خطأ "فرنسي" في ورقة نقدية "لبنانية" جديدة يطرح تساؤلات حول الهوية.....«أمل»: لا يوظفنّ أحد ما يجري في سورية لمصلحته...طرابلس: «اللقاء الوطني الاسلامي» ينتقد التباطؤ في ملاحقة رفعت عيد

فتفت: الشراكة بالنسبة إليهم أصبحت مجرد أرقام...التقارب الغربي – الايراني يحمي نصر الله من اسرائيل...غارات «نظامية» على عرسال وصواريخ على بعلبك والهرمل...الاطلالة الثانية والرد الثاني في اقل من ٢٤ ساعة / اشتعلت بين نصرالله والحريري .. والحدود على نار

تاريخ الإضافة السبت 16 تشرين الثاني 2013 - 6:36 ص    عدد الزيارات 2034    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الاطلالة الثانية والرد الثاني في اقل من ٢٤ ساعة / اشتعلت بين نصرالله والحريري .. والحدود على نار
"النهار"
لم تكن قد مرت ٢٤ ساعة بعد على الموجة الاولى من المواجهة المباشرة بين الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري مساء الاربعاء وعشية احياء ذكرى عاشوراء حتى اندلعت الموجة الثانية بينهما في مشهد حمل ملامح تصعيد واحتدام كبيرين لا تقتصر دلالاته على البعد اللبناني فحسب بل تتجاوزه الى البعدين السوري والاقليمي الواسعين . هذا الاحتدام اكتسب طابعا شديد الحماوة في ظل مجموعة معطيات ووقائع متسارعة بدا من اكثر وجوهها خطورة عودة تمدد الصراع الميداني السوري الى داخل المناطق الحدودية اللبنانية والمناطق المتاخمة ولا سيما منها عرسال وبعلبك في مؤشر زاد توهج المواجهة الداخلية ووضعها على خط تماس مباشر مع سيناريوات التطورات الميدانية السورية ولا سيما منها ما بات يصطلح على تسميته معركة القلمون التي كان الكلام عنها قد تراجع وانحسر لتعود في الى الواجهة في الايام الاخيرة .
وسواء صحت السيناريوات المثارة حول احتمال نشوب هذه المعركة ام لا فان السيد نصرالله لم يترك مجالا للاجتهاد في مضي حزبه في التورط في الصراع السوري دون تراجع وذلك من خلال ما بدا عرضا ضخما للقوة في ذكرى عاشوراء تجاوز البعد الديني للمناسبة الى تحويل الاطلالة الثانية لنصرالله علنا في اقل من اربع وعشرين ساعة منصة لاطلاق المواقف النارية من قلب الضاحية الجنوبية . عرض ناري سرعان ما استتبعه تطور اخر غير مالوف خرج معه الرئيس سعد الحريري للرد ثانية وفي اقل من اربع وعشرين ساعة ايضا على نصرالله وبمواقف نارية مماثلة في ما يرسم بوضوح خطا بيانيا لتصعيد واسع بين فريقي ٨ اذار و١٤ اذار من اولى استتباعاته الاطاحة باي مشروع محتمل لتحريك ملف الازمة الحكومية التي بدا من خلال المواجهة بين الحريري ونصرالله ان ثمة ما يقرب من الاستحالة في البحث عن تسوية ممكنة الان بين السقوف المرتفعة التي خطها قطبا المواجهة في الساعات المنصرمة .
من ملعب الراية حيث احتشد عشرات الالوف في استجابة لندائه مساء الاربعاء رفع نصرالله بعدما فاجا مناصريه بحضوره الشخصي لليوم الثاني سقف التحدي ردا على رد الحريري فاعتبر ان " من يطرح خروج حزب الله من سوريا شرطا لتشكيل الحكومة اللبنانية انما يطرح شرطا تعجيزيا " . وذهب ابعد قائلا " لا نطلب منكم ولسنا في حاجة الى غطائكم لوجودنا في سوريا " مبررا قتال حزبه هناك بانه " لحماية لبنان والقضية الفلسطينية وسوريا " .
قبل ان يجف حبر ترددات الخطاب الجديد لنصرالله سارع الحريري الى الرد بعنف " من مخازي هذا الزمن ان تتحول ذكرى عاشوراء الى مناسبة لاشهار الوقوف مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم " . واضاف ان تاكيد نصرالله المؤكد اي التزامه المشاركة في الحرب السورية " هو خروج على الاجماع الوطني لاعلان بعبدا "، واردف " من جانبنا نؤكد المؤكد وهو اننا لن نقدم للحزب اي شكل من اشكال الشرعية الوطنية لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الاقليمية " . ثم ذهب بدوره الى وصف خيار حزب الله " التضحية بسيادة لبنان ووحدته الوطنية كرمى نظام بشار الاسد هو اختيار سيلعنه التاريخ" .
واقع الحال انها ربما تكون المرة الاولى منذ الاطاحة بحكومة الرئيس الحريري وسقوط معادلة السين السين التي ينفجر فيها السجال المباشر بين الحريري ونصرالله بهذا المستوى من الحدة والاحتدام مما سيضع مجمل الازمة الداخلية امام منعطف تصعيدي يصعب معه التكهن بما ستؤول اليه هذه الازمة ولا سيما على الصعيد الحكومي وربما ما يتجاوزها الى افاق الاستحقاقات الاخرى وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي من خلال الانطباعات التي تركتها هذه المواجهة حيال استحالة التوصل الى توافق ممكن بين فريقي الصراع بعد ربط الوضع الداخلي برمته بالازمة السورية .
ولم يكن ادل على هذه المخاوف من التصعيد الميداني المفاجئ الذي طاول مناطق في البقاعين الشمالي والاوسط امس على وقع التصعيد الداخلي . اكثر من ١١ صاروخا اطلقت من السلسلة الشرقية للحدود السورية وسقطت في خراج النبي شيت وسرعين . وبعد وقت قليل شنت مروحيات عسكرية سورية غارتين الاولى على حي في عرسال والثانية على خربة يونين في جرود عرسال . ملامح تصعيد ميداني اكتسبت خطورة فائقة في ما يتداوله العرساليون وسواهم من ان العد العكسي لمعركة القلمون ربما يكون قد بدا فعلا استنادا الى مؤشرات ترسمها حركة النازحين السوريين في تلك الانحاء . ولكن الاوساط الرسمية اللبناية السياسية والامنية لا تبدو بعد في هذه الاجواء وان كانت التطورات التي حصلت امس عرضت في اجتماع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي . ودعا سليمان الى حماية البلدات اللبنانية التي تعرضت لغارات وصواريخ سورية والتصدي لمصادر النيران .
