص «تؤكد قيام قوات الأسد مدعمة بعناصر من حزب الله بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق أهالي مدينة تلكلخ، راح ضحيتها العشرات بينهم نساء وأطفال، بعد أن تقطعت بهم سبل النجاة من آلة الموت المسلطة على أرواح السوريين». وحذر من «وقوع أعمال تنكيل وتصفية تطاول المدنيين في المنطقة، وناشد المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في وقف أعمال القتل الممنهجة، ولكن الصمت المتواصل ووقوف العالم في موقع المتفرج أمام المذابح التي تستهدف السوريين ساهما في وقوع هذه الجريمة».
وقصفت طائرات حربية امس مناطق في مدينة الرستن في وسط البلاد التي تسيطر عليها المعارضة.
وفي دمشق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرات حربية شنت غارات على مناطق في حي القابون في الطرف الشمالي لدمشق، في وقت اشتدت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي برزة البلد المجاور للقابون تحت غطاء من القصف المدفعي العنيف، اضافة الى اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة ومقاتلي النظام ولجان شعبية موالية لها في حي برزة.
من جهة ثانية، يمدد مجلس الأمن اليوم ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك في الجولان (أندوف) ويقر تعديلات في عملها بينها «تطبيق القوة إجراءات تضمن لها قدرات الحماية الذاتية وترفع مستوى آلياتها ومعداتها المخصصة للدفاع الذاتي ضمن الأطر التي أقرتها اتفاقية فك الاشتباك» الموقعة العام 1974 بين سورية وإسرائيل. وأوضح ديبلوماسيون في مجلس الأمن أن التعديلات المزمع تبنيها في القرار ستسمح لقوة «أندوف» بالتزود بأسلحة فردية رشاشة ورشاشات متوسطة في مركباتها» فضلاً عن «رفع عديدها من نحو 950 الى 1250 جندياً».
وأعدت الولايات المتحدة وروسيا مشروع القرار الذي يدين التعرض لسلامة جنود القوة الدولية وأمنهم بما فيه أحداث «الخطف والتوقيف التي قامت بها مجموعات المعارضة السورية»، كما «يشدد على ضرورة عدم وجود أنشطة عسكرية للمعارضة السورية في منطقة الفصل، ويحض الدول ذات التأثير في المعارضة الى وقف كل أنشطتها التي تشكل خطراً على أندوف وأن تضمن حرية تحرك عناصر الأمم المتحدة على الأرض ليقوموا بمهمتهم». ويشدد على «واجبات الطرفين (سورية وإسرائيل) في الاحترام الكامل لبنود اتفاقية فك الاشتباك. ويدعو الأطراف الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي خروق لوقف النار في منطقة الفصل، ويشدد على عدم وجود أي نشاط عسكري في المنطقة نفسها بما فيها القوات المسلحة السورية».
 
طائرات حربية تقصف القابون وبرزة في دمشق... وغارات على الرستن
لندن - «الحياة»
شنت طائرات حربية غارات على حي القابون في شمال دمشق ومناطق أخرى حول العاصمة السورية، في وقت قصفت طائرات حربية أخرى مناطق في مدينة الرستن في وسط البلاد. في المقابل، اشتدت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حلب شمالاً.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرات حربية شنت غارات على مناطق في حي القابون في الطرف الشمالي لدمشق، في وقت اشتدت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي برزة البلد المجاور للقابون تحت غطاء من قصف المدفعي العنيف، في وقت كانت قوات النظام تقصف حي القدم في جنوب شرقي العاصمة. وقال إن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات المعارضة ومقاتلي النظام ولجان شعبية موالية لها في حي برزة.
كما شنت طائرات حربية غارتين على مناطق في مدينة زملكا وقرى أخرى في الغوطة الشرقية مع تجدد القصف على مدينة الزبداني ومدينة معضمية الشام ومزارعها. وطاول القصف مناطق في بلدات الشيفونية والذيابية والسيدة زينب ومخيم الحسينية في جنوب دمشق، فيما سقطت قذيفة هاون أطلقتها القوات النظامية على محيط شارع خورشيد في مدينة دوما وترافق ذلك مع قصف صاروخي من القوات النظامية على المدينة، الأمر الذي أدى إلى مقتل «ثلاثة أشخاص بينهم طفل وسقوط عدد من الجرحى»، وفق «المرصد».
