معارك شرسة في حمص و"الجيش الحر" يرتب صفوفه في الحسكة والجربا يمنح نفسه شهراً لتغيير المعادلة الميدانية

أكد الزعيم الجديد لـ"الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" احمد الجربا امس انه يتوقع ان تصل الاسلحة المتطورة لمقاتلي المعارضة قريبا وان تغير موقفها العسكري الذي وصفه بأنه ضعيف، فيما اعتذر رئيس الحكومة المؤقتة المكلف غسان هيتو عن مهمة تأليف الحكومة. أما ميدانيا فقد واصلت قوات الأسد هجومها الشرس على أحياء مدينة حمص المحاصرة.

الجربا

وقال الجربا لوكالة "رويترز" في اول مقابلة منذ انتخابه رئيسا للائتلاف يوم السبت الماضي ان المعارضة لن تشارك في مؤتمر للسلام اقترحته الولايات المتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قويا.

واضاف الجربا بعد العودة من محافظة ادلب بشمال سوريا حيث التقى مع قادة الوية مقاتلي المعارضة في منطقة جبل الزاوية " ان المشاركة في مؤتمر جنيف في ظل هذه الأوضاع غير ممكنة. اذا كان هناك ذهاب الى جنيف يجب ان تكون الارض قوية غير الوضع الآن الضعيف في الحقيقة. يجب ان نكون ذاهبين الى جنيف ونحن اقوياء".

وسئل عما اذا كانت الصواريخ التي تطلق من على الكتف والتي يمكن ان تحد من التفوق الكبير في المدرعات ستصل لمقاتلي المعارضة، قال "نحن ندفع بهذا الإتجاه. اعتقد ان الامور الآن احسن من السابق وانا باعتقادي هذا السلاح المفروض سيأتي لسوريا قريبا". وقال الجربا "أولويتي كرئيس للائتلاف هو دعم السلاح النوعي وغير النوعي والمتوسط إلى المناطق المحررة والجيش الحر".

وعرض الجربا على قوات بشار الاسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة حيث يواجه مقاتلو المعارضة هجوما بريا وجويا شرسا من قبل تلك القوات التي يدعمها حزب الله وميليشيات موالية للاسد.

ولم تظهر بوادر بموافقة الحكومة على مثل هذه الهدنة.

وادلى الجربا بهذه التصريحات في اسطنبول حيث انتخب رئيسا للائتلاف الوطني السوري خلال اجتماع عقد في مطلع الاسبوع.

وقال الجربا إن "هناك كارثة إنسانية حقيقية في حمص وإن الأسد الذي كانت آلته العسكرية على وشك الهزيمة تلقى دعما من إيران ووكيلها حزب الله اللبناني".

وأكد الجربا إنه لن يهدأ حتى يحصل على الأسلحة المتقدمة المطلوبة للرد على قوات الأسد وحلفائه. وأضاف أنه يمنح نفسه شهرا لتحقيق ما ينوي فعله.

وبعد اجتماعه بوفد من حمص تبرع الجربا بمبلغ 250 ألف دولار من ماله الخاص لدعم جهود الاغاثة الانسانية في المدينة. وقال نشطاء التقوا الجربا إن الاحياء المعارضة المتبقية في حمص قد تسقط في غضون أيام.

حمص

ميدانيا، يواصل الثوار تصديهم لهجمات قوات الأسد في مدينة حمص في معركة يمكن ان تكون حاسمة في مساعي الحكومة لقطع خطوط مقاتلي المعارضة والربط بين العاصمة ومناطق ساحلية هي معاقل لأنصار الأسد.

وتشن قوات الاسد هجوما في حمص منذ عشرة أيام وتقصف أحياء تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في وسط المدينة في غارات جوية وهجمات بقذائف المورتر والدبابات.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن منطقتي باب هود والصفصافة قصفتا بالمدفعية وقذائف المورتر والدبابات مما أوقع اصابات. وأضاف أن اشتباكات شرسة وقعت صباح امس بين الثوار وقوات الأسد.