 
تحدٍّ بين نصر الله والحريري يفاقم «حرق المراكب»
 بيروت - «الراي »
وسط مشهد بدا من الصعوبة معه الفصل بين العامل الديني والعامل السياسي، اتخذت المسيرات العاشورائية التي جرت أمس في لبنان طابعاً يتجاوز الإطار المعتاد لإحياء ذكرى عاشوراء ليختلط فيه ايضاً طابع التحدي وإطلاق الرسائل الداخلية والخارجية مما يشي بارتفاع وتيرة التوترات والاحتقانات.
وعلى غرار الدعوة التي كان أطلقها الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء الاربعاء في الكلمة التي ألقاها في مجمّع سيّد الشهداء في الرويس (الضاحية الجنوبية) بعدما فاجأ الجميع بحضوره الشخصي، جاءت المشاركة الشعبية الكثيفة والحاشدة أمس في مختلف المناطق ولا سيما في الضاحية لتعطي الاستجابة لدعوة نصرالله بُعداً سياسياً ومذهبياً على السواء. اذ بدا الطابع التعبوي غالباً على الفريق الشيعي وسط مرحلة محفوفة بتحولات كبيرة سبق لنصرالله ان لامسها في كلمته عشية عاشوراء وأثارت كثيراً من الجدل.
واتخذ «عرض القوة» ذروته مع عودة نصر الله مرة جديدة الى الحضور الشخصي المباشر خطيباً وسط الحشود الكثيفة التي غصت بها الضاحية في تطور هو الاول من نوعه اذ لم يسبق للامين العام لـ «حزب الله» ان ظهر شخصياً مرتين خلال اقل من 24 ساعة، علماً انه كرر امس تبرير قتال حزبه في سورية بالدفاع عن لبنان وسورية مشددا على بقاء مقاتليه هناك ورافضاً شرط الفريق الاخر في لبنان المطالب بانسحابه من سورية شرطا للمشاركة في حكومة واحدة.
ورسمت مواقف نصرالله والاطار التحشيدي الكبير لاحياء عاشوراء وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، ما بدا انه استكمال لهجوم دعائي واسع يقوم به الحزب منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ويركز فيه خصوصاً على استهداف السعودية ومن خلالها فريق 14 آذار وهو ما كان اتخذ دلالته الاقوى مساء الاربعاء من خلال تجديد نصرالله حملته على السعودية غداة زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للرياض من دون ان يتطرق مباشرة الى الزيارة، اذ كال للسعودية الاتهامات بمنع فريق 14 اذار من الموافقة على صيغة 9-9-6 الحكومية كما اتهمها ضمناً بالتحالف مع اسرائيل في رفض الاتفاق الايراني - الغربي على الملف النووي حين انتقد «بعض الدول العربية لتحولها حليفا لاسرائيل في وقوفها ضد الحل السياسي في سورية والمفاوضات الايرانية مع الغرب»، مبدياً أسفه لكون نتنياهو قد أصبح ناطقاً رسمياً باسم تلك الدول.
 ولكن وبالمنحى نفسه من الوتيرة الهجومية جاء ردّ الرئيس سعد الحريري على نصرالله مرتين الاربعاء وامس ليضع مجدداً حداً قاطعاً لاي امكان لمشاركة تيار المستقبل وقوى 14 اذار في حكومة واحدة مع الحزب ما لم ينسحب من سورية. كما شكل رد الحريري ايضاً غداة الجدل الواسع الذي اثاره حضوره المحادثات الرسمية بين القيادة السعودية وسليمان دلالة بارزة لجهة تطور المنحى المواجه لايران و«حزب الله» في لبنان خصوصا بما يعني ان مجريات الايام الاخيرة تشكل مؤشرات متقدمة جداً الى تصاعد هذه المواجهة عبر الساحة اللبنانية في الفترة الحالية والمقبلة.
ولم يتأخر رد الحريري الذي وصف مواقف نصر الله بأنها «أضغاث احلام»، معتبراً «ان السيد حسن يرمي محاولات تعطيل تشكيل الحكومة على المملكة العربية السعودية () فإما انه أسير لحلقة من الأوهام والمعلومات المركبة، او يحب ان يمارس إطلاق الغبار السياسي وتعمية الرأي العام اللبناني عن السبب الجوهري الذي كررناه بأننا لن نكون شركاء لحزب الله في حكومة تغطي مشاركته في القتال ضد الشعب السوري، او تغطي خروجه على الإجماع الوطني الذي تحقق من خلال اعلان بعبدا»، مضيفاً: «لن نكون تحت اي ظرف شركاء في اي عملية سياسية، تعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة وقرارها، حتى لو تمكن مع ايران من اعادة تتويج بشار الأسد رئيساً أبديا فوق جماجم الشعب السوري».
وفي كلمته يوم امس ردّ نصر الله على ردّ الحريري فاعلن ان «من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سورية كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية يطرح شرطا تعجيزياً، فالكل يعرف أننا لسنا في موضع المقايضة»، داعياً «الفريق الآخر إلى الواقعية»، ومضيفاً: «من زمان قالوا عليكم ترك سلاح المقاومة لنكون معكم في الحكومة، ونريد تعهداً ونريد ضمانة فنحن لا نشارك في حكومة تغطي السلاح، ونقول لهم نحن لا نطلب منكم أصلا لا غطاء للسلاح ولا للمقاومة، لم نطلب سابقاً ولا حالياً ولا في المستقبل. والآن يقولون لنا: لن نشارك معكم في حكومة لتغطي وجودكم في سورية، وأنا أقول لهم: لسنا بحاجة إلى غطائكم لوجودنا في سورية، لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا. فليذهبوا إلى الواقعية وليضعوا الشروط التعجيزية جانبا ولنأت لنر كيف نعالج مشاكلنا في لبنان».
