لقاء أول من نوعه بين "الوطني الحر" و"المستقبل" الخميس ..رعد لـ14 آذار: فشلتم والمعادلة في سوريا ستتغيّر

واشنطن: تأليف الحكومة شأن داخلي وهيل لا يدعم أي صيغة وزارية...اعتداء في التبانة على عمال من جبل محسن يوقظ ذكريات الحرب الاهلية ويثير استنكاراً..."المؤتمر المسيحي" لتأكيد الحضور ومواجهة الأخطار عون: الأنظمة الأحادية تسير نحو الانقراض

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 تشرين الثاني 2013 - 7:53 ص    عدد الزيارات 1966    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

لبنان لا يتردّد في تلبية الدعوة إلى جنيف -2 سليمان "ردّ" على الدعوة إلى رئيس قوي
النهار..
عين على السياسة الخارجية في ضوء دعوة لبنان الى مؤتمر جنيف - 2، وعين على الامن، بعدما نجت طرابلس من اختبارين في أسبوع واحد، أولهما استدعاء النائب السابق علي عيد الى التحقيق ثم اصابة ستة مواطنين من جبل محسن بعد محاولة خطف 14 منهم، بما يؤكد تصميم السلطة السياسية، وثبات الجيش في الخطة الامنية المعدة للمدينة والهادفة الى انقاذ عاصمة الشمال، وتاليا البلد، من الانزلاق الى أتون حرب أهلية جديدة، على حد قول الرئيس نبيه بري، الذي كرر في اتصال مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان "الفتنة لن تقع في البلد كما قلت سابقا، لان ثمة قرارا من جميع اللبنانيين يُجمع على عدم العودة الى الحرب الاهلية".
جنيف - 2
وقد قررت الولايات المتحدة وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون في ضوء المشاورات العاجلة ألتي أجراها الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي مع واشنطن وموسكو ونيويورك من جنيف، دعوة الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن، ودول الجوار لسوريا المضيفة للاجئين السوريين، الى المشاركة في جنيف - 2، وتاليا إرسال مندوبين عن هؤلاء الأطراف الى اجتماع تمهيدي لهذا المؤتمر يعقد بعد غد الأربعاء في السادس من الجاري لوضع مشروع جدول أعمال المؤتمر بعد الاجتماع الثلاثي المقرر غدا الثلثاء بين ممثلين لأميركا وروسيا والإبرهيمي.
وأفاد مصدر ديبلوماسي ليلا ان لبنان تلقى كباقي دول الجوار دعوة لحضور الاجتماع التمهيدي للمؤتمر وقد تبلغها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور وهو في القاهرة. وقبل انضمامه الى الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب عصرا اتصل بمندوبة لبنان الدائمة لدى المنظمات الدولية في جنيف السفيرة نجلا رياشي عساكر وكلفها تمثيل لبنان في هذا الاجتماع.
وعلمت "النهار" ان التكليف جاء ثمرة اتفاق بين الرؤساء الثلاثة وبالتنسيق مع الوزير منصور في اتصالات أجريت بينهم.
الرئيس الى الرياض
وفي اطار حركة الاتصالات العربية، يزور الرئيس ميشال سليمان الرياض بعد مغادرة وزير الخارجية الاميركي جون كيري اياها ولقائه مسؤولين في المملكة وتفعيل التشاور في شأن مجمل الملفات العربية. وعلمت "النهار" ان قنوات الاتصال بين بيروت والرياض تحضّر لزيارة مرتقبة للرئيس سليمان للمملكة في وقت قريب. وأوضحت مصادر مواكبة ان استمزاجا حصل بين البلدين حول امكان القيام بالزيارة غدا الثلثاء، لكن ارتباط الرئيس سليمان بافتتاح السنة القضائية، وكذلك باطلاق حملة مساعدة أطفال SOS في السابع من الشهر الجاري، أديا الى البحث في موعد جديد.
وقالت المصادر إن السعودية التي أرجأت سابقا دعوة الرئيس سليمان بعد مشاركته في أعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول الماضي، اتخذت هذه الخطوة لاعتبارات تتعلق بما كان يدور بين الولايات المتحدة وايران، مما أدى الى فرملة نشاطاتها على أكثر من صعيد، مع العلم ان اللقاء الذي جمع سليمان ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في نيويورك كان بالغ الود. لذا فان العودة الى تحريك موعد زيارة رئيس الجمهورية للرياض يعني ان مرحلة الفرملة في سياسة المملكة قد انتهت . وتوقعت المصادر ان تتم الزيارة في بحر الاسبوع المقبل او في الاسبوع الذي يليه.
من جهة أخرى، استرعى الانتباه الموقف الذي أطلقه الرئيس سليمان عبر "تويتر"، وقال فيه إن "رئيس الجمهورية القوي ليس فقط بانتمائه الى كتلة نيابية داعمة بل ايضا بتحرره من تحالفات نيابية تحول دون قراره المستقل والمتوازن والسياسي". وجاء موقفه هذا مثابة رد غير مباشر على بعض ما طُرح في المؤتمر المسيحي المشرقي من مطالبة برئيس قوي في محاولة لتبني ترشيح العماد ميشال عون الذي كان مشاركا في اليوم الثاني للمؤتمر والذي اقتصر الحضور فيه على قوى 8 آذار.
"جبهة" طرابلس
في غضون ذلك، توترت الاجواء في طرابلس مساء امس كما مساء السبت. وترددت معلومات عن قطع ساحة القبة من الجهتين بآليات للجيش اللبناني بعد الاعتداء على شخص في القبة ينتمي الى الطائفة العلوية، واطلاق النار على جندي. ونفذ الجيش عمليات دهم للبحث عن مطلق النار.
أما السبت، فقد اعتدى مسلحون ملثمون على سيارة "فان" تنقل عمالا من جبل محسن، فأنزلوهم وأطلقوا النار على بعضهم في باب التبانة، مما استدعى تدخلا من الجيش، وارتفاعا في منسوب التوتر، تبعته حركة اتصالات مستنكرة للحادث. وعمل الجيش على ملاحقة المعتدين. وأكد المدعي العام في الشمال القاضي عمر حمزة ان القضاء سيتوسع في التحقيق مع الموقوف السوري في قضية باب التبانة للوصول الى سائر المتهمين وسوقهم الى العدالة.
ووصف الرئيس بري الاعتداء على "الفان" بـأنه "عمل مدان ومسيء الى صورة طرابلس وكل لبنان، ولكن في المقابل أرحب بردة الفعل السياسية في المدينة الرافضة لهذه الجريمة".
وفي سياق المعالجات للأوضاع في عاصمة الشمال تنشط الأمانة العامة لقوى 14 آذار في مروحة واسعة من الاتصالات من أجل عقد مؤتمر وطني في طرابلس يتبنى في الأيام المقبلة مطالب أهلها ونوابها والشماليين عموماً، ويعلن تجديد العزم على استعادة طرابلس مدينة للعيش المشترك والسلم الأهلي، انطلاقاً من إنجاح الخطط الأمنية للدولة وعدم دمج طائفة المجرم في جريمتي تفجير المسجدين والمجرم نفسه، "على غرار تعاملنا مع قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمتهمين بارتكابها "، كما قال لـ"النهار" أمس منسق أمانة 14 آذار الدكتور فارس سعيد.
زحلة
وفي بلدة قاع الريم – زحلة، شيع الاهالي وقيادة الجيش العريف شربل تنوي الذي استشهد صباح السبت أثناء مهمة عسكرية في دار الواسعة لتوقيف محمود شقير المطلوب بجرائم عدة.
اتصالات
وفي حركة الاتصالات الداخلية، عاد الرئيس المكلف تمام سلام الى بيروت بعد زيارة لباريس حيث التقى الرئيس سعد الحريري. وسينصرف اليوم مع مستشاريه لتحضير خطة لمعاودة الاتصالات في ضوء مستجدات المرحلة.
وفي التواصل الداخلي ايضا، يجتمع الخميس المقبل، وفد من نواب "التيار الوطني الحر" مع نواب من تيار "المستقبل" في مجلس النواب في لقاء أول. فبعد لقاءات التيار مع الحزب التقدمي الاشتراكي وسياسة الانفتاح التي يعتمدها واعلانه تواصله مع كل الكتل، جاء هذا اللقاء في صورة مباشرة بين الطرفين. أما جدول أعماله فـ"مفتوح"، استنادا الى النائب جمال الجرّاح. أما النائب آلان عون فاكتفى بالقول إنه "في الخلوة التي أجراها التيار الوطني الحر، قررنا التحرك على مستوى العمل التشريعي واتخذنا شعار "فصل التشريع عن السياسة"، فكان من الطبيعي ان نتخذ قرار التواصل مع كل الافرقاء والكتل النيابية”.
 
