«حزب الله» والمسيحيّون: توسيع نفوذ لكنّ الانفجار ممنوع...خلوة لسليمان والراعي غداً في بكركي ... وموعد جديد لـ«جنيف - 2»

نصرالله شارك في إحياء الليلة الأخيرة من عاشوراء في الضاحية: هناك قرار من السعودية لفريق 14 آذار بعدم تأليف حكومة..نصرالله يُدافع عن التفاهم الإيراني - الغربي الحريري: لن نكون شركاء في حكومة تغطيه

تاريخ الإضافة الجمعة 15 تشرين الثاني 2013 - 7:10 ص    عدد الزيارات 1970    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

نصرالله يُدافع عن التفاهم الإيراني - الغربي الحريري: لن نكون شركاء في حكومة تغطيه
النهار..
اتخذت الكلمة التي ألقاها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عشية احياء ذكرى عاشوراء اليوم بعدا تجاوز الاطار الداخلي والازمة الحكومية التي جاءت مواقفه منهما بمثابة تكرار للاشتراطات التي درج الحزب على التمسك بها ليحدد بوضوح موقفه من المفاوضات الغربية – الايرانية ومنطق التسوية الذي غالبا ما كان يرفضه مما اسبغ على هذا الموقف دلالة بارزة من حيث الدفع الايراني نحو التسوية.
ذلك انه لمرة نادرة وربما الاولى من نوعها بدا السيد نصرالله مدافعا بقوة عن التفاهم الغربي – الايراني الى حد تحذيره من ان البديل منه هو الحرب. وإمعانا في التبشير بالاتفاق المحتمل في المفاوضات النووية بين الغرب وايران، ذهب نصرالله الى صياغة معادلة مفادها ان الحزب والمحور الذي يرتبط به سيكون أقل الخاسرين من الحرب فيما سيتمكن في المقابل في حال تحقيق التفاهم من تعزيز موقعه وعدم خسارة اي مكاسب "وسنكون اقوى بعد الاتفاق". كما ان كلمة نصرالله التي جاءت غداة زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للسعودية لم تخل في حيز اساسي منها من تجديد الهجوم على السعودية ودول الخليج واستتباعا على فريق 14 آذار في الملفين السوري والحكومي.
وفيما استرعى انتباه المراقبين الاستنفار الذي أعلنه نصرالله داعيا الى مشاركة استثنائية هذه السنة في مراسم عاشوراء اليوم في مواجهة تحدي الاخطار الامنية وخطر التفجيرات والسيارات المفخخة تحديدا، شن الامين العام للحزب الذي حضر شخصيا الى مجمع سيد الشهداء في الرويس وتحدث قرابة ساعة، حملة عنيفة على "بعض الدول العربية لتحولها حليفا لاسرائيل في وقوفها ضد الحل السياسي في سوريا والمفاوضات الايرانية مع الغرب". ومع انه تجاهل زيارة الرئيس سليمان للسعودية، فقد رد في المقابل على تصريح وزير الخارجية الاميركي جون كيري لدى زيارته للسعودية والذي جاء فيه انه لن يسمح لـ"حزب الله " بان يحدد معالم المستقبل في لبنان، فقال إن موقف كيري "لا يقدم ولا يؤخر ولا يؤثر في الوقائع في الساحة اللبنانية"، مضيفا: "لا أحد يستطيع الغاء فريقنا ولا احد يستطيع الغاء الفريق الآخر، فهذه معادلة لبنان الواقعية ولا خيار الا بالبحث عن مشتركات لمعالم مستقبل لبنان". اما في الشأن الحكومي، فجدد نصرالله مطالبته الفريق الآخر بالقبول بصيغة 9-9-6 متهما اياه بالمراهنة على الوضع في سوريا، كما اتهم السعودية بمنع تشكيل الحكومة الجديدة.
وتوقعت مصادر قريبة من "حزب الله" ان تتسم المشاركة الشعبية اليوم في احياء ذكرى عاشوراء بكثافة كبيرة في ضوء الدعوة التي وجهها نصرالله الى تحدي الاخطار الامنية وعدم استفزاز احد في هذه المناسبة. كما ان مصادر معنية قالت لـ"النهار" ان الاجراءات الامنية ستبلغ ذروتها اليوم لحماية المناطق التي ستقام فيها المسيرات العاشورائية ولا سيما منها الضاحية الجنوبية وبعض مدن الجنوب والبقاع.
رد الحريري
وفي رد فوري على نصرالله أصدر المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري ليلا بيانا قال فيه: "على جاري عادته في المواقف الخطابية، اطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مجموعة مواقف أقل ما يقال فيها إنها فعلا "أضغاث احلام" ولا تمت الى الواقع والحقيقة بأي صلة، بل هي مجرد أفكار مركبة ومتوهمة، هدفها التغطية على السبب الجوهري الذي يعطل تشكيل الحكومة، ويجعل الدولة رهينة لسياسات خاطئة، تصادر دورها وتنصب الحزب ولياً على الجمهورية وسيادتها.
فالسيد حسن يرمي محاولات تعطيل تشكيل الحكومة على المملكة العربية السعودية، وهو يتوهم ان المملكة طلبت منا تأخير تشكيل الحكومة في انتظار تغيير الوضع في سوريا (…) والسيد حسن نصرالله على ما يبدو اما ان يكون أسيرا لحلقة من الأوهام والمعلومات المركبة، او هو يحب ان يمارس إطلاق الغبار السياسي وتعمية الرأي العام اللبناني عن السبب الجوهري الذي كررناه واعدناه واعلناه عشرات المرات، بأننا لن نكون شركاء لحزب الله في حكومة تغطي مشاركته في القتال ضد الشعب السوري، او تغطي خروجه على الإجماع الوطني الذي تحقق من خلال اعلان بعبدا.
السيد حسن لم يأتِ على ذكر هذا الامر لا من قريب ولا من بعيد، ويريد ان يتصرف تجاهه باعتباره مسألة غير قابلة للبحث والنقاش، وهي أمر واقع سياسي وعسكري مفروض على جميع اللبنانيين، من رئيس الجمهورية الى الرئيس المكلف الى كل القوى السياسية في البلاد... ونحن مع كل هؤلاء ليس علينا سوى ان نبصم لحزب الله على ذلك، وان نذهب الى حكومة تعترف له بحق إرسال مسلحيه الى سوريا والقتال الى جانب بشار الأسد.
على أي حال، لحزب الله ان يفهم، ويمكنه ألا يفهم، أننا لن نكون تحت اي ظرف من الظروف شركاء في اي عملية سياسية، تعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة وقرارها، حتى لو تمكن مع ايران في اعادة تتويج بشار الأسد رئيساً أبديا فوق جماجم الشعب السوري.
المسألة بالنسبة الينا لبنانية بامتياز، ولا علاقة لها بالمجريات الميدانية في سوريا او بخرافة المفاوضات الإيرانية - الأميركية. هناك حزب فاتح دولة على حسابه يتخذ فيها قرارات الحرب والسلم، ونحن لن نقر له بهذه الدولة، ولن نقبل ان تكون الدولة اللبنانية بعد اليوم غطاء له".
14 آذار
وعلقت مصادر في قوى 14 آذار عبر "النهار" على خطاب نصرالله، فلاحظت انه "تفادى الخوض في الموضوع السوري الا لماما، أما في الموضوع الحكومي فحمّل السعودية المسؤولية وهو أمر غير صحيح اطلاقا. اذ ان 14 آذار هي التي بادرت الى تحديد الموقف من اقتراح مشروع حكومة فأكدت قيام حكومة على اساس التزام اعلان بعبدا وخروج "حزب الله" من آتون القتال في سوريا وليس قيام حكومة تستند فقط الى مبدأ الغلبة المموّه بالارقام من أجل تغطية تجاوزات "حزب الله" في الداخل ومشاركته الميدانية ضد الشعب السوري. ان موقف 14 آذار هذا لم تمله لا المملكة السعودية ولا احد في الداخل او في الخارج وقد كانت 14 آذار سبّاقة في طرحه منذ فترة طويلة ولن تفلح محاولات طمسه".
كما رد الامين العام لـ"تيار المستقبل " أحمد الحريري على السيد نصرالله فقال في حديث الى محطة تلفزيون "المستقبل" ان "كربلاء اليوم هي سوريا والحسين هم أطفال سوريا وشيوخها ونساؤها والقاتل والظالم ويا للأسف هما النظام السوري وحزب الله اللذان يقتلان اللبنانيين والسوريين". واستغرب "كيف ان السيد نصرالله لم يعد يخاف من اسرائيل فظهر علنا أكثر من 45 دقيقة واعتقد انه بعدما توجهت بندقية المقاومة الى الداخل أعطى اسرائيل أكبر خدمة وظهر مرتاحا وليس خائفا".
 
نصرالله شارك في إحياء الليلة الأخيرة من عاشوراء في الضاحية: هناك قرار من السعودية لفريق 14 آذار بعدم تأليف حكومة
النهار...ع. ص.
على الرغم من الهواجس الامنية التي ترافق احياء مراسم عاشوراء هذه السنة، حضر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصياً الى مجمع سيد الشهداء في الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت، وتحدث نحو ساعة عن الوضعين الاقليمي والمحلي. واتّهم السعودية بمنع تشكيل الحكومة "لرهانها على نتائج الاحداث السورية"، مؤكدا ان التفاهم الاميركي الايراني ان حصل سيجعل فريقه السياسي في وضع افضل. ومن جهة اخرى، اكد ان التهديدات الامنية لن تحول دون اقامة المسيرات العاشورائية.
استهل نصرالله كلمته في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه "حزب الله" بالتطرق الى الوضع الاقليمي من البوابة الاسرائيلية، وقال ان "اسرائيل سعيدة بما يحصل في المنطقة، وقرأت بعض المقالات لـ(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو الذي أصبح متخصصا في الشأن الشيعي و السني في خطاباته، ومشروع اسرائيل الدائم ان تكون من حولها منطقة مقسمة ومجزأة على اساس طائفي او مذهبي أو عرقي، وتبقى هي القوة الاقليمية الاقوى والاعظم التي تفرض شروطها على كل المنطقة ومن خلال هذا الواقع تطبع وجودها مع بعض المحيط العربي، وتتحول حليفا لبعض الدول العربية وحركات المعارضة في بعض هذه الدول، وتفرض نفوذها على حكومات المنطقة وهذا واقع نعيشه الآن، لكنها ايضا قلقة من المستقبل لانه غامض".
وكرر انتقاد بعض الدول العربية و المملكة العربية السعودية من دون ان يسميها "لوقوفها ضد الحل السياسي في سوريا". وقال: "من المؤسف ان بعض الدول العربية كانت وما زالت تقف الى جانب اسرائيل في الخيارات القاتلة (...) ان الحكومة الاسرائيلية تلقت رسائل من بعض الحكومات العربية لعدم التراجع في موقفها في المفاوضات الايرانية". وذكر بمواقف بعض الدول العربية من عدوان تموز عام 2006 قائلاً بأن "تل ابيب تلقت من بعض تلك الدول طلبات لعدم وقف العدوان".
ثم تحدث عن قضيتي التجسس الاسرائيلي على لبنان والنفط، معتبراً ان "الامر لا يخص حزب الله بل هو ملف وطني يعني كل المواطنين وخصوصياتهم، والاستحقاق الآخر المفتوح امام لبنان هو حصوله على حقه كاملا، في المنطقة الخالصة ومن حقه ان يستخرج النفط، وهذا يقع على عاتق الدولة ويتطلب تضامنا وتعاونا وطنيا". واشار الى ان "الدولة معنية بالتحرك في ملف التجسس الاسرائيلي على لبنان، ونحن في المقاومة جاهزون للمساعدة لان الامر يعني كل اللبنانيين، وهو مصلحة وطنية جامعة. واذا لم تتوصل الدولة الى حل فالمقاومة قادرة على ان تفعل في مواجهة التجسس الاسرائيلي اشياء كثيرة". ورأى: "ان الاتصالات التي تستخدمها المقاومة ضمان، ولم نسمح في الماضي بإستهدافها ولن نتسامح"، شارحا اهمية شبكة اتصالات المقاومة كونها بعيدة عن التنصت".
"السعودية تمنع التأليف"
وتطرق الى الوضع الداخلي انطلاقاً من التصريح الاخير لوزير الخارجية الاميركي جون كيري في السعودية، عندما قال انه لم يسمح مع السعودية لـ"حزب الله" بأن يحدد معالم المستقبل في لبنان، وقال: "موقف كيري لا يقدم ولا يؤخر، وهو يعبر عن اعترافهم بالقول انه يحق لاميركا التدخل في الشؤون اللبنانية، ولكن نحن لا يحق لنا". وذكر بأن ما رسم في لبنان "لم يكن كما ارادته اميركا وبعض الدول العربية".
واضاف: "لو بلغ جبروت من بلغ فهذا لايجوز ان يؤثر في الوقائع في الساحة اللبنانية ولا أحد يستطيع الغاء فريقنا ولا أحد يستطيع إلغاء الفريق الآخر، فهذه معادلة لبنان الواقعية. هناك جو خصومة، ولكن الواقع يقول ان هناك فريقين في لبنان لا خيار الا بالبحث عن مشتركات بينهما لوضع معالم مستقبل لبنان ولا أحد في الخارج يستطيع ان يرسم معالم لبنان".
وعن الوضع الحكومي قال ان "هناك من يمنع تشكيل حكومة لانه كان ينتظر الاوضاع في لبنان، من اسابيع الى الان كيف تغير الوضع الميداني في سوريا، في حلب والغوطة الشرقية والغربية، هذه الاسابيع اكدت ان الامور متجهة على خلاف ما يتوقعون ولذلك اذا كان احد ما في مكان ما في لبنان او المنطقة ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية ان ينتصر في سوريا، اقول له لن تنتصر في سوريا.
الكل في لبنان يجمع على تشكيل حكومة جديدة، حكومة تصريف الاعمال تسد الفراغ ولكن لا تحل مشكلة، لا بد من حكومة جديدة، والصيغة الممكنة الان وبعد ستة اشهر وسنة وسنتين والتي تطمئن الجميع هي 9-9-6، فلماذا التأخير الى الآن؟ لأن هناك قراراً اقليمياً من السعودية لفريق 14 آذار بعدم تشكيل حكومة، طبعا تريد حكومة دون الفريق الاخر، لكن هم لا يستطيعون ذلك".
وأكد انه "اذا حصل تفاهم نووي ايراني - دولي فسيكون فريقنا اقوى وافضل حالا محليا واقليميا".
وذكر الفريق الاخر بأن "حلفاءه كانوا دائماً يتخلون عنه في الوقت الذي لم تتخل فيه ايران وسوريا عن فريقنا السياسي".
وختاماً، دعا نصرالله الى المشاركة الكثيفة في مسيرة عاشوراء التي تقام اليوم في الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق وتوجه الى جمهوره: "غداً (اليوم) لن يستطيع شيء سوى مشيئة الله، لا خطر ولا تفجير ولا سفك دماء ولا سيارات مفخخة ان تحول بيننا وبين حسيننا (...)". وشكر القوى الامنية على الجهود التي تبذلها للحفاظ على الامن خلال احياء مراسم عاشوراء.
 
"اللقاء الشيعي" وقضية المبعدين اللبنانيين
النهار..
أمل "اللقاء التشاوري الشيعي" ان يكون رئيس الجمهورية ميشال سليمان تطرق في محادثاته مع المسؤولين السعوديين الى قضية "التضييق على المواطنين اللبنانيين ولا سيما الشيعة منهم، من السلطات السعودية، وسلطات بلدان خليجية اخرى"، بسبب "هواجس أمنية"، مشددا على ان "تدخل بعض القوى الحزبية في شؤون دول ومجتمعات اخرى، ولا سيما تدخل البعض منها في النزاع الدائر في سوريا".
ووجه اللقاء كتابا الى الرئيس سليمان جاء فيه: "بعد التوجه اليكم بالتهنئة على عودتكم سالما من زيارتكم الى المملكة العربية السعودية، فان "اللقاء التشاوري الشيعي" يأمل ان تكونوا قد تطرقتم خلال لقاءاتكم مع المسؤولين السعوديين، السياسيين منهم والامنيين، الى قضية المواطنين اللبنانيين، لا سيما الشيعة منهم، ممن يجري التضييق عليهم، من قبل السلطات السعودية، وسلطات بلدان خليجية اخرى، سواء في ما يتعلق بدخولهم الى أراضيها، او اقامتهم وعملهم وممارستهم اعمالهم فيها، او في ما يتعلق بانسداد أبواب المراجعة القانونية امام المرحلين منهم، وما الى ذلك مما يجري مجراه"(...).
 
بري تلقّى دعوة لزيارة إيران: موضوع التجسّس سيُتابع حتى النهاية
النهار..
اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "موضوع التجسس سيتابع حتى النهاية".
وتناول خلال "لقاء الاربعاء النيابي" مسألة "العدوان التجسسي الاسرائيلي"، فأبدى ارتياحه الى نتائج اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات والاجماع النيابي على مواجهة هذا العدوان، والخلاصات التي توصلت اليها.
ودعا الى "مواصلة الجهد"، مؤكداً ان "هذا الملف سيبقى موضع متابعة من مجلس النواب حتى النهاية".
وجدد التحذير من "اخطار العدوان الاسرائيلي"، مشدداً على ان "هذه القضية هي قضية وطنية بامتياز وهي تعني الدولة ومؤسساتها وجميع اللبنانيين".
واستقبل بري السفير الايراني غضنفر ركن ابادي الذي سلّمه دعوة من رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني لزيارة ايران.
وقال ابادي: "عرضت تقريراً حول آخر التطورات في شأن الملف النووي الايراني، والمحادثات بين ايران ومجموعة 5 + 1 والجولة الاخيرة في جنيف".
الى ذلك، دعا بري لجان المال والموازنة، الادارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، الزراعة والسياحة، البيئة الى جلسة مشتركة العاشرة والنصف قبل ظهر الثلثاء 19 الجاري، لدرس مشاريع واقتراحات القوانين المتعلقة بتثبيت متعاقدي وزارة الخارجية والمغتربين، وسلامة الغذاء، ورعاية المصاب بمرض عقلي او نفسي.
 
قطر تفتتح مستشفى لعلاج الجرحى السوريين في عكار
عكار – "النهار"
خلافاً للكلام عن تراجع الخدمات الصحية للاجئين السوريين، افتتح امس في المحمرة "مركز عكار الطبي لرعاية الجرحى والمصابين السوريين" برعاية اتحاد الجمعيات الاغاثية في لبنان، وفي حضور ممثل لجمعية "قطر الخيرية" محمد دردرو ورئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة ورجال دين ومسؤولين في "تيار المستقبل" و"الجماعة الاسلامية". ورئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع احمد المير وحشد من رؤساء الجمعيات الاهلية ورؤساء بلديات ومخاتير.
واعتبر رئيس بلدية المحمرة عبد المنعم عثمان "ان المركز الصحي سيكون منارة لبلسمة جراح الاخوة السوريين الذين يدفعون ضريبة الدم لتحرير الامة من براثن الوحوش" وناشد دولة قطر مساعدة البلديات على القيام بمهماتها. اما الشيخ احمد العمري عضو "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين" فشكر قطر وأميرها.
وألقى رئيس بلدية ببنين كفاح الكسار كلمة "الجماعة الاسلامية" في عكار، شاكراً قطر لوقوفها الى جانب اللاجئين السوريين". كذلك تحدث حسن سخلا باسم اللاجئين السوريين شاكرا قطر على تقديماتها و"الاخوة اللبنانيين لما قدموه لنا من جود وكرم واغاثة للملهوف، وهذه هي اخلاق الاسلام". وألقى كلمة جمعية "قطر الخيرية" ابرهيم الزيمل، عارضاً نشاطات الجمعية في دعم اللاجئين السوريين في سوريا وفي الدول المجاورة، وهي "مساعدات في كل المجالات الاستشفائية والصحية والتربوية والاغاثية". وشرح ان المركز الجديد يضم 32 سريرا للمرضى وغرفة عمليات ويوفر الاقامة للمرضى والجرحى قبل اجراء الجراحات وبعدها للمدة التي يحتاج اليها المريض. بعد ذلك تم قص شريط افتتاح المركز، ثم كانت جولة على اقسامه وعيادة الجرحى السوريين الذين يعالجون فيه.
 
 
سليمان يعزّز في الكويت مكتسبات زيارته السعودية
 بيروت - «الراي»
استمرّت بيروت بـ «التحرّي» عن خلاصات الزيارة - الحدَث التي قام بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان للسعودية في توقيت بالغ الحساسية داخلياً في ضوء المأزق السياسي المتمادي واقليمياً في ظل التحولات الغامضة وازدياد وطأة الازمة السورية وتداعياتها الامنية على الواقع اللبناني.
واذا كانت زيارة سليمان للسعودية والحفاوة التي قوبلت بها من المملكة أعادت الاعتبار للرعاية السعودية للوضع اللبناني بعد طول انكفاء وأمّنت «مظلّة» عربية لمجموعة الدعم الدولية للبنان التي أُطلقت في نيويورك في سبتمبر الماضي، فان هذه المظلّة يُنتظر ان تتوسّع مع اللقاءات التي سيعقدها الرئيس اللبناني في الكويت خلال مشاركته يوم الاثنين في اعمال القمة العربية الافريقية الثالثة التي تنعقد تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار».
وستشكّل هذه القمة مناسبة لسليمان للاجتماع بعدد من الرؤساء العرب والتشاور في ملفات المنطقة، على ان تُستتبع زيارة الكويت بجولة على عدد من الدول العربية التي كان من المقرر ان يزورها في اوائل اكتوبر الا انها أرجئت بعد تأجيل محطته الاولى في السعودية.
ويرتقب ان يطلب سليمان دعم الدول المشاركة في قمة الكويت للبنان في تحمل أعباء النازحين من سورية الى اراضيه والذين ناهز عددهم 1.4 مليون وترجمة دعوته في مؤتمر الكويت للنازحين الى تقاسم الاعباء والاعداد، من دون ان تغيب عن لقاءاته ملفات المنطقة وخصوصاً المرتبطة بمصير الوضع في سورية.
وتعتبر دوائر سياسية في بيروت ان الدعم الكبير الذي محضته الرياض لسليمان وخياراته في ادارة الوضع اللبناني وتأكيدها انها «بجانب لبنان مهما تكن الظروف ومهما بلغت حساسيتها»، ستسهّل الطريق امام رئيس الجمهورية في جولته العربية المرتقبة على أمل تعزيز «شبكة الامان» حول الوضع في لبنان.
ورغم الارتياح الكبير الذي يبديه سليمان لنتائج زيارته للسعودية، فان هذه المحطة سرعان ما دخلت على خط الانقسام اللبناني وسط «تصويب» فريق 8 آذار ووسائل إعلامه على الزيارة من بوابة الحضور البارز للرئيس سعد الحريري فيها ولا سيما خلال لقاء القمة مع الملك عبد الله بن عبد العزيز معتبرة انه «اساءة الى رئيس الجمهورية ومخالفة للبروتوكول»، في حين قرأت 14 آذار في هذا الانتقاد محاولة للنيل من الزيارة ونتائجها ولدقّ اسفين بين الحريري ورئيس الجمهورية و«اللعب على وتر» امتعاض رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من السعودية لدفعه الى تعويم حكومته المستقيلة من بوابة ملفات عدة بينها النفط.
وفي حين قرأت أوساط 8 آذار في مشاركة الحريري في قمة سليمان - عبد الله رسالة السعودية مضمونها ان «هذا الرجل هو مَن نعترف به حكومياً»، اعتبرت مصادر 14 آذار ان ما رافق زيارة رئيس الجمهورية الى الرياض اكد للمشككين ان زعيم «تيار المستقبل» بصفته رمز الاعتدال السني لم يفقد زمام المبادرة ولا الدعم السعودي الذي تأكد استمراره لمجمل القوى السيادية في لبنان.
وتحدثت تقارير عن ملابسات مشاركة الرئيس الحريري في لقاء رئيس الجمهورية والملك عبدالله، موضحة ان سليمان دخل مكان اللقاء وكان الحريري في القاعة، فتصافح الجميع ولما انتهت المصافحة طلب الملك من الجميع الجلوس بمن فيهم الحريري الذي شارك في اللقاء.
وفي حين اكد سليمان أمام زواره أنه لم يبحث مع المسؤولين السعوديين في تأليف الحكومة، كشفت معلومات صحافية في بيروت انه في لقاء القمة الذي استمر نحو 70 دقيقة بين العاهل السعودي والرئيس اللبناني كانت مداخلة طويلة للملك سأل فيها عن تورط «حزب الله» في الصراع وتساءل كيف يُسمح للحزب بالذهاب الى سورية، داعيا الى ارجاعه الى لبنان لأن هذا التورط يضّر بلبنان ومشدداً على وجوب اتباع سياسة النأي بالنفس. فردّ سليمان مبرزاً أهمية اعلان بعبدا الذي اعتمده لبنان بالاجماع على طاولة الحوار. وأبدى الملك اهتماما بموضوع الحوارعلى اساس اعلان بعبدا، فما كان من الرئيس سليمان الا ان أكد سعيه الدؤوب من اجل معاودة الحوار. كما كان توضيح من رئيس الجمهورية في شأن منْع «حزب الله» من التدخل عسكرياً في سورية، مشيرا الى تداعيات دخول الجيش اللبناني في مواجهة على هذا الصعيد. وقد ساند الرئيس الحريري الرئيس سليمان في طرحه. وهنا أعرب الملك عبد الله عن تألمه لمشاهد الاطفال الذين قتلوا في قصف تعرضت له مدرسة مسيحية في دمشق. وتساءل: «ما ذنب هؤلاء الاطفال كي يقتلوا؟ ولا يفيد هنا الكلام عن قاصف ومقصوف». وأكد الملك ان لا حل في سورية اذا لم تتوقف آلة القتل، بينما شدد سليمان على الاعتدال الاسلامي - المسيحي، قائلا إن الحلول يصنعها المعتدلون.
وفي موازاة ذلك، تقاطعت معلومات عند الاشارة الى ان اللقاء بين سليمان والحريري تخلله تاكيد رئيس الجمهورية اهمية تاليف حكومة يشارك فيها جميع الاطراف السياسيين وتكون مؤهلة لملء الفراغ إذا وصل لبنان الى الاستحقاق الرئاسي ولم يتمكن من انجازه وانه خاطب الحريري قائلا: «سواء تشكّلت الحكومة وفق صيغة 9-9-6 او وفق أي صيغة اخرى من المهم ان تكونوا جزءا منها». فكان جواب الحريري ان لا مشاركة في الحكومة قبل انسحاب «حزب الله» من سورية.
وفيما لاقت قوى 14 آذار موقف الحريري بإعلان امانتها العامة امس رفضها المشاركة في حكومة ائتلافية مع «حزب الله» إلا على قاعدة «إعلان بعبدا» وانسحابه من سورية، يوحي أفق الازمة الحكومية بانه يتجه الى مزيد من التعقيد الامر الذي قد يدفع الرئيس سليمان في «ربع الساعة» الاخير من ولايته الى استخدام ورقة «الاحتياط» اي توقيع مراسيم حكومة جامعة من دون الرجوع الى طرفيْ الصراع بما يضمن انتقال سلطاته الدستورية اليها.
 
وزير الداخلية اللبناني يعلن التوصل إلى خيوط في اغتيال شيخ سني بطرابلس.. بلدة تكريت العكارية تشيعه.. والتحقيقات تشير إلى أنه كان مراقبا

بيروت: «الشرق الأوسط» .. تتزاحم الملفات الأمنية والقضائية في لبنان، على ضوء الأحداث التي تستجد يوميا، وآخرها اغتيال عضو «جبهة العمل الإسلامي» سعد الدين غية المقرب من رئيس «مجلس القيادة في حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ هاشم منقارة الموالي للنظام السوري، الذي يحظى بدعم كبير من حزب الله، على يد مجهول في منطقة البحصة في مدينة طرابلس (شمال لبنان) أول من أمس.
وتتواصل التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية بإشراف النيابة العامة الاستئنافية في الشمال، بموجب الاستنابات القضائية المرسلة إليها. وفي حين أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، في حديث إذاعي أمس «استجواب عدد من الموقوفين في اغتيال غية وقد توصلنا إلى خيوط يمكن البناء عليها»، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «المعطيات الأولى للجريمة تشير إلى أن غية كان مراقبا من قبل الجناة، وهناك من كان يرصد تحركاته والطرق التي يسلكها». وأشار إلى أن «المعلومات تفيد بأن المسلح الذي أطلق النار على المجني عليه، كان يستقل دراجة نارية، وهو كان يلحق به من أمام منزله إلى المكان الذي وقعت فيه الجريمة، إذ اختار الموقع الذي يسهل عليه تنفيذ الجريمة والفرار من المكان بسهولة من دون أن يتمكن أحد من اللحاق به وتوقيفه».
وتوقع المصدر ذاته أن «يتوصل التحقيق إلى خيوط في هذه القضية خلال الأيام القليلة المقبلة، انطلاقا من عوامل عدة، منها مراجعة معلومات الاتصالات وتتبع حركة المكالمات الهاتفية في محيط مسرح الجريمة، وضبط كاميرات مراقبة على أبنية يفترض أنها التقطت صورة القاتل وإن عن بعد أثناء فراره من المنطقة».
وكانت بلدة تكريت العكارية شيعت أمس غية، المتحدر منها، على وقع استمرار المواقف السياسية المستنكرة لجريمة اغتياله. ورأى وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال أحمد كرامي أن «ما جرى مع غية مؤسف جدا، وهناك فلتان أمني في البلاد»، مكررا «مطالبتنا الملحة للقوى الأمنية من أجل ضبط الأمن».
بدوره، استغرب الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، «وقوع الجريمة في هذه اللحظة السياسية التي بدأت تشهد تنفيسا تدريجيا للاحتقان في المدينة بعد التكشف التدريجي لملابسات تفجير مسجدي التقوى والسلام، وإصدار مذكرات توقيف بالأشخاص المعنيين في هذا الحادث الإرهابي». وجدد الحزب «موقفه الثابت لناحية رفض مبدأ الاغتيال السياسي أو التصفية الجسدية مهما تباينت المواقف أو الآراء السياسية»، داعيا «الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية المختصة للقيام بواجباتها كاملة في كشف ملابسات هذا الملف وملاحقة جميع المتورطين فيه، وسوقهم إلى العدالة في أقرب فرصة ممكنة؛ درءا للفتنة ولقطع الطريق على محاولات إعادة إنتاج التوتر والتشنج في طرابلس والشمال».
وفي قضية استجواب رئيس الحزب «العربي الديمقراطي» النائب العلوي السابق علي عيد حول دوره في قضية تفجير مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، خلال أغسطس (آب) الماضي، وتهريب مطلوبين في هاتين الجريمتين من لبنان إلى سوريا، أبدى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر رأيه أمس في الدفوع الشكلية التي تقدمت بها وكيلة عيد (وشقيقته) المحامية هيام عيد، وطلب من قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا رد سائر الطلبات الواردة في مذكرة الدفوع لعدم قانونيتها، ومنها استرداد بلاغ البحث والتحري الصادر بحقه، وإخلاء سبيل سائق عيد الموقوف أحمد العلي.
وأعاد الملف إلى أبو غيدا لمتابعة التحقيق من النقطة التي وصل إليها. ومن المقرر أن يصدر قاضي التحقيق قراره في هذه الدفوع غدا (الجمعة).
وفي الإطار القضائي أيضا، ادعى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم على رئيس «الهيئة العليا للإغاثة» العميد إبراهيم بشير وزوجته وعلى حسين فواز وزوجته وشركة «فاوكو»، بجرم اختلاس الأموال العامة وتهريب وتبييض الأموال، وذلك استنادا إلى مواد في قانون العقوبات تتراوح عقوبتها من السجن ثلاث سنوات إلى الأشغال الشاقة مدة 15 سنة، واستنادا إلى المادة الثانية معطوفة على المادة الأولى من قانون تبييض الأموال، وأحال الملف مع الموقوفين إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت غسان عويدات، طالبا استجواب الموقوفين بشير وزوجته وإصدار مذكرتي توقيف وجاهيتين في حقهما، وإصدار مذكرتين غيابيتين بحق فواز وزوجته الموجودين خارج لبنان.
 
لبنان: الرئيس لم يسمع إلا كلاما طيبا في السعودية.. وتفاؤل بنتائج زيارته والحريري يتمسك بـ «إعلان بعبدا» وانسحاب حزب الله من سوريا * مواقف أكثر تشددا بشأن الحكومة

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم .... لم تبد مصادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان تفاؤلها في إمكانية حل معضلة الحكومة اللبنانية المتعثر تأليفها منذ ثمانية أشهر، معتبرة في الوقت عينه أنه إذا تقرر التوافق فالأمر يحل خلال ربع ساعة، لكن لغاية هذه اللحظة يمكن القول إن الحل ليس قريبا.
وفي حين أكدت مصادر سليمان لـ«الشرق الأوسط» أنه وبمجرد حصول زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأسبوع الحالي، فهذا يعني أنها «ناجحة»، نافية المعلومات المتداولة بشأن مباحثات جرت بين الطرفين حول تأليف الحكومة التي هي من مهمة الرئيس المكلف تمام سلام. وأكدت أن «ما سمعه سليمان ليس إلا كلاما طيبا يؤكد على ضرورة التوحد بين اللبنانيين وبذل الجهود لتأليف الحكومة والالتزام بإعلان بعبدا، القاضي بتحييد لبنان عن أزمة سوريا.
وأكدت مصادر سليمان أن «اللقاء الذي جمع سليمان برئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري كانت أيضا إيجابية». ولفتت إلى أن «الاثنين متفقان على أهمية تأليف حكومة جامعة لكل الأفرقاء وأن تحصل على ثقة المجلس النيابي»، مشيرة في الوقت عينه إلى أن «للحريري موقفه الذي سبق أن عبر عنه وشدد مرارا، وهو أن يلتزم الفريق الآخر بإعلان بعبدا وينسحب من سوريا والبحث في الاستراتيجية الدفاعية».
وأكدت مصادر رئيس الحكومة المكلف تمام سلام لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يتواصل بعد مع سليمان بعد عودة الأخير من السعودية، مرجحة «حصول لقاء بين الاثنين في الساعات القليلة المقبلة».
وفي غضون ذلك، كانت مواقف المسؤولين في حزب الله وفريق (8 آذار)، تشدد على شروطها المتعلقة بتأليف الحكومة لناحية حصولها على الثلث المعطل (يعطل اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء)، وكان آخرها، ما ورد على لسان نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، بإعلانه القبول بحكومة تصريف الأعمال «إلى ما شاء الله». في حين ترفض قوى (14 آذار) الطرح الذي يؤيده النائب وليد جنبلاط، والذي ينص على معادلة تسعة وزراء لـ(14 آذار) وتسعة لـ(8 آذار)، وستة وزراء للوسطيين أي الرئيسين سليمان وسلام وجنبلاط، مشددة كذلك على رفض دخول حزب الله في الحكومة قبل انسحابه من سوريا.
وفي اجتماعها الدوري، رفضت الأمانة العامة لقوى (14 آذار) المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله إلا على قاعدة إعلان بعبدا وانسحابه من سوريا، وسط ما يجري في المنطقة وانعكاساته على لبنان.
كذلك، رأى النائب في «جبهة النضال الوطني» نعمة طعمة «أن زيارة الرئيس سليمان إلى المملكة العربية السعودية كانت ناجحة ومثمرة على كل المقاييس». وتوقع أن «تكون نتائجها على قدر كبير من الأهمية، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها لبنان والمنطقة، حيث سيحظى لبنان بدعم سعودي على كل المستويات»، مؤكدا أن «الشأن الحكومي لم يبحث في لقاءات رئيس الجمهورية مع خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين السعوديين حيث ترى المملكة هذا الموضوع شأنا لبنانيا داخليا صرفا».
من ناحيته، رأى النائب في كتلة المستقبل سمير الجسر «أن زيارة السعودية بحد ذاتها، يمكن أن تكون قدمت نوعا من الدعم المعنوي والدعم لقوى الاعتدال في لبنان وهي خطوة جيدة»، مشيرا إلى أن «ملف تشكيل الحكومة معقد، ونحن عندما يدعونا الفريق الآخر إلى حكومة اتحاد وطني نجد أن البعض ممن يدعون إلى مثل هذه الحكومة يقاتل في الخارج». ودعا الجميع إلى «الالتزام بالأساسيات التي تتلخص بإعلان بعبدا وهو أساسي ويشمل مسائل عدة ومنها عدم الدخول في محاور إقليمية».
بدوره، اعتبر النائب في كتلة «المستقبل» أحمد فتفت أن «أصداء زيارة الرئيس سليمان إلى السعودية إيجابية بعد الدعم المالي والسياسي والأمني والتأكيد على تشكيل حكومة بناء على اتفاق لبناني لا تتدخل فيه المملكة».
ورأى فتفت، في تصريح له أمس، أن «الكلام عن اتفاق على التشكيلة الحكومية أنتجته اللقاءات في المملكة هو تهويل سياسي يهدف إلى نسف الأسس والعلاقات الإيجابية بين لبنان والدول العربية المحيطة»، لافتا إلى أن «حضور الحريري اللقاء مع سليمان والملك عبد الله بن عبد العزيز هو رسالة الاعتدال الذي تدعمه المملكة ضد التطرف وتسعى إلى التوافق بين اللبنانيين وتدعم المؤسسات».
وأشار إلى أننا «أمام معركة كبيرة وهي معركة رئاسة الجمهورية، حيث تحتاج إلى تعاون الكل لمنع الفراغ الذي يريد حزب الله وحلفاؤه فرضه على لبنان»، لافتا إلى أن «تيار المستقبل يريد رئيسا يلاقي المصالح الوطنية اللبنانية وليس أي مصلحة أخرى».
 
 
خلوة لسليمان والراعي غداً في بكركي ... وموعد جديد لـ«جنيف - 2»
الجمهورية...
لم ينتظر الرئيس سعد الحريري اليوم التالي للردّ على ما جاء في خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، أو ما ستحمله إطلالته الثانية اليوم، إنّما فضّل وضع النقاط على حروف الخطاب مباشرةً منعاً لـ«تعمية الرأي العام اللبناني»، هذا الردّ الذي يؤكّد على مدى حجم الانقسام في المشهد السياسي، واستحالة أيّ حلحلة حكومية في هذه المناخات الصدامية، خصوصاً أنّ مواقف الحريري جاءت بعد مشاركته في القمّة اللبنانية-السعودية وما أثارته من مواقف وما حملته من رسائل، فيما يتوقّع أن يكون للسيّد نصرالله اليوم ردٌّ على الردّ وأن يُستتبع أيضاً بردّ مفصّل للحريري في مواجهة بدأها «حزب الله» منذ أسبوع بنحو مفاجئ ومن خارج السياق وتوَّجها أمينُه العام أمس.
على رغم انشداد الأنظار إلى الزيارة الرسمية لوزيري الخارجية والدفاع الروسيّين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو الى مصر التي أكّدت انّها تحمل رسالة سياسية مهمّة جدّاً إلى العالم الخارجي، تكثّفت المساعي الدولية لعقد مؤتمر "جنيف - 2"، في ما بدا سباقاً بين الحلّ الديبلوماسي للأزمة السوريّة والمواجهات العسكرية على الأرض بين قوّات النظام والمعارضة.
وفي الموازاة، ظلّت المفاوضات بين إيران ومجموعة الخمسة زائداً واحداً للتوصّل الى اتفاق حول النووي الإيراني محور متابعة، واعتبرت واشنطن وباريس انّ الكرة في ملعب ايران، وأكّدتا ضرورة الحصول على ضمانات منها بشأن برنامجها النووي، في حين حذّر وزير الخارجية الاميركي جون كيري من أنّ "فرض مزيد من العقوبات على إيران يهدّد بإنهاء المفاوضات بشأن هذا الملف، أمّا طهران فأعلنت أنّها "ستردّ على أيّ سلوك إيجابي للغرب بخطوة إيجابية مقابلة".
«جنيف - 2»
إلى ذلك، نقل مراسل "الجمهورية" في نيويورك عن مصدر ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن أنّ موعداً جديداً حُدّد لمؤتمر "جنيف - 2" في كانون الأول المقبل، معتبراً أنّ موافقة المعارضة السورية على المشاركة في المؤتمر شرّعت الباب واسعاً أمام تحديد موعد جديد يُتوقّع أن يُعلن قبل أو خلال الاجتماع الأميركي ـ الروسي ـ الأممي في 25 الشهر الجاري في جنيف.وشدّد المصدر من جهة أخرى على ضرورة أن تعلن الدول التي ستدعى الى "جنيف - 2" موافقتها مسبقاً على بيان "جنيف - 1"، بمن فيها إيران.
نصر الله
وسط هذا المشهد، أكّد السيّد حسن نصرالله أنّه "إذا حصل تفاهم نوويّ إيراني-دولي، فريقُنا سيكون أقوى وأفضل حالاً محليّاً وإقليميّا".
وفي ملف التجسّس اعتبر نصر الله أنّه "ملف وطنيّ يعني جميع اللبنانيين"، مشدّداً على وجوب مواجهة هذا الاستحقاق. وقال: "إنّ الدولة معنية بأن تتحرّك بموضوع التجسّس الاسرائيلي، ونحن كمقاومة جاهزون، وأيّ شيء يمكن أن نفعله كمقاومة في هذا الموضوع سنفعله"، وشدّد على أنّه إذا لم تقم الدولة بدورها "فالمقاومة قادرة على أن تفعل أشياء كثير لمواجهة التجسّس الإسرائيلي"
وفي الملف الحكومي، اعتبر نصر الله أنّ "الصيغة الممكنة الآن والتي تطمئن الجميع هي صيغة 9-9-6"، عازياً التأخير الى وجود قرار إقليمي من السعودية لفريق 14 آذار بعدم تشكيل حكومة، وقال: "تريد حكومة من دون الفريق الآخر لكن لا يستطيعون ذلك". مشدّداً على أنّه "إذا كان احد ما في مكان ما في لبنان او المنطقة ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية ان ينتصر في سوريا، أقول له لن تنتصر في سوريا".
وأضاف: "الواقع يقول إنّ هناك فريقين في لبنان، ولا خيار أمامهما سوى التعاون لرسم معالم المستقبل اللبناني. ولا أحد يستطيع إلغاء فريقنا، ونحن لا نريد إلغاء الفريق الآخر، معادلة لبنان الواقعية تقتضي ان نعترف بالشراكة والتعاون والتواصل".
وإذ أكّد "انّنا واثقون من علاقتنا مع حليفينا ايران وسوريا "، قال: "لا تنتظروا سوريا ولا الملف النووي الايراني، ويجب ان نبادر، فكلّ يوم يضيع، فهو يضيع من عيش اللبنانيين وحياتهم وخبزهم".
...والحريري يردّ
وما كاد ينهي نصرالله كلمته حتى جاءه الردّ من الرئيس سعد الحريري الذي لفت إلى أنّ "السيّد حسن يرمي محاولات تعطيل تشكيل الحكومة على المملكة العربية السعودية، وهو يتوهّم انّ المملكة طلبت منّا تأخير تشكيل الحكومة في انتظار تغيير الوضع في سوريا، ويضيف انّ هذا التغيير لن يحصل وأنّنا في قوى 14 آذار لن يتحقّق لنا الانتصار في سوريا".
وكرّر الحريري موقف فريقه بـ"أنّنا لن نكون شركاء لـ"حزب الله" في حكومة تغطّي مشاركته في القتال ضدّ الشعب السوري، او تغطّي خروجه على الإجماع الوطني الذي تحقّق من خلال إعلان بعبدا".
وقال إنّ "على "حزب الله" ان يفهم، ويمكنه أن لا يفهم، أنّنا لن نكون تحت أيّ ظرف من الظروف شركاء في أيّ عملية سياسية، تعطي حزب الله صكّ براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة وقرارها، حتى ولو تمكّن مع إيران من إعادة تتويج بشّار الأسد رئيساً أبديّاً فوق جماجم الشعب السوري".
وأضاف: "المسألة بالنسبة لنا لبنانية بامتياز، ولا علاقة لها بالمجريات الميدانية في سوريا أو بخرافة المفاوضات الإيرانية الأميركية. هناك حزب فاتح دولة على حسابه يتّخذ فيها قرارات الحرب والسلم، ونحن لن نقرّ له بهذه الدولة، ولن نقبل ان تكون الدولة اللبنانية بعد اليوم غطاءً لها".
لا حلحلة
وكان الوضع اللبناني حافظَ على تأزّمه السياسي في غياب أيّ مؤشّر على أيّ حلحلة حكومية، وبالتالي تكريس العقبات التي تعترض مسيرة التأليف على رغم المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في السعودية منذ يومين، والتي كانت أمس محور لقائه في قصر بعبدا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
خلوة سليمان والراعي
إلى ذلك، علمت "الجمهورية" أنّ خلوة ستعقد غداً الجمعة في بكركي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على هامش إطلاق الكتاب التذكاري الرسمي لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان في بكركي. وسيضع سليمان الراعي خلالها في أجواء زيارته الى السعودية، والعراقيل التي لا تزال تحول دون تأليف الحكومة.
بدوره، سيُطلع الراعي رئيس الجمهورية على نتائج زيارته الى الفاتيكان وأجواء اللقاءات التي عقدها مع عدد من المسؤولين هناك، وعلى موقف الفاتيكان الذي يحضّ اللبنانيين على تأدية واجباتهم وانتخاب رئيس جمهورية جديد".
وفي هذا الإطار، قال مصدر كنَسي لـ"الجمهورية" إنّ "موقف الراعي الرافض للتمديد لاقى موقف سليمان في منتصف الطريق، والذي أعلن مراراً وتكراراً أنّه لن يمدّد، ولم يكن موجّهاً إليه، ما يسهّل التفاهم بين الطرفين، ويوحّد الرؤية وطريقة العمل في المرحلة المقبلة بين رأس الدولة ورأس البطريركية المارونية اللذين غالباً ما يختلفان مع اقتراب موعد الإستحقاق الرئاسي".وأكّد المصدر أنّ "الهمّ الرئاسي سيطغى على مناقشات الخلوة غداً".
زهرا لـ«الجمهورية»
وفي سياق المواقف من زيارة سليمان الى السعودية وردّة فعل "حزب الله" على وجود الرئيس سعد الحريري، قال عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا لـ"الجمهورية": "إنّ "حزب الله" ظنّ لوهلة أولى، بعد إسقاط حكومة الحريري وخروجه من لبنان أنّه هو من يأذن لمن يشاء بالعودة الى لبنان ويحدّد موعد العودة ويضع الشروط، ولكنّه انفعل عندما شاهد الحريري مع الملك السعودي وسليمان، علماً أنّ رئيس الجمهورية كان أعلن بوضوح قبل سفره الى الرياض أنّه لن يناقش موضوع الحكومة هناك، لأنّ السعودية ليست مثل دول الممانعة التي تفرض تدخّلها بالقوّة".
واعتبر زهرا أنّه "من الطبيعي أن يناقش سليمان قضية التأليف الحكومي مع الحريري، لذلك قام "حزب الله" بحركة استباقية لتفشيل أيّ مسعى جدّي لتأليف الحكومة، فهاجم زيارة سليمان وطرح علامات استفهام عدة بعد لقائه الحريري".
وقال زهرا إنّ "حزب الله" يسعى لتحقيق شروطه بأسرع وقت ممكن لأنّه يظنّ انّ اللحظة الإقليمية مؤاتية في ظلّ ما يعتبره تقدّماً عسكرياً للنظام السوري والمفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، ما يدفع الى ترجمة ما يعتبره "إنتصارات إقليمية" في الساحة الداخلية وتكريس واقع سياسي لمصلحته، لاعتقاده أنّ هذه اللحظة لن تتكرّر".
لكنّ زهرا أكّد أخيراً أنّ "كلّ أحلام "حزب الله" ومساعيه لن تتحقّق، لأنّ "14 آذار" لم ولن ترضخ لشروطه وابتزازاته، فـ"انتصاره" الإقليمي وَهم، والمفاوضات "النووية" الجارية ستخفّف من شروطه وستجبره على تقديم تنازلات".
14 آذار
وكانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار جدّدت رفضها المشاركة في حكومة ائتلافية مع "حزب الله" إلّا على قاعدة "إعلان بعبدا" وانسحابه من سوريا. مؤكّدةً أنّ" مساكنة أيّ سلاح غير شرعي مع الجمهورية اللبنانية، منذ عام 1969 من دون انقطاع، برهنت بالدليل القاطع والمثال الساطع أنّها مستحيلة. وهي حكماً تهدم ما تبقّى من الدولة".
طرابلس تنتظر الخطّة الموعودة
وبقي العنوان الأمني يحتلّ مركز الصدارة من البوّابة الطرابلسية التي شهدت امس توتراً نسبيّاً.وقال مرجع أمنيّ لـ"الجمهورية" إنّ التدابير التي نفّذتها وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام في طرابلس وعكّار أمس، والتي رافقت نقل جثّة الشيخ سعد الدين غيّة من مستشفى القبّة الى بلدته تكريت في عكّار ساهمت في إمرار النهار الأمني على خير".
وأضاف: "ما زلنا ننتظر أجوبة واضحة على الأفكار التي طرحها وزير الداخلية على القيادات الطرابلسية منذ مساء الجمعة الماضي والتي نوقشت في اجتماعات القصر الجمهوري في الساعات الماضية بما فيها اللقاء الذي عقد في عطلة نهاية الأسبوع وشارك فيه، بالإضافة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وشربل، قادة الأجهزة الأمنية".
وأكّدت مصادر امنية انّ القوى الأمنية باتت على أهبة الإستعداد للإنتقال الى المرحلة اللاحقة من الخطة والتي تقضي بنشر قوى الأمن الداخلي في أحياء باب التبانة، على ان تكون قادرة على إستدعاء الدعم الذي تريده من الجيش متى كانت الحاجة إليها ماسّة.
ولفتت المصادر الى أنّ هذه المهمة ستكون شاملة وكاملة بالتنسيق والتعاون مع مختلف القوى الأمنية التي سيكون عليها لاحقاً إعادة التموضع وتوزيع المهام والأدوار بإدارة أمنية واحدة يتولّاها "الآمر الأكبر" وهو الجيش.
 
«حزب الله» والمسيحيّون: توسيع نفوذ لكنّ الانفجار ممنوع
الجمهورية... طوني عيسى
النائب سامي الجميّل يقول في المتن لـ«حزب الله»: «لا تجرّبونا في مناطقنا»! والدكتور فارس سعيد يقول لـ«الحزب» في جبيل: «إنه بيتنا. لا تجرّبونا»! أمّا «القوات اللبنانية» فسكوتها أكبر من الكلام. فهل هناك احتمال لدخول «الحزب» في «التجربة المسيحية»؟
لم يكن هناك خوفٌ في أيّ يوم من حدوث صدام بين "حزب الله" والقوى المسيحية المنضوية في فريق "14 آذار". فـ"الحزب" يدرس خطواته جيداً. وهو يدرك أن الخسارة التي يجنيها من مواجهة كهذه، كيفما انتهت، ستكون هائلة، للحيثيات الآتية:
1 - يتمسّك "الحزب" بتحالفه مع "التيار الوطني الحرّ" مهما بلغت الأثمان. فهو بالنسبة إليه الترجمة اللبنانية لتحالف المجموعات الأقلوية في النزاع الإقليمي، خصوصاً في سوريا. وإذا حصلت مواجهة ميدانية بين "الحزب" ومسيحيّي "14 آذار"، واتخذت طابعاً طائفياً، فإنّ القاعدة العونية ستتفكّك على الأرجح، وستدخل كلياً أو جزئياً في المواجهة، وفق اعتبارات طائفية.
وهذا سيعني إحراج الحليف المسيحي لـ"الحزب" أو سقوطه. كما ستضطر المرجعيات الدينية المسيحية إلى الخروج عن انفتاحها. وهذا سينسف القاعدة التي تقوم عليها استراتيجية "حزب الله".
2 - يدرك "حزب الله" أن الأحزاب المسيحية خاضت غمار الحرب الأهلية سنوات طويلة، وأنها على رغم عدم امتلاكها السلاح وإعلانها عدم الاستعداد للعودة إليه، فإنها لا تتحمّل نماذج جديدة من 7 أيار 2008. والمزاج المسيحي، تقليدياً، لا يتهيّب المواجهات... ولو كانت إنتحارية. وحتى المزاج السنّي لم يعد كما كان في ذلك اليوم، فهو يقترب من المواجهة، وطرابلس شاهد.
3 - أيّاً كانت المبررات، فلا شيء يستدعي خلق عداء طائفي بين "الحزب" والمسيحيين. فهؤلاء لم يعودوا فاعلين في لعبة التوازنات الكبرى، التي باتت مبنية على ثنائية مذهبية تمتدّ من بيروت ولا تنتهي في الخليج العربي ـ الفارسي. وفي عبارة أكثر وضوحاً، لا شيء يستأهل أن يدفع "الحزب" ثمن تورّطه في مواجهة لا جدوى منها داخل المناطق المسيحية.
4 - لن يكون التوتر بين "حزب الله" والمسيحيين مفيداً لصورته التي يعمل لتكريسها دولياً، مع نظام الرئيس بشار الأسد، أي صورة المُدافع عن الأقليات الدينية في وجه التيارات التكفيرية. وحلفاء "الحزب" من المسيحيين اللبنانيين يقدمون له خدمات جلّى، بما يمتلكونه من رصيد معنوي ومادي في العالم، وهو لا يمكن أن يفرّط بهم.
إذاً، كيف يتصرف "حزب الله" في المناطق المسيحية؟
في النماذج الإشكالية المتفرقة التي مرّ بها "الحزب" مع هذه المناطق، حتى اليوم، لم تكن هناك مخاوف من حصول انفجار. ففي لاسا، تمسّك "الحزب" بموقفه على الأرض، لكنه بذل جهوداً دؤوبة للتهدئة. وفي حادث جرود كسروان، العام الفائت، بعث برسائل قوّة، لكنه أوقف التوتر تحت سقف الفتنة. وفي ساحل المتن، يحرص على إظهار القوة أيضاً، لكنه سرعان ما يبادر إلى لملمة الوضع.
وفي الأيام الأخيرة، استخدم "الحزب" ميزان الذهب لخوض غمار المواجهة غير المباشرة، سواء في ما يتعلّق بنزول بعض المناصرين إلى الشارع وقطعِ طُرق في المتن وجبيل، أو في ما يتعلق بمخالفات البناء التي أوقعت إشكالات مع بعض البلديات. ويحاول "حزب الله" إثبات أن لا دور له في أيّ من المعركتين، إلّا دور التهدئة. وهو في أي حال يعمل لضبط حدود التوتر. فالإنفجار ممنوع أيّاً كانت الظروف والأثمان. ويكفي "الحزب" مواجهته المذهبية الإقليمية.
خلاصة نهج "حزب الله" في المناطق المسيحية: الإفادة من كل فرصة لتكريس النفوذ أو توسيعِه وإظهار القوة... ولكن، تجنُّب الوصول إلى انفجار. وهذا النهج يخدم "الحزب" ويساعده على تأمين مصالحه، من دون استفزاز القوى المسيحية، الخصمة أو الحليفة، أو الدخول في مواجهة لا طائل منها. فـ"الحزب" "لن يجرّب" القوى المسيحية، ولو امتلك سلاحاً يتيح القيام بأيّ شيء يريده. فليس بالسلاح وحده يحيا "حزب الله"، وهو يُدرك ذلك.

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,577,051

عدد الزوار: 7,698,989

المتواجدون الآن: 0