انفجار بئر العبد هل يكون أوّل المسلسل؟ الفراغ يُحاصر الجيش... ويبرز في الضاحية....لجنة بكركي - "حزب الله" اجتمعت - أبو زينب: الملفّ الحكومي كان حاضراً.....انفجار كبير في الضاحية ومخاوف من ارتباطه بسورية....حشود «الضاحية الغاضبة» تهتف لنصر الله وتهدد السنيورة...بوادر إيجابية في قضية المختطفين اللبنانيين بأعزاز سيتم الإفراج عنهم على دفعتين

على أثر الانفجار محطة الميادين (غسان بن جدو) تبث فيديو التحريض المذهبي والطائفي لجمهور حزب الله

تاريخ الإضافة الخميس 11 تموز 2013 - 3:48 ص    عدد الزيارات 2142    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

انفجار بئر العبد هل يكون أوّل المسلسل؟ الفراغ يُحاصر الجيش... ويبرز في الضاحية
النهار..
اجمعت القوى السياسية في الداخل، كما المجتمع الدولي، على التنديد بالانفجار الذي هزّ أمس منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت عرين "حزب الله"، وأوقع 53 جريحا إصاباتهم بسيطة. ويلي الانفجار اطلاق صاروخين في أيار الماضي سقطا في منطقة الشياح مستهدفين المنطقة ذاتها، وسلسلة تهديدات جاءت رداً على مشاركة الحزب في المعارك الدائرة في سوريا. وسواء كان وراءه اسرائيل، التي وجهت إليها اتهامات امس نفتها تل ابيب، أم أحد أفرقاء المعارضة السورية، فان الثابت ان خرقاً أمنياً طاول منطقة الحزب على رغم الاجراءات التي اتخذها في المدة الأخيرة وأوقف بموجبها عدداً من المعارضين السوريين، وأبعد آخرين من المتشددين ينتمون الى “جبهة النصرة” وتنظيم “القاعدة”.
واذا كان الانفجار قد أسفر عن أقل خسائر ممكنة، أي دون سقوط ضحايا بشرية، فان التخوف بدأ يسود الأوساط السياسية والأمنية من ان يكون حادث بئر العبد فاتحة سلسلة من الانفجارات والحوادث الأمنية حذر منها وزير الداخلية مروان شربل قبل نحو شهر، وهو ما عبّر عنه الرئيس نبيه بري بقوله “ان ما حصل أكثر من رسالة، وربما بداية لمسلسل تفجيرات متتالية تقض الحياة اليومية للبنانيين”.
وقد يزيد وقع الأحداث الفراغ الأمني، بعد السياسي، الذي بدأ يهدد المؤسسة الامنية الأم في لبنان، اي الجيش، مع تعثّر التوصل الى حل يوفر التمديد لقائده العماد جان قهوجي، وتعذر الاتفاق على بديل منه (ص4) وتعثّر مسيرة التأليف الحكومي، وتقييد حكومة تصريف الاعمال بالصلاحيات. وربطت مصادر هذا الخرق بالفراغ الأمني الناجم أيضاً عن تناقص عدد العناصر المكلفة الرقابة الأمنية في الضاحية بعد دفع الحزب بنحو 5000 مقاتل منه للانخراط في الحرب السورية.
وﻗﺎل ﻣﺻدر أمني لـ”النهار” ان اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻷوﻟﯾﺔﻓﻲ الإﻧﻔﺟﺎر أﻓﺿت إﻟﻰ ﺧﯾوط ﻗوﯾﺔ ﻗد ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧﺎة اﻟﻣﺗورطﯾن. وأوﺿﺢ أن “اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت ﺗﺟري ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛّف وﻣﺷﺗرك ﺑﯾن الاجهزة اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ، وﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ ﺣزب اﷲ”.
وﯾﺑﻠﻎ وزن اﻟﻌﺑوة اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺳﯾﺎرات ﻓﻲﻣرأب ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣرﻛز اﻟﺗﻌﺎون اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻗراﺑﺔ 35 ﻛﯾﻠوﻏراماً. وفي معلومات لـ “النهار”من مصادر التحقيق ان العبوة من نوع “سي 4” ويبدو انها وضعت داخل سيارة “كيا” لونها زيتي لم يبق منها شيء سوى محركها وحتى ان رقمها لم يتبيّن بالكشف على الشاسي، وبيٰنت التحقيقات الميدانية ان السيارة كانت مفخخة بالعبوة في داخلها. اما سيارة “نيسان” فهي السيارة التي كانت الاقرب الى السيارة المفخخة.
وأوضحت المعلومات ان الانفجار حصل بعد دقيقتين من ركن السيارة في المرأب وبساعة توقيت، مع استبعاد فرضية ان تكون فجّرت من بعد، نظراً الى وضع المنطقة. ويجري الكشف على الكاميرات الموضوعة في المنطقة لتزويد المراجع المعنية كل المعطيات الميدانية. وﺗرﻛّزت ﻗوة ﻋﺻف اﻻﻧﻔﺟﺎر ﻓﻲ اﺗﺟﺎه اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟواﻗﻌﺔ عند زاوﯾﺔ اﻟﻣوﻗف مما أدى إﻟﻰ تصدعها الى حد ﻛﺑﯾر.
في المقابل، نفى وزير الداخلية مروان شربل لـ “النهار” تعرضه لاعتداء، وقال إن الجميع استقبلوه بالقبلات، لكن شاباً خرج من بين الشبان الغاضبين (وهو لم يكن طبيعياً ولا ينتمي الى “حزب الله” او الى حركة “امل”)، ورمى أحد العسكريين بعبوة مشروب غازي فما كان من الاخير الا ان أطلق النار في الهواء، مما أدى الى حال من الخوف لدى العسكريين المواكبين له من اعتداء محتمل فأحاطوا به ورافقوه بسرعة الى أحد المباني حيث مكث بعض الوقت مع مواكبة من “حزب الله”.
مجلس الأمن
في نيويورك (“النهار”)، استعد مجلس الأمن لإصدار بيان صحافي كان متوقعاً في ساعة متقدمة من مساء أمس بتوقيت نيويورك (فجر اليوم بتوقيت بيروت) للتنديد “بأشد العبارات الممكنة” بـ”التفجير الإرهابي” الذي شهدته الضاحية الجنوبية لبيروت. كما باشر مشاورات لإصدار بيان رئاسي اليوم أو غداً يدعم استكمال تنفيذ القرار 1701 ويركّز بصورة خاصة على حماية لبنان من الامتدادات المحتملة للأزمة السورية ومساعدته على استضافة اللاجئين السوريين.
واستمع أعضاء المجلس في جلسة مغلقة الى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي قدم موجزاً عن الأوضاع الراهنة في لبنان.
وقدمت الولايات المتحدة أيضاً مشروع بيان رئاسي طويلاً يدعو إلى احترام القرارات الدولية 1559 و1680 و1701. ويعبر عن “القلق العميق” من “كل الانتهاكات لسيادة لبنان”. وجاء في البيان الذي وضع تحت الإجراء الصامت لاقراره بالإجماع خلال الساعات المقبلة، أنه “فيما يصير اثر الأزمة السورية على استقرار لبنان وأمنه أوضح، يشير مجلس الأمن الى قلقه المتنامي من الزيادة الملحوظة في إطلاق النار عبر الحدود من سوريا في اتجاه لبنان”. ويعبر عن “القلق العميق من التطورات الجديدة المتصلة بمشاركة أطراف لبنانيين في القتال داخل سوريا”، داعياً الى إعادة التزام سياسة النأي بالنفس والاتحاد خلف قيادة الرئيس ميشال سليمان. كذلك يحض كل الزعماء اللبنانيين على الانخراط مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام لتأليف الحكومة الجديدة.
الحكومة
حكوميا، أشارت مصادر مطلعة على اتصالات التأليف الى ان التطورات الأخيرة ولا سيما منها انفجار بئر العبد بدأت تدفع جميع القوى السياسية الى التسليم بضرورة قيام حكومة. وقالت المصادر ان زيارة الرئيس فؤاد السنيورة للرئيس تمام سلام تندرج في هذا الاطار وأنه بدوره طالب بالاسراع في قيام حكومة تاركاً للرئيس سلام ان يعمل ما يراه مناسباً في هذا المجال. وتوقعت ان يشهد الاسبوع المقبل تطوراً نوعياً في عملية التأليف، وذلك قبل السادس عشر من الجاري.
ولاحظت مصادر أخرى ان كل القوى السياسية باتت تشعر بحاجة البلد الى قيام حكومة وتتعامل مع مسار التأليف بجدية اكبر، لكن تمسّك كل طرف بمطالبه يحدّ من التفاؤل لدى البعض بتأليف سهل او قريب. وقالت ان الرئيس نبيه بري طالب بحصة من خمسة وزراء لـ”حزب الله” و”امل”، وان يتدبر كل أمره، لكن الوزير جبران باسيل نقل الى رئيس الوزراء المكلّف مطلب العماد ميشال عون، وهو ان يتمثّل بحجم كتلته النيابية، من غير ان يذكر للرئيس سلام عدد الوزراء الخمسة الذي يتداوله التيار سراً وعلناً.
وكان سلام اجتمع أمس أيضاً مع الوزير السابق خليل الهراوي مستشار الرئيس سليمان وعرض معه مستجدات التأليف.
 
