أموس تدعو مجلس الامن إلى التعاطي مع الأزمة الانسانية مثل «الكيماوي»...مسؤول اميركي: سورية ربما تحاول إخفاء اسلحة كيماوية

ضغوط على كتائب إسلامية لمنع تشكيل قيادة عسكرية موحدة...«عقدتان» تؤخران موعد «جنيف 2»: مصير الأسد ومشاركة إيران ...قريب من الأسد لـ «الراي»: قوات «حزب الله» موجودة في سورية بطلب من دولتنا

تاريخ الإضافة الخميس 7 تشرين الثاني 2013 - 5:48 ص    عدد الزيارات 1994    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

قريب من الأسد لـ «الراي»: قوات «حزب الله» موجودة في سورية بطلب من دولتنا
 خاص - «الراي»
كشف مصدر قريب من الرئيس السوري بشار الاسد لـ «الراي» عن ان «قوات حزب الله الموجودة في سورية بطلب من الدولة السورية ستنسحب فوراً ومن دون أي إبطاء، لكن بعد القضاء النهائي على الاجانب والعرب في بلادنا، وعلى مَن يقف خلفهم ويدعمهم».
وفي كلام بدا كأنه ردّ على وصف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في مؤتمره الصحافي مع نظيره الاميركي جون كيري في الرياض اول من امس لـ «حزب الله» اللبناني بـ «قوة احتلال في سورية»، قال المصدر السوري الوثيق الصلة بالرئيس الاسد ان «في سورية مجموعات من 80 جنسية لم يطلب احد منهم المجيء لقتل الشعب السوري وتدمير مؤسساته والعبث بثرواته».
وتحدّث المصدر السوري عن «وجود اكثر من 4800 سعودي على ارض سورية وكذلك 3000 فلسطيني و2700 تونسي و2000 جزائري و800 شيشاني و350 كويتيا و1300 اوروبي واميركي و1100 اندونيسي و400 افغاني و4500 عراقي من الانبار وصلاح الدين ومناطق اخرى»، مشيراً إلى ان هاؤلاء جاؤوا لتدمير سورية».
ولفت المصدر السوري الى ان «حزب الله اللبناني يتأثر مباشرة بالصراع الدائر في سورية لوجود لبنان على حدود سورية ولوجود مجموعات تكفيرية تتنقل بحرية بين البلدين»، معتبراً انه «عندما يحين وقت انسحاب هذه القوة (حزب الله) المتماسكة والملتزمة والتي تتمتع بعقيدة متينة، ستنسحب فوراً، لكن السؤال هو: اذا طلبت السعودية والعراق والاردن وفلسطين وجميع الدول الاخرى التي لها مجموعات من جنسياتها تحارب في سورية، وعلى رأسها اوروبا واميركا، من هذه المجموعات الانسحاب فهل سيلبى طلبها؟».
وقال المصدر ان «داعش مؤلفة من 90 في المئة من قوات غريبة وهي مع جبهة النصرة تابعتان للقاعدة وتحتلان اكثر من 30 في المئة من الاراضي السورية. فاذا ذهبنا الى جنيف - 2 وقررنا الوقف الفوري لاطلاق النار، فهل يملك الائتلاف المعارض الذي يدعي الفيصل انه يمثل كل المعارضة قدرة الالتزام بوقف اطلاق النار وبفرضه على داعش والنصرة؟ سننتظر لنرى ذلك لنضحك قليلاً على المبتدئين بالسياسة علّهم يزيلون الغشاوة عن عيونهم ويتمرسون بسياسة الواقع رغم 38 سنة امضوها في السياسة الخارجية».
واضاف المصدر «اننا نتفق على ان أنصاف الحلول غير مقبولة ونحن نعمل من جهة على ازالة كل الارهابيين من سورية ولن تتوقف الحرب الا بازالتهم عن بكرة ابيهم، ومن جهة اخرى نحن مستعدون لمشاركة جميع الفئات السورية المعارضة المستعدة للجلوس معنا على طاولة المفاوضات للخروج من الحرب الدائرة لاعادة بناء الوطن والقضاء على الارهاب والتحضير لانتخابات نيابية ورئاسية مقبلة من دون قيود او شروط على احد».
واذ اكد المصدر ان «حكومة الوحدة الوطنية تنبعث من انتخابات نيابية دستورية وانتخابات رئاسية دستورية ومن بعدها تنبثق الحكومة اذ لن نعدل الدستور السوري في جنيف - 2»، فانه قال ان «الولايات المتحدة تعتقد انها تستطيع محاصرة سورية وحلفائها في جنيف - 2، كما تعتقد انها تستطيع فرض نفسها على المجتمع اللبناني حين قال كيري انه لن يسمح لحزب الله بتحديد معالم المستقبل في لبنان»، مشيراً الى ان «الولايات المتحدة تعيش وهم امكان فرض شروطها، فهذا الزمن ولى وهي لا تقول كيف ستفرض رغبتها على حلفاء سورية. فهل ستدفع بقوات مارينز اخرى الى لبنان ليعودوا في اكياس سوداء؟ (بالاشارة الى تدمير مقر المارينز سنة 1983 في عملية اتهم فيها حزب الله)»، خاتماً: «ليس المهم ان تقول ما تريد بل المهم ان تفعل ما تستطيع».
 
أفخم لـ «الراي» رداً على كلام الفيصل: لا قوات إيرانية في سورية
طهران - من أحمد أمين
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم عدم صحة التصريحات التي تتهم ايران بارسال قوات نظامية الى سورية للقتال الى جانب الرئيس بشار الاسد، وقالت في رد على سؤال لـ «الراي» عن دعوة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاميركي جون كيري، ايران الى سحب قواتها من سورية، ان «ايران اعلنت في السابق ان لها علاقات سياسية وطيدة مع النظام في سورية، وهي ترفض المزاعم التي تتحدث عن وجود قوات قتالية ايرانية في هذا البلد، فهذه المزاعم عارية عن الصحة».
واضافت: «اذا كانت السياسات الخاطئة وعدم نجاح بعض الاجراءات والخطوات في الوصول الى نتيجة، واذا كانت المشاكل المتعلقة بالازمة السورية لايمكن حلها بالاساليب الاخرى، فانه يجب عدم اللجوء الى الاسقاط، او ان يتم ربط مشاكل الازمة السورية بهذا الامر المتعلق بايران، اي الحضور العسكري».
اما عن تصريحات كيري التي شدد فيها على ان كل الخيارات في التعامل مع ايران مازالت على الطاولة، قالت افخم لـ «الراي»: «نحن «نأمل ان تعتمد تصريحات ومواقف المسؤولين الاميركيين الواقع الموجود على الارض، وعلى الادارة الاميركية التعامل بجد وواقعية مع ايران، وان يدركوا بان ليس لهذه المواقف السياسية والتهيدات ادنى اثر على ايران وشعبها».
ولفتت الى ان «الخيارات التي تتحدث عنها الادارة الاميركية، اثبتت في الكثير من المناطق في العالم، اخفاقها وعدم جدواها»، مبينة ان «المسؤولين الاميركيين يتعرضون لضغوط من قبل بعض الاوساط الاميركية النافذة ومجموعات الضغط الراديكالية، لذلك فان هؤلاء المسؤولين وتحت طائلة هذه الضغوط، يلجأون لمثل هذه المواقف».
وشددت على انه «آن الاوان لان يغير الاميركيون لهجة تعاملهم مع ايران، وان يتبع هذا التغيير، تغيير في الاداء والسلوك ولاسيما في التعاطي مع الحقائق في ايران».
وتوجهت «الراي» بسؤال آخر للمتحدثة يتعلق بدور ايران في الحياة السياسية العراقية، ومقولة ان العراق وقع تحت السيطرة الايرانية بعد انسحاب القوات الاميركية منه، فردت قائلة ان «لايران علاقات جيرة حسنة مع العراق، واعتقد ان الانباء التي تتحدث عن تدخل ايران في شؤون هذا البلد انما تعتبر نوعا من الاهانة لسيادة وحكومة العراق، هناك محادثات ومشاورات بناءة جدا بين الطرفين، ومجالات التعاون السياسية والاقتصادية بين طهران وبغداد في نمو مطرد، وكما شاهدنا بان اول زيارة لوزير الخارجية الايرانية (محمد جواد ظريف) كانت الى العراق، كما قام مسؤولون عراقيون بزيارة طهران، وفي المستقبل يوجد على جدول الاعمال زيارات متبادلة بين الجانبين، ونحن نعتبر مثل هذه الانباء لا اساس لها من الصحة».
واكدت افخم رفض بلادها اي شروط مسبقة في مقابل مشاركتها في مؤتمر «جنيف - 2» حول الازمة في سورية، مجددة دعم إيران للنشاطات «الرامية للحل السلمي للأزمة السورية».
ومن جهتها، اصدرت العلاقات العامة للحرس الثوري بيانا اكدت فيه عدم صحة تصريحات عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية جواد كريمي صدوقي، الذي زعم فيها ان مئات الكتائب القتالية الايرانية موجودة حاليا في سورية، وقال البيان ان «مسؤول العلاقات العامة العميد رمضان شريف، نفى بشدة ما ذكره احد نواب مدينة مشهد في مجلس الشوري الاسلامي حول وجود مئات الكتائب الايرانية في سورية»، واضاف: «كما صرحنا مرارا، فان ايران ليس لديها اي قوات في سورية، وانما يوجد فقط مستشارون لنقل التجارب الدفاعية الى المدافعين في هذا البلد».
ودعا شريف جميع المسؤولين الى «توخي الدقة في الادلاء بتصريحاتهم والتي قد يستغلها اعداء الشعب ومضمرو السوء لايران»، مضيفا: «كما نتوقع من مسؤولي وسائل الاعلام ابداء مزيد من الدقة في ما يتعلق بنشر مثل هذه الاخبار حتى لا تكون ذريعة لحرب نفسية تشنها أبواق الدعاية الاجنبية».
في غضون ذلك، شيع جثمان العميد في الحرس الثوري محمد جمالي في مدينة كرمان بعد ان قتل كما قالت وسائل الاعلام الايرانية «دفاعا عن مقام السيدة زينب في ريف دمشق ضمن مجموعة مدافعي الحرم التي تضم متطوعين»، واكد نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد حسين سلامي ان «شهادة محمد جمالي وهو يدافع عن مقام بنت رسول الله امام المجموعات المسلحة في سورية، يؤشر الى ان امثال الشهيد محمد جمالي، هم دلائل وفاء وحمية الشعب الايراني لآل بيت النبي».
 سقوط قذيفة على السفارة البابوية في دمشق
 دمشق - أ ف ب - سقطت قذيفة هاون امس على السفارة البابوية في دمشق، ما ادى الى وقوع اضرار مادية.
وقال المستشار في السفارة المونسنيور جورجيو: «سقطت قذيفة هاون الساعة السادسة والنصف صباحا على سطح السفارة» الواقعة في حي المالكي الراقي وسط العاصمة السورية، مشيرا الى عدم وقوع اصابات. واوضح انه «بفضل الله، كنا في الداخل، ولم يصب احد بجروح».
وتشهد احياء دمشق منذ اشهر سقوط قذائف هاون في شكل يومي، ما يؤدي الى سقوط قتلى وجرحى.
ودارت اشتباكات امس بين الجيش الحر و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسيطن - القيادة العامة» بزعامة احمد جبريل عند مدخل مخيم اليرموك كما وقعت اشتباكات عنيفة على جبهة مستشفى «تشرين» العسكري في حي برزة حيث تصدى الجيش الحر لمحاولة اقتحام المنطقة.
 
