كيري لنظيره السوري: "لو لم يكن لدى النظام شيء يخفيه لسمح بالوصول الى موقع الهجوم"...أردوغان وفابيوس يتهمان نظام الأسد بالمجزرة وإيران تتحدث عن «كيماوي» وتحذر من التدخل

أوباما يجمع كبار مستشاريه لبحث الخيارات و"أطباء بلا حدود" تحصي 3600 مصاب بالكيميائي ومدمرات أميركية في المتوسط استعداداً لتدخل عسكري

تاريخ الإضافة الإثنين 26 آب 2013 - 6:23 ص    عدد الزيارات 2317    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أوباما يجمع كبار مستشاريه لبحث الخيارات و"أطباء بلا حدود" تحصي 3600 مصاب بالكيميائي ومدمرات أميركية في المتوسط استعداداً لتدخل عسكري
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا، "المستقبل")
هل اقتربت ساعة الصفر لعمل عسكري أميركي ضد النظام السوري؟
جملة مؤشرات برزت أمس تدل على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اقترب أو ربما اتخذ قراراً في هذا الشأن، إذ جمع مستشاريه للأمن القومي في البيت الأبيض لبحث خيارات واشنطن، مع إعلان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل نشر قطع عسكرية أميركية مزودة بصواريخ "كروز" بهدف تقديم "خيارات" للرئيس الأميركي في حال أعطى الأوامر بتنفيذ ضربات عسكرية.
وتأتي هذه التحركات مع إعراب مصادر إسرائيلية عقب اتصال الليلة قبل الماضية بين رئيس الأركان الاسرائيلي بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارتن ديمبسي، عن اعتقادها بأن الولايات المتحدة تتجه إلى القيام بضربات صاروخية من الجو والبحر.
ودخلت طهران أمس ملف الكيميائي السوري بخطين متوازيين يشعران باقتراب الضربة الأميركية لدمشق، حيث أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اثر محادثة هاتفية مع نظيره السوري وليد المعلم، ان سوريا ستسمح لمراقبي الامم المتحدة بزيارة ريف دمشق حيث حصل الهجوم بالاسلحة الكيميائية، مع تحذير المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي من اي تدخل عسكري في سوريا "لا يؤدي الا الى مزيد من التوتر في المنطقة".ويجتمع في الأردن اليوم إلى الثلاثاء قادة جيوش الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الرئيسيين وتركيا والسعودية وقطر لمناقشة الوضع في سوريا، سبق ذلك مطالبة الجيش السوري الحر بتشكيل ائتلاف دولي خارج مجلس الأمن للتدخل العسكري بعد مجزرة الغوطة حيث سقط بحسب منظمة "أطباء بلا حدود" 355 قتيلاً من بين نحو 3600 شخص أكدت المنظمة المحايدة تعرضهم لغازات الأعصاب.
ففي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أمس ان الرئيس باراك اوباما يدرس مع فريقه الامني سبل الرد على الهجوم الكيميائي على ريف دمشق. وقال مسؤول أميركي ان الرئيس أوباما عقد اجتماعا مع فريقه الامني صباح أمس لبحث كيفية الرد على الاستخدام المفترض لاسلحة كيميائية في سوريا.
وقال المسؤول "لدينا خيارات عدة مطروحة وسنتحرك بسرعة تامة لكي نتخذ قرارات تتوافق مع مصالحنا القومية وكذلك مع تقييمنا لما يمكن ان يحقق اهدافنا في سوريا". واضاف ان الرئيس يجتمع مع فريق الامن القومي هذا الصباح (أمس) لبحث اتهامات المعارضة السورية لنظام بشار الاسد بشن هجوم بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق الاربعاء.
وقال ان اوباما امر اجهزة الاستخبارات "بجمع الادلة بهدف تحديد ما حصل في سوريا". وتابع "حين نتحقق من كل الوقائع، سيصدر الرئيس قرارا حول طريقة الرد عليها".
وكان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اعلن الجمعة ان البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر اوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا.
وأتى تصريح هيغل بعيد إعلان مسؤول عسكري اميركي ان البحرية الاميركية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ "كروز"، بعد الاتهامات الاخيرة التي وجهت الى النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية ضد مناطق في ريف العاصمة.
وقال هيغل إنه لا بد من إجراء تقييم سريع لاستخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا وتحديد الرد المناسب، مشدداً على أن من مسؤولية وزارة الدفاع تزويد الرئيس الأميركي بكل الخيارات المتاحة لحالات الطوارئ، وهذا يتطلب وضع القوات والإمكانات في وضع يمكنها من تنفيذ مختلف الخيارات.
وقال على متن طائرة عسكرية في طريقه إلى ماليزيا، إن أوباما طلب من وزارة الدفاع تزويده بكل الخيارات المتاحة بشأن سوريا، والوزارة كما كانت دائماً مستعدة لتزويده بمجموعة خيارات لكل حالات الطوارئ وستستمر في ذلك. وأضاف نحن نتعامل مع مسألة جدية جداً ونعمل مع شركائنا الدوليين والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، وننظر في كل الخيارات.
وأعربت مصادر إسرائيلية أمس، عن اعتقادها بأن الولايات المتحدة تتجه إلى القيام بعمل عسكري في سوريا قد يقتصر على ضربات صاروخية.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان المصادر رجحت أن تقتصر العملية العسكرية الأميركية في سوريا على ضربات صاروخية من الجو والبحر دون أن تستهدف إسقاط نظام الأسد.
وأشارت المصادر إلى وجود تعاون استخباري وثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة على هذا الصعيد.
وجاء كلام المصادر الاسرائيلية عقب اتصال هاتفي جرى الليلة قبل الماضية بين رئيس الأركان الجنرال بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي .
وفي الأردن يجتمع رؤساء اركان الجيوش في دول غربية وعربية عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية في الايام المقبلة لبحث تداعيات النزاع السوري، وفق مسؤول اردني.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن القيادة الوسطى الأميركية والقوات المسلحة الأردنية تستضيفان المحادثات الدفاعية الإقليمية التي ستعقد في الفترة من 25 إلي 27 آب وإن المؤتمر مقرر عقده منذ حزيران الماضي.
وفي سياق مقارب، جاء في بيان صادر عن منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية "ان ثلاثة مستشفيات تقع في محافظة دمشق تتلقى دعما من منظمة اطباء بلا حدود، تلقت خلال اقل من ثلاث ساعات صباح الاثنين 21 آب نحو 3600 مريض يعانون عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي توفي 355 منهم".
وتعتبر منظمة "أطباء بلا حدود" اول مصدر مستقل يؤكد استخدام اسلحة كيميائية قرب دمشق، وهو الامر الذي تطرقت اليه المعارضة السورية منذ الاربعاء الماضي، واتهمت النظام السوري بالوقوف وراءه ما ادى بحسب معلوماتها الى مقتل 1300 شخص.