مصدر أمني لـ"النهار": خيوط قوية قد تدل على الجناة المتورطين في إنفجار بئر العبد
قال مصدر أمني لـ"النهار" ان التحقيقات الأولية في إنفجار بئر العبد أفضت الى خيوط قوية قد تدل على الجناة المتورطين. وأوضح المصدر أن "التحقيقات تجري بشكل مكثف ومشترك بين الاجهزة الأمنية المعنية، وبالتنسيق مع "حزب الله"".
إلى ذلك، علمت "النهار" أن النائب العام التمييزي بالانابة سمير حمود اطلع من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر على الإجراءات التي اتخذت بعد حادثة التفجير، وتكليفه الاجهزة الامنية القيام بمسح مكان الانفجار ومحيطه وتحديد كيفية حصوله.
كما علمت "النهار" ان القاضي صقر كان قد انتقل الى مكان الحادث وعاين مكان الانفجار واعطى التوجيهات اللازمة لعناصر الامن في اطار الاستنابات القضائية التي اصدرها.
 
علي حسن خليل يتصل بمروان شربل ويستنكر باسم "أمل" التحركات "العفوية"
اتصل وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل باسم حركة "امل" بوزير الداخلية في الحكومة نفسها مروان شربل، مستنكرا "ما جرى من تحركات عفوية خلال تفقده مكان الانفجار في الضاحية الجنوبية". كما ثمن "زيارة شربل الى مكان الانفجار، وتضامنه مع الاهالي وضحايا التفجير".
 