الرياض قبلت في اللحظة الأخيرة استقبال كيري... بعد استجداء أميركي
 الرأي..واشنطن - من حسين عبدالحسين
بعدما خرجت المملكة العربية السعودية عن صمتها وابدت امتعاضها من سياسة اميركا الشرق اوسطية برفضها عضوية غير دائمة في مجلس الامن الدولي، واطلاقها بعض التسريبات عبر ديبلوماسيين وصحف اميركية، كتب دايفيد اغناتيوس، نائب رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست» المعروف بقربه من الادارة، ان رسالة الرئيس باراك «أوباما الضمنية الى الرياض هي التالية: مصالحنا تختلف، تقبلوا ذلك».
واضاف اغناتيوس ان هناك دلالة كبيرة في ان ادارة أوباما لم «ترسل فورا مسؤولا كبيرا الى الممكلة من اجل اجتماعات استرضاء رفيعة المستوى». ونقل عن مسؤول في البيت الابيض قوله: «لسنا في وارد مساعدة المعارضة (السورية) على الفوز في الحرب الاهلية».
على ان جملة ما كتبه اغناتيوس تبين في ما بعد انه كان من باب الدعاية، وانه على مدى الاسبوع الماضي، «استجدت واشنطن الرياض لاستقبال وزير الخارجية جون كيري»، حسب مصادر اميركية رفيعة، قالت لـ «الراي» ان موافقة الرياض على الزيارة جاءت في اللحظة الاخيرة، ما أجبر الوزير الاميركي على تعديل برنامج رحلته الذي يتضمن دولا شرق اوسطية واوروبية، وهو انتقل من السعودية الى بولندا، ليعود بعدها الى الاردن والامارات.
وتشير المعلومات المتوافرة في العاصمة الاميركية الى ان وزارة الخارجية بلغتها انتقادات حادة على لسان رئيس الاستخبارات العامة السعودية الامير بندر بن سلطان، الذي افرغ ما بجعبته في جلسة جمعته وسفير فرنسا في الرياض برتراند بيزانسينوت، واستمرت ساعات.
وتقول المصادر الاميركية ان السفير الفرنسي قدم ملاحظاته فورا الى نظيره الاميركي جيم سميث، الذي نقلها بدوره الى وزارة الخارجية، قبل ايام عديدة من ظهورها في صحيفة «وول ستريت جورنال».
وتضيف المصادر الاميركية انه فور بلوغ الاحتجاجات السعودية العاصمة الاميركية، ادركت الادارة فداحة المشكلة، فهذه المرة الاولى منذ عقود التي تخرج فيها اي خلافات بين الدولتين الى العلن.
هكذا، اصدرت الادارة الاميركية التعلميات، على وجه السرعة، الى مسؤوليها لـ «اجراء ما يلزم لتقديم التطمينات الى الرياض وللتأكيد على متانة العلاقة بين الدولتين». وفي هذا السياق، طلب كيري من سميث اجراء الترتيبات اللازمة لزيارة فورية يقوم بها الوزير الاميركي الى السعودية للقاء كبار المسؤولين فيها.
الا ان المفاجأة السعودية للأميركيين جاءت في رفض الرياض تحديد موعد لزيارة كيري. وتضيف المصادر الاميركية ان «السعوديين قالوا ان لا لزوم لزيارة مجاملات»، وان «الرياض مستعدة لاستقبال كيري فقط ان كان لديه اي مستجدات حول سياسة بلاده للتباحث بها»، وان «لا وقت لدى الرياض لاضاعته في التباحث حول سياسة اميركا المتواضعة تجاه الشرق الاوسط»، في اشارة الى تصريح مستشارة الامن القومي سوزان رايس الى صحيفة «نيويورك تايمز»، حول سياسة واشنطن الشرق اوسطية التي تمت مراجعتها ابان تسلمها منصبها في الربيع الماضي.
وفي الرياض، تراجع كيري عما سبق لمسؤولي الادارة الاميركية الادلاء به، سرا وعلنا، حتى الآن، فمصالح اميركا والسعودية صارت متطابقة، و»لا خلافات» بينهما، في وقت ابدى الوزير الاميركي استعداد بلاده للتدخل لحماية السوريين من الحرب التي تشنها قوات الرئيس السوري بشار الاسد ضدهم.
وفي الرياض ايضا، لم تعد الشرق الاوسط «منطقة واحدة من مناطق العالم»، حسب تصريحات رايس، بل عادت اهميتها الى سابق عهدها، حسب كيري، الذي يبدو انه تطرق الى حرب تحرير الكويت عمدا لتجديد التزام اميركا امن الخليج وحلفائها في المنطقة. كما جدد كيري الموقف الاميركي القائل بأن واشنطن لن تسمح لايران بصناعة او حيازة قنبلة نووية.
ومع ان كيري لم ينقل بعد كل ما سمعه من المسؤولين السعوديين، الا ان ما وصل الى العاصمة الاميركية حتى الآن يشي بأنه سمع كلاما قاسيا في الرياض، وان العاهل السعودي كرر ما سبق ان قاله للموفد الرئاسي السابق الخاص بالملف النووي الايراني دينيس روس، في العام 2009، لناحية ان «السعودية ستشتري لنفسها برنامجا لصناعة الاسلحة النووية في حال اصبح لدى الايرانيين هكذا برنامج».
كذلك، تقول تقارير متضاربة ان كيري سمع في الرياض ما سبق ان سمعه مسؤولون اميركيون من نظرائهم الفرنسيين ان الرياض وباريس تعملان على تسليح وتدريب المعارضة السورية بشكل يؤدي الى قلب الموازين على الارض في سورية، وان لاميركا الخيار «اما الالتحاق بهذا المجهود، او البقاء خارجه».
الاجواء السعودية - الاميركية مازالت غير صافية تماما، حتى بعد زيارة كيري، الذي يبدو انه قدم بعض الوعود، وان السعوديين قالوا له انهم «سيصدقون عندما يرون افعالا».
ولأن كيري شعر انه كان يحتاج الى المزيد من المساحة للتعبير عن التزامات اميركا تجاه السعودية، فهو عقد جلسة مع موظفي السفارة الاميركية في الرياض. ورغم ان هذا النوع من الجلسات يتم تخصيصه لشكر الديبلوماسيين العاملين، الا ان كيري اغتنم الفرصة للحديث عن دور السعودية في مصر وسورية والبحرين واليمن، واشاد بالتغييرات الحاصلة في المملكة، ووصفها بأنها «الاخ الاكبر» اقليميا، في اشارة الى ان علاقة واشنطن بالرياض تتخطى العلاقات الثنائية الى شراكة كاملة واقرار بدور السعودية الاقليمي.
اما في واشنطن، فيبدو ان كيري سيعود لينقل صورة تحتاج الى اهتمام الادارة الاميركية وقد تجبرها على مراجعة كثير من سياساتها، خصوصا نحو سورية.
• الأمير بندر أفرغ ما بجعبته من استياء في جلسة استمرت ساعات مع سفير فرنسا في الرياض الذي نقله إلى نظيره الأميركي
• السعوديون رفضوا بداية تحديد موعد للوزير وقالوا إن لا لزوم لزيارة مجاملات
• الإدارة أصدرت فور تبلغها الرسالة التعليمات إلى مسؤوليها لـ «إجراء ما يلزم لتقديم التطمينات إلى الرياض»
• كيري تطرق إلى حرب تحرير الكويت عمدا لتجديد التزام أميركا أمن الخليج وحلفائها في المنطقة
 
حزب وهاب «ينخرط» بالقتال في سورية وينعى 4 «شهداء» في جبل الشيخ
 بيروت - «الراي»
في اول اعلان من نوعه يقوم به منذ بدء الأزمة في سورية، نعى «حزب التوحيد العربي» الذي يترأسه الوزير اللبناني السابق وئام وهاب (الدرزي الوثيق الصلة بالنظام السوري) اربعة قتلى من صفوفه سقطوا خلال مشاركتهم في الاعمال العسكرية في سورية.
واعلن الحزب في بيان له ان «الشهداء حسان بركة، سامي ابوعقل، اسعد ابو مرّة، حسن بدرالدين سقطوا في معركة الدفاع عن العزة والكرامة بتاريخ 4 - 11 - 2013 خلال المواجهات مع المجموعات الارهابية في قرية عرنة (ذات الغالبية الدرزية) في جبل الشيخ».
وأكد ان «دماء الشهداء الزكية لن تذهب هدراً فهذه الدماء الغالية ستبقى تفضح مضاجع المتآمرين والتكفيريين والارهاب والتطرف».
ويُذكر ان «عرنة» تقع على بعد نحو ستين كيلومتراً جنوب غرب دمشق، ونحو ثلاثين كيلومتراً جنوب غرب قطنا على السفوح الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ، على ارتفاع متدرج ما بين نحو 1380 و1800 متر، ويمكن بلوغها من قطنا مروراً بقرى عيسم وقلعة جندل وبقعسم والريمة.
 