وفي جنوب البلاد، فتحت الكتائب المقاتلة نيران رشاشاتها الثقيلة على حاجز للقوات النظامية في درعا البلد، وأعطبت دبابة للقوات النظامية على حاجز مفرق سلمين في ريف درعا، وفق «المرصد» الذي أشار إلى مقتل طالب جامعي من درعا البلد برصاص قناص من القوات النظامية في درعا المحطة.
وفي وسط البلاد، تعرضت مدينة الرستن لغارات عدة شنها الطيران الحربي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط حقل جبل شاعر النفطي في ريف تدمر. وأفاد «المرصد السوري» بأن قوات النظام قصفت مناطق في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقصفت الكتائب المقاتلة بصواريخ غراد حاجز الصبورة التابع للقوات النظامية في ريف حماة الشرقي مع تردد معلومات عن إلحاقها خسائر بشرية. واستهدفت طائرات مروحية قرى الجنينة وتفاحة وبيوض والحمدانية وجب الحنطة في ريف حماة الشرقي ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وتهدم بعض المنازل. وأشار «المرصد» إلى أن قوات النظام أعدمت أربعة شبان في بلدة السقيلبية في ريف حماة الغربي.
وفي شمال غربي البلاد، تعرضت مناطق في بلدات الجانودية ومعرة مصرين والقنية في ريف إدلب لقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل. وتحدثت مصادر عن قيام قوات النظام بقصف مناطق في حاجز الجازر بعد سقوط قتلى من الجيش النظامي بينهم ضابط قبل يومين في هجوم شنه مقاتلو المعارضة الذين سيطروا على حواجز لقوات النظام وقطعوا خط إمداد بين الساحل وداخل البلاد. وقال «المرصد» إن قوات النظام قصفت بلدات وقرى حنتونين ومعصران والرامي ونحلة ومعلا في ريف إدلب حيث سقط قتلى وجرحى، اضافة إلى مقتل رجل في مدينة معرة النعمان في قصف مدفعي.
وفي الشمال، تعرض حي الشيخ مقصود لقصف من القوات النظامية ما أدى إلى سقوط جرحى، فيما قتل قائد ميداني في «لواء المهاجرين» خلال اشتباك في محيط بلدة خان العسل في ريف حلب. ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها من طرف ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط بلدة الزهراء التي تضم غالبية شيعية، مع أنباء عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين. وقال «المرصد» إن قوات النظام قصفت حي الحيدرية في حلب وشوهدت سحب الدخان تتصاعد من «مركز البحوث العلمية» في حي الزهراء في المدينة الذي كان تعرض لقصف من المعارضة.
واستمرت المواجهات بين قوات النظام والمعارضة بعدما حاول مقاتلو «الجيش الحر» فرض سيطرة كاملة على حي الراشدين في حلب. وأشار شهود إلى تعرض بلدات بيانون ودابق وإعزاز لنيران طائرات مروحية. وأفاد «المرصد السوري» بأن قوات النظام قصفت أيضاً منطقة ضهرة عبد ربه في حي الليرمون داخل المدينة بالتزامن مع اشتباكات في حي صلاح الدين، فيما قصف مقاتلو المعارضة بقنابل محلية الصنع تجمعات القوات النظامية في حي الأشرفية ما أدى إلى سقوط قتلى.
وقال «المرصد» إن شريط فيديو وصل إليه، أظهر مقاتلين يتحدثون اللغة العربية الفصحى ويبدو انهم من الشيشان وهم يذبحون رجلين أمام مجموعة من الأهالي بعد اتهامهما بـ «التعامل مع النظام». وأضاف: «لم نتمكن من تحديد المنطقة الجغرافية، لكن المتحدث في الفيديو يقول انه تم إلقاء القبض على الشخصين قرب بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي»، مؤكداً أنه ينشر انتهاكات قوات النظام والمسلحين الموالين لها «في حق أبناء الشعب ولا يمكن أن يغض النظر عن هذه الانتهاكات التي تمارس من قبل بعض من يدعي إنه يدافع عن ثورة الشعب السوري الذي خرج في وجه (الرئيس) بشار الأسد ونظامه من اجل الوصول إلى سورية الديموقراطية والحرية والعدالة والمساواة». وزاد: «مثل هذه الانتهاكات لا تخدم إلا أعداء الشعب السوري وأن مثل هذه المشاهد يجب أن تتوقف حالاً لأن من يدافع عن مثل هذه الجماعات وهذه الأفعال اليوم قد يكون ضحية لها غداً».
وفي شمال شرقي البلاد، جددت الاشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط الفرقة 17 في ريف الرقة. وسجل سقوط قذيفة على داخل الرقة التي تسيطر عليها المعارضة. وقال «المرصد» إن اشتباكات دارت في حي الصناعة في مدينة دير الزور شرق الرقة، في وقت قصفت طائرات مروحية مناطق في بلدة تل حميس في ريف الحسكة قرب حدود العراق.
إلى ذلك، أفرجت أمس السلطات السورية عن المحامي فائق حويحة بعد اعتقاله لمدة يومين.
 
«المجلس الوطني الكردي» يبدأ حواراً مع «الائتلاف»
لندن - «الحياة»
بدأت لجنة العلاقات الوطنية والخارجية في «المجلس الوطني الكردي» أمس، حواراً مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بهدف بحث صيغة العلاقة بين الطرفين.
وقال رئيس «الحزب التقدمي الكردي الاشتراكي» عبد الحميد درويش لـ «الحياة»، إن اللجنة عقد اجتماعها الأول في إسطنبول، وانتخبته رئيساً لها بعد حضور جميع أعضاء اللجنة، باستثناء مصطفى سينو الذي اعتذر عن عدم الحضور لأسباب صحية.
وجاء في بيان أصدرته اللجنة، أن الحاضرين «اتفقوا على تشكيل مكتب للعلاقات الأوروبية والأميركية برئاسة كامران حاج عبدو وآخر للعلاقات الإقليمية والوطنية برئاسة إبراهيم برو، وانتخاب درويش رئيساً للجنة وصالح كدو ناطقاً باسمها وهوشنك درويش أمين سر لها».
وأضاف البيان أن المجتمعين اتفقوا على «إيلاء الاهتمام للعلاقات مع قوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج وفي مقدمها الائتلاف الوطني»، وأكدوا على «بناء العلاقات مع القوى والأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة السورية بما يخدم مصالح الشعب السوري وتحقيق أهداف ثورته والدفاع عن قضية الشعب الكردي وحقوقه القومية وفق رؤية المجلس الوطني الكردي».
وكان مقرراً أن يلتقى درويش الأمين العام لـ «الائتلاف» مصطفى الصباغ ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو في إسطنبول مساء امس لبحث التعاون بين الجانبين، وذلك قبل اجتماع الهيئة العامة للائتلاف يومي 4 و 5 الشهر المقبل لانتخاب هيئاته الرئاسية وبحث مصير الحكومة الموقتة والموقف من مؤتمر «جنيف-2».
وكانت مصادر متطابقة أبلغت «الحياة» أن الهيئة الكردية العليا ستشارك في مؤتمر»جنيف-2» بوفد منفصل برئاسة رئيس»الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم، على أن يضم وفد المعارضة كتلتين تمثل إحداهما «الائتلاف»، وأن تضم الكتلة الثانية «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» و «المنبر الوطني الديموقراطي»، ذلك أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف دعا خلال لقائه وفداً من «الهيئة الكردية» برئاسة مسلم، الأكراد السوريين إلى المشاركة الكاملة في «عملية التسوية عبر الحوار الوطني السوري الواسع الذي يراد منه أن يقرر المستقبل الديموقراطي للبلاد وضمان مراعاة حقوق فئات المجتمع السوري كافة».
 
الحل السياسي للأزمة السورية لا يزال حبرًا على ورق والتقسيم خراب المنطقة
إيلاف...وكالات     
الحرب في سوريا مستمرة، وتشير كل المؤشرات الدولية إلى أنها ماضية إلى أجل غير مسمى، في ظل عجز دولي حقيقي عن تحقيق حل سلمي يرضي جميع الأطراف، على الرغم من تعدد اللقاءات الأميركية الروسية، تحضيرًا لمؤتمر جنيف-2، الذي تتعقد فرص التوصل إلى اتفاق حقيقي حول جدواه.
بيروت: الحرب السورية مستمرة، النزف البشري فيها مستمر ليصل إلى أرقام مذهلة. فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الأربعاء أنه تمكن من توثيق سقوط 100191 قتيلًا منذ سقوط أول قتيل في محافظة درعا في 18 آذار (مارس) 2011، وحتى 24 حزيران (يونيو) الجاري، أي خلال نحو 27 شهرًا من الثورة السورية.
وأحصى المرصد بين القتلى 36661 مدنيًا، و18072 مقاتلًا من المعارضة المسلحة، و25407 عناصر من جيش النظام السوري، مستندًا في معلوماته إلى شبكة واسعة من المندوبين والناشطين، وإلى المصادر العسكرية والطبية في سوريا.
عقدة بشار
لا يزال الكلام عن الحل السياسي في سوريا حبرًا على ورق، إذ ألمحت الولايات المتحدة بوضوح إلى أن مؤتمر جنيف-2 حول سوريا لن ينعقد في تموز (يوليو) المقبل كما كان متوقعًا، محملة النظام السوري وداعميه مسؤولية ذلك.
وقال باتريك فنتريل، المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية: "الوضع على الارض واستمرار النظام السوري في تجنب أي مشاورات يشكلان عقبة حقيقية أمام انعقاد هذا المؤتمر".
وكان وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف وضعا تصورهما لمؤتمر جنيف-2، الذي يفترض أن يجمع ممثلين عن النظام والمعارضة السورية والدول المعنية بالنزاع، وقدما لهما موعدًا اوليًا في حزيران (يونيو) الحالي، قبل تأخيره حتى استكمال التحضيرات له.
ومن أهم مسببات هذا التأخير غياب التوافق الأميركي الروسي حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تطالب المعارضة بتنحيه عن السلطة، مع تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تتألف من أعضاء من الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة.
غير أن الروس يرفضون ذلك. وذكر مصدر دبلوماسي مطلع على المفاوضات أن الروس والاميركيين مختلفون على تشكيلة هذه الحكومة، مع رفض الاميركيين أن يكون الاسد جزءًا منها، وتصميم الروس على أن خلاف ذلك.
لقاءات ثلاثة
وفي الأول والثاني من تموز (يوليو) القادم، يناقش وزيرا الخارجية الاميركي والروسي الازمة السورية في بروناي، على هامش منتدى اقليمي يعقد هناك، ليكون هذا الاجتماع التحضيري الثالث، بعد المحادثات التي جمعت الثلاثاء دبلوماسيين اميركيين وروسيين في جنيف، وبعد لقاء حصل في مطلع الشهر بين مبعوث الامم المتحدة للسلام في سوريا الاخضر الابراهيمي ونائبي وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان.
وقال فنتريل: "لسنا متفقين على كل شيء، لكن الولايات المتحدة وروسيا متوافقتان على ان المخرج الوحيد لإنهاء هذا النزاع يتمثل في حل سياسي".
إلى ذلك، انتقدت سوزان رايس، السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة، موسكو وبكين لإعاقتهما صدور قرار عن مجلس الامن حول سوريا، معتبرة أن عجز المجلس عن التحرك بشكل موحد في الملف السوري وصمة عار اخلاقية واستراتيجية على سجله، وسيحكم عليه التاريخ بقسوة.
وصفة خراب
من جانبه، حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني من تقسيم سوريا، لأن هذا التقسيم سيشكل وصفة للخراب في المنطقة بأسرها، ومن أبعاد مدمرة إن تحول الصراع السوري الى فتنة بين السنة والشيعة في المنطقة.
وقال العاهل الاردني في مقابلة صحافية الاربعاء إن سوريا المقسمة تعني نزاعًا مفتوحًا، يقوض الاستقرار في المنطقة ويعطل مستقبل أجيالها، "فالمساس بوحدة سوريا وصفة للخراب التام".
واضاف الملك الأردني: "أحذر من أن التوسع في إذكاء نار الطائفية في العالمين العربي والإسلامي سيكون له أبعاد مدمرة على أجيالنا القادمة وعلى العالم، وأكثر ما نخشاه هو أن يتوسع الصراع في سوريا، ويتحول إلى فتنة بين السنة والشيعة على مستوى المنطقة".
وأكد العاهل الاردني أنه لا يمكنه السكوت على محاولات العبث بمصير المنطقة وشعوبها، عبر استغلال الدين والمذاهب في السياسة واتخاذها وسيلة للفرقة، مطالبا بحل سياسي يشمل كل الاطراف في سوريا.
وتخوف الملك عبدالله الثاني من أن يقف الأردن عاجزًا عن تقديم المساعدة الإغاثية للاجئين السوريين، "وهذا يمثل نجاحًا لمساعي تصدير الأزمة السورية، ويجب أن لا نسمح بذلك إنسانيًا وسياسيًا، يجب ألا يتراجع الجهد والدعم الإغاثي، ويجب ألا يتوقف الضغط السياسي من أجل حل سياسي انتقالي شامل".

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,135,730

عدد الزوار: 7,622,134

المتواجدون الآن: 0