وردّ الحريري بدوره على الردّ معلناً ان «من مخازي هذا الزمن ان تتحول ذكرى عاشوراء مناسبة لإشهار الوقوف مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم»، وقال: «السيد حسن أكد المؤكد، وجدد التزامه المشاركة في الحرب السورية والخروج على الإجماع الوطني لإعلان بعبدا. ونحن من جانبنا نؤكد الأكيد، بأننا لن نقدّم لحزب الله اي شكل من أشكال الشرعية الوطنية لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الإقليمية». واضاف: «حزب الله يستطيع ان يستقوي على لبنان واللبنانيين وعلى الشعب السوري وثورته، بقوة إيران ومالها وأسلحتها، وان يجعل الحدود اللبنانية أرضا مسيبة لمقاتليه والمسلحين المستقدمين من ايران وسواها، ولكنه لن يستطيع بعد اليوم ان يفرض على اللبنانيين شروط المشاركة بالحياة السياسية».
وتابع: «اختار حزب الله ان يضحي بسيادة لبنان وكرامته ووحدته الوطنية، كُرمى لنظام الأسد وتلبية لقرار القيادة الإيرانية بحماية هذا النظام، وهو اختيار سيلعنه التاريخ».
 
عرسال تترقب ما بعد الغارة: 15 الفاً من القلمون يبيتون الليل فيها
"النهار"
بعد الصواريخ - الرسائل التي أمطرت النبي الشيت في اليوم الأخير من عاشوراء، جاءت الغارتان على عرسال إستتباعاً للغة الرسائل الأمنية والرد عليها، بالتزامن مع التصعيد الخطابي وتمسك أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله بعدم الانسحاب من سوريا ورد الرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري عليه.
فبعد سقوط 11 صاروخاً على النبي شيت، يرجح ان يكون مسلحون تابعون للمعارضة السورية قد اطلقوها، استهدفت الطائرات الحربية السورية بلدة عرسال باربعة صواريخ جو - أرض سقطت في حي آل الصميلي. ولاحقاً قام الطيران الحربي السوري بشن غارة ثانية على خربة يونين الواقعة على السلسلة الشرقية في جرود عرسال.
رئيس بلدية عرسال علي الحجيري قال لـ"النهار" ان "الغارة الاولى استهدفت حياً سكنياً فيه سبعة بيوت، لكن لم يصب احد بأذى". ولم يؤكد الحجيري اذا كانت هذه البيوت مسكونة، او اذا كانت الغارة السورية قد استهدفت مستشفى ميدانياً لمعالجة جرحى المعارضة السورية الذين يعبرون الحدود.
احمد الفليطي، نائب رئيس البلدية، تحدث عبر الهاتف الى "النهار" وكان محاطاً بجمع من الرجال الذين اخذوا يرددون "نريد مقاومة في عرسال ضد العدوان السوري".
الفليطي قال "نعتقد ان الغارة رد فعل على سيطرة الثوار السوريين على حاجز السحل الاستراتيجي في منطقة القلمون". بالنسبة الى الرجل وآخرين في عرسال "معركة القلمون بدأت منذ عشرة ايام حين سيطرت المعارضة على مخازن اسلحة كبيرة تابعة للنظام في منطقة مهين". هكذا اذا يقرأ عدد من العرساليين غارة اليوم، ويستعدون للأسوأ في الاسابيع المقبلة "لن نقفل حدودنا وسنستقبل كل اهالي القلمون ونحن خط الامداد الوحيد بالنسبة الى اشقائنا السوريين"، يقول الفليطي مشيرا الى ان "عدد سكان عرسال بات يقارب المئة الف نسمة، بينهم 40 الف لبنانياً". ويضيف ان " نحو 10 آلاف من سكان بلدات في القلمون ابرزها: قارة ومعرة يبرود وجراجير، يبيتون الليل في عرسال ويذهبون في النهار الى اشغالهم في سوريا، بسبب ترقب اتساع المعركة وخطورة الوضع لاسيما لناحية منطقة النبك".
ويتخوف سكان عرسال من اثار فتح معركة حسم عسكري في القلمون، ومن تدفق اعداد اضافية كبيرة من اللاجئين السوريين، علما ان معركة القلمون مفتوحة منذ سنتين بشكل او بآخر، وليس ادل على ذلك من اعداد اللاجئين والجرحى السوريين الذين يعبرون الحدود يومياً الى عرسال.
ويعبر ابو امجد، وهو احد المقيمين في البلدة، عن التخوف من ان تكون غارة اليوم تمهيدا للمعركة الكبيرة "التي نسمع عنها"، ويحكي عن تخوف كبير لدى السكان من معاقبة البلدة على دورها في مساعدة اللاجئين والمعارضين. ويقول " لم نعد نستطيع مساعدة احد فنحن من يحتاج مساعدة"، مضيفاً ان "هموم الناس تقتصر على تأمين العيش ليس اكثر، ولا ينقصنا ان نصبح هدفا يوميا للغارات السورية، فتخيّلوا ان تصبح بلدة سكنية كعرسال عرضة للغارات والقصف..نريد من الدولة ان تحمينا وتدافع عنا ".
ويتحدث رئيس البلدية عن عدم القدرة على استيعاب المزيد من اللاجئين والاعباء، قائلاً "هناك عشرات العائلات السورية اللاجئة تدخل الى عرسال يومياً، نقوم بتسجيل أسمائهم في البلدية، ونبحث عن من يستضيفهم، وفي اغلب الاحيان لا نجد، وهؤلاء يبقون في انتظار تأمين اماكن ايواء لهم في مناطق بقاعية وشمالية".