الا ان النظام السوري نفى ان يكون استخدم اسلحة كيميائية واتهم بالمقابل المعارضة باستخدامها قرب دمشق ايضا.
ولم تتمكن فرق منظمة اطباء بلا حدود من التوجه الى المكان الا انها على اتصال مباشر بالطاقم الطبي في المستشفيات الثلاثة وتقدم له الادوية والمعدات الطبية والدعم التقني.
واضاف بيان المنظمة "ان العوارض التي نقلت الينا، والرسم البياني الوبائي لهذا الحدث الذي تجسد بتدفق كثيف لمرضى في وقت قصير جدا، واصابة بعض المسعفين والعاملين الذين قدموا الاسعافات الاولية بالعدوى، كل ذلك يرجح بقوة حصول تعرض شامل لعنصر سمي يضرب الجهاز العصبي".
واعتبرت المنظمة ان هذا الامر "يشكل خرقا للقانون الدولي الانساني الذي يحظر تماما استخدام الاسلحة الكيميائية والبيولوجية" من دون ان تتهم اي طرف باستخدامه.
واضاف البيان "لقد عولج المرضى بدواء الاتروبين الذي تقدمه منظمة اطباء بلا حدود ويستخدم لمعالجة العوارض السمية التي تضرب الجهاز العصبي. والمنظمة تقوم بكل ما بوسعها حاليا لتعويض المخزون الذي استهلك من هذا الدواء في المستشفيات".
واعلن المرصد السوري انه احصى سقوط اكثر من 300 شخص بينهم 54 طفلا قرب دمشق الاربعاء الماضي بـ"غازات سامة" استنادا الى "تقارير طبية وشهادات من اطباء".
ودعا رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا المجموعة الدولية أمس، بدءا بالولايات المتحدة الى التدخل بـ "طريقة جدية" في سوريا بعد الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية الذي شنه النظام السوري.
وقال الجربا "اطلب من المجموعة الدولية ان تنتقل من الاقوال الى الافعال. لدينا كما يكفي من الاقوال ونحن نحتاج الى تدابير واجراءات من جانب الامم المتحدة".
واضاف "اطالب الرئيس الاميركي باراك اوباما.. بأن يكون مسؤولا، سواء على الصعيد الشخصي او باسم بلاده. واطالب بالموقف نفسه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورؤساء الدول العربية".
وطالبت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر بتشكيل ائتلاف دولي خارج مجلس الأمن للتدخل العسكري في سوريا وذلك بعد مجزرة الغوطة التي اسفرت عن مقتل أكثر من ألف من الضحايا ومن بينهم أطفال.
وذكرت القيادة المشتركة وقوى الحراك الثوري في بيان وزعته إدارتها الإعلامية ومقرها باريس أمس، أن هذا التدخل يكون عبر توجيه ضربات جوية لمفاصل النظام العسكرية والأمنية وتشكيل محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في سوريا أو اتخاذ إجراءات تكفل وقف تعطيل القانون الدولي ودور مجلس الأمن الدولي لفتح الملف السوري واصدار مذكرات اعتقال دولية بحق كل من أجرم بحق الشعب السوري وارتكب مجازر وجرائم حرب.
وجدد الائتلاف الوطني السوري في بيان تأكيده ضرورة دخول لجنة التحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية إلى مناطق الغوطة التي استهدفت بالسلاح الكيميائي وعدم الوقوع في مكائد النظام أو الركون إلى أي حجج من أي نوع لتبرير أي تأخير في إتمام التحقيقات، التي تأخرت بالفعل.
وذهب رئيس الائتلاف أحمد الجربا في مؤتمر صحافي مشترك مع اللواء سليم ادريس رئيس هيئة الأركان للجيش الحر في اسطنبول، إلى مطالبة المجتمع الدولي بأبعد من الاستنكار والتعاطف إلى اجراء خطوات عملية وتنفيذية، تردع قوات النظام وتضع حداً لسياسية قتل الشعب السوري وتهجيره وتدمير بلده..، واعتبر التحقيق الدولي بالمجزرة رغم ما يحيط به من ملابسات أمرا مهما وبحث الموضوع في مجلس الأمن مهم وإصدار قرار تحت البند السابع أمر مهم أيضاً، لكن اختطاف المجلس من قبل روسيا المؤيدة والداعمة لنظام القتل في دمشق وتراخي بقية الدول في مجلس الأمن عن دعم الثورة السورية على ما سبق قليل الأهمية، بل وتحركات لا معنى لها وتلحق الإهانة بالأمم المتحدة وبالمجتمع الدولي الذين كان عليهما أن يتخذوا قرارات مهمة ضد الذين قتلوا ويقتلون السوريين بالأسلحة الكيماوية وغيرها. وأكد اللواء ادريس أن نظام دمشق ضالع في الإجرام الذي حصل.
ووصلت ممثلة الامم المتحدة العليا لنزع الاسلحة انجيلا كاين الى دمشق أمس للتفاوض حول سبل اجراء تحقيق بخصوص اتهامات المعارضة السورية للنظام باستخدام اسلحة كيميائية.
وانتقدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل روسيا والصين اللتين حال موقفهما دون اعتماد بيان في مجلس الامن يطالب سوريا بالسماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في الموقع الذي اعلنت المعارضة السورية انه تعرض لهجوم كيميائي.
وبحسب مقابلة مع مجلة فوكوس نشرت أمس، اكدت المستشارة الالمانية انه "للاسف، حالت معارضة روسيا والصين دون اصدار بيان رسمي من مجلس الامن الدولي يدعو الى ضمان وصول آمن" لمفتشي الامم المتحدة الى ريف دمشق حيث وقع الهجوم.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية ان كل المعلومات تدل على ان النظام السوري ارتكب "مجزرة كيميائية" هذا الاسبوع في ريف دمشق.
وقال فابيوس أمس "كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيميائية قرب دمشق ولتدل على ان نظام (الرئيس) بشار الاسد يقف وراء هذا الامر".
ودخلت ايران في الجدل القائم حول السلاح الكيميائي لتدعم حليفها السوري.
وأكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أمس ان سوريا ستسمح لمراقبي الامم المتحدة بزيارة موقع في ريف دمشق حصل فيه هجوم بالاسلحة الكيميائية ادى الى مقتل المئات. تصريحات الوزير الايراني التي نقلتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) جاءت اثر محادثة هاتفية مع نظيره السوري وليد المعلم.
واشارت الوكالة الى ان المعلم ابلغ ظريف ان "الحكومة السورية ستتعاون مع بعثة الامم المتحدة الموجودة حاليا في سوريا لايجاد الظروف الملائمة لزيارة المناطق التي هاجمتها المجموعات الارهابية بالاسلحة الكيميائية".
واضاف المعلم بحسب ما نقل عنه نظيره الايراني "اننا حاليا في مرحلة المحادثات مع بعثة الامم المتحدة بشأن التحضير لهذه الزيارة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي "نحن قلقون جدا ازاء المعلومات حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا وندين بشدة استخدام مثل هذه الاسلحة". واضاف "هناك ادلة على ان المجموعات الارهابية قامت بهذا العمل" في اشارة الى الهجوم الذي وقع الاربعاء في ريف دمشق كما حذر المتحدث الايراني من اي تدخل عسكري في سوريا. وقال "ليس هناك اي تفويض دولي لتدخل عسكري في سوريا. ونحن نحذر من اي عمل او اعلان لا يؤدي الا الى مزيد من التوتر في المنطقة. آمل في ان يبدي مسؤولو البيت الابيض ما يكفي من الحكمة لعدم الدخول في مثل هذه البلبلة الخطيرة".
 