أمير قطر: العالم عجز عن التصدي للجرائم التي ارتكبها النظام السوري
الدوحة - وكالات - انتقد امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني الموقف الدولي من الازمة السورية، داعيا الى حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري على اساس «جدول زمني محدد».
واستنكر الشيخ تميم «محاولة البعض الاستعاضة عن تحقيق العدل لهذا الشعب (السوري) الذي دفع أبهظ الأثمان وسجل سطورا من البطولة والعزة بمفاوضات غير مشروطة وغير محددة زمنيا ولا تقود الى شيء».
وطالب في المقابل «بضرورة ان تدور المفاوضات من أجل التوصل الى حل سياسي على أساس الاعتراف بمطالب الشعب السوري العادلة، وعلى أساس جدول زمني لتحقيقها».
كما انتقد امير قطر «عجز المجتمع الدولي عن التصدي لنظام ارتكب وما زال يرتكب جرائم ضد الانسانية، وذلك بسبب استخدام حق النقض في مجلس الأمن من بعض الدول، وشلها بذلك قدرة المجلس على اتخاذ القرارات المناسبة من جهة، وبسبب ازدواجية المعايير المستفحلة في السياسة الدولية».
واكد دعمه الكامل «للشعب السوري الشقيق الذي اصبح يدافع عن وجوده على ارضه وليس فقط لتحقيق العدالة والحرية».
وحمل الشيخ تميم اسرائيل «المسؤولية الأساسية عن استمرار القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين دون حل بمواصلة الحصار الجائر على قطاع غزة وسياسة الضم والاستيطان، في القدس والضفة الغربية والجولان السوري المحتل» منتقدا في الوقت نفسه «التساهل الدولي مع هذا التعنت الذي يصل حدّ التواطؤ».
من جهة أخرى، اكد الشيخ تميم «العمل الدائم على تعزيز مجلس التعاون الخليجي وتحقيق التكامل بين دوله، وعلى تعزيز التضامن العربي وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، لكي يكون للعرب كيان وصوت في هذا العالم» بحسب تعبيره.
واشار الى ان السياسة الخارجية لقطر «تقوم دائماً على أساس من مبادئ التعايش السلمي، والتعاون مع كافة الدول والشعوب، والاحترام المتبادل، وتعزيز المصالح المشتركة، وتوطيد الأمن».
وحضر افتتاح دورة مجلس الشورى «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الى جانب عدد من المسؤولين القطريين وممثلي السلك الديبلوماسي.
وعلى الصعيد الداخلي نوه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «بالانجازات المستمرة التي يحققها الاقتصاد القطري رغم عدم وضوح الرؤية بالنسبة للاقتصاد العالمي، وعدم الاستقرار الذي يحول دون التعافي الكامل من الأزمات المتتالية التي تعاني منها العديد من الاقتصاديات المتقدمة والناشئة على السواء».
 
مقتل عميد من "الحرس الثوري" قرب دمشق ونائب إيراني يؤكد وجود مئات الكتائب في سوريا
لا اتفاق على موعد "جنيف ـ2"
(اف ب، رويترز، يو بي أي، واس، العربية، "المستقبل")
فشل لقاء جنيف أمس بين ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا بحضور الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، في الاتفاق على موعد لعقد مؤتمر جنيف2 للسلام حول سوريا، ولكن مع الاعراب عن الأمل بعقده قبل نهاية العام.
وفي إيران، أعلنت وكالة أنباء شبه رسمية أن ضابطاً إيرانياً رفيعاً برتبة عميد من منتسبي الحرس الثوري الإيراني قتل على الأراضي السورية، مع تأكيد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان جواد كريمي قدوسي انتشار المئات من الكتائب الإيرانية على الأراضي السورية دعماً لبشار الأسد.
ففي جنيف لم ينجح اللقاء الثلاثي بين الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي وممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا، في الاتفاق على موعد لعقد مؤتمر السلام حول سوريا المعروف باسم جنيف2.
وأعرب الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في المدينة السويسرية "عن الامل" بالتوصل الى عقد هذا المؤتمر "قبل نهاية العام الحالي"، معتبراً ان "عملا مكثفا قد أنجز" في هذا الاطار.
واعلن الابراهيمي ان اجتماعا ثلاثياً ثانياً بينه وبين الاميركيين والروس سيعقد في الخامس والعشرين من الشهر الحالي. وقال ان المعارضة السورية مدعوة "للحضور عبر وفد مقنع"، مضيفاً "ان مختلف مكونات المعارضة تتواصل مع بعضها البعض، وهذه واحدة من الامور التي يتوجب عليهم اتخاذ قرار بشأنها" في اشارة الى مشاركتهم او عدم مشاركتهم في المؤتمر واختيار وفد يمثلهم. وشدد على ان "المؤتمر يجب ان يعقد من دون شروط مسبقة".
ورداً على سؤال حول مشاركة ايران في المؤتمر قال الابراهيمي "ان المحادثات لم تنته بعد".
وكان مصدر روسي استبق اعلان الابراهيمي وصرح لوكالة "ايتار تاس" الروسية للانباء أمس، ان مؤتمر جنيف2 الذي كان مرتقباً اساساً في الشهر الجاري لن يعقد قبل كانون الاول.
كذلك صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه "تجب بكل تأكيد دعوة كل اصحاب التأثير على الوضع.. وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب، بل ايضا ايران والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودولاً أخرى مثل تركيا".
وأجرى الابراهيمي صباح أمس محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان. ثم تلا هذا الاجتماع اجتماع موسع بعد الظهر انضم اليه ممثلو الدول الثلاث الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي الصين وفرنسا وبريطانيا.
واعلنت الامم المتحدة انه تقرر ايضا دعوة ممثلين عن اربع دول مجاورة لسوريا هي العراق والاردن ولبنان وتركيا وممثل عن الجامعة العربية وآخر عن الامم المتحدة.
وقال الابراهيمي ان الموعد النهائي لجنيف2 سيتم "اعلانه في الايام المقبلة"، علما بأن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هو الذي سيوجه الدعوات لهذا المؤتمر.
وتجتمع المعارضة في 9 تشرين الثاني في اسطنبول لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في جنيف2. ويرفض المجلس الوطني السوري اكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض، المشاركة في المؤتمر "في ظل المعطيات والظروف الحالية"، مهدداً بأنه "لن يبقى في الائتلاف اذا قرر ان يذهب الى جنيف".
وفي المملكة العربية السعودية التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض أول من أمس.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أنه جرى في اللقاء "بحث آفاق التعاون بين البلدين، وكذلك تطورات القضية الفلسطينية والوضع في سوريا، إضافة إلى مجمل الأحداث الإقليمية والدولية وموقف البلدين الصديقين منها".
وحضر الاجتماع كبار المسؤولين السعوديين على رأسهم ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي التقى كيري أول من أمس، وصرح في مؤتمر صحافي مشترك مع المسؤول الأميركي بأن سوريا "أرض محتلة لم تدخلها القوات الإيرانية لإنقاذها من احتلال خارجي، بل تسهم في مجهودات النظام ضد الشعب السوري"، معتبراً أن "إيران في اختبار حسن النوايا الآن وربما أهم خطوة أن تأخذ في حسن النوايا أن تخرج من سوريا وتخرج حليفها اللبناني حزب الله". (التفاصيل ص 14)
وقالت مندوبة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سمانثا باور امس، إن اتفاق الأسلحة الكيميائية لم يغيّر موقف الولايات المتحدة تجاه بشار الأسد.
وأضافت باور بعد جلسة مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي واستمع خلالها إلى إفادة من منسّقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، إن اتفاق الأسلحة الكيميائية وتطبيقه لم يغيّرا موقف الولايات المتحدة تجاه الأسد، وتابعت أن الرجل الذي يستخدم الغاز ضد شعبه وصواريخ سكود وكل أشكال الإرهاب الأخرى لا يصلح لحكم هذا الشعب.
وأشارت باور إلى أن الاتفاق يقضي على سلاح استخدمه الأسد وقواته لتحقيق تقدم عسكري تكتيكي. ويبقى تعهّد الولايات المتحدة يشاطرها في ذلك زملائي في مجلس الأمن، هو ضمان عدم ترجمة الضوء الأحمر لأحد أنواع الأسلحة بأنه ضوء أخضر لاستخدام أسلحة أخرى.
وأضافت السفيرة الأميركية أن القضاء على الأسلحة الكيميائية في سوريا ليس بديلا عن إنهاء العنف.
وفي باريس (مراد مراد)، استقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء امس نظيره الايراني محمد جواد ظريف الذي يزور فرنسا بمناسبة المؤتمر العام لمنظمة اليونيسكو. واحتل ملفا النووي الايراني والازمة السورية الحيز الاكبر من المحادثات التي جرت بين الطرفين.
وأعلن ظريف في لقاء مع "فرانس 24" ان ايران مستعدة لاستخادم نفوذها من اجل سحب جميع المقاتلين الاجانب من سوريا، وذلك ردا على سؤال حول امكانية سحب عناصر "حزب الله" الموجودين على الاراضي السورية.
ولم يتحدث الوزيران الى الصحافيين عقب اللقاء، لكن وزارة الخارجية الفرنسية اصدرت بيانا جاء فيه أن "فابيوس شدد على التزام فرنسا بتشكيل هيئة حكم انتقالية لها كامل الصلاحيات تماما كما ورد في اعلان جنيف1 بما في ذلك صلاحيات رئاسة الجمهورية. ويجب ان تكون جميع الدول الراغبة في المشاركة في جنيف2 حريصة على التوصل الى هذا الهدف".
وفي الملف السوري رداً على سؤال حول امكانية الضغط على "حزب الله" لسحب قواته من سوريا، أشار ظريف إلى ان طهران قد تستخدم نفوذها لتشجيع المقاتلين الاجانب الذين يقاتلون في سوريا كي ينسحبوا، وقال إن "إيران مستعدة لمطالبة جميع القوى الاجنبية بالانسحاب من سوريا. نحن مستعدون للضغط من اجل انسحاب كل غير السوريين من الاراضي السورية".
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل ضابط إيراني رفيع المستوى برتبة عميد من منتسبي الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية، زعمت أنه قتل خلال تأديته واجب الدفاع عن "ضريح السيدة زينب".
وانتشر خبر مقتل هذا الضابط تزامناً مع تأكيد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي، مساء الأحد وجود المئات من الكتائب الإيرانية على الأراضي السورية دعماً للأسد، الأمر الذي رافقه نفي المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف، واصفاً الدعم الإيراني للنظام السوري بالاستشاري فقط.
وكشفت وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية مساء الاثنين عن تشييع جثمان عميد في الحرس الثوري محمد جمالي باقلعة، من قادة "فيلق ثار الله" في مدينة كرمان جنوب إيران.
وذكرت الوكالة أنه "بالرغم من عمله الإداري إلا أنه قرر الدفاع عن الشعب السوري المظلوم" في مواجهة من وصفتهم "مهر" بـ"الإرهابيين" في إشارة إلى معارضي الأسد وللدفاع عن "ضريح السيدة زينب" بحسب الوكالة.
وأوضحت "مهر" أن العميد لقي في الأيام القليلة الماضية مصرعه على الأراضي السورية ووصفته بـ"الشهيد".
وكان مسؤول العلاقات العامة باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، نشر مساء الاثنين بياناً زعم فيه أنه "لا وجود لكتائب إيرانية منظمة في سوريا"، مؤكداً أن الوجود الإيراني في سوريا ينحصر في "تقديم الاستشارة" للجيش السوري و"نقل التجارب الدفاعية".
وجاءت تصريحات شريف في سياق نفي تصريحات عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي التي أدلى بها مساء الأحد في مدينة مشهد شمال شرقي إيران وكشف من خلالها عن وجود المئات من الكتائب الإيرانية التي تقاتل إلى جانب جيش الأسد ضد معارضيه.
وكان قدوسي صرح بأن "هناك المئات من الكتائب الإيرانية في سوريا، فعندما تسمعون أنباء انتصارات الجيش السوري على لسان قائد سوري، اعلموا أن القوات الإيرانية هي التي توقف وراء هذه الانتصارات".
 