سليمان تابع ملف التعديات على الأملاك العامة وأسف لاستشهاد عسكريين في التبانة وبعلبك
النهار...
عرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، مع الرئيس نجيب ميقاتي الاوضاع في منطقة طرابلس، وانضم الى الاجتماع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل الذي اطلعهما على الواقع الميداني والاجراءات المتخذة لملاحقة مرتكبي حادث الباص امس، والخطوات التي ينفذها الجيش وقوى الامن الداخلي في المدينة ومحيطها لضبط الوضع.
اجتماع عمل
ثم ترأس اجتماعا حضره ميقاتي ونائب رئيس الحكومة سمير مقبل والوزير شربل، ووزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير والمدير العام للتنظيم المدني الياس الطويل.
وبُحث خلال الاجتماع في مخالفات البناء والتعديات على الاملاك الخاصة والعامة. وكان تشديد وفق مصادر رسمية، على "تطبيق قوانين البناء والسلامة العامة المرعية، ووقف الاشغال المخالفة فوراً، وعلى مسؤولية البلديات وقوى الامن الداخلي والتنظيم المدني في مراقبة تطبيق القوانين، واصدار التعاميم اللازمة لمتابعة حسن سير التطبيق".
على صعيد آخر، تابع رئيس الجمهورية مع كل من الرئيس ميقاتي ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا صحناوي موضوع تسديد لبنان المستحقات المتوجبة عليه لادارة الكونسورتيوم المالك للكابل الدولي الذي يؤمن خدمة الانترنت الدولي كي يستمر العمل بواسطة هذا الكابل.
كذلك تابع الاوضاع الامنية في كل المناطق، مبدياً أسفه لسقوط شهيد للجيش في منطقة التبانة وآخر في الدار الواسعة في بعلبك، وحذر من مغبة التعرض للجيش والعسكريين، مهنئا الجيش بالمهمات التي ينفذها، وشجّعه على اكمالها والتشديد على ضبط الامن والحفاظ على الاستقرار.
وأسف رئيس الجمهورية للحادث الذي وقع في منطقة مستيتا في جبيل، وطلب الى القضاء والاجهزة المعنية تكثيف التحقيقات لجلاء ملابساته.
زيارة القصر الجمهوري
وفي اطار سياسة الباب المفتوح، فتح القصر الجمهوري ابوابه امام المواطنين ككل نهار سبت من اول كل شهر، فزارته وفود من المواطنين وطلاب الجامعات والمدارس.
 
"المؤتمر المسيحي" لتأكيد الحضور ومواجهة الأخطار عون: الأنظمة الأحادية تسير نحو الانقراض
النهار..
كما كان متوقعاً، حمّلت مقررات "المؤتمر المسيحي المشرقي" تبعة ما يعانيه المسيحيون من ازمات تتهدد وجودهم في الشرق الاوسط الى "النفط واسرائيل واميركا والمسلمين" اضافة الى مسؤولية اخرى ربطها المؤتمر بالمسيحيين أنفسهم، الذين يجب في رأي المؤتمرين "تأكيد حضورهم ومواجهة الاخطار" وذلك من دون ان تتطرق وثيقة المؤتمر ولا المطالب التي خلص اليها الى اسباب أزمة المسيحيين وما نالهم، سواء في العراق او سوريا ولبنان خصوصاً من ظلم ديكتاتوريات البعث بفرعيه العراقي والسوري، وما كان لهذا الامر من نتائج مدمرة على الوجود المسيحي الذي أضيف الى مصائبه حاضراً التهديد التكفيري والاصولي الذي لا يقيم وزناً للتعايش ولا للتنوع ولا لأي من القيم التي قامت عليها اساطير العرب الحديثة.
وتميز راعي "المؤتمر المشرقي" رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بدعوته الى "الدولة المدنية القوية الديموقراطية، الخيار الوحيد بين قومية عربية تهاوت وأصولية تكفيرية تلغي الآخر"، وبتشديده على ان "بقايا الاحاديات يسير بدون شك نحو الانقراض".
اختتم المؤتمر أعماله التي بدأت السبت بعرض "الوثيقة المسيحية المشرقية" الختامية التي صدرت عن اللقاء، وبكلمات لممثلي الوفود التي شاركت في المؤتمر من مصر والعراق وسوريا والأردن وفلسطين وبكلمة العماد عون. وحضر اللقاء مطارنة مثّلوا كنائسهم وممثلون لـ"تيار المرده"، حزب الطاشناق، ووزراء ونواب في "تكتل التغيير والاصلاح"، وسفراء عرب وأجانب. وعلى نقيض المؤتمر المشرقي الاول الذي عقد الاسبوع الفائت في الربوة، فان البطريرك الماروني استعاض عن الحضور بإرسال المطران سمير مظلوم الذي صلى على نية الحفاظ على "الدور والوجود". وتلا الإعلامي جان عزيز مقدمة الوثيقة التي صدرت عن "اللقاء المسيحي"، وتبعه منسقو اللجان التي انبثقت من "لقاءات بيت عنيا"، فقرأوا فقرات الوثيقة، وهي: المسيحيون والميثاق: قانون الانتخاب (الوزير سليم جريصاتي)، والمسيحيون والسياسة الدفاعية وتحييد لبنان (السفير عبدالله بوحبيب)، المسيحيون ومقومات الوجود: الديموغرافيا والجغرافيا، والمسيحيون والاقتصاد: اللامركزية الميثاقية (كريم بقرادوني)، المسيحيون والهوية والثقافة المشرقيتان (حبيب افرام). وأبرز ما تضمنته الوثيقة، اعتبار الحضور المسيحي في لبنان ضرورة لوجود المسيحيين في كل المشرق واعتبار الأمرين معاً شرطاً لسلام المنطقة والعالم، والتشديد على أنّ ذلك مرتبط بمسؤوليات أربع، هي:
مسؤولية بعض الغرب لاختزاله المنطقة بالنفط واسرائيل، ومسؤولية اسرائيل بفعل قيامها وبردود الفعل عليه، ومسؤولية المسلمين في التغاضي عن الأصوليات وعن هجرة المسيحيين، وصولاً الى مسؤولية المسيحيين في تأكيد حضورهم ومواجهة الأخطار. وكان تأكيد، على المستوى اللبناني، لأهمية تعزيز صلاحيات الرئاسة برئيس قويّ في طائفته ووطنه، وقانون انتخاب يؤمّن المناصفة الفعلية والفاعلة، وتحييد لبنان عن الصراعات العربية والاسلامية مع التزامه قضيّة فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي وسياسة دفاعية منسجمة مع ذلك، الى لا مركزية ميثاقية إدارية ومالية، واقتصاد منتج لا ريعيّ، مع التوقف باهتمام خاص عند ثروتي المياه والبترول.
كلمات لمسيحيين من الشرق
والقيت كلمات للوفود العربية المشاركة عن ضرورة مواجهة الأخطار المحدقة بمسيحيي الشرق عبر التكاتف لتشكيل وحدات لها قرار ضاغط على حكوماتها المحلية والمجتمع الدوليّ، وعلى مواجهة المجموعات الارهابية والتطرف في الاسلام السياسي ووقف نزف هجرة المسيحيين عبر جعلهم شركاء حقيقيين في القرارات وفي الحكم. وألقى كلمة الوفد الأردني الوزير السابق واصف عازر والوفد السوري النائبة ماريا سعادة، والوفد العراقي الوزيرة السابقة لحقوق الإنسان وجدان ميخائيل سالم، والوفد الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة، والوفد المصري رئيس اتحاد المنظمات القبطية مدحت قلادة.
عون وانقراض الاحاديات
وختاماً، القى العماد عون كلمة شدد فيها على ان "الدولة المدنية، القوية، الديموقراطية، الخيار الوحيد بين قومية عربية تهاوت، وأصولية تكفيرية تلغي الآخر". وتحدث عن "نهضة تستوجب ثورة فكرية في سبيل ديموقراطية عادلة يتمتّع فيها المواطن بجميع الحريات التي نصّ عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وباحترام دساتير تعبّر بمضامينها عن هذه الحقوق". وأشار الى "خلل في ممارسة الحكم يوجب اعتماد نهج تغييري يحرص على التزام القيم والمقاربات العلمية لمواجهة مشاكل المجتمع، وببرنامجٍ إصلاحي يعنى بتصحيح مكامن الضعف والثغرات في القوانين".
وأشار الى "أهمية حفظ التنوع الطبيعي في المشرق، بعدما اجتاز العالم المسافات الطويلة في اتجاهه، وبعدما أُسقطت الأحاديات بجميع اشكالها الدينية والعرقية والسياسية. وما نراه من بقايا هذه الاحاديات يسير بدون شك نحو الانقراض".
واعتبر ان "الدور المسيحي يجب أن يكون نوعياً، رافضاً الحديث عن اقليات واكثريات، ليساهم في صياغة نمطٍ من التفكير والعيش المشترك، وفي رقي مكونات المجتمع الواحد أو لا يكون". ورأى أن "تناقص دور المسيحيين بدأ يلامس التمييز العنصري"، مشيراً إلى سقوط الاحاديات السياسية والدينية والعرقية، ومضيفا أن "الوقت لم يعد يحتمل الانتظار، والكلفة ستكون باهظة على الذين لم يتّعظوا من الأحداث التي عمّت البلدان العربية، مغربيةً كانت أم مشرقية". وشدد على انّ "مسؤولية المحافظة على أمن المسيحيين في المشرق تقع على عاتق جميع الأنظمة، الآتية منها أو الباقية، لأنه دينٌ عليها وواجب.
افرام: لا لتحالف الاقليات
وكان المؤتمر افتتح اعماله السبت الفائت بمشاركة مسيحيين من الأردن وسوريا والعراق وفلسطين ومصر ولبنان حيث تم التوافق على إنشاء "اللقاء المسيحي المشرقي"، واعتبار المجتمعين اليوم نواته التأسيسية الأولى مع ترك باب الانضمام اليه مفتوحاً. وتشكيل لجنة متابعة ضمنها أمانة سر للقاء تتألف من مندوبين عن كلّ وفد مشرقي لمتابعة توصيات اللقاء وخطط العمل المقترحة (...)".
وألقى الأمين العام لـ"الرابطة السريانية" حبيب افرام كلمة "اللقاء المسيحي" في بيت عنيا، داعياً الى انشاء تكتل مسيحي مشرقي يضع وثيقة نضال وخريطة طريق. وشدد على رفض الحمايات الاجنبية وتحالف الاقليات والدولة الدينية وما وصفه بـ"الهويات القاتلة (...)".
 