علي عمار "يواسي" شربل
إتصل عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار بوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الإعمال مروان شربل، وشكره على زيارته التضامنية إلى الضاحية الجنوبية ووقوفه إلى جانب الإهالي، وإستنكر النائب عمار ما جرى من بعض التعبيرات العفوية من بعض المواطنين في حالة الإنفعال.
لبنان يُجمع على إدانة التفجير في الضاحية: تحذير من الفتنة ودعوات لتشكيل الحكومة
بيروت – «الحياة»
ضربت يد الإجرام مجدداً في لبنان أمس، واستهدفت هذه المرة أحد الأحياء السكنية المكتظة في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل «حزب الله» بتفجير عبوة ناسفة في وضح النهار في مرآب للسيارات أمام إحدى التعاونيات الاستهلاكية في بداية شهر رمضان المبارك، ما تسبب بجرح زهاء 53 مواطناً بينهم العديد من الأطفال، مخلفة وراءها، الى الدمار والهلع والغضب في حي بئر العبد، المزيد من القلق من مسلسل أمني أجمع كبار المسؤولين والقادة السياسيين من الاتجاهات كافة على أن هدفه التسبب بالفتنة بين اللبنانيين، لا سيما بين السنّة والشيعة، كما قال وزير الداخلية مروان شربل، وسط الانقسام السياسي الكبير الذي يتحكم بالمسرح السياسي الداخلي ويحول دون التوافق على معالجة الكثير من الاستحقاقات، وأهمها تأليف الحكومة الجديدة.
وفيما تحدثت وكالة «رويترز» عن قتيل إثر حصول الانفجار الذي وقع الساعة 10.55 قبل الظهر، وأفاد شهود بأنه جرى نقل أحد المصابين بعد لفه بحرام لنقله من المكان، أكد قياديون ونواب من «حزب الله» سارعوا الى الحضور الى مسرح الجريمة أن العناية الإلهية حالت دون وقوع قتلى جراء الانفجار الذي قدرت التحقيقات الأولية أن يكون حصل في سيارة رباعية الدفع عن طريق عبوة لاصقة وضعت في أسفلها، مرجِّحة أن يكون حصل تفجيرها بواسطة جهاز تحكم عن بعد.
وخلّف الانفجار الذي سمع دويّه في أرجاء العاصمة والضاحية الشرقية، أضراراً في مجمع أبنية محيط بمرآب السيارات، وسقط معظم الجرحى جراء تطاير شظايا السيارات المحترقة وزجاج الأبنية. وفي لحظات امتلأ مسرح الجريمة بسيارات الإسعاف والدفاع المدني والجيش وقوى الأمن وعناصر من «حزب الله» فضلاً عن وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والأجهزة القضائية ورجال التحقيقات الجنائية والشرطة العسكرية ونواب من الحزب وحركة «أمل»، لتفقد المكان والجرحى في مستشفيين قريبين. ورشق شبان غاضبون الوزير شربل بالحجارة والزجاجات الفارغة ومعه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، عند معاينتهما مكان الانفجار الذي تسبب بحفرة عمقها قرابة مترين وقطرها زهاء 3 أمتار.
وسارع نواب «حزب الله»، لا سيما النائبين علي المقداد وعلي عمار اللذين زارا بئر العبد وتفقدا الجرحى وكذلك النائب غازي زعيتر عن حركة «أمل»، الى تهدئة النفوس فقال المقداد إن الرسالة واضحة والمشروع الصهيوني واضح وأدواته واضحة. واعتبر عمار أن أهالي الضاحية «علمونا الصبر والتعالي على الجراح والتسامي فوق الخطابات المذهبية والطائفية وكيف نكسر العدو الإسرائيلي». وقال النائب عن الحزب نوار الساحلي في تصريح تلفزيوني: «علينا أن نصبر وألا نُستفز. يراد بهذا العمل جرّنا الى الفتنة ولن ننجر».
وفي ردود الفعل الرسمية اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن «هذه الأعمال تذكرنا بصفحات سود عاشها اللبنانيون ويريدون محوها من ذاكرتهم»، مجدداً الدعوة الى الحوار بين اللبنانيين والتزام إعلان بعبدا والإقلاع عن مثل هذه الأساليب في الرسائل السياسية، وشدد على احترام أمن المواطنين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي.
ورأى رئيس البرلمان نبيه بري أن «العناية الإلهية جنبتنا وقوع مجزرة في منطقة كثيفة السكان». وكرر في بيان أصدره، التحذير مرتين من أن «الهدف من الجريمة النكراء إيقاع الفتنة بيننا». واستنكر التعرض للوزير شربل وحذّر «ليس من المتآمرين فحسب، بل من الغوغائيين ومن الفوضى».
وتطرق الكثير من ردود الفعل الرسمية والحزبية، الى الأزمة السياسية فاعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «يد الحقد والإجرام لا تميز بين منطقة وأخرى ما يحتم على اللبنانيين الإسراع في اللقاء والخروج من المأزق السياسي والأمني»، ودعا الى «التعالي عن كل الصغائر من أجل خروج لبنان من الأزمة».
ودعا رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الى أن «نرتقي في أدائنا الى مستوى يحصن ساحتنا إزاء أي اختراقات أمنية ويعزز مؤسساتنا الشرعية».
وأعلن الرئيس السابق للجمهورية، رئيس حزب الكتائب أمين الجميل «تضامننا مع أهلنا في الضاحية ومع حزب الله بالذات». واعتبر أن «هناك ضرورة لتشكيل حكومة قادرة، وتكون حكومة سياسية يتفق عليها جميع الأطراف ولا أحد يستثني أحداً».
ودعا زعيم تيار «المستقبل»، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى «أعلى درجات اليقظة، خصوصاً في مواجهة محاولات العدو الإسرائيلي للدفع نحو الفتنة عبر العمليات الإرهابية كالتي حصلت» وإلى «العودة الى التوافق الوطني على تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية وتفادي الانزلاق في حروب مردودها مزيد من الانقسام وتعريض الاستقرار لمؤامرات العدو الإسرائيلي».
ورأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن استمرار الانقسام السياسي يجعل البلاد مكشوفة ويعرضها للمزيد من الأحداث الأمنية، ودعا الى الإسراع في تأليف الحكومة الجديدة والعودة للحوار وضبط الخطاب السياسي والتمديد الفوري لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان في الجيش اللواء وليد سلمان للحيلولة دون الفراغ في المؤسسة العسكرية.
واعتبرت كتلة «المستقبل» بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أن هدف جريمة بئر العبد تحريض المواطنين على بعضهم بعضاً وإشعال الفتنة، وضرب الوحدة الوطنية». واستغربت الكتلة بعض الأصوات المعيبة التي صدرت في مكان التفجير والتي تدل على تعبئة لإشعال نار الفتنة بين الشعب اللبناني. وهاجم زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون «أصحاب الفكر التكفيري والخطابات النارية».
وصدرت ردود فعل دولية على تفجير بئر العبد، فدانته السفيرة الأميركية مورا كونيللي ودعت الأطراف الى ضبط النفس والهدوء. وطالب المنسق الخاص لنشاطات الأمم المتحدة ديريك بلامبلي قادة أحزاب لبنان بالوقوف معاً ضد التهديدات لأمن لبنان، بينما دعت الخارجية الفرنسية الى صون الوحدة الوطنية وملاحقة مرتكبي مثل هذه الأعمال.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون فنفى أن تكون إسرائيل متورطة في التفجير، معتبراً أنه نتيجة النزاع بين السنّة والشيعة.
 
أكثر من 50 جريحاً في انفجار يهز عمق الضاحية الجنوبية لبيروت
بيروت - "الحياة"، ا ف ب، سكاي نيوز
جُرح أكثر من 50 شخصاً في انفجار ضخم وقع صباح اليوم الثلثاء في محلة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي تعد معقلاً لـ"حزب الله".
 
ودوّى الانفجار بُعيد العاشرة صباحاً في منطقة سكنية، معروفة بالاكتظاظ. وترددت معلومات عن أن الانفجار ناتج عن سيارة مفخخة ركنت في موقف عمومي بالقرب من مركز "التعاون الإسلامي"، الا أن أي معلومات رسمية حول طبيعة الانفجار لم تصدر حتى الساعة، ونقلت وسائل إعلام محلية لبنانية معلومات مفادها أن العبوة كانت تحت سيارة من نوع "نيسان" رباعية الدفع، زنتها 35 كيلوغرام، مشيرة إلى أن الانفجار خلف حفرة في الأرض بعمق نحو متر وقطر نحو مترين وثمانمئة سنتيمتر.
 
وأصدر الجيش اللبناني بيانا أوضح فيه حيثيات الإنفجار، وجاء فيه: "عند الساعة 11,00 من قبل ظهر اليوم، انفجرت سيارة مفخخة مركونة داخل موقف للسيارات في محلة بئر العبد، الضاحية الجنوبية، ما ادى الى اصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة وحصول اضرار مادية جسيمة في الممتلكات".
 
وأعلن القيادي في "الجيش السوري الحر" بسام الدادا أن " العملية نفذتها إحدى كتائب الجيش الحر، التي ستعلن لاحقاً عن ذلك رسمياً". وأشار إلى أن "الانفجار استهدف موكباً قيادياً لحزب الله، قد يكون موكب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله".
من جهته، استنكر الناطق الرسمي باسم "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد، التفجير مؤكداً أن "لا علاقة للقيادي بسام الدادا بـ"الجيش الحر"، مشيراً إلى أن ما قاله الدادا في شأن التفجير غير صحيح.
فيما أعلن "اللواء 313 مهام خاصة"، مسؤوليته عن تفجير بئر العبد، على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، مشيراً إلى أن العملية "رد على تدخلات حزب الله في سورية".
 
وعلى اثر ذلك، فرضت قوى الجيش طوقاً امنياً حول مكان الانفجار، فيما حضر الخبير العسكري، وتولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث باشراف القضاء المختص لكشف ملابساته وتحديد هوية الفاعلين.
 
وأعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل أن عدد الاصابات بلغ 53 نقلوا الى مستشفيات المنطقة، غادر منهم 41 إصاباتهم طفيفة فيما بقي 12 لتلقي العلاج وجروحهم غير خطرة. وكان "الصليب الأحمر" اللبناني قال إن الانفجار أوقع 37 جريحاً، وتوزعوا على مستشفيين إثنين في المنطقة.
 
ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) صورة لما وصفته بـ"توقيف شخص مشتبه به بالقرب من مكان الإنفجار الذي وقع في بئر العبد".
 
وتوجّهت قوة من قوى الامن الداخلي ومن الجيش إلى مكان الانفجار، حيث ضربتا طوقا أمنيا، وتفقد عدد من فعليات المنطقة ووزراء مكان الانفجار. وخلال تفقد وزير الداخلية اللبنانية مروان شربل مكان الإنفجار، تعرّض له مواطنون كانوا تجمعوا في المكان، حاملين صوراً للأمين العام لـ"حزب الله"، وهتفوا بإسمه معلنين التضامن معه. وعمد بعضهم إلى رشق الوزير بالحجارة وإطلاق هتافات معادية لتواجده في المكان، ما اضطر قوى الامن إلى إطلاق النار في الهواء لتفرقة الحشود ليتمكن موكب شربل من الخروج.
 
وأفادت بعض وسائل الإعلام اللبنانية المحلية عن إحتجاز شربل بعض الوقت في أحد المباني، قبل التمكن من إخراجه من المنطقة. وكان شربل أشار في تصريح له أن الإنفجار هو عمل اجرامي "هدفه تخريب البلد وخلق فتنة طائفية سنية- شيعية".
 
وفي المواقف الرسمية، دان رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بيان، الانفجار، معتبراً ان "العودة الى هذه الاعمال تعيد التذكير بصفحات سود عاشها اللبنانيون في فترات سابقة وهم يريدون محوها من ذاكرتهم"، مجدداً "الدعوة إلى التفاهم والحوار بين اللبنانيين وإلتزام اعلان بعبدا والإقلاع عن مثل هذه الاساليب في الرسائل السياسية".
 
من جهته، دعا الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في بيان آخر، إلى "أعلى درجات الوعي واليقظة في مواجهة المخاطر التي تحيط بنا وبكل المنطقة، وخصوصاً في مواجهة محاولات العدو الاسرائيلي للدفع نحو الفتنة عبر تنظيم العمليات الارهابية كما حصل اليوم، من دون أن يعفي ذلك القيادات السياسية من مسؤولية التصدي للمشكلات الحقيقية التي تقف وراء تردي الأوضاع وتتسبب بالخروقات الأمنية المتنقلة.
 
ووصف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان المشهد بأنه "يعيد إلى الأذهان حقبات سود من تاريخ لبنان، مؤكداً من الجهة نفسها أن الإنفجار "إن دلّ على شيء، فعلى أن يد الحقد والاجرام تمضي في مخطط تفجير الأوضاع في لبنان ولا تميز بين منطقة وأخرى".
 
وفي المواقف السياسية، استنكرت قوى 14 آذار الإنفجار، مؤكدة أن استهداف أي منطقة في لبنان هو استهداف لكل لبنان.
 
في المقابل، رد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون في تصريح، على التصريحات اللبنانية بأن اسرائيل تقف خلف الانفجار، قائلاً بأن بلاده تراقب التطورات في المنطقة وما يحدث في سورية ولبنان، عن كثب وباهتمام، لكنها لا تتدخل، وقال إن الحرب الاهلية في سورية انتقلت إلى لبنان بعد تدخل حزب الله فيها وان الانفجار الذي وقع في بيروت اليوم وغيره من احداث، في طرابلس وصيدا، يندرج في اطار الصراع بين الشيعة والسنة.
 
واعلنت فرنسا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو، ادانتها الشديدة لحادث التفجير وكررت "التزامها باستقرار لبنان ورفضها للارهاب"، وأضاف لاليو في مؤتمر صحافي ان "فرنسا تدعو اللبنانيين كافة الى العمل على تجنب اي تصعيد للعنف والحفاظ على الوحدة الوطنية".
يذكر أن صاروخين سقطا على الضاحية الجنوبية لبيروت، في سابقة هي الأولى، في أيار (مايو) الماضي، لم تتبن أي جهة مسؤولية إطلاقهما، غداة خطاب متلفز للسيد حسن نصرالله في ذكرى الانتصار في حرب 2006 على العدو الإسرائيلي.
 
"العفو الدولية" تطالب بالتحقيق في وفاة أحد مناصري الأسير تحت التعذيب
بيروت - أ ف ب
طالبت منظمة العفو الدولية بالتحقيق في قضية تعذيب مناصرين للشيخ أحمد الأسير بعد المعارك، التي انتهت بسيطرة الجيش اللبناني على مربعه الأمني في محلة عبرا في صيدا، ووفاة أحد هؤلاء تحت التعذيب.
 
وذكرت المنظمة في بيان، أنه على "السلطات اللبنانية فتح تحقيق شامل في مقتل نادر البيومي (35 عاماً) ، بعد توقيفه إثر الاشتباكات بين الجيش اللبناني، والمناصرين المسلحين للشيخ أحمد الأسير في صيدا".
وتمكن الجيش في 24 حزيران (يونيو) الماضي من السيطرة على مسجد الأسير والمباني المحيطة به، في بلدة عبرا شرق صيدا، بعد أكثر من 24 ساعة من المعارك العنيفة، مع أنصار الشيخ المناهض لـ"حزب الله" والنظام السوري، وتوارى الأسير منذ ذلك الحين عن الأنظار.
وأكدت منظمة العفو أن "عددا من الأشخاص أوقفوا بعد هذه المعارك، وتعرضوا للتعذيب على يد الجيش اللبناني وأجهزة الاستخبارات".
وعرضت المنظمة في تقريرها، شهادات لثلاثة اشخاص، احتجزوا وأطلق سراحهم في وقت لاحق، بينهم فتى في الـ15 من العمر.
وأتحدث الـ3 عن "تعرضهم للتعذيب والاستجواب تحت الضغط، واعتماد الشدة في التعامل معهم لجهة الضرب أو الصدمات الكهربائية، في محاولة لدفعهم إلى الإقرار بمشاركتهم مع الأسير".
وأشار اثنان إلى أنهما أرغما على توقيع إفادات من دون قراءتها. فيما أشار الفتى إلى أنه "تمكن من قراءة عبارتي أكياس الرمل والأسير"، ورفض التوقيع". ونقلت المنظمة عنه قوله، إن "محققاً نزع الأصفاد عني، وأمسك بيدي وهو يكتب اسمي على الإفادة، وبعدها أطلق سراحي".
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، أمس الاثنين بأن "قاضي التحقيق العسكري أصدر مذكرات توقيف بحق ضابط و4 عسكريين، "نتيجة تداعيات أحداث عبرا، في جرم مخالفة التعليمات العسكرية وإساءة استعمال السلطة والتسبب بوفاة عن غير قصد".
 
لجنة بكركي - "حزب الله" اجتمعت - أبو زينب: الملفّ الحكومي كان حاضراً
النهار..
عُلم أن لجنة الحوار بين بكركي و"حزب الله" عقدت اجتماعا أول من أمس في اطار لقاءاتها الدورية.
وقال عضو المجلس السياسي في الحزب وأحد ممثلي الحزب في اللجنة غالب أبو زينب إن اللجنة تابعت شؤونا عامة وكان الملف الحكومي جزءا منها، لافتا الى ان اللجنة شددت على ضرورة ان يكون هناك حكومة، وأن الهم المشترك لدى الطرفين هو الحفاظ على المؤسسات في لبنان واستمراريتها والحيلولة دون الوصول الى مرحلة الشلل الكامل، والعمل على تقوية واقع المؤسسات والدولة".
وأشار الى أنه "كان هناك وجهات نظر متباينة في بعض الامور، ولكن قيمة النقاش انه يأخذنا الى مكان يتبلور فيه الهم الفعلي لكل المسائل، حتى تلك التي ترتسم حولها علامات استفهام".
وعن البيان الاخير الصادر عن مجلس المطارنة الموارنة والذي تناول السلاح غير الشرعي، قال أبو زينب "البيان واضح، فهو يتحدث عن جهات غير شرعية ولا يستهدفنا بل يستهدف الفلتان الامني والسلاح في الشوارع، ولا دخل لنا ابدا، نحن مقاومة الى جانب الجيش".
 
لبنان ينجو من ... فتنة
 بيروت - «الراي»
نجت الضاحية الجنوبية لبيروت ومعها لبنان، أمس، من مجزرة محققة بعد انفجار كبير حدث في منطقة مكتظة بالسكان، الا ان اصاباته ولحسن الحظ كانت محدودة، ومع ذلك دفع بالتوتر الطائفي الى التصاعد، رغم ان «حزب الله» الذي تعتبر المنطقة معقله، وجه اتهامه نحو اسرائيل، وهي نفت ذلك بلسان وزير دفاعها موشي يعالون.
مشهد السيارات المشتعلة والدخان والركام في مكان التفجير، كان متناقضا مع الحصيلة البشرية التي اقتصرت على 53 جريحا غالبيتهم العظمى اصاباتهم طفيفة وعولجوا في المكان او نقلوا الى المستشفيات ثم خرجوا منها.
وعلمت «الراي» ان «حزب الله» كان رفع منذ اسبوع من التدابير الامنية في الضاحية بعد توقّعات بان «عملاً أمنياً قد يستهدف بيئته الحاضنة»، ولم تستبعد دوائر مراقبة ان هذه التدابير قد أعاقت حرية الحركة لمنفذي التفجير الذين ربما اضطروا الى ركن السيارة المفخخة في مرآب عوضا عن شارع عام، وهو ما ساهم في الحد من الخسائر البشرية.
وأفاد مصدر عسكري ان سيارة مفخخة انفجرت في مرآب للسيارات قرب مركز التعاون الاسلامي في منطقة بئر العبد، الامر الذي تسبب بأضرار كبيرة جداً واحتراق ما لا يقلّ عن 20 سيارة اضافة الى تضرر الأبنية المجاورة فضلا عن سقوط 53 جريحا معظمهم اصاباتهم طفيفة.
وسارع «حزب الله» الى تطويق منطقة الانفجار، قبل أن يصل الى المكان محققو مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، في ظل معلومات عن توقيف (الحزب) شخصاً او اثنين يشتبه بتورطهما في العملية.
وتجند سياسيو لبنان المنتمون الى 14 اذار و 8 اذار على السواء الى محاولة حصر تداعيات الانفجار، ومنع الفتنة «التي هدف التفجير الى ايقاعها» على حد تعبير رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما دان الرئيس ميشال سليمان التفجير ودعا في بيان، الى العودة الى «اعلان بعبدا» القاضي بتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية ولا سيما الصراع السوري، وهو بذلك كان المسؤول الوحيد الذي ربط بين التفجير وبين احداث سورية.
وفي المقابل تعمد نائب «حزب الله» علي عمار عدم الاشارة الى النزاع السوري في تصريح من موقع الانفجار قائلا ان «البصمات الاسرائيلية واضحة»،.
ووصفت مصادر قريبة من قيادة «حزب الله» الانفجار بأنه «ذو دلالات كبيرة وستكون له انعكاسات خطرة على الساحة اللبنانية».
وأكدت المصادر لـ «لراي» ان «المستفيد الاول، اياً تكن الجهة التي تقف وراء هذا العمل الجبان، هو إسرائيل التي تعتقد ان وقوع فتنة وتداعياتها المدمرة سيلهي المقاومة عن اهدافها الرئيسية الاستراتيجية التي اعلنت عنها مراراً وتكراراً».
وقالت المصادر ان «الحرب الدائرة بين حزب الله والتكفيريين سيشتد وقعها مع كل عمل أمني يستهدف البيئة الحاضنة للمقاومة، وسيزداد حزب الله تصميماً على انهاء المعركة بوتيرة أسرع خارج الحدود اللبنانية وداخلها ضد هذا الخط (التكفيري)، وفي الوقت عينه فإن القوات المرابطة ضد العدو الاسرائيلي ستزيد من جهوزيتها استعداداً لحربها مع عدو وضع بصماته في كل عمل أمني ضرب الساحة اللبنانية».
 
انفجار كبير في الضاحية ومخاوف من ارتباطه بسورية
  بيروت - «الراي»
حدَثَ ما كان متوقّعاً. الضاحية الجنوبية لبيروت تشهد انفجار سيارة مفخخة يحصد نحو 53 جريحاً ويترك أصداء واسعة على امتداد لبنان وسط خشية من ان يكون هذا الانفجار في محلة بئر العبد، معقل «حزب الله»، شكّل بداية «الردّ العملاني» على انخراط الحزب في الحرب السورية، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر انفلات الوضع اللبناني برمّته من اي ضوابط وانزلاقه «بلا كوابح» الى مرحلة «العرْقنة».
ورغم حال الصدمة التي أحدثها الانفجار الذي وقع في موقف للسيارات قرب مركز للتسوق وفي حي مكتظ بالسكان، فان هذا التطوّر لم يكن مفاجئاً لا سيما انه سبق لـ «الراي» ان ذكرت في أكثر من تقرير عكس تقديرات لـ «حزب الله» ان هناك مخاوف جدية من تفجيرات بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة ترجمةً لتهديدات من «جبهة النصرة» بالردّ على انخراط الحزب في الحرب السورية «في معاقله في لبنان».
وعلمت «الراي» في هذا الإطار، ان «حزب الله» كان قد رفع منذ اسبوع من التدابير الامنية في الضاحية بعد توقّعات بان عملاً أمنياً قد يستهدف بيئته الحاضنة، علماً ان دوائر مراقبة لم تستبعد ان تكون الاجراءات المشددة للحزب أعاقت حرية الحركة لمنفذي تفجير امس الذين ربما اضطروا الى ركن السيارة المفخخة في مرآب عوض شارع عام، وهو ما ساهم في الحد من الخسائر البشرية.
وجاء انفجار بئر العبد الذي أثار المزيد من القلق حيال مستقبل الواقع الامني في لبنان لا سيما في ظل «العنف المذهبي» الذي تصاعد بقوة في الاسابيع الاخيرة بفعل انعكاسات مشاركة «حزب الله» في الصراع السوري، ليعمّق من «الانشطار» اللبناني حيال عناوين داخلية واقليمية وسط المؤشرات الآتية:
• ان التفجير في الضاحية الجنوبية شكّل اول اقتحام ارهابي بمثل هذا الحجم لمنطقة نفوذ «حزب الله».
• ان توقيت التفجير جاء مع بداية شهر رمضان في ما يعنيه ذلك من دلالة شديدة الخطورة الى محاولة اشعال فتنة مذهبية في البلاد.
• ان قوى 14 آذار تعاطت مع الانفجار الذي دانته بشدّة بوصفه انعكاساً لتورّط «حزب الله» عسكرياً في الازمة السورية.
• ان «حزب الله» تعمّد تجهيل العامل السوري في التفجير من خلال تصويبه على اسرائيل في الاتهام.
• ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان المسؤول الرسمي الوحيد الذي ربط بين انفجار الضاحية وبين قتال «حزب الله» في سورية من خلال دعوته الى «التفاهم والحوار بين اللبنانيين والتزام اعلان بعبدا لتحييد لبنان عن الازمة السورية والاقلاع عن مثل هذه الاساليب في الرسائل السياسية».
ومعلوم ان تفجير بئر العبد جاء بعد سلسلة «رسائل امنية» برسم «حزب الله» كان ابرزها سقوط صاروخيْ «غراد» على تخوم الضاحية الجنوبية في 26 مايو الماضي، قبل ان يسقط صاروخ في 20 يونيو في احد الاحراج بين منطقتي الجمهور وبسوس شرق العاصمة مصدره منطقة كسروان، تعرض موكب امني لـ «حزب الله» في 28 يونيو الماضي لاستهداف بعبوتين في منطقة البقاع، وذلك بعد 18 يوماً على انفجار مماثل وقع في 10 يونيو.
وكانت الضاحية الجنوبية شهدت قرابة الحادية عشرة من قبل ظهر امس انفجاراً ناجماً عن سيارة مفخخة أوقع نحو 53 جريحاً غالبيتهم اصاباتهم طفيفة وغادروا المستشفيات.
وأفاد مصدر عسكري ان «سيارة مفخخة انفجرت في مرآب للسيارات قرب مركز تعاوني يعرف باسم مركز التعاون الاسلامي في منطقة بئر العبد، الامر الذي تسبب بأضرار كبيرة جداً واندلاع الحرائق في ما لا يقلّ عن 20 سيارة اضافة الى تضرر الأبنية المجاورة التي ادى تحطم زجاج عدد كبير منها الى وقوع اصابات عدة.
وسارع «حزب الله» الى تطويق منطقة الانفجار التي جرى تحديدها بأنها في منتصف أوتوستراد هادي نصرالله، قبل أن يصل الى المكان محققو مديرية المخابرات في الجيش، وسط حال من الغضب والاستياء في صفوف مناصري «حزب الله» واشاعات عن استهداف الانفجار شخصيات من الحزب.
وفيما وجّه «حزب الله» عبر قناته التلفزيونية «المنار» دعوة الى المواطنين للابتعاد عن منطقة الانفجار، خوفا من وجود عبوة ثانية، اشارت تقارير الى ان الانفجار، الذي سُمع دويه في بيروت وشوهدت ألسنة النار التي نجمت عنه في اماكن بعيدة، نجم عن سيارة رباعية الدفع مفخخة بنحو 35 كيلوغراماً من المتفجرات، في ظل معلومات عن توقيف «حزب الله» شخصاً او اثنين يشتبه بتورطهما في العملية.
وقد كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية والادلة الجنائية الكشف على المكان ومسح الاضرار ومعرفة اذا كانت هناك كاميرات تصوير واجراء التحقيقات الاولية تمهيدا لاجراء المقتضى القانوني، علماً ان مصادر امنية وصفت الحصيلة البشرية للانفجار بأنها بمثابة «قطوع مرّ بأقل خسائر» لا سيما ان التفجير جاء فيما المواطنون يقصدون التعاونيات للتزود بحاجاتهم لشهر رمضان المبارك الذي يبدأ اليوم.
وأعلن «حزب الله» بلسان نائبه علي عمار أن «البصمات الاسرائيلية واضحة» في الانفجار، معتبراً «ان هناك تفخيخاً وقصفاً سياسياً يستهدف المقاومة».
وقال عمار: «ليس غريباً على الضاحية حاضنة المقاومة ان تُستهدف في مثل هذه الاعمال الخبيثة والدنيئة التي يتضح من خلالها بصمات العدو الاسرائيلي وأدواته»، لافتا الى أن «الضاحية لا تتعرض فقط الى التفخيخ العملاني فهناك أيضاً تفخيخ وقصف سياسي مستمرّ على مدى الساعة يستهدف المقاومة باعتبارها تشكل حلقة القوة».
ولفت الى ان «الخطاب التحريضي على الضاحية واهلها موجود منذ فترة ليست بالقريبة، وهذا ما أوجد بيئة جيدة للوضع الامني الحالي»، مؤكدا أن «الهدف من هذا الانفجار هو النيل من المقاومة من خلال اصابة المدنيين».
ودان رئيس مجلس النواب نبيه بري «التفجير الارهابي المجرم الذي استهدف الضاحية الجنوبية»، معتبراً «ان تدخل العناية الالهية جنبنا وقوع مجزرة في منطقة كثيفة السكان وأمام مكان تجاري شديد الازدحام».
واذ اعتبر أن «الهدف من هذه الجريمة النكراء هو إيقاع الفتنة بيننا»، قال: «حذار ثم حذار».
الحريري يدين التفجير واعتداء على وزير الداخلية في موقعه
حشود «الضاحية الغاضبة» تهتف لنصر الله وتهدد السنيورة
بيروت - «الراي» : تحوّلت الضاحية الجنوبية لبيروت بعيد العمل الإرهابي الذي وقع في محلة بئر العبد «مستودع غضب» عارم تطايرت «شظايا» انفجاره في أكثر من اتجاه سياسياً وإعلامياً، في مؤشر خطير الى المنحى الدراماتيكي الذي كان يمكن ان تأخذه هذه الجريمة لو جاءت حصيلتها ثقيلة لجهة عدد الضحايا.
... «الله، نصر الله والضاحية كلها»، «يا علي» و«يا حسين»، هتافات صدحت بالصوت العالي لحشود توجّهت الى بئر العبد بعد الانفجار حاملة صور الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وكاد هديرها ان يحجب دوي التفجير الذي قوبل بحال استياء شديد عبّر عن نفسه بتوعُد بعض الشبان بـ «فكّ حنك الرئيس (السابق للحكومة) فؤاد السنيورة» و«اجتياح كل لبنان فلم نعد نخاف الفتنة»، واعتبار آخرين ان ما جرى في الضاحية «هو ترجمة للقرارات السرية التي عُقدت في لقاء مجدليون بين النائبة بهية الحريري والرئيس السنيورة وقوى 14 آذار يوم الأحد».
وفيما كان «الغليان» على أشدّه في الشارع، جاء وصول وزير الداخلية مروان شربل لتفقُّد مكان الانفجار بمثابة الشرارة التي كادت ان تُفضي الى المحظور، اذ هاجمت مجموعة غاضبة شربل خلال مغادرته الموقع وكادت ان تصل اليه لولا عناصر الحماية من قوى الأمن الداخلي كما أمن «حزب الله» الذين عمدوا الى إطلاق النار في الهواء ما أدّى الى جرح أحد الأشخاص.
واضطرّ وزير الداخلية تحت وطأة «الهجوم» عليه ورمْيه بأحذية وأجسام صلبة وسط سيل من الشتائم التي اتهمته بتغطية ظاهرة الشيخ احمد الاسير في صيدا للاحتماء والاختباء لبعض الوقت في أحد الأبنية حيث حوصر لدقائق قبل ان ينجح «حزب الله» في ضمان «ممرّ آمن» له ولموكبه بعد إخراجه من المدخل الخلفي للبناء الذي احتمى فيه.
ولم يتأخر الوقت قبل ان يلقى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر معاملة شبه مماثلة اذ تم طرده من المكان.
وفي موازاة ذلك، تعرّضتْ سيّارات النقل التابعة لبعض وسائل الاعلام لاعتداءات من عناصر وُصفت بانها «غير منضبطة»، فيما اشار تلفزيون «المستقبل» الى التعرّض لمراسله وفريق عمله في موقع الانفجار.
وفي المقلب الآخر، لوحظ ان انفجار بئر العبد قوبل في منطقة باب التبانة (ذات الغالبية السنية والمؤيدة للثورة السورية) في طرابلس بحال ابتهاج عبّرت عن نفسها بإطلاق نار ومفرقعات نارية، ما ساهم في توتير الاجواء على محور التبانة - جبل محسن التي شهدت بعض التراشق بالرصاص، في حين عاشت عاصمة حال ذعر مع اكثر من «إنذار خاطئ» بوجود سيارة مفخخة او «حقائب ملغومة».
في هذا الوقت، دان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري «التفجير المجرم والارهابي»، معتبراً في رسالة ضمنية الى «حزب الله» وانغماسه في الحرب السورية «ان هذا المشهد الذي يعيدنا بالذاكرة الى مشاهد مماثلة أوقعت القتل والخراب في العاصمة خصوصاً وفي العديد من المناطق اللبنانية يحملنا على التنبيه إلى وجوب العودة الى التوافق الوطني على تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، وتفادي الانزلاق في حروب لن يكون مردودها على لبنان سوى المزيد من الانقسام ووضع الاستقرار الوطني في دائرة الخطر الدائم، وتعريضه لمؤامرات العدو الاسرائيلي».
وفي السياق نفسه، اعرب السنيورة عن استنكاره وشجبه وادانته «لجريمة التفجير التي استهدفت اهلنا في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية».
ودان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «الانفجار الآثم الذي وقع في ضاحية بيروت الجنوبية»، مطالباً الاجهزة القضائية والامنية «بالتعاطي مع هذا الانفجار بجدية كاملة والعمل على كشف المجرمين بالسرعة القصوى وسوقهم الى العدالة».
كما استنكرت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» جريمة التفجير مطالبة «الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية باتخاذ التدابير اللازمة لمعرفة من يقف وراء هذا الحادث الأليم ومعاقبتهم».
أكد عدم علاقة اسرائيل به..يعالون: التفجير نتيجة للنزاع السني - الشيعي
القدس - ا ف ب - اكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون ان اسرائيل ليست متورطة في تفجير الضاحية والذي وصفه بانه نتيجة «النزاع بين السنة والشيعة». وقال يعالون في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام: «نلاحظ ان الحرب في سورية تمتد الى لبنان (...) انه نزاع بين الشيعة والسنة». واضاف ان «هناك الكثير من الانفجارات في المنطقة لكن الهدوء يسود على حدودنا».
 
بوادر إيجابية في قضية المختطفين اللبنانيين بأعزاز سيتم الإفراج عنهم على دفعتين

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم ... بعد سنة وشهرين على اختطافهم على أيدي عناصر من لواء عاصفة الشمال بمنطقة أعزاز في محافظة حلب (شمال)، وما رافق القضية من مد وجزر طوال هذه الفترة، يبدو أن بوادر إيجابية بدأت تلوح في الأفق مع أنباء عن إمكانية الإفراج عن اللبنانيين الشيعة التسعة المختطفين على دفعتين، مقابل إطلاق سراح النظام السوري عددا من المعتقلات السوريات في سجونه.
وأكّدت مصادر مطلعة على القضية لـ«الشرق الأوسط» أن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى مهمة التفاوض مع الخاطفين، وكان قد رفض هذا العرض، أي الإفراج عنهم على مرحلتين، متمسكا بشرط إطلاق سراح الجميع دفعة واحدة، عاد وقبل به لعله يشكّل بادرة حسن نية، وأن تلي هذه الخطوة خطوة أخرى تتمثل بالإفراج عن الآخرين.
وأكد الشيخ عباس زغيب رئيس لجنة أهالي المخطوفين، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأجواء إلى الآن إيجابية، والمعلومات التي حصلوا عليها من اللواء إبراهيم تشير إلى احتمال الإفراج عن عدد منهم في بداية شهر رمضان المبارك، مبديا ثقته التامة بما يقوم به المدير العام للأمن العام، وبأن سير عملية المفاوضات هذه المرة مع الجهة الخاطفة ومع الأتراك يأخذ منحى أكثر جدية وإيجابية. وهذا ما لفت إليه أيضا، أدهم زغيب، نجل أحد المخطوفين في أعزاز، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «التقينا صباح اليوم (أمس) مع اللواء إبراهيم الذي يعمل على القضية منذ فترة، ولمسنا منه بوادر إيجابية، عن احتمال الإفراج عن عدد منهم في الأيام القليلة المقبلة، على أن يتم الإفراج عن البقية في مرحلة لاحقة ليست ببعيدة».
وفي حين أشارت بعض المعلومات الصحافية إلى أن الصفقة الأولى ستشمل 4 أو 5 من المخطوفين، ولفتت معلومات أخرى إلى أنها لن تتجاوز الاثنين أو الثلاثة، أكد أدهم زغيب أنه إلى الآن لم يتم إعلامهم بالوقت المحدد ولا بعدد المخطوفين المنوي الإفراج عنهم أو هوياتهم.
وكان اللواء إبراهيم قد بدأ مهمة التفاوض مع الجانب التركي من جهة ومع النظام السوري الذي قبل السير بالصفقة من جهة أخرى، في بداية شهر مايو (أيار) الماضي، وذلك بعدما تسلّم لائحة بـ371 اسما لمعتقلات في السجون السورية من الخاطفين الذين طالبوا بإطلاق سراحهن مقابل الإفراج عن اللبنانيين. وتبيّن فيما بعد أن العدد الحقيقي لهؤلاء السجينات هو 81 على اعتبار أن أسماء الأخريات إما مكررة، أو لسن معتقلات في السجون السورية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Iran’s Presidential Election: A Preview.....

 الأربعاء 3 تموز 2024 - 11:42 ص

..Iran’s Presidential Election: A Preview..... Iranians head to the polls on 28 June to choose a … تتمة »

عدد الزيارات: 162,724,548

عدد الزوار: 7,262,283

المتواجدون الآن: 112