صبرا لـ"المستقبل": نشارك في "جنيف ـ2" إذا كان سيقود إلى سوريا جديدة
("المستقبل")
أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أنّ المعارضة السورية لن تشارك في مؤتمر جنيف-2 "في حال لم نلمس حدّاً أدنى من الاهتمام بمآسي الشعب السوري وآخرها الحصار والتجويع ضدّ الغوطة ومعضمية الشام".
وقال في تصريح لـ"المستقبل" تعليقاً على اجتماعات جنيف أمس "اننا لا نستطيع المشاركة في مؤتمر يقود إلى مصالحة بيننا وبين النظام الذي يقتل شعبنا، نحن نشارك في المؤتمر في حال شعرنا أنّ ثمّة مشروعاً سياسياً يقود إلى سوريا جديدة بقيادة جديدة. أمّا أن نستسلم فهذا غير وارد لأنّ الشعب السوري متمسّك بالمواجهة ويرفض الاستسلام، وليعقد رعاة المؤتمر اجتماعاً مع مَن يشاؤون سواء كان اسمه قدري جميل أو غيره، أمّا نحن فلسنا في هذا الوارد".
 
لا «جنيف 2» هذا الشهر.. ودمشق تتشدد بشأن نقل السلطة وقائد «أحرار الشام» لـ «الشرق الأوسط»: هيئة الأركان بنيت في ظروف غير طبيعية.. ولا ترقى لطموحاتنا

أنطاكيا: وائل عصام بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»... بعد ساعات من المباحثات المكثفة في جنيف، فشل الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي والعربي للأزمة السورية، ودبلوماسيون أميركيون وروس، في تحديد موعد مؤتمر «جنيف 2» للسلام بشأن الأزمة السورية.
وأعلن الإبراهيمي في ختام المحادثات أنه لم يتح «للأسف» تحديد موعد للمؤتمر. لكنه أعرب «عن الأمل» في التوصل إلى عقد هذا المؤتمر «قبل نهاية العام الحالي»، معدا أن «عملا مكثفا قد أنجز». وقال الإبراهيمي إن المعارضة السورية مدعوة «للقدوم عبر وفد مقنع», مشددا على أن «المؤتمر يجب أن يعقد من دون شروط مسبقة». ويصطدم عقد المؤتمر بعقبات، منها إصرار الائتلاف السوري المعارض على شرط تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه وعدم حضور إيران اجتماعات جنيف، بينما صعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي ابدى تشددا من خلال إعلانه رفض حضور جلسات المؤتمر لتسليم السلطة.
من جهة أخرى، انتهى اجتماع بين قادة الفصائل الإسلامية السورية المسلحة وقيادة هيئة أركان «الجيش الحر» التي يرأسها اللواء سليم إدريس، بمدينة الريحانية في تركيا أمس، بالاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للحوار لحل المشاكل بين الطرفين.
وقال أبو طلحة، القائد العسكري لـ«أحرار الشام»، أكبر فصائل الإسلاميين المسلحة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هيئة الأركان بنيت في ظروف غير طبيعية وغير صحية، وأنتجت هيئة لا ترقى لطموحاتنا». وأضاف «إن لم تحل خلافاتنا مع (الأركان) و(الائتلاف)، فإننا سنشكل جسما عسكريا جديدا وجسما سياسيا جديدا. وسيكون الجسم السياسي الممثل الحقيقي لأهلنا في الداخل».
عقبات ترجئ موعد «جنيف 2».. والنظام يرفض المشاركة لـ«تسليم السلطة» واجتماع ثلاثي آخر في 25 الحالي.. ولافروف يتمسك بحضور إيران

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط» .. بينما كانت الاجتماعات تعقد في سويسرا بين المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وممثلين من روسيا والولايات المتحدة، تحضيرا لعقد «جنيف 2»، نقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن مصدر قريب من المحادثات، أن المؤتمر لن يعقد قبل شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وجاء الإعلان عن هذا الإرجاء بعد تأجيله مرات عدة، كان آخرها 23 الجاري، الموعد الذي لمح إليه عدد من المسؤولين، وإن لم يعلن عنه بشكل رسمي.
وأكدت مصادر دبلوماسية غربية مطلعة على الملف السوري لـ«الشرق الأوسط» أمس أنه بات من الواضح عدم إمكانية عقد مؤتمر «جنيف 2» هذا الشهر، وأن التوجه هو لعقده خلال «أسابيع»، أي قبل نهاية العام. ولكن لم تتضح بعد آلية لحل المشاكل العالقة حول عقد المؤتمر، بما فيها الوفد المفاوض من النظام السوري والوفد المقابل من المعارضة السورية، بالإضافة إلى الدول التي ستشارك فيه.
ويصطدم عقد المؤتمر بعقبات، منها إصرار الائتلاف السوري المعارض على شرط تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه وعدم حضور إيران اجتماعات جنيف، بينما صعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال إعلانه رفض حضور جلسات المؤتمر لتسليم السلطة.
وفشل الدبلوماسيون من روسيا وأميركا ودول الجوار السوري في الاتفاق على موعد عقد المؤتمر. وقال الإبراهيمي أمس بعد الاجتماع إن المحادثات في جنيف مع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة لم تتح «للأسف» تحديد موعد «جنيف 2». وأعرب «عن الأمل» بالتوصل إلى عقد هذا المؤتمر «قبل نهاية العام الحالي»، معتبرا أن «عملا مكثفا قد أنجز»، وأعلن أن اجتماعا ثلاثيا ثانيا بينه وبين الأميركيين والروس سيعقد في الخامس والعشرين من الشهر الحالي. وأشار إلى «مشاكل كثيرة» تعتري صفوف المعارضة السورية.
وكان الإبراهيمي أكد الأسبوع الماضي إثر انتهاء زيارته إلى دمشق ولقائه الرئيس الأسد، أن الحكومة السورية أكدت قبولها المشاركة في المؤتمر، مستبعدا في الوقت عينه انعقاد «جنيف 2» ما لم تحضره المعارضة. غير أن مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان أعلنت أمس أن دمشق ستذهب إلى «جنيف 2» من أجل وقف العنف والإرهاب و«من دون وصاية».
وبدوره أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في وقت متأخر من مساء أول من أمس أن النظام لن يذهب إلى مؤتمر «جنيف 2» لتسليم السلطة، مشيرا إلى أن ما سيحصل في المؤتمر هو «عملية سياسية وليس تسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية». وقال الزعبي: «نحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة.. لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة». وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي صافي إن موعد «جنيف 2» لم يحدد كي يؤجل، مشيرا إلى أن ما تردد قبل ذلك عن إمكانية انعقاده في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي كان ينم عن رغبة الأخضر الإبراهيمي وبعض الأفرقاء الدوليين، لكن الوقائع على الأرض تدل بشكل واضح على استحالة عقده في ظل عدم اكتمال التحضيرات وعدم وجود موقف دولي موحد وتهرب النظام من مسؤوليته بعدما كان قد أعلن استعداده للذهاب إلى المؤتمر من دون شروط، ليعود أول من أمس الزعبي ويعلن عكس ذلك، بقوله إنه «إذا بقي الوضع على حاله فلن يكون هناك مؤتمر لا هذا الشهر ولا الشهر المقبل».
وكرر صافي لـ«الشرق الأوسط» تأكيده رفض الائتلاف الذهاب إلى «جنيف 2» ما لم يكن ينطلق من شروط المعارضة التي ذكر بها رئيس الائتلاف أحمد الجربا في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي، وهي وضع جدول زمني لرحيل الأسد وعدم حضور إيران.
وبعدما كانت المعارضة السورية رفضت المشاركة في الاجتماع الثلاثي في جنيف، انطلاقا من كونها قامت بمهمتها لجهة تحديد مطالبها وشروطها، أعلن قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري المقال أنه يريد المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» كأحد ممثلي المعارضة.
وشارك في مؤتمر جنيف التحضيري أمس الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والنائب الآخر لوزير الخارجية غينادي غاتيلوف، فيما ترأس الوفد الأميركي نائبة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان. وكان من المقرر أن ينضم إلى المشاورات الثلاثية في النصف الثاني من النهار باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومن ثم وفود من الدول المجاورة لسوريا وهي الأردن والعراق ولبنان وتركيا، لبحث الجانب الإنساني للأزمة السورية.
وفي غضون ذلك، تمسكت روسيا بحضور إيران المؤتمر. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شروط المعارضة. وقال في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عن بيان الجربا: «يجب بكل تأكيد دعوة كل أصحاب التأثير على الوضع.. وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب، بل أيضا إيران».
وذكرت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية نقلا عن مصدر قريب من محادثات جنيف قوله أمس إن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستواصل بحث إمكانية مشاركة إيران في محادثات السلام السورية.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن طهران قد تستخدم نفوذها لتشجيع المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سوريا على الانسحاب من هناك. وقال ظريف لتلفزيون «فرانس 24»: «إيران مستعدة لمطالبة جميع القوى الأجنبية بالانسحاب من سوريا.. نحن مستعدون للضغط من أجل انسحاب غير السوريين كافة من الأراضي السورية». وكان ظريف يرد على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة لاستخدام نفوذها على جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية التي تحارب إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا.
 
