"حزب الله" يحمل على السعودية و"المستقبل" و"الوسطية"....«حزب الله» يتوعّد بقطع الأيدي ويُهدد بالأعظم و«المستقبل»: نتائج جولة كيري أفقدته صوابه...ضاحية بيروت الجنوبية تختنق بزحمة «عاشوراء» والأجهزة الأمنية تشدد تدابيرها.. وحزب الله يتولى التفتيش في الشوارع الداخلية

مجالس عاشوراء.. "حزب السلاح" الى السلاح يعود و«إيبسوس» - «الجمهورية»: 73 % من اللبنانيين يتخوَّفون من انهيار اقتصادي

تاريخ الإضافة الجمعة 8 تشرين الثاني 2013 - 6:58 ص    عدد الزيارات 2193    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

 
"حزب الله" يهدّد خصومه بقلب الطاولة عشية انطلاق حوار "مستقبلي - عوني"
النهار..
ما سرّ الهجوم المزدوج على قوى 14 آذار من جهة، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من جهة اخرى، والذي توزع الادوار فيه في اليومين الاخيرين كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله"؟
السؤال طرح بجدية امس، على رغم ان ما بين ميقاتي وقوى 14 آذار "ما صنعه الحداد" بما لا يبرر الربط مبدئيا بين حملة الحزب الحادة على قوى 14 آذار، ولا سيما منها "تيار المستقبل"، والانتقادات اللاذعة التي وجهها بري الى ميقاتي في موضوع مطالبة الاخير بجلسة نيابية لتحديد اطار تصريف الاعمال وتفسيره. تبعا لذلك، قالت مصادر معنية لـ"النهار" إن قوى 14 آذار تنظر الى الهجوم المزدوج من زاوية سعي الحزب، وربما ايضا بري نفسه، الى تعويم الحكومة المستقيلة ولو من باب اصطناع اشكالية مع ميقاتي الذي لا يزال يتحفظ عن تحمل تبعة سابقة في توسيع اطار تصريف الاعمال. وفي رأي هذه المصادر ان الحزب خصوصا يندفع في هدف تعويم الحكومة رداً على فشل صيغة 9-9-6 من جهة ولمآرب اقليمية واضحة مرتبطة بمناخ المفاوضات الاميركية – الايرانية للايحاء بتحكم ايران بالورقة اللبنانية من جهة اخرى. وأضافت انه يصعب عزل هجوم "حزب الله" ايضا عن بعض ملامح المرونة السياسية التي تلوح في الافق الداخلي ومن أبرز تطوراتها اللقاء الاول من نوعه المرتقب اليوم لكتلتي "المستقبل" و"التيار الوطني الحر". كما تنظر الاوساط المواكبة للأزمة الحكومية بأهمية الى الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى السعودية قريبا والتي علمت "النهار" ان موعدها سيسبق القمة العربية الافريقية في الكويت في 18 تشرين الثاني الجاري.
الحريري
وفي هذا السياق، علق أمس مصدر مقرّب من الرئيس سعد الحريري على المواقف التي اتخذها النائب وليد جنبلاط في مقابلته التلفزيونية الاخيرة، فقال لـ"النهار": "قراءتنا للمقابلة إيجابية اذ انطوت على توجيه رسائل عدة، ومنها انه لم يغادر الموقع الوسطي ولم يصبح في 8 آذار، وذلك ردا على الحملة التي ركزت على انتقاله الى هذا الفريق. مع العلم ان الرئيس بري شخصيا تحدث عن أكثرية تضم 8 آذار وجنبلاط. ولتأكيد وسطيته، أعلن جنبلاط انه اذا ما أعيدت الاستشارات لتسمية رئيس مكلف لتشكيل الحكومة، فانه سيعيد تسمية تمّام سلام. وهو بذلك نفى إمكان تعويم حكومة الرئيس ميقاتي او اعادة تكليفه تشكيل الحكومة. كما أكد جنبلاط ان لا انتخابات رئاسية من دون "المستقبل"، مراهنا على حكمة بري في عدم سلوك خيار يعزل "المستقبل" تماما، مثلما قال إن لا إمكان لتجاهل "حزب الله". فمن البديهي في المقلب الآخر ألا يتم تجاهل "المستقبل"، فلا تتكرر تجربة حكومة ميقاتي. وعلى المستوى الاقليمي، أوضح جنبلاط انه اذا كان الصراع في لبنان بين ايران والسعودية فإنه سيكون الى جانب السعودية وتاليا مع النظام العربي الذي يدعوه للعب دور أكبر، فيما بقيت السعودية صامدة في موقف قوي عربياً. وفي المحصلة النهائية لا يزال موقف جنبلاط الاستراتيجي من النظام السوري كما هو لجهة مقاطعة هذا النظام، داعيا الى اقامة نظام علماني ديموقراطي بديل من النظام الحالي وهذا هو بالضبط موقف "المستقبل".
ميقاتي وبري
في المقابل رد ميقاتي على بري الذي سبق له ان اتهمه بـ"اللف والدوران"، متسائلا عما اذا كان يحضر الجلسة العامة التي طالبه بالدعوة اليها. وقال ميقاتي لـ"النهار": "هل يمكن ان أطلب من رئيس المجلس ان يدعو الى جلسة عامة لتفسير مفهوم تصريف الاعمال ولا أحضر؟ ". وميز بين هذه الجلسة وجلسة تشريعية عادية بجدول أعمال فضفاض لا يأخذ في الاعتبار ان الحكومة مستقيلة، مشترطا لحضور الاولى ان تكون مرتبطة بتفسير الدستور بأكثرية الثلثين. كما رد على كلام بري في صدد "اللف والدوران " متسائلا، "هل الزمن اليوم هو زمن تلهٍ ورمي المسؤولية على الآخرين؟ وكيف يمكن أن أسعى الى تعويم الحكومة وأنا الذي رفضت، ولا أزال، دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد؟ ".
وكان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد شن أعنف هجماته امس على قوى 14 آذار و"تيار المستقبل" واللواء أشرف ريفي والمملكة العربية السعودية بنبرة تهديدية ذهب معها الى القول: "نحن قلبنا الطاولة على رؤوسكم وإياكم ان تفكروا بمثلها، وحذار ان تجبرونا على ان نتصرف بغير الدفاع". وقال ايضا: "إن من أراد ان يتطاول على اللبنانيين ويجعل لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم سنقطع يده".
"المستقبل" - "التيار"
بعيداً من هذا المناخ التصعيدي، يعقد في مجلس النواب بعد ظهر اليوم اول لقاء من نوعه على المستوى النيابي لكتلتي "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" يشارك فيه عن "المستقبل" النواب: جمال الجراح، عاطف مجدلاني، جان أوغاسبيان وغازي يوسف. وعن "التيار الوطني الحر" النواب: ألان عون، ابرهيم كنعان، سيمون ابي رميا وزياد أسود.
وقال النائب الجراح لـ"النهار" عن اللقاء: "انه لقاء أولي لا يمكن التكهن بنتائجه باعتبار ان جدول أعماله مفتوح على كل القضايا المطروحة، على أمل التوصل الى قواسم مشتركة في القضايا الخلافية. وإننا نراهن على رغبتهم في الانفتاح على الآخرين من أجل تحقيق مقاربة ايجابية وموضوعية وتفاهمات معينة. لديهم تساؤلات وطروحات سنستمع اليها . وهذا اللقاء ستليه لقاءات عدة ونأمل خيراً".
كذلك قال النائب عون لـ"النهار": "اللقاء يأتي في سياق محاولة الاتصال بكل الكتل النيابية بهدف تفعيل عمل المجلس وكسر القطيعة ومحاولة حل العقدة التي توقف عمل المؤسسات ككل. ومن الطبيعي ان نلتقي كتلة "المستقبل" لأنها كتلة فاعلة أساسية وطرف أساسي في المشكلة". وأعرب عن الامل في ان تنتج هذه اللقاءات "تحييدا للعمل التشريعي عن الخلاف السياسي. ومن الطبيعي ان يتطرق الحديث الى موضوع الحكومة خصوصا وان "المستقبل" يربط المسألة بتأليف الحكومة. ما يهمنا في الوقت الحالي هو فتح ثغرة وسط هذا الشلل والجمود، خصوصا أننا لا نستطيع تفعيل حكومة تصريف الاعمال او تشكيل حكومة جديدة، مما جعلنا في وضع باتت فيه اقتراحات القوانين والمشاريع ضحية الشلل".
شريط التفجير
وسط هذه الاجواء بدا امس ان التحقيقات في ملف التفجيرين اللذين حصلا أمام مسجدي السلام والتقوى في طرابلس قد أنجزت تماما، وخصوصا بعد الاجراءات القضائية المتقدمة التي اتخذها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر باصدار مذكرات التوقيف والبحث والتحري في حق المتورطين في التفجيرين ومسهلي هروب بعضهم الى سوريا ومنهم النائب السابق علي عيد وسائقه الموقوف. وبرز تطور جديد في التحقيقات كشفته "المؤسسة اللبنانية للارسال " وتمثل في فيلم التقطته احدى كاميرات المراقبة في محيط مسجد السلام ويظهر فيه المتهم يوسف دياب محاولا مرات عدة ايقاف السيارة المفخخة الى ان تمكن من ذلك وانصرف مع شخص آخر على متن دراجة نارية قبل ان يتولى تفجير السيارة لدى وصوله الى منطقة الملولة. كما يظهر الفيلم سيارة كان في داخلها مواطن من عرسال هو محمد الفليطي قتل في الانفجار.
 