 
نصر الله: لا نقايض قتالنا في سوريا ببضع حقائب وزارية.. ومتمسكون بسلاحنا وأطل لمرتين أمام مناصريه.. والحريري يرد عليه برفض تقديم أي «صك براءة» لمشاركة حزب الله في الحرب السورية

بيروت: «الشرق الأوسط» ... شدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، أمس، على جملة من ثوابت حزبه في ما يتعلق بالشأنين اللبناني والسوري، فأكد بقاء مقاتليه في سوريا وتمسكه بسلاحه ومقاومته إلى حين انتفاء الأسباب التي تستوجب ذلك، رافضا أي مقايضة بين وجود حزبه على الأراضي السورية وتشكيل الحكومة اللبنانية، في رد مباشر على مطالبة قوى 14 آذار بانسحاب حزب الله من سوريا كشرط لموافقتها على المضي في تشكيل حكومة لبنانية جديدة.
وقال نصر الله، في إطلالة مباشرة له أمام عشرات الآلاف من مناصريه صباح أمس، هي الثانية خلال أقل من 24 ساعة، خلال إحياء مسيرة ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله «لا نقايض وجود سوريا ووجود لبنان وقضية فلسطين والمقاومة ومحور المقاومة ببضع حقائب وزارية في حكومة لبنانية قد لا تسمن ولا تغني من جوع». واعتبر أن «من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سوريا كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية يطرح شرطا تعجيزيا وهو يعرف أنه شرط تعجيزي». وشدد على أن «الكل يعرف أننا لسنا في موضع المقايضة، وعندما تكون هناك أخطار استراتيجية ووجودية تتهدد شعوب المنطقة ودولها وحكوماتها، فهذا الأمر هو أعلى وأرقى بكثير من أن يُذكر كشرط للشراكة في حكومة لبنانية».
وجدد نصر الله الإشارة إلى أن «وجود مقاتلينا ومجاهدينا على الأرض السورية هو بهدف الدفاع عن لبنان وفلسطين وعن القضية الفلسطينية وعن سوريا، حضن المقاومة وسند المقاومة في مواجهة كل الأخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الإقليمية التكفيرية على هذا البلد وعلى هذه المنطقة»، معتبرا أنه «بصراحة، ما دامت الأسباب قائمة فوجودنا يبقى قائما هناك».
ولاقت مواقف نصر الله ردا من رئيس الحكومة السابق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، الذي أكد أن «حزب الله لن يستطيع بعد اليوم أن يفرض على اللبنانيين شروط المشاركة في الحياة السياسية»، معتبرا أنه «اختار (الحزب) أن يضحي بسيادة لبنان وكرامته ووحدته الوطنية، كرمى لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، وتلبية لقرار القيادة الإيرانية بحماية هذا النظام، وهو اختيار سيلعنه التاريخ».
واتهم الحريري نصر الله، في بيان صادر عن مكتبه، بـ«تحويل عاشوراء إلى مناسبة للوقوف مع نظام ظالم ضد شعب مظلوم»، مشددا على «اننا لن نقدم لحزب الله أي شكل من أشكال الشرعية الوطنية، لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الإقليمية».
وكان نصر الله، في موازاة تأكيده التمسك «بالمقاومة وجاهزيتها ومقدراتها وسلاحها وإمكاناتها»، ما دام «سبب المقاومة موجودا، وتهديد العدو ووعيده وأطماعه قائمة»، قد دعا الفريق الآخر إلى أن يذهب إلى «الواقعية، وليضعوا الشروط التعجيزية جانبا، ولنأتِ لنرى كيف نعالج مشاكلنا في لبنان». وتابع مخاطبا فريق 14 آذار «نحن لا نطلب منكم أصلا لا غطاء للسلاح ولا غطاء للمقاومة، لم نطلب سابقا ولا حاليا ولا في المستقبل»، مؤكدا كذلك «اننا لسنا بحاجة إلى غطائكم لوجودنا في سوريا، لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا».
ولفت نصر الله إلى وجوب الحفاظ على «وحدتنا الوطنية كلبنانيين وعيشنا المشترك ومصيرنا الواحد»، داعيا إلى «كل أشكال التلاقي والانفتاح رغم الانقسام والخلاف». كما أكد «رفض كل مشاريع التقسيم والتجزئة»، مشددا على «أخوّتنا الإسلامية كمسلمين من أتباع المذاهب المختلفة، خصوصا السنة والشيعة». وقال إن «مشكلة التكفيريين هي مع المسلمين جميعا، وهذا الخطر يتهدد الجميع، مسلمين ومسيحيين، وبتعاون الجميع يمكن مواجهته ومحاصرته وعزله وإنهاؤه».
يذكر أن نصر الله أطل ليل الأربعاء الماضي مباشرة أمام مناصريه في مجمع «سيد الشهداء» في عمق الضاحية الجنوبية، على بعد أمتار من مكان انفجار السيارة المفخخة في الرويس، خلال شهر أغسطس (آب) الماضي. وكان حزب الله وبالتنسيق مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية قد اتخذ إجراءات غير مسبوقة لناحية إقفال كل مداخل الضاحية قبل ساعات من إطلالة نصر الله، نظرا للمخاوف الأمنية، وتفاديا لأي خرق أمني جديد.
وأكد نصر الله خلال إطلالته، أول من أمس، أنه «لا أحد يستطيع إلغاء فريقنا ونحن لا نريد إلغاء الفريق الآخر»، وأكد أن «صيغة 9-9-6»، أي توزيع مقاعد الحكومة مناصفة بين فريقي 8 و14 آذار (9 مقاعد لكل منها)، إضافة إلى ستة مقاعد للوسطيين، هي «نهائية، وليس مقبولا ما هو أقل منها، الآن وبعد ستة أشهر وسنة وسنتين». وقال نصر الله إنه «إذا كان أحد ما، في مكان ما في لبنان أو المنطقة، ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية أن ينتصر في سوريا، فأقول له لن تنتصر، أما من يعتقد أن المفاوضات على الملف النووي الإيراني قد تكون نتيجتها أن موضوع حزب الله سينتهي، فهذه أضغاث أحلام، وهذا أمر لم يحصل ولن يحصل».
واستدعت إطلالة نصر الله الأولى بدورها ردا من الحريري، الذي قال إنه «لحزب الله أن يفهم، ويمكنه ألا يفهم. إننا لن نكون تحت أي ظرف من الظروف شركاء في أي عملية سياسية، تعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة وقرارها، حتى ولو تمكن مع إيران من إعادة تتويج بشار الأسد رئيسا أبديا فوق جماجم الشعب السوري».