مؤيدو النظام يطلقون حملات تأييد ترشيح الأسد للانتخابات الرئاسية المقبلة وحملة على «فيس بوك» لحشد دعم 10 ملايين سوري

لندن: «الشرق الأوسط» .... مع بدء العد التنازلي لانتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد في يونيو (حزيران) 2014، وتزايد الجدل الدبلوماسي الدولي حول مصيره، راحت أصوات من مؤيدي النظام السوري ترتفع لتؤكد دعمها ترشيح الأسد لولاية ثالثة. وتنطلق أغان شعبية في دمشق تنادي بـ«حب الأسد»، بينما خصصت صفحة في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لإطلاق حملة تؤيد ترشيحه.
وتصدح عاليا أغان في أنحاء دمشق تنادي برئاسة الأسد وذلك في أحياء العاصمة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، لا سيما الراقية منها المحيطة بقصر الروضة الرئاسي، وفي أوتوستراد المزة والأحياء الموالية. وتصدح عاليا تلك الأغاني من سيارات تجوب ليل نهار وسط دمشق المثقل بعشرات الحواجز. ولعل أكثرها رواجا، بعد أغنية «نحنا رجالك يا بشار» التي احتلت إذاعات «إف إم» لأكثر من عامين، أغنية المطرب الشعبي عمار الديك، قريب المطرب الشعبي ابن منطقة الساحل علي الديك. وتتكرر لازمة الأغنية «يا سوري من قلبك عيد.. بدنا الأسد بالتحديد».
وعادة لا تبث هذه الأغاني في الإذاعات والتلفزيونات الرسمية، ويقتصر حضورها على الإذاعات الخاصة الصغيرة، وحافلات النقل العام وسيارات ميليشيات النظام والأجهزة الأمنية، بحيث يملأ صداها الشوارع، حتى ساعة متأخرة من الليل. في حين أن أغاني أخرى مثل أوبريت «إيد بإيد» والتي تبدو كلماتها أقل مبالغة في تمجيد الأسد تجد طريقها إلى التلفزيون الرسمي. وتقول كلمات الأوبريت، التي يؤيدها أكثر من مطرب ومطربة من جيل الفنانين الشعبيين الجدد «سوريا كلها بحالها من جنوبها لشمالها.. تنادي بشار راعيها.. تنادي بشار خيالها».
وكذلك فيديو كليب للفنان الدمشقي الشهير رفيق سبيعي (أبو صياح) الذي يظهر في الفيديو باللباس العسكري وهو يشيد بالجيش والرئيس بشار قائلا: «نحنا جنودك نحنا رجالك أنت أملنا يا بشار».
وبالتزامن مع إطلاق هذه الأغنية، خصصت مجموعة «بصمة شبابك يا أسد» صفحة في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لإطلاق حملة (صفحة 10 ملايين مؤيد لترشيح بشار الأسد للانتخابات الرئاسية عام 2014). ونالت الصفحة التي أنشئت في العاشر من الشهر الماضي إعجاب نحو 1040 شخصا، وذلك بعد تزايد الحديث عن مصير الأسد وعما إذا كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014.
وجاءت الدعوات لتأييد ترشيح الأسد للانتخابات بعد تصريحاته في عدد من اللقاءات والمقابلات التلفزيونية والصحافية الشهر الماضي، أن الترشح للانتخابات سيكون بناء على رغبة الشعب.
وتنشر الصفحة صورا وتصاميم لشعارات الحملة الانتخابية للرئيس: «حلو عنا غير بشار الأسد ما عنا» و«من كان له قائد كبشار الأسد لن يهزم أبدا» و«بشار الأسد أو نحرق العالم»، وهو الشعار الذي سبق ورفعه المؤيدون ببداية الاحتجاجات وتحول في بعض المناطق إلى «الأسد وسنحرق البلد».
هذه الشعارات من جملة شعارات راحت تنتشر أخيرا عند الحواجز إما مكتوبة على الجدران أو مطبوعة على صور الرئيس الأسد كالصورة التي تظهرها عابسا وقد كتب عليها «لا تعبس بدك عسكر لـنلبس»، وأخرى يظهر فيها مبتسما ورافعا الإبهام في إشارة إلى أنه يسير بالطريق الصحيح ومكتوب عليه كلمة واحدة «يا قاهرهم»، وثالثة وعليها صورة الأسد محاط بجمهوره ومكتوب عليها «غير تلاتي ما منختار الله وسوريا وبشار».
ويتخوف غالبية السوريين من المعارضين أو الصامتين من سيناريو دولي يهدف لبقاء الأسد في السلطة، ويقول الطبيب نضال.ع: «إن أسوأ ما يمكن حصوله هو بقاء الأسد في السلطة». ونضال من الأطباء الذين رفضوا مغادرة البلاد، رغم تعرضه للمضايقات إلا أنه حرص على البقاء على الحياد محافظا على صمته، لكنه الآن وبعد تنامي المخاوف من بقاء النظام وتصريح الأسد في لقاءات الإعلامية الكثيفة خلال الشهر الماضي عن إمكانية ترشحه للانتخابات راح يفكر بالهجرة. ويقول: «إذا بقي هذا النظام لن أبقى بالبلد».
من جانب آخر، لا يستبعد السوريون الذين خبروا نظام عائلة الأسد أربعة عقود تأجيل النظام موعد إجراء الانتخابات بحجة الوضع الأمني المضطرب، لكسب مزيد من الوقت وخلط الأوراق، بحسب الإشاعات التي تروج كثيرا في دمشق.
 
«داعش» تواصل معاركها ضد الأكراد في «رأس العين» وتعتقل قائدا معارضا بحماه واشتباكات عنيفة في حلب.. وسقوط قذيفة «هاون» قرب السفارة البابوية بدمشق

بيروت: «الشرق الأوسط».... تواصلت المواجهات العسكرية أمس بين القوات النظامية وكتائب «الجيش السوري الحر» في مختلف المدن السورية، تزامنا مع اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» (داعش) في محافظة الحسكة.
وتواصلت المواجهات بين «وحدات حماية الشعب الكردي» وعناصر «تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية» غرب مدينة تل أبيض في الحسكة، التي تبعد عن الحدود التركية نحو 8 كيلومترات. وأوضح القيادي الكردي إبراهيم مسلم لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المعارك تدور على أطراف المدينة حيث يسعى المقاتلون الأكراد إلى استعادة رأس العين بعد أن سيطر عليها عناصر (داعش)». وأكد أن «أكثر من ثمانية مقاتلين إسلاميين قتلوا إثر الاشتباكات في حين سقط اثنان من الجانب الكردي». واتهم المسلم تنظيم «داعش» بتهجير العائلات الكردية من رأس العين، مشيرا إلى أن «المدينة كانت تضم 5 آلاف عائلة كردية هربت جميعها بعد دخول الجماعات المتطرفة إلى المدينة لتبقى 100 عائلة فقط».
وفي موازاة معارك «داعش» ضد الأكراد في الحسكة، اعتقل عناصر من التنظيم المقرب من «القاعدة» قائد لواء مقاتل في صفوف الجيش الحر، في ريف حماه الشرقي، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى أن «المقاتلين الإسلاميين اقتحموا مقر اللواء وصادروا كل الأسلحة الموجودة فيه».
وفي حلب، اندلعت اشتباكات بين كتائب الجيش الحر والقوات النظامية في بلدة تلعرن في السفيرة بريف المدينة الجنوبي، بحسب ما ذكر «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية». وكان الطيران النظامي شن غارات جوية عدة على بلدة تلعرن. وبث التلفزيون الرسمي صورا لوفد أمني وعسكري وهو يزور مدينة السفيرة في ريف حلب بعد سيطرة القوات النظامية عليها.
وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين الجيشين الحر والنظامي في حي بني زيد في حلب، عقب محاولة الجيش النظامي اقتحام المنطقة». وأوضحت أن «هذه الاشتباكات تدور في جهة دوار الليرمون»، مشيرة إلى أن «القوات النظامية تحاول اقتحام المنطقة وسط قصف مدفعي يستهدف حي بني زيد وحي الأشرفية بحلب».
وكان أكثر من ثلاثين جنديا نظاميا قد قتلوا على يد الجيش الحر في حلب القديمة أثناء محاولتهم اقتحام الجامع الأموي الكبير حيث دارت بين الطرفين معارك عنيفة داخل المسجد، بحسب ما أفاد ناشطون.
وفي حمص، أفاد ناشطون بسقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين جراء قصف القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدينة الرستن في حمص. وأوضح ناشطون أن «القصف جاء من كتيبة الهندسة شمال المدينة».
كما تعرضت بلدة الحصن في ريف حمص الغربي الواقعة تحت سيطرة المعارضة لقصف نظامي بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من بلدة رأس النبع القريبة منها. واستهدفت كتائب المعارضة بصواريخ محلية الصنع حاجز القياسات في جبل الزاوية موقعة قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
في موازاة ذلك، سقطت قذيفة هاون على السفارة البابوية في العاصمة دمشق، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي في السفارة الواقعة في حي المالكي الراقي وسط العاصمة السورية. وأوضح المستشار المونسنيور جورجيو أن «أحدا من موظفي السفارة لم يصب بجروح بسبب وجودهم داخل المبنى».
وشهدت مدينة داريا في ريف دمشق الغربي قصفا متقطعا من قبل القوات النظامية باستخدام المدفعية الثقيلة، وأفاد ناشطون بـ«تركز القصف على الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية من المدينة». كما استهدفت القوات النظامية بنيران رشاشات «دوشكا» شارع اليرموك الرئيسي بمخيم اليرموك جنوب دمشق. في حين أعلنت «شبكة شام» عن «رصد إطلاق صاروخ سكود من اللواء 155 في منطقة جبال القلمون بريف دمشق باتجاه الشمال السوري»، مشيرة إلى أن «هذا الصاروخ يعد الثاني الذي تم إطلاقه أمس من قبل القوات النظامية».
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بوقوع صاروخي «أرض - أرض» على منازل المدنيين في بلدة سبينة بريف دمشق، وسط اشتباكات بين الجيش الحر وميليشيات حزب الله اللبناني ولواء «أبو الفضل العباس».
 
منظمة «حظر الكيماوي» تتعثر في جمع الأموال لتغطية مهام بعثتها في سوريا ما لديها يكفي هذا الشهر فقط.. وأميركا أكبر المساهمين

أمستردام - لندن: «الشرق الأوسط».... لم تجمع الهيئة الدولية المكلفة بالتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية من الأموال حتى الآن إلا ما يكفي لتمويل بعثتها خلال هذا الشهر، وسيتعين تدبير المزيد من الأموال سريعا لدفع تكاليف تدمير مخزونات الغاز السام العام المقبل.
وتشرف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي فازت بجائزة نوبل للسلام، الشهر الماضي، على تدمير المخزونات السورية من غاز الأعصاب، في إطار اتفاق أميركي – روسي، توصل إليه البلدان في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وجمعت المنظمة حتى الآن نحو عشرة ملايين يورو (13.5 مليون دولار) لهذه المهمة.
وجاء في وثيقة للمنظمة بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول): «تقييم الأمانة أن مواردها البشرية الحالية تكفي لإجراء العمليات في أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني) 2013»، وفي ذلك الوقت كان في حسابها أربعة ملايين يورو فقط، بحسب وكالة «رويترز».
ويقول الرئيس السوري بشار الأسد إن التكلفة الإجمالية قد تكون مليار دولار، على الرغم من أن الخبراء يقولون إنه من المرجح أن تكون أقل، لتصل إلى عشرات أو مئات الملايين من الدولارات، اعتمادا على مكان وكيفية تدمير الأسلحة الكيماوية.
والولايات المتحدة هي أكبر مساهم حتى الآن في تمويل مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا، كما تساهم أيضا بريطانيا وكندا وألمانيا وهولندا وسويسرا.
وذكرت وثيقة المنظمة أن واشنطن ساهمت بما قيمته ستة ملايين دولار قيمة المعدات والتدريب والنقد مقسمة بين أموال للمنظمة وللأمم المتحدة.
وبمقتضى المقترح الروسي - الأميركي، وافقت سوريا في سبتمبر (أيلول) على تدمير برنامجها بالكامل من الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف 2014. وحالت تلك الخطوة دون ضربات صاروخية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها لسوريا، في أعقاب هجوم بغاز السارين في 21 أغسطس (آب) على مشارف دمشق أودى بحياة مئات الأشخاص.
وكانت سوريا حتى سبتمبر واحدة من بضع دول غير منضمة لمعاهدة دولية تحظر تخزين الأسلحة الكيماوية. وانضمام دمشق لمعاهدة الأسلحة الكيماوية يوجد مشكلة فريدة من نوعها، هي التدمير الأمن لمخزونات ضخمة من الغازات السامة، في خضم حرب أهلية أودت بحياة 100 ألف شخص، وشردت ما يصل إلى ثلث السوريين.
وسيجري تغطية نفقات الطواقم إلى حد بعيد من الميزانية العادية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي تقل عن 100 مليون دولار سنويا، لكن المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها ستحتاج إلى موارد إضافية كبيرة.
وبنهاية الأسبوع المقبل سيتعين على المنظمة وسوريا أن تتفقا على خطة مفصلة للتدمير، تشرح بالتفصيل مكان وكيفية تدمير هذه الغازات السامة، ومنها الخردل والسارين وربما غاز الأعصاب (في إكس).
وقالت المنظمة الأسبوع الماضي إن فريقها تفقد 21 من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في أنحاء البلاد موفيا بموعد نهائي رئيس في أول نوفمبر. وأضافت المنظمة أن موقعين كانا خطيرين بدرجة تعذر معها الوصول إليهما للتفتيش.
وكشفت سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن 30 منشأة للإنتاج والتعبئة والتخزين، وثماني وحدات متنقلة للتعبئة، وثلاث منشآت متعلقة بالأسلحة الكيماوية. وأظهرت وثيقة المنظمة أن هذه المنشآت احتوت على قرابة ألف طن متري من الأسلحة الكيماوية.
وأضافت الوثيقة أن أربع دول أخرى تعهدت بتقديم 2.7 مليون يورو إضافية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وتابعت الوثيقة أن ألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرت النقل الجوي لفريق المنظمة إلى سوريا في حين وفرت دول أوروبية أخرى والولايات المتحدة مركبات مدرعة قامت كندا بشحنها.
وتعهدت بريطانيا بتقديم ثلاثة ملايين دولار، بينما قالت روسيا وفرنسا والصين إنها ستتبرع بالخبراء والطاقم الفني الذي يتعين أن يشهد عملية التدمير كلها، التي تستغرق وقتا.
ومن التكاليف الضخمة المنتظرة على الأرجح شحن المواد الكيماوية الخام إلى خارج سوريا لتدميرها بصورة آمنة، بعيدا عن منطقة الحرب. وذكر مصدران أن النقاشات دائرة مع الدول المستعدة لاستضافة المنشآت لإحراق الغازات السامة أو تحييدها كيميائيا، ومنها ألبانيا وبلجيكا ودولة إسكندنافية لم تحدد.
 
شريكة الرئيس الفرنسي تزور اللاجئين السوريين في لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط» .... أعربت فاليري تريرفايلر، شريكة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، عن شدة «تأثرها» بأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، مؤكدة أنها «ستنقل» ما رأته خلال زيارتها لبيروت.
وقالت تريرفايلر: «بالطبع تأثرت بشدة لرؤية أوضاع هؤلاء اللاجئين وهؤلاء الأطفال، وكل الأشخاص الذين جل ما يطمحون إليه هو العودة إلى منازلهم»، وذلك في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية خلال زيارتها لمعرض في «مركز بيروت للمعارض» وسط العاصمة، يعود ريعه على الأطفال السوريين.
وكانت تريرفايلر زارت في وقت سابق أمس مخيم الدلهمية في شرق لبنان، حيث يقيم نحو 1300 لاجئ سوري في خيام صغيرة وسط ظروف صعبة. وأضافت أن «أحدا لا يريد البقاء في مخيم للاجئين.. يفتقدون كل شيء، لا سيما أنهم بعيدون عن منازلهم.. هم اقتلعوا من جذورهم.. أولادهم تهدمت حياتهم.. لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة. من المؤثر رؤية إلى أي درجة هم ضائعون، ولا يملكون أدنى فكرة عن موعد عودتهم».
وأكدت أنها «ستنقل» كل ما رأته، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن «فرنسا كانت بلدا رائدا في مساعدة اللاجئين السوريين».
وكانت تريرفايلر حذرت خلال زيارتها الصباحية من نشوء «جيل ضائع» من الأطفال السوريين اللاجئين. وقالت: «سيصبح هؤلاء جيلا ضائعا ما لم نتحرك الآن، وقد حان الوقت للتحرك»، وذلك خلال الزيارة التي رافقها فيها وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، والمدير المساعد لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين في لبنان جان - بول كافالييري والسفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي.
 
«عقدتان» تؤخران موعد «جنيف 2»: مصير الأسد ومشاركة إيران
لندن، نيويورك، جنيف - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
لم تسفر المحادثات الأميركية - الروسية في جنيف امس، في حضور الموفد الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي، عن تجاوز «عقدتي» مصير الرئيس السوري بشار الأسد ومشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2»، ما أدى إلى عدم الاتفاق على موعد المؤتمر وإجراء مزيد من اللقاءات التشاورية في غضون أسبوعين.
وأعلن الابراهيمي أن المحادثات لم تتح «للأسف» تحديد موعد المؤتمر، لكنه أعرب «عن الأمل» بالتوصل إلى عقده «قبل نهاية العام الحالي»، معتبراً أن «عملاً مكثفاً قد أنجز». وأعلن أن اجتماعاً ثلاثياً ثانياً بينه وبين الأميركيين والروس سيعقد في 25 الشهر الحالي، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين والروس يواصلون بحث إمكان عقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري.
وكان الإبراهيمي أجرى صباح امس محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان. وأعقب ذلك اجتماع موسع انضم إليه ممثلو الدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الصين وفرنسا وبريطانيا. وأعلنت الأمم المتحدة أنه تقرر دعوة ممثلين عن اربع دول مجاورة لسورية أيضاً هي العراق والأردن ولبنان وتركيا وممثل عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة.
وبقي مصير الأسد في الفترة الانتقالية نقطة خلاف رئيسية، إذ طرحت مجموعات معارضة رحيله شرطاً مسبقاً للمشاركة. كما شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد. وأضاف: «لا أعرف كيف يمكن أحداً الاعتقاد أن المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الأسد». لكن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أعلن أن نظام الأسد لن يذهب إلى المؤتمر لـ «تسليم السلطة»، وهو ما تطالب به المعارضة والدول الداعمة لها. وقال: «سيكون رئيساً لهذه البلاد في جميع الأوقات التي يحلمون ألا يكون رئيساً فيها».
ونقطة الخلاف الأخرى بين الروس والأميركيين أيضاً هي مشاركة إيران، إذ كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تجب دعوتها إلى «جنيف 2». وقال: «كل الذين لديهم تأثير على الوضع يجب أن تتم دعوتهم بالتأكيد إلى المؤتمر. وهذا يشمل كل الدول المجاورة لسورية وكل دول الخليج تقريباً، ليس فقط الدول العربية وإنما إيران أيضاً».
ومن المقرر أن يبحث «الائتلاف» السوري المعارض في اجتماع هيئته العامة في إسطنبول يومي السبت والأحد المقبلين، الموقف من المؤتمر الدولي، وتشكيل حكومة موقتة وضم «المجلس الوطني الكردي» إليه. وكان رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بعث برسالة إلى الأمين العام للجامعة العربية تحدد أسس المشاركة في «جنيف 2» تضمنت إعلان النظام «قبوله أن هدف المؤتمر هو نقل السلطة كاملاً إلى هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات والسلطات، بما فيها السلطات الرئاسية التي نصّ عليها الدستور السوري، وتشمل أجهزة الجيش والأمن والشرطة والاستخبارات»، واعتماد الأطراف اعلان «جنيف 1»، الذي «يؤكد أن هيئة الحكم الانتقالية هي المصدر الوحيد للشرعية والقانون، وأي انتخابات يجب أن تنظم من قبلها في إطار عملية الانتقال السياسي للسلطة». وتضمنت الرسالة وجوب أن يكون الاتفاق «ملزماً وواجب التنفيذ يصدر بقرار ضامن من مجلس الأمن» مع وجود «إطار زمني محدد لا يتجاوز الربع الأول من العام 2014 لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة السلطات والصلاحيات».
وجاء في الرسالة: «ليس لبشار الأسد ولا يمكن أن يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية، مع استبعاد جميع مسؤولي النظام المتورطين في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتحويلهم إلى الجهات القضائية»، إضافة إلى «انسحاب القوات الأجنبية الغازية، وعلى رأسها الحرس الثوري الإيراني وميليشات حزب الله وأبو الفضل العباس» من سورية. وأضافت: «لا يمكن إيران أن تكون ضالعة في القتل وشريكة في السلام في آن».
من جهته، أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى أن طهران قد تستخدم نفوذها لتشجيع المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سورية على الانسحاب من هناك. وكان ظريف يرد على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة لاستخدام نفوذها على جماعة «حزب الله» اللبنانية الشيعية التي تحارب إلى جانب قوات الأسد في سورية. وقال ظريف لتلفزيون «فرانس 24» أمس: «إيران مستعدة لمطالبة جميع القوى الأجنبية بالانسحاب من سورية. نحن مستعدون للضغط من أجل انسحاب غير السوريين جميعاً من الأراضي السورية».
وفي نيويورك، أبلغت رئيسة لجنة التفتيش عن الأسلحة الكيماوية في سورية سيغرد القاق، أنها ستقر الخطة العملية لتدمير مخزون الأسلحة الكيماوية السورية بحلول منتصف الشهر الجاري، التي ستشمل موازنة اللجنة للأشهر المقبلة حتى نهاية حزيران (يونيو) ٢٠١٤، «وستحسم الخيارات حول اختيار مواقع تدمير هذه الأسلحة، إما داخل سورية أو خارجها»، وفق ديبلوماسيين في مجلس الأمن. وشددت القاق في إحاطة أمام مجلس الأمن في جلسة مغلقة أمس، على أن «المرحلة المقبلة المتعلقة بتدمير المواد والأسلحة الكيماوية ستكون صعبة ومعقدة تقنياً، وأيضاً في ما يتعلق بأمن خبراء لجنة التفتيش في سورية وسلامتهم». ونقل ديبلوماسيون في مجلس الأمن عن القاق قولها إن «على المجلس أن يدعم تامين التمويل اللازم للجنة التفتيش، بناء على الخطة» التي ستعلن منتصف الشهر الحالي. وأشارت إلى أن لدى «الأمم المتحدة الآن مليوني دولار مخصصة لعمل اللجنة، فيما رصدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لعمل اللجنة عشرة ملايين دولار. لكن مسألة التمويل لا تزال مطلوبة وستتم الإجابة عنها في لاهاي منتصف الشهر الحالي». وأكدت أن تعاون الحكومة السورية جيد حتى الآن «رغم عدم التمكن من زيارة موقعين من أصل ٢٣ موقعاً لأسباب أمنية»، مشيرة إلى عزم اللجنة زيارتهما «في المستقبل».
وأكدت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور، أن أي تقدم في ملف الأسلحة الكيماوية لن يلغي حقيقة أن «الأسد لا يمكنه أن يحكم شعبه بعدما استخدم ضده الأسلحة الكيماوية وصواريخ سكود».
من جهته، قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن مسؤولية التعاون الكامل مع لجنة التفتيش عن الأسلحة الكيماوية «تقع أيضاً على المجموعات المسلحة» في سورية.
 
مسؤول اميركي: سورية ربما تحاول إخفاء اسلحة كيماوية
واشنطن - رويترز
قال مسؤول اميركي امس الثلاثاء إن الولايات المتحدة تراجع معلومات استخباراتية تشير الى أن حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ربما تحاول الاحتفاظ ببعض الاسلحة الكيماوية بدلا من تسليمها بالكامل لتدميرها.
وبمقتضى إقتراح روسي - اميركي وافقت سورية في ايلول/ سبتمبر على تدمير برنامجها للاسلحة الكيماوية بحلول منتصف 2014 ما جعلها تتفادى تهديدا بضربات صاروخية اميركية.
وقال المسؤول الاميركي الذي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه "هناك مؤشرات الى ان السوريين ربما ينوون الاحتفاظ ببعض مخزوناتهم في الاحتياطي".
واضاف ان "من المهم ان يواصل المجتمع الدولي ضغوطه القوية على الحكومة السورية لضمان الاعلان عن كل الاسلحة الكيماوية السورية وتدميرها".
وامتنعت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ووزارة الدفاع (البنتاغون) عن التعقيب على المخاوف الاميركية التي أوردتها شبكة تلفزيون سي إن إن الاخبارية في وقت سابق امس.
 
دمشق تتمسك ببقاء الأسد... وكيري لا يرى «استمراراً» له
جنيف - رويترز
التقى المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي مع مسؤولين أميركيين وروس في جنيف أمس، لمناقشة عقد مؤتمر «جنيف -2 «، ذلك على رغم الخلافات في شأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد وحضور حليفته إيران.
وقبل بدء الاجتماعات بساعات، كررت دمشق تشديدها على بقاء الأسد في السلطة وهو ما يلقي بظلال من الشك على عملية التحول السياسي وهي المحور الرئيسي لمؤتمر «جنيف - 2» المقترح.
واجتمع الإبراهيمي مع نائب وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان والسفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد ونائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف.
وبعد انتهاء المحادثات المغلقة، انضم إليهم مسؤولون من ثلاث دول أخرى من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن وهي بريطانيا وفرنسا والصين، إضافة إلى ممثلي دول مجاورة لسورية هي العراق والأردن ولبنان وتركيا والجامعة العربية.
وقال مصدر بالأمم المتحدة إنه حتى إذا لم يتسنَّ تحديد موعد للمؤتمر على الفور فإن الهدف هو «أن تصبح كل الأطراف والجماعات مستعدة للموعد على الأقل».
ولا يعني هذا أن الأمر بات مؤكداً بالنظر إلى تزايد الخلافات الدولية في شأن سورية والاستياء بين معارضي الأسد. ولا يبدو أن الرئيس السوري نفسه مستعد للتوصل إلى تسوية.
ونقلت الوكالة السورية للأنباء الرسمية (سانا) عن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قوله: «إن سورية الدولة والوطن والشعب باقون والرئيس بشار الأسد سيكون رئيساًَ لهذه البلاد في جميع الأوقات التي يحلمون ألا يكون رئيساً فيها».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وارسو أمس: «شيء وحيد مؤكد (هو أنه) لا يوجد حل عسكري للصراع في سورية»، مشدداً مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد.
وأضاف: «لا أعرف كــــيف يمكن أحداً الاعتقاد أن المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الأسد».
وقالت روسيا إنه تجب دعوة إيران لمؤتمر السلام المقترح، بعدما قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا إن المعارضة لن تشارك إذا حضرت إيران. كما رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طلب الجربا وضع إطار زمني واضح لرحيل الأسد مستبعداً وضع أي شروط مسبقة لمؤتمر «جنيف - 2». وقال لافروف في مؤتمر صحافي: «يجب بكل تأكيد دعوة كل أصحاب التأثير في الوضع. وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب، بل أيـــضاً إيران». لكنه أشار إلى أن إيران وغيرها من اللاعبين الدوليين يحتاجون فقط إلى التمثيل في مستهل المؤتمر الذي اقترحته الولايات المتحدة وروسيا.
وقال لافروف: «في المراحل اللاحقة فإن السوريين - كما يتصور الثنائي الروسي - الأميركي ويدعم ذلك كل الآخـــــــرين - سيتحدثون مع بعضهم بعضاً في شكل مباشر بواسطة من الإبراهيمي وفريقه».
وفي جنيف قال مصدر بالأمم المتحدة إن أي موعد للمؤتمر قد يحدد رسمياً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد اجتماع «الائتلاف» في اسطنبول يومي السبت والأحد المقبلين. وأردف: «الإبراهيمي يريد أن يرى المؤتمر هذا العام ولا يريد أن يُؤجل».
 
ضغوط على كتائب إسلامية لمنع تشكيل قيادة عسكرية موحدة
الحياة...لندن - إبراهيم حميدي
قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض جورج صبرا بعث رسالة الى موسكو لاستيضاح موقفها من الحكومة الانتقالية بناء على «نصيحة» السفير الاميركي روبرت فورد بالتواصل مع موسكو للتأكد من موقفها من الحل السياسي، مشيرة الى ان ضغوطاً تمارس على كتائب إسلامية كبرى لمنعها من تشكيل قيادة عسكرية موحدة بدل هيئة الاركان التي يترأسها اللواء سليم ادريس.
وكان السفير فورد زار اسطنبول لاطلاع قادة المعارضة على نتائج اجتماع «مجموعة لندن» في «مجموعة اصدقاء سورية» في العاصمة البريطانية الاسبوع الماضي، حيث التقى صبرا وآخرين لاقناعهم بضرورة المشاركة في مؤتمر «جنيف-2» بعد «الموقف المتقدم والموحد» الذي جرى التعبير عنه بين وزراء خارجية الدول الـ 11 في لندن. وزادت انه عندما ابلغ صبرا السفير الاميركي ان بيان الوزراء هو وجهة نظر غير ملزمة مقابل وجهة نظر أخرى تعبّر عنها روسيا، اقترح فورد التواصل مع الجانب الروسي للاطلاع على موقفه. وتابعت المصادر ان صبرا بعث رسالة خطية عبر القائم بالاعمال الروسي الى حكومته لمعرفة موقفها النهائي من الحكومة الانتقالية، حيث كان مقرراً ان يصل الرد الروسي في الساعات المقبلة. وتزامن ذلك مع تكليف «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مسؤولين في وحدة الدعم والتنسيق بزيارة موسكو. وقال عضو في الهيئة السياسية لـ «الائتلاف»: «اذا دعينا الى زيارة موسكو، فإننا سنلبي الدعوة الروسية لفهم الموقف من مؤتمر جنيف-2 والتعبير عن الخيبة من الموقف الاميركي».
ويسبق هذا اجتماع الهيئة العامة لـ «الائتلاف» المقرر في اسطنبول يومي السبت والاحد المقبلين، حيث يقوم فورد ومبعوثون غربيون آخرون باطلاع التكتل المعارض على نتائج اللقاء التشاوري الروسي - الاميركي مع المبعوث الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي في جنيف امس لحض «الائتلاف» على المشاركة في «جنيف-2». واوضحت المصادر ان الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» عقدت قبل ايام اجتماعاً، أسفر عن صوغ رسالة وجهّها رئيسه أحمد الجربا الى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والوزراء العرب، نصت على انه لإنجاح «جنيف-2» وعملية الانتقال السياسي السلمي للسلطة لا بد من توفير المناخ الملائم ويتضمن اطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف القصف والسماح بمرور موظفي منظمة الصحة العالمية وقوافل الاغاثة. وجاء في الرسالة ان «جدية المفاوضات» تتطلب اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والاطراف المعنية «التزامها الواضح التوصل الى تطبيق كامل بيان جنيف الاول وحسب القرار 2118» اضافة الى اعلان النظام السوري «قبوله ان هدف المؤتمر هو نقل السلطة كاملاً الى هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات والسلطات بما فيها السلطات الرئاسية التي نصّ عليها الدستور السوري الحالي في الفصل الثاني المتعلق بالسلطة التنفيذية ورئيس الجمهورية التي تشمل اجهزة الجيش والامن والشرطة والاستخبارات». وتابعت الرسالة بضرورة اعتماد الاطراف اعلان جنيف الاول الذي «يؤكد ان هيئة الحكم الانتقالية هي المصدر الوحيد للشرعية والقانون، وأي انتخابات يجب ان تنظم من قبلها في اطار عملية الانتقال السياسي للسلطة». وتضمنت الرسالة وجوب ان يكون الاتفاق «ملزماً وواجب التنفيذ يصدر بقرار ضامن من مجلس الامن الدولي» مع وجود «اطار زمني محدد لا يتجاوز الربع الاول من العام 2014 لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة السلطات والصلاحيات». كما نصت الرسالة على ان «الائتلاف» هو المسؤول عن تشكيل وفد قوى الثورة والمعارضة الى «جنيف-2» ويقود الوفد بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري وانه «لا يمكن لايران ان تكون شريكة بالقتل والسلام في آن».
وتابعت ان الهيئة العامة لـ «الائتلاف» ستبحث يومي السبت والاحد المقبلين الموقف من المؤتمر في سياق رسالة الجربا الى الجامعة العربية، اضافة الى موضوع تشكيل الحكومة الموقتة وضم اعضاء «المجلس الوطني الكردي» الى الهيئة العامة. واكدت المصادر ان قراراً اتخذ بعقد لقاء موسع بين الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً وممثلين من «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» (معارضة الداخل) وقادة الكتائب الاسلامية الرئيسية التي وجهت انتقادات شديدة لـ «الائتلاف» والمؤتمر الدولي. واشارت الى ان جهوداً، شملت ضغوطات واغراءات، تمارس على «جيش الاسلام» برئاسة زهران علوش و»صقور الشام» برئاسة أحمد عيسى الشيخ و»احرار الشام» برئاسة حسان عبود و»لواء التوحيد» برئاسة عبدالقادر صالح لعدم تشكيل قيادة عسكرية موحدة.
وكانت هذه الكتائب وضعت اركان «الجيش الحر» امام خيارين: إعادة هيئة القيادة بحيث تسمى ممثلي «الجيش الحر» الـ 15 في المئة مع ضم 15 آخرين في القيادة العسكرية بحيث تكون ممثلة للقيادات الميدانية او انها ستسير نحو تشكيل قيادتها الخاصة. واوضحت المصادر ان وزير الخارجية القطري خالد العطية زار اسطنبول واجتمع بقادة الكتائب الكبرى لحضها على التعامل بواقعية والتوحد في اطار واحد لمواجهة التطورات عبر بحث خيار اعادة هيكلة قيادة المعارضة المسلحة ما ادى الى تأجيل قرارها تشكيل قيادة خاصة بها. لكن المصادر قالت ان «تحدياً كبيراً يواجه المعارضة المسلحة في هذه الايام»، مشيرة الى ان الكتائب الاسلامية تريد «التوحد ضد مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ولاتخاذ موقف موحد من العملية السياسية».
 
 
أموس تدعو مجلس الامن إلى التعاطي مع الأزمة الانسانية مثل «الكيماوي»
نيويورك - «الحياة»
أبلغت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس مجلس الأمن أن نحو 2.5 مليون سوري «عالقون ومحاصرون» في مناطق مختلفة في البلاد، بينهم 288 ألفاً تحاصرهم القوات الحكومية السورية في مناطق متفرقة تمتد بين درعا جنوب البلاد وحمص في الوسط، مطالبة المجلس بالضغط على الحكومة السورية لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية من الدول المجاورة لسورية الى المناطق المحاصرة والمنكوبة.
ودعت آموس المجلس، في رسالة سرية حصلت «الحياة» على نسخة منها، الى «التعامل مع الأزمة الإنسانية في سورية على غرار ما فعله في شأن الأسلحة الكيماوية» والى «متابعة تطبيق» بيانه الرئاسي الصادر مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي المتعلق بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الى داخل سورية.
واعتبرت في رسالتها التي سلمتها الى مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة أنه على المجلس أن «يستخدم نفوذه مع الأطراف في سورية للسماح بإخلاء المدنيين من المناطق المحاصرة»، مشيرة الى أن القوات الحكومية تحاصر 50 ألفاً في الحجر الأسود في دمشق ونحو اربعة آلاف في حمص القديمة و227 ألفاً في الغوطة الشرقية وسبعة آلاف في المعضمية غرب العاصمة. وأضافت أن قوات المعارضة في المقابل «تحاصر نحو 45 ألف شخص في قريتي نبل والزهراء»، من دون أن توضح ما إن كان جميع المحاصرين في كلتا الحالتين من المدنيين. وقالت إن إخلاء المدنيين من المعضمية أخيراً «يمكن أن يكون مثالاً يحتذى في المناطق الأخرى».
ودعت آموس مجلس الأمن الى «استخدام النفوذ مع الأطراف لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الى المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وأودعت المجلس خريطة تفصيلية توضح المدن والبلدات المعنية ومعظمها في مناطق درعا وريف دمشق وريف حلب وحمص. وقالت إن 2.5 مليون شخص في هذه المناطق «عالقون ومحاصرون»، داعية المجلس الى «ممارسة الضغط على الأطراف لاتخاذ هدنة أسبوعية للسماح بمرور المساعدات».
وطالبت المجلس بالاتصال بالحكومة السورية لكي تتيح «توسيع نطاق العمليات الإنسانية ورفع العقبات الإدارية وخصوصاً المتعلقة بمنح تأشيرات الدخول للعاملين الإنسانيين، وإجراءات الجمارك للإمدادات الإنسانية، والسماح للأمم المتحدة بإنشاء مراكز إغاثة جديدة في درعا وحلب والقامشلي». وحددت «أولويات العمل الإنساني في سورية» بخمس نقاط هي: «الإيصال الآمن للمساعدات من دون عوائق» و»توسيع عمليات الإغاثة الإنسانية» و»حماية الطواقم والمراكز الطبية» و»المرور الآمن للعاملين الطبيين ومعداتهم» و»التمويل» معتبرة أن على المجلس أن «يضع ثقله السياسي» لترجمة هذه النقاط ميدانياً.
وشددت على ضرورة «أن يستخدم مجلس الأمن اتصالاته مع الحكومة السورية لتسهيل التوصل الى اتفاقية تتيح للمساعدات الإنسانية التوجه مباشرة الى المناطق المتأثرة بالنزاع من الدول المجاورة كلبنان والأردن والعراق بدلاً من إرسال المساعدات الى دمشق أولاً لتوزع منها الى باقي المناطق».
وأكدت آموس في رسالتها على ضرورة أن يمارس مجلس الأمن «الضغط على الأطراف لكي يعلنوا أن استهداف المنشآت الطبية والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف أمر غير مقبول، وأن يتعهدوا إخلاء المراكز الصحية فوراً وعدم استخدامها لأغراض عسكرية».
وطالبت المجلس بالتوسط مع الأطراف لتسهيل مرور «المعدات الطبية بما فيها الخاصة بالجراحة في جميع مناطق النزاع». كما دعت الى «الانخراط في اتصالات مع الدول المانحة قبل انعقاد مؤتمر الكويت في كانون الثاني (يناير) 2014 للتأكد من الحصول على مساعدات تلبي احتياجات العام المقبل المتزايدة». وشددت على ضرورة «تمويل خطة الشتاء التي تعد حاجة طارئة بسبب الظروف الميدانية».
من جهته، قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين لعدد محدود من الصحافيين إن «المناداة بإصدار قرار عن مجلس الأمن تعبر عن رؤية بيروقراطية للأزمة»، معتبراً أن مجلس الأمن «تبنى بالإجماع بياناً رئاسياً يدعو الأطراف الى التعاون الكامل مع فرق الإغاثة ولكن المجموعات المسلحة والإرهابية تعرقل تطبيقه بينما تعاون الحكومة السورية أفضل بكثير مما يتوقعه البعض».
وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إن آموس «قدمت إحاطة عن المستجدات وسيدرس مجلس الأمن المقترحات التي قدمتها». وأضاف أن آموس «وصفت الوضع الإنساني في سورية بالكارثي وهي تأمل أن يضع مجلس الأمن وزناً سياسياً لدعم لإلزام النظام السوري والمعارضة تطبيق بيان مجلس الأمن».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,416,256

عدد الزوار: 7,632,432

المتواجدون الآن: 0