وقال الناشط الاعلامي ابو بلال الحمصي لوكالة "فرانس برس" عبر "سكايب" ان "الحملة الشرسة على حمص مستمرة لليوم العاشر على التوالي واستطاعت قوات النظام ان تدخل الى اجزاء من الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام اسلوب الارض المحروقة".

واشار الى ان "السيناريو يشبه سيناريو القصير"، في اشارة الى المدينة التي سقطت اخيرا بايدي قوات النظام في ريف حمص بعد حصار طويل وحملة قصف كثيفة. واضاف "الحملة شرسة لم نشهد مثلها منذ بدء الثورة".

واوضح ردا على سؤال ان قوات النظام باتت تسيطر على كتل من الابنية تشكل نحو ثلاثين في المئة تقريبا من مساحة حي الخالدية الواقع في شمال مدينة حمص، وانها تقترب من مسجد خالد بن الوليد.

وتبلغ مساحة الاحياء التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة في وسط حمص حوالى كيلومترين مربعين.

وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع "يوتيوب" تسمع فيه بوضوح اصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد الخالد بن الوليد، فيما الشوارع مغطاة بالركام.

ويظهر الشريط دمارا هائلا وارضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار.

كما بث ناشطون شريطا آخر تظهر فيه حرائق مشتعلة في عدد من المحال التجارية والمنازل في منطقة غير محددة من حمص.

وقال المرصد ان "الاشتباكات العنيفة" مستمرة بين "مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها عند اطراف حي الخالدية"، مشيرا الى "انباء عن خسائر في صفوف الطرفين".

واشار الناشط مجاهد الحمصي الى ان "مئتي قذيفة هاون وصاروخ سقطت خلال نصف ساعة بعيد السادسة صباحا على الخالدية".

وقال ابو بلال ان النظام "يستخدم كل الاسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات"، موضحا ان "حوالى الف قذيفة تسقط يوميا على احياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص".

واشار الى وجود "800 عائلة محاصرة في هذه الاحياء مع الاف الثوار الذين يقاتلون بسلاح خفيف"، منتقدا عدم ارسال قيادة الجيش الحر اي دعم الى حمص.

وقال "حمص في وضع خطير جدا بعد تقدم قوات النظام في حي الخالدية".

وقالت طبيبة تعمل في حمص مع عائلات النازحين "ماذا يمكننا أن نقول؟ لقد اعتدنا ذلك ولا نريد حتى أن نفكر في الأمر. فليحفظنا الله".

وأظهر تسجيل فيديو بثته جماعة نشطة في حمص الدخان وهو يتصاعد من مبان لحقت بها أضرار وسط دوي اطلاق نار وانفجارات في الشوارع الضيقة.

ويظهر في التسجيل مسجد خالد بن الوليد الذي لحقت به أضرار بالغة مثله مثل العديد من الآثار السورية.

هيتو

في غضون ذلك، أعلن رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو، امس، الاعتذار عن الاستمرار في مهمة تشكيل الحكومة المؤقتة لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة".

وأعلن الائتلاف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الأستاذ غسان هيتو يعتذر عن الاستمرار في مهمة تشكيل الحكومة المؤقتة.

وكان الائتلاف اختار في آذار رجل الأعمال السوري غسان هيتو، المقيم بالولايات المتحدة الأميركية، لتشكيل حكومة تعمل ضمن الأراضي السورية.

 

أعلن حزب البعث في سوريا أمس اختيار قيادة قطرية جديدة لحزب البعث لا تتضمن أياً من أعضاء القيادة السابقين بمن فيهم نائب الرئيس فاروق الشرع، فيما بقي الرئيس بشار الأسد في منصب الأمين القطري، بحسب ما أورد الموقع الالكتروني للحزب.