عون: لتتحمل الأنظمة مسؤولية حفظ أمن مسيحيي المشرق
بيروت - «الحياة»
خلص أمس، «المؤتمر المسيحي المشرقي» في ختام اعماله في بيروت الى وثيقة اعتبرت «الحضور المسيحي في لبنان ضرورة لوجود المسيحيين في كل المشرق واعتبار الأمرين معاً شرطاً لسلام المنطقة والعالم، والتشديد على أن ذلك مرتبط بـ4 مسؤوليات هي: مسؤولية بعض الغرب لاختزاله منطقتنا بالنفط وإسرائيل، ومسؤولية إسرائيل بفعل قيامها وبردود الفعل عليه، ومسؤولية المسلمين في التغاضي عن الأصوليات وعن هجرة المسيحيين، ومسؤولية المسيحيين في تأكيد حضورهم ومواجهة الأخطار».
وطالب المجتمعون بـ «تعزيز صلاحيات الرئاسة برئيس قوي في طائفته ووطنه، وقانون انتخاب يؤمن المناصفة الفعلية والفاعلة». وشددوا على «تحييد لبنان عن الصراعات العربية والإسلامية مع التزامه قضية فلسطين والصراع العربي - الإسرائيلي»، مطالبين بـ «سياسة دفاعية منسجمة مع ذلك». وطالبوا بـ «لا مركزية ميثاقية إدارية ومالية واقتصاد منتج لا ريعي، مع التوقف باهتمام خاص عند ثروتي المياه والبترول».
وكان رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون تحدث خلال المؤتمر عن أن «مجتمعاتِنا المشرقية تعاني اليوم سلفياتٍ عادت»، مشدداً على ضرورة أن «يعي جميع القيمين على الأنظمة، بأن من واجبهم أن يتطلّعوا إلى ما يجري حولهم، قبل أن تتحوّل بلدانهم إلى بؤر من النار يصعب إطفاؤها». وحمّل الأنظمة كافة «مسؤولية الحفاظ على أمن المسيحيين في المشرق».
ولفت عون إلى أن «التكفيريين حركات تناقض في تفكيرها كل الأديان، والدول العربية تستبدل حربها مع إسرائيل بحروب إسلامية»، ورأى أن «الوقت لم يعد يحتمل الانتظار، والكلفة ستكون باهظة على الذين لم يتّعظوا من الأحداث التي عمّت البلدان العربية، مغربيةً كانت أو مشرقية». واذ رأى ان «الحركات المتطرفة التكفيرية تعدّدت أسماؤها، ولكن جوهرها واحد»، قال: «هذه الحركات تناقض بتفكيرها التنظيري وتطبيقه العملي كل حقوق الإنسان. وعلى رغم من الأمل بانتصار الإسلام الحقيقي، المهدَّد الأول من قبل هؤلاء التكفيريين، فلا يسعنا إلا رفض الحقبة الحالية».
وسأل «شركاءنا في الوطن عن الأسباب التي تؤدي إلى هذا السلوك المستهجن الذي يتوافق مع السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى تفتيت الشرق الأوسط، وهل ساءت النيات إلى هذه الدرجة، أم أن هناك غفلة في لحظة فُقدت فيها الذاكرة؟».
ورأى الناطق باسم الوفد المصري شريف دوس أن «مصر تتعرض لهجمة شرسة من الإسلام السياسي وتمر بمرحلة قاسية على المسيحيين»، مطالباً بـ «وقف التمويل للجماعات الإرهابية في البلاد وفي مقدمها جماعة الإخوان المسلمين». وشدد الناطق باسم الوفد السوري فائز الصائغ، على أنه «لا يمكن للمجموعات الإرهابية القائمة في سورية أن تساهم في بناء الدولة المدنية، وأن الجهات التي استهدفت النظام السوري كانت الولايات المتحدة وإسرائيل».
وقال وزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كردستان- العراق جونسون سياويش آيو، باسم الوفد العراقي: «إن المسيحيين يعانون تهميشاً كبيراً ومبعدون عن مصادر القرار». وأكد أن «هناك تدفقاً كبيراً لأموال غربية لشراء أملاك المسيحيين». وأبدى تخوّفه من «تغيير جذري في ديموغرافيا البلاد». ولفت الناطق باسم الوفد الفلسطيني حنا عميرة إلى أن «المسيحيين الفلسطينيين يعانون في الأساس الاحتلال الإسرائيلي وهو السبب الأساسي الذي يؤدي إلى هجرتهم من موطنهم»، موضحاً أن «المشترك بينهم وبين الدول الأخرى هو نزيف الهجرة».
 
الراعي: لا يحق للمسيحيين الوقوف جانباً حيال صراع سياسي - مذهبي يعطّل تأليف حكومة
النهار...
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة بكركي أمس، بمشاركة رئيس اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي المطران ميشال الأبرص، النائب البطريركي العام للاتين في لبنان المطران بولس دحدح والمطران فرنسيس البيسري، في حضور مستشار رئيس الجمهورية للأمور الإدارية العميد جوزف نجيم وقائد الوحدة السيارة العميد عبده نجيم والعديد من الفاعليات الاجتماعية والانسانية والروحية.
وبعد الانجيل ألقى الراعي عظة دينية تحدث فيها عن بداية السنة الطقسية، قال: "المسيحيون في لبنان لا يستطيعون، بل لا يحق لهم أن يقفوا جانبا حيال الصراع السياسي - المذهبي القائم عندنا، والذي يعطل تأليف حكومة جديدة تكون على مستوى التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تنذر بأشد الأخطار. والمعيب حقا بالكرامة الوطنية هو أن هذا التعطيل مرتبط بانتظار ما ستؤول إليه أحداث الحرب في سوريا والصراع في بلداننا المشرقية، وبالرهان على أيٍ من الفريقين المتنازعين سيفوز بالغلبة. لا يحق للمسيحيين، بحكم دورهم التاريخي ورسالتهم البناءة، أن ينزلقوا في هذا الانتظار وهذا الرهان، أو أن يخضعوا لهما، بل عليهم أن يبادروا إلى إيجاد حل للنزاع السياسي - المذهبي المتفاقم، وإلى شق طريقٍ للتوافق على تأليف الحكومة، وإلى اقتراح قانون جديد للانتخابات النيابية، يكون عادلاً ومساوياً بين جميع مكونات بلادنا، وحافظاً للمواطن قيمة صوته المحاسب والمسائل، وإلى العمل على إجراء الانتخابات في أسرع ما يمكن، وإعداد كل ما يلزم لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية في موعده الدستوري. نحن لا نرضى، بحكم كرامتنا الوطنية، بأن يكون لبنان سلعة في يد أحد في الداخل أو في الخارج، ولا رهينة في أيدي المتنازعين، ولا فضلة أحد.
إن خيار المسيحيين، المستنير بكلام الله وبثقافة العيش معا بثقة واحترام متبادلين، هو الدولة المدنية القادرة على حماية الأمن والاستقرار، وعلى توفير السلام والمساواة بين الجميع. وكم يؤلمنا ويؤلم المواطنين المخلصين للبنان أن نرى تفشي ذهنية الإقطاعيات والمحسوبيات والدويلات، ومنطق الاستقواء والأمن الخاص والأمن بالتراضي، وانتشار السلاح غير الشرعي، وتدني الأخلاق وإسقاط حرمة الدين واستباحة وصايا الله وشريعته. وبألم كبير نشاهد سقوط الضحايا البريئة التي تقع بنتيجة هذا الفلتان السياسي - المذهبي الأمني والأخلاقي، وهي ضحايا من صفوف المواطنين والجيش اللبناني، حتى يوم أمس في طرابلس وبعلبك ومستيتا - بلاط في بلاد جبيل. يا رب، نسألك الرحمة لهم، ومس ضمائر المسؤولين والمأجورين للكف عن هذا الشر بحق اللبنانيين ومؤسسات الدولة. وليعلم المسؤولون السياسيون الذين يعطلون قيام المؤسسات الدستورية أنهم المسؤولون عن كل هذا الإجرام.
 
شهادة عن أزمة مسيحيّي العراق قبل البعث وبعده الوزير أيو: "استئصال شعبنا بدأ بالسيطرة على أراضينا"
النهار....بيار عطاالله
عندما يتحدث وزير النقل والاتصالات في حكومة كردستان العراق جونسن سياويش أيو عن مشكلة السيطرة على اراضي المسيحيين في العراق يخال المرء نفسه في لبنان، أو يكاد. ثمة تسميات مختلفة ولكن الممارسات هي عينها انظمة جائرة فرضتها السلطات العراقية المتعاقبة وصولاً الى "الشبيحة من المتمولين" الذين ينقضون على ممتلكات المسيحيين وعقاراتهم بهدف الاستيلاء عليها.
الوزير العراقي الذي زار لبنان للمشاركة في اعمال مؤتمر "اللقاء المسيحي المشرقي"، يعتبر ان ما جرى في العراق يجب ان يشكل ناقوس خطر وجرس انذار الى المسيحيين في سوريا ولبنان لكي يتّعظوا مما جرى ويتمسكوا بأرضهم ويدافعوا عنها. وهو في كلامه هذا، ينطلق من واقع حزين لمسيحيي العراق الذين كان عددهم عشية الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 نحو مليون ونصف مليون، وكانوا يشكلون القوة الثالثة بعد العرب والاكراد، لكنهم اليوم نتيجة عوامل الاضطهاد تضاءل عددهم ليصبح نحو 500 الف فقط، وسط استمرار نزف الاستيلاء على اراضيهم ودفعهم الى الهجرة والرحيل عن البلاد التي يفاخرون بأنهم سكانها الاصليون وساهموا في بنائها ونسيج حضارتها ورقّيها. ويشير جونسون الى ان استمرار النزف على ما هو سيؤدي الى "انقراض" المسيحيين وتحولهم مجرد ذكرى بعد نحو 15 الى 20 سنة على الاكثر. وهذا ما يحتاج في رأيه الى تحرك جدي وعلمي لإعادة بناء الثقة واستعادة الارض والحضور.
لا يزال المسيحيون يتمركزون في ثلاث مناطق على ما يقول جونسون، ولكل منها روايتها الخاصة للاحداث. الاولى هي بغداد والموصل والتي تعرضت لعلميات ارهابية وسلسلة من "المظالم والهجمات وانتزاع الملكيات الخاصة من بيوت ومحال بالقوة، والاكراه باسم الاسلام المتطرف، وكانت السبب الرئيسي لدفع الآلاف الى الهجرة وترك العراق". ويشير جونسون الى "الدور الخطير الذي قام به متنفذون في الحكومات العراقية المتعاقبة من اجل الاستيلاء على عقارات المسيحيين". ويصف هؤلاء بـ"مافيا العقارات التي عملت على الاستيلاء على اراضي المسيحيين العراقيين ومساكنهم ومتاجرهم ومؤسساتهم بكل الوسائل المتوافرة وبكلفة زهيدة جدا". ويضيف الى هذا العامل تردي الوضع الاقتصادي وتردد السياسيين ورجال الدين المسيحيين، "الامر الذي ضرب الوجود المسيحي في العمق".
أما المنطقة الثانية في مسلسل نكبات المسيحيين العراقيين، على ما يقول، فهي سهل نينوى التابع ادارياً لمحافظة نينوى والذي يتنازع السيطرة عليه اقليم كردستان وسلطة بغداد. ورغم ان هذه المنطقة لا تزال مأهولة بعدد كبير من المسيحيين، بدأت عملية "استئصال" المسيحيين منها مع نظام الرئيس العراقي صدام حسين الذي عمد الى الاستيلاء على اراضيها وتوزيعها على قبائل استقدمها من خارج المنطقة تحت عناوين عدة. وهكذا أمل المسيحيون خيراً بعد سقوط صدام بأن هذه الممارسات ستنتهي لكنهم فوجئوا باستمرار مسلسل التغيير الديموغرافي لمصلحة استقدام المزيد من الغرباء عن المنطقة والاستيلاء على سهول نينوى الخصبة. ويروي جونسون ان ثمة وزراء في الحكومة العراقية يعملون على صرف الاموال للاستيلاء على اراضي المسيحيين، ويقدمون دعماً كبيراً لطائفة الشبك ولغيرها من الطوائف لشراء العقارات، مهما كان سعرها، لتحقيق التغيير.
المنطقة الثالثة التي يبقى فيها القليل من المسيحيين هي اقليم كردستان، ويصفها جونسون بأنها الاكثر استقراراً نتيجة الادارة الكردية التي يبدو انها "رحيمة" مع المسيحيين والاقليات. وحيث يسعى مسيحيو كردستان الى المطالبة بمزيد من الحكم الذاتي والادارة المحلية لحفظ خصوصيتهم.
والمثير، ان عمليات الاستيلاء على اراضي العراقيين المسيحيين تتم رغم وجود مادة واضحة في الدستور تمنع انتقال الاراضي، اذا كان ذلك يتسبب بتغيير ديموغرافي. لكن المشكلة ان الارهاب و "الشبيحة" لا يعترفون بدستور ولا بقانون، وهذا ما يحتاج الى تفسير من المحكمة الاتحادية على ما يقول جونسون، من أجل انقاذ ما تبقى من اراضينا ومعالجة ما سبق. والامل من مشاركته في المؤتمر ان يشكل مسيحيو الشرق قوة ضغط لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
 
اعتداء في التبانة على عمال من جبل محسن يوقظ ذكريات الحرب الاهلية ويثير استنكاراً
النهار....
أعاد حادث الاعتداء على فان للركاب في طرابلس السبت الماضي الى اذهان اللبنانيين، صورة سوداء كانوا خبروها في بداية الحرب الاهلية مع حادث بوسطة عين الرمانة، على رغم اختلاف الظروف.
فقد نصب مسلحون ملثمون مكمناً لسيارة فان كانت تقل 14 عاملا كانوا عائدين الى منازلهم من بيروت الى جبل محسن، عند محلة البولفار في التبانة، واقتادوا السائق الى منطقة قريبة عند مفترق الملولة حيث صوبوا اسلحتهم على ركاب الفان واطلقوا النار على أرجلهم بدم بارد، فأصابوا 6 منهم بجروح متفاوتة قبل ان يتركوهم ويفروا الى جهة مجهولة.
وبعد ذلك نقل الجرحى الى مستشفى السيدة في زغرتا.
وأثار الحادث استنكاراً عارماً لدى كل القوى السياسية والاجتماعية والروحية التي رفضت "استهداف الابرياء وتحويل الصراع من صراع سياسي الى صراع مذهبي"، في حين أصدر النائب العام الاستئنافي في الشمال عمر حمزة، إستنابة قضائية للأجهزة الأمنية للتحري والاستقصاء عن الذين اطلقوا النار على من في الفان.
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً مساء السبت اعلنت فيه ان "مسلحين ملثمين اوقفوا سيارة فان في داخلها نحو ثمانية أشخاص، في محلة التبانة - طرابلس أمام مدرسة السلام، واقتادوهم بقوة السلاح إلى الأحياء الداخلية، ثم قاموا بإطلاق النار على أقدامهم، حيث أصيب ستة منهم بجروح غير خطرة.
وعلى الفور توجهت قوة معززة من الجيش إلى المكان، وعملت على نقل المصابين إلى المستشفيات للمعالجة، وتستمر وحدات الجيش بتنفيذ تدابير أمنية مشددة، وملاحقة المسلحين اللذين لاذا بالفرار داخل أزقة المحلة".
وفي بيان ثان منتصف ليل السبت - الاحد، ذكرت المديرية انه "بنتيجة البحث والتحريات تم تحديد هوية المسلحين وكل المتورطين في عملية إطلاق النار، وهم اللبنانيون: خالد جمال الراعي، عمر محمد عبد العزيز الأحمد، مصطفى عبد الحميد جوهر، والسوري يحيى سمير محمد. وقد دهمت قوى من الجيش أماكن وجودهم وأوقفت المدعو يحيى سمير محمد، وتعمل على ملاحقة سائر المتورطين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء".
وفور وقوع الحادث، قطع عدد من الشبان الطريق الدولية في بلدة الحيصة في سهل عكار، بالاطارات المشتعلة، مما أدى إلى ازدحام السير في المنطقة، قبل ان يعيد الجيش فتح الطريق.
مواقف
وفي المواقف، دان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاعتداء، واجرى اتصالا بقائد الجيش العماد جان قهوجي واطلع منه على التفاصيل والتدابير التي اتخذها الجيش لمعالجة القضية وضبط الوضع، كما اتصل بالمدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد ابرهيم بصبوص للغاية نفسها، وطلب من الاجهزة المعنية ملاحقة المرتكبين واحالتهم على القضاء.
واكد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة "ان الاعتداء الذي استهدف عمالا من جبل محسن هو بمثابة جريمة موصوفة لا يمكن ان يقبل بها احد، ومن قام بتنفيذها مجرم مدان، يجب ان يلقى القبض عليه ويحاكم امام القضاء".
واعتبر "ان هذه الجريمة النكراء التي استهدفت مواطنين مدنيين لبنانيين من سكان جبل محسن تخدم مصلحة اعداء لبنان".
وعقد امس إجتماع نيابي - سياسي في دارة النائب محمد كبارة في طرابلس، حضره النواب: سمير الجسر، بدر ونوس، وخضر حبيب، النائب السابق مصطفى علوش، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المستشار السياسي للرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، والعقيد المتقاعد عميد حمود.
وعرض المجتمعون "الإعتداءات المتكررة التي تطول المواطنين العلويين الآمنين، وآخرها ما حدث في الإعتداء على العمال العائدين من عملهم. كما عرضوا الإعتداءات التي طالت العسكريين اللبنانيين، وإستمرار عمليات القنص على الرغم من إنتشار الجيش في مناطق التوتر".
ودانوا "الإعتداء الذي طال المواطنين الآمنين"، ودعوا القوى الأمنية الى "كشف مرتكبيها"، مشددين على أن "هذا الإعتداء غريب عن تاريخ أهالي مدينة طرابلس وأخلاقهم وتقاليدهم".
واستنكر النائب خضر حبيب الاعتداء مشيرا الى ان "الاشخاص الذين تم الاعتداء عليهم لا ينتمون الى الحزب العربي الديموقراطي ولا الى عصابة آل عيد ولا الى النظام السوري".
وندد النائب السابق مصطفى علي حسين (عكار - "النهار") بما حصل مشيراً الى انه "أمر خطير جدا كاد ان يشعل فتنة طائفية مذهبية بغيضة قد لا تبقي ولا تذر من مكونات البلد".
كذلك استنكر النائب السابق مصباح الاحدب "الاعتداء على عمال ابرياء من جبل محسن خلال عودتهم من عملهم"، محملا الدولة "تبعات هذا العمل المدان".
ورأى "حزب الله" أن "الجريمة التي ارتكبتها مجموعة حاقدة في طرابلس بحق عمّال آمنين هي جريمة موصوفة يجب أن تكون موضع إدانة شديدة من الجميع، ورسالة خطيرة جداً لكل اللبنانيين، وتشير إلى أين يمكن أن يصل التحريض المذهبي بالبلد".
واستنكرت منسقية طرابلس في "تيار المستقبل"، "الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها أبناء الطائفة العلوية في مدينة طرابلس، وكان آخرها حادثة خطف باص عمال اثناء عودتهم من عملهم واقتيادهم الى مكان مجهول".
كذلك إستنكر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار "الإعتداءات الأخيرة التي طالت مواطنين طرابلسيين من جبل محسن"، وحذر من "الوقوع في فخ إفشال الخطة الأمنية المعدة لطرابلس".
 
لبنان: إجماع على إدانة جريمة طرابلس وملاحقة «قناصين» يستهدفون الجيش
بيروت – «الحياة»
أجمعت القيادات السياسية اللبنانية على ادانة الاعتداء الذي استهدف عدداً من العمال من الطائفة العلوية كانوا في حافلة تقلهم الى منطقة جبل محسن في طرابلس (شمال لبنان)، واعتبروه جريمة مدبرة يراد منها احداث فتنة طائفية خصوصاً بين السنّة والعلويين، فيما تتوجه الأنظار الى الزيارة التي يعتزم رئيس الجمهورية ميشال سليمان القيام بها الى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي يمكن ان تتم بين الأربعاء والسبت من هذا الأسبوع على أن يحدد موعدها النهائي في الساعات القريبة.
وأحدث الإجماع على ادانة الاعتداء على العمال ارتياحاً في الشمال عموماً وفي طرابلس خصوصاً لا سيما بعدما تبين من التحقيقات الأولية بأن لا غطاء سياسياً للذين أقدموا عليه، وأن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد هويتهم وتقوم عملياً بملاحقتهم وتمكنت وحدات الجيش اللبناني المتمركزة في عاصمة الشمال من توقيف اثنين منهم، أحدهما لبناني والآخر سوري. وهذا ما أكده وزير الداخلية والبلديات مروان شربل لـ «الحياة» بعد انتهاء الاجتماع الأمني الذي عقد أمس في بعبدا، ورأسه الرئيس سليمان وحضره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعدد من المسؤولين الأمنيين.
وأبدى شربل ارتياحه الى ردود الفعل المستنكرة للاعتداء. وقال ان القوى الأمنية، وعلى رأسها الجيش، تواصل تعزيزاتها العسكرية لا سيما في المناطق الساخنة بين باب التبانة وجبل محسن، وهي تتخذ حالياً المزيد من الإجراءات الميدانية للسيطرة على الوضع. وأفاد بأن طبيعة الإجراءات المشددة المفروضة حالياً على طرابلس وجوارها متروكة للقيادات الأمنية التي ستتخذ كل ما تراه مناسباً في ضوء تقديرها للوضع الأمني.
وفي سياق ردود الفعل، قال رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ان الاعتداء هو «بمثابة جريمة موصوفة لا يمكن ان يقبل بها أحد ومن قام بها مجرم مدان يجب أن يلقى القبض عليه ويحاكم أمام القضاء، وأن لا علاقة لسكان طرابلس بهذا العمل المجرم والجبان».
واعتبر النائب محمد كباره بإسم نواب وفاعليات طرابلس «ان أي عمل اجرامي وفوضوي تحت شعار رد الفعل على جريمة طرابلس، لن يؤدي الا الى التغطية على الجريمة الإرهابية الكبيرة التي فجرت مسجدي التقوى والسلام وهو يعطي هدية الى الرئيس السوري بشار الأسد على أنه حامي الأقليات».
ورأى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أن الاعتداء الذي «طاول مواطنين طرابلسيين من جبل محسن هو غريب كل الغرابة عن أخلاقيات أبناء المدينة». وحذر من «الوقوع في فخ تفشيل الخطة الأمنية ومن محاولات مشبوهة تهدف الى صرف الأنظار عن جريمة تفجير المسجدين».
وعلمت «الحياة» من مصادر طرابلسية أن الاجتماع السياسي والنيابي الموسع الذي عقد في منزل النائب كباره توقف أمام محاولات أطراف مشبوهة للدخول على خط التصعيد مستغلة الاحتقان المترتب على وضع اليد على عدد من المتهمين الضالعين في تفجير المسجدين.
وقالت المصادر إن الحملة التي استهدفت فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من قيادات في الحزب العربي الديموقراطي دأبت على زج اسمها في بعض الحوادث وآخرها الاعتداء الذي طاول العمال، تأتي في سياق «معاقبته» على الانجاز الذي حققه بتوقيف عدد من المتهمين في تفجير المسجدين اضافة الى صرف الأنظار عن المطالبة في الإسراع في التحقيق مع الموقوفين منهم.
وكشفت المصادر أن الشبهات تدور حالياً حول عدد من المتهمين من «القناصة» الملثمين الذين كانوا وراء الاعتداء على الجيش الذي أدى الى استشهاد أحد العسكريين، وقالت ان هناك من يريد ارباك الجيش اللبناني والقوى الأمنية المكلفة بإعادة الهدوء الى طرابلس والحفاظ على الاستقرار العام فيها، وأكدت أنها تمكنت من تحديد الأماكن التي يستخدمها بعض «القناصة» للإخلال بالأمن والعودة بالوضع الأمني الى الوراء.
وكانت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أكدت في بيان أصدرته أمس بأنه تم تحديد هوية المسلحين وجميع المتورطين في عملية اطلاق النار وأن قوى من الجيش داهمت أماكن وجودهم حيث أوقفت شخصاً سورياً يدعى يحيى سمير محمد وتعمل على ملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم واحالتهم على القضاء المختص، فيما علم ان أحد المتورطين أوقف صباح أمس في طرابلس.
 
واشنطن: تأليف الحكومة شأن داخلي وهيل لا يدعم أي صيغة وزارية
الحياة....بيروت - محمد شقير
تتعامل قيادات بارزة في قوى 14 آذار مع التقرير الديبلوماسي المنسوب إلى سفير الولايات المتحدة الأميركية في لبنان ديفيد هيل وفيه أنه يدعم تشكيل حكومة جديدة بنسبة 9+9+6 على أنه محاولة «لتهبيط الحيطان» لدفعها إلى التسليم بهذه الصيغة وعدم اللجوء إلى مقاومتها أو الاعتراض عليها. وتعزو السبب إلى أن هيل لا علم له بذلك «التقرير» وهذا ما تبلغته منه في عشاء عمل جمعه منذ أيام برئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والنائب مروان حماده وآخرين في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في بيروت ديريك بلامبللي.
وتؤكد مصادر مقربة من هذه القيادات لـ «الحياة» بأن هيل سارع فور الترويج لتأييده هذه الصيغة إلى الاتصال بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام وآخرين نافياً ما أشيع عن لسانه لجهة تأييدها.
 أميركا والأرقام
وتنقل المصادر عن هيل قوله إن بلاده لا تتدخل بلعبة الأرقام في توزيع المقاعد الوزارية على الكتل النيابية، وإن ما يهمها هو السعي الحثيث لتشكيل الحكومة لقطع الطريق على إحداث فراغ في المؤسسات الدستورية في حال تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للرئيس الحالي ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار (مايو) المقبل.
وتضيف بأن هيل أبلغ من يعنيهم الأمر بأن بلاده لا تعترض على تمثيل الجناح المدني في «حزب الله» في الحكومة، باعتبار أنها بالتفاهم مع دول الاتحاد الأوروبي، تميز بين الجناح «المدني» والآخر «العسكري» في الحزب، وأن ما يهمها الموقف السياسي للحكومة وبيانها الوزاري بسبب وجود حاجة ماسة لقيام هذه الحكومة كشرط لتستأنف مساعداتها العسكرية للجيش اللبناني.
وتسأل المصادر، مع أنها تعتقد بأن كل ما نسب إلى هيل في خصوص تشكيل الحكومة العتيدة لا يمت للحقيقة بصلة، ما الذي تغير حتى تبادر بعض الأطراف الرئيسة في «قوى 8 آذار» للاستقواء بالموقف الأميركي على شريكها في الوطن وكانت تنظر إليه قبل معاودة المفاوضات بين واشنطن وطهران على أنه «الشيطان الأكبر»؟ وإذ تعترف مصادر مقربة من مصدر القرار في قوى 14 آذار بأن معاودة المفاوضات الأميركية - الإيرانية تسببت بإرباك إدارة الرئيس باراك أوباما تؤكد في المقابل بأن هذا الإرباك تلمسه من خلال اللقاءات التي تعقد بين قيادات لبنانية من جهة وبين السفير هيل وعدد من سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان.
وتتابع المصادر نفسها بأن هيل وعدداً من السفراء الأوروبيين باتوا على علم بأن قوى 14 آذار لن تستسلم للأمر الواقع ولن يكون في مقدور أحد أن ينتزع منها توقيعها على حكومة يمكن أن تشكل استمراراً للوضع الراهن، وبالتالي ستلجأ إلى المقاومة المدنية في تصديها لكل المحاولات الرامية إلى فرض صيغة حكومية لا تنسجم مع تمسكها بإعلان بعبدا وبخروج «حزب الله» من معادلة القتال الدائر في سورية.
وتضيف: مع أن هيل أكد بأن بلاده ليست طرفاً في لعبة الأرقام أو في توزيع الحصص الوزارية على الأطراف السياسيين باعتبار أنها مسألة داخلية بامتياز، فإن قيادات 14 آذار جددت رفضها الانجرار إلى أي بحث في مسألة توزيع المقاعد الوزارية أو الدخول في الحسابات الرقمية ما لم يسبقها تفاهم على الإطار السياسي العام للحكومة ودورها في المرحلة الراهنة وإلا سينتقل الاشتباك السياسي إلى داخلها.
توافق على البيان الوزاري
وتؤكد بأن الدور السياسي المطلوب من الحكومة لا يمكن التفاهم عليه إلا من خلال التوافق على البيان الوزاري لأنه وحده يشكل الضمانة لإعادة الهدوء إلى البلد ويفتح الباب أمام الحفاظ على الاستقرار العام ويقطع الطريق على لجوء أي طرف متضرر إلى تهديده للعودة بلبنان إلى الوراء.
وتسأل المصادر كيف يمكن أن نعيد الاستقرار إلى لبنان في ظل تعذر التفاهم على البيان السياسي، وتقول: «إذا كانت بعض الأطراف الرئيسة في قوى 8 آذار هي الآن في مرحلة إعادة النظر بموقفها من الولايات المتحدة على خلفية فتح قنوات الاتصال بين الأخيرة والجمهورية الإسلامية في إيران فلماذا لا تستغل مثل هذا الانفتاح وتسارع إلى تشكيل حكومة أمر واقع بدعم من واشنطن ونحن من جانبنا لا يسعنا إلا «مباركة» مثل هذه الخطوة».
وتعتبر المصادر عينها بأن الترويج لموقف أميركي مستجد من تشكيل الحكومة يهدف إلى أمرين الأول الضغط على رئيس الجمهورية والثاني الإمعان في التأثير على موقف رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط المؤيد لصيغة 9+9+6 التي سبق لرئيس المجلس النيابي نبيه بري أن طرحها كبديل عن حكومة تتألف من 8-8-8، على رغم أنها تستبعد تأييد الرئيس ميشال سليمان لهذه الصيغة في ضوء الموقف الذي نقله إليه السنيورة لجهة تمسكه بإعلان بعبدا وخروج حزب الله من سورية كأساس للبحث في الصيغة الوزارية.
وتؤكد بأن سليمان الذي كان رفض توفير الغطاء السياسي لحكومة أمر واقع يشكلها سلام حتى لو اعترض عليها فريق 8 آذار فإنه سيكرر موقفه من أي حكومة يمكن فرضها على قوى 14 آذار.
 تواصل الكتل
إلى ذلك، تتوقف الأوساط السياسية أمام موجة التواصل التي بدأها عدد من الكتل النيابية في اتجاه الكتل الأخرى، من موقع الاختلاف بينهما حيال أبرز القضايا السياسية العالقة والتي ترفع من وتيرة الاحتقان السياسي الذي يرتد تأزماً على الجهود الرامية إلى إيجاد مخرج يؤمن التسريع في ولادة الحكومة الجديدة.
وعلمت «الحياة» أن تكتل التغيير والإصلاح برئاسة العماد ميشال عون شكل وفداً نيابياً للقاء وفد من كتلة «المستقبل» يعقد الخميس المقبل في البرلمان فيما يتواصل عبر قنوات محدودة مع حزب «القوات اللبنانية» ويلتقي في حوار مع الحزب التقدمي الاشتراكي.
وتسأل المصادر النيابية عن السر في تبادل «الود» المفاجئ بين معظم الكتل النيابية والذي يتمثل باندفاع «التيار الوطني الحر» في اتجاه خصومه السياسيين وأيضاً بتواصله مع زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية من خلال قنوات الاتصال المفتوحة بين الفريقين والتي لن توقفها المبارزة بينهما على معركة رئاسة الجمهورية.
كما تسأل هذه المصادر عن تحرك حزب «الكتائب» في اتجاه الحزب «التقدمي» والذي يتجاوز توجيه الدعوة للأخير لحضور المهرجان الذي يقيمه في «البيال» في وسط بيروت لمناسبة عيده التأسيسي إلى التأسيس لمرحلة جديدة خصوصاً أن الوفد الكتائبي الذي شارك في اللقاء يعتبر كما نقل عنه بأن هناك مساحة مشتركة للقاء بينهما أكثر من تلك التي تجمعه بعدد من حلفائه؟
ومع أن «الكتائب» أخذ يروج لمبادرة سيطلقها رئيس الحزب، رئيس الجمهورية السابق، أمين الجميل في هذه المناسبة هناك من يعتقد بأن الأخير بات على قناعة بضرورة تمييز موقفه عن بعض حلفائه في 14 آذار وأنه يتموضع في المكان الذي يسمح لها بلعب دور في التواصل.
إلا أن اللقاء المرتقب بين «تكتل التغيير» و «المستقبل» وإن كان يأتي في إطار القرار الذي اتخذه الأول بالانفتاح على جميع الأطراف فإنه يتميز بنكهة سياسية خاصة في ضوء ما يتردد من أن العماد عون يدرس الآن إمكانية إعادة تموضعه في منتصف الطريق بين الأطراف المتنازعة.
ويأتي هذا اللقاء في ظل ما يشاع أخيراً من أن لعون ملاحظات على أداء بعض حلفائه الذين لم يدعموه في رفضه التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وأيضاً في التمديد للبرلمان، ولا في مطالبته بإصدار دفعة من التعيينات الإدارية التي وضعت الآن في الثلاجة بسبب استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، إضافة إلى أن هناك من يصنّف هذا اللقاء في خانة إصرار «الجنرال» على توجيه إنذار لحلفائه في ضوء اتهامه لبعضهم بأن لا جاهزية لديهم الآن للانخراط في مشروع الدولة.
وعليه فإن عون قرر أن يطلق إشارات سياسية في أكثر من اتجاه وهناك من يعزو السبب إلى أنه يهدد بالانفتاح احتجاجاً على ما تردد أخيراًَ من أن القوى الرئيسة في 8 آذار يمكن أن تخوض معركة الرئاسة الأولى بدعم ترشح فرنجية.
وإن الانفتاح المفاجئ الذي تشهده الساحة في ظل عدم انضاج الظروف لدعوة رئيس الجمهورية لاستئناف الحوار، يمكن أن يبقى في إطار تبادل «الود» في الوقت الضائع إلا إذا كان عون يفكر في إعادة النظر في تحالفاته على رغم أنه من السابق لأوانه الخوض في هذه المسألة.
 
الجيش اللبناني يكشف منفذي اعتداء التبانة ويجنّب طرابلس موجة قتال جديدة
بيروت - «الراي»
أشاع نجاح الجيش اللبناني في كشف هوية منفذي اعتداء استهدف ستة عمال لبنانيين علويين من منطقة جبل محسن بعد ظهر السبت وتوقيف احد المعتدين ارتياحاً واسعاً لدى الجهات الرسمية والقوى السياسية المعنية، اذ ساهمت سرعة الجيش في ضبط الحادث وتداعياته في منع تفجير موجة قتال جديدة في المدينة كان من شأنها ان تسقط الخطة الامنية التي سجل تنفيذها منذ اسبوع نجاحاً واسعاً في إعادة الهدوء الى جبهة جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) - باب التبانة (ذات الغالبية السنية).
وكان الجيش اللبناني تمكن عقب ساعات من الهجوم من كشف هوية الاشخاص المتورطين في الاعتداء الذي نفذه مسلحان في طرابلس حيث عمدا الى خطف سيارة «فان» تنقل عمالاً من بيروت وأنزلوا منها العمال العلويين الذين كانوا عائدين الى جبل محسن وعمدوا الى إطلاق الرصاص على أرجلهم ثم فروا الى جهة مجهولة. وكاد الحادث، الذي استذكر معه اللبنانيون حادثة «بوسطة عين الرمانة» الشهيرة التي «أقلعت» الحرب الاهلية على متنها في 13 ابريل من العام 1975، ان يشعل الوضع على المحاور التقليدية بين جبل محسن وباب التبانة وخصوصاً انه اتخذ طابعاً مذهبياً سافراً، ولكن الجيش سارع الى اقفال طرق معينة وطلب من الاهالي على جانبيْ الخط الفاصل التزام خطوات معينة ريثما يعالج الوضع.
وكشفت مصادر مواكبة لهذا الحادث، الذي جاء على وقع رفض رئيس «الحزب العربي الديموقراطي» (من جبل محسن) علي عيد المثول امام القضاء العسكري لسماع افادته في اعتراف سائقه بانه أمره بتهريب متهَم رئيس في تفجيريْ المسجديْن في طرابلس (الجريمة المدعى فيها على خمسة من جبل محسن)، ان الامر الايجابي الذي برز حيال هذا التطور تمثل في مجموعة العوامل الآتية:
 1- التزم الجانب العلوي الاساسي المتمثّل بـ «الحزب العربي الديموقراطي» توجيهات الجيش فامتنع عن اي رد فعل فوري بعدما بلغه ان الجيش جدي في تعقب الفاعلين والقبض عليهم مما حال دون انفجار الوضع فوراً.
2- سارعت القوى الطرابلسية وفي مقدمها «تيار المستقبل» (بقيادة الرئيس سعد الحريري) ونواب المدينة الى ادانة الحادث ورفض التعرض لابناء الطائفة العلوية رفضاً مطلقاً حتى ان هذه القوى لم تخف اتهامها لادوات النظام السوري في الحادث على خلفية اتهامه بالسعي الى إشعال فتنة مذهبية انتقاماً لكشْف تورطه في تفجيريْ المسجدين في طرابلس في 23 اغسطس الماضي وهو الملف الذي تم فيه الادعاء ايضاً على ضابط في المخابرات السورية في طرطوس.
 3 - لعبت السرعة اللافتة التي تميّز بها كشْف الجيش هوية الفاعلين والقبض على احدهم دوراً فعالاً بقوة في امتصاص التداعيات وحصرها، علماً ان التوصل الى كشف الفاعلين جاء عقب الاستماع الى افادات العمال الذين تعرضوا للاعتداء والذين نقلوا الى مستشفى في بلدة زغرتا كما بعد الاستماع الى افادات شهود عيان.
وقد اعلنت قيادة الجيش اللبناني أنه «بنتيجة البحث والتحريات تم تحديد هوية المسلحين وكافة المتورطين في عملية إطلاق النار وهم اللبنانيون: خالد جمال الراعي، عمر محمد عبد العزيز الأحمد، مصطفى عبد الحميد جوهر، والسوري يحيى سمير محمد».
وأشارت إلى أن «قوى من الجيش داهمت أماكن وجودهم حيث أوقفت المدعو يحيى سمير محمد، وتعمل على ملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص»، من دون ان يتم حتى بعد ظهر البارحة عن الهوية السياسية للفاعلين نظراً الى استمرار التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات مع الموقوف الوحيد منهم مما ينتظر معه القبض على الآخرين لاحقاً.
واكد رئيس» كتلة المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة «ان الاعتداء الذي استهدف عمالا من جبل محسن اثناء انتقالهم الى عملهم هو في مثابة جريمة موصوفة لا يمكن ان يقبل بها احد ومن قام بتنفيذها مجرم مدان وجبان، يجب ان يلقى القبض عليه ويحاكم امام القضاء»، لافتاً الى ان «هذه الجريمة النكراء تخدم مصلحة اعداء لبنان، وهي تذكرنا بالجرائم المشبوهة المدبرة التي كانت تشهدها الاحداث المأسوية المؤسفة التي عاشها اللبنانيون»، ومشدداً على «ان لا علاقة لأهل جبل محسن بالجرائم التي سبق ان استهدفت طرابلس وارتكبها افراد مجرمون يسكنون هذه المنطقة».
وتقول اوساط مطلعة على نتائج المشاورات والاتصالات الداخلية التي تحركت في الايام الاخيرة ان ثمة استبعاداً لايّ اهتزازات أمنية واسعة تخرج عن اطار التوترات المحدودة السائدة، لكن ذلك لا يعني ان المناخ السياسي سيشهد اي انفراج على غرار ما كان يأمل بعض المراجع اللبنانية بما يمكّن من التوصل الى تشكيل حكومة جديدة قبل الاحتفال بذكرى الاستقلال في 22 نوفمبر الجاري.
ذلك ان هذا الموعد الافتراضي يبدو كأنه سقط بدوره لان رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام لا يوحيان لزوارهما بوجود اي بارقة في امكان تجاوز الطبقة الجديدة من التعقيدات التي اضيفت الى الطبقات السابقة من الشروط والشروط المضادة.
ولفتت الاوساط في هذا السياق لـ «الراي» الى عودة ارتباط الازمة بقوة بالمعطيات الاقليمية اذ ترصد الجهات اللبنانية ما يمكن ان يحصل على محور الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسعودية كما بدا الكلام عن امكان عودة الاهتمام السعودي بالوضع اللبناني من خلال الاتصالات الجارية بين قصر بعبدا والمملكة السعودية لتحديد موعد جديد لزيارة سليمان للسعودية في النصف الاول من الشهر الجاري.
مسلحون يخطفون لبنانياً ويقتادونه إلى سورية
 بيروت - «الراي» : ادعى علي شرف الدين (من حي النبي إنعام في مدينة بعلبك) لدى مخفر يونين في البقاع ان ولده حسين البالغ من العمر 25 عاما خُطف بينما كان يقوم برحلة صيد برفقة 3 من اصدقائه بجرود نحلة على السلسلة الشرقية، حيث أقدم مسلحون يستقلون سيارة نوع «بيك آب» على نقله الى الاراضي السورية بعدما أطلقوا النار على سيارته وهي نوع «غراند شيروكي» في منطقة الشاغورعلى الحدود السورية - اللبنانية، فيما فرّ اصدقاؤه الذين كانوا معه.
ويذكر ان الاتصال بحسين شرف الدين فُقد صباح امس أثناء رحلة صيد كان يقوم بها مع ابن عمه مهدي شرف الدين وصديقين له من آل دندش.
 
رعد لـ14 آذار: فشلتم والمعادلة في سوريا ستتغيّر
النهار..
دعا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد "الطرف الآخر" إلى "الحوار والشراكة وتداول السلطة والإعتراف بالآخر"، لافتا "إلى أن هذه الشعارات هي شعارات ذلك الطرف وعليه التزامها".
أضاف مخاطبا فريق 14 آذار خلال احتفال تأبيني في صير الغربية الجنوبية: "تعال إلينا لنعبر بك إلى الدولة، لانك جربت وحدك فعبرت بالدولة، ولم تعبر إلينا، ودمرت كل المؤسسات بمنهجيتك وبقيت مؤسسة واحدة اسمها الجيش يحاولون إضعافها بكل الوسائل حتى لا تعود قادرة على القيام بمهماتها وبواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار".
وقال: "منذ سنتين ونصف سنة ويستدرجهم العد العكسي من تنازل إلى تنازل، والمكابرة وحدها تمنعهم من أن يعيدوا النظر في حساباتهم"، متسائلا: "إذا كان لهذه المكابرة تبريرها في بداية الأحداث فما هو التبرير المتبقي؟ لقد فشلت كل مساعيهم من أجل تغيير المعادلة في سوريا؟ انهم يراهنون على أن يحكموا لبنان بعد تغيير المعادلة في سوريا". وأكد "أن المعادلة في سوريا الآن ستتغير لغير مصلحتهم، وان الأمور هناك تنبىء وتؤشر إلى أن كل الفئات التي ساهمت في الحرب ضد سوريا ستتهاوى وتتراجع في النفوذ والتأثير والسلطة، وستتغير بعض الوجوه ممن حملوا لواء الحرب التدميرية ضد سوريا، وقد بدأت بعض الوجوه تتساقط وتتغير". ورأى ان "لا حل في لبنان الا بتعاون الجميع ومراجعتهم لحساباتهم والتخلي عن بعض الرهانات الخاطئة التي فشلت في ما مضى".
 
لقاء أول من نوعه بين "الوطني الحر" و"المستقبل" الخميس الغاية جو من اللاقطيعة سعياً إلى قواسم وطنية مشتركة
النهار..ألين فرح
الخميس المقبل، سيجتمع وفد من نواب "التيار الوطني الحر" مع نواب من "تيار المستقبل" في مجلس النواب واللقاء أول من نوعه، علماً ان ثمة قنوات واتصالات مباشرة وغير مباشرة بين "التيار الوطني الحر" و"المستقبل" وبعيدة من الأضواء منذ الكلام على الانتخابات والتمديد لمجلس النواب والتعيينات.
فبعد لقاءات "التيار" مع الحزب التقدمي الاشتراكي في سياق سياسة الانفتاح التي يعتمدها واعلانه تواصله مع كل الكتل، يجيء هذا اللقاء الاول في صورة مباشرة بين الطرفين، بعيداً من الاصطفافات السياسية التي قسمت البلاد عامودياً. أما جدول أعماله فـ"مفتوح"، وفق النائب جمال الجرّاح. بينما يكتفي النائب آلان عون بالقول "اننا في الخلوة التي أجراها "التيار الوطني الحر"، قررنا التحرك على مستوى العمل التشريعي واتخذنا شعار "فصل التشريع عن السياسة"، ومن الطبيعي ان نتخذ قرار التواصل مع كل الافرقاء والكتل النيابية، وعلى هذا الاساس تحرّكنا، فما نشدد عليه اننا لا نريد التعاطي، تحديداً في العمل التشريعي، انطلاقاً من خلفية سياسية بل التحاور مع الجميع، ولا ضرورة للخضوع للاصطفافات السياسية".
الجرّاح يضيف ان هناك مواضيع يريدون بحثها معنا ويعرفون رأينا فيها ونحن كذلك، مثل النظرة الى مجلس النواب وموضوع الحكومة والفراغ واعلان بعبدا، وبالتأكيد سنبحث في القضايا التي نتطرق اليها كل يوم وخصوصاً حياد لبنان وتدخل "حزب الله" في سوريا. لدينا رأينا في المواضيع وسنطرحه، والكلام سيكون بعد الخميس". علماً ان الجرّاح يأمل في الخروج بقواسم وطنية مشتركة بين كل الأطراف في البلاد.
لا شك في ان للقاء منطلقات عدة، أولها وطني لان لبنان يمرّ بمرحلة دقيقة، خصوصاً في ضوء ما يحصل في سوريا والمنطقة. فكان القرار بالتلاقي والحوار لتحييد لبنان عن انعكاسات ما يجري في المنطقة، مما يتطلب حداً أدنى من الحوار بين كل المكونات اللبنانية، بهدف إضفاء أجواء ايجابية ولا قطيعة على خلفية الاصطفافات السياسية الحادة. لكن تبقى كيفية استثمار هذه الاجواء الايجابية.
وصحيح ان ثمة ثوابت في الامور والقرارات الاستراتيجية، وان التيار يختلف مع المستقبل حول مواضيع عدة مثل موضوع سلاح "حزب الله"، لكن الوضع الداخلي مختلف. ولا شك ان ثمة امراً "انكسر" بين "التيار الوطني" وحلفائه، وخصوصاً منذ موضوع التعيينات والتمديد لمجلس النواب ولقائد الجيش، مما جعله يعتمد فلسفة جديدة في تعاطي السياسة الداخلية، ولن يكون بعد اليوم أسير اصطفافات داخلية معينة كما أعلن مراراً. ثم ان لبنان مقبل على استحقاقات مهمة ابرزها الانتخابات الرئاسية والجميع معني بها.
الأكيد ان الحوار لا يحرج حلفاء التيار، وهذا عبرت عنه الخلوة باعتماد شعار "حليفنا هو كل من يعاوننا على بناء الدولة"، مما يسهّل الحركة والتواصل مع بقية الكتل النيابية. كما ان اللقاء لا يحرج حلفاء "المستقبل" الذين هم في أجوائه "ولا يؤثر في العلاقات في ما بيننا".
وسيشارك عن "التيار الوطني الحر" النواب: ابرهيم كنعان، آلان عون، سيمون أبي رميا وزياد أسود. أما عن "المستقبل" فإن الجراح لم يحدد اسماء النواب الذين سيشاركون معه: اكتفى بالقول: "من يسمح له وقته سيشارك".
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,448,980

عدد الزوار: 7,633,707

المتواجدون الآن: 0