رعد يفتري على عرسال ويهدّد بقطع الأيادي ويهاجم السعودية و"المستقبل" .. وريفي يردّ
نوبة هستيرية تضرب "حزب الله"
المستقبل...
مرة جديدة وبلغة التخوين والوعيد الممجوجة والاعتيادية نفسها التي دأب "حزب الله" على استخدامها، شنّ النائب محمد رعد حملة جديدة ضد قوى السيادة والاستقلال وضد كل من تجرأ على فضح مخططات حزبه ورهاناته المرتبطة بمشروع الهيمنة الفارسية على المنطقة، لكن ما ميّز رعد في حملته الجديدة هي استبدال حركة الأصبع المرفوع بنوبة هستيريا تشي بوضوح بمقدار التوتر الذي يعاني منه نتيجة انخراطه المتمادي في الدفاع عن نظام بشار الكيماوي والانضمام إلى حملة الإبادة التي يشنّها ضد شعبه.
وعلى جاري عادته، شن رعد هجوماً عنيفاً على تيار "المستقبل" وعلى اللواء أشرف ريفي، ولم يوفّر المملكة العربية السعودية، متهماً إياهم بـ"التآمر على المقاومة وطعنها في الظهر"، مشيراً الى أن "عدونا حاقد، وعندما لم يستطع أن يهزمنا وجها لوجه أراد أن يأتينا من خلف الحدود الشرقية وعبر سوريا مستخدما الجماعات التكفيرية لطعن المقاومة في ظهرها، فهذا العدو والذين تواطأوا معه من القوى العربية في المنطقة وقوى سياسية في لبنان بدأوا يجهزون العدة والمعدات على مدى سنة و8 اشهر متواصلة من تهريب مسلحين وسلاح وفتح معسكرات في الشمال وعرسال البقاعية وتدريب التكفيريين وجلب بواخر الى المرافئ الشمالية بتواطؤ بعض الأجهزة الرسمية". وقال إن "من يريد أن يجعل من لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم، سنقطع يده قبل ان يصل الى هذا الأمر"، مضيفاً "نحن قلبنا الطاولة على رؤوسكم وإياكم ان تفكروا بمثلها، حذار ان تجبروننا على ان نتصرف بغير الدفاع".
وردّ اللواء أشرف ريفي على تطاول رعد عليه واتهامه بأنه زعيم ميليشيا وقال لـ "المستقبل" " لقد فات رئيس كتلة الوفاء لليوم المجيد، أن العمل الميليشياوي الأبرز الذي مارسناه أثناء تسلمنا المسؤولية، كان تفكيك البنية التجسسية الاسرائيلية في لبنان، ومن هؤلاء متورطون بالعمالة داخل حزبه".
وأضاف "بما أنكم بعيدون كلياً عن الممارسات الميليشياوية، يكفيكم فخراً ما فعلتموه في بيروت والجبل في السابع من أيار. ستسجل لكم دائماً الممارسات الأخوية الراقية، التي قدمتموها للشعب السوري الذي احتضنكم، إذ ناصرتم نظام الاستبداد وشاركتموه في تدمير المدن والقرى، وأجهزتم على الجرحى الأحياء. فهنيئاً للبنان ببطولاتكم".
وختم ريفي "رحم الله النقيب الشهيد سامر حنا، الذي استشهد مظلوماً، بأيدي ميليشياوية لا زالت محمية بوجه العدالة".
الحجيري
من جهته، استهجن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ما ورد على لسان رعد لجهة وجود مخيمات تدريب تكفيريين في عرسال، مشيراً لـ "المستقبل" إلى أن "على مَن يتناول عرسال أن يحفظ لسانه".
أضاف "كيف يجرؤون على اتهامنا والجيش اللبناني موجود ولا نستطيع أن نمر وبحوزتنا خرطوشة واحدة دون أن نتعرّض لكافة أنواع المساءلات والتدقيق، في حين ينسون أنهم يمرّون بمدافع من دون أن يعترضهم أحد".
وأكّد الحجيري أن الوضع في عرسال هادئ ومستقر، وغمز من قناة الذين يضمرون شراً بالبلدة قائلاً "يكفّوا شرهم عنّا ونحنا بألف خير من ألله".
اللقاء
وأعلن "اللقاء الوطني الاسلامي" بعد اجتماع طارئ في منزل النائب محمد كبارة أنه ينظر "بكثير من القلق الى هزال ما يفترض بأنه مواكبة قضائية للاقتصاص من المجرمين الذين قتلوا أكثر من 50 مواطنا بريئا وأصابوا أكثر من 500 شخص بجراح أمام مسجدي التقوى والسلام وأنزلوا بطرابلس وأهلها المآسي. فالمجرم علي عيد يكافأ بإتهامه فقط بإخفاء مطلوب وكأنه ليس رئيس الحزب الإرهابي الذي إرتكب جريمة التفجيرين".
وسأل اللقاء "لماذا لم تجتمع الحكومة وتتخذ قرارا بحل الحزب العربي الديمقراطي"، لافتا "من يعنيهم الامر من المسؤولين السياسيين والقضائيين والأمنيين وسواهم، الى أن الإستمرار في التعاطي مع جريمة تفجيري المسجدين بمثل هذه الخفة وبمثل هذا المسار التضليلي قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه".
طرابلس
من ناحية أخرى، يسود الترقّب مدينة طرابلس بعد رفض طلب الحزب "العربي الديموقراطي" و"المجلس الإسلامي العلوي" إقامة صلاة الجمعة في ساحة عبد الحميد كرامي وادّعاء القضاء العسكري على الموقوف أحمد علي، وعلى رئيس الحزب علي عيد بجرم إخفاء مطلوب للعدالة وتهريبه الى سوريا، وعلى ثكينة اسماعيل بجرم التدخّل في نقل السيارتين المفخّختين من سوريا الى لبنان، وعلى شحاتة شدود بجرم تهريب ثكينة من لبنان الى سوريا.
وكان الأمن العام، حقّق خطوة بالغة الأهمية بتوقيف شدود المتهم بتهريب المتورطين في تفجيري طرابلس عند معبر العبودية اثناء محاولة عبوره الأراضي اللبنانية في اتجاه سوريا، وسلّم على الفور إلى القضاء العسكري.
لكن تزامناً مع الإجراءات القضائية التي تواكب الخطوة الأمنية لطرابلس، شهدت المدينة إشكالاًَ بين عدد من شبان باب التبانة وعناصر من الجيش احتجاجاً على إقامة ساتر عند مدخل المنطقة، تخلله إطلاق الجيش النار في الهواء، والقنابل المسيلة للدموع لابعاد المحتجّين، كما عمد إلى اغلاق أحد مداخل التبانة قرب "سوبر ماركت الوليد" بالشريط الشائك.
وأفادت مندوبة موقع NOW في الشمال أنَّ "عدداً من النساء والأطفال في المنطقة اصيبوا بحالات اختناق جراء القنابل المسيلة للدموع".
مجلس النواب
إلى ذلك، يشهد المجلس النيابي اليوم اجتماعاً هو الاول من نوعه منذ فترة بين وفد رباعي يمثّل التيار العوني يضم النواب آلان عون، ابراهيم كنعان، سيمون أبي رميا وزياد اسود مع وفد نواب كتلة "المستقبل" يضم جمال الجراح، عاطف مجدلاني، غازي يوسف وأحمد فتفت الذي ينضم اليهم فور عودته من زيارة خاصة خارج لبنان..
 
سلام في بعبدا: لمست من الحريري تأييداً ودعماً وغابة من الأزمات والعراقيل تعترض التأليف
النهار..
عرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا أمس مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، المشاورات والاتصالات الجارية بهدف تشكيل الحكومة.
وبعد اللقاء قال سلام: "لقائي مع فخامة الرئيس هو في سياق المتابعة لموضوع التأليف، علما أننا اليوم طوينا الشهر السابع من تاريخ التكليف والتأليف، وقد دخلنا في الشهر الثامن، ومن الطبيعي أن هذا الأمر غير مريح لي أنا كرئيس مكلف، وللبلد وللرئيس الذي يتعاون معي. وفي ظل غابة من الأزمات السياسية المتراكمة والمتزاحمة، إن كان داخليا أو خارجيا، ثمة صعوبات وعراقيل وموانع عدة حالت دون إمكان تأليف الحكومة، لكن هذا لم يمنعني من الاستمرار، وخصوصا على خلفية تعاون فخامة الرئيس ودعمه لكل ما أسعى اليه، وايضا شعوري بدعم الناس وتأكيدهم ضرورة أن نحافظ ونصبر على هذا الموضوع، وحرصاً على عدم الوقوع في أمر قد يشكل تحديا ووضعا غير مريح في البلد، مما يحدو بنا الى الصبر والتحمل(...)".
وما رأيه في قول البعض أن اعتذاره يعود الى المجموعات السياسية الداخلية في لبنان التي كلفته والى الجو الاقليمي؟ أجاب: "من الصحيح أنه حصل إجماع في التكليف، وقلت سابقا إنه لم تحصل متابعة في الاجماع في التأليف، ولكن أحب أن أقول إن الاستمرار في محاولة تأليف الحكومة يستند في القسم الأكبر منه الى ما أسمعه يوميا من الناس حيثما ذهبت ومع من اجتمعت، دائما أسمع كلمة واحدة هي إياك والاعتذار، وإياك والتخلي، إبق صامدا وابق واقفا ونحن نتعشم بكم. وهذا الاتجاه يحملني مسؤولية أكبر بكثير، وفي الوقت نفسه لا يجعلني أستخف بالامور، بل يجعلني أتحمل أكثر وأصبر أكثر".
وعن اجواء لقائه الرئيس سعد الحريري في باريس، قال: "إن تداولي مع الرئيس سعد الحريري كان بداية لتهنئته بالسلامة من العملية الجراحية التي أجريت له أخيرا، وأنا من يوم لقائي به ما قبل التكليف بيومين الى هذا اللقاء لم يتسن لي لقاؤه، وهو خارج البلاد، فكانت فرصة سانحة أيضا للتداول في هذا اللقاء، ولمست كما لمست في اول الطريق تأييدا ودعما من الرئيس الحريري، طبعا ضمن ما يراه هو وفريق 14 آذار من مصلحة ومواقف تخدم التوجه السياسي الذي يعلنونه في حرصهم على البلد والوطن".
واطلع سليمان من وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب على الوضع التربوي والخطوات التي اتخذتها الوزارة لاستيعاب الطلاب السوريين النازحين لتأمين عامهم الدراسي.
محررو إعزاز
وزار بعبدا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم مع وفد محرري اعزاز الذين شكروا لسليمان الجهود التي بذلها مع الدول والجهات المؤثرة لإطلاقهم وتكليفه اللواء ابرهيم متابعة هذا الملف الذي بلغ نهايته السعيدة.
وهنأ سليمان المحررين بعودتهم الى وطنهم وأهلهم سالمين، معربا عن أمله في ان تنجح الجهود المبذولة في الافراج عن المطرانين المخطوفين.
وفي اطار لقاءاته السفراء، استقبل رئيس الجمهورية السفيرة الكندية هيلاري أدامز والسفير النروجي سفين آس، وبحث مع كل منهما في نتائج اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في نيويورك نهاية ايلول الفائت.
على صعيد آخر، طلب سليمان الى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الاستعلام عن التفاصيل المتعلقة بأربعين لبنانيا على جزيرة بابواغينيا قرب اوستراليا واقتراح المناسب لمعالجة وضعهم وانهائه.
 