وأفاد الموقع بأن اللجنة المركزية عقدت صباح أمس اجتماعاً موسعاً برئاسة الأسد بصفته الأمين القطري للحزب، تم في خلاله "اختيار قيادة قطرية جديدة".

وبين الأعضاء الجدد رئيس مجلس الشعب جهاد اللحام ورئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ورئيس اتحاد طلبة سوريا عمار الساعاتي ووزير الكهرباء عماد خميس ورئيس اتحاد العمال محمد شعبان عزوز والسفير السوري في مصر يوسف الأحمد ووزير الأشغال العامة حسين عرنوس.

وتضم القيادة كذلك كلا من هلال هلال وعبد الناصر شفيع وعبد المعطي مشلب وأركان الشوفي ونجم الأحمد وخلف المفتاح ومالك علي، بالإضافة الى امرأة واحدة هي فيروز موسى.

ويبلغ بذلك عدد أعضاء القيادة الجديدة 16، بمن فيهم الأسد، فيما كانت القيادة السابقة المنتخبة في التاسع من حزيران 2005، مؤلفة من 15 عضواً، بينهم وزير الدفاع الأسبق حسن تركماني ورئيس الأمن القومي هشام بختيار اللذين قتلا في انفجار استهدف اجتماعاً أمنياً في دمشق في 18 تموز 2012.

ويأتي انتخاب القيادة القطرية الجديدة لحزب البعث العربي الاشتراكي وسط أزمة غير مسبوقة تعصف بالبلاد تطورت من حركة احتجاجية الى نزاع مسلح أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص منذ منتصف آذار 2011.

وأجرت السلطات السورية في شباط/ 2012 استفتاء على دستور جديد، في محاولة لها لتهدئة الاحتجاجات، ألغي بموجبه الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ خمسين عاماً.

وحلت فقرة تنص على "التعددية السياسية" محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث "القائد في الدولة والمجتمع".

ودعا الأسد خلال ترؤسه الاجتماع، الى تطوير الحزب وتعميق التفاعل مع المواطنين لتجاوز آثار الأزمة التي تمر بها البلاد منذ عامين، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سانا".

وقال الأسد في الاجتماع "يجب على الحزب أن يطور نفسه من خلال الالتصاق بالواقع وتعزيز ثقافة الحوار والعمل الشعبي التطوعي".

ودعا الى ضرورة "وضع ضوابط جديدة ومعايير دقيقة لاختيار ممثلي الحزب بما يمكنهم من العمل لتحقيق مصالح الشرائح الأوسع من عمال وفلاحين وحرفيين وتعميق التفاعل مع المواطنين لتجاوز المنعكسات السلبية للأزمة".

 

وجه رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أمس انتقاداً شديداً للحكومة البريطانية لفشلها حتى الآن في التدخل لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، وطالب بفرض حظر جوي فوق مناطق سورية داعياً لندن الى تزويد الثوار السوريين بالسلاح. وقارن بلير بين أعداد الضحايا التي سقطت في العراق منذ الاجتياح الذي أمر به بالشراكة مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن عام 2003 حتى اليوم، وبين أعداد الضحايا التي سقطت في سوريا منذ اندلاع الثورة.

وقال بلير "الجميع ألقوا اللوم على السياسة الخارجية التي اتبعناها وكانت ترتكز على التدخل العسكري في بلدان أخرى، ولكن من الواضح للجميع الآن أن سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل لها تداعيات أخطر بكثير على أرواح الناس".

أضاف "أين سقط ضحايا أكثر؟ في سوريا في خلال عامين سقط عدد أكبر من الضحايا مما سقط في العراق خلال 10 سنوات أي منذ غزو العراق عام 2003. على الجميع أن يوقن أن سياسة عدم التحرك وعدم التدخل لها تداعيات أخطر من سياسة التدخل، وعلى الجميع أن يدرك أنه إذا كنا نحن لا نتدخل فهناك دول أخرى دائمة التدخل وكل هذه الصراعات لن تنهي نفسها بنفسها، خصوصاً في سوريا حيث لا أرى نهاية قريبة لهكذا نزاع".

