ماذا وراء تصعيد «حزب الله» المفاجئ؟.."حزب الله" يتابع نوبته الهستيرية.. و"المستقبل" يراها كشفاً لإحباطه..

سليمان يدعو إلى تخفيف التشنج وتحييد لبنان عن الأزمات والمحاور..أبادي: حل المسائل السورية رزمة واحدة...الحزب و"أمل" يضعان الضاحية تحت المراقبة والاجراءات الأمنية تبلغ الذروة في عاشوراء

تاريخ الإضافة السبت 9 تشرين الثاني 2013 - 6:29 ص    عدد الزيارات 2064    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

طرابلس تختبر اليوم نزع فتائل المواجهة "لقاء التيارَين" بلا تفاهم... والحزب ثالثهما
النهار...
على رغم السخونة السياسية العالية التي أثارها الهجوم الكلامي الحاد لرئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي تبنت الكتلة مساره التصعيدي في اجتماعها امس، برز تطور ايجابي على صعيد معالجة الوضع الامني في طرابلس، يأمل المعنيون السياسيون والامنيون به ان ينعكس من اليوم ترسيخا للتهدئة التي سادت في اليومين الاخيرين. وكشفت مصادر شاركت في الاجتماعات المتلاحقة والاتصالات التي اجريت طوال يوم الخميس تجنبا لحصول خضات عقب صلاة الجمعة، انه جرى مبدئيا سحب الفتائل التي كان يخشى ان تؤدي الى اعادة اشعال الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة، ومنها صرف النظر كلياً عن التظاهرة التي طالب الحزب العربي الديموقراطي بالترخيص لها، بعد رفض وزارة الداخلية السماح بها. كما ان زيارة وزير الداخلية مروان شربل مساء امس للمدينة واجتماعه بفاعلياتها ومن ثم بقادة الاجهزة الامنية في الشمال، ثبتت ما تبقى من خطوات امنية مقررة في اطار توسيع الخطة التي كان الجيش شرع في تنفيذها، وسيصار في الايام القريبة الى تنفيذ مزيد من الاجراءات التي تشمل اعطاء قوى الامن الداخلي حيزا واسعا في الانتشار داخل الاحياء التي لم تشملها الخطة الامنية بعد.
وتزامنت هذه التطورات، مع اجراء قضائي جديد تمثل في استدعاء المحقق العسكري الاول رياض ابو غيدا امس رئيس الحزب العربي الديموقراطي النائب السابق علي عيد الى التحقيق الثلثاء المقبل بجرم تهريب مطلوبين للعدالة في ملف تفجيري المسجدين في طرابلس. وتردد ان عيد تلقى نصائح من جهات حكومية ووزارية وسياسية بالمثول امام المحقق العسكري، ما دام سبق له ان أبدى استعداده للمثول امام القضاء وليس امام شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي.
وأعلن الوزير شربل امام قادة الاجهزة الامنية، ان المرحلة الثانية من الخطة الامنية ستنطلق خلال الايام المقبلة، وستنتشر العناصر الامنية بالتنسيق مع الجيش في مختلف شوارع المدينة، ولا سيما منها الاحياء والازقة لمنطقتي باب التبانة وجبل محسن. وطلب من القادة الامنيين اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتوقيف المخلين بالامن "والتعامل بحزم وجدية مع اي مسلح، وعدم مراعاة المرجعيات السياسية في هذا الشأن".
احتدام
في غضون ذلك، اتسم المشهد السياسي بدرجة عالية من الاحتدام، في ظل مضي "حزب الله" في هجماته التصعيدية على فريق 14 آذار و"تيار المستقبل"، الامر الذي استدرج موجة ردود عنيفة على الحزب من هذا الفريق. ولوحظ ان الكتلة النيابية للحزب شددت نبرتها الهجومية على تيار "المستقبل" غداة الهجوم الكلامي الذي شنه رئيس الكتلة النائب رعد على خصوم الحزب، مما فسر بأن الحزب اراد ازالة اي التباس في شأن موقف رعد، وتاليا المضي في المنحى التصعيدي الذي اطلقه.
وصدرت ردود عنيفة من نواب في كتلة "المستقبل" على رعد، فتحدث النائب عمار حوري عن "هستيريا سياسية غير مسبوقة تعبر عن حجم المأزق الداخلي والاقليمي لأصحابها". كما عزا النائب نهاد المشنوق تهديدات رعد، الى "الحسابات الخاطئة للحزب في شأن المملكة العربية السعودية، اذ فوجئ بأنها دولة اساسية لها دور اقليمي وكلمتها مسموعة اقليمياً، وليس لدى الحزب غير استخدام الشتائم". ورأى الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري، ان تهديدات رعد "تدل على ارباك وتوتر يسود الحزب وتبدد احلام الانتصار المزعوم لديه".
وقال مصدر في تيار "المستقبل" لـ"النهار" ان حال التوتر التي تعتري "حزب الله" مردها الى الآتي:
"1- لم يعد الحزب يستطيع القول ان لديه الاكثرية النيابية، بعد اعلان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط انه سيعيد تسمية تمام سلام رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة اذا اعتذر وأجريت مشاورات التكليف من جديد.
2 - عودة الميزان العسكري في سوريا ليرجّح كفة المعارضة، بعد هجمة النظام وحلفائه على خلفية صفقة تسليم الاسلحة الكيميائية تفاديا للضربة العسكرية الاميركية.
3 - عودة الحرارة الى التواصل العربي - الدولي وهذا ما ظهر في زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاخيرة للسعودية".
وخلص المصدر الى "ان "حزب الله" شعر بأن كل المعطيات التي سبق لأمينه العام السيد حسن نصرالله ان انطلق منها قد "تخربطت"، مما جعل رئيس الكتلة النيابية للحزب محمد رعد يطل متوتراً ويعود الى لغة تهديدية كان الحزب قد غادرها من قبل".
سليمان
الى ذلك، يقوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان بزيارة رسمية للسعودية الاثنين المقبل تستمر حتى الثلثاء. وعلمت "النهار" ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز سيستقبل الرئيس اللبناني الذي سيلتقي ايضا ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل، الى لقاءات أخرى بينها على الارجح لقاء والرئيس سعد الحريري الموجود في الرياض. وقالت اوساط الرئيس سليمان لـ"النهار" ان المحادثات في السعودية ستتطرق الى العلاقات الثنائية التي "تتمتع بمستوى عال من الجودة" واوضاع المنطقة، وخصوصاً في سوريا، وموقف المملكة من مؤتمر جنيف - 2 وملف النازحين السوريين الذي يضغط على لبنان أكثر فأكثر، مما يتطلب مؤازرة السعودية له في تحمل اعبائه. كما تتطرق المحادثات الى الوضع الحكومي اللبناني من زاوية تدوير الزوايا التي تتصل بهذا الامر.
لقاء "التيارين"
في غضون ذلك، استأثر اللقاء الاول من نوعه منذ مدة طويلة لنواب من "تيار المستقبل" وآخرين من "التيار الوطني الحر" باهتمام سياسي ونيابي، لكن اللقاء لم يسفر عن اكثر من اطلاق دينامية حوارية بين الجانبين ظلت معها عوامل الاختلافات على حالها وخصوصا في شأن مسألة ارتباط تشكيل الحكومة الجديدة وانعقاد الجلسات النيابية بانسحاب "حزب الله" من تورطه في الصراع السوري. وفي خلاصة المناقشات بين الجانبين التي تنشرها "النهار" تبين ان نواب "المستقبل" عرضوا ثوابتهم مركزين على مشروع الدولة والتزام "اعلان بعبدا" وانسحاب "حزب الله" من سوريا، فيما ركز نواب "التيار الوطني الحر" على اولويات بينها فصل الاولويات اللبنانية عن الازمة السورية وتفعيل المؤسسات الدستورية بدءا بمجلس النواب. ولم يحدد الجانبان موعدا للقاء آخر، وان يكونا أكدا استمرار اللقاءات.
 
بين "ثوابت" "المستقبل" و"أولويات" "الوطني الحر" لم يتقاطع التياران اسئلة متبادلة طُرحت في 120 دقيقة وصيغ عملية لا تزال قيد التفكير
منال شعيا
انه لقاء "التيارين" المنتظر. ففي زمن الشح السياسي، باتت الانظار تتجه الى اي لقاء ثنائي، فكيف اذا كان اللقاء هو الاول من نوعه؟
في الاساس، يأتي اللقاء ضمن المبادرة التي اطلقها نواب "التيار الوطني الحر" بعيد خلوتهم الاخيرة في دير القلعة، بهدف اعادة تحريك العمل الاشتراعي المشلول اسوة بغيره من عمل المؤسسات.
في الواقع، قد يكون اللقاء حمّل اكثر من حجمه، الى درجة كثرت التحليلات قبل انعقاده، كما لو ان تأزّم الوضع سيعالجه الطرفان فقط، من عقدة الحكومة، مرورا بشلل مجلس النواب، وصولا الى التخوّف من الفراغ الشامل. من دون الاهمال ان اللقاء يأتي في مرحلة داخلية واقليمية حساسة، وعشية "انفجار" الوضع بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، اي حليف "التيار الحر".
وبين البعدين، ماذا حصل فعلا في الاجتماع؟
بات واضحا ان الاحاديث تشعبت بين الطرفين، فكبرت الهوّة الى حد بات الاتفاق بعيدا. وكانت النتيجة ان تكلّم كل طرف، بعد انتهاء الاجتماع، انطلاقا من موقفه وثوابته، وخلاصة القول لأحد المجتمعين: "لم يحصل اي اتفاقات".
اسئلة وايضاحات
شكلا، استمر اللقاء نحو ساعتين، ووصف بـ"الصراحة وتقاسم بعض الافكار". حضر من جانب "التيار الوطني الحر" النواب ابرهيم كنعان والان عون وسيمون ابي رميا وزياد اسود. ومن جانب "تيار المستقبل" النواب جمال الجراح وعاطف مجدلاني وجان اوغاسابيان وغازي يوسف.
كانت هناك "ثوابت" لـ"تيار المستقبل" لخصت بخمس، وقابلتها "اولويات" لـ"التيار الحر".
ثوابت "المستقبل" هي: "الانخراط في مشروع الدولة، على ان تكون المرجعية الحقيقية للمؤسسات والجيش والقوى الامنية، تفعيل عمل المؤسسات، وفي مقدّمها الحكومة، التزام "اعلان بعبدا"، انسحاب "حزب الله" من سوريا، تطبيق الدستور واحترام الاستحقاقات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية".
على الخط المقابل، ترّكزت "اولويات" "التيار الحر" على عنوان عريض هو " فصل الاولويات اللبنانية عن الازمة السورية".
وفيما لم يشر مجدلاني باسم "تيار المستقبل" الى اعادة العمل بالجلسات الاشتراعية، قال كنعان باسم "التيار الحر": "لا بد من تفعيل دور المؤسسات الدستورية بدءا من مجلس النواب. حاولنا اليوم التشديد على امكان ان نستطيع، لبنانيا، التوصل الى حل يؤهل السياسيين، نوابا ووزراء، للقيام بدورهم. لذلك، حدّدنا بعض القوانين التي نعتبرها استراتيجية لاستمرار ما سميّناه المقاومة اللبنانية لهذا الفراغ".
وبين "ثوابت" "المستقبل" و"اولويات" التيار، لم يحدّد موعد جديد للاجتماع الثاني، وان يكن الطرفان اكدا استمرار اللقاءات.
ابعد مما قيل، علمت "النهار" ان محور النقاش، من جانب "تيار المستقبل" ركز على مسألة مشاركة "حزب الله" في سوريا ، فيما حاول "التيار الحر" ان يأخذ الموضوع الى امكان تجاوز هذه المسألة، في محاولة اخذ النقاش الى طرح اطر عملية للخلاف، وبالتالي للحل.
وسأل "التيار الحر": "هل هناك امكان لفصل الخلافات مع سوريا عن الاستحقاقات الداخلية، في محاولة لتحييد لبنان في حدّه الادنى عن التأزّم، وبالتالي وضع المسألة الاقليمية على "الرفّ" لتسيير شؤوننا اللبنانية؟”.
وتوجه الى "تيار المستقبل": "نعرف موقفكم من قضية مشاركة حزب الله في سوريا، وهذا ليس بالامر الجديد، انما منذ استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ونحن لا نستطيع ان "نرّكب" شيئا في البلد: لا انتخابات ولا تعيينات ولا حكومة ولا رئاسة. ولا يجوز ان نبقى منتظرين جنيف – 1 او جنيف -2".
ومن جملة الايضاحات التى طلبها نواب "التيار الحر" من "المستقبل"، الاسئلة الآتية: "ما هو المطلوب لانعقاد الجلسة الاشتراعية العامة؟ ما العمل لترجمة صيغة الـ6 + 9+ 9 لتأليف الحكومة المنتظرة؟ وما العمل للاستفادة من العلاقة مع الشيعة كي نقرّب اكثر الوجهات اللبنانية؟".
على خط "المستقبل" اسئلة كثيرة طرحها النواب على "التيار الحر"، وطلبوا بدورهم ايضاحات، وفيما فضلّ اكثر من نائب التزام الصمت والاكتفاء بما اعلنه مجدلاني، علمت "النهار" ان من بين الاسئلة التي طرحت ما ركز على عنوان عريض هو "كيفية الحفاظ على التوجهات الوطنية وبناء الدولة". وسأل "تيار المستقبل": "كيف يمكن ان نعزل لبنان عن التفجيرات السورية، وثمة طرف لبناني أساسي منغمس حتى اخمص قدميه، في نارها؟ كيف يمكن فصل الاولويات اللبنانية عن الازمة السورية، ومناطق لبنانية مثل طرابلس تشتعل كل يوم؟ كيف يمكن الحفاظ على المؤسسات الامنية كمرجعية اولى؟ وكيف يمكن ان ينهض لبنان وسط استجلاب النار السورية الى الداخل اللبناني، والتفجيرات التي تحصل خير دليل؟"، وخلص "المستقبل" الى القول: "علينا بالفعل ان نقي لبنان الازمة، حتى نستطيع فصل الاولويات اللبنانية عما يحصل في سوريا".
وفيما تحفظ الطرفان عن الكشف عن بعض الصيغ العملية التي يمكن ان تفتح ثغرة للتقدّم، علم ان اكثر من صيغة طرحت، ولا سيما ان اتفاقا او شبه اتفاق جرى بين الطرفين على اقتراحات القوانين التي تعتبر ملحة وعاجلة وتلامس شؤون اللبنانيين. الا ان الطرفين فضلا التفكير اكثر في هذه الصيغ، والعودة الى كتلهما. قبل اعطاء الاجوبة النهائية.
ربما من المبكر جدا الحكم على لقاء امس، لمجرد ان اجتمع الطرفان 120 دقيقة، اذ لا يمكن التكهن بمدى انعكاساته، لان اللقاء لم يغد كونه تشاوريا، وقد يقف عند هذا الحدّ، لا سيما انه لم يفلح حتى الساعة، الا في التفاهم على ابقاء التواصل بين الطرفين، من دون اي يقارب واي نتيجة ملموسة، اقلّه حتى مساء امس، الى درجة يمكن القول انه لم يحصل تقاطع لـ "التيارين".
وبعد الاجتماع، قال مجدلاني: "اللقاء كان ايجابيا وصريحا وجديا ويؤسس لقواسم مشتركة تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين. اكدنا الاولويات الوطنية الاساسية، أي موقفنا الداعي الى ضرورة الانخراط في مشروع الدولة ومرجعية المؤسسات، وخصوصا الجيش وقوى الامن الشرعية وضرورة تفعيل المؤسسات بدءا من تشكيل حكومة حيادية مسؤولة تعنى بشؤون الناس المعيشية وتضمن استقرارهم وامنهم بعيدا عن المناكفات السياسية حيث ان الحكومة المستقيلة تقوم فقط بتصريف الاعمال وليس باستطاعتها اصدار مراسيم. اكدنا ايضا التزام اعلان بعبدا وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية، ولا سيما ما يجري في سوريا وضرورة انسحاب حزب الله لما له من انعكاسات على المشاركة واستجرار النار السورية الى الداخل اللبناني عبر التفجيرات المتنقلة بالاضافة الى الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعيش اللبنانيبين في الداخل وعلاقة اللبنانيين بمحيطه، كما أكدنا احترام الاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية".
وختم: "كان هناك صراحة وتقاسم لبعض الافكار وغيرها، وتم التوافق على متابعة اللقاءات حتى نتابع بقية الامور التي نعتبرها امورا اساسية، وعلينا بالحوار الذي نراه اساسا والسبيل الوحيد لحل الخلافات لنقل لبنان من حال التشنج الى حال الهدوء".
اما كنعان فقال: "الاجتماع نتيجة تحركنا تجاه الكتل النيابية بناءً على توصيات خلوة دير سيدة القلعة، والتوصيات ارتكزت على نقطة اساسية هي ضرورة تفعيل دور المؤسسات الدستورية بدءا من المجلس".
وشدد على "أهمية فصل تفعيل المؤسسات عما يجري في سوريا"، متمنيا أن "نستطيع البناء في المستقبل على هذه الافكار، ولا مانع من متابعة الاتصالات من أجل الامور الوطنية التي تتخطى السياسة."
ودعا الى "فصل الاولويات اللبنانية عن المسألة السورية. لم يحصل اي اتفاقات على اي من المواضيع انما كان هناك سعي الى التلاقي والتواصل".
 
الحزب و"أمل" يضعان الضاحية تحت المراقبة والاجراءات الأمنية تبلغ الذروة في عاشوراء
النهار..عباس الصباغ
لم يكترث سكان الضاحية الجنوبية لبيروت للمخاطر التي قد تنجم عن عمل ارهابي على شاكلة تفجيري بئر العبد والرويس،ويواظب قسم كبير منهم على إحياء مراسم عاشوراء والتوافد الى المجالس الحسينية التي يقيمها "حزب الله" وحركة "امل" والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومكتب المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله.
اجراءات مشددة
تحتل واقعة عاشوراء مساحة كبيرة في الوجدان الشيعي، وتصغر أمامها أي مصيبة قياسا بالظلم الذي وقع على "اهل البيت"، وعليه فان الهواجس الامنية التي تتهدد اكثر من منطقة في لبنان وخصوصاً بعد معلومات عن تجهيز سيارات مفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية، لا تجد صداها خلال عاشوراء في ظل انتشار كثيف لعناصر من "حزب الله" و"امل" في محيط المجالس الحسينية ولاسيما في الرويس قرب "مجمع سيد الشهداء" حيث يقيم الحزب المجلس العاشورائي المركزي بمشاركة قيادييه وآلاف المناصرين، والوافد الى هذا المجلس تلفته الاجراءات المشددة والتفتيش الدقيق عدا عن منع وقوف السيارات على الطرق المؤدية الى المجمع وكذلك اغلاق بعض الشوارع وتحويل السير الى طرق اخرى. وهذه الاجراءات لا تقتصر على الحزب، فحركة "امل" ايضاً تغلق الطرق المؤدية الى مكان اقامة مجالسها خصوصاً في برج البراجنة حيث يحول السير قرب نزلة عين الدلبة قبل بدء المجلس العاشورائي ويستمر اكثر من 3 ساعات في اوقات الذروة وعودة الموظفين من اعمالهم في بيروت الى الضاحية ما يتسبب بزحمة سير خانقة.
المواطنون في الضاحية يتفهمون هذه الاجراءات في عاشوراء ويتجاوبون مع ارشادات العناصر الحزبية خصوصاً بعد تمنيات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على اهالي الضاحية التعاون مع القيمين على المجالس العاشورائية.
على مدار الساعة
زائر الضاحية الجنوبية خلال ساعات المساء الاولى والبدء باحياء مراسم عاشوراء في المجالس الحسينية، يلاحظ حجم الاجراءات الامنية، فضلا عن انه تم تركيب كاميرات على جميع مداخل القاعات حيث تقام المجالس، وثمة اجراءات غير ظاهرة تكمن في مراقبة الاحياء والسيارات اما عبر العناصر الامنية او عبر الكاميرات واعتماد نظام الدوائر بحيث تختلف الاجراءات الامنية على مداخل المجالس عن تلك التي تنفذ على مسافة 200 او 300 متر من هذه المجالس.
وتعتبر اوساط "حزب الله" ان التهديدات الامنية للضاحية الجنوبية جدية في ظل اقتناع لدى الحزب بأن المجموعات التي نفذت تفجيري بئر العبد والرويس في تموز واب الفائتين وكذلك اطلاق الصواريخ، قادرة على تكرار اعمالها الارهابية، والدليل المحاولة الاخيرة الفاشلة لتفجير سيارة مفخخة في المريجة عشية عيد الاضحى على رغم تنفيذ القوى الامنية خطتها في الضاحية واقامة الحواجز على مداخلها. وتعزو هذه الاوساط الاجراءات الاستثنائية خلال عاشوراء الى معلومات عن تجهيز سيارات لتفجيرها في الضاحية وان القوى الامنية على اطلاع على بعض التفاصيل المتعلقة بهذه السيارات.
وتلفت الى أن "المناسبة عاشوراء خصوصية، وكان لا بد من تنفيذ هذه الإجراءات لان ثمة خشية من تكرار المشهد العراقي او حتى ما يجري في باكستان خلال احياء مراسم عاشوراء". وتختم: "اليوم العاشر سيشهد اجراءات استثنائية نظراً الى الاعداد الضخمة التي ستشارك في المسيرة المركزية، ما يقتضي مراقبة دقيقة وحراسة مشددة على مدار الساعة من دون تقليل الاجراءات التي تنفذها القوى الامنية ".
 
طرابلس في ترقّب حذر والعيون شاخصة إلى صلاة الجمعة
طرابلس – "النهار"
سؤال يردده آلاف من أبناء طرابلس وخصوصاً أهالي منطقتي بعل محسن وباب التبانة مع تجار سوق القمح وشارع سوريا وسوق الخضر والمناطق المعنية بالوضع الاقتصادي المتدهور كلما بدأت جولة قتال بين الجبل والتبانة من الجولات الـ 18 التي مرّت بمدينة طرابلس، وكان الثمن غالياً بسقوط القتلى والجرحى وإحراق منازل ومتاجر ومؤسسات، الى أضرار جسيمة في البنية التحتية وانقطاع مياه الشرب والتيار الكهربائي وتعطيل المدارس والجامعات واقفال الطرق بين طرابلس وعكار وسوريا.
السؤال اشتد أمس على لسان الأهالي: ماذا سيحصل اليوم الجمعة بعدما منعت المسيرة التي كانت مقررة من "الحزب العربي الديموقراطي" من جبل محسن الى ساحة النور؟ هل سيدخل بعض المسلحين على الخط كالعادة ويوترون الأجواء الأمنية؟
ورغم هذه الاجواء الحذرة شهدت المحاور القتالية بين التبانة وجبل محسن أمس حركة حذرة جداً، وفتحت بعض المحال التجارية وخصوصاً سوق الخضر وشارع سوريا، باستثناء طريق الشمال – جبل محسن – الملولة التي أقفلها الجيش ونشر بعض الحواجز عند مداخل المنطقتين لمنع الإخلال بالوضع الأمني وملاحقة المطلوبين بأحداث طرابلس وخصوصاً في متفجرتي مسجدي السلام والتقوى.
ولوحظ رفع لافتات عند مداخل: البداوي، مستديرة الملولة، وشارع سوريا، تطالب السلطات بالتعجيل في القبض على كل من له علاقة بالمجزرة وتؤيد الجيش في وضعه اليد على المرتكبين.
ومساء الاربعاء الماضي عقد "اللقاء الاسلامي" في منزل النائب محمد كبارة اجتماعاً صدر عنه بيان تلاه كبارة، انتقد "انعدام الجدية في متابعة واجب الاقتصاص من المجرمين الذين خططوا وموّلوا ونفّذوا وساعدوا في ارتكاب مجزرة تفجيري مسجدي التقوى والسلام". واستغرب اللقاء "التجاهل اللبناني الرسمي المعيب والمريب لتورّط مخابرات الأسد في جريمة التفجيرين، وفق ما أثبتته التحقيقات القضائية فلا سفير الأسد استدعي أقله للتأنيب، ولا رفعت شكوى الى مجلس جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي ضد الاعتداء الارهابي، كأن الجريمة لم تقع على الأراضي اللبنانية".
 
القضاء يحقق في تهريب بشير 10 ملايين دولار من الإغاثة
النهار..
أثارت المعلومات التي ترددت ليل أمس عن تورط الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء إبرهيم بشير في عملية تهريب أموال بلغت قيمتها 10 ملايين دولار، ضجة في الاوساط السياسية، فأصدر المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بيانا أوضح فيه أن مصرف لبنان وضعه في صورة المعطيات المرتبطة بهذا الملف فتمت احالة الموضوع على النيابة العامة التمييزية للتحقيق وإجراء المقتضى القانوني، فيما أفادت مصادر قضائية "النهار" أن التحقيقات سرية في هذا الخصوص".
وكانت المعلومات اشارت الى ان النيابة العامة التمييزية باشرت درس الملف بعد إحالته اليها من مصرف لبنان وذلك على ضوء تقرير تسلمه الحاكم من هيئة التحقيق الخاصة لمكافحة تبييض الأموال.
واشارت المعلومات ان الهيئة وفي إطار مراقبتها لحركة الاموال اكتشفت حركة تداول مشكوك فيها لمبالغ تصل الى 10 ملايين دولار أميركي. إذ تبين من حركة أحد المصارف انه تم تحويل مبلغ 3 ملايين و600 ألف دولار منه الى بلاروسيا باسم زوجة الأمين العام للهيئة العليا من خلال حساب مشترك بينهما. وعلم أن الأموال جمدت ولم تحول إلى الخارج بعدما وضعت الهيئة يدها على الملف.
وفيما تحفظت المصادر القضائية عن الادلاء بأي معلومات في انتظار ما سيبينه التحقيق في الملف، أعربت اوساط ميقاتي عن استياء رئيس الحكومة من المسألة خصوصا ان الهيئة تخضع لوصاية رئاسة الحكومة. وعلمت "النهار" ان ميقاتي استدعى بشير وطلب منه تجميد نشاطه في الهيئة في انتظار جلاء ملابسات هذه المسألة ونتائج التحقيقات. وكان بشير وهو من مواليد باب التبانة في طرابلس، عيّن في حكومة الرئيس ميقاتي وتسلم منصبه في نهاية تشرين الاول من العام 2011 خلفا للواء يحيى رعد وسط حملة سياسية عليه.
 
"الوفاء للمقاومة": الحكومة الجامعة أكثر من ضرورة وشروط "المستقبل" لا معنى لها
النهار..
رأت كتلة "الوفاء للمقاومة" اثر اجتماعها برئاسة النائب محمد رعد مجدداً "أن كلام وزير الخارجية الأميركية خلال زيارته الأخيرة للرياض عن حزب الله ودوره في مستقبل لبنان، تدخل وقح مرفوض ومدان، نضعه برسم أدعياء السيادة، ونعتبر أن موقفهم من أصل صدور هذا الكلام الأميركي سيكون مقتضى كافياً للبناء عليه شكلاً ومضموناً". وشددت على "أن محاولات البعض استخدام لبنان في بازار الترضيات ليس قابلا للصرف".
وتطرقت الى موضوع التجسس الإسرائيلي فرأت ان هذا الأمر يستوجب استنفارا رسميا على كل صعيد للوقوف على أخطار هذه المعطيات، ووضع خطة تحرك وعمل وطنية شاملة لكل المستويات، بهدف منع العدو عبر كل السبل والخيارات المجدية والمتاحة، من أي اختراق عدواني أو تجسسي ينتهك سيادة لبنان وأمن اللبنانيين".
وتناولت "حال الفلتان الأمني والإرتكابات الغريزية التي تشهدها طرابلس" فاعتبرت "انها النتاج الحتمي لنهج التحريض والإلغاء الذي تعتمده قيادات تيار المستقبل وملحقاته في قوى 14 آذار، وهو نهج خارج على مألوف طرابلس وأهلها وعلى حرصهما الوطني على العيش الواحد والسلم الأهلي. كما أن احتضان هذه القيادات وتغطيتها لأعمال المخلين بالأمن وتعطيلها لدور الجيش ومهماته الوطنية تفاقم التوتر في عاصمة الشمال وتضر بمصالح أبنائها. وإن تشكيك البعض في التحقيقات حول التفجيرين الآثمين في طرابلس لا يجوز أن يبرر للبعض الآخر الاعتداء المقزز الذي طاول عمالا مدنيين بدم بارد أمام مرأى الناس في الشارع".
وكررت "ان تشكيل الحكومة السياسية الجامعة بات أكثر من ضروري في الظرف الذي تشهده البلاد، وإن محاولات تيار المستقبل وبعض ملحقاته في فريق 14 آذار التذاكي عبر طرح شروط من هنا وهناك، لن تستطيع اخفاء الهدف المقصود في ابقاء البلاد بحالة فراغ دستوري ريثما تأتي الإشارة إليهم من أولياء أمورهم في الخارج. وإن شروط تيار المستقبل لا معنى لها على الاطلاق، خصوصا أنها تصدر عن تيار متورط في الأزمة الدامية في سوريا، وهو جزء من أدوات التآمر على استقرارها ودورها، ولا يزال يقدم التسهيلات والدعم للمسلحين ويتبنى عمليا الإرهابيين التكفيريين ويبرر جرائمهم ويوظفها في تحقيق أهداف نهجه السياسي.
 
سفيران جديدان لقطر وغواتيمالا في الخارجية أبادي: حل المسائل السورية رزمة واحدة
النهار..
رأى السفير الايراني غضنفر ركن أبادي "أن كل المسائل (في الأزمة السورية) يجب ان تحل رزمة واحدة، ولا يمكن التركيز على نقطة واحدة فقط في هذا الموضوع"، داعياً الى "التركيز على أولى المجموعات التي دخلت سوريا وتسببت بهذه الازمة وهددت الجميع، اما في لبنان وإما خارجه او في بقية دول المنطقة".
وكان أبادي يرد على سؤال في قصر بسترس بعد لقائه أمس وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، في شأن طلب طهران من "حزب الله" الانسحاب من سوريا في حال عدم تنازل الفريق الاخر.
ومما قال: "بعد زيارة قصيرة لطهران والعودة الى بيروت، زرت الوزير منصور، وتحدثنا في آخر التطورات الاقليمية والدولية ولا سيما منها ما يجري حاليا حول الملف النووي الايراني. وركزنا أيضا على ما يجري في المنطقة وما تشهده الساحة السورية، وما يؤمل من اجل التحضير لمؤتمر جنيف – 2".
وأعرب عن اعتقاده، رداً على سؤال، "أننا اذا أردنا ان نتوصل الى وقف العنف، فهذا لن يتحقق الا بخروج المجموعات المسلحة التي دخلت سوريا من خارجها قبل اكثر من سنتين ونصف سنة، ومن ثم يجب وقف التسليح والتمويل من الخارج خطوة أساسية".
 
حوري وأحمد الحريري ردّا على رعد: هستيريا سياسية تعبّر عن حجم المأزق
النهار..
رد النائب عمار حوري على النائب محمد رعد من دون ان يسميه. وقال في بيان إن "أهم الأمثلة عن الهستيريا السياسية هو ما سمعناه بالأمس من قاطعي الرقاب والأيدي وقالبي الطاولات وذابحي العيش المشترك في 7 أيار وغيره". وتحدث عن "هستيريا سياسية غير مسبوقة تعبر عن حجم المأزق الداخلي والاقليمي الذي يعيشونه بعد انحيازهم للنظام في ذبح الشعب السوري البطل وتعبر عن خروجهم عن الدستور والميثاق والمبادىء والمثل التي تغنوا بها إلى أن سقطوا هذا السقوط العظيم". وختم : "شفاهم الله، إن الله على كل شيء قدير".
بدوره رأى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري أن كلام رعد "جاء مجدداً خارج كل الضوابط الوطنية والأخلاقية ولا يمت بصلة إلى المرتكزات التي قام عليها لبنان ونظامه الديموقراطي". واعتبر في حديث الى وكالة "اخبار اليوم" أن "ما أطل به رعد من تهديد ووعيد يدل على إرباك وتوتر يسود حزب الله، ويؤشر إلى أن حديثه عن إنتصار مزعوم لم يكن سوى أحلام يقظة، سرعان ما تبددت في ضوء المواقف الدولية والإقليمية والعربية التي أسقطت دعايتهم عن أن أميركا أصبحت في حضن إيران، وأن المملكة العربية السعودية أخرجت إحباطها إلى العلن بعدما أخرجت من التسويات الكبرى، وأن قطر تبتعد من المملكة، وأن بشار الأسد لن يرحل".
 
سعيد و"هيئة المحكمة الاستثنائية" في معراب: نبرة "حزب الله" العالية لا تخيف أحداً
النهار..
استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، وعرض معه الأوضاع.
استغرق اللقاء ساعتين، قال سعيد على إثره: "قمت بجولة أفق سياسية مع الدكتور جعجع خصوصاً أن اللبنانيين دخلوا الشهر الثامن من دون حكومة، مع انكشاف أمني وسياسي واقتصادي نعيشه. كما نشعر أن هناك أطرافاً في البلد وتحديداً حزب الله، يطلُ على اللبنانيين ليُهددهم بقطع الرؤوس والأيدي، ونحن نقول له: اذا كان فعلاً منتصراً وعلاقته باتت جيدة بالولايات المتحدة الاميركية ولم تعد الشيطان الأكبر، فلماذا لا يُشكّل حكومة تأخذ على عاتقها مواضيع المازوت والكهرباء والمياه والطرق ومعالجة مشكلة النازحين السوريين؟".
وأضاف "أن النبرة العالية في كلام حزب الله لا تخيف أحداً"، مسدياً اليه نصيحة "بقراءة تاريخ البلد وتاريخنا نحن بالتحديد الذي برهن أننا لا نتراجع أمام النبرة العالية التي لن تُغيّر الأوضاع". وأشار الى "أننا لا نسعى الى كسر حزب الله كما أننا لا نسمح له في الوقت عينه أن يرفع صوته في وجهنا، اذ يجب أن نكون جميعاً متساوين أمام القانون".
وناشد رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن "ولو أن الفرصة في اعتقادي قد فاتت".
كذلك استقبل جعجع رئيس "هيئة المتابعة من أجل إنشاء المحكمة الخاصة الاستثنائية" الدكتور فيكتور غريّب الذي أوضح بعد اللقاء "أن هذه المحكمة يجب أن تنظر في أوضاع اللبنانيين الذين تضرروا نتيجة الأحكام أو القرارات أو الاجراءات الجائرة والصادرة في ظل سلطة الوصاية القسرية للجيش السوري في لبنان، خلافاً لاتفاق الطائف والمواثيق الدولية خلال الحقبة الواقعة بين 22-11-1992 و26-4-2005 ضمناً".
 
هجوم صاعق لـ «حزب الله» على «المستقبل» والسعودية
 بيروت ـ «الراي»
أثار الهجوم الصاعق الذي شنّه «حزب الله» على خصوم الحزب الداخليين والمملكة العربية السعودية سواء من خلال الكلام «الكبير» لرئيس كتلة نوابه محمد رعد (مساء اول من امس) او البيان الصادر باسم الكتلة مجتمعة (امس) اجتهادات مختلفة لا سيما وان هذا الهجوم بدا متعمداً اطلاق رسائل تهديد الى قوى 14 آذار بقلب الطاولة و«قطع الايدي» والاتهامات «بالتحريض ورعاية التكفيريين» و«الانصياع لأوامر اسيادهم الخارجيين».
وشكّل مستوى الحدة في هذا الهجوم دلالة أعطته بُعداً فرض التعامل معه من منطلق جدي لا سيما وانه بعد نحو اسبوعين على «خطاب الانتصار» للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي تعمد فيه تخيير قوى 14 آذار بين القبول بشروط الحزب لتشكيل الحكومة الجديدة او مواجهة امكان اخراجها من التركيبة لاحقاً وفق ما يرتسم في أفق المعادلات الجديدة في المنطقة.
وتبعا لذلك، لاحظت اوساط سياسية في بيروت ان الاندفاعة الهجومية لـ «حزب الله» في غمرة الفشل في تحديد موعد لمؤتمر «جنيف - 2» حول سورية والاشارات الايجابية الى امكان التوصل الى تفاهم ايراني - دولي حول «النووي» وزيارة «رأب الصدع» التي قام بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري للرياض، توحي وكأن الحزب يريد تكريس وقائع استباقية تُبرز «أرجحية» ايرانية في التحكّم بالوضع اللبناني ولا سيما بإزاء الموقف الذي اطلقه كيري من السعودية حول رفضه ان يحدد «حزب الله» مستقبل لبنان.
وفي ظل ذلك بدا لافتاً ان أوساطاً بارزة في قوى 14 اذار أعربتْ عن اعتقادها ان النائب رعد وكتلة «حزب الله» عكسا «مأزق الحزب قبل ايّ عامل آخر وسلّطا الضوء على حشرته في سورية ولبنان في المرحلة الطالعة».
وقالت هذه الاوساط لـ «الراي» ان من المتعارف عليه ان الحزب يستشعر في نفسه في هذه المرحلة عوامل قوة لم يتوان امينه العام عن تعيير الخصوم بها في خطابه قبل اسبوعين بل ذهب بوضوح الى الشماتة بقوى 14 اذار، سائلة «هل ما عبّر عنه رعد خصوصاً عشية بيان كتلة الحزب هو دليل اقتناع بهذه القوة ام ان شيئاً اخر طرأ ودفع الحزب الى تكليف صقره في الخطاب التهديدي لشنّ هذا الهجوم غير المبرر؟». 
واضافت الاوساط نفسها ان «هجوم حزب الله يهدف الى التغطية والتمويه على الغرق الكبير للحزب في اكلاف بشرية وسياسية ومعنوية في سورية مرشحة للتعاظم خلافاً لكل المنظومة الدعائية التي تعتمد تكبير صورة القوة لديه. ثم ان حسابات الحزب ورهاناته بدأت تواجه بلبلة واضطراباً كبيرين من جراء الحوار الاميركي الايراني الذي يضع الحزب امام واقع تمزق كبير حيال قواعده. يضاف الى ذلك ان الغموض الواسع حيال الوضع الداخلي في لبنان وبداية بروز ملامح تحركات مدفوعة بحسابات الاستحقاق الرئاسي قد تكون املت على الحزب اطلاق رسائل عاجلة لافهام بعض حلفائه الاساسيين بحدود المسموح والممنوع».
وكانت الاوساط تشير بذلك الى اللقاء الذي جمع امس وفدين من كتلتي «المستقبل» بقيادة الرئيس سعد الحريري و«التيار الوطني الحر» بقيادة العماد ميشال عون في بداية حوار بين الفريقين للمرة الاولى منذ مدة طويلة، وهو تطور تعزوه المصادر المواكبة لهذه التحركات الى حملة ضمنية شرع فيها عون على خلفية تسويق نفسه مرشحاً اساسياً لرئاسة الجمهورية. ولا تستبعد اوساط 14 اذار ان يكون عون يتصرف بنوع من الاستقلالية عن «حزب الله» الذي وإن كان يدعمه بقوة، فانه يخشى في هذه المرحلة مزالق قد تمكّن خصومه الداخليين والخارجيين من توظيف طموحات عون لإضعاف الحزب.
في اي حال بدا من الواضح ان هجوم «حزب الله» يعكس استمرار الازمة الداخلية على مراوحتها وسط استبعاد ان تشهد اي تحريك لا سيما على مستوى مأزق تشكيل الحكومة. حتى ان بعض المطلعين يشكّون في ان تسفر زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمملكة العربية السعودية الاثنين المقبل مبدئياً، اي قبل ان يتوجه الى الكويت للمشاركة في القمة العربية الافريقية في الكويت في 18 الجاري، عن كسر حدة الازمة الحكومية.
وقال هؤلاء ان الزيارة ستعطي الرئيس سليمان دفعاً معنوياً في جهوده لترجمة بعض مقررات مجموعة الدعم الدولية للبنان التي اطلقت في نيويورك في سبتمبر الماضي، لكن ثمة شكوكاً كبيرة في ان تتجاوز نتائج الزيارة هذا البعد وسط الاحتدام الاقليمي المتصاعد حول الازمة السورية والذي تشكل السعودية احد محاوره الاساسية.
وكان النائب رعد شن أعنف هجماته على قوى 14 آذار و«تيار المستقبل» والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي والسعودية محذراً: «قلبنا الطاولة على رؤوسكم وغيّرنا المعادلة في سورية وإياكم ان تفكروا بمثلها، وحذار ان تجبرونا على ان نتصرف بغير الدفاع»، ومعلناً رداً على كلام جون كيري من الرياض ان «من أراد ان يتطاول على اللبنانيين ويجعل لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم سنقطع يده، ففي لبنان المقاومة جزء أساسي من القرار السياسي الوطني ولا يستطيع احد ان يتجاوزه على الاطلاق لا اميركا ولا اي مملكة او امارة في المنطقة».
وفي حين لفت الى «فتح معسكرات في الشمال اللبناني وعرسال البقاعية وتدريب التكفيريين»، اكد في اشارة غير مباشرة الى سليمان والنائب وليد جنبلاط: «حتى الوسطية لا يجوز ان تعني الحيادية على الاطلاق. فليست هناك وسطية بين الحق والباطل والاستقلال والاحتلال والسيادية والتبعية، لا توجد وسطية اسمها النأي بالنفس، هذه الوسطية هي انحياز لمعسكر الباطل عن قصد او عن غير قصد». ولم تتأخّر ملاقاة كتلة نواب «حزب الله» لمواقف رعد بعد اجتماعها امس برئاسته اذ اعلنت ان «كلام كيري حول حزب الله ودوره في مستقبل لبنان، هو تدخل وقح مرفوض ومدان، نضعه برسم أدعياء السيادة، ونعتبر أن موقفهم من أصل صدور هذا الكلام الأميركي سيكون كافياً للبناء عليه شكلاً ومضموناً».
واذ اعتبرت ان «الفلتان الأمني والارتكابات الغرائزية التي تشهدها طرابلس هي النتاج الحتمي لنهج التحريض والإلغاء الذي تعتمده قيادات تيار المستقبل وملحقاته في 14 آذار»، رأت ان «تشكيل الحكومة السياسية الجامعة بات أكثر من ضروري في الظرف الراهن»، لافتة الى ان «محاولات المستقبل وبعض ملحقاته في 14 آذار التذاكي عبر طرح شروط من هنا وهناك، لن تستطيع اخفاء الهدف المقصود في ابقاء البلاد بحالة فراغ دستوري ريثما تأتي الإشارة إليهم من أولياء أمورهم في الخارج».
ريفي لرعد: يكفيكم «فخراً» ما فعلتموه في 7 مايو وإجهازكم على الجرحى في سورية
بيروت ـ «الراي»:
ردّ المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي على اتهام رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد له بأنه زعيم ميليشيا، معلناً: «لقد فات رئيس كتلة الوفاء لليوم المجيد (يقصد 7 مايو 2008 كما سبق ان وصفه حزب الله) أن العمل الميليشيوي الأبرز الذي مارسناه أثناء تسلمنا المسؤولية، كان تفكيك البنية التجسسية الاسرائيلية في لبنان، ومن هؤلاء متورطون بالعمالة داخل حزبه».
وقال ريفي متوجهاً الى رعد: «بما أنكم بعيدون كلياً عن الممارسات الميليشيوية، يكفيكم فخراً ما فعلتموه في بيروت والجبل في السابع من مايو 2008. ستُسجَّل لكم دائما الممارسات الأخوية الراقية، التي قدمتموها للشعب السوري الذي احتضنكم، إذ ناصرتم نظام الاستبداد وشاركتموه في تدمير المدن والقرى، وأجهزتم على الجرحى الأحياء. فهنيئاً للبنان ببطولاتكم».
وختم ريفي «رحم الله النقيب الشهيد سامر حنا، الذي استشهد مظلوماً، بأيدي ميليشيوية ما زالت محمية بوجه العدالة».
 
أبراج تجسس إسرائيلية تستنفر الدولة اللبنانية وتوجه لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ومستشار وزير الاتصالات: مهمتها تتخطى البعد العسكري

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... استدعى الكشف عن أجهزة تجسس زرعتها إسرائيل قبالة حدود لبنان الجنوبية، تحركا رسميا لبنانيا، سياسيا وعسكريا، لمعالجة الملف وتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي. وضاعفت الأبراج المزروعة على طول الحدود اللبنانية مخاوف اللبنانيين من انتهاك إسرائيل لخصوصياتهم، وسط ترجيحات بأن عمل هذه الأجهزة «يتخطى البُعد العسكري».
وفيما دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، إلى «تجميع عناصر القوة والقدرات الوطنية في استراتيجية وطنية واحدة للدفاع عن لبنان ومنع خروقات العدو بكل أشكالها ولا سيما منها أعمال التجسس»، وتوعد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فايز غصن بأن لبنان «لن يقف مكتوف الأيدي». وقال، في بيان صادر عنه أمس إن «أرضه ليست سائبة، وهو يتابع على أعلى المستويات مسألة التجسس»، كاشفا أن «قيادة الجيش تكثف الاتصالات والمشاورات مع قيادة القوة الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) في شأن هذا الاعتداء».
وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، كشف أول من أمس، أن إسرائيل تنشر شبكة تجسّس على الاتصالات اللبنانية على طول الحدود الجنوبية. وقال بري إن «إسرائيل تقوم بنشر وإقامة محطات تجسّس على طول الحدود مع لبنان من الناقورة، مرورا بالخيام وصولا إلى شبعا، مجهّزة بأحدث المعدّات والآلات والتقنيات لتغطي الساحة اللبنانية كاملة، وهي مرتبطة عبر أجهزة ركزت في جبل الشيخ ومزارع شبعا بتل أبيب».
وتحركت الدولة اللبنانية، على أعلى مستوياتها، لمتابعة الملف، موكلة المهمة التقنية إلى لجنة تقصي الحقائق التي أنشأت بقرار من رئاسة مجلس الوزراء في أغسطس (آب) الماضي، وتضم ممثلين عن وزارة الاتصالات والجيش اللبناني والهيئة الناظمة للاتصالات في لبنان. وبدأت اللجنة بإعداد الملف الذي «لم يكتمل بعد»، كما قال أنطوان حايك، مستشار وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال نقولا صحناوي، لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى «أننا لا نزال ندرس الموضوع عبر لجنة تقصي الحقائق وتنفيذ بعض الإجراءات التقنية بهدف توثيق معلوماتنا من الناحية التقنية».
ولفت إلى أنه «حين ننتهي من إعداد الملف سنعرضه على رئاسة مجلس الوزراء»، مشيرا إلى أن «التقرير يحتاج إلى وقت، كون اللجنة تجري عمليات بحث وتقص عن معلومات تستقطبها الرادارات الإسرائيلية على الحدود».
وكانت لجنة تقصي الحقائق الحكومية، أشارت إلى وجود أعمدة بث مرتبطة ببعضها، لافتا إلى أن موقع «جل العلم» الذي يقع على حدود لبنان الجنوبية الساحلية، بالقرب من بلدة الناقورة: «هو من أكثر مراكز التجسس تعقيدا»، كونه يتضمن رادارات متصلة بموقعي جبل الشيخ ومزارع شبعا (جنوب شرقي لبنان). كما تقوم التقنيات الموجودة بتصوير مناطق شاسعة في الجنوب وتحليل الصور تلقائيا.
وأكد حايك أن «حجم الأنتينات واتجاهها يظهر أن مهمة التجسس تتخطى الإطار العسكري»، نافيا في الوقت نفسه الجزم ما إذا كانت تخترق خصوصية اللبنانيين، لافتا إلى أن «المسح التقني سيبرهن ذلك».
وتختبر لجنة تقصي الحقائق شكل وعدد وحجم الإنترتيات واتجاهها. وقال حايك إن الأجهزة «هي عبارة عن رادارات تنصت على شبكات اللاسيلكي، وتبدو موجهة نحو قواعد البث الخلوي، وتتنصت على الموجات التي تعمل في مناطق يغطيها الرادار، وتصل من أقصى جنوب لبنان إلى أقصى شماله».
وتعود قضية التجسس الإسرائيلي العلني على لبنان، إلى عام 2010. حيث كشف عنها مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات في المكسيك، وأصدر قرارا يلزم إسرائيل بوقف التجسس على لبنان، قبل أن تعود القضية إلى الضوء مع تثبيت أبراج تجسس على طول الحدود.
ويتجه لبنان إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، ليطالب إسرائيل بوقف التجسس. ويوضح الخبير في القانون الدولي أنطوان صفير لـ«الشرق الأوسط» أن الشكوى المدعومة بالأدلة والوثائق التقنية التي تؤكد حصول الخرق «تمكّن الدولة اللبنانية من الاستحصال على قرار سياسي يصدر عن مجلس الأمن لوقف التجسس على أراضيه، كما يمكّنها من المطالبة بتعويضات عن الضرر من قبل المراجع القضائية الدولية المختصة». ويؤكد صفير أن التجسس «يعاقب عليه القانون الدولي كونه يشكل خرقا لمبدأ سيادة الدولة على إقليمها البحري والبري والجوي»، لافتا إلى أن هذا القانون «يعتبر أن أي مسّ بهذه السيادة عبر الاعتداءات العسكرية الأمنية والاستخبارية تعد خرقا لهذه السيادة».
سياسيا، أشارت كتلة «الوفاء للمقاومة»، وهي كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني بعد اجتماعها، إلى أن المعطيات تفيد بأن أجهزة التجسس «شديدة الحساسية والخطورة على أمن لبنان الوطني وعلى خصوصية اللبنانيين الذين يستخدمون الهاتف أو الإنترنت أو أي وسيلة اتصال إلكتروني».
 
سليمان يدعو إلى تخفيف التشنج وتحييد لبنان عن الأزمات والمحاور
بيروت – «الحياة»
دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى «تصويب خياراتنا السياسية على أساس إعلان بعبدا، ما يؤدي الى إعادة علاقاتنا الدولية الى سابق عهدها واستعادة تدفق الاستثمارات والسياح»، وطالب الطبقة السياسية «بتخفيف التشنج وتحييد لبنان عن الأزمات والمحاور».
واذ جاء كلام سليمان غداة قول رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، إن «الوسطية والنأي بالنفس انحياز الى الباطل»، فإن السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي قال رداً على سؤال عن احتمال طلب بلاده من «حزب الله» الانسحاب من سورية، إن «كل المسائل يجب أن تحل في رزمة واحدة ولا يمكن التركيز فقط على نقطة واحدة».
وواصل «حزب الله» هجومه على تيار «المستقبل» وقوى 14 آذار أمس، عبر بيان كتلته النيابية (الوفاء للمقاومة)، معتبراً أن «شروط المستقبل حول تشكيل الحكومة تصدر عن تيار متورط في الأزمة الدامية في سورية وهو جزء من أدوات التآمر على استقرارها». كما هاجمت الكتلة تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في السعودية عن أنه يجب عدم السماح لـ «حزب الله» بأن يتحكم بمستقبل لبنان.
ويأتي البيان قبل أيام قليلة من زيارة سليمان للمملكة العربية السعودية، مطلع الأسبوع المقبل. وعلمت «الحياة» أن قيادة الحزب هدفت من مواقفها المتشددة خلال اليومين الماضيين الى «التحذير من الأخذ بمواقف عدد من الدول، لا سيما السعودية، حيال الوضع اللبناني والحكومة».
وتفاعلت أمس في بيروت قضية إقامة إسرائيل محطات تجسس متطورة على الخط الأزرق في جنوب لبنان، التي كان رئيس البرلمان نبيه بري أثارها أول من أمس، عارضاً خرائط وصوراً عن الأبراج التي زرعتها إسرائيل لهذا الغرض. واعتبر وزير الدفاع فايز غصن أن «نشر العدو أجهزة تجسس دليل إضافي على مخططه الرامي الى جعل لبنان لقمة سائغة»، ودعا المجتمع الدولي الى «التحرك لإيقاف القرصنة الإسرائيلية». ورأت كتلة نواب «حزب الله» الامر «إهانة ومسّاً بالسيادة»، معتبرة أن «هذا يستوجب استنفاراً رسمياً ووضع خطة تحرك لمنع العدو من أي اختراق عدواني».
وشهدت مكاتب البرلمان اللبناني أمس أول لقاء من نوعه منذ سنوات بين وفدين نيابيين من «التيار الوطني الحر» وكتلة «المستقبل»، في سياق انفتاح التيار على القوى السياسية، ساده «حوار صريح» حول القضايا الخلافية الكثيرة بين الجانبين. وركز وفد «التيار الحر» على «أهمية فصل تفعيل المؤسسات والأوليات اللبنانية عما يجري في سورية»، كما قال النائب إبراهيم كنعان. وعلمت «الحياة» أن «المستقبل» أثار تصريحات النائب رعد الأخيرة، معتبراً أنها تعبّر عن الاستقواء على الآخرين، فيما شدد وفد التيار على رفض التدخل في الأزمة السورية من أي من الفرقاء.
وقال النائب عاطف مجدلاني باسم «المستقبل» إن وفده طرح تشكيل حكومة حيادية والتزام إعلان بعبدا، وتحييد لبنان، وانسحاب «حزب الله» من سورية. وكان اللقاء بداية حوار سيتواصل، خصوصاً أنه لم يحصل اتفاق على المواضيع الخلافية.
وعلى الصعيد القضائي، أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول في بيروت رياض أبو غيدا، كما هو متوقع، مذكرة استدعاء في حق رئيس الحزب العربي الديموقراطي النائب السابق علي عيد، لاستجوابه في مسألة التورط في تهريب سائقه أحمد العلي أحد المتهمين بوضع السيارة المفخخة التي انفجرت أمام مسجد التقوى في طرابلس في 23 آب (أغسطس) الماضي.
ويسود مدينة طرابلس ترقب أمني وسط تدابير أمنية مشددة يستمر الجيش في اتخاذها، خصوصاً أن أنصار عيد كانوا لوّحوا بالقيام بتحرك احتجاجي على استدعائه، لم يحظ بترخيص من وزارة الداخلية.
 
تحرّك قضائي وميداني لمتابعة قضية تفجيرَي طرابلس وصولاً إلى محاكمة القتَلَة والمجرمين
"حزب الله" يتابع نوبته الهستيرية.. و"المستقبل" يراها كشفاً لإحباطه
المستقبل..
النوبة الهستيرية التي ضربت "حزب الله" وظهرت بوضوح من خلال كلام وتهديدات وتخوينات النائب محمد رعد، بقيت أمس على وتيرتها من خلال بيان كتلته النيابية التي استأنفت اتهام "تيّار المستقبل" وقوى 14 آذار بما فيها وفي حزبها، وخصوصاً لجهة الانخراط الدموي في المذبحة السورية ونقض ميثاق العيش المشترك وتعطيل الدولة.. الخ.
غير أنّ النوبة المذكورة التي حظيت بردود عدّة أبرزها من الأمين العام لـ"تيّار المستقبل" أحمد الحريري الذي رأى ان "حزب الله" أخرج من خلالها إحباطه إلى العلن، ترافقت مع تطورين، الأول الكشف عن أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيزور المملكة العربية السعودية الاثنين المقبل للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين، والثاني هو الاجتماع الأوّل من نوعه بين نواب من كتلة "المستقبل" وآخرين من تكتل "التغيير والإصلاح" في المجلس النيابي والذي وُصف بأنّه كان إيجابياً وصريحاً.
وقالت مصادر بعبدا لـ"المستقبل" انّ الرئيس سليمان سيلتقي في الرياض، إضافة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قبل أن يقيم الأمير سلمان مأدبة غداء على شرفه في حضور عدد من كبار المسؤولين.
وسيطرح الرئيس سليمان في محادثاته ملفين أساسيين، الأوّل يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً أنّ المملكة حريصة على الوقوف دائماً إلى جانب لبنان سياسياً واقتصادياً، سواء من خلال مواقفها السياسية الداعمة للبنان ودعم اقتصاده بأوجه عدّة، أو من خلال احتضانها العديد من الشركات والمغتربين اللبنانيين الذين يعملون فوق أراضيها.
والثاني يتّصل بالملف السياسي حيث سيشرح رئيس الجمهورية الموقف اللبناني في موضوع تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية، والذي يترجم من خلال "اعلان بعبدا" والاتفاق على ضرورة تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمة السورية والصراعات الاقليمية، كما سيتطرق إلى ملف النازحين السوريين والعبء الذي يشكلونه على الدولة والاقتصاد اللبناني، وامكانية مساعدة المملكة لبنان في التصدي لهذا الملف ودعمه لتأمين حاجات النازحين. إلى ذلك، اعتبر الأمين العام لـ"تيّار المستقبل" أحمد الحريري ان كلام النائب رعد "جاء مجدداً خارج كل الضوابط الوطنية والأخلاقية التي تحكم الحياة السياسية، ولا يمتّ بصلة إلى المرتكزات التي قام عليها لبنان ونظامه الديموقراطي"، وأكد ان "ما أطل به رعد من تهديد ووعيد يدل على إرباك وتوتر يسود "حزب الله" ويؤشر إلى أنّ حديثه عن انتصار مزعوم لم يكن سوى أحلام يقظة، سرعان ما تبدّدت في ضوء المواقف الدولية والاقليمية والعربية التي أسقطت دعايتهم، عن أنّ أميركا أصبحت في حضن إيران، وبأنّ المملكة العربية السعودية أخرجت إحباطها إلى العلن بعدما أخرجت من التسويات الكبرى، وبأنّ قطر تبتعد عن المملكة، وبأنّ بشار الاسد لن يرحل، وخلاف ذلك من أوهام حاولوا ترويجها كعادتهم على قاعدة تكذيب الكذبة وتصديقها".
وقال الحريري: "الواضح من كلام رعد أنّ "حزب الله" يُخرج إحباطه إلى العلن، بعدما بنى انتصاره المزعوم على باطل، وتبيّن للسيد حسن نصرالله أننا لم نرضخ لانتصاره الباطل، وأنّ "تيّار المستقبل" وقوى "14 آذار" لم يهبّا إلى حارة حريك لمبايعته مرشداً للجمهورية اللبنانية، ولم يسلما له بارتداء ما يفصّله للبنان نظاماً وحكماً، كما تبين له، بخلاف ما أوحى، أنّ المملكة العربية السعودية هي رقم صعب في المعادلة الدولية والاقليمية، لا يمكن لفصاحته كما لا يمكن لأي دولة مهما عظم شأنها أن تتجاوز دورها المؤثر".
على أي حال، فإنّ كتلة "الوفاء للمقاومة" أكملت أمس ما بدأه رعد، واعتبرت أنّ شروط "تيّار المستقبل" لتشكيل الحكومة "لا معنى لها على الاطلاق خصوصاً وأنها تصدر عن تيّار متورّط في الأزمة الدامية في سوريا وهو جزء من أدوات التآمر على استقرارها ودورها (...) ويتبنى عملياً الإرهابيين والتكفيريين ويوظفها في تحقيق أهداف نهجه السياسي القائم على الالغاء والاستئثار وتعطيل عمل الدولة ونقض الميثاق الوطني والعيش المشترك".
عيد..
وفي ملف الملاحقة القضائية لرئيس "الحزب العربي الديمقراطي" علي عيد، قرر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، استدعاءه للتحقيق، وحدد يوم الثلاثاء المقبل موعداً لاستجوابه في ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ضده، بجرم تهريب مطلوبين للعدالة من لبنان الى سوريا، ومنهم أحد عناصر حزبه أحمد مرعي المتهم بتفجير مسجد التقوى في طربالس في 23 آب الماضي، مع زميله الموقوف يوسف دياب الذي فجر مسجد السلام في التوقيت نفسه ما أدى الى مقتل 50 شخصاً معظمهم من المصلّين وجرح أكثر من 500 آخرين. وقد أرسل أبو غيدا أمس مذكرة جلب الى عيد لإبلاغ موعد الجلسة وفق الأصول.
وأبلغ مصدر قانوني متابع للملف "المستقبل" ان "عيد ملزم بالمثول أمام قاضي التحقيق واعطاء افادته حول ما نسب اليه من اتهامات، على أن يتخذ القرار المناسب بحقه في ضوء الاستجواب". وأوضح أنه "في حال امتنع عن المثول أمام القاضي أبو غيدا فإن الخطوة الثانية تستوجب ابلاغه لصقاً، ومن ثم اصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه، وفقاً لما ينص عليه قانون أصول المحاكمات الجزائية". ولفت الى ان "الادعاء على عيد واحالته على قاضي التحقيق ومن ثم استدعاؤه من قبل الأخير، جاء معطوفاً على الاعترافات الصريحة لمرافقه أحمد علي التي أدلى بها أمام مخابرات الجيش وكررها أمام شعبة المعلومات ومن ثم أمام قاضي التحقيق، والتي جزم فيها أن عيد أمره بإخفاء مرعي ومن ثم نقله بسيارته الى سوريا". مشيراً الى أن "اصرار عيد على اخفاء مطلوبين وتهريبهم، يكفي للاشتباه بدوره ما له في جريمة تفجير المسجدَين، أو انه على علم بالمخطط ومن نفّذه، ويحاول طمس الأدلة وتغييب المتهمين".
وكشف اللواء أشرف ريفي لـ"المستقبل" ان قضية التفجيرين "أضحت قضية وطنية لا تنازل عنها (...) وشكّلنا فريقاً من المحامين وجرى اعداد عريضتين: الأولى وقعها ذوو الشهداء أي أولياء الدم، تطالب بإحالة القضية على المجلس العدلي، واختيار فريق من كبار المحامين للمرافعة أمام المراجع القضائية المحلية والخارجية اذا اقتضى الأمر. والثانية ستتضمن 100 ألف توقيع من أبناء طرابلس والشمال، تطالب بإحالة تفجيرات الضاحية الجنوبية وطرابلس على المجلس العدلي، لمحاكمة المجرمين والاقتصاص منهم، وسيتم في اليومين المقبلين نصب خيمتين، الأولى أمام مسجد السلام والثانية أمام مسجد التقوى للحصول على التواقيع المطلوبة، وبعد الانتهاء من هذه التواقيع ستنصب خيمة أمام قصر العدل في طرابلس، وستبقى هناك الى أن يحاكم القتلَة والمجرمون"، مشدداً على أن "كل التهويلات التي تحصل لا تؤثر في قناعاتنا".
مجلس النواب
اللقاء الذي عقد في المجلس النيابي بين نواب من "المستقبل" و"تكتل التغيير والاصلاح" استمر على مدى ساعتين ووصفه النائب عاطف مجدلاني بأنه ايجابي وصريح وجدّي ويؤسس لقواسم مشتركة تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين"، فيما وضعه النائب ابراهيم كنعان في سياق "تحركنا تجاه الكتل النيابية كافة "مؤكداً ان "أي اتفاق لم يحصل على أي من المواضيع انما كان هناك سعي الى التلاقي والتواصل"
 
ماذا وراء تصعيد «حزب الله» المفاجئ؟
الجمهورية.. شارل جبور..
الفريق المنتصر الذي يدعو خصمه إلى الاستسلام والتسليم بشروطه قبل فوات الأوان لا يفترض أن يكون متوتراً ومتشنجاً وقلقاً ومهدداً ومتوعداً، إنما على العكس تماماً يفترض بخصمه أن يكون في هذه الحال، إلّا في حال واحدة وهي أنه يدّعي الانتصار في محاولة لترهيب الآخر للحصول منه على تنازلات سياسية.
الحملة التهديدية والتخوينية التي يشنّها نواب "حزب الله" وصلت مع النائب محمد رعد إلى حد التلويح بقلب الطاولة وقطع الأيدي، تتناقض مع خطاب النصر الذي ألقاه السيّد حسن نصر الله واستند فيه الى التطورات الميدانية السورية التي أصبحت، برأيه، لمصلحة النظام.
هذا الخطاب الذي دعا فيه المملكة العربية السعودية الى استلحاق نفسها باغتنام فرصة مؤتمر "جنيف - 2"، "لأنّ الزمن الآتي ليس لمصلحتكم"، ودعا قوى 14 آذار إلى القبول بما أو معروض عليها الآن ويمكن الّا يظلّ معروضاً، أي بحكومة جديدة على اساس صيغة 9-9-6 بعد فشل رهاناتها وسياساتها التي بَنتها على اساس ان النظام السوري سيسقط.
فلو كان "حزب الله" في الموقع المنتصِر لَما كان مضطراً إلى رفع سقفه السياسي واللجوء الى أسلوب التهديد واستخدام مصطلحات قطع الأيدي وقلب الطاولة في إشارة الى أحداث 7 أيار.
وبالتالي، هذا التوتير في خطاب الحزب هو أكبر دليل على أزمته السياسية المتأتية من العوامل الآتية:
أولاً، تأكيد النائب وليد جنبلاط على وسطيته ومواصلة دعمه لتمام سلام ورفضه تأليف حكومة أمر واقع كما رفضه تأليف حكومة لا تضمّ "المستقبل"، أدى إلى إسقاط رهانات الحزب على قلب الطاولة دستورياً عبر الكلام عن أكثرية نيابية باتت بحوزته مع انضمام الاشتراكي إلى 8 آذار.
ثانياً، تمسّك قوى 14 آذار بموقفها الرافض تأليف حكومة مع "حزب الله" قبل خروجه من سوريا، وإصرارها على استبدال "جيش وشعب ومقاومة" بـ"إعلان بعبدا" في أيّ بيان وزاري، أفقدَ الحزب فرصة الحصول على غطاء وطني يتسلّح به لمواصلة قتاله السوري ومواجهته مع المجتمعين العربي والدولي، كما أفقده فرصة تحويل الثلث المعطّل إلى عرف ثابت في أيّ حكومة في المستقبل.
ثالثاً، رفض الرئيس نجيب ميقاتي التجاوب مع الدعوات لعقد جلسة حكومية، كما حضور جلسات مجلس النواب قبل تفسير مهمة تصريف الأعمال وتوضيحها، عَطّل محاولات الحزب للتشريع بمعزل عن الحكومة سعياً إلى تحويل الرئاسة الثالثة إلى رئاسة شكلية.
رابعاً، انفتاح "التيار الوطني الحر" على "المستقبل" أظهر بالحد الأدنى تمايزاً مع "حزب الله" الذي يشنّ حملة تهديدية على "المستقبل"، هذه الحملة التي من أهدافها تحذير التيار العوني من مغبّة توسيع هامش انفتاحه، والتذكير بقواعد الصراع والتموضعات القائمة، فضلاً عن أنّ نأي التيار بنفسه جعل الحزب يدخل مباشرة في هذه المواجهة التي يحاول تلافيها تجنباً للحساسيات المذهبية، خصوصاً أن أيّ هجوم من قبله على "المستقبل" يزيد من التفاف الطائفة السنية حوله.
خامساً، تأجيل مؤتمر "جنيف - 2" الذي كانت تعوّل عليه إيران لاستبعاد المعارضة السورية والسعودية، إذ إنّ رفض المعارضة المشاركة بسبب تجاهل مطالبها يُخلي الساحة امام النظام السوري، ورفض السعودية المشاركة بسبب دعوة ايران يجعل طهران شريكة في تقرير سياسات المنطقة ويُفضي الى عَزل الرياض.
سادساً، تضامن واشنطن مع مطلبي المعارضة السورية باستبعاد الرئيس السوري عن المرحلة الانتقالية، والسعودية باستبعاد ايران عن "جنيف - 2" بفِعل تدخّلها في سوريا ودورها على مستوى المنطقة، أفقد الحزب صوابه بعد لَمسه لمس اليدّ أن كل الكلام عن تحوّل في الموقف الأميركي هو وَهم.
سابعاً، فَصل الولايات المتحدة بين الملف النووي والملف السوري وسائر الملفات في المنطقة، حيث أكدت جولة وزير الخارجية الأميركية إلى المنطقة أن لا مقايضة بين الملف النووي والدور الإيراني الإقليمي.
ثامناً، انتقاد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عجز المجتمع الدولي عن التصدي للجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، وتأكيده على استمرار قطر في دعم نضال الشعب السوري، أسقط الادعاءات والأوهام التي تحدثت عن تحييد قطر على طريق ضمّها إلى محور الممانعة.
فالتوتر المستجِد في خطاب "حزب الله" مَردّه إلى كل الأسباب المُشار إليها وغيرها، هذه الأسباب التي تثبت مدى حراجة وَضع الحزب، ما دفعه إلى رفع السقف مُهدداً بقلب الطاولة.

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,375,580

عدد الزوار: 7,630,299

المتواجدون الآن: 0