المعارضة تحشد في حلب مع تقدم النظام.. واشتباكات في ريف دمشق وقائد المجلس العسكري يستقيل احتجاجا على «تخاذل المجتمع الدولي»

مساع قطرية لتسوية الخلافات داخل «الحر» في إسطنبول قبيل «جنيف 2»... «الائتلاف» يرفض أي دور إيراني في «جنيف 2»

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 تشرين الثاني 2013 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2077    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«الائتلاف» يرفض أي دور إيراني في «جنيف 2»
القاهرة - محمد الشاذلي ؛ لندن - «الحياة»
مع جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة، والتي تتناول تشجيع الاطراف المختلفة على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» وانعقاد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لدرس الأزمة السورية واعلان رئيس الائتلاف أحمد الجربا رفض اي دور لايران في «جنيف 2» استمر نظام الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه «حزب الله» ومقاتلو «لواء أبو الفضل العباس»، الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات أجنبية بتشديد القبضة والحصار على ريف دمشق والقرى المحيطة بها، وشدد القصف على ضواحي حلب انطلاقاً من مدينة السفيرة التي اعاد النظام احتلالها قبل يومين، واستمر في قصف مناطق حيوية من حمص وريفها في حين أصيبت المعارضة السورية بنكسة جديدة. وأعلن العقيد عبدالجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب التابع لـ «الجيش الحر» استقالته من منصبه «احتجاجاً على «تآمر المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية والتراجع على الأرض والصراع بين أمراء الحرب».
وجدد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعوته وتشجيعه المعارضة السورية للمشاركة في «جنيف 2» ورحب في كلمة أمام الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب أمس بمشاركة «الائتلاف» ونائب الموفد الدولي - العربي ناصر القدوة.
وكان العربي تسلم من وفد «الإئتلاف» قبل الاجتماع وثيقة تتضمن لائحة مطالب المعارضة قبل إقرار الذهاب إلى «جنيف 2».
وشرح العربي موقف الجامعة وتحركاتها قائلاً إنها استجابت لطموحات الشعب السوري نحو نظام سياسي تعددي وديموقراطي مع المحافظة على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، والدعوة لحقن الدماء السورية، وأهميته تزداد يومياً، ومطالبة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته باتخاذ موقف لحقن دماء السوريين.
وقال العربي إن الجامعة تريد إطلاق عملية سياسية تفاوضية تؤدي إلى بدء مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتولى مهام المرحلة الانتقالية، والمجلس مطالب اليوم بتوفير كل الدعم للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لحثه وتشجيعه على المشاركة في مؤتمر جنيف وكذلك دعم موقفه التفاوضي المطالب بالغطاء العربي لمشاركته في الإطار المطلوب لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمي للأزمة السورية عبر المؤتمر. وأكد أن الجامعة ستستمر في بذل المساعي لتخفيف معاناة الشعب السوري داخليا وخارجيا جراء ما لحق به من قتل ودمار وتشريد.
وقال رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة وزير الخارجية الليبية محمد عبدالعزيز: «يكون لزاما على الجامعة ليس فقط متابعة التطورات ولكن أن تلعب دورا محوريا للإعداد لـ»جنيف 2». وانتهز هذه الفرصة للتعبير عن جزيل الشكر لكل الدول المستضيفة للنازحين ومنظمات الإغاثة العربية والدولية، واللفتة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين المتعلقة بالحملة الوطنية لجمع التبرعات».
ورحب وزير خارجية قطر خالد العطية بالمؤتمر مشترطا ألا يتحول إلى فرصة للنظام السوري في استمرار القتل، لكن أن يضع حدا نهائيا لهذه الأزمة. وقال «يتعين على الجامعة القيام بالتزاماتها أمام الشعب السوري وذلك عن طريق مجلس الأمن ومطالبته بإقرار وقف النار وإنشاء ممرات آمنة لإيصال المساعدات للشعب السوري».
وتحدث الجربا أمام الاجتماع، فقال إن الشعب السوري يقدر الدعم العربي ويعتبره دينا في عنقه ستحمله الأجيال لكنه استغرب أن يدعم البعض سفاحاً لا نظير له على مستوى العالم، وتساءل هل تستباح دماء السوريين؟ شارحا معاناة السوريين ومؤكداً أن لا دور لإيران في «جنيف 2». وقال «اتخذنا قرارانا بالمواجهة حتى الرمق الأخير لأن العالم وقد اختبرناه في الكيماوي ينام على سرير المصالح، والدماء تصرخ في سورية وامعتصماه». وطالب الوزراء «بدعم أكثر منكم». وقال «إذا كان المجتمع الدولي لا يستطيع فتح ممرات وانقاذ أطفال ونساء معتقلات كيف يستطيع تغيير هذا النظام».
ودعا الجربا الاجتماع إلى إعلان إيران دولة محتلة لسورية و»ميليشيا حزب الله» منظمات إرهابية ترتكب عمليات تطهير طائفي وتمارس عدواناً على دولة عربية عضو مؤسس في الجامعة، ووضع الدول الدائمة في مجلس الأمن أمام مسؤولياتها كون سورية عضو في الأمم المتحدة. وشدد على ان المعارضة لن تحضر محادثات السلام المقترحة في جنيف ما لم يكن هناك اطار زمني واضح لرحيل الرئيس الاسد.
وقال: «أطالبكم بقرار واضح بمد الشعب السوري بالسلاح إلى آن يتم الانتهاء من الإعداد لجنيف 2 وسنقدم ضمانات بأن هذا السلاح لن يصل للأيدي الخطأ».
ولم يحدد الجربا شروط الاشتراك في «جنيف 2»، لكنه تحدث عن ضمانات وإطار زمني محدد، ومشاركة موحدة للمعارضة، وأن ينتهي المؤتمر بنقل كامل للسلطة.
وسيقرر الائتلاف موقفه من المشاركة في المؤتمر في اجتماع الهيئة العامة لـ «الائتلاف» في اسطنبول يومي 9 و10 من الشهر الجاري.
وشارك في اجتماع مجلس الجامعة وزراء خارجية مصر والأردن والعراق والسودان وعمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وتونس. واقتصر تمثيل الإمارات، والبحرين على وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومثل السعودية نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، واقتصر التمثيل لدى بقية الدول على مندوبيها الدائمين لدى الجامعة.
في موازاة ذلك، أعاد العكيدي، أحد أبرز القادة العسكريين في الجيش الحر، اسباب استقالته الى «تعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور (...) ما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط السفيرة».
وحدد أسباب تنحيه بثلاثة تُختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الأرض بين من أسماهم «أمراء الحرب».
وشن حملة على المعارضة قائلاً «أما أنتم الذين نصّبتم أنفسكم أولياء على هذا الشعب ممن تسمون أنفسكم مجازاً المعارضة (...) نقول هنيئاً لكم فنادقكم ومناصبكم، والله إنكم بالكاد تمثلون أنفسكم، فما كان منكم إلا التهاون بالدماء وعدم الارتقاء إلى مستوى المسؤولية: شتات ووهن واستكانة ولهث وراء المناصب تنفيذاً للأجندات وشراء للولاءات».
وخص قادة المعارضة المقيمين خارج سورية بالقول «أدرتم ظهوركم الى الداخل وانسلختم عنه في شكل كامل، فأنتم في واد والشعب في واد» ولم ينس «بعض قادة الألوية والفصائل» ممن أسماهم «أمراء الحرب الذين توجوا أنفسهم ملوكاً وأمراء على عروش وكيانات واهية»، وقال لهم «كفاكم تناحراً وتسابقاً على الزعامة والإمارة وحرصاً على الشهرة والتصوير ولهثاً وراء سراب الخارج وأجنداته واجتماعاته الواهنة التي لا تسمن ولا تغني من جوع».
وحيا في المقابل «الثوار المجاهدين الأبطال» الذين «سطروا أروع ملاحم البطولة والإباء بعيداً من الظهور والرياء»، معتبراً أن الأمل في الثورة معقود عليهم. وقال إنه يستقيل لإفساح المجال «لتولي دماء جديدة تضفي على المجلس نشاطاً وحيوية جديدة»، وإنه سيتابع «واجبي الثوري في باقي الميادين».
ميدانيا، استمرت لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات العنيفة جنوب دمشق بين القوات النظامية مدعومة من مقاتلين شيعة عراقيين ومن «حزب الله» ومجموعات من المعارضة المسلحة، تترافق مع قصف من قوات النظام لأحياء في جنوب العاصمة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأطلق مقاتلو المعارضة عدداً من قذائف الهاون على أحياء في وسط دمشق لم تؤدِّ إلى وقوع إصابات.
وقال المرصد «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر قوات جيش الدفاع الوطني و حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات أجنبية (معظمهم عراقيون) من جهة ومقاتلي الكتيبة الخضراء التي تعرف باسم كتيبة «الاستشهاديين» وكتائب أخرى مقاتلة من جهة أخرى في بلدة السبينة» جنوب دمشق. وأشار المرصد إلى وقوع «خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، مشيراً إلى «تنفيذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على مناطق في السبينة ومحور بلدة حجيرة».
 
اجتماع وزراء الخارجية العرب يؤكد ضرورة مشاركة المعارضة في «جنيف 2»
الحياة...القاهرة - محمد الشاذلي
عقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعاً غير عادي في مقر الجامعة أمس برئاسة وزير خارجية ليبيا محمد عبدالعزيز، خُصص لمناقشة بند واحد هو تطورات الأزمة السورية وفرص مشاركة المعارضة في مؤتمر «جنيف 2». واستمع الوزراء إلى تقارير من الأمين العام للجامعة نبيل العربي ورئيس الدورة فيما تحدث رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أمام الوزراء. ودعم الاجتماع ضرورة مشاركة المعارضة في «جنيف 2» الذي لم يتحدد موعده بعد، وشددوا على أن لا حل عسكرياً للأزمة السورية داعين إلى عمل كل ما من شأنه التوصل إلى حل سياسي ومساندة الشعب السوري ودعوة دول الجوار إلى إغاثة النازحين بكل الوسائل الممكنة.
ويحدد الائتلاف موقفه من المشاركة في «جنيف 2» في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف في اسطنبول يومي 9 و10 من الشهر الجاري.
وسبقت الاجتماع الوزاري، الذي التأم في وقت متأخر مساء أمس، مشاورات عدة حيث التقى العربي مع عبدالعزيز ووزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار كلاً على حدة، بهدف التنسيق في شأن المواقف المنتظر اتخاذها في الاجتماع.
وكان العربي التقى مساء السبت الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي عضو اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية التابعة لمجلس الجامعة، كما التقى وفداً من المعارضة السورية برئاسة الجربا وعضوية القياديين في الائتلاف ميشيل كيلو وهيثم المالح وبرهان غليون.
وفصل القيادي والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون عن المعوقات التي تؤجل حتى الآن قرار المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، وقال «نحن أمام معادلة صعبة ومقترح علينا أن نخوض في مفاوضات في مؤتمر غير واضح الهوية ويمكن أن يفسر بأشكال شتى ومن دون ضمانات بأنه سيفضي إلى نتيجة».
وقال غليون أمس، في جلسة بحثية في مجلة «الديموقراطية» التي تصدرها «مؤسسة الأهرام»، إن سورية من الممكن أن تصبح اليوم بؤرة لزعزعة الاستقرار في كل الدول العربية، مشيراً إلى معارك عدة على رأسها المعركة السورية - السورية، ومعركة إقليمية للقوى التي تريد الحفاظ على مواقعها، ثم معركة دولية على سورية.
وقال نحن في معركة متعددة الأبعاد والجوانب واستطاع السوريون الصمود على رغم ذلك. ودعا غليون إلى الاعتراف بأن الحسم العسكري صار أصعب، حيث نجح النظام في أن يحشر الإرهاب كورقة في الصراع، سواء كان هو مموله أو من فتح له الباب، لكي ينفي عن الثورة شعبيتها، إنما هي مؤامرة كونية.
وعن موقفه الشخصي من «جنيف 2» تساءل غليون هل يمكن أن تستفيد الثورة من «جنيف 2»؟، وأعرب عن اعتقاده بأن «جنيف 2» يعني المعارضة أكثر من النظام، لأن النظام مستمر في القتل اليومي، ونحن معنيون بوقف العنف والدمار وبحل سياسي لهذه الأزمة. وشدد على أنه ليس لـ «جنيف 2» أي قيمة إلا إذا تحول إلى مؤتمر جدي يؤدي إلى حل سياسي. وقال إذا كنا سنذهب لإعطاء المجتمع الدولي مبرراً لاستقالته، أو للنظام فرصة للقتل، فإننا لن نذهب. وأكد أن المعارضة ستذهب إلى «جنيف 2» إذا كان سيؤدي إلى الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي لا يميز بين السوريين. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا هو التحدي الذي يواجه المعارضة، أن نستفيد من «جنيف 2» في موازاة العمل القتالي الذي قدم فيه الشعب السوري تضحيات جسيمة. وقال نوافق على «جنيف 2» إذا كان مساراً يخفف من الضحايا ويسرع لإخراج سورية إلى الحل السياسي.
 
العكيدي يستقيل احتجاجاً على «التآمر» و«التشرذم» والصراعات بين «أمراء الحرب»
بيروت، لندن، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أصيبت المعارضة السورية بنكسة جديدة عشية الجهود الدولية لدفعها والنظام إلى حضور «جنيف - 2» قبل نهاية السنة. وأعلن العقيد عبدالجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب التابع لـ «الجيش الحر» استقالته من منصبه احتجاجاً على «تآمر» المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية و «التراجع على الأرض» والصراع بين «أمراء الحرب».
وقال العكيدي، أحد أبرز القادة العسكريين في الجيش الحر: «نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور (...) ما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة» شرق حلب، فإنني أعلن تنحيي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب».
وذكر أن أسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الأرض بين من أسماهم «أمراء الحرب».
وقال في شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» على الإنترنت: «أسقطت هذه الثورة المباركة آخر الأقنعة عن وجه المجتمع الدولي فأسفر عن دمامة وجهه وقباحة قيمه ومدى تآمره على هذا الشعب وهذه الثورة».
وتابع: «أما أنتم الذين نصّبتم أنفسكم أولياء على هذا الشعب ممن تسمون أنفسكم مجازاً المعارضة (...) فنقول لكم هنيئاً لكم فنادقكم ومناصبكم، والله إنكم بالكاد تمثلون أنفسكم، فما كان منكم إلا التهاون بالدماء وعدم الارتقاء إلى مستوى المسؤولية: شتات ووهن واستكانة ولهث وراء المناصب تنفيذاً للأجندات وشراء للولاءات».
وقال العكيدي متوجهاً إلى قادة المعارضة المقيمين خارج سورية: «أدرتم ظهوركم للداخل وانسلختم عنه في شكل كامل، فأنتم في واد والشعب في واد».
وتوجه إلى «بعض قادة الألوية والفصائل» ممن أسماهم «أمراء الحرب الذين توجوا أنفسهم ملوكاً وأمراء على عروش وكيانات واهية»، وقال لهم: «كفاكم تناحراً وتسابقاً على الزعامة والإمارة وحرصاً على الشهرة والتصوير ولهثاً وراء سراب الخارج وأجنداته واجتماعاته الواهنة التي لا تسمن ولا تغني من جوع».
وحيا العكيدي في المقابل من وصفهم بـ «الثوار المجاهدين الأبطال» الذين «سطروا أروع ملاحم البطولة والإباء بعيداً من الظهور والرياء»، معتبراً أن الأمل في «الثورة» معقود عليهم. وقال إنه يستقيل لإفساح المجال «لتولي دماء جديدة تضفي على المجلس نشاطاً وحيوية جديدة»، وإنه سيتابع «واجبي الثوري في باقي الميادين».
وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من سقوط مدينة السفيرة التي بقيت تحت سيطرة الجيش الحر لأكثر من سنة، في أيدي القوات النظامية.
والسفيرة مدينة استراتيجية تقع على الطريق الرئيسي المؤدي من وسط البلاد إلى مدينة حلب، وتقع على أطرافها معامل الدفاع التابعة لوزارة الدفاع التي تنتج الأسلحة وكل أنواع السلع الأخرى. ومن شأن سقوطها في أيدي قوات النظام أن يريح هذا الأخير تماماً لجهة نقل الإمدادات إلى قواته في المدينة التي يحتل مقاتلو المعارضة أجزاء واسعة منها.
وقال ناشط في حلب يقدم نفسه باسم محمد وسام رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»: «إن هناك خوفاً على مدينة حلب» بعد سقوط السفيرة. وأضاف محمد من مركز حلب الإعلامي عبر سكايب: «هذا يعني أن الطريق إلى حلب من جهة الشرق بات مفتوحاً»، ومشيراً إلى أن السفيرة كانت المعبر أيضاً إلى محافظة الرقة في شمال البلاد التي تسيطر المعارضة المسلحة على أجزاء واسعة منها.
ورأى محمد أن استقالة العكيدي سببها أنه «لم يعد يملك السلطة والكلمة لتسيير الأمور في حلب بسبب كثرة الفصائل والأجندات على الساحة العسكرية».
وزاد: «أنه من الشخصيات المعتبرة في حلب، والناس سيرفضون بالتأكيد هذه الاستقالة».
وكان العكيدي كتب على صفحته الرسمية على «فايسبوك» الجمعة «السفيرة لم تسقط من قلة الذخيرة، فليشهد الله أننا وضعنا كل إمكانية المجلس تحت غرفة عمليات السفيرة. جبهة السفيرة كانت في حاجة إلى رجال يرابطون ولكن ألوية الجيش الحر وغيرها تخاذلت».
وانشق العكيدي عن الجيش السوري النظامي في 19 أيار (مايو) 2012، وقاد معركة حلب التي فتحت في 20 تموز (يوليو) 2012، وسيطر الجيش الحر خلالها في غضون وقت قصير جداً على عدد كبير من أحياء المدينة.
وتولى بعد ذلك قيادة المجلس العسكري في المحافظة. وأعلن العكيدي في حزيران (يونيو) استقالته من مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان في الجيش الحر الذي يرأسه اللواء سليم إدريس، معللاً ذلك بـ «التصرفات الصبيانية لبعض أعضاء مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الأركان وانشغالهم فقط بالثرثرة والمناصب والسفر»، ما أدى إلى «سقوط هذا المجلس في نظر غالبية الثوار»، وفق تعبيره.
واستمرت لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات العنيفة جنوب دمشق بين القوات النظامية مدعومة من مقاتلين شيعة عراقيين ومن «حزب الله» اللبناني ومجموعات من المعارضة المسلحة، تترافق مع قصف من قوات النظام لأحياء في جنوب العاصمة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأطلق مقاتلو المعارضة عدداً من قذائف الهاون على أحياء في وسط دمشق لم تؤدِّ إلى وقوع إصابات.
وقال المرصد السوري في بريد إلكتروني: «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر قوات جيش الدفاع الوطني و «حزب الله» اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات أجنبية (معظمهم عراقيون) من جهة ومقاتلي الكتيبة الخضراء التي تعرف باسم كتيبة «الاستشهاديين» وكتائب أخرى مقاتلة من جهة أخرى في بلدة السبينة» جنوب دمشق.
وأشار المرصد إلى وقوع «خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، مشيراً إلى «تنفيذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على مناطق في السبينة ومحور بلدة حجيرة».
وكان أفاد في وقت سابق عن قصف على مدينة معضمية الشام جنوب غربي العاصمة.
وكان قتل السبت 11 مقاتلاً معارضاً في اشتباكات في الغوطة الشرقية والسبينة. كما قتل سبعة مدنيين، هم: رجلان وثلاث نساء وطفلان في السبينة، وعدد لم يحدد من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها.
في الوقت نفسه، تتعرض منطقة الحجر الأسود وحي العسالي في جنوب العاصمة لقصف من قوات النظام. وأشار المرصد إلى «اشتباكات عنيفة» على أطراف الحجر الأسود وأطراف حي برزة في الشمال.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني أن هناك «محاولة جديدة لقوات النظام لاقتحام» الحجر الأسود.
وأفاد المرصد السوري منذ الجمعة عن «حملة للقوات النظامية ضد معاقل المعارضة في جنوب دمشق وريفها الجنوبي»، مشيراً إلى أن قوات النظام تقدمت في السبينة، وتحاول فرض «فكي كماشة» للفصل بين الأحياء الجنوبية لدمشق والريف الجنوبي حيث معاقل أساسية لمقاتلي المعارضة.
كما تضم الأحياء الواقعة على الأطراف الشرقية والشمالية لدمشق، جيوباً لمقاتلي المعارضة يحاول النظام استعادتها منذ فترة. وقد حقق تقدماً طفيفاً السبت في برزة.
في المقابل، سقطت قذيفة هاون في ساحة التحرير في منطقة القصاع وأخرى على منطقة المزرعة في وسط دمشق من دون أن تؤديا إلى وقوع إصابات، وفق المرصد.
ولقي ستة أشخاص حتفهم وجرح العشرات في قصف صاروخي هو الأول من نوعه على مدينة الباب شرق حلب الأحد، وذلك عقب سيطرة قوات النظام السوري على قرية العزيزية شمال مدينة السفيرة بريف حلب، فيما تحتدم المعارك في ريف حماة، ويتواصل القصف والاشتباكات على محاور عدة أخرى.
 
2.2  بليون دولار خسائر الصناعة
دمشق - أ ف ب
أعلن وزير الصناعة السوري كمال الدين طعمة أن خسائر الصناعة بلغت نتيجة 31 شهراً من النزاع، 2.2 بليون دولار.
وقال الوزير لصحيفة «الوطن» بعد اجتماع مع مديري المؤسسات والشركات التابعة للوزارة، إن «قيمة الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاعين العام والخاص (الصناعيين) منذ بداية الأزمة وحتى الشهر الماضي تشرين الأول (أكتوبر) بلغت وفق البيانات، المتوافرة 336 بليون ليرة (2.2 بليون دولار)».
وأوضح أن «أضرار القطاع الخاص بلغت حوالى 230 بليون ليرة، وأضرار القطاع العام حوالى 106 بلايين ليرة (68,5 في المئة من الإجمالي)».
وأوضح الوزير أن هذا الرقم «غير نهائي ويمكن أن يزيد بسبب عدم القدرة على الوصول إلى بعض الشركات والمنشآت بسبب وجود «العصابات الإرهابية» فيها أو في محيطها أو على طريقها وتقدير الأضرار في شكل واقعي، إلى جانب حساب بعض الأضرار في شركات القطاع العام حسب القيمة الدفترية بينما القيمة الفعلية تتجاوز ذلك بكثير».
وكلما مر الوقت على النزاع، كلما تكشف حجم الأضرار الاقتصادية التي لحقت بسورية حيث أوقع النزاع أيضاً أكثر من 120 ألف قتيل.
وكانت وزارة الصناعة السورية قدرت «قيمة الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بمؤسساتها وشركاتها والجهات التابعة لها» أي القطاع العام فقط في أيلول (سبتمبر) الماضي، بحوالى مئة بليون ليرة (500 مليون دولار)، وفق مصدر رسمي.
ويسوء الوضع شهراً بعد شهر حيث فقد الكثيرون وظائفهم، خصوصاً في المناطق التي شهدت أعمال عنف.
كما ساهمت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والبلاد العربية والاتحاد الأوروبي للضغط على النظام، في التأثير سلباً في مستوى معيشة السوريين.
وأعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في الثاني من تشرين الأول أن تقديراً أولياً للأضرار الناتجة عن النزاع السوري يصل إلى حوالى 16.5 بليون دولار في منشآت القطاعين العام والخاص.
 
الجيش السوري وحلفاؤه يتقدمون في جنوب دمشق
عمان - رويترز
قال نشطاء ان الجيش السوري ومقاتلين شيعة هاجموا مناطق يسيطر عليها المقاتلون السنة في جنوب دمشق في هجوم يهدف الى كسر شوكة المعارضين للرئيس بشار الاسد حول العاصمة.
واضافت المصادر ان ميليشيا تتألف من عناصر من ايران والعراق وحزب الله اللبناني اجتاحت ضاحيتين جنوبيتين الشهر الماضي تتطلع الى تعزيز تقدمها بالسيطرة على احياء قريبة من قلب دمشق من يد قوات المعارضة.
وانضم مقاتلون من جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطين بالقاعدة ويتألفان بشكل كبير من جهاديين اجانب الى الكتائب الاسلامية ووحدات الجيش السوري الحر في اماكن القتال القريبة من حي الحجر الاسود.
واغلب سكان الحجر الاسود من اللاجئين من مرتفعات الجولان المحتلة. وهو احد الاحياء في سلسلة من الاحياء السنية على مشارف دمشق والتي تمثل خط الجبهة في الانتفاضة ضد الاسد.
وقال الناشط رامي السيد من حي الحجر الاسود ان القصف كان الاعنف منذ اندلاع الانتفاضة في مارس اذار 2011.
واضاف "تعرضنا لقصف بالمورتر والدبابات والمدفعية والصواريخ. المدنيون الذين يحاولون العثور على سبيل للهرب ليسوا بمنأى. على مدى الايام القليلة الماضية استقبلت المستشفيات الميدانية اكثر من 150 جريحا اغلبهم من المدنيين."
وقال نشطاء ان القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على الحجر الاسود اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 مدنيا خلال الايام الثلاثة الاخيرة. كما قتل عشرة من مقاتلي المعارضة.
ولا يوجد رقم محدد لعدد الضحايا من الجانب الاخر لكن مصادر بالمعارضة قالت ان ما يصل الى 30 مقاتلا شيعيا اجنبيا قتلوا واصيبوا في كمين نصبه اسلاميون مرتبطون بالقاعدة الاسبوع الماضي.
ووردت تقارير عن اندلاع قتال عنيف في حي السبينة المجاور الواقع على الطريق السريع الجنوبي بين دمشق ودرعا وكذلك في حي الهجيرة القريب.
وجاء في بيان صادر عن الهيئة العامة للثورة السورية ان سقوط الضحايا يتوالى في الحجر الاسود "على وقع قصف مستمر منذ أربعة أيام على المنطقة بالمدفعية الثقيلة".
واضاف البيان ان طفلا يبلغ من العمر اربع سنوات توفي اليوم الاحد جراء سوء التغذية الناجم عن الحصار المفروض على المنطقة وهو ما اودى ايضا بارواح العديد من الاطفال. ولا يمكن التحقق من تلك الوفيات بشكل مستقل.
ولم يصدر على الفور أي تعليق من السلطات السورية. وذكرت وسائل اعلام رسمية في وقت سابق ان قوات الاسد تحارب "ارهابيين" من تنظيم القاعدة في المنطقة.
وقال دبلوماسي يقيم في الشرق الاوسط في اعقاب اندلاع القتال ان قوات الاسد تحاول ان "تقضم ببطء" منطقة تلو الاخرى في الحجر الاسود والاحياء المجاورة.
واضاف "ضحايا مثل هذا النوع من الحروب يكونون في الاغلب من المدنيين. تتكتل الميليشيا للاستيلاء على منطقة محددة بعد ان تكون قد دمرت بشكل كبير بفعل القصف. يلتقطون الانفاس ثم ينتقلون الى المنطقة التالية."
وقال نشطاء ان لقطات فيديو عثر عليها في هواتف مقاتلين شيعة قتلى ينتمون الى لواء ابو الفضل العباس العراقي تظهر ما يفترض انهم رجال ميليشيا يتحدثون بلكنة عراقية وهو يطلقون قذائف مورتر ورصاص مدافع رشاشة على جنوب دمشق وهم يرددون شعارات شيعية.
واظهرت لقطات أخرى مقاتلا عراقيا وهو يوزع الحلوى على رفاقه خلال عيد الاضحى الشهر الماضي في حي الذيابية السني الذي تم الاستيلاء عليه. ولم يتسن التحقق من صحة لقطات الفيديو من مصادر مستقلة.
وسقط خلال الانتفاضة المستمرة منذ عامين ونصف اكثر من 100 الف شخص واجبر الملايين على ترك منازلهم والعيش في مخيمات للاجئين في دول مجاورة.
 
قتلى بانفجار سيارة مفخخة في يبرود
الرأي.. دمشق - وكالات - قتل عدة اشخاص وأصيب آخرون جراء انفجار سيارة في مدينة يبرود في ريف دمشق.
وفيما اشارت لجان التنسيق المحلية الى مقتل سبعة اشخاص هم لؤي زهرة، ودانيا الرفاقي، وماجد حلاق، ومصطفى منعم، واسماعيل برادين وأنس كوكش، ومحمود باكير، جراء انفجار سيارة مفخخة في منطقة القاعة السكنية مقابل المركز الثقافي الجديد وسط يبرود، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في الشرطة أن الانفجار وقع بمسلحين اثناء اعدادهم سيارة مفخخة، وأدى الى سقوط عشرة مسلحين قتلى واصابة عدد اخر، والحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المحال التجارية والمباني السكنية المجاورة.
وفي جنوب دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على اطراف حي الحجر الأسود، كما تعرضت احياء مخيم اليرموك الى قصف عنيف بقذائف الهاون.
وقال مراسل قناة «روسيا اليوم» ان اشتباكات دارت منذ اول من امس في حي برزة في العاصمة، ووصفها الأهالي بأنها الأعنف خلال شهور، وتشمل الاشتباكات أيضا جوبر وعربين وزملكا، اضافة الى السبينة.
وقصف الطيران الحربي السوري بالبراميل المتفجرة بلدة عطشان في ريف حماة.
وفي حلب، نقلت قناة «روسيا اليوم» عن مصادر عسكرية سورية قولها ان الجيش النظامي السوري استطاع السيطرة على بلدة العزيزية التي تقع الى الشمال من بلدة السفيرة التي كان سيطر عليها قبل أيام.
واشار مراسل القناة في المنطقة أن الجيش النظامي يسعى للسيطرة على بلدات تل حاصل وتل عرن في عمليات اشتباك وعمليات انزال، بالاضافة الى عمليات في عفرين والريف الشمالي لحلب.
اعتبر أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من المرحلة الانتقالية
دمشق: تصريحات كيري تفشل «جنيف - 2»
 دمشق - ا ف ب - اعتبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية اليوم الاحد ان تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري التي قال فيها ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يكون جزءا من المرحلة الانتقالية في سورية، «من شأنها افشال مؤتمر جنيف - 2 قبل انعقاده».
ونقلت وكالة «سانا» الرسمية السورية عن المصدر قوله: «يواصل جون كيري وزير الخارجية الاميركي الادلاء بتصريحات من شأنها افشال مؤتمر جنيف قبل انعقاده، وهي تدخل سافر بالشؤون السورية واعتداء على حق الشعب السوري في تحديد مستقبله». واضاف المصدر «اذا كانت الولايات المتحدة صادقة بالتعاون مع روسيا الاتحادية في رعاية مؤتمر جنيف، فان على كيري ان يفهم ان الشعب السوري وحده صاحب الحق في اختيار قيادته ومستقبله السياسي دون أي تدخل خارجي».
وقال كيري في مستهل جولة في المنطقة بدأها من القاهرة وتناول خلالها الوضع السوري «اننا جميعا نشترك في الهدف وهو (..) تشكيل حكومة انتقالية يمكنها ان تعطي شعب سورية الفرصة لاختيار مستقبله».
وتابع «اننا كذلك نعتقد ان الاسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن ان يكون جزءا من ذلك.. لا احد لديه اجابة على السؤال كيف يمكن انهاء الحرب طالما ان الاسد موجود هناك».
وزيرة سورية: مقاتلون من باكستان جلبوا معهم فيروس شلل الأطفال
دمشق - أ ب - اتهمت وزيرة الشؤون الاجتماعية السورية كنده الشامات مقاتلين اجانب من باكستان ينتمون الى «القاعدة» بالمسؤولية عن انتشار مرض شلل الاطفال في بعض مناطق البلاد.
وقالت الشامات لوكالة «اسوشيتدبرس» ان مقاتلين من باكستان «جلبوا الفيروس معهم». الا انها لم تقدم اي دليل.
وباكستان هي واحدة من ثلاث دول في العالم ينتشر فيها وباء شلل الاطفال.
 
 مساع قطرية لتسوية الخلافات داخل «الحر» في إسطنبول قبيل «جنيف 2» والعطية يلتقي أبرز القادة الميدانيين.. ودعوات لحل قيادته وإيجاد بديل لـ«الائتلاف» السوري

جريدة الشرق الاوسط.. إسطنبول: وائل عصام بيروت: ثائر عباس ... على مدى يومين التقى وزير الخارجية القطري خالد العطية أبرز قيادات «الكتائب الإسلامية» في الجيش السوري الحر المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد في سلسلة اجتماعات بمدينة إسطنبول، هدفت لبلورة موقف موحد للكتائب الإسلامية بخصوص العلاقة مع الائتلاف السوري المعارض وهيئة أركان الجيش السوري الحر (المرتبطة بالائتلاف) ومؤتمر «جنيف2» للسلام الخاص بسوريا المزمع عقده خلال أسابيع.
لكن اجتماعات تلك الكتائب انتهت من دون اتفاق واضح على توحيد جهودها في إطار تنظيمي موحد تردد أنه سيحمل اسم «جيش محمد» بهدف الخروج عن مظلة «هيئة الأركان» وانتزاع جزء من تمثيل «العسكر» في الائتلاف الوطني السوري قبل أيام من اجتماع موسع للائتلاف سيعقد في إسطنبول للبحث في موضوع مشاركة المعارضة في مؤتمر «جنيف2» الذي تسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى عقده نهاية الشهر الحالي.
وأوضحت مصادر سورية معارضة أن اجتماعات الكتائب الإسلامية مع وزير الخارجية القطري لم تصل إلى «وعود حاسمة» بدعم قطري سياسي ومالي لهذه الخطوة، رغم ما نقل عن العطية من تأييده «إعادة النظر» في تركيبة الأركان، مما يؤشر إلى ميل قطري في هذا الاتجاه، وهو ما أكدته مصادر في المعارضة، مشددة على أن «الغطاء القطري كان واضحا».
وقالت المصادر إن الوزير القطري أجرى مجموعة لقاءات مع قيادات الكتائب الإسلامية، لم تحضره لا «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش» ولا «جبهة النصرة»، التنظيمان المعروفان بقربهما من «القاعدة». كما التقى المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» رياض الشقفة مبديا أمامه «الرغبة في مزيد من التعاون»، كما قال مصدر في «الإخوان» لـ«الشرق الأوسط».
وغادر الوزير القطري إسطنبول أمس من دون أن تسفر الاجتماعات عن نتائج محددة، في ظل تمسك الكتائب الإسلامية بحصة «القرار» في الائتلاف والأركان، وصولا إلى الدعوة إلى قيام «دولة الخلافة» كما ذكر مصدر معارض سوري، مشيرا إلى أن العطية قال إن قطر تدعم الإسلاميين «لكن ليس إلى هذا الحد».
والاجتماع لم يكن تقليديا، فمن النادر اجتماع أبرز القادة العسكريين للثورة السورية من دمشق وحلب وإدلب واللاذقية وحمص وحماه؛ إذ شارك في الاجتماع زهران علوش، قائد «لواء الإسلام» في ريف دمشق، وأبو طلحة، القائد العسكري لـ«أحرار الشام»، أحد أكبر فصائل المعارضة. كما ضم الاجتماع عبد القادر الصالح، القائد العسكري لـ«لواء التوحيد» الفصيل الأقوى في حلب. كذلك شارك في المداولات عيسى الشيخ قائد ألوية «صقور الشام»، وقيادات لعشرين فصيلا مسلحا أخرى مثل «كتائب شهداء سوريا» و«أحفاد الرسول» و«أنصار الشام». وكان الغائب الأكبر هو فصيل «الفاروق» الذي ينشط في حمص.
ودعا الوزير القطري خلال سلسلة الاجتماعات، التي حضرت «الشرق الأوسط» جزءا منها، إلى الخروج بموقف أكثر اعتدالا لتلك الفصائل قبل عقد مؤتمر «جنيف2».
وكانت هذه الفصائل التي تنتمي للتيار السلفي الجهادي عقدت اجتماعا أيضا قبل أيام في مدينة أنطاكيا التركية وأصدرت بيانا أعلنت فيه رفضها «جنيف2»؛ بل وعدّته «مؤامرة ضد الشعب السوري».
وقالت مصادر مقربة من هذه الفصائل لـ«الشرق الأوسط» إنها رفضت التراجع عن موقفها المعترض على عقد «جنيف2»، وأي قرارات تصدر عنه، في موقف قد يعطل تنفيذ أي قرار دولي.
وتمثل الفصائل الرافضة لـ«جنيف2» غالبية الحركة المسلحة المعارضة في سوريا، وهي تملك على الأرض القرار الفعلي في «المناطق المحررة».
وتقول المصادر المقربة للتيارات المعارضة في المناطق السورية المحررة لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن لأي هيئة سياسية فرض اتفاق لوقف إطلاق النار في ريف دمشق، من دون موافقة الفصيل التابع لزهران علوش قائد (لواء الإسلام)»، ولا يمكنها فرض أي قرار في حلب دون التنسيق مع عبد القادر صالح قائد «لواء التوحيد». وكذلك الأمر بالنسبة لأبو طلحة وعيسى الشيخ قائدا «أحرار الشام» و«صقور الشام» الفصيلين الأقوى في ريف إدلب والرقة وريف حماه.
ولعل نفوذ وقوة وتماسك هذه الفصائل على الأرض دفعها من قبل لإعلان رفضها هيئة أركان الجيش السوري الحر بقيادة اللواء سليم إدريس. كما أن تلك الفصائل الإسلامية المسلحة اتخذت في اجتماعها الذي عقد بأنطاكيا قبل أيام قرارا بإنشاء هيئة عسكرية منفصلة عن هيئة الأركان المعارضة، تتولى بمفردها التنسيق مع الجهات الداعمة للثورة السورية.
وحسب تلك المصادر، فإن «جهودا تبذل لرأب الصدع بين رئاسة الأركان والفصائل المسلحة، برعاية القطريين والأتراك، ومن المتوقع عقد اجتماع آخر بينهم خلال الأسبوع المقبل».
ويتحدث قادة هذه الفصائل عن رغبتهم في اتخاذ قرارات بالغة الحساسية تركز على العملية السياسية تتمثل في «تشكيل هيئة سياسية بديلا للائتلاف السوري الموحد». ورغم أن هذا الخيار لا يبدو سهل التحقيق الآن، فإن أبو طلحة، القائد العسكري لـ«أحرار الشام» يصر على رفض الائتلاف ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الائتلاف لا يمثل إلا نفسه».
وأمام هذه المواقف المتصلبة من قادة العمل المسلح في المعارضة السورية، تبدو فرص الوصول إلى تمثيل حقيقي للمعارضة المسلحة في أي اتفاق سلمي ضئيلة للغاية.
لذلك ستعقد في الأيام القليلة المقبلة في تركيا عدة اجتماعات تهدف من خلالها الدول الداعمة للفصائل المسلحة، خصوصا قطر وتركيا، إلى تكثيف جهودها للحصول على مواقف أكثر مرونة من قادة المعارضة المسلحة قبل عقد مؤتمر «جنيف2».
وكشف ضابط قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعات صاخبة سبقت حضور العطية؛ حيث هددت هذه الألوية الإسلامية بشن حرب على الجيش الحر والأركان إذا لم تلبَّ طلباتها بأن تشكل قيادة جديدة كما يحلو لها»، لكنه أضاف أن «لهجة هؤلاء ونبرة مطالبهم ارتفعت مع وجود وزير الخارجية القطري». وأكد أن «وزير الخارجية القطري طرح تفعيل (الأركان) لكن الفصائل الإسلامية التقطت الإشارة لترفع سقف مطالبها إلى أعلى درجة؛ حيث إنهم يريدون السيطرة على (الأركان) والائتلاف معا مطالبين بحل رئاسة الأركان وكل الهيئات التابعة لها»، لافتا إلى أن هؤلاء الإسلاميين الذين يحظون بدعم قطري «يطالبون بإعادة تشكيل هيئة الأركان برعاية سياسية جديدة هم من يحددها». وأوضح أن «ضباط الأركان المشاركين في الاجتماع رفضوا ذلك تماما وقدموا حلا يقوم على استيعاب هذه الكتائب الإسلامية بشكل أكبر وإعادة هيكلة الأركان»، لكنه أكد أن هؤلاء بدوا «مصممين على الحصول على كل شيء، مهددين بأنهم الأقوى على الأرض ويمكنهم القيام بما يحلو لهم»، مشيرا إلى أنهم «سبق أن وجهوا قبل أيام تهديدا غير مباشر إلى اللواء سليم إدريس للاستقالة وحل الأركان وعدم الوقوف في وجههم».
ويمثل اجتماع الوزير القطري عودة قوية للدور القطري في ملف الفصائل المسلحة بسوريا بعد غياب في الأشهر الماضية، خصوصا أن معظم الفصائل المشاركة تعدّ مقربة من قطر أكثر من غيرها من الدول الداعمة.
 
المعارضة تحشد في حلب مع تقدم النظام.. واشتباكات في ريف دمشق وقائد المجلس العسكري يستقيل احتجاجا على «تخاذل المجتمع الدولي»

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: نذير رضا .. قلل ناشطون سوريون من أهمية التقدم الذي حققته القوات النظامية في حلب في السفيرة وقرية العزيزة، مؤكدة أن التقدم جاء على خلفية انسحاب الجيش السوري الحر من المنطقة بفعل القصف. وأكدت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، بدأ من ليل السبت/ الأحد بإرسال تعزيزات إلى المنطقة لمؤازرة مقاتلي جبهة النصرة جنوب غربي السفيرة. في موازاة ذلك، أعلن رئيس المجلس العسكري الثوري في حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، استقالته من المجلس «احتجاجا على تخاذل المجتمع الدولي وتخليه عن الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية».
وأعلن ناشطون سوريون، أمس، أن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد واصلت تقدمها في ريف حلب الشرقي، حيث سيطرت على قرية العزيزة المتاخمة للسفيرة. وكان مقاتلو المعارضة السورية، أعلنوا انسحابهم يوم الجمعة الماضي من كامل مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع، بعد مواجهات عنيفة استمرت 27 يوما مع الجيش النظامي.
وأوضح عضو المجلس الأعلى في قيادة الثورة ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط» أن استعادة القوات النظامية سيطرتها على السفيرة، «جاءت على خلفية انسحاب الجيش السوري الحر منها من غير تنسيق»، مشيرا إلى أن الانسحاب «وقع تحت ضغط القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة، قبل دفع القوات النظامية بتعزيزات لاقتحامها». ولفت إلى أن القوات الحكومية «بدأت بتمشيط المنطقة، مواصلة التقدم نحو قرية صغيرة تدعى العزيزة».
وقال النجار إن قرية العزيزة «تقع على ممر إمداد نظامي، حيث أرادت القوات النظامية تمرير رتلها العسكري منها، وهو عبارة عن إمدادات عسكرية، بما يوحي بأن النظام يخطط لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة». وأشار إلى أن «رتلا كبيرا قادما من حماه باتجاه معامل الدفاع، ويضم 900 جندي و200 مدرعة وناقلة جند وعربات (بي إم بي)»، مؤكدا أن قوات المعارضة «استهدفت جانبا منه، ودمرت بعض العربات». وأوضح أن «النقص في الأسلحة المضادة بالدروع عند المعارضة، حال من دون منع تقدمه».
وقال النجار إنه بعد انسحاب الجيش الحر من المنطقة «أرسلت (داعش) تعزيزات إلى المنطقة مساء السبت/ الأحد لمؤازرة مقاتلي جبهة النصرة الذين يقاتلون على هذا المحور»، مشيرا إلى أن النصرة «عززت مواقعها من الطرف الجنوبي للسفيرة، لجهة طريق مساكن الواحة جنوب غربي البلدة».
في الوقت نفسه، أعلن قائد المجلس العسكري بحلب عبد الجبار العكيدي استقالته من رئاسة المجلس. وقال في شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» مساء أمس، وحمل عنوان «استقالة العكيدي من المجلس العسكري للتخاذل الدولي وتشرذم المعارضة»، إنه «نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور (...) مما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة» شرق حلب، فـ«إنني أعلن تنحيتي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب». وذكر أن أسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الأرض بين من سماهم «أمراء الحرب».
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في أحياء الصاخور وبستان القصر والحيدرية لقصف من قبل القوات النظامية، مشيرا إلى أن طائرات القوات الحكومية فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي مساكن هنانو ومناطق قرية رسم العبود.
وفي ريف دمشق، أشار المرصد تعرض مناطق في بلدة يلدا لقصف نظامي بقذائف الهاون، ترافق مع قصف استهدف مناطق في بلدة جسرين، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة في السبينة وداريا والجهة الغربية لمعضمية الشام. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن اشتباكات دارت بين الجيش الحر وميليشيات لواء «أبو الفضل العباس»، في ظل قصف عنيف براجمات الصواريخ في السبينة بـريف دمشق.
وفي العاصمة دمشق، تجدد القصف على حي العسالي ومنطقة الحجر الأسود، كما سقطت قذيفة هاون في ساحة التحرير بمنطقة القصاع وأخرى في منطقة المزرعة.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,470,268

عدد الزوار: 7,634,309

المتواجدون الآن: 0