وفي إطار الردود على نصر الله، اعتبر النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت أن «موقف نصر الله هو الذي يعطل تشكيل الحكومة من خلال إصراره على شروطه، وهو يريد من تيار المستقبل المشاركة في الحكومة والالتزام بهذه الشروط والإملاءات التي تغطي سياسته».
ورأى النائب في كتلة «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا أنه «على حزب الله أن يعرف، بشكل واضح، أنه لا مشاركة للقوى السيادية في لبنان في حكومة يكون فيها حزب الله ما دام منخرطا في القتال في سوريا، وما دام لا يوافق على سياسة النأي بالنفس وتطبيقها».
 
السنيورة لـ «الشرق الأوسط»: بطء العملية السياسية سببه السلاح واستخدام لبنان كمنصة وانتقد من بروكسل مقدار العنف الذي تستعمله الأنظمة لمواجهة التغيير

بروكسل: عبد الله مصطفى ... اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق، رئيس كتلة المستقبل النيابية، فؤاد السنيورة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من بروكسل، أن «البطء الذي تسير به العملية السياسية حاليا في لبنان يعود إلى العراقيل ولجوء البعض إلى السلاح، ومحاولة استخدام لبنان منصة لخدمة أغراض إقليمية ودولية».
ورأى أن «لبنان يسير من دون أدنى شك نحو المزيد من الديمقراطية، وبالتالي نحو نبذ السلاح والعنف وتطبيق الفكرة المهمة التي ابتدعها اللبنانيون، والمتمثلة في «العيش المشترك وتقبل الآخر»، مقتبسا ما عبر عنه بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني لناحية قوله إن «لبنان ليس وطنا وإنما رسالة للعالم».
وأعرب السنيورة عن اعتقاده أن «التجربة اللبنانية في المحصلة لا بد أن تتخطى الإشكالات التي تمر بها وتكون رسالة سلام وعيش مشترك وتقبل للآخر، وإطلاق الإمكانات الكبيرة الموجودة لدى كل مواطن ومن خلال العمل المشترك». وأوضح السنيورة، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»: «اننا نعي مفهوم الديمقراطية، ولكن نشكو مما يسمى برد الفعل أو الخريف العربي على الربيع العربي»، مشيرا إلى أنه «لا بد أن نستفيد من هذه المرحلة ومن التحول الجاري في العالم العربي ومن التجارب التي مرت بها دول عربية كثيرة ومن الإخفاقات والنجاحات». واعتبر أنه «من الظلم أن نتوقع حصول هذا التحول بين ليلة وضحاها، فالمشكلة التي نعيشها اليوم هي مقدار العنف الذي تواجه به الأنظمة مطالب التغيير والتحول وحصول المواطن على ما يطلبه من كرامة». وقال إن «هذا المطلب الذي تمارسه بعض حركات التغيير والمعارضة تحول إلى استخدام السلاح بعد أن أجبروا على ذلك، وفي هذا خطأ كبير أوقعتهم فيه الأنظمة».
وأشار السنيورة إلى أنه «على الرغم من كل هذه الأخطاء والممارسات والمعالجات الدموية التي تلجأ إليها الأنظمة، فإن ذلك يجب ألا يدفعنا بأي حال من الأحوال إلى أن نكفر بالديمقراطية أو نرفض التحول نحو الديمقراطية». وشدد على أنه «مهما كان للديمقراطية من سيئات فإنها في المحصلة أفضل نظام للحكم لأنها تعطي المواطنين القدرة على التعامل وأن يدلوا بما عندهم ويحاولوا التعديل، فالنظام الديمقراطي يمكن أن يعدل ويصلح مسيرته، وبالتالي نحن نعيش هذه الفترة من التحول، وأعتقد أننا سنمر بإخفاقات ونجاحات، ولكن الهدف يجب أن يستمر في التحول إلى الديمقراطية».
 
قصف «سوري» يستهدف بلدة النبي شيت اللبنانية.. والطيران النظامي يقصف جرود عرسال وبان كي مون يحذر من تداعيات الصراع وتزايد العنف عبر الحدود

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحال .. شهدت بلدات بقاعية محسوبة على حزب الله أمس تساقط عدد من القذائف والصواريخ مجهولة المصدر من الجانب السوري، بالتزامن مع احياء ذكرى عاشوراء في مختلف المناطق الشيعية في لبنان، قبل أن يغير الطيران السوري ويقصف بالصواريخ مناطق في جرود بلدة عرسال، المؤيدة للمعارضة السورية.
واقتصرت الأضرار من جراء القذائف والصواريخ على الماديات، من دون تسجيل أي إصابات، في وقت شدد فيه الرئيس اللبناني ميشال سليمان على «ضرورة أخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية المواطنين والبلدات اللبنانية ومنع الاعتداءات عليها والتصدي لمصادر النيران». وتابع سليمان مع قائد الجيش اللبناني أمس العماد جان قهوجي تفاصيل تطورات الأعمال الحربية التي طاولت مناطق عرسال والهرمل والنبي شيت.
وفي التفاصيل، سقطت ثمانية صواريخ، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام، مصدرها من السلسلة الشرقية للحدود السورية، في خراج بلدة سرعين، بعيدا عن المنازل السكنية، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لبناني قوله إن «الصواريخ سقطت في مناطق غير سكنية في سهل النبي شيت، ولم تتسبب في إصابات»، لكنّ مصدرا محليا في بلدة النبي شيت قال أمس إن تسعة صواريخ سقطت بين بلدتي سرعين والنبي شيت، علما بأن البلدة الأخيرة تعد من أبرز معاقل حزب الله في منطقة البقاع الشمالي. كما أفادت تقارير إعلامية أمس بسقوط صاروخين في منطقة الهرمل قرب مدرسة «مؤسسة الإمام الصدر» من دون وقوع إصابات.
ورغم أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، لكن الاتهامات توجهت إلى مجموعات من المعارضة السورية التي سبق وتبنت خلال الأشهر الماضية عمليات إطلاق صواريخ مماثلة على مناطق محسوبة على «حزب الله» ردا على تدخل الأخير إلى جانب النظام السوري في العمليات العسكرية داخل سوريا.