«حزب الله»: النأي بالنفس انحياز إلى الباطل
بيروت – «الحياة»
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تمام سلام عدم نيته الاعتذار عن عدم الاستمرار في مهمته، وقال: «لو وجدت في اعتذاري فرصة أو مخرجاً للحل، لما تأخرت لحظة». وأكد سلام، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس، أنه ليس «من هواة أو سعاة المناصب»، معتبرا أن «الاستمرار في محاولة تأليف الحكومة يستند في القسم الأكبر منه الى ما أسمعه يومياً من الناس حيثما ذهبت ومع من اجتمعت، من كلمة واحدة هي: إياك والاعتذار وابقَ صامداً وابقَ واقفاً».
وأوضح سلام، رداً على سؤال، أنه «للأسف، فإن التصعيد والمواجهة يشتدان ويقويان بين القوى السياسية، فلا تتراجع ولا تتسخّر لتأليف الحكومة».
وذكرت مصادر متابعة أن انسداد الأفق أمام تأليف الحكومة يؤجل ولادتها أشهراً إضافية، إلا إذا حصل تطور مفاجئ يسهل العملية.
وكان رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد هاجم في كلمة له ليل أمس في مجلس عاشورائي، خصوم الحزب بالقول: «نحن تدخلنا في سورية لنمنع تدخلهم وتواطؤهم وتآمرهم على المقاومة وشعبها ورجالها وإنجازاتها، من أجل أن نحمي لبنان من ارتكاباتهم وجرائمهم والصور الإجرامية التي نشاهدها منهم على شاشات التلفزة. نحن قلبنا الطاولة على رؤوسكم، وإياكم أن تفكروا بمثلها، نحن دافعنا عن أنفسنا وعن لبناننا بما يتطلبه الدفاع، لكن حذار ان تجبرونا على ان نتصرف بغير الدفاع».
وسأل تعليقاً على قول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه لا يمكن ترك «حزب الله» يتحكم بمستقبل لبنان: «كيف سيتعاطى المنادون بالالتزام بإعلان بعبدا مع مقولة جون كيري إنه لن يسمح لبعض الفئات السياسية أن تتحكم بمستقبل لبنان كيف سيتعاطون معه ومع تدخله في الشأن اللبناني؟». وأضاف: «من أراد أن يتطاول على اللبنانيين ويجعل من لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم، فسنقطع يده قبل أن يصل الى هذا الأمر. في لبنان هناك مقاومة والمقاومة جزء أساسي من القرار السياسي الوطني ولا يستطيع أحد أن يتجاوزها على الإطلاق، لا أميركا ولا أي مملكة أو إمارة موجودة في المنطقة... نحن الذين حافظنا ودافعنا عن هذا البلد وأنتم أردتم أن يكون هذا الوطن محفظة نقود تتنقلون بها من مكان الى آخر... لا توجد وسطية اسمها النأي بالنفس، هذه الوسطية الحيادية هي انحياز لمعسكر الباطل، عن قصد أو عن غير قصد».
وعلى الصعيد القضائي، قالت مصادر أمنية إن الموقوف الجديد في التحقيقات في متفجرتي طرابلس في 23 آب (أغسطس) الماضي شحادة شدود اعترف بأنه قام بتهريب المرأة التي رافقت المتهم أحمد مرعي عندما ركن إحدى السيارتين المفخختين بالمتفجرات أمام مسجد «التقوى». وذكرت مصادر قضائية أن القضاء العسكري اللبناني يتجه الى تحديد موعد لجلسة تحقيق مع رئيس «الحزب العربي الديموقراطي» النائب السابق علي عيد في شأن تهريب سائقه مرعي من لبنان الى سورية، بطلب منه.
 
زاسبكين لـ «الحياة»: نؤيد إجراءات لبنان وإعلان بعبدا يجب أن يُنفّذ على الجميع
الحياة...بيروت - وليد شقير
قال السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين إن لدى بلاده موقفاً مبدئياً بتأييد سياسة تحييد لبنان عما يحدث في سورية وعدم استخدام الأراضي اللبنانية لتهريب السلاح والمسلحين. وأكد رداً على سؤال لـ «الحياة» عما إذا كانت الديبلوماسية الروسية تثير هذا الأمر مع قيادة «حزب الله» أن «من الطبيعي أن نبحث كل المسائل. فمن حيث المبدأ نؤيد إعلان بعبدا وتطبيقه تطبيقاً كاملاً من دون استثناءات لأنه إذا طبق على طرف دون طرف آخر فهذا يسبب إشكالات إضافية في لبنان».
وعن تطبيق تبني موسكو والدول الكبرى في مجلس الأمن إعلان بعبدا عملياً، اكتفى زاسبكين بالقول إن بلاده تؤيد الإجراءات المتخذة من السلطات اللبنانية أو التي يمكن أن تتخذها والممكن تحقيقه هو تعميم الأمن على الأراضي اللبنانية كافة واتخاذ الإجراءات المطلوبة حيال تهريب السلاح وتدفق المسلحين. ويجب إقفال الحدود على جميع الأطراف.
وتتجنب الديبلوماسية الروسية الغوص في تفاصيل المحادثات التي تجرى مع الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة في شأن عقد مؤتمر جنيف - 2 «حتى لا يجرى تأويل موقفها من هذا الفريق أو ذاك ومنعاً لاستفادة أي فريق من أي موقف روسي لمصحلته».
وإذ يقر زاسبكين بعدم نجاح اجتماع جنيف أول من أمس في تحديد موعد لمؤتمر جنيف -2، مشيراً الى أن السبب الأساسي هو أن الوضع في المعارضة السورية غير ناضج بعد لتشكيل وفد مقنع منها، ويؤكد ان الجانب الأميركي يعمل مع الائتلاف الوطني السوري في هذا الصدد والمشاورات تتواصل من أجل تأليف وفد المعارضة. ولا يعتبر زاسبكين أن الحديث عن خلاف بين موسكو وواشنطن على تحديد وفد المعارضة هو مصطلح دقيق. فالائتلاف لا يوافق حتى الآن على المشاركة في جنيف - 2 على أساس الاعتراف ببيان جنيف - 1، ويطرح شروطاً مسبقة.
ويقول زاسبكين: «نحن نريد تطبيق بيان جنيف - 1 وهذا يتطلب عقد جنيف - 2 بلا شروط مسبقة».
وسألت «الحياة» زاسبكين عما إذا كان هناك اتفاق على تطبيق ما نص عليه جنيف - 1 من هيئة تنفيذية انتقالية كاملة الصلاحية قال إن الحديث لا يدور على تسليم السلطة من جانب النظام للمعارضة، بل على ترتيب حوار واتفاق بين النظام والمعارضة حول هيئة انتقالية. وتحاذر الديبلوماسية الروسية الإشارة الى عبارة الصلاحيات الكاملة معتبرة أن الجوهر هو الاتفاق على الهيئة الانتقالية.
ويؤكد زاسبكين أن «التفاهم الأميركي - الروسي أساسي في ما يخص بدء عملية سياسية ونعتمد على التعامل مع الجانب الأميركي خلال الفترة المقبلة في هذا الصدد. وبالنسبة الى مشاركة إيران، الموقف الروسي المبدئي هو تأييد مشاركة كل الدول التي تؤثر في النزاع السوري. وهذا يتعلق بدول الجوار ودول الخليج وإيران وغيرها. والأنباء الواردة من اجتماع جنيف (أول من أمس) تفيد بأن النقاش مستمر حول حضور إيران».
وعما إذا كان تقدم المفاوضات بين دول 5+1 وإيران على ملفها النووي يسهّل معالجة مسألة حضورها جنيف - 2، قال زاسبكين: «التقدم الحاصل في المفاوضات في ملف إيران النووي يحصل في إطار هذا الملف. وتقديم الاقتراحات يحصل في شأن الملف بذاته. أما مسألة جنيف - 2 فهي أمر آخر وضرورة المشاركة الإيرانية تنبع من الدور الإيراني في النزاع السوري».
ورأى زاسبكين أن حديث وزير الخارجية الإيراني عن الاستعداد للعب دور من أجل انسحاب المقاتلين الآتين من الخارج من سورية «موقف قريب لموقفنا. فنحن نطلب سحب المسلحين الأجانب من سورية منذ سنتين ونصف السنة».
وعما إذا كان تأخير جنيف - 2 وعدم تحديد موعد له سيؤثران في تصعيد الوضع الميداني في سورية وبالتالي في الوضع اللبناني، شدد زاسبكين على «أننا نطلب التسوية السياسية في سورية في أقرب وقت، لأن المماطلة فيها تؤدي الى استمرار الحرب واستنزاف البلد وتزيد مخاطر تدمير المؤسسات في سورية. وداعش وجبهة النصرة تريدان تدمير المؤسسات وتحويل سورية الى كيان طائفي».
وعما إذا كان هناك تمييز لموقف الائتلاف الوطني الذي يريد الحفاظ على المؤسسات، قال زاسبكين: «لكنهم يطرحون شروطاً مسبقة، من سيوافق على جنيف - 2 يجب أن يكون موافقاً على جنيف - 1 الذي ينص على أن سورية دولة موحدة ذات سيادة يضمن نظامها حقوق جميع المكونات على أساس عرقي أو طائفي أو لغوي في سورية المستقبلية».
وأضاف: «الموضوع ليس موضوع تغيير القيادة أو تسليم السلطة، بل التوافق على نظام جديد في سورية... وما نعرفه عن موقف النظام أنه مستعد للمشاركة في جنيف - 2 على أساس جنيف - 1».
وعما إذا كان الحوار الذي أعلن عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع دول الخليج على أن يحدد موعده قريباً سيؤثر في تسهيل عقد جنيف - 2، اعتبر زاسبكين أن الحوار مع هذه الدول يشمل الاتجاهات الأسـاسية في السياسة والتعاون بينها وبين روسيا. وهذا يساعد على تعزيز العلاقات، وربما يؤثر في أمور أخرى إيجاباً.
 
طرابلس أمام اختبار غداً ودبابات سورية قبالة منزل علي عيد
بيروت - «الراي»
مع دخول أزمة تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان امس شهرها الثامن، يبدو الواقع اللبناني مقبلاً على فصول جديدة من المراوحة «بين ناريْ» الصراع الداخلي على السلطة والتوازنات المفتوح منذ العام 2005 والاشتباك الاقليمي الذي بات يدور «بلا قفازات» منذ انفجار الثورة في سورية ولا سيما على خط المملكة العربية السعودية وايران والذي زادت من تعقيداته عملية «تغيير السلوك» الاميركي في التعاطي مع طهران وملفها النووي كما في مقاربة الملف السوري على قاعدة التفاهُم مع روسيا حول «الكيماوي» ومحاولة الدفع نحو عقد مؤتمر «جنيف -2» على قواعد تؤمّن لنظام الرئيس بشار الأسد منفذاً للبقاء.
وبادت أوساط سياسية في بيروت خشية من ان يتحوّل لبنان في الاسابيع المقبلة «منصة» لرسائل أمنية في أكثر من اتجاه، انطلاقاً من «ساحات» تبدو «ملقّمة» للتوتير وحتى للانفجار ولا سيما في طرابلس التي تضرب غداً موعداً مع اختبار صعب على خلفية المناخ الذي يرافق عدم منح ترخيص لتظاهرة حددها «الحزب العربي الديموقراطي» (العلوي) من معقله في جبل محسن الى ساحة عبد الحميد كرامي في مدينة طرابلس على خلفية الادعاء على رئيسه النائب السابق علي عيد بتهريب متهَم رئيسي بتفجير المسجديْن في عاصمة الشمال (في 23 اغسطس) وهو الملف الذي أذكى التوتر المذهبي في طرابلس التي يطلق فيها «اولياء الدم» (ذوو الضحايا الـ 52 الذين سقطوا في تفجيريْ المسجدين والجرحى الالف) يوم الأحد تحركاً انطلاقاً من معرض رشيد كرامي الدولي يقوم على المطالبة بتوقيف كل المتهَمين بجريمة 23 اغسطس الذين باتوا معروفين بالاسماء ومدعى عليهم (سبعة والخمسة الرئيسيون بينهم من جبل محسن) وبحل الحزب العربي الديموقراطي (ينتسب اليه على الاقل راكن السيارة امام مسجد السلام).
وفي حين تتقاطع التقارير عند تأكيد ان تظاهرة «العربي الديموقراطي» لن تحصل نتيجة الاجراءات الامنية المشددة التي ستُتخذ وستكون كفيلة بمنع وصولها فيما لو قرر منظموها المضي فيها، فان اشارتين سلبيتين برزتا وأبقتا المخاوف من «شيء ما» يُحضر لعاصمة الشمال وهما:
* تحذير الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي رفعت علي عيد من «حرب أهلية تبدأ في طرابلس لتمتدّ لاحقاً الى سائر المناطق اللبنانية»، سائلاً «من سيؤمّن نزول الناس الى منطقتهم طرابلس؟ إنّهم يهدّدون بمواجهة كلّ من سينزل بالسكاكين وغيرها. هل نترك الناس ينزلون على عاتقنا وبلا ضمان الدولة ونتسبّب بحدوث كربلاء أُخرى؟ إننا نتفادى وقوع مزيد من الدم».
* تمركز دبابات سورية قبالة منزل علي عيد في بلدة حكر الضاهري (عكار) المحاذية للاراضي السورية. علماً ان هذا المنزل يقع عند الحدود وخلفه ساتر ترابي يفصل بين اراضي الدولتين، وان الدبابات تُعتبر عملياً وكأنها في «حديقته الخلفية».
وفي حين اشارت تقارير الى ان الدبابات ربما تكون تابعة للواء الحرس الجمهوري السوري وانها انتشرت بعيد حصول عملية دهم من القوى الامنية لمنزل عيد لتنفيذ بلاغ البحث بعد ساعات قليلة على الدهم والتحري الذي كان صدر بحقه عن القضاء العسكري قبل الادعاء عليه، اعتبرت اوساط سياسية الخطوة السورية في سياق رسالة تحذير بان عيد وجبل محسن «خط احمر» لن يقف النظام السوري حياله متفرجاً.
وفي موازاة ذلك، كشفت تقارير امس معلومات عن التحقيقات مع شحاتة شدود الذي ادعى عليه القضاء العسكري بتهريب سكينة اسماعيل التي ساهمت بنقل السيارتين المفخختين اللتين انفجرتا امام المسجديْن في طرابلس الى سورية.
فبعد نجاح جهاز الامن العام في توقيف شدود اول من امس عند معبر العبودية اثناء محاولة عبوره الأراضي اللبنانية في اتجاه سورية بحثاً عن ملجأ آمن له اثر الادعاء عليه، اعترف امام شعبة المعلومات بانه هرب اسماعيل التي شاركت في 21 اغسطس الماضي في إدخال السيارتين المفخختين من سورية الى بلدة القصر (الهرمل) فالقبيات (عكار) ثم طرابلس.
وبحسب التقارير فان اسماعيل رافقت احمد مرعي (هرّبه سائق علي عيد بأمر من الاخير) في السيارة التي عاد وفجّرها بعد يومين امام مسجد «التقوى» في طرابلس، وهي زوجة والد احمد وكان معها احد ابنائها (شقيق لمرعي) وانها تحمل الجنسية السورية.
ووفق التقارير نفسها فان شدود ورد اسمه في التحقيقات منذ توقيف يوسف دياب (من الحزب العربي الديموقراطي) الذي تولى ركن السيارة امام مسجد السلام.
وفي غمرة الانهماك الامني، عبّر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام عن الصعوبات التي ما تزال تعترض مهمته وذلك بعد زيارته رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يستعد للتوجه الى السعودية للبحث في سبل الخروج من الازمة والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة خصوصاً والخليجية عموماً.
واعلن سلام انه «في ظل غابة من الأزمات السياسية المتراكمة إن كان داخليا أو خارجيا تكونت صعوبات عديدة في وجه تأليف الحكومة»، مؤكدا: «الله يصبرنا ويصبر الناس والبلد معنا:، وموضحاً :لو وجدت في اعتذاري فرصة او مخرجا لما كنت لأتأخر لحظة، وانا أتحمل وأصبر وأعض على كثير من الجراح، اذ هناك دائما المصلحة الوطنية:.
 
ضاحية بيروت الجنوبية تختنق بزحمة «عاشوراء» والأجهزة الأمنية تشدد تدابيرها.. وحزب الله يتولى التفتيش في الشوارع الداخلية

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... لم تخفف دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مناصريه إلى التعاون مع الإجراءات الأمنية الاستثنائية الخاصة بذكرى عاشوراء، من حالة الاستياء الشعبية من زحمة السير والشوارع المقفلة في ضاحية بيروت الجنوبية. هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية شيعية، تتقلص شوارعها الداخلية، بدءا من الساعة الرابعة من بعد الظهر، إلى النصف يوميا، حيث تقفل الشوارع لضرورات أمنية، بموازاة إحياء مراسم عاشوراء.
وتأتي مناسبة عاشوراء هذا العام، محملة بهواجس أمنية كبيرة، بالنسبة لسكان الضاحية. «الخطر كبير علينا»، يقول حسن كركي، الذي يسكن منطقة الشياح في الضاحية، مشيرا إلى أنه «يجب تحمل الإجراءات في هذه المرحلة، مهما كانت قاسية، إلى أن يخف الخطر عنا».
ولا يختلف اثنان في المنطقة على أن الضاحية لا تزال مستهدفة، بعد انفجار سيارتين مفخختين فيها، الصيف الماضي، والعثور على ثالثة قبل شهر. ويلتقي هذا الاعتقاد مع معلومات أمنية، كان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل كشف عنها نهاية الأسبوع الماضي، من ناحية أن الضاحية لا تزال من أكثر المناطق عرضة للاستهداف. ويسري الخوف على مختلف سكان الضاحية، كبارا وصغارا، نظرا لانتشار التجمعات، بدءا من عصر كل يوم، وخلال مدة 10 أيام. وتقول زينب (47 عاما) ممازحة: «من يرد استهدافنا، يغنم بنا»، في إشارة إلى التجمعات اليومية.
وتعد عاشوراء أكثر المناسبات القادرة على حشد مئات آلاف الشيعة، يوميا، في مواقع دينية، ومتفرعات الشوارع، حيث تقام مجالس العزاء. وتنتشر صالات وخيام العزاء المستحدثة خصيصا لإحياء هذه المناسبة، في معظم مناطق الضاحية، بدءا من مدخلها الغربي في مبنى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مرورا بأحياء حارة حريك، وبرج البراجنة، والغبيري، ومجمع سيد الشهداء حيث يقام مجلس مركزي ينظمه حزب الله، ومنطقة معوض، حيث يقام مجلس مركزي تنظمه حركة أمل، فضلا عن النوادي الحسينية والقاعات في الشياح وحي ماضي وصفير والحي الأبيض والجاموس.
وينظم الحزبان الشيعيان الأساسيان في لبنان، وهما حزب الله وحركة أمل، مجالس مركزية تحشد الآلاف يوميا، ويتحدث فيها قياديون، فيما تنظم الجمعيات الأهلية الشيعية، والعراقيون في لبنان، وبعض المبادرين بشكل فردي، مجالس عزاء في أوقات متفاوتة.
ومع حلول فترة بعد الظهر، تطول طوابير السيارات على مداخل الضاحية الجنوبية، بسبب تكثيف الإجراءات الأمنية. وتمتد طوابير السيارات المتوقفة أمام حاجز للجيش اللبناني في منطقة مار مخايل، أحد مداخل الضاحية الشمالية، إلى نحو مائتي متر. ويجري الجيش تفتيشا دقيقا، عملا بخطة تشديد الإجراءات التي أعلن عنها وزير الداخلية، في مواقع التجمعات. وينسحب هذا المشهد على المداخل الأخرى من جهة طريق المطار، والمشرفية، ومنطقة صفير. في هذه الأيام، تختنق الضاحية بزحمة السيارات، وتتضاعف الزحمة مساء، مع حلول مواعيد مجالس العزاء المركزية.
ويقول فضل (35 عاما)، إن هذه الإجراءات، مهما كانت قاسية، «قادرة على حمايتنا من النموذج العراقي». فقد سادت مخاوف بالغة في المنطقة، من أن يطبق نموذج التفجيرات في العراق على الضاحية التي تتقاسم مع المناطق الشيعية في بغداد إحياء مجالس عاشوراء. ويضيف: «قد تكون التجمعات مناسبة لاستهدافنا بهدف قتل أكبر قدر من الشيعة»، مشيرا إلى أن المخاوف «جديرة بالاهتمام، وهو ما يدفع القوى الأمنية لتشديد تدابيرها».
وتتولى القوى الأمنية الرسمية اللبنانية أمن الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، منذ أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، لتحل محل رجال أمن حزب الله الذين تولوا التفتيش والتدقيق في المنطقة، بعد انفجار الرويس في 15 أغسطس (آب) الماضي. غير أن المهام الرسمية، لم تلغ تدابير أمنية اتخذها رجال حزب الله وحركة أمل، مع بدء عاشوراء. فقد تولى هؤلاء مهام إقفال شوارع تقام فيها مجالس العزاء، ومنع السيارات من الدخول إليها، وما تلبث أن تتشدد الإجراءات مع الاقتراب من موقع المجلس، حيث يخضع الوافدون، رجالا ونساء، لتفتيش دقيق، من قبل شخصين على الأقل، يبعدان عن بعضهما مسافة 20 مترا.
وضاعف إقفال الشوارع من حجم استياء السكان، بسبب التضييق على مواقع سكنهم. وتقول امرأة أربعينية فضلت عدم الكشف عن اسمها: «نتفهم الإجراءات الأمنية والمخاوف، لكنه مبالغ فيها». وتضيف: «حياتنا يجب أن تستمر.. إجراءاتهم تعرقل حياتنا الطبيعية.. كان عليهم حصر مجالس العزاء في مكانين فقط، لتجنيب الناس هذه المعاناة».
ويواجه السكان مشكلة كبيرة في توقيف سياراتهم التي ضاقت أماكنها أصلا، بفعل تدابير أمنية اتخذت بعد تفجير الرويس. فقد قرر بعض السكان عدم الخروج بسياراتهم إلى عملهم، خوفا من أن يعجزوا عن إيجاد موقف لها في وقت العودة.
ويعلم حزب الله حجم الاستياء من التضييق على السكان في فترة عاشوراء، وهو ما دفع الأمين العام للحزب، قبل يومين، إلى دعوة «جمهور المقاومة للتعاون مع إجراءات حواجز القوى الأمنية في مختلف المناطق»، كما دعاهم «لتحمل الإجراءات التي ينظمها القائمون على المجالس العاشورائية»، مشيرا إلى «الظرف الأمني في البلد والمنطقة والتحديات الموجودة والتي تفرض وجود إجراءات مماثلة». كما وجه نصر الله إرشاداته للقائمون على المجالس، داعيا إياهم إلى مراعاة أحوال الناس وعدم نقل أصوات مكبرات الصوت إلى خارج المجمعات.
وتتكثف التدابير الأمنية السنوية في اليوم الـ10 من عاشوراء، حيث يحيي حزب الله المناسبة بالمسيرات التي تجول سائر مناطق الضاحية، وهو ما يدفع المنظمين إلى إخلاء الشوارع بشكل تام من السيارات، وإقفال الشوارع المؤدية إلى المنطقة، وعادة ما تنتهي المناسبة مع إلقاء نصر الله خطبته السنوية ظهر عاشوراء.
 
 
«حزب الله» يتوعّد بقطع الأيدي ويُهدد بالأعظم و«المستقبل»: نتائج جولة كيري أفقدته صوابه
الجمهورية...
في الوقت الذي كانت الأنظار شاخصة لمتابعة تطوّرات الملفّات الخارجية، وفي طليعتها جولة المحادثات الجديدة بين إيران والدول الست المعنية بملفّها النووي اليوم وغداً، والتي كانت سبقتها مناخات إيجابية إيرانية حيال «إمكانية التوصّل لاتّفاق حول الملف النووي خلال أسبوع»، وأخرى سلبية مع فشل المحادثات الأميركية - الروسية في حضور الموفد الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي بتجاوز «عقدتي» مصير الرئيس السوري بشّار الأسد ومشاركة إيران في مؤتمر
«جنيف 2»، وبالتالي في هذا الوقت بالذات جاء هجوم رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد من خارج السياق مهدّداً «بقطع الأيدي ومتوعّداً بالأعظم»، في رسالة تؤشّر بشكل واضح إلى عدم ارتياح لجولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة وما أسفرت عنه.
قال رعد: "لقد رأينا مديرهم السابق (المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي) كيف كشف عن وجهه الحقيقي انّه كان زعيم ميليشيا ولم يكن مديراً عاماً لقوى أمن داخلي. نحن تدخّلنا في سوريا لنمنع تدخّلهم وتواطؤهم وتآمرهم على المقاومة وشعبها ورجالها وإنجازاتها.
نحن قلبنا الطاولة على رؤوسكم وإيّاكم ان تفكّروا بمثلها، نحن دافعنا عن انفسنا وعن لبناننا بما يتطلّبه الدفاع، لكن حذارِ ان تجبرونا على ان نتصرّف بغير الدفاع".
وأضاف: "نتساءل كيف سيتعاطى المنادون بالالتزام بإعلان بعبدا مع مقولة جون كيري بأنّه لن يسمح لبعض الفئات السياسية بأن تتحكّم بمستقبل لبنان. إنّ من أراد ان يتطاول على اللبنانيين ويجعل من لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم سنقطع يده قبل ان يصل الى هذا الأمر.
في لبنان هناك مقاومة، والمقاومة جزء أساسي من القرار السياسي الوطني، ولا يستطيع احد ان يتجاوزه على الاطلاق، لا اميركا ولا ايّ مملكة او إمارة موجودة في المنطقة. فليسمع من يسمع، نحن لا نريد ان نكون كلّ القرار الوطني في هذا البلد، ولكن لا نريد ان يتجاوزنا احد في القرارات الوطنية.
«المستقبل» يردّ
وقالت أوساط بارزة في "تيار المستقبل" لـ"الجمهورية" إنّ كلام رعد دليل إرباك نتيجة ما آلت إليه الأمور في ملفّين أساسيين: تأجيل مؤتمر "جنيف 2" الذي حاولت روسيا وإيران والنظام السوري فرض انعقاده على حساب المعارضة السورية. والملف الثاني يتصل بتأكيد الولايات المتحدة على رحيل الأسد ورفض مشاركة إيران في "جنيف 2" وتوضيح ذات البين مع السعودية.
واعتبرت الأوساط أنّ كلّ المناخات الانتصارية التي حاول "حزب الله" تسويقها على أثر التواصل الأميركي-الإيراني بدّدتها جولة كيري إلى المنطقة، فضلاً عن أنّ عدم خضوع قوى 14 آذار لابتزاز الحزب بـ"القبول بشروطه قبل فوات الأوان" جعله يفقد صوابه ويرفع السقف مستعيداً الوعيد والتهديد وقطع الأيدي.
صبر سلام
حكوميّاً، ومع دخول التكليف شهره الثامن، رأى الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة تمام سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا أنّ "دخولنا في الشهر الثامن ما بعد التكليف أمر غير مريح له ولرئيس الجمهورية"، وأوضح أنّه "إذا وجد في اعتذاره فرصةً أو مخرجاً للحلّ، لن يتأخّر عن ذلك".
وأكّد سلام أنّه "ليس من السعاة إلى المناصب، ولكنّ الإرادة ما زالت موجودة في تشكيل الحكومة التي تخدم المصلحة الوطنية"، مشيراً إلى أنّ "الخيارات أمامنا غير سهلة، وحرصُنا على إيجاد الصيغة الأفضل هو ما يدفعنا إلى اﻻنتظار والصبر".وأضاف: "لو وضعت لنفسي مهلة زمنية لكنت اصطدمت بالفشل، فالواقع شيء والآمال شيء آخر"، وقال: "الله يصبّرني ويصبّر الناس والبلد!".
مصادر بعبدا
وقالت مصادر بعبدا لـ"الجمهورية" إنّ سلام حمل معه الى سليمان حصيلة مشاوراته واتصالاته التي أجراها في الفترة السابقة الفاصلة عن آخر لقاء بينهما قبل عيد الأضحى، وحصيلة لقائه والرئيس سعد الحريري في باريس الأسبوع الماضي.
ولفتت المصادر الى انّ التريّث عنوان المرحلة ولكن الى حين، فسليمان يستجمع بعض الأفكار وهو سيتفاهم مع سلام على الخطوات المقبلة في ظلّ أجواء من التنسيق عبّرا عن حرصهما عليها الى النهاية التي يمكن ان تنتج مخرجاً لأزمة التأليف. وكشفت المصادر أنّ زيارة سليمان الى السعودية تحدّدت الاثنين المقبل حيث سيلتقي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
«فخّ التفسيرات»
ومن جهتها قالت مصادر سلام لـ"الجمهورية" إنّه من الأفضل ألّا يقع احد في فخ التفسيرات التي تتحدّث عن اعتذاره عن المهمة التي كُلّف بها لا قبل الإستقلال ولا بعده ولا قبل أعياد الميلاد ورأس السنة أو بعدها.
وأكّدت أن لا جديد في كلّ المساعي المبذولة ولا أفق محدّداً للمهمة التي كلّف بها حتى اليوم، فهو يدرك حجم العقبات، وما لديه ليس لدى أيّ طرف آخر، وخصوصاً لدى من يهوى توزيع النصائح من وقت لآخر، فالرئيس سلام طالما لم يتبنّ أيّ موقف بشكل معلن ودقيق ومفهوم، وهو لا يتحمّل مسؤولية كلّ ما يُنشر من حين الى آخر. وتحدّثت المصادر عن حركة اتصالات هادئة في المرحلة المقبلة، ومعظمها بعيد من الأضواء، رافضةً التكهّن بما يمكن ان تنتجه بين اسبوع وآخر.
«8 آذار»
وفي غضون ذلك، قال مصدر قياديّ بارز في قوى 8 آذار لـ"الجمهورية": كان واضحاً تأثير النائب وليد جنبلاط على تصريح سلام من خلال فحوى كلامه، والذي سلّم فيه بضرورة التريّث ودرس الموضوع وعدم التسرّع، وفرملة أيّ نيّات للذهاب باتجاه أيّ حكومة غير ميثاقية أو حكومة أمر واقع".
أضاف المصدر: "إنّ جنبلاط تعاطى مع وقائع على الأرض تقول إنّ هناك إستحالة لفرض حكومة من دون تفاهم حقيقي مع فريقنا، وهو عبّر بطريقة غير مباشرة عن انّه مع الشروط المطروحة من فريق 8 آذار".
وعن طرح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول دعوة مجلس النواب الى عقد جلسة لتحديد مفهوم تصريف الأعمال وردّ رئيس لمجلس النيابي نبيه بري عليه، رأى المصدر "أنّ ميقاتي رمى الكرة في ملعب برّي، فإذا بالأخير يردّها له بضربة سريعة ومُحكمة".
لكنّ المصدر طمأن الى أنّ ما حصل بين الطرفين لا يندرج إلّا في إطار تسجيل المواقف، وهو بعيد كلّ البعد عن أيّ خلاف أو توتّر في العلاقة".
«14 آذار»
وفي المقابل، أكّد قيادي في قوى 14 آذار لـ"الجمهورية" أنّ الشراكة تستدعي التنازل من طرفين لا طرف واحد، وأنّ دور "أم الصبي" الذي دأبت على تأديته حرصاً على البلد واستقراره لن تواصله، لأنّ الطرف الآخر استغلّ هذا الجانب وعمل على ابتزاز 14 آذار لتقديم التنازل تلو التنازل، إنّما هناك قضايا مبدئية لا يمكن التنازل عنها تجنّباً لتعريض لبنان لأخطار خارجية ووضعه تحت هيمنة قوى الأمر الواقع.
وأشار القيادي نفسه إلى أنّ فريقه السياسي طرح منذ اللحظة الأولى لاستقالة الرئيس نجيب ميقاتي تأليف حكومة حيادية لتعذّر المساكنة مع "حزب الله" في ظلّ قتاله السوري، ولكنّها لم تقفل الباب أمام حكومة مع الحزب شرط انسحابه من سوريا، لأنّ خلاف ذلك يفسّر وكأنّ الحزب يحظى بغطاء لبناني، الأمر الذي يعرّض علاقات لبنان الخارجية، فضلاً عن أنّ المساكنة تعتبر تشجيعاً للحزب بغية أن يواصل انخراطه في الأزمة السورية.
وقال القيادي إنّ المرحلة التي حكمت اعتماد ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" انتهت بعد تورّط "حزب الله" في سوريا، حيث فرّغها من مضمونها، وبالتالي التمسّك بها أصبح فقط للتحدّي والاستفزاز، وإنّ "إعلان بعبدا" الذي وقّع عليه يجب أن يشكّل القاعدة لكلّ البيانات الوزارية من الآن فصاعداً.
ولفت القيادي إلى أنّه لم تُعقد في باريس اجتماعات لقوى 14 آذار، إنّما اقتصرت اللقاءات على جلسات ثنائية أكّد فيها الرئيس سعد الحريري دعمه الكامل للرئيس المكلف وتمسّكه التام بشرطي انسحاب الحزب من سوريا و"إعلان بعبدا"، فضلاً عن وضعه الشخصيات التي زارته في صورة الموقف السعودي من القضايا الساخنة في المنطقة بدءاً من الأزمة السورية وصولاً إلى الملف النووي الإيراني وما بينهما الدعم الكامل لسيادة لبنان واستقراره.
«التكتّل» و«المستقبل»
على صعيد آخر، تشخص الأنظار إلى اللقاء الذي يُعقد اليوم بين تكتّل "التغيير والإصلاح" برئاسة أمين سرّ "التكتّل" النائب إبراهيم كنعان وعضوية النوّاب آلان عون وسيمون أبي رميا وزياد أسود، وكتلة "المستقبل" برئاسة نائب رئيس الكتلة النائب عاطف مجدلاني والنوّاب جان أوغاسابيان، جمال الجرّاح، غازي يوسف، فيما يغيب النائب أحمد فتفت عن الاجتماع بداعي السفر.
ويأتي لقاء اليوم في إطار جولة التكتّل على جميع الكتل النيابية بلا استثناء، في محاولة منه للفصل بين الخلاف السياسي والعمل التشريعي، علماً أنّه كان التقى "كتلة التنمية والتحرير"، على أن يلتقي لاحقاً كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة حزب الكتائب وكتلة حزب القوات اللبنانية وكتلة "الوفاء للمقاومة".
كنعان
وعشية الاجتماع، قال كنعان لـ"الجمهورية": إنّ لقاء اليوم يأتي نتيجة توصيات خلوة دير القلعة بالانفتاح على جميع الكتل النيابية سعياً إلى تفعيل المؤسّسات الدستورية، بعدما شعرنا بأنّ مشروع الفراغ الناتج عن التمديد للمجلس النيابي وتعطيل الاستحقاقات الدستورية، والذي يترافق مع الخلل الأمني الحاصل في البلاد يحتاج الى مبادرة، وبالتالي فإنّ مبادرتنا ليست مبادرة سياسية أو انتخابية أو حزبية، بل مبادرة وطنية تهدف الى البحث مع الخصم كما الحليف، في إمكان الوصول الى قواسم مشتركة تعيد الحيوية الى المؤسّسات، وتفصل بين الخلاف السياسي وحقوق الناس وأولوياتها في المرحلة الراهنة، وأبرزها: الأمن والأوضاع الحياتية والمعيشية، إضافة الى الاستحقاقات الدستورية التي تؤمّن استمرار لبنان كدولة بمؤسّساته.
وذكّر كنعان "بأنّ جدول أعمال لقاء اليوم يتضمّن مسألة حضور جلسات الهيئة العامّة، كذلك المسألة الحكومية بشقّيها: أي تصريف الأعمال وأزمة التأليف، وصولاً الى الإستحقاق الرئاسي بخلفية رفض الفراغ والتمديد، ومن خلال هذه البنود سنتطرّق الى الأولويات التشريعية في المجلس النيابي والأولويات الحكومية".
لقاء موسّع عند غانم
وفي ظلّ اللقاءات التي عزّزت الفرز مبدئياًَ بين فريقي 8 و14 آذار جمع النائب روبير غانم الى مائدة الغداء امس عدداً من القيادات السياسية والحزبية، ومن بينهم الرئيس امين الجميّل والرئيس المكلف ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ورئيس كتلة نواب المستقبل فؤاد السنيورة ووزير المال محمد الصفدي والنائب هاغوب بقرادونيان وعضو تكتّل الإصلاح والتغيير النائب نعمة الله أبي نصر ومستشار رئيس الجمهورية خليل الهراوي والنائب الأوّل لرئيس حزب الكتائب سجعان قزي وشخصيات نيابية وسياسية وحزبية مختلفة.
وكان اللقاء مناسبة للتشاور في التطوّرات، وخصوصاً تلك التي تتّصل بالأزمة السورية ونتائج زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى السعودية.
التنصّت
وفي غمرة الأزمة الحكومية المستعصية، والأحداث الأمنية المتسارعة شمالاً، كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري عن قيام اسرئيل بنشر وإقامة محطات تجسّس على طول الحدود مع لبنان من الناقورة، مروراً بالخيام وصولاً إلى شبعا، مُجهّزة بأحدث المعدّات والآلات والتقنيات، بحيث تغطي الساحة اللبنانية كاملة، وهي مرتبطة عبر أجهزة ركّزت في جبل الشيخ ومزارع شبعا وفي تل أبيب.
وعرض برّي على النواب خلال لقاء الأربعاء المستندات والصور لهذا الموضوع، والموجودة لدى وزارة الاتصالات، والتي تشير الى وجود منشآت لهذه المحطات التجسّسية الاسرائيلية على الخط الازرق. وطلب من رئيس لجنة الاتصالات والاعلام النائب حسن فضل الله عقد جلسة للّجنة يُدعى اليها الوزراء المعنيّون، خصوصاً وزيرا الخارجية والإتصالات، ليُبنى على الشيء مقتضاه، لا سيّما تقديم شكوى رسمية الى مجلس الأمن في هذا الخصوص.
فضل الله
ودعا النائب فضل الله الدولة الى ان تستنفر كلّ أجهزتها وتتفرّغ لهذا الملف لأنّه بمنتهى الخطورة ويهدّد الأمن القومي وأمن جميع اللبنانيين، وهو ملف وطنيّ بامتياز لا يفرّق بين 8 و14 آذار.
وقال فضل الله لـ"الجمهورية" إنّه سيدعو اللجنة الى الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل بحضور وزير الإتصالات نقولا الصحناوي للإطلاع منه على كلّ التفاصيل المتعلقة بالصور والخرائط والمعلومات التقنية، ووزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور لدرس الخطوات التي يجب على الدولة أن تقوم بها لدى الهيئات الدولية". وعلمت "الجمهورية" أنّ وزير الاتصالات كان أرسل هذا الملفّ الى رئيس مجلس النواب مشيراً إلى خطورة المعلومات الواردة فيه.
وزارة الاتصالات
وقالت مصادر وزارة الإتصالات لـ"الجمهورية" إنّ لجنةً تألّفت في آب الماضي وضمّت ممثلين لوزارة الإتصالات وقيادة الجيش والهيئة الناظمة للإتصالات، وذلك بناءً على قرار اتّخذته رئاسة الحكومة، وحدّدت مهمة هذه اللجنة بالتجوال على الحدود والكشف على مراكز التنصّت الإسرائيلية وتكوين ملفّ عنها.
وقد باشرت اللجنة عملها، وارتكزت على عمل سابق أُجري قبل ثلاث سنوات فتبيّن لها أنّه كانت هناك مراكز تنصّت قبل 2006، وأخرى بعد هذا التاريخ، وأنّ هناك مراكز دمّرها "حزب الله" في حرب تمّوز وعاود الإسرائيليون بناءَها.
وتبيّن للّجنة أنّ المركز الأكبر للتنصّت والاكثر تطوّراً هو مركز العبّاد، ويليه مركز "جل العلم" القريب من الناقورة، وهو يتضمّن راداراً لالتقاط الحركة، ويصوّر المنطقة تلقائياً ومباشرةً ويسجّل، وعندما يلتقط أيّ حركة يعطي إشارة ويرسلها الى مركز المراقبة.
كذلك يتضمّن عدداً من الدشّات المثبتة على الأعمدة ومركّزة في اتّجاه محطات الهاتف الخلوية اللبنانية الأساسية، وهي تلتقط التخابر الصوتي و"الداتا".
كذلك يتضمّن هذا المركز عموداً رُكّزت عليه أجهزة تلتقط الموجات الصوتية المنخفضة لالتقاط التخابر عبر الأجهزة اللاسلكية.
وأكّدت مصادر الوزارة أنّ اللجنة مستمرّة في عملها، وكشفت مراراً على المنطقة الحدودية يعاونها فريق تقنيّ. وفي إحدى المرّات اكتشفت أنّ لديها مشكلة في الرصد بواسطة أجهزتها، فتبيّن لها بعد التدقيق أنّ الاسرائيليين عطّلوها بواسطة اللايزر.وأشارت الى أنّ هذه المحطات الاسرائيلية تحتوي على رادارات متصلة بالموقعين الاسرائيليين في شبعا وجبل الشيخ.
ومن المثير أنّ لبنان مغطّى بواسطة مواقع عدة منتشرة على الحدود وتشبه موقع "جلّ العلم" وفي استطاعتها اعتراض كلّ أنواع الاتصالات الهوائية اللبنانية.
وفي المعلومات أنّ خبراء من هذه اللجنة ومن وزارة الاتصالات سيعرضون خلال اجتماع لجنة الاتصالات المعطيات التي جمعوها حتى الآن مع الصور وشرح مفصّل عنها وعن عمل كلّ منها، والمعدّات التقنية الحديثة التي تحتاج إليها اللجنة لاستكمال عملها.
 
 
«إيبسوس» - «الجمهورية»: 73 % من اللبنانيين يتخوَّفون من انهيار اقتصادي
الجمهورية..
يُسيطر الهاجس الأمني على اللبنانيّين، في ظلّ التطوّرات السورية المتلاحقة، وتداعياتها الخطيرة على الساحة اللبنانية، والتي تتجلّى بأحداث أمنية متنقلة بين منطقة وأخرى، وخصوصاً في طرابلس مع بلوغ الاحتقان المذهبي والسياسي حدّاً ينذر بعواقب وخيمة، إذا لم تتداركه السلطة سريعاً. إلى ذلك، يعيش اللبنانيون هاجس «السيارات المفخخة» التي يتوالى اكتشافها فصولاً. وفي هذا الإطار، أظهَرت دراسة أجرَتها شركة «إيبسوس» حصرياً لـ«الجمهورية»، أنَّ 85 في المئة من اللبنانيّين يتخوّفون من استمرار مسلسل السيارات المفخّخة. وكان لافتاً في هذا السياق أنّ الهاجس الاقتصادي لا يفارق اللبنانيّين أيضاً، إذ أظهرت الدراسة أنّ 73 في المئة يتخوّفون من وصول لبنان الى انهيار اقتصادي.
استمرّت الدراسة أسبوعين، ابتداء من 7 تشرين الأول 2013، انتهَجت فيها مبدأ المقابلات الهاتفية مرتكزة على الكمبيوتر. وشمَلت الدراسة 800 مقابلة عشوائية على كل الأراضي اللبنانية، قُسِّمت بالتساوي على أيام العمل الميداني وفي شكل يومي، آخذة في الاعتبار التوزيع الديموغرافي للشعب اللبناني. وقد تم تقويم المعلومات وفقاً للجنس والعمر والتوزيع الجغرافي، لتشمل النتائج بدقة جميع اللبنانيين.
وقد اعتبر 63 في المئة من المستطلعين أنَّ الانتشار الأمني في الضاحية الجنوبية يُعزّز سلطة الدولة، فيما عارضهم 26 في المئة، وقال 11 في المئة أنهم لا يعرفون. ومن هذا المنطلق، رأى 65 في المئة أنّ الانتشار الأمني في الضاحية الجنوبية هو أمن بالتراضي، وعارضهم 21 في المئة، وقال 14 في المئة: لا أعرف.
على المستوى الحكومي، رأى 25 في المئة من المستطلعين أنّ الرئيس المكلّف تمام سلام سينجح في تأليف الحكومة، فيما اعتبر 54 في المئة عكس ذلك، ولم يعطِ 22 في المئة جواباً. وفي هذا الإطار، أيّد 44 في المئة أنّ يؤلف سلام الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية من دون العودة الى الأطراف السياسيين، ورفض 39 في المئة ذلك، ولم يعطِ 17 في المئة جواباً.
وإذ لفت 39 في المئة من المستطلعين أنّ حكومة سياسيّة تستطيع مواجهة الأوضاع الحاضرة، فضَّل 18 في المئة أن تكون الحكومة تكنوقراط، و10 في المئة حكومة أقطاب، فيما لم يعطِ 34 في المئة جواباً. وفي السياق، استَبعد 74 في المئة إمكان تأليف حكومة لا تضم ممثّلين عن "حزب الله"، فيما رأى 9 في المئة أنه يمكن ذلك، ولم يعطِ 17 في المئة جواباً.
من جهة أخرى، أعرَب 57 في المئة من المستطلعين عن اعتقادهم بأنّه سيتمّ التوصّل الى تسوية سياسية للأزمة السورية، واستبعد 23 في المئة الأمر، فيما لم يعطِ 21 في المئة جواباً.
وقد تخوّف 85 في المئة من المستطلعين من استمرار مسلسل السيارات المفخّخة، على عكس 9 في المئة منهم، فيما لم يعط 7 في المئة جواباً.
ومن هذا المنطلق، اعتبر 30 في المئة أنّ تورّط حزب الله في سوريا هو سبب التفجيرات الأمنيّة الأخيرة، وخالفهم 46 في المئة الرأي، ولم يعطِ 24 في المئة جواباً.
وفي ملفٍّ مرتبط، رأى 18 في المئة من المستطلعين أنّ الحلّ لمشكلة النازحين السوريين يكمن في الامتناع عن استقبالهم، فيما اعتبر 31 في المئة أن الحلّ يكون بإقامة مخيمات حدودية، و31 في المئة من خلال المساعدات الدولية، أما 20 في المئة فلم يعطوا جواباً. وقد تخوف 73 في المئة من أن يصل لبنان الى انهيار اقتصادي، وخالفهم في الرأي 19 في المئة، ولم يعطِ 8 في المئة جواباً.
 
مجالس عاشوراء.. "حزب السلاح" الى السلاح يعود
المستقبل..علي الحسيني
للسنة الثانية توالياً، يُسيطر هاجس التفجيرات والانتحاريين على المجالس العاشورائية التي تُحييها الطائفة الشيعية في لبنان، وذلك عبر زرع الرعب والخوف في نفوس المواطنين من خلال إيهامهم بأن هناك جهات مذهبية تكفيرية تتربص بهم وتتقصّد قتلهم عن طريق زرع عبوات، أو تنفيذ هجمات انتحارية بالأحزمة الناسفة بين الحشود التي تُحيي مراسم ذكرى عاشوراء.
قبل أسبوع من الذكرى كان "حزب الله" وللمرّة الثانية على موعد مع إذكاء نار الفتنة وإشعالها داخل صفوف عناصره ومؤيديه بعدما ضرب لهم موعداً مع الدم مبشراً إياهم بقتل جماعي يستهدفهم في حال لم يتعاونوا معه أو لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة التي من شأنها أن ترد عنهم يد الإجرام، في صورة بدت وكأن الحزب أراد شحذ العصبيّات وإعادة مشهد أمني ذاتي هو لم يفقده في الأصل إنما أوكله لأجل مُسمّى إلى القوى الأمنية اللبنانية إلى حين تهدأ نفوس الأهالي بعد الإرباك الواضح الذي تسبب به هذا الأمن على الصعد كافة قبل أن تعود وتُسقطه بيئة الحزب نفسه.
كلاب بوليسية، أجهزة كاشفة للمتفجرات، عناصر حزبية بلباس عسكري، سيارات ودرّاجات نارية تعود لأمن "حزب الله" متأهبة على الدوام في مشهد يتساوى مع الرعب الذي زرعه الحزب بين السكان وقيّد من حركتهم مجدّداً بعدما كانوا تنفسوا الصعداء في ظل وجود الشرعية بينهم، لكن الخطورة الأكبر تكمن في عودة الظهور المسلح لعناصر الحزب وبشكل علني حيث لا اعتبارات للشرعية الموجودة في المنطقة والتي دخلتها بطلب من قيادة الحزب نفسه، مشهد قادر وحده على إعادة عقارب الساعة إلى زمن السلاح المتفشي وإلى زمن إظهار فوهة البنادق من نوافذ السيّارات لكن الوجهة هذه المرّة كانت باتجاه مجالس عاشوراء.
أسلحة خفيفة ومتوسطة لها أكثر من مكان بين العناصر المنتشرة، بعضها ظاهر وبعضها الآخر مخفي، وما أخفي داخل السيارات ذات اللون الأسود المتوقفة أمام نقاط التفتيش كان أعظم. وجوه لشُبّان تحكموا بالبلاد ورقاب العباد لفترة من الزمن عادت لتطل مجدداً على مسرح الضاحية بعدما كانت غابت أو تغيّبت عن العرض لمدة شهرين تقريباً، الناس يسألون ما إذا كان "حزب الله" قد أضاع بوصلته مجدداً، ويستفسرون عمّا ينتظر الضاحية لكي يحتاج الأمر إلى كل هذا السلاح، والأنكى أن بعض من في قيادة الحزب بدأوا منذ أمس الأول يُشيعون بأن هذه الحال سوف تستمر لفترة أربعين يوماً وليس عشرة أيام كما هو معهود أو كما درجت العادة.
كما أعاد "حزب الله" عناصر الانضباط التابعة له إلى الواجهة لتنظيم السير، لكن ما أن يحل الليل وتنتهي هذه المجموعات من عملها حتى تتحوّل إلى عناصر أمنيّة يُفرغ كل منهم ما في جعبته من معلومات حصل عليها خلال النهار داخل المراكز الأمنية التي تُديرهم والتي يبلغ عددها أكثر من ثلاثين مركزاً في الضاحية فقط حتى أنه في معظم الأحيان كان يختلط الأمر على أهالي الضاحية بالنسبة لهذه العناصر، فأحياناً كانوا يشاهدونهم وهم يتوّزعون عند التقاطعات داخل الضاحية بهدف تنظيم السير وأحياناً أخرى يُشاهدونهم وهم ينتشرون بسلاحهم عند زوايا الطرق عند حصول أي أمر طارئ يتعلّق بـ"حزب الله".
لا يوجد أدنى شك، أن الحزب قد فقد بعضاً من بريقه السياسي والأمني داخل عاصمة قراره السياسي والعسكري منذ تولّى الجيش اللبناني ومعه القوى الأمنية الأمن في الضاحية إذ إن غالبية الناس ارتاحت وتكيّفت مع هذا المشهد الذي لم تكن ألفته منذ ثلاثين عاماً، حتّى أن شكاوى الأهالي وجدت لها طريقاً آخر اسمه الشرعيّة على عكس الطرق التي كان يسلكها هؤلاء والتي كانت تؤدي فقط إلى المكاتب "الشرعيّة" التابعة للحزب والمعنيّة بحل مشكلات الناس وذلك من خلال الفتاوى التي كانت بمثابة السيف القاطع بين المتنازعين وإلا فالسلاح جاهز للتدخل وفق ما تستدعي الحاجة.
وإنطلاقاً من فقدان الحزب لبريقه المتعدد الجوانب، يُجمع عدد كبير من سُكّان الضاحية على أن مشهد عودة السلاح بشكل ظاهر بين الأزقّة والأحياء وأمام مراكز إحياء مجالس عاشوراء ليس إلا رسالة مزدوجة وواضحة المعالم أراد "حزب الله" أن يبعث بها إلى كل من القوى الشرعية والأهالي على حد سواء، مفادها أن الحزب ما زال يمتلك وحده مفتاح القرار الأمني والعسكري في الضاحية وإليه ترجع كافة الأمور صغيرة كانت أم كبيرة، وخير دليل ذلك، ظهور العناصر الحزبية بسلاحها وبلباسها العسكري بالقرب من النقاط التي يتواجد عندها الجيش اللبناني، ومن هنا لم يجد "حزب الله" فرصة أقرب مسافة زمنيّة من ذكرى عاشوراء لكي يُخرج الرصاص من جعبته.
 
"حزب الله" يحمل على السعودية و"المستقبل" و"الوسطية"
المستقبل...
جدّد "حزب الله" هجومه العنيف على تيار "المستقبل" وعلى اللواء أشرف ريفي، ولم يوفر المملكة العربية السعودية، متهماً إياهم بـ"التآمر على المقاومة وطعنها في الظهر". وسأل: "كيف سيتعاطى المنادون بالالتزام بإعلان بعبدا مع مقولة (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري بأنه لن يسمح لبعض الفئات السياسية ان تتحكم بمستقبل لبنان؟"، مشيراً الى أن "من يريد أن يجعل من لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم، سنقطع يده قبل ان يصل الى هذا الأمر". وأكد أن "ليست هناك وسطية بين الحق والباطل والعدل والظلم، ولا توجد وسطية اسمها النأي بالنفس، هذه الوسطية الحيادية هي انحياز لمعسكر الباطل عن قصد او عن غير قصد".
[ إعتبر وزير التنمية الإدارية محمد فنيش في مجلس عاشورائي في حارة صيدا، أن "مشكلتنا في لبنان هي ان الفريق الآخر لا يملك حرية قراره، ولو كان كذلك لما لجأ الى هذه المواقف السلبية من مسألة تشكيل الحكومة، ووضع شروطاً تعجيزية ورفض الشراكة الحقيقية الى مسألة تعطيل المجلس النيابي والعديد من المواقف التي لا تخدم مصلحة لبنان". وأكد أن "أي رهان على متغيرات في الخارج رهانٌ على سراب، لأن لبنان لا يمكن ان يحكم بعقلية الاستئثار ولا بإلغاء الآخر، ودعوتنا هي لشراكة حقيقية وتشكيل حكومة تحقق هذه الشراكة ويتساوى فيها فريقنا مع الفريق الآخر"، سائلاً: "أليست هذه دعوةً منصفة وهل هناك انصاف اكثر من أن نتساوى مع بعضنا البعض؟".
[ أعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال مجلس عاشورائي في بلدة السكسكية في منطقة الزهراني، أن "عدونا حاقد، وعندما لم يستطع أن يهزمنا وجهاً لوجه اراد ان يأتينا من خلف الحدود الشرقية وعبر سوريا مستخدماً الجماعات التكفيرية لطعن المقاومة في ظهرها، فهذا العدو والذين تواطأوا معه من القوى العربية في المنطقة وقوى سياسية في لبنان بدأوا يجهزون العدة والمعدات على مدى سنة و8 اشهر متواصلة من تهريب مسلحين وسلاح وفتح معسكرات في الشمال وعرسال البقاعية وتدريب التكفيريين وجلب بواخر الى المرافئ الشمالية بتواطؤ بعض الأجهزة الرسمية". وقال: "رأينا مديرهم السابق كيف كشف عن وجهه الحقيقي أنه كان زعيم ميليشيا ولم يكن مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي وكانوا يتواطأون ويساعدونهم في إفراغ السلاح على المرفأ وتخزنها العصابات في المستودعات في الشمال التي تقوم بتوضيبها وادخالها على دفعات الى سوريا عبر المعابر التي يتسلل منها المسلحون ليبنوا قاعدتهم العدوانية التي يريدون ان ينقضوا من خلالها على ظهر المقاومة في البقاع. بعدما جعلوا مدينة القصير محوراً عدوانياً بكل ما للكلمة من معنى".
أضاف رعد: "نحن قلبنا الطاولة على رؤوسكم وإياكم أن تفكروا بمثلها، حذار أن تجبروننا على أن نتصرف بغير الدفاع". وسأل: "كيف سيتعاطى المنادون بالالتزام باعلان بعبدا مع مقولة جون كيري بأنه لن يسمح لبعض الفئات السياسية ان تتحكم بمستقبل لبنان؟". وتابع: "من اراد ان يجعل من لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم فسنقطع يده قبل أن يصل الى هذا الأمر، في لبنان هناك مقاومة والمقاومة جزء اساسي من القرار السياسي الوطني ولا يستطيع احد ان يتجاوزه على الاطلاق لا اميركا ولا أي مملكة او امارة موجودة في المنطقة". وختم رعد تهديده بالقول: "فليسمع من يسمع، نحن لا نريد أن نكون كل القرار الوطني في هذا البلد، ولكن لا نريد أن يتجاوزنا احد في القرارات الوطنية، فالوسطية لا يجوز ان تعني الحيادية على الاطلاق، ليست هناك وسطية بين الحق والباطل والعدل والظلم، لا توجد وسطية اسمها النأي بالنفس، هذه الوسطية الحيادية هي انحياز لمعسكر الباطل عن قصد او عن غير قصد. نحن الذين نفهم ونجسد معنى السيادة لا الذين يتاجرون بالسيادة ويرفعون شعاراتها في الساحات فحسب.
[ إتهم النائب نوار الساحلي تيار "المستقبل" وفريق 14 اذار بـ"وضع شروط لتشكيل الحكومة وبأنهم لا يريدون حكومة لأن "الأوامر لم تأت بعد من الخليج ولا من الاميركي". لافتاً الى ان "حزب الله لا يضع اي شرط ،الا ان تكون معادلة الحكومة 9+9+6 وبأن ذلك لا يعد ثلثا معطلا او ثلثا ضامنا كما انه لا يعد شرطا وانما تسهيلا لتأليف الحكومة".
[ أكد مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي في مجلس عاشورائي، أن "الحزب دافع وسيبقى عن فلسطين لأنها تمثل كرامة الأمة وليس لأي سبب طائفي". وقال: "ذهبنا الى سوريا لندافع عن المقاومة المستهدفة هناك ولنواجه مشروع الاستكبار العالمي الذي شنّ حرباً من اجل ان تسقط سوريا المقاومة والممانعة".
[ رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال المجلس العاشورائي في بلدة مشغرة، أن "قوى "14 آذار" تريد شطب المقاومة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة". وقال: "هناك حصار بالطعام والشراب وحصار أمني وسياسي لمجتمع وشعب بأكمله، وللطلاب والعمال في جبل محسن". وسأل: "هل كان فريق 14 آذار يراهن على حصار جبل محسن لنصرة المعارضة السورية؟ ولتعويض فشل الرهانات في سوريا؟ وهل كان ذلك لأجل قلب المعادلات في لبنان أم أنها فشة خلق".
خريس: النظام السوري باقِ
رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس أن "ما نشهده من خروق أمنية في كل المناطق اللبنانية، من دون استثناء، هو نتيجة عدم التوافق السياسي اللبناني الداخلي". ودعا "القوى السياسية اللبنانية الى عدم الرهان على نتائج الأحداث في سوريا، لأن النظام السوري الحالي باقٍ". واعتبر خلال مشاركته في مجلس عاشورائي أقامته حركة "أمل" في بلدة برج رحال أمس، أن "عدم التوافق يفسح المجال الى التعديات" مذكراً بـ"الجريمة النكراء التي حصلت في طربلس، عند إقدام عدد من الموتورين على قتل وجرح ركاب حافلة، بهذه الصورة البشعة التي شهدناها، وهم من العمال الصناعيين"، متهماً "كل من يسهم في تسعير تلك الفتنة بالكلمة، هو مشارك في إهراق تلك الدماء البريئة". ودعا "القوى السياسية اللبنانية الى عدم الرهان على نتائج الأحداث في سوريا، لأن النظام السوري الحالي، الذي ينادي بالحوار والانفتاح على كامل القوى السياسية السورية، ويدعو الى إجراء استفتاء شعبي ودستوري، هو نظام باقٍ، لأنه يمثل أغلبية مكونات الشعب السوري، وأن أي رهان على إسقاطه للاستفادة لتغيير صورة لبنان الحالية، لبنان الممانعة والمقاومة، لبنان بمثلثه الذهبي الشعب والجيش والمقاومة، هو رهان خاسر". ورأى أن "إطلاق الرئيس نبيه بري المبادرات السياسية، ودعواته الى الحوار، هي فرصة سانحة لكل الأطراف اللبنانية، من أجل إعادة تنشيط الحوار، والتوافق على القضايا العالقة".

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,380,901

عدد الزوار: 7,630,439

المتواجدون الآن: 0