الأسطول الأميركي السادس يعزز تواجده في «المتوسط» استعداداً لضربة محتملة ضد أهداف سورية
الرأي.. واشنطن - من حسين عبدالحسين
أمر قائد الاسطول الاميركي السادس الادميرال فرانك باندولف المدمرة «يو اس اس ماهان» بالانضمام الى المدمرة الاخرى «يو اس اس ستاوت»، وفرقاطتين دفاعيتين، في البحر الابيض المتوسط، فيما يبدو انه جزء من الاستعدادات لاحتمال شن هجوم ضد اهداف تابعة لقوات الرئيس بشار الاسد في سورية.
والاسطول السادس مقره مدينة نابولي الايطالية، وهو يتبع لقيادة أوروبا العسكرية، بدلا من «القيادة الوسطى» المعنية بشؤون الشرق الاوسط.
وعلمت «الراي» ان القيادة العسكرية قد تأمر حاملة الطائرات «يو اس اس نيميتز»، والموجودة حاليا شمال بحر العرب، بالتوجه الى البحر الابيض المتوسط حتى تنضم للاسطول السادس في غضون اسبوع.
وتأتي التحركات العسكرية الاميركية في وقت عقد الرئيس باراك أوباما اجتماعا مع رئيس اركان الجيش الجنرال مارتن ديمبسي في البيت الابيض، امس، عمدت الادارة على احاطته بالكتمان والسرية. الا ان مسؤولي الادارة قالوا ان «ديمبسي قدم الى القائد العام (اي أوباما) لائحة بالاحتمالات الممكنة لتنفيذ هجوم، وتكاليفها، وتأثيرها على مجرى المواجهة الدائرة في سورية».
واعلن مسؤول في البيت الابيض ان اوباما «التقى كبار مستشاري الامن القومي في وقت مبكر امس، ولدينا خيارات عدة مطروحة وسنتحرك بسرعة تامة لكي نتخذ قرارات تتوافق مع مصالحنا القومية وكذلك تقييم ما يمكن ان يحقق اهدافنا في سوريا».
ويعتقد الخبراء ان أوباما أقرب الى توجيه ضربة واحدة تنهي مقدرة قوات الأسد على توجيه اي ضربات كيماوية ضد الثوار او المدنيين، وان هكذا ضربة لا تحتاج لغارات جوية بل يمكن انجازها عن طريق استخدام الصواريخ الموجهة فقط.
والسفن الاربع المتواجدة حاليا في عرض البحر المتوسط يمكنها تسديد ما مجموعه 150 صاروخ «توما هوك» الموجه عن بعد. ويحمل الصاروخ رأسا متفجرا يبلغ وزنه نصف طن، وتبلغ تكلفة الصاروخ الواحد 650 الف دولار.
اما اذا اختار أوباما تعطيل المطارات الستة التي يستخدمها الاسد لاستقبال طائرات التموين والتسليح الروسية والايرانية، وهي واحدة من الاحتمالات التي تتردد في اروقة القرار الاميركية، فهو سيحتاج الى اكثر من «الضربة الاولى»، اي انه سيحتاج الى اكثر من صواريخ «توما هوك»، وسيتطلب الأمر مشاركة مقاتلات «اف 15» و«اف 18» القاذفة، وهذه متوفرة في قاعدة انجرليك التركية وعلى متن حاملة الطائرات «يو اس اس نيميتز».
ويعتقد الخبراء ايضا انه اذا تحركت حاملة الطائرات المذكورة نحو المتوسط، فذلك سيكون مؤشرا على نية مشاركة المقاتلات في اي ضربة محتملة ضد اهداف الأسد، وستستمر الضربة في هذه الحالة على مدى يومين او أكثر.
وفي وقت سابق، ذكرت شبكة «سي بي إس» الأميركية أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بصدد عمل الاستعدادات الأولية لشن هجوم صاروخي على القوات الحكومية السورية.
كما أعلنت شبكة «سي إن إن» الأميركية، إن الجيش الأميركي يُحدِّث خياراته لسيناريوات تدخّل بالقوة في سورية، بغية منح أوباما خيارات عدة إذا قرّر تعزيز أي تحرّك أميركي، لاسيّما في ظل وجود مزاعم جديدة في شأن احتمال استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية.
واعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان «البنتاغون» يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر اوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سورية.
وقال للصحافيين المرافقين له على متن الطائرة في طريقه الى ماليزيا انه وفي خضم الدعوات لتدخل عسكري ضد النظام السوري بعد الاتهامات التي وجهت له باستخدام السلاح الكيماوي فان القادة العسكريين الاميركيين حضروا للرئيس مجموعة من «الخيارات» اذا ما قرر شن هجوم على نظام بشار الاسد.ولكن الوزير رفض اعطاء اي تفاصيل عن عديد القوات التي تم تحريكها او عتادها.
واوضح ان «وزارة الدفاع لديها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الاحتمالات».
سيناريو كوسوفو
واشنطن - ا ف ب - ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» امس، ان السلطات الاميركية قد توجه ضربات عسكرية الى سورية من دون تفويض من الامم المتحدة مستوحاة من الضربات الجوية التي نفذت في كوسوفو في نهاية تسعينات القرن الماضي.
وخلال نزاع كوسوفو في 1998-1999 دعمت روسيا نظام سلوبودان ميلوسيفيتش المتهم بارتكاب فظاعات بحق المدنيين في هذا الاقليم الصربي. وكان مستحيلا التوصل الى قرار يجيز اللجوء الى القوة ضد الجمهورية اليوغوسلافية السابقة بسبب الفيتو الروسي في مجلس الامن الدولي.
وفي مارس 1999 شن حلف شمال الاطلسي غارات على القوات الصربية في كوسوفو بحجة ان الفظاعات التي ارتكبتها في الاقليم تعتبر وضعا انسانيا طارئا. واستمر الهجوم 78 يوما.
 