وبعد وقت قصير على سقوط الصواريخ، أغار الطيران الحربي السوري على جرود بلدة عرسال السنية، على الحدود مع سوريا. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أن مروحية سورية نفذت غارتين على منطقة وادي عطا في جرود عرسال. وقالت مصادر محلية إن 4 صواريخ سقطت، استهدف أحدها حي الصميلي السكني، واقتصرت الأضرار على الماديات. ثم استهدفت غارة أخرى منطقة خربة يونين على الحدود مع سوريا. وذكرت تقارير إعلامية في بيروت أن سبعة صواريخ أصابت 7 منازل في منطقة وادي عطا اللبنانية.
وتتكرر في الآونة الأخيرة ظاهرة سقوط القذائف والصواريخ السورية على البلدات البقاعية، لا سيما الحدودية منها، نتيجة الاشتباكات والمواجهات العسكرية المستمرة بين القوات النظامية ومجموعات «الجيش الحر». وفي موازاة إبداء لبنان استياءه من استمرار خرق سيادته من الجانب السوري، مطالبا بتحييد البلدات الحدودية، تتهم السلطات السورية لبنان بعدم ضبط حدوده بما يجعل تنقل المسلحين والسلاح سهلا عبر الحدود.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر أمس من تداعيات خطرة للصراع في سوريا على لبنان، مشيرا في تقرير لمجلس الأمن إلى «تزايد العنف عبر الحدود، وإلى التهديدات التي تمس بأمن واستقرار لبنان». كما ندد بـ«القصف والتوغل السوري داخل الأراضي اللبنانية وحض الفرقاء كافة على احترام الحدود»، مجددا دعوته «لمقاتلي حزب الله لوقف القتال في سوريا».
واشتكى لبنان مرارا من قذائف وصواريخ مصدرها الأراضي السورية، طالت مناطق حدودية بين البلدين، مشددا على وجوب احترام الفرقاء المتصارعين في سوريا سيادة لبنان وتحييد المناطق اللبنانية، بينما طالبت الحكومة السورية نظيرتها اللبنانية بضبط حدودها، مبررة ذلك بحالات تهريب سلاح ومسلحين من الأراضي اللبنانية.
وفي إطار المواقف السورية أكد النائب في حزب الله علي المقداد، بعد جولة قام بها على مواقع سقوط الصواريخ في مناطق النبي شيت وسرعين وطبشار والخضر، أن «الصواريخ التي سقطت على المنطقة، من الأراضي السورية على السلسلة الشرقية، لن ترهبنا هي أو الأحزمة الناسفة». وقال: «رغم سقوط هذه الصواريخ أثبت البقاعيون تعلقهم بخط المقاومة»، مؤكدا «التطلع إلى المستقبل، لنقول هذه هي المقاومة وهذا هو الشعب، فهذه الصواريخ لن ترهبه، وأمامنا خياران إما النصر وإما الشهادة».
وفي الإطار ذاته أكد الوكيل الشرعي في حزب الله الشيخ محمد يزبك أنه «مهما أطلقت الصواريخ، لن نتخلى عن هدفنا ومبادئنا وعن الخط الذي انتهجناه».
وسأل النائب في حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل عبر موقع «تويتر» أمس: «هل يعلم أصحاب القرار في الدولة أن هناك قرى لبنانية تقصف بالصواريخ؟»، مضيفا: «ألا يوجد قواعد اشتباك تلزم الجيش بالدفاع عن الحدود؟».
 
غارات «نظامية» على عرسال وصواريخ على بعلبك والهرمل
بيروت - «الراي»
عكس «يوم الصواريخ» التي انهمرت في مناطق بقاعية عدة متاخمة للحدود اللبنانية مع سورية شرقاً بينها بعلبك والهرمل (ذات الغالبية المؤيدة لـ «حزب الله») وعرسال والقاع (ذات الغالبية المؤيدة للثورة السورية) حجم المخاطر التي يعيشها لبنان ولا سيما في الفترة الفاصلة عن انعقاد مؤتمر «جنيف - 2» الذي تتقاطع كل المعلومات عند تأكيد ان الفترة الفاصلة عنه ستزخر بالتطورات العسكرية المتسارعة في محاولة من نظام الرئيس بشار الاسد لحسم «معارك مفصلية» وذات أهمية استراتيجية في إنهاء اي امكان لإسقاط دمشق وتالياً تهديد النظام بما يتيح له الجلوس على طاولة التفاوض من موقع القوي و«الباقي»، مقابل سعي المعارضة السورية لتحقيق مكاسب على الأرض تعزّز حضورها السياسي وترفده بعناصر القوة.
وما جعل عمليات القصف التي حصلت من الجانب السوري يوم امس وبينها عدد من الغارات التي نفذها الطيران الحربي في عرسال تكتسب اهمية خاصة الاعتبارات الآتية:
• انها ترافقت مع عودة السيناريوات حيال ما يسمى «معركة القلمون» التي ينفخ في ريحها حلفاء النظام من منطلق الادعاء انه يحقق مكاسب ميدانية متعاقبة ستمكّنه و«حزب الله» من فتح هذه المعركة وكسبها. وهو امر بدأ بعض الاوساط الرسمية والسياسية في لبنان يأخذه على محمل الجدية والتحسب لاحتمال حصوله من منطلق الخطورة التي يرتبها على لبنان لجهة إمكان امتداد المواجهات الى مناطق لبنانية محاذية للحدود مع سورية ولا سيما عرسال ذات الغالبية السنية في محيط شيعي.
ومعلوم ان القلمون التي تمتد على طول السلسلة الجبلية الشرقية المتاخمة للحدود اللبنانية وفيها نحو 30 الفاً من مقاتلي المعارضة السورية يسيطرون على خط بطول 50 كيلومتراً على امتداد الحدود اللبنانية، تُعتبر من جهة تهديداً لكل المدن والبلدات التي تقع في البقاع اللبناني من الهرمل الى بعلبك حتى مشارف شتورة وهي مناطق تُعتبر معاقل لـ «حزب الله» وجمهوره، كما ان هدف النظام السوري و»حزب الله» من السيطرة على القلمون هو إحكام الطوق حول دمشق وتأمين الطريق الدولي بين دمشق وحمص وهو ما يعني اذا حصل انتصار ذو دلالة تفوق بكثير معركة القصير.
