الكونغرس الأميركي يؤخر المساعدة للمعارضة السورية.....الأسد يشدد قبضته على حزب البعث وإقصاء الشرع خطوة رمزية فقرارات القيادة القطرية حبر على ورق

«الحر»: زوارق استهدفت في اللاذقية مخازن لصواريخ «ياخونت» الروسية......حمص صامدة و"الجيش الحر" يتقدّم في دمشق....كي مون يدعو إلى «هدنة رمضانية».. والجربا يربطها بـ«ضغط دولي على الأسد»....

تاريخ الإضافة الخميس 11 تموز 2013 - 4:12 ص    عدد الزيارات 2091    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«الحر»: زوارق استهدفت في اللاذقية مخازن لصواريخ «ياخونت» الروسية
لندن، بيروت، نيويورك - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قال «الجيش السوري الحر» امس أن الانفجار الضخم الذي هز مدينة اللاذقية الساحلية فجر الجمعة الماضي، كان نتيجة تدمير «قوى خارجية» مخزناً لصواريخ ارض - بحر من طراز «ياخونت» الروسية المتطورة التي تسلمها النظام السوري في آذار (مارس) الماضي، في وقت تجددت المواجهات بين المعارضة والقوات النظامية في مخيم اليرموك قرب دمشق، وخسرت الليرة السورية 34 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي خلال يومين، فوصل سعر الصرف إلى 300 ليرة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى في «الجيش الحر» العقيد قاسم سعد الدين قوله ان الضربة التي استهدفت فجر الجمعة ثكنة عسكرية للقوات البحرية قرب ميناء اللاذقية كانت تخزن فيها شحنة جديدة من صواريخ «ياخونت» التي وصلت قبل اشهر إلى البلاد. وأضاف: «لم يكن الجيش الحر من استهدفها. لم يكن هجوماً شنه الجيش الحر».
وقال سعدالدين لـ «الحياة» أن الضربة حصلت على الأرجح بواسطة صواريخ بعيدة المدى أطلقت من زوارق في البحر المتوسط، وأضاف أن معلومات «الجيش الحر» تطابقت مع استنتاجات حلفائه الإقليميين.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مصادر أميركية في آذار الماضي، أن سورية تسلمت دفعة متطورة من صواريخ «ياخونت» ضمت راداراً متطوراً يرفع من أداء الصاروخ وأنظمة توجيه متطورة أكثر بكثير من تلك التي تم تزويد سورية بها في السابق. ويبلغ طول الصاروخ 6.7 متر ومداه 290 كيلومتراً.
وكانت إسرائيل شنت ثلاث غارات على مواقع عسكرية في سورية منذ بداية العام الجاري لمنع وصول أسلحة إلى «حزب الله». لكنها لم تنف أو تؤكد علاقتها بتفجير اللاذقية الأخير. وعندما سئل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون، قال: «وضعنا خطوطاً حمراً تتعلق بمصالحنا ونحن نحافظ عليها. هناك هجوم هنا وتفجير هناك وروايات مختلفة. وعادة ما يوجه إلينا اللوم في كل حادث في الشرق الأوسط».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال ان «انفجارات هزت منطقة قرب قرية السامية في شرق اللاذقية تبين أنها ناتجة من انفجار مستودعات للذخيرة قرب كتيبة للقوات النظامية». ونقل تلفزيون «المنار» المقرب من «حزب الله» عن مصدر عسكري سوري قوله وقتذاك ان التفجيرات «ناتجة من سقوط عدد قليل من الصواريخ في إحدى الثكنات العسكرية في قرية السامية التي تبعد حوالى 20 كيلومتراً عن مدينة اللاذقية - الحفة. ونفى المصدر أن تكون العملية ناجمة عن استهداف للثكنات العسكرية من البحر أو من طائرة معادية».
ميدانياً، تجددت المواجهات في مخيم اليرموك جنوب دمشق بعد إطلاق «الجيش الحر» معركة «عاصفة الجنوب» التي أسفرت عن سيطرة مقاتلي المعارضة على نقاط وحواجز للقوات النظامية السورية التي قابلتها بقصف المخيم ومناطق في أطرافه الجنوبية. كما تجددت الاشتباكات في محيط مقام سكينة في مدينة داريا جنوب دمشق، وترافقت مع قصف من القوات النظامية على أطراف المدينة. وقال «المرصد» إن مناطق في بلدة السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة، تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية وسط اشتباكات بين قوات الجيش النظامي وعناصر «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية.
كما سيطرت الكتائب المقاتلة على حاجز مسجد بلال في درعا البلد قرب حدود الأردن، إثر انسحاب القوات النظامية منه بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من عناصرها.
وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» إن «القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم الحادي عشر على التوالي، جعل الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، اكثر سوءاً». في المقابل، تحدثت المعارضة عن «تقدم كبير» في حلب شمالاً. وبث ناشطون معارضون فيديو اظهر اسر مقاتلي المعارضة عدداً من جنود الجيش النظامي في منطقة خان العسل في ريف حلب.
وفي نيويورك، قال الموفد الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين أن خبراء بلاده استنتجوا أن «عناصر مسلحة من المعارضة استخدمت غاز السارين». وأضاف انه سلم الأمانة العامة للأمم المتحدة تقريراً من 80 صفحة، ذلك أن الخبراء الروس وجدوا أن المواد المستخدمة في الهجوم «لم تكن في المستوى الصناعي المتطور» غير أنها «مؤذية».
 
كي مون يدعو إلى «هدنة رمضانية».. والجربا يربطها بـ«ضغط دولي على الأسد».... نقص المواد الطبية في حمص يؤدي إلى موت الجرحى

بيروت: «الشرق الأوسط» .... لم تحل الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، لعقد هدنة في مدينة حمص خلال شهر رمضان المبارك دون استمرار حدة المعارك في المدينة التي تحاول القوات النظامية اقتحامها منذ 12 يوما.
وفي حين لم يصدر عن نظام الرئيس بشار الأسد أي موقف بهذا الخصوص، رحب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد العاصي الجربا بدعوة بان كي مون، مؤكدا أن «وقف إطلاق النار في حمص لن يكون ممكنا، إلا إذا مارست الدول الصديقة لسوريا ضغوطا على النظام السوري».
وميدانيا، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن «نقص المواد الطبية في حمص يؤدي إلى موت كثير من الأشخاص الذين يُصابون بجروح جراء الحملة العسكرية التي تشنها القوات النظامية السورية». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم الـ11 على التوالي، جعل من الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، أكثر سوءا»، موضحا أن «عددا غير محدد من المقاتلين المعارضين والمدنيين الذين أصيبوا بجروح في الأيام الماضية، يموتون بسبب عدم وجود مواد طبية لتوفير العلاج اللازم لهم».
وقال ناشطون إن «القطاع الطبي في المنطقة المحاصرة بحمص بات في حالة عجز ظاهر بعد استهلاك جزء كبير من المخصصات، نتيجة القصف الشديد وارتفاع نسبة الإصابات والجرحى بشكل يومي إلى أضعاف عدة عن المرحلة التي سبقت الحملة». ولفت عبد الرحمن إلى أن «الأنفاق التي كان يستخدمها المقاتلون المعارضون لإدخال التجهيزات الطبية القليلة تعرضت للقصف»، واصفا الوضع في حمص بأنه «انتهاك تام للقانون الإنساني الدولي».
ونتيجة لسوء الأوضاع الإنسانية في حمص، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة شهر رمضان «كل الأطراف في سوريا إلى احترام هذا الواجب الديني لشهر على الأقل». وتمنى، في رسالة تهنئة إلى المسلمين في العالم بمناسبة بدء شهر رمضان المبارك، «على الوحدات التابعة للجيش النظامي والتابعة للجيش السوري وقف الحرب، وكذلك كل شخص يحمل سلاحا، وأن يعتبروا شهر السلام هذا غفرانا جماعيا للشعب السوري».
وفي موازاة اعترافه بأن دعوته للهدنة «قد تبدو غير واقعية للبعض، لأن السلام الدائم لا يمكن أن يحصل إلا بتفاوض جدي بين المتحاربين»، آمل في «انعقاد مؤتمر جنيف حول سوريا بأقرب وقت ممكن بمشاركة وفود تمثل الحكومة والمعارضة». وطالب «بإطلاق سراح المعتقلين فورا من كل الطرفين في سوريا»، داعيا الرئيس السوري بشار الأسد إلى «التدخل شخصيا في هذا المجال».
وتأتي دعوة بان كي مون لهدنة في حمص بعد أيام على دعوة مماثلة وجهها رئيس الائتلاف الجديد الذي سارع، أمس، في ختام محادثات أجراها في أنقرة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إلى الترحيب بدعوة بان، مشيرا إلى أنه «سبق وطلبنا هدنة مماثلة في اليوم الأول من رمضان، بسبب الوضع الملحّ في حمص»، مؤكدا أن «استمرار وقف لإطلاق النار لن يكون ممكنا إلا إذا مارست الدول الصديقة لسوريا ضغوطا على النظام السوري».
وفي هذا الصدد، قال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» إن «هيئة الأركان في الجيش الحر غير معنية بأي هدنة مع النظام السوري الذي يقتل الشعب»، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن «المقاتلين في حمص قد يوافقون على وقف إطلاق نار إنساني هدفه إجلاء الجرحى». ولم يعول المقداد على أي تجاوب للهدنة من قبل النظام السوري، لافتا إلى أن الأخير «سيحتال ويخادع بخصوص هذه الهدنة ليقتل أكبر عدد من السوريين في حمص».
ويستبعد ناشطون معارضون موافقة نظام الأسد على عقد هدنة في مدينة حمص، «حيث يسعى إلى استمرار القتال بهدف تأمين منطقة علوية يحتمي بها لاحقا». ويدعم الناشطون نظريتهم تلك بالخطوة التي أقدمت عليها القوات النظامية مؤخرا بحرق دائرة السجل العقاري الخاصة بسندات الملكية العقارية وسجلات المساحة للعقارات الموجودة في محافظة حمص.
وقال محمد نور مبارك، نائب رئيس المجلس الأعلى للمساءلة والمحاسبة، المنشق عن نظام الأسد لـ«الشرق الأوسط» إن الغاية الأساسية للنظام من وراء إحراق السجلات المدنية والعقارية هي تغيير الطبيعة الديموغرافية للمدينة من خلال إحلال عوائل جديدة فيها».
وأوضح مبارك أنه «من خلال حرق مبنى السجل المدني فإن المستند الأساسي، ألا وهو السجل المدني، تمت إزالته»، محذرا من أن الخطورة تكمن كذلك في أن «تجري، في مقابل ذلك، إزالة المواقع الأرضية من أبنية ومساكن يمكن أن يكون لها مستندات في البلدية، مثل السجل العقاري أو سند التمليك أو الفواتير البلدية والهاتف والماء وغيرها، كما أن المخطط التنظيمي يكون باسم المالك في البلدية».
وتشن القوات النظامية منذ 29 يونيو (حزيران) الماضي حملة لاستعادة أحياء في وسط حمص يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، أبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة، المحاصرة منذ أكثر من عام.
وكانت القوات النظامية قد دخلت قبل أيام إلى حي الخالدية معتمدة أسلوب «الأرض المحروقة» المرتكز على قصف مكثف وتدمير المباني، بحسب ما أفاد به ناشطون. وتبلغ مساحة الأحياء التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة في وسط حمص نحو كيلومترين مربعين.
 
موسكو تسلم الأمم المتحدة دلائل عن استخدام المعارضة السورية للـ«الكيماوي».... نظام الأسد يدعو أكي سيلستروم لزيارة دمشق

نيويورك: «الشرق الأوسط» .... اتهم فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أمس الجيش السوري الحر باستخدام غاز السارين في 19 مارس (آذار) ببلدة خان العسل في محافظة حلب (شمال)، مؤكدا أن بلاده قدمت إثباتات حول ذلك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال تشوركين للصحافيين، إن «بلاده سلمت منذ لحظة (أمس) للأمين العام نتائج تحليل عينات أخذها الخبراء الروس في مكان سقوط القذيفة في خان العسل»، مضيفا: «أريد أن أشدد على أننا حصلنا عليها مباشرة ليس من خلال طرف ثالث»، في إشارة إلى صحافيين روس عاينوا المكان في شهر أبريل (نيسان) الماضي.
ونوه المندوب الروسي إلى أن «العينات تم تحليلها في مختبر روسي مؤيد رسميا من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وتم التخليص بالدقة أنه في 19 مارس الماضي أطلق المتمردون قذائف غير موجهة من طراز «بشائر 3» باتجاه خان العسل الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، مشيرا إلى أن نتائج التحليل أكدت بشكل واضح أن الذخائر التي استخدمت في خان العسل، تم إنتاجها على نطاق غير صناعي. يشار إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد دعا أول من أمس رئيس فريق الأمم المتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية أكي سيلستروم لزيارة دمشق لمناقشة المزاعم المتعلقة باستخدام أسلحة محظورة، لكنها قالت، إنها «لن تقدم تنازلات بشأن دخول فريق التفتيش».
وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري للصحافيين، إن «الدعوة وجهت أيضا إلى أنغيلا كين مسؤولة نزع السلاح بالأمم المتحدة لزيارة سوريا لإجراء محادثات عن تحقيق الأمم المتحدة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا».
ولم يستطع فريق سيلستروم دخول الأراضي السورية حتى الآن لأن حكومة الأسد لا توافق إلا على دخوله مدينة حلب حيث تبادل جانبا الصراع الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حث سوريا على أن تتيح لسيلستروم الدخول بلا أي قيد من أجل التحقيق في كل الحوادث المتصلة باستخدام الأسلحة الكيماوية لكن نظام الأسد يريد أن يقتصر فريق الأمم المتحدة على إجراء تحريات بشأن حادث وقع في حلب في مارس وألا يشمل أماكن أخرى أبلغت بريطانيا وفرنسا بها.
ومن المتوقع أن يقدم سيلستروم تقريرا مبدئيا هذا الشهر. ويقول مبعوثو الأمم المتحدة إن التقرير قد يكون شفهيا ولن يكون على الأرجح قاطعا لأنه من المتعذر عليه أن يصدر تقييمات محددة بشأن سلسلة الإيداع للعينات التي تلقاها من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
خلاف بين واشنطن وبغداد بشأن الأسد والقاهرة ثابتة في دعم الشعب السوري
حمص صامدة و"الجيش الحر" يتقدّم في دمشق
دمشق، القاهرة، بغداد ـ "المستقبل" ووكالات                 
حقق الجيش السوري الحر إنجازات ميدانية ملحوظة في معركة "عاصفة الجنوب" التي يخوضها في أحياء من العاصمة دمشق حيث تقدمت قواته. وفي حمص واصل الثوار تصديهم لمحاولات تحالف قوات الأسد ـ "حزب الله" السيطرة على أحياء من المدينة المحاصرة وخصوصاً حي الخالدية.
وسياسياً، أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا تأييده دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى هدنة في رمضان رفضها نظام الأسد. وفي القاهرة بررت وزارة الخارجية المصرية فرض تأشيرات دخول على السوريين بالضرورات الأمنية، مع تأكيد ثبات موقفها الداعم لثورة الشعب السوري.
ففي سوريا أعلنت "تنسيقية مخيم اليرموك" أن الجيش السوري الحر سيطر بعد ظهر أمس على مبنى دائرة النفوس في شارع فلسطين الملاصق لمبنى البلدية في إطار عمليات "عاصفة الجنوب" للسيطرة على الأحياء الجنوبية للعاصمة.
كما أكدت التنسيقية أن الجيش الحر تمكن من تحرير حاجز دشمة الملك في حي مخيم اليرموك بدمشق وهو من أكبر حواجز قوات النظام في شارع فلسطين بالحي وتمكن من تكبيد قوات النظام خسائر في العتاد والجنود.
واستهدف الجيش الحر المصرف التجاري فرع 5 الواقع بالقرب من سوق الخضرة في شارع جلال كعوش في اليرموك وتسيطر عليه قوات النظام، بعملية تفجير.
ودك الجيش الحر أوكار الشبيحة في المخيم بقنابل الأنيرغا وبالرشاشات الثقيلة في شارع فلسطين الذين أمطروا شارع نسرين وشارع السبورات بعشرات القذائف.
ومع استمرار المعارك تزداد المأساة الإنسانية داخل أحياء حمص التي يحاصرها جيش النظام وميليشيا "حزب الله" التي تقاتل إلى جانبه. ويؤدي نقص المواد الطبية الى موت العديد من الأشخاص الذين يصابون بجروح.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن "القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم الحادي عشر على التوالي، جعل من الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، أكثر سوءاً". أضاف أن "عدداً غير محدد من المقاتلين المعارضين والمدنيين الذين أصيبوا بجروح في الأيام الماضية، يموتون بسبب عدم وجود مواد طبية لتوفير العلاج اللازم لهم".
في غضون ذلك، رحب رئيس "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" أحمد الجربا بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى هدنة في شهر رمضان، وهو ما رفضه نظام بشار الأسد الذي واصلت قواته اعتداءاتها على الأحياء المحاصرة في حمص. وقال للصحافيين في تصريحات ترجمت الى التركية في ختام محادثات أجراها في أنقرة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو "نرحب بالتأكيد بهذه الدعوة".
لكن سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري رفض الهدنة وقال "نحن بحاجة إلى نهاية تامة للعنف، وليس جزئية".
وفي القاهرة، قالت وزارة الخارجية المصرية أمس، إن قرار فرض تأشيرة دخول على السوريين الوافدين يرجع للظرف الراهن الذي تمر به البلاد. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير بدر عبد العاطي في بيان صحافي أمس، "إن قرار السلطات المصرية فرض تأشيرة دخول على المواطنين السوريين هو قرار يتعلق بالظرف الحالي والمؤقت الذي تمر به مصر". وأوضح أن "هذا القرار لا يؤثر بأي حال على الموقف المصري المبدئي الداعم للثورة السورية، ونضال الشعب السوري بتنوعه وفئاته وقواه السياسية المختلفة والتي تسعى إلى تحقيق آمال وتطلعات مشروعة في ديموقراطية تعددية تراعي حقوق جميع السوريين، وتؤمن له حياة كريمة بصرف النظر عن عرقهم أو دينهم أو مذهبهم"، مؤكداً أن "هذا الموقف ستمضي مصر فيه بكل إمكاناتها".
وفي بغداد، يثير موقف حكومة نوري المالكي من الأزمة السورية وتغاضيها عن تدفق المقاتلين الشيعة الى سوريا لدعم نظام الأسد انتقادات غربية. ويفصح تأكيد المالكي وجود خلاف مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الأزمة السورية عن دلائل واضحة تعكس حجم التوتر الذي يخيم على أجواء العلاقات بين الحكومتين والغضب المتنامي في واشنطن إزاء استمرار الدعم العراقي لنظام الأسد في مواجهة الثورة السورية المستعرة.
وبهذا الصدد أكد المالكي وجود خلاف مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الأزمة السورية. وقال في حوار تلفزيوني أمس إنه "لا يوجد اتفاق مع الموقف الأميركي حيال الأزمة السورية وعبرنا عن رأينا بصراحة للبيت الأبيض عندما أكدنا للأميركيين أنه لا يمكن حل المشكلة السورية عسكرياً أو بتسليح المعارضة بسبب خصوصية المشهد السوري".
وأشار المالكي الى أنه أبلغ" الأميركيين أن ما يجري في سوريا مثل كرة الثلج التي ستكبر ولا تبقى في الإطار الداخلي"، محذراً من مخاطر "عدم تطويق النار في سوريا التي إن اتسعت فلن يستطيع أحد تطويقها".
 
مصر تؤكد عدم تغير موقفها المؤيد للثورة السورية وتؤكد أن طلب الفيزا المسبقة سببه الوضع الأمني
الجربا يرحب بالدعوة لهدنة في رمضان والنظام يرفض ويواصل عدوانه على حمص
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، الموقع الإلكتروني "كلنا شركاء")
رحب رئيس "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" أحمد الجربا بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهدنة في شهر رمضان وهو ما رفضه نظام بشار الأسد الذي واصلت قواته اعتداءاتها على الأحياء المحاصرة في حمص.
وفيما أكدت مصر فرض طلب سمة من السوريين قبل دخولهم إلى أراضيها أوضحت ان موقفها من الثورة السورية لم يتغير وهي لا تزال تؤيدها، وأن فرض سمة الدخول هو إجراء اتخذ بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها.
هدنة رمضان
فقد رحب الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض احمد الجربا امس بالدعوة التي وجهها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى هدنة في سوريا خلال شهر رمضان، املا في ان ينتهز الاطراف المتحاربون هذه الفرصة.
وقال الجربا للصحافيين في تصريحات ترجمت الى التركية في ختام محادثات اجراها في انقرة مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "نرحب بالتأكيد بهذه الدعوة".
والجربا الذي انتخب السبت رئيسا للائتلاف السوري المعارض بعد اجتماعات في اسطنبول لمختلف مكونات المعارضة السورية استمرت اياما عدة، اعرب خصوصا عن قلقه حيال الوضع الانساني في مدينة حمص بوسط سوريا التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومقاتلي المعارضة.
واضاف "سبق ان طلبنا هدنة مماثلة في اليوم الاول من رمضان بسبب الوضع الملح في حمص"، مؤكدا ان استمرار وقف لاطلاق النار لن يكون ممكنا الا اذا "مارست الدول الصديقة لسوريا ضغوطا في هذا الصدد على النظام" السوري.
والتقى الجربا وزير الخارجية التركي أحمد داوود أغولو، على استمرار بلاده في الوقوف إلى جانب الشعب السوري
خلال استقباله له أمس في أنقرة. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "زمان" التركية، عن داوود أوغلو، قوله "آمل أن يأتي شهر رمضان لهذا العام بنهاية لمعاناة الشعب السوري وأن يحلّ السلام في البلاد". وأضاف أن بلاده ستستمر في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، معتبراً الإئتلاف الوطني الممثل الوحيد للشعب السوري بالنسبة لنا. وأعرب جربا عن امتنانه لتركيا لوقوفها إلى جانب الشعب السوري.
ودعا بان كي مون الاثنين "جميع الاطراف في سوريا الى احترام هذا الواجب الديني على الاقل لشهر واحد" في اشارة الى شهر رمضان. وقال بان في بيان "لقد علمت أن رمضان جزء من الأشهر الهجرية الأربعة التي يفترض أن تتوقف فيها الحروب"، وتابع "أدعو كافة الأطراف في سوريا إلى احترام هذا الواجب الديني لشهر واحد على الأقل".
لكن سفير سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري رفض الهدنة وقال "نحن بحاجة إلى نهاية تامة للعنف، وليس جزئية".
حمص
ومع استمرار المعارك تزداد المأساة الإنسانية داخل أحياء حمص التي يحاصرها جيش النظام وميليشيا "حزب الله" التي تقاتل إلى جانبه. ويؤدي نقص المواد الطبية الى موت العديد من الاشخاص الذين يصابون بجروح.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن ان "القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم الحادي عشر على التوالي، جعل من الوضع الانساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، اكثر سوءا". اضاف ان "عددا غير محدد من المقاتلين المعارضين والمدنيين الذين اصيبوا بجروح في الايام الماضية، يموتون بسبب عدم وجود مواد طبية لتوفير العلاج اللازم لهم".
وتشن قوات النظام منذ 29 حزيران الماضي حملة لاستعادة احياء في وسط حمص يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ابرزها الخالدية واحياء حمص القديمة، والتي يحاصرها نظام الرئيس بشار الاسد منذ اكثر من عام. وافاد المرصد السوري ان عناصر من "حزب الله" يشاركون في الحملة التي انعكست قصفا متواصلا بمختلف انواع الاسلحة على الاحياء المحاصرة، اضافة الى غارات متواصلة بالطيران الحربي.
واوضح عبد الرحمن ان "التجهيزات الطبية القليلة التي كان المقاتلون المعارضون يتمكنون من ادخالها كانت عبر الانفاق. الآن هذه الانفاق تعرضت للقصف كذلك. ما نراه في حمص حاليا هو انتهاك تام للقانون الانساني الدولي".
واكد ناشطون في المدينة حصول نقص حاد في التجهيزات الطبية. وقال الناشط يزن الحمصي "بدأ القطاع الطبي في المنطقة المحاصرة الدخول في عجز ظاهر بعد استهلاك جزء كبير من المخصصات (...) نتيجة القصف الشديد وارتفاع نسبة الاصابات والجرحى بشكل يومي الى اضعاف عدة عن المرحلة التي سبقت الحملة".
واشار الى ان "الحملة هي الاعنف" منذ فرض الحصار على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون منذ اكثر من عام.
أمنيا أيضا، أطلقت السلطات السورية سراح الكاتب والسيناريست فؤاد حميرة امس بعد أن تم اعتقاله منذ تاريخ 26 حزيران الماضي في مدينة اللاذقية .
وفي اتصال هاتفي معه أمس بدا فؤاد مرتاحا وصوته قويا ومهللا، والاتصال الذي لم يتجاوز الثلاث دقائق على الهاتف الأرضي في منزله بدمشق، لم يتم التطرق معه إلى ظروف اعتقاله والتهم التي تم توجيهها له وذلك حرصا على سلامته .
وكانت السلطات السورية قد اعتقلت الكاتب فؤاد حميرة في فرع الهجرة والجوازات في اللاذقية دون أن توجه له أية تهمة .
مصر
في القاهرة، قالت وزارة الخارجية المصرية أمس، إن قرار فرض تأشيرة دخول على السوريين الوافدين يرجع للظرف الراهن الذي تمر به البلاد. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير بدر عبد العاطي، في بيان صحافي امس، "إن قرار السلطات المصرية فرض تأشيرة دخول على المواطنين السوريين هو قرارُ يتعلق بالظرف الحالي والمؤقت الذي تمر به مصر". وأوضح أن "هذا القرار لا يؤثر بأي حال على الموقف المصري المبدئى الداعم للثورة السورية، ونضال الشعب السوري بتنوعه وفئاته وقواه السياسية المختلفة والتي تسعى إلى تحقيق آمال وتطلعات مشروعة في ديموقراطية تعددية تراعي حقوق جميع السوريين، وتؤمِّن له حياة كريمة بصرف النظر عن عرقهم أو دينهم أو مذهبهم"، مؤكداً أن "هذا الموقف ستمضي مصر فيه بكل إمكاناتها".
كما دعا الناطق "الأخوة السوريين الذين يقيمون في مصر أو من يرغبون بالإقامة فيها لأن يكون ذلك ضمن الإطار القانوني للدولة المصرية، وأن يراعوا الموقف الأمني الذي تمر به البلاد حالياً، وأن يتفهموا طبيعة هذا الإجراء الذي لا ينتقص من العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين المصري والسوري، أو ما تقدمه مصر من تسهيلات للاشقاء السوريين المتواجدين في مصر".
وكانت سلطات مطار القاهرة رفضت الاثنين، السماح لركاب طائرة الخطوط السورية القادمة من اللاذقية بدخول البلاد من دون الحصول على تأشيرة مسبقة وموافقة أمنية من السفارة المصرية في بداية تطبيق إجراءات جديدة اتخذتها السلطات المصرية، وقد عاد ركاب الطائرة البالغ عددهم 95 شخصاً إلى سوريا على متن الرحلة نفسها.
وأمس منعت سلطات مطار القاهرة الدولي دخول 276 راكبا سوريا قادمين من دول مختلفة وذلك لعدم حملهم موافقات أمنية وتأشيرات تسمح لهم بدخول البلاد وهي الشروط التي أقرتها السلطات المصرية خلال الساعات الماضية "للحد من دخول العناصر الإرهابية والجهادية الهاربة من مختلف دول العالم"، وفق مصدر أمني بمطار القاهرة، الذي قال "إن طائرة الخطوط السورية القادمة من دمشق كان على متنها 200 راكب تم رفض دخولهم إلى البلاد وإعادتهم مرة أخرى الى جهة قدومهم لعدم حصولهم على موافقات أمنية لدخول البلاد، كما تم ترحيل 76 راكبا سوريا قادمين من بيروت لنفس السبب".
 
وزير الخارجية البريطاني يدعو المسلمين إلى عدم نسيان المعاناة في سوريا
(يو بي أي)
هنأ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، المسلمين في بريطانيا وجميع أنحاء العالم بحلول شهر رمضان، ودعاهم إلى عدم نسيان ما وصفها بالمعاناة المروعة في سوريا التي ابتُلي بها كافة الناس هناك.
وقال هيغ في بيان امس إن رمضان هو شهر التأمل والإحسان والتراحم، والشهر الذي يفكر فيه الأهالي والأصدقاء بمن هم أقل حظاً وهناء.. ونفكر بشكل خاص باللاجئين السوريين الذين يصومون رمضان في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بعيداً عن أهلهم وأصدقائهم .
وأضاف أن الحكومة البريطانية تعهدت بدعم قيمته 348 مليون جنيه استرليني كمساعدات إنسانية وتنموية منذ بدء الأزمة في سوريا، وفيما تجلب المساعدات الإنسانية بعض التخفيف من المعاناة، إلا أنها لا يمكن أن تكون حلاً للأزمة السورية .
وشدد هيغ على أن الحكومة البريطانية ستواصل جهودها دون كلل حتى ترى عودة السلام والأمن والاستقرار إلى سوريا، وستظل تدعم كل من يعاني من الفقر والقمع والصراع في أنحاء المعمورة .
 
ليفني في موسكو لمحاولة منع تسليم سوريا صواريخ "أس300"
(أ ف ب)
ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني توجهت أمس الى روسيا لمحاولة منع تسليم شحنة صواريخ "اس 300" الى نظام بشار الاسد.
وتلتقي ليفني خلال زيارتها خصوصا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمحاولة منع بيع هذه الصواريخ، كما قال المصدر نفسه.
واكدت ناطقة باسم ليفني زيارة وزيرة العدل الى موسكو وقرب لقائها لافروف لكنها نفت ان تكون الوزيرة تنوي اثارة ملف "صواريخ اس300".
وتسليم الصواريخ "اس 300" القادرة على اعتراض طائرات او صواريخ موجهة في الجو سيزيد من صعوبة شن هجمات جوية اسرائيلية محتملة في سوريا او في لبنان كما حذر القادة الاسرائيليون الذين اشاروا ايضا الى احتمال وقوع هذه الاسلحة في ايدي حزب الله الشيعي اللبناني، حليف سوريا وايران.
كما ان نشر هذه الصواريخ سيزيد من صعوبة اي مشروع للولايات المتحدة او حلفائها فرض منطقة للحظر الجوي فوق سوريا او اي تدخل لتامين او تفكيك الاسلحة الكيميائية.
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل تتوقع "بقلق" تسليم الصواريخ "في الاسابيع المقبلة".
وتابعت ان تقنيين روس سيرافقون هذه الصواريخ لمساعدة العسكريين السوريين على استخدامها "في اسرع وقت ممكن".
وقالت الصحيفة ان "اسرائيل تقوم مع الولايات المتحدة بمحاولة أخيرة لدى موسكو لمنع هذه الصفقة".
 
الكونغرس الأميركي يؤخر المساعدة للمعارضة السورية
(رويترز)
قالت خمسة مصادر بالأمن القومي الأميركي ان لجانا في الكونغرس الأميركي تعوق خطة إرسال الولايات المتحدة أسلحة لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس السوري بشار الأسد بسبب مخاوف ألا تكون مثل هذه الأسلحة حاسمة وقد ينتهى بها الأمر في أيدي المتشددين الاسلاميين.
اعربت لجنتا المخابرات في مجلسي الشيوخ والنواب عن تحفظات خلف الأبواب المغلقة على جهود حكومة الرئيس باراك اوباما لدعم مقاتلي المعارضة من خلال ارسال معدات عسكرية.
وقال مسؤول من دولة عربية ومصادر بالمعارضة السورية انه لم يصل سوريا شيء من المعدات العسكرية التي اعلنت عنها الولايات المتحدة منذ اسابيع.
واعرب الديمقراطيون والجمهوريون في اللجان عن قلقهم من ان الاسلحة قد تصل الى فصائل مثل جبهة النصرة التي تعد واحدة من اكثر جماعات الثوار تأثيرا وتصفها الولايات المتحدة ايضا بانها واجهة للقاعدة في العراق.
 
الأسد يشدد قبضته على حزب البعث وإقصاء الشرع خطوة رمزية فقرارات القيادة القطرية حبر على ورق
إيلاف..عبدالإله مجيد..
دفع فاروق الشرع ثمن تصريحاته الأخيرة، فجرى إقصاؤه عن القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سوريا، إلا أن ذلك لا يعني الكثير، فقرارات هذه القيادة صورية، والقرار الحقيقي بيد بشار الأسد وحلقته الأمنية الضيقة.
 أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا الاثنين اختيار قيادة قطرية جديدة، أقصى منها نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، في خطوة قال مراقبون إنها تمثل إمعانًا من جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد وحلقته الضيقة في تهميش سياسي مخضرم، كان الوحيد الذي غامر بتوجيه انتقادات مبطنة ضد حملة النظام لقمع الانتفاضة المستمرة منذ عامين. وفي حين أن الشرع (74 عامًا) الذي عمل فترة طويلة مستشارًا مقربًا للأسد وأسرته ليس معارضًا، فانه انزوى في الظل منذ أن أدلى بتصريحات تُعد بمعايير دكتاتورية الأسد ودولته البوليسية موقفًا مخالفًا أو مثيرًا للجدل على أقل تقدير. وما زاد من ارتياب أقطاب النظام بالشرع طرح اسمه بديلًا عن الأسد في أي حكومة انتقالية، وقبول أوساط في المعارضة به في هذا الموقع الموقت. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محلل سياسي في دمشق، امتنعت عن ذكر اسمه حفاظًا على سلامته، قوله: "هناك سياسة واضحة لإبعاد الشرع عن المشهد السياسي السوري". واضاف أن الشرع يشكل تهديدًا سياسيًا لأن يديه نظيفتان ولم يتورط في قضايا فساد ولم يشارك في حملة البطش الدموي.  
مرحلة دقيقة
لكن ما يثير التساؤل هو توقيت إبعاده عن القيادة، بالتزامن مع الثقة المتزايدة التي أخذ يتحدث بها النظام بعد استعادة مواقع كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وعادت قوات النظام تدك معاقل المعارضة في مدينة حمص الاستراتيجية وسط سوريا، فيما بدت فرص التسوية عن طريق المفاوضات بعقد مؤتمر جنيف ـ 2 ضئيلة. وتعاني المعارضة من مطبات جديدة، إذ اعلن غسان هيتو رئيس الحكومة الموقتة، الذي اختاره ائتلاف المعارضة لإدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، استقالته الاثنين في تطور وصفه مراقبون بانتكاسة جديدة لائتلاف المعارضة. وقال هيتو في بيان يوم الاثنين: "إن الظروف التي باتت معروفة للجميع لم تسمح لي بمباشرة العمل على الأرض".
وكان من التحديات التي كبلت يد هيتو في مسعاه لإقامة إدارة موقتة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتوحيد فصائلها إحجام الولايات المتحدة وحلفائها عن تقديم دعم ذي معنى للمعارضة والصراعات الداخلية في صفوف المعارضة نفسها. وتكهن محللون بأن تنامي قوة الاتجاه المتشدد في نظام الأسد لعله كان السبب في إقصاء الشرع عن القيادة القطرية. وكما هو متوقع، فإن ما اوردته وكالة الانباء السورية الرسمية – سانا لم يشرح الاسباب، بل اكتفت بنقل مقاطع مبهمة من كلمة الأسد في اجتماع القيادة القطرية، جاء فيها: "على الحزب أن يطور نفسه من خلال الالتصاق بالواقع"، داعيا إلى وضع ضوابط جديدة ومعايير دقيقة لاختيار ممثلي الحزب.
استبعاد الشرع
كان الشرع قال في حديث لصحيفة الأخبار اللبنانية اواخر العام الماضي إن حل الأزمة السورية يتحقق بالطرق السياسية وليس بالمواجهة العسكرية. ودعا إلى وقف اطلاق النار تحت مراقبة دولية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، قائلا إن سوريا ليست في معركة وجود فرد أو نظام.
والشرع سياسي سني من مدينة درعا مهد الانتفاضة، لكن فصائل مسلحة في المعارضة ترفض أي دور له حتى في المرحلة الانتقالية. ومع ذلك، قال المحلل السياسي الذي تحدث لصحيفة نيويورك تايمز في دمشق إن الأسد عمليًا وضع الشرع تحت الاقامة الجبرية، ونادرًا ما شوهد في مكتبه وسط دمشق في المرحلة الأخيرة. ويرى محللون أن إقصاء الشرع خطوة رمزية لأن القيادة القطرية مركز لصنع القرار على الورق فقط، وأن الأسد في الواقع العملي يحكم بمعونة حلقة ضيقة من كبار المسؤولين الذين غالبيتهم يقودون أجهزة أمنية أو وحدات عسكرية.
وقال المحلل يزيد صايغ من مركز كارنيغي للشرق الأوسط انه كان هناك "بصيص أمل" في أن تفرض القيادة القطرية نفسها وتدفع باتجاه الحوار ولكن سرعان ما أصبح واضحا أن لا تأثير يُذكر لأعضائها. ومع ذلك كانت عضوية الشرع في القيادة القطرية "تمنحه شرعية معينة للتعبير عن رأيه". ومن المتوقع تعيين مسؤول فرع حزب البعث في حلب هلال هلال بمنصب نائب امين سر القيادة القطرية. وقال مصدر سوري مطلع على الموقف العسكري في حلب لصحيفة نيويورك تايمز إن هلال قاد ميليشيات البعث في حلب أخيرًا بملابس عسكرية، وأن هذه مكافأته لدعم الأسد على الأرض.
 لامبالاة شعبية
تضم القيادة القطرية الجديدة في عضويتها رئيس الوزراء وائل الحلقي، وهو مثل الشرع سني من مدينة درعا، ورئيس البرلمان ووزير الكهرباء ورئيسي اتحاد النقابات واتحاد الطلبة اللذين يخضعان لسيطرة الحزب.
وذهب محللون إلى أن حزب البعث ربما حاول إسكات المعارضة الداخلية واعطاء مناصب لممثلي بعض المناطق بهدف تحسين صورته في غمرة الاستياء والتذمر من الضائقة المعيشية. وأكد المحلل السياسي الذي تحدث في دمشق أن مسؤولين حزبيين في المحافظات كانوا بين المحتجين والمنشقين الذين انضموا إلى المعارضة.
وقال ابو نزار، وهو عضو في حزب البعث وموظف حكومي اكتفى بإعطاء لقبه خوفا على سلامته، إنه نادرًا ما يحضر الاجتماعات الحزبية هذه الايام. واضاف: "من يهتم بالقيادة القطرية الجديدة لحزب البعث وسعر صرف الدولار وصل إلى 260 ليرة سورية".
وشكا ابو نزار من أن اسعار المواد التي يريد شراءها لشهر رمضان فوق قدرته. وتساءل: "ماذا ستعطيني القيادة البعثية الجديدة، راتبا أعلى أم مزيدا من الشعارات القومية؟"
 

المصدر: مصادر مختلفة

..The Rise of India's Second Republic...

 الجمعة 5 تموز 2024 - 9:10 ص

..The Rise of India's Second Republic... https://muse.jhu.edu/article/930426%20lang=en&utm_source… تتمة »

عدد الزيارات: 163,006,295

عدد الزوار: 7,287,247

المتواجدون الآن: 91