كوسوفو 1999.. سوريا 2013؟
المستقبل..لندن ـ مراد مراد
لم يعد الفيتو الذي تتبناه موسكو وبكين في مجلس الأمن حجة كافية لعدم حراك واشنطن حيال المجازر المروعة المستمرة في سوريا، خصوصاً بعد الاعتداء الكيميائي الأخير الذي حمّل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مسؤوليته علناً للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه. فلندن وباريس لم تخفيا في السابق إرادتهما مساعدة الشعب السوري بأي طريقة بما فيها استخدام القوة، وبالتاكيد فإن هذه الإرادة أصبحت اليوم أكثر إلحاحاً بعد كارثة الغوطة. ولم ينطق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن الهوى عندما صرح بأنه إذا تعذر استصدار قرار في مجلس الأمن يتيح التدخل العسكري فإن هناك وسيلة أخرى. هذه الوسيلة تم تدوالها مراراً منذ اندلاع الثورة السورية إلا أن تأكيد صحيفتين من أكبر المنابر الإعلامية في العالم، وهما "نيويورك تايمز" الأميركية و"التايمز" البريطانية، أمس بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس جدياً هذه المرة الحل العسكري الذي لجأت اليه الولايات المتحدة الأميركية من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإنهاء مأساة كوسوفو عام 1999، يمنح الأمل بأن سوريا مقدمة هذه المرة على عملية عسكرية ما قد تسرع في إنهاء كوابيس السوريين وجيرانهم.
وما النداء الذي وجهته روسيا والصين أول من أمس وإيران بالأمس الى نظام الأسد بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالتحقيق في جريمة الغوطة وإلقاء التهم على الثوار في ذلك الهجوم الكيمائي، إلا استدراكاً لخطورة الأمر ومحاولة مستميتة لحلفاء الأسد لكسب المزيد من الوقت من خلال فتح تحقيق قد يستغرق أشهراً يمنعون فيه عملية عسكرية محتملة لـ"الناتو" يبدو أن موعدها قد اقترب. ويعمد رعاة الأسد في الوقت عينه عبر قنواتهم الديبلوماسية مع أوباما ووزير خارجيته جون كيري على تخفيف الضغط الممارس من قبل لندن وباريس وأنقرة والخليج العربي على واشنطن، وذلك بهدف استمرار الصراع في سوريا ودورانه في الحلقة المفرغة ذاتها الى حين حصول المعجزة التي تنشدها طهران وموسكو وهي الانتصار الميداني للأسد واستسلام الثوار.
وصرح مسؤول كبير في الإدارة الاميركية لـ"نيويورك تايمز" طالباً عدم كشف اسمه: "سنكون ذهبنا بعيداً إذا ما قلنا إننا نبحث عن مبرر مشروع لعمل عسكري وخصوصاً أن الرئيس لم يتخذ بعد أي قرار". أضاف: "لكن بالطبع يشكل (إقليم) كوسوفو سابقة لوضع يمكن أن يكون مشابهاً".
وأشار المصدر نفسه الى أن النقاش حول كوسوفو كان أحد المواضيع التي بحثت بشأن الملف السوري. وأوضح أن العواقب المحتملة لتوجيه ضربات في سوريا على دول المنطقة مثل لبنان والأردن وتركيا أو مصر تدرس أيضاً.
وما أشبه الوضع في سوريا اليوم بكوسوفو الأمس. فنظام بشار الأسد شقيق برضاعة الحقد الاثني والديني لنظام سلوبودان ميلوسيفيتش. وروسيا التي استخدمت الفيتو لمنع التدخل الدولي ضد الصرب هي نفسها التي تعارض اليوم أي إجراء دولي ضد البعثيين. لكن تجدر الإشارة الى أن العدد الهائل للضحايا واللاجئين السوريين خلال عامين ونصف يفوق أضعافاً مضاعفة أرقام الضحايا والمشردين من مسلمي البوسنة وكوسوفو الذين نكل بهم الصرب اليوغوسلاف على مدى ثلاثة أعوام بين 1996 و1999.
الذريعة لغارات الناتو هذه المرة ستكون كما حصل في كوسوفو إنسانية، خصوصاً وأن أرقام الأمم المتحدة الأخيرة تشير الى أكثر من مليون طفل سوري مشرد وفي حال أثبت المفتشون في تقريرهم استخدام الكيميائي هذا سيقوي التدخل العسكري تماشياً مع القوانين والأعراف الإنسانية العالمية. ولم تشكك أي دولة الى الآن بأن الكيميائي قد استخدم حتى إيران نفسها اعترفت أمس بأن الكيميائي قد استخدم وإن حاولت تبرئة النظام من هذا الاستخدام. إذاً، المجتمع الدولي ككل يجمع أن الكيميائي استعمل وبالتالي فإن تقرير المفتشين سيحدد الجناة.
ولا يبدو التوقيت لتدمير طيران الأسد ومراكزه العسكرية أفضل من هذا الخريف حيث تنتشر البارجات الحربية الأميركية والبريطانية في مياه المتوسط على مدى الأشهر المتبقية من العام الجاري. وهذا أمل آخر بأن الفرج بدأ يلوح لأهالي سوريا ولبنان الذين عانوا الأمرين من النظام السفاح على مدى عقود.
يُشار الى أن أوباما تعرض في الأشهر القليلة الماضية الى ضغوط من داخل حزبه الديموقراطي بوجوب اتخاذ تدابير أكثر حزماً للتعامل مع الأزمة السورية. وكان بين المطالبين بتغيير سياسة عدم الحراك الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي أشرف بنفسه على إنهاء أزمة كوسوفو، وأوباما يمر الآن في وضع مشابه جداً لذا لا حجة متبقية لديه بإلقاء اللوم على الفيتو الروسي في مجلس الأمن.
 
الجيش النظامي و«حزب الله» يستعدان لاقتحام مخيم اليرموك
عواصم - وكالات - أفاد ناشطون سوريون إن عناصر «حزب الله» وأرتال من جيش النظام تتجمع على طريق مطار دمشق الدولي، تحضيرًا لاقتحام مخيم اليرموك، وسط حركة نزوح كثيفة من المخيم ومن مدينة الحجر الأسود.
ووجهت قوات النظام السوري أول من أمس، انذارًا عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من سكان مخيمي اليرموك وفلسطين ومدينة الحجر الاسود قرب دمشق، بضرورة مغادرة هذه المناطق خلال ساعات معدودة، لأن قواتها ستدخل هذه المناطق الواقعة منذ أشهر تحت سيطرة «الجيش السوري الحر»، وسط اشتباكات على كل المحاور المحيطة بمخيم اليرموك.
وتحدث الاعلامي والناشط عدنان علي لـ»ايلاف» عن «توجه عناصر من حزب الله وميلشيات متعددة وأرتال من نخبة الجيش السوري النظامي على طريق المطار الدولي، متجهين لاقتحام مخيم اليرموك». وحذر «مكتب جنوب دمشق الاعلامي» من «استعداد أرتال من حزب الله وميليشات أبو الفضل العباس وذو الفقار بعربات بيك-أب، تحمل رشاشات دوشكا ومضادات أرضية من عيار 14،5 ملم، مع أرتال النخبة من الجيش النظامي على طريق المطار متجهة صوب المخيم، بينما يشهد المعبر الوحيد المتاح لخروج المدنيين في أول مخيم اليرموك عند دوار البطيخة حركة نزوح مكثفة للاهالي وسط حالة من الذعر الشديد».
وكان معظم أهالي المخيمين والحجر الأسود غادروا بالفعل في أوقات سابقة، وبقي بضع عشرات الالاف من اصل أكثر من 800 ألف مواطن، اضافة إلى الفلسطينيين من نازحي الجولان ومختلف المحافظات السورية. وتتعرض هذه المناطق منذ ايام لقصف مكثف، اوقع العديد من القتلى.
وأعلنت «تنسيقية مخيم اليرموك في الثورة السورية» إن «الجيش السوري يطلق نيران السلاح المتوسط على شارع اليرموك الرئيسي في شكل عنيف، مع سماع أصوات راجمات الصواريخ تدك مناطق من جنوب العاصمة، ومحيط المخيم، وسط إشتباكات على كافة المحاور المحيطة بالمخيم، تستعمل فيها الاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة. كما دارت مساء أمس اشتباكات عنيفة جدًا استمرت أكثر من 40 دقيقة بين الجيش الحر والجيش النظامي على محور أول اليرموك.
الى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات المعارضة سجلت مكاسب مهمة في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، وفي مدينة درعا جنوبا».
وأوضح أن «قوات المعارضة سيطرت في شكل شبه كامل على مدينة أريحا ومحيطها في ريف محافظة إدلب بعد أسبوع من بدء معركة أطلقت عليها المعارضة اسم (كسر القيود) مع استمرار ملاحقتها لعناصر ميليشيا (جيش الدفاع الوطني) التابعة لقوات النظام».
وأضاف «المرصد» أن «الأنباء تشير إلى سيطرة قوات المعارضة على أجزاء واسعة من حارة البدو في منطقة درعا البلد في مدينة درعا».
وتابع «أن اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام دارت في أحياء بستان القصر والشيخ سعيد والشيخ مقصود ومنطقة أغيور في مدينة حلب،بينما استهدفت قوات المعارضة عددا من جنود النظام في حي صلاح الدين عبر تفجير لغمين».
وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات بين الجانبين اندلعت أيضا في المناطق الجنوبية من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب وفي أحياء حمص المحاصرة وحي جوبر في ضواحي دمشق، وبلدة بيت سحم في ريف دمشق».
 
«السلفي الجهادي» الأردني: خلافات بين «البغدادي» و«الجولاني» في سورية
عمّان - يو بي أي - كشف «التيار السلفي الجهادي» في الأردن، أمس، أن خلافاً كبيراً نشب أخيراً بين تنظيمين سلفيين يرتبطان بتنظيم «القاعدة»، ويتواجدان على الأراضي السورية.
وقال قيادي بارز في التيار طلب عدم ذكر اسمه، إن «خلافاً كبيراً نشب أخيراً بين قائد دولة العراق والشام الإسلامية أبو بكر البغدادي وأبو محمد الجولاني المكنى بـ (الفاتح)، زعيم جبهة النصرة لأهل الشام».
وأوضح أن «البغدادي طلب من الجولاني الانضمام تحت لوائه، وهو ما رفضه زعيم جبهة النصرة لأهل الشام»، مشيراً إلى أن «الجولاني أصرّ على موقفه وتمترس خلفه».
ونقل القيادي في التيار السلفي الجهادي عن الجولاني إن «البغدادي لم يستشره في الأمر ما استدعى تدخل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي طلب من الاثنين الاستمرار في مسؤولياتهما من دون تغيير».
وأوضح أن هناك «محاولات من قيادات سلفية في الخارج للم شمل البغدادي والجولاني في تنظيم واحد وتحت لواء واحد»، غير أنه أشار إلى أن هناك «صعوبات بالغة تحول دون جمعهما»، مفضلاً عدم التوسّع في هذا الأمر.
ولفت القيادي إلى أن «قائد دولة العراق والشام الإسلامية أبو بكر البغدادي، كان أرسل زعيم جبهة النصرة لأهل الشام أبو محمد الجولاني، إلى سورية وقدّم له ولعناصره دعماً لوجستياً كبيراً».
يشار إلى أن مقاتلي «دولة العراق والشام الإسلامية» يتواجدون في مدينة حلب شمال سورية، بينما يتمركز مقاتلو «جبهة النصرة لأهل الشام» في مدينة درعا جنوب سورية.
 
النظام يتهم المعارضة بتخزين «الكيماوي» مع وصول ممثلة الأمم المتحدة إلى دمشق والمعارضة تنفي.. و«أطباء بلا حدود»: وفاة 355 شخصا من عوارض سمية

بيروت: «الشرق الأوسط» .... وصلت ممثلة الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، أنجيلا كين، إلى سوريا، أمس، لمساعدة المفتشين الأمميين على الوصول إلى موقع يشتبه في تعرضه لهجوم بالسلاح الكيماوي بريف دمشق. ومع وصول المسؤولة الدولية، أعلنت السلطات السورية الرسمية عثورها على مواد كيماوية في أحد الأنفاق التابعة للمعارضة في منطقة جوبر بدمشق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «عددا من الجنود النظاميين أصيبوا بحالات اختناق أثناء دخولهم إلى حي جوبر بريف دمشق، جراء استخدام مجموعات إرهابية مسلحة سلاحا كيميائيا». وأشار المصدر إلى أن «وحدة من القوات النظامية بدأت باقتحام المنطقة التي حصلت فيها حالات الاختناق لجنود من الجيش السوري، وأن اشتباكات عنيفة تجري مع المجموعات الإرهابية في المنطقة».
في حين ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن «القوات النظامية ضبطت خلال اقتحامها للمنطقة التي استخدم فيها الإرهابيون الغازات السامة مستودعا يحتوي على براميل وعدد كبير من الأقنعة الواقية، إضافة إلى أدوية تستخدم عند استنشاق المواد الكيميائية بجوبر».
وأوضح أن «عربات الإسعاف هرعت لإنقاذ من يختنقون في جوبر».
وجاء الإعلان مع وجود فريق من مفتشي الأمم المتحدة في سوريا حضر منذ أسبوع للتحقيق في مزاعم سابقة باستخدام أسلحة كيماوية. وطالبت المعارضة السورية فريق التفتيش بالتوجه إلى مناطق في الغوطتين الشرقية والغربية للتحقيق في حقيقة استخدام النظام لأنواع مختلفة من الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، لكن الفريق لم يقم بأي خطوة في هذا الاتجاه.
وقصفت بلدات ومدن دوما وسقبا وعين ترما وزملكا وجوبر وعربين وكفر بطنا ومعضمية الشام في الغوطتين الغربية والشرقية بريف دمشق، الأربعاء الماضي، بصواريخ أرض - أرض محملة برؤوس كيماوية، وأخرى تحمل غازات سامة، قال ناشطون إن مصدرها القوات النظامية.
وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية في بيان أمس أن نحو 355 شخصا «يعانون من عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي» توفوا في مستشفيات داخل سوريا تتلقى الدعم من هذه المنظمة، كما عولج 3600 آخرون من العوارض نفسها منذ 21 أغسطس (آب) الماضي.
وقال أحمد رمضان عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة ممثلة الأمم المتحدة أنجيلا كين إلى سوريا، إن لم تؤدّ إلى الكشف عن كيفية استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في ريف دمشق، فهي من دون مغزى»، واصفا ادعاءات النظام بالكشف عن مواد كيماوية في أنفاق للمعارضة بجوبر بأنها عبارة عن أكاذيب لا يصدّقها أحد. ودعا رمضان «الأمم المتحدة في حال عجزت عن ردع النظام السوري عن استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، بأن تفوض الدول الرئيسة باتخاذ إجراءات تضبط هذا النظام وتحاسبه».
وكان الائتلاف الوطني المعارض «تعهد بسلامة بعثة مفتشي الأسلحة الكيماوية في سوريا»، مؤكدا «وجود معلومات تشير إلى تورط النظام السوري بالمجزرة التي وقعت في الغوطة الشرقية نتيجة استهدافها بالسلاح الكيماوي».
في موازاة ذلك، طالبت «إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري» بتشكيل ائتلاف دولي خارج مجلس الأمن للتدخل العسكري في سوريا، عبر توجيه ضربات جوية لمفاصل النظام العسكرية والأمنية وتشكيل محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في سوريا، أو اتخاذ إجراءات تكفل وقف تعطيل القانون الدولي ودور مجلس الأمن الدولي لفتح الملف السوري وإصدار مذكرات اعتقال دولية بحق كل من أجرم بحق الشعب السوري وارتكب مجازر وجرائم حرب.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن عينات من ضحايا الأسلحة الكيماوية التي يعتقد أنها استخدمت في سوريا هربت إلى الأردن، وأوضحت الصحيفة أن «العينات التي تم تهريبها هي من الكبد والطحال من بعض القتلى، إضافة إلى الدم والبول من باقين على قيد الحياة».
وميدانيا، قصفت القوات النظامية بالمدافع وراجمات الصواريخ منطقة المعضمية ومخيم اليرموك في العاصمة دمشق، وتزامن ذلك مع وقوع اشتباكات وصفها ناشطون بـ«العنيفة» بين الجيشين النظامي والحر على أطراف المنطقة.
وأفاد ناشطون معارضون بإسقاط كتائب «الحر» طائرتين؛ إحداهما من طراز «ميغ» فوق الغوطة الشرقية، والثانية طائرة مروحية فوق منطقة كباجب في ريف دير الزور الشرقي. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن الطائرات النظامية الحربية قصفت بالصواريخ حي جوبر بريف دمشق، مما أحدث دمارا هائلا بالحي. كما تعرضت مدن بريف دمشق، وهي حرستا وداريا ومعضمية الشام ومزارع مدينة رنكوس ويبرود بمنطقة القلمون والغوطة الشرقية، لقصف من الطيران الحربي النظامي.
وفي إدلب، سيطر مقاتلو المعارضة على مدينة أريحا بشكل شبه كامل بعد أسبوع من بدء معركة أطلق عليها «الجيش الحر» تسمية معركة كسر القيود».
وتزامن تقدم المعارضة في مدينة أريحا مع تنفيذ الطائرات الحربية النظامية عدة غارات على المنطقة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما أشارت شبكة «شام» إلى سقوط براميل متفجرة على المدينة. وأفاد ناشطون بمقتل العشرات وجرح عدد آخر في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حاجزا للقوات النظامية في مدينة درعا البلد جنوبي البلاد. كما أعلن الجيش الحر إنه حقق تقدما على قوات النظام بسيطرته على 13 قرية بريف حلب الشرقي.
 
قياديون في الجيش الحر يهددون باستقالة جماعية جراء ضعف الدعم العسكري واتهامات لهيئة الأركان بالتقصير في اللاذقية

بيروت: «الشرق الأوسط»... تشهد هيئة أركان الجيش السوري الحر حالة «تخبط وارتباك»، إثر توجيه عدد من القادة العسكريين تهديدات بالاستقالة ما لم يصل الدعم العسكري الكافي إلى الجبهات التي يقاتلون فيها، وتزامن ذلك مع تقديم قائد لواء «الفتح المبين» أحد أبرز الفصائل التي تقاتل في ريف اللاذقية، استقالته على خلفية ما قال إنه «التقصير الذي أبدته هيئة الأركان في دعم جبهة الساحل أثناء المعارك الأخيرة».
وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر عددا من قادة الجبهات في هيئة الأركان العامة للجيش الحر يهددون بتقديم استقالتهم «ما لم يكن مستوى الدعم العربي والإسلامي يتناسب مع حجم التضحيات التي يقدمها الشعب السوري». وأظهر الفيديو مجموعة من العسكريين قالوا إنهم قادة الجبهات الشمالية والشرقية والغربية الوسطى، إضافة إلى ممثلين عن المجالس العسكرية والفرق والألوية التي تقاتل في مختلف المناطق السورية ضد القوات النظامية.
وأشار أحد هؤلاء العسكريين الذين يظهرون في شريط الفيديو إلى أنه «بعد الوعود الكاذبة ولمدة عام كامل من الدول التي تسمي نفسها صديقة الشعب السوري وفي الوقت الذي تقوم الصين وروسيا وإيران والعراق وحزب الله اللبناني بتقديم كل أشكال الدعم للنظام السوري لا يزال موقف الدول التي تدعي دعمها للثورة السورية موقفا هزيلا لا يصل إلى مستوى تضحيات الشعب السوري».
وأعلن قادة الجبهات «وقف كل أشكال التعاون مع الدول صاحبة القرار في مجلس الأمن ما لم يفتتح تحقيق دولي عاجل لاستخدام النظام للسلاح الكيماوي»، كما دعوا «كافة فصائل الجيش الحر إلى العمل والتنسيق مع كل القوى الموجودة في سوريا ضد النظام السوري».
وفي حين أكدوا أنهم قادرون على السيطرة على مستودعات المواد الكيماوية، وكان يمنعهم من ذلك «الخوف من الوقوع في فوضى السلاح الكيماوي»، طالبوا رئيس هيئة الأركان مشاركتهم قرارهم بالاستقالة.
من جهته، وصف الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية، العقيد قاسم سعد الدين تهديدات قادة الجبهات العسكرية بالسخيفة، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الدعم اللوجيستي يصل إلى جميع الجبهات وفق الإمكانية المتاحة»، متهما في الوقت عينه قادة الجبهات والمجالس العسكرية بسوء توزيع الأسلحة وضعف الإدارة بما يخص الشؤون العسكرية. وأوضح سعد الدين أن هذه التهديدات بالاستقالة لن تؤثر على الجيش الحر لأن الثورة السورية غير مبنية على أشخاص، وإنما على شعب يطالب بحريته، مؤكدا أن هيئة الأركان تملك صلاحيات استبدال هؤلاء القادة فيما لو قدموا استقالاتهم كما أعلنوا.
وتزامنت تهديدات القادة العسكريين بالاستقالة من هيئة الأركان مع إعلان قائد لواء الفتح المبين في الساحل السوري، الرائد مازن قنيفدة عن استقالته من القيادة العسكرية المشتركة العامة للجيش الحر. وأوضح قنيفدة في اتصال مع الـ«الشرق الأوسط» أن سبب الاستقالة يتمثل بالدرجة الأولى في ضعف إمداد جبهة الساحل خلال المعارك الأخيرة، مشيرا إلى أن «اللواء العسكري الذي يترأسه ويعتبر من أكبر الفرق العسكرية التي تقاتل في ريف اللاذقية لم يأخذ ذخائر أو أسلحة من المجلس العسكري التابع لهيئة الأركان»، وقال قنيفدة: «أرفض أن أكون شاهد زور وسأتابع المعركة ضد النظام خارج إطار هيئة الأركان».
وكان عدد من المعارضين السوريين قد وجهوا اتهامات لهيئة الأركان والائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية بالتقصير في دعم الكتائب المقاتلة في معركة الساحل، الأمر الذي أتاح المجال أمام الجيش السوري النظامي لاستعادة المناطق التي كان قد دخلها مقاتلو الجيش الحر وسيطروا عليها.
 
كيري لنظيره السوري: "لو لم يكن لدى النظام شيء يخفيه لسمح بالوصول الى موقع الهجوم"
واشنطن - ا ف ب
اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية مساء امس السبت ان وزير الخارجية جون كيري تحادث بشكل استثنائي الخميس الماضي مع نظيره السوري وليد المعلم في قضية الهجوم الكيماوي المفترض على منطقة الغوطة بريف دمشق.
وقال المسؤول ان كيري ابلغ المعلم خلال المحادثة انه "لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم لكان عليه ان يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل الى موقع" الهجوم الكيماوي المفترض الذي استهدف الاربعاء الماضي الغوطتين الشرقية والغربية في ريف العاصمة السورية.
واضاف ان الوزير الاميركي قال لنظيره السوري انه عوضا عن هذا فإن نظام الرئيس بشار الاسد "واصل هجومه على المنطقة المعنية من اجل منع الوصول اليها وتدمير الادلة".
ولم تنقطع رسميا العلاقات الديبلوماسية بين واشنطن ودمشق، إلا ان الولايات المتحدة اغلقت سفارتها في سورية واستدعت السفير روبرت فورد من دمشق قبل 18 شهرا.
وبحسب المسؤول نفسه فان كيري "اكد للمعلم انه تلقى كل الضمانات من قادة الجيش السوري الحر لناحية تأمينهم سلامة محققي الامم المتحدة في المنطقة المعنية".
 
مسؤولة دولية تجري محادثات لدخول المفتشين إلى الغوطتين
لندن، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
بدأت ممثلة الامم المتحدة العليا لنزع الاسلحة انجيلا كاين في دمشق امس محادثات مع الحكومة السورية للتفاوض على دخول مفتشي الامم المتحدة الى الغوطتين الغربية والشرقية للتحقيق بمزاعم استخدام السلاح الكيماوي يوم الاربعاء الماضي. وتعهد اكبر تنظيم عسكري معارض توفير الحماية الكاملة للمحققين خلال قيامهم بعملهم داخل الاراضي المحررة قرب العاصمة.
وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» ان كاين ستجري محادثات مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وسط حملها تعليمات من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة الاتفاق على دخول المفتشين «في اسرع وقت وليس خلال ايام او اسابيع».
وكانت المعارضة اتهمت نظام الرئيس بشار الأسد بشن هجوم بأسلحة كيماوية ادى الى مقتل اكثر من 1300 شخص قرب دمشق. ونشرت صوراً عدة وأشرطة فيديو لضحايا مدنيين بُثت على الانترنت. ونفت دمشق ذلك.
وتريد المجموعة الدولية ان يتمكن خبراء الامم المتحدة الموجودون في احد فنادق العاصمة السورية منذ الأحد من التوجه الى ريف دمشق في اسرع وقت ممكن للتحقق من هذه الاتهامات.
ودعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا بعد لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في إسطنبول امس فريق التفتيش إلى زيارة موقع الهجوم الكيماوي. وقال: «هذه المجموعة من مفتشي الأمم المتحدة في سورية وفي دمشق الآن. نريدها أن تذهب إلى موقع (الهجوم الكيماوي) الذي يبعد كيلومترين فقط عن دمشق»، مؤكداً وجود أدلة دامغة على استخدام نظام الأسد لهذا السلاح ضد المدنيين في الأيام القليلة الماضية.
الى ذلك، طالب الجربا خلال مؤتمر صحافي مع أوغلو بـ «فرض حظر جوي وإنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين من أبناء الشعب السوري».
وتزامن ذلك، مع اعلان النظام السوري ان مقاتلي المعارضة السورية استخدموا السلاح في المعارك المستمرة في دمشق. وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان «وحدة من قواتنا الباسلة تطوق المنطقة في (حي) جوبر (عند اطراف العاصمة السورية) التي يعتقد ان ارهابيين استخدموا سلاحاً كيماوياً انطلاقاً منها»، لافتاً الى حصول الكثير من «حالات الاختناق» في صفوف الجنود الذين دخلوا حي جوبر. وأضاف التلفزيون ان «معارك عنيفة اندلعت في حي جوبر (الذي يسيطر عليه المعارضون) حيث تستعد قوات الجيش لشن هجوم لاستعادة السيطرة على هذا الحي». ولفت المصدر نفسه الى ان الجنود الذين أُصيبوا بالاختناق تتم معالجتهم.
وكان نشطاء حاولوا الوصول الى مقر لجنة التحقيق لتسليم المفتشين عينات من «الكيماوي» الذي استخدم في الهجوم على الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق.
في غضون ذلك، دعا «لواء الإسلام» لجنة التحقيق لدخول الأماكن التي استهدفتها قوات النظام بالسلاح الكيماوي، متعهداً «تسهيل عمل اللجنة تسهيلاً كاملاً فور وصولها، وتوفير الحماية لطاقمها خلال القيام بعملهم داخل الأراضي المحررة في دمشق وريفها». وجاء في بيان ان «نظام الاسد اطلق (يوم الاربعاء الماضي) صواريخ عدة حملت غازات سامة خرجت من جبل قاسيون حيث مقر اللواء 105 التابع للحرس الجمهوري، ومن مطار المزة في دمشق الواقعين تحت سيطرة النظام»، لافتاً الى ان الصواريخ أصابت الغوطتين الشرقية والغربية بالغازات الكيماوية السامة ما ادى الى مقتل 1300 شخص وإصابة 9838 شخصاً. كما اعلن «لواء الاسلام» عن مقتل ثمانية من مقاتليه وإصابة 50 مقاتلاً.
 
أردوغان وفابيوس يتهمان نظام الأسد بالمجزرة وإيران تتحدث عن «كيماوي» وتحذر من التدخل
برلين، طهران، بغداد، أنقرة، رام الله - «الحياة»، رويترز - أ ف ب
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان كل المعلومات تدل على ان نظام الرئيس بشار الاسد ارتكب «مجزرة كيمياوية» في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق يوم الاربعاء الماضي، في حين اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس الاسد بالمسؤولية عن المجزرتين.
في المقابل، حملت طهران المعارضة مسؤولية استخدام «الكيماوي»، محذرة من تدخل عسكري في سورية. وانتقدت برلين كلاً من روسيا والصين عرقلتهما صدور بيان من مجلس الامن لتسهيل دخول المفتشين الى الغوطتين.
وقال فابيوس بعد لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله في رام الله: «كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيمياوية قرب دمشق وتدل على ان نظام (الرئيس) بشار الاسد يقف وراء هذا الامر»، مضيفاً: «نطلب ان يتمكن فريق الامم المتحدة في المكان من التوجه بسرعة الى الموقع والقيام بعمليات التحقيق الضرورية. ان لم يكن للنظام ما يخفيه، فلتجر عمليات التحقيق على الفور».
وحذر الوزير الفرنسي من ان «المعلومات التي بحوزتنا تشير الى ان هذه المجزرة الكيمياوية بالغة الخطورة الى حد انه لا يمكن بالطبع ان تبقى من دون رد فعل شديد».
وفي برلين، انتقدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل روسيا والصين اللتين حال موقفهما دون اعتماد بيان في مجلس الامن يطالب سورية بالسماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في الموقع الذي اعلنت المعارضة السورية انه تعرض لهجوم كيمياوي. وبحسب مقابلة مع مجلة «فوكوس» نشرت أمس، قالت ميركل: «للأسف، حالت معارضة روسيا والصين دون اصدار بيان رسمي من مجلس الامن الدولي يدعو الى ضمان وصول آمن» لمفتشي الامم المتحدة الى ريف دمشق حيث وقع الهجوم.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله في كلمة أمام مؤيديه في بلدته ريز: «أستغرب ممن يتساءلون عمن ارتكب المجزرة السورية الأخيرة باستخدام الأسلحة الكيماوية، فالديكتاتور القاتل الأسد هو الذي ارتكبها كغيرها من المجازر». وأضاف أن الأسد يبذل آخر جهد ممكن «لكن الله سيستدعيه قريباً للانتقام من قتل أطفال أبرياء».
وكان وزير الخارجية احمد داود اوغلو قال بعد لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في اسطنبول ان القصص الاخبارية التي تزعم ان المعارضة السورية لم ترد ان يفتش المحققون الموقع فهي كاذبة. واضاف: «الامم المتحدة طلبت رسمياً من النظام السوري السماح لها بالتفتيش. هناك بعض القصص الاخبارية التي تزعم بأن المعارضة لا تريد التفتيش غير ان الائتلاف الوطني طالب غير مرة بعمليات التفتيش، وهذا هو سبب وجود السيد الجربا في اسطنبول».
من جهتها، اعلنت ايران ان هناك «ادلة» على استخدام مسلحي المعارضة السورية اسلحة كيمياوية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي: «نحن قلقون جداً ازاء المعلومات حول استخدام اسلحة كيمياوية في سورية، وندين بشدة استخدام مثل هذه الاسلحة»، مضيفاً: «هناك ادلة على ان المجموعات الارهابية قامت بهذا العمل».
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني تحدث عن استخدام «عناصر كيمياوية» في سورية. وقال روحاني ان «الوضع السائد اليوم في سورية ومقتل عدد من الاشخاص الابرباء بسبب عناصر كيمياوية امر مؤلم جداً» بحسب ما اورد موقع الحكومة، مضيفاً ان ايران «تدين بشدة استخدام اسلحة كيماوية». ولم يتطرق روحاني الى المسؤولين عن استخدام «الكيماوي».
من جانب آخر، حذرت ايران ايضا من اي تدخل عسكري غربي في النزاع السوري بعدما اعلنت الولايات المتحدة انها تدرس مثل هذا الاحتمال. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية بحسب وكالة الانباء الطلابية: «ليس هناك اي تفويض دولي لتدخل عسكري في سورية. ونحن نحذر من اي عمل او اعلان لا يؤدي الا الى مزيد من التوتر في المنطقة. آمل في ان يبدي مسؤولو البيت الابيض ما يكفي من الحكمة لعدم الدخول في مثل هذه البلبلة الخطيرة». وتابع ان «التصريحات المستفزة من مسؤولين اميركيين او ارسال سفينة حربية لا تساعد بأي شكل كان في تسوية المشكلة، لكن تجعل الوضع في المنطقة اكثر خطورة» مضيفا ان ايران «اعلنت مرات عدة ان الازمة السورية لا يمكن ان تحل عسكرياً (...) ولا يمكن ان تحل الا عبر وسائل سلمية والحوار».
وندّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، باستخدام أسلحة كيماوية في سورية من أي جهة كانت، داعياً إلى إجراء تحقيق جاد ونزيه حول هذه القضية. وقال المالكي في بيان صادرعن مكتبه: «تلقينا ببالغ القلق الأنباء التي تحدثت عن استشهاد عدد من المواطنين السوريين وإصابة آخرين، إننا في الوقت الذي الذي ندعو إلى إجراء تحقيق جاد ونزيه حول احتمال استخدام أسلحة كيمياوية، ندين بشدة استخدام مثل هذا السلاح من أي جهة كانت». وأمل أن «تشكل هذه المأساة دافعاً إضافياً لإيجاد حل لما يعاني منه الشعب السوري الشقيق من فجائع ومآسٍ». كما أمل بأن «لا تتحول الكوارث إلى مجرد أوراق للضغط بين القوى المتصارعة في سورية، فيما يدفع الشعب السوري ثمن ذلك باهظاً».
 
 
واشنطن تستعرض خياراتها العسكرية في سورية: صواريخ باليستية وضربات جوية
الحياة..واشنطن - جويس كرم

انقلبت الاستراتيجية الأميركية رأساً على عقب في تعاملها مع الملف السوري، بتحويله إلى أولوية في اجتماعات طارئة للرئيس الأميركي باراك أوباما مع مستشاريه أمس واتصالات مكثفة لوزير الخارجية جون كيري شملت نظيره الروسي سيرغي لافروف. في وقت تحركت وزارة الدفاع الأميركية على الأرض بإرسال سفينة بحرية رابعة إلى مياه المتوسط استعداداً لأي تحرك عسكري على شكل نموذج البلقان أي من دون تفويض من الأمم المتحدة.

وبعد ساعات من إعلان الرئيس أوباما أن أي استخدام للسلاح الكيماوي «يتخطى جوهر المصالح الأميركية»، بدأ البيت الأبيض اجتماعات لفريق الأمن القومي لبحث الملف السوري. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن أوباما التقى كبار مستشاري الأمن القومي وقيادات عسكرية، في وقت باكر السبت لبحث كيفية الرد على الاستخدام المفترض لأسلحة كيماوية في سورية، مضيفاً: «لدينا خيارات عدة مطروحة وسنتحرك بسرعة تامة كي نتخذ قرارات تتوافق مع مصالحنا القومية وتقييم ما يمكن أن يحقق أهدافنا في سورية». وتحركت وزارة الدفاع الأميركية على الفور مع إعلان مسؤولين أن البحرية الأميركية نقلت سفينة حربية رابعة إلى الجهة الشرقية من مياه المتوسط مزودة بصواريخ باليستية، إنما من دون أي أوامر لإطلاق هذه الصواريخ.

وتتناسق التحركات الأميركية مع تجربة كوسوفو، وحيث جاء تدخل حلف الشمال الأطلسي رداً على كارثة إنسانية ولإطاحة نظام سلوبودان ميلوسوفيتش. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن السلطات الأميركية قد توجه ضربات عسكرية إلى سورية من دون تفويض من الأمم المتحدة مستوحاة من الضربات الجوية التي نفذت في كوسوفو في نهاية تسعينات القرن الماضي، مشيرة إلى أن التحالفات الدولية تتشابه حالياً كون روسيا دعمت خلال نزاع كوسوفو في 1998-1999 نظام ميلوسوفيتش المتهم بارتكاب فظاعات بحق المدنيين في هذا الإقليم الصربي. وكان مستحيلاً التوصل إلى قرار يجيز اللجوء إلى القوة ضد الجمهورية اليوغوسلافية السابقة بسبب الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي. وفي آذار (مارس ) 1999 شن حلف شمال الأطلسي غارات على القوات الصربية في كوسوفو بحجة أن الفظاعات التي ارتكبتها في الإقليم تعتبر وضعاً إنسانياً طارئاً. واستمر الهجوم 78 يوماً.

وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لـ «نيويورك تايمز» طالباً عدم كشف اسمه: «سنكون ذهبنا بعيداً إذا ما قلنا إننا نبحث عن مبرر مشروع لعمل عسكري وخصوصاً أن الرئيس أوباما لم يتخذ بعد أي قرار». وأضاف: «لكن بالطبع يشكل (إقليم) كوسوفو سابقة لوضع يمكن أن يكون مشابهاً». وقال المصدر نفسه إن النقاش حول كوسوفو كان أحد المواضيع التي بحثت في شأن الملف السوري. وأوضح أن العواقب المحتملة لتوجيه ضربات في سورية على دول المنطقة مثل لبنان والأردن وتركيا أو مصر تدرس أيضاً.

وكان أوباما قال لشبكة «ٍسي أن أن» إنه يتم درس ما إذا كان تدخل عسكري أميركي ضد بلد آخر من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي سينتهك القوانين الدولية. ويعمل كيري على رص هكذا تحالف ديبلوماسياً باتصالات مكثفة في اليومين الأخيرين شملت نظرائه البريطاني والفرنسي والروسي والتركي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وكانت واشنطن انتهجت سياسة «احتواء» في تعاطيها مع الأزمة السورية في العامين الفائتين، غير أن الاتهامات باستخدام الكيماوي والتداعيات الإقليمية فرضت مراجعة الحسابات. وتشمل الخيارات العسكرية بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» ضربات على أهداف للنظام حيوية له في المعركة مثل منصات إطلاق الصواريخ والأنظمة الصاروخية التي تسهل اعتداءات الكيماوي. وشدد مسؤولون على ضرورة تحديث الخطط بسبب قيام الأسد بنقل هذه الأسلحة الكيماوية بين الحين والآخر. وفي حال قيام واشنطن بأي ضربات عسكرية فهي ستهدف برأي المسؤولين الأميركيين، للوصول إلى حل سياسي بناء على «بيان جنيف» الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية من النظام والمعارضة، كما أوصلت تجربة كوسوفو لـ «اتفاق دايتون».

 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,603,520

عدد الزوار: 7,699,597

المتواجدون الآن: 0