• ان سقوط الصواريخ في بعلبك (النبي الشيت) والهرمل جاء في يوم عاشوراء التي شهدت مسيرات حاشدة في البقاع كما سائر المناطق وهو ما لم يؤثر على هذه المسيرات رغم انه أضفى جواً من «حبس الانفاس».
وكان سقوط الصواريخ من الأراضي السوريّة على بلدات لبنانيّة مختلفة محاذية لمنطقة جبال القلمون ترافق مع أصوات انفجارات تطلق من مختلف أنواع الأسلحة الحربيّة في هذه المنطقة، ما اثار علامات استفهام اذا كان معركة القلمون بدأت ام لا.
وطالت الصواريخ مناطق القاع فيما نفّذ الطيران الحربي النفّاث والمروحي السوري غارة استهدفت عرسال حيث أطلق 9 صواريخ على البلدة وبمحاذاتها على حي الشميس القريب من بلدة وادي عطا، كما نُفّذت غارة ثانية على بلدة خربة يونين (في جرود عرسال).
وفي النبي شيت سقط اكثر من 12 صاروخاً في محيط منزل الوزير السابق فايز شكر مصدرها الجانب السوري، في حين افيد عن استهداف الهرمل بصاروخين من الجانب السوري سقطا قرب مدرسة الامام الصادق دون وقوع اصابات. كما اشارت معلومات صحافية الى سقوط عدد من الصواريخ السورية في منطقة سهل الراس القريبة من بلدة الفاكهة.
واستدعت هذه التطورات متابعة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع قائد الجيش العماد جان قهوجي حيث بحث معه «تطورات الاعمال الحربية التي طاولت مناطق عرسال والهرمل والنبي شيت».
وشدد سليمان على «ضرورة اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لحماية المواطنين والبلدات اللبنانية ومنع الاعتداءات عليها والتصدي لمصادر النيران».
 
"حزب الله" يحذر حلفاءه في طرابلس من مخطط لاغتيالهم
بيروت - "السياسة":
  فيما تستمر التحقيقات في قضية اغتيال عضو "جبهة العمل الإسلامي" الشيخ سعد الدين غية في طرابلس قبل أيام, أشارت المعلومات إلى أن مرتكبي الجريمة كانوا يرصدون تحركاته منذ مدة, وأن القوى الأمنية تتوقع التوصل إلى الجناة قريباً, انطلاقاً من تتبع حركة الاتصالات في محيط مسرح الجريمة, وأفلام الكاميرات على أبنية التقطت صورة القاتل من بُعد أثناء فراره على دراجة نارية.
وفي السياق عينه, حذرت أوساط مقربة من "حزب الله" من مخطط لتصفية قيادات سنية قريبة من الحزب, كاشفة عن أن "حزب الله أبلغ كل القيادات السنية المتحالفة معه بضرورة أخذ الحيطة والحذر بعد توافر معلومات لديه عن مخطط لتصفيتها جميعاً, بعد اغتيال الشيخ غية.
ميدانياً, لا تزال الطرقات المؤدية إلى جبل محسن مغلقة من قبل الجيش اللبناني ويمنع الدخول إليها من ليس من سكان المنطقة إلا في الحالات الضرورية, كما يسود الهدوء التام مدينة طرابلس وشوارعها, سيما في منطقتي التبانة وجبل محسن, في وقت تابعت قوى الجيش تسيير دوريتها وتثبيت عدد من الحواجز.
 
 
التقارب الغربي – الايراني يحمي نصر الله من اسرائيل... فتفت: قرار "حزب الله" مرتبط بالفقهاء.. زهرمان: الخطاب يتناقض مع المناسبة!
   
المصدر : خاص موقع 14 آذار  .. خالد موسى
 لا جديد في خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس وفي اليوم الذي سبقه ضمن مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، سوى تشبثه أكثر بالدويلة، خصوصاً عند معرض حديثه عن شبكة إتصالات الحزب السلكية وضرورتها الماسة لحماية أمن لبنان وإستقراره كما بإعلان رفضه الإنسحاب من آتون الصراع السوري "من أجل مقعد وزاري هناك لا يطعمي خبزاً" بحسب نصرالله. فلغة التهديد والوعيد التي إعتاد عليها نصرالله وحلفاؤه كانت هادئة نسبياً في الخطابين الأخيرين سوى من توجيه أصابع الإتهام نحو السعودية بتعطيل الإستحقاق الحكومي في لبنان عبر إيعازها الى حلفائها في لبنان بتأخير التشكيل ريثما تتضح الصورة أكثر إقليمياً ودولياً. كما أصر نصرالله هذه المرة على إستمرار مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري، فهو لا يريد صك براءة من أحد للسلاح لا حالياً ولا مستقبلاً.
 فتفت: الشراكة بالنسبة إليهم أصبحت مجرد أرقام
عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، وفي حديث خاص لموقع "14 آذار"، إعتبر أن "ما يطلبه السيد حسن مخادعة كبيرة من أجل جلب الناس الى الحكومة من أجل تغطية ما يقوم به، والشراكة بالنسبة إليه أصبحت مجرد أرقام تفصيلية في الحكومة أو مجلس النواب لا قيمة له، وأنه ما زال مصمماً على أن قراراه مرتبط بالحرس الثوري الإيراني وبالفقهاء وليس بالشعب اللبناني، فللأسف هناك تباعد كبير عن المصلحة الوطنية اللبنانية، ونحن لسنا مستعدين أن نقدم له أبداً شرعية وطنية لسياسته التي ترمينا مجدداً في متاهات خطرة جداً في المنطقة ".