وختم بلير الذي كان يتحدث الى راديو الـ"بي بي سي" قائلاً "يجب أن تهتم الحكومة بشكل أكبر بالأزمة السورية، ويجب فرض منطقة حظر جوي وينبغي على المملكة المتحدة تسليح الثوار السوريين".

وفي سياق المساعدات الإنسانية نقل الممثل البريطاني ادي ايزارد معاناة اللاجئين السوريين في العراق بعد قيامه بجولة في مخيم دهوك (شمال البلاد) كسفير لليونيسف، وأطلق الممثل نداء استغاثة باسم أطفال سوريا الذين يعانون الأمرين ولا سيما في هذا الحر الشديد حيث تتضاءل كمية مياه الشرب الصحية المتاحة لهم وينذر الصيف بما لا يحمد عقباه من تفشٍ للأوبئة والأمراض على أنواعها.

وفي موسكو، أعلنت روسيا استعدادها لإجراء اتصالات مع القيادة الجديدة للمعارضة السورية على الرغم من "الأسئلة" التي تثيرها التصريحات الأولى لرئيسها الجديد.

وكتبت وزارة الخارجية الروسية في بيان "لاحظنا أن التصريحات الأولى للرئيس الجديد للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لا تلبي حتى الآن التوقعات وتثير عدداً من الأسئلة حول إرادة الائتلاف التوصل الى حل سياسي للأزمة".

لكن روسيا، كما أضافت الوزارة "على استعداد لإجراء اتصالات مع القيادة الجديدة للائتلاف من أجل وقف النزاع المدمر في سوريا".

في المواقف أيضاً، رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بإعادة هيكلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وانتخاب أحمد العاصي الجربا رئيساً للائتلاف كقيادة جديدة.

ونوه العربي في بيان له أمس بهذه الخطوة التي تندرج في إطار توحيد صفوف المعارضة وتوسيع الائتلاف الوطني بمشاركة شخصيات وأطراف مختلفة واستعدادها لتعيين ممثلين لها في مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده في جنيف.

كما وجه الأمين العام للجامعة العربية نداء الى الحكومة السورية والجيش الحر باغتنام فرصة شهر رمضان المعظم لوقف إطلاق النار في سوريا.

وطالب العربي الحكومة السورية بوقف قصفها للمدن السورية ورفع الحصار عن مدينة حمص لتمكين المنظمات الدولية من إدخال الإغاثة الإنسانية العاجلة وإنقاذ المرضى والمصابين.

واعتبر الأمين العام أن إقدام الحكومة السورية على مثل هذه الخطوة سيساعد على تجاوز العقبات التي لا تزال تعترض انطلاق مؤتمر جنيف الثاني وخلق المناخ المناسب لإيجاد تسوية سياسية في سوريا وإنقاذها من الانزلاق نحو التفكك والانهيار.

 

 

أعطى الرئيس الجديد لـ"الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" احمد الجربا نفسه شهراً لتغيير المعادلة على الأرض عبر تسليح "الجيش السوري الحر" الذي يبدو أنه باشر إعادة ترتيب صفوفه بعدما أعاد الائتلاف تنظيم قيادته في محافظة الحسكة.

وأكد الجربا أمس وهو أبناء الحسكة، انه يتوقع ان تصل الاسلحة المتطورة لمقاتلي المعارضة قريبا وأن يتغير الوضع العسكري للمعارضة الذي وصفه بأنه ضعيف، فيما واصلت قوات الأسد هجومها الشرس على أحياء مدينة حمص المحاصرة.

وقال الجربا لوكالة "رويترز" في اول مقابلة منذ انتخابه رئيسا للائتلاف يوم السبت الماضي، "أولويتي كرئيس للائتلاف هو دعم السلاح النوعي وغير النوعي والمتوسط إلى المناطق المحررة والجيش الحر". وأكد أنه لن يهدأ حتى يحصل على الأسلحة المتقدمة المطلوبة للرد على قوات الأسد وحلفائه. وأضاف أنه يمنح نفسه شهرا لتحقيق ما ينوي فعله.

وعرض الرئيس الجديد للائتلاف على قوات بشار الاسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة، وقال إن "هناك كارثة إنسانية حقيقية في حمص وإن الأسد الذي كانت آلته العسكرية على وشك الهزيمة تلقى دعما من إيران ووكيلها حزب الله اللبناني".

وأكد ان المعارضة لن تشارك في مؤتمر للسلام اقترحته الولايات المتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قويا.

وفي موسكو كتبت وزارة الخارجية الروسية في بيان "لاحظنا ان التصريحات الاولى للرئيس الجديد للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لا تلبي حتى الآن التوقعات وتثير عدداً من الاسئلة حول ارادة الائتلاف التوصل الى حل سياسي للازمة". لكن روسيا كما اضافت الوزارة، "على استعداد لاجراء اتصالات مع القيادة الجديدة للائتلاف من اجل وقف النزاع المدمر في سوريا".

إلى ذلك، انعكس فوز الجربا برئاسة الائتلاف على ترتيب "الجيش الحر" في محافظة الحسكة التي ينتمي إليها الرئيس الجديد للائتلاف وكان زارها أول من أمس للتخلص من مشاكل كثيرة ومنها: وجود كتائب إسلامية باسم الجيش الحر من دون أن تنصاع لأوامر قيادته، وغياب التنسيق بين كتائب الجيش الحر بشكل عام، ووجود جبهة النصرة واستئثارها بالكثير من المناطق، ووجود سرقات للمنشآت العامة ونهب المال العام، واختراق صفوفه من قبل بعض أعوان النظام لأكثر من مرة.

وأعلن الجيش الحر تشكيل الفرقة 15 مشاة للجبهة الشرقية والتي أعلن عنها المقدم عبد المجيد سلطان بقيادة المقدم خضر محمد وضمت عددا من الألوية.

ويذكر ان "الجيش الحر" تلقى ضربات موجعة في الأماكن التي يسيطر عليها منذ مايقارب الشهر من خلال قصف النظام للريف الجنوبي للحسكة والقامشلي.

ميدانيا، يواصل الثوار تصديهم لهجمات قوات الأسد في مدينة حمص في معركة يمكن ان تكون حاسمة في مساعي الحكومة لقطع خطوط مقاتلي المعارضة والربط بين العاصمة ومناطق ساحلية هي معاقل لأنصار الأسد.

وتشن قوات الاسد هجوما في حمص منذ عشرة أيام وتقصف أحياء تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في وسط المدينة في غارات جوية وهجمات بقذائف المورتر والدبابات.

وقال المرصد السوري إن منطقتي باب هود والصفصافة قصفتا بالمدفعية وقذائف المورتر والدبابات مما أوقع اصابات. وأضاف أن اشتباكات شرسة وقعت صباح امس بين الثوار وقوات الأسد.

وأضاف المرصد ان "الاشتباكات العنيفة" مستمرة بين "مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها عند اطراف حي الخالدية"، مشيرا الى "انباء عن خسائر في صفوف الطرفين".

وأظهر تسجيل فيديو بثته جماعة نشطة في حمص الدخان وهو يتصاعد من مبان لحقت بها أضرار وسط دوي اطلاق نار وانفجارات في الشوارع الضيقة.

ويظهر في التسجيل مسجد خالد بن الوليد الذي لحقت به أضرار بالغة مثله مثل العديد من الآثار السورية.

وأعلن مندوب سوريا الدائم لدي الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري أمس، موافقة بلاده على استقبال أنغيلا كين وكيلة الأمين العام للشئون الإدارية وآك سلستروم رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيمائية في سوريا.

وقال المندوب السوري في تصريحات للصحافيين امس "لقد أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة أن حكومة بلادي وجهت الدعوة الى كل من آنغيلا كين وآك سلستروم وهي الدعوة التي تثبت انفتاح الحكومة السورية بشأن الكشف عن مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية".

 

"لن تدخلوها إلا على جثثنا". هذا ما قاله ثوار حمص. وما بين القول والفعل، تثبت عاصمة الثورة في كل مرة أنها العديّة العصيّة على الانكسار. الريف الغربي أفلت من قبضة الثوار ليصبح الخط الذي تظهر عنده حدود دولة الأسد.

حزب الله من الخلف، والنظام من كل مكان، في الأرض والسماء، بالدبابات والطائرات، مصرٍّ إيما إصرار على ذبح مدينة فعلت به ما لم يفعله غيرها بزعيم أو رئيس مستبد، فعلت ما لم يذكره التاريخ عن أي شعب آخر، حتى بات شعب سوريا عموماً والحماصنة من أهل سوريا على وجه الخصوص، تاريخاً بحد ذاته.

على صرح القائد خالد بن الوليد، الموجود بمحاذاة قبره في المسجد الذي يحمل اسمه، حُفرت كلماته التي كتبها وهو على فراش الموت قائلاً: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء". قصف النظام الصرح فسقطت كل الكلمات المحفورة على الحجر لتبقى كلمة "الجبناء" صامدة مكانها وواضحة قبالة كل جنود الاسد الذين يطلقون القذائف.

في حمص، لا يمكن القول ان قصفاً عنيفاً بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، لأن القصف لم يتوقف أبداً منذ عشرة أيام، لكنه خلال اليومين الماضيين تركز على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور في محاولة لكسر الطوق الذي يشكّله الثوار حول هذه المناطق لمواجهة قوات النظام، القصف الذي كثفه النظام من خلال استهدافه لما كان أبنية سليمة نجت من قصف سابق خلال فترات التصعيد التي شهدتها حمص في المعارك السابقة.

بحسب مصادر الثوار، استخدم النظام خلال حملته العسكرية على أحياء حمص المحاصرة صواريخ أرض أرض كما استخدم الطيران الحربي بشكل مكثف قضت غارتان منه على ما تبقى من منازل لم تصبها الصواريخ، فضلاً عن المواقع العسكرية التي يتمركز النظام فيها في الكلية الحربية بحي الوعر وكراجات النقل الجنوبية قرب المدينة الجامعية، يقوم جيش النظام بقصف الأحياء المحاصرة من قبل ما يصفه الثوار بـ"الأحياء الموالية" من خلال منصات صواريخ منصوبة في أحياء الزهرة والنزهة وعكرمة يستهدف بها أحياء حمص القديمة.

هذه المرة، كانت المعادلة مختلفة، في ما سبق نجح النظام بانتشال أحياء مناصريه من الاشتباكات فحاصرها لحمايتها، في محاولة لسلخها عن باقي مناطق حمص، الا ان الثوار خرقوا الحواجز عبر صواريخ محلية الصنع لا تسقط برصاص الكلاشينكوف الذي يحمله عناصر الشبيحة لحماية تلك الأحياء، فأطلقوا ثماني قذائف استهدفوا بها منصات اطلاق الصواريخ، واحدة منها موجودة في باحة روضة البلابل بعكرمة الجديدة، ومنصة في باحة مدرسة حافظ محمد مقابل مدخل مستشفى الزعيم، ومنصة ثالثة في مدرسة عكرمة الحديثة.

وذكر ناشطون ان جبهة النصرة نفذت "عمليتين استشهاديتين" في حي النزهة وفي شارع الحضارة بحي عكرمة استهدفتا حاجزين عسكريين للنظام، فيما أعلن النظام أن العمليتين نفذتا بسيارتين مفخختين أوقعتا في حصيلة وصفها بالأولية عشرة قتلى وأربعين جريحاً بينهم نساء وأطفال.

سرعان ما جاء رد النظام عنيفاً، وكانت أولى بوادره حرق بساتين باباعمرو والسلطانية وبساتين الوعر من خلال قصف عشوائي، نجمت عنه حرائق كبيرة شكلت سحابة دخان أسود ذكر ناشطون أنها شوهدت من حي الانشاءات وأحياء أخرى قريبة، تبعها اطلاق نحو عشرين قذيفة صوتية في سماء حي الانشاءات من قبل فرع الأمن السياسي المتواجد في الحي نفسه، نجم عن انفجارها شظايا مؤذية ولم تسجل أي اصابات في صفوف المدنيين.

 

الرأي..دمشق - وكالات - اكد ناشطون سوريون معارضون ان القوات النظامية دخلت اجزاء من حي الخالدية المدمر، بعد ان اعتمدت خلاله سياسة الارض المحروقة لمدة عشرة ايام لم يتوقف خلالها القصف الجوي والصاروخي والمدفعي عليه وعلى الاحياء الاخرى في حمص القديمة.

وقال الناشط الاعلامي ابو بلال الحمصي لوكالة «فرانس برس» عبر «سكايب» ان «الحملة الشرسة على حمص استمرت لليوم العاشر على التوالي واستطاعت قوات النظام ان تدخل الى اجزاء من الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام اسلوب الارض المحروقة».

واشار الى ان «السيناريو يشبه سيناريو القصير»، في اشارة الى المدينة التي سقطت اخيرا بايدي قوات النظام وعناصر «حزب الله» في ريف حمص بعد حصار طويل وحملة قصف كثيفة.

واضاف: «الحملة شرسة لم نشهد مثلها منذ بدء الثورة»، موضحا ان قوات النظام باتت تسيطر على كتل من الابنية تشكل نحو ثلاثين في المئة تقريبا من مساحة حي الخالدية الواقع في شمال مدينة حمص، وانها تقترب من مسجد خالد بن الوليد.

وتبلغ مساحة الاحياء التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة في وسط حمص نحو كيلومترين مربعين.

وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع «يوتيوب» تسمع فيه بوضوح اصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد الخالد بن الوليد، فيما الشوارع مغطاة بالركام.

ويظهر الشريط دمارا هائلا وارضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار.

كما بث ناشطون شريطا آخر تظهر فيه حرائق مشتعلة في عدد من المحال التجارية والمنازل في منطقة غير محددة من حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «الاشتباكات العنيفة» استمرت بين «مقاتلين معارضين والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها عند اطراف حي الخالدية»، مشيرا الى «انباء عن خسائر في صفوف الطرفين».

واشار الناشط مجاهد الحمصي عبر «سكايب» الى ان «مئتي قذيفة هاون وصاروخ سقطت خلال نصف ساعة بعيد السادسة صباحا على الخالدية».

وقال ابو بلال ان النظام «يستخدم كل الاسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات»، موضحا ان «نحو الف قذيفة تسقط يوميا على احياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص».

واشار الى وجود «800 عائلة محاصرة في هذه الاحياء مع الاف الثوار الذين يقاتلون بسلاح خفيف»، منتقدا عدم ارسال قيادة الجيش الحر اي دعم الى حمص. وقال: «حمص في وضع خطير جدا بعد تقدم قوات النظام في حي الخالدية».

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» امس ان الجيش النظامي عثر «على نفق يبلغ طوله نحو 500 متر» وارتفاعه 170 سم، «ويمتد من حي باب هود باتجاه حي جورة الشياح (من جهة الشرق) كان الارهابيون يستخدمونه في التنقل ونقل الاسلحة والذخيرة».