ورأى فتفت أن "الإتهامات التي وجهها بالأمس الى المملكة العربية السعودية هي من أجل تبرير تعطيله للتشكيل، وفي الحقيقة إذ كان لديهم العدد الكافي من النواب لتشكيل حكومة فليذهبوا وليشكلوا حكومة وحدهم وهم بحاجة اليوم الى مشاركة الجميع في الحكومة لأنهم فشلوا في السنوات السابقة في إدارة البلد، وهم يريدون منا الرضوخ لقراراتهم ومقولتهم، واصبحوا مثلما قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وطنا يتناسب مع طموحاتهم ومع المشاريع الإيرانية في المنطقة ولا تتناسب مع اللبنانيين، والتهم التي وجهت الى المملكة لإنزعاجهم من حضور الرئيس سعد الحريري قمة الرئيس سليمان مع خادم الحرمين الشريفيين المللك عبدالله بن عبدالعزيز".
زهرمان : "حزب الله" جزء من المنظومة العسكرية للحرس الثوري
من جهته، سأل عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان، وفي حديث خاص لموقعنا، "عما إذ كان يقصد الأمين العام لحزب الله بكلامه حول التقارب الإيراني – الغربي وأن ما يسمى بمحور "المقاومة والممانعة" أنه سيصبح أقوى بعد هذا التقارب محلياً وإقليمياً ودولياً، أن ينزل الى الخطابات شخصياً خلافاً للطريقة المعتمدة من التحدث في مثل هذه المناسبات من خلف الشاشات؟"، لافتاً الى أنه "في الحقيقة كانت هذه ملاحظة مستغربة حيث خرج أول من أمس شخصياً وكذلك أمس، فهل هي إحدى نتائج التقارب والتفاهم الأميركي- الإيراني، أو أن الشيطان الأكبر وهو أميركا حليف إسرائيل والمدافع الأول عنها، فإذ كان السيد حسن يقصد بأن هذا الأمر يريحه في علاقته مع إسرائيل، وهذا الشيء بان واضحاً بالأمس عبر تحركه بكل حرية من دون خوف من أي صاروخ إسرائيلي أو غارة إسرائيلية".
التجسس الإسرائيلي وشبكة اتصالاته
وبشأن موضوع التجسس وإعتبار نصرالله أن شبكة إتصالات "حزب الله" السلكية هي ضمان لأمن وإستقرار لبنان وأن إستهدافها يعني تحقيق مصالح العدو، اعتبر زهرمان أن " نصرالله كان أول من أمس يتحدث بكل راحة عن أن لدى حزب الله منظومته الخاصة وشبكات إتصالاته الخاصة المستقلة عن الدولة، وأن إستهداف هذه الشبكة يخدم مصلحة إسرائيل، وتغاضى عن مطالبتنا لأكثر من مرة أن تكون الدولة المرجعية في أي شيء إن كان في الأمن أو الإتصالات أو الإقتصاد، ونحن هدفنا ترسيخ أهداف الدولة ومشروع بناء الدولة ونتطلع الى بناء إستراتيجية دفاعية تحمي الوطن، وليس أن يكون هناك فريق واحد من اللبنانيين لديه كل شيء ويستأثر بكل شيء في الإقتصاد والأمن والسلاح والإتصالات وكل شيء"، لافتاً الى أن "كلامه عن عدم إستطاعت الدولة فعل أي شيء حيال شبكة التجسس الإسرائيلية الموضوعة على الحدود مع لبنان، وإستعداده الرد في حال عجزت الدولة، مؤشر واضح وإعادة تذكير باقي الأطراف بأنه الحامي الوحيد للبنان ويستطيع أن يرد بمفرده وأن سلاحه الوحيد القادر على حماية لبنان مع العلم أن الجميع يعرف كيف سقط سلاحه في 7 آيار وكيف سقط في الوحول السورية ولم يعد على الإطلاق سلاح موجه الى العدو الإسرائيلي".
الوضع الحكومي والإنسحاب من سوريا
وبشأن الحكومي وتشبث نصرالله بصيغة الـ 9-9-6 باعتبارها تطمئن الجميع، رأى زهرمان أن "خطاب نصرالله أول من أمس كان هادئاً نسبياً ولم يعود الى لغة التهديد والوعيد الذي اعتاد عليها هو وحلفاؤه، وأمس كان صريحا جداً عندما قال أن موضوع مطالبتنا له بالإنسحاب من سوريا هو شرط تعجيزي وطلب غير واقعي، ونحن نقول له بأننا لن نكون شركاء معه كفريق "14 آذار" و"تيار المستقبل" في هذه الحكومة في ظل إنغماسه في القتال في سوريا الى جانب النظام السوري وقتله للشعب السوري الحر ومشاركتنا في هذه الحكومة شرط تعجيزي وشرط غير واقعي"، مستغرباً كيف أن في خطاب السيد نصرالله في ذكرى مقتل الإمام الحسين، وأن الجميع يعرف أن الغمام الحسين اصبح رمزا للمظلومية وأصبح رمز لإنتصار المظلوم على الظالم، بينما في هذه المناسبة يسعى السيد نصرالله جاهداً الى التبرير والمدافعة عن تدخله الى جانب النظام السوري في قتل الأطفال والنساء وتهديم البيوت وقتل الشيوخ، فهناك تناقض تام بين خطاب نصرالله والمناسبة".
إتهام السعودية بالتعطيل
وبشأن الإتهامات التي وجهها نصرالله للملكة العربية السعودية بتعطيل تشكيل الحكومة في لبنان والإيعاز لحلفائها بتأخير تشكيل الحكومة ريثما تنجلي الأمور إقليمياً ودولياً، اعتبر زهرمان أن "المملكة العربية السعودية بتاريخ لبنان لم تكن يوماً مع فريق ضد الطرف الآخر أو مع طائفة ضد الطائفة الأخرى، والمملكة في كل الأزمات التي كان لبنان يمر بها كانت تقف الى جانب لبنان دوماً كدولة وليس إلى جانب أي فريق، فمن اتفاق الطائف مروراً بالإعتداءات الإسرائيلية التي كانت تحصل ضد لبنان، كانت المملكة تقدم المساعدات للدولة اللبنانية وتمد يدها الى الدولة كالدولة يكون لها غيرة وخوف على الإستقرار على لبنان وعلى تعايش كل اللبنانيين"، لافتاً الى أن "هذا الإتهام مردود على اصحابه، لأن قرار تدخل حزب الله في سوريا صدر من طهران وليس من بيروت، وعلاقتنا مع المملكة العربية السعودية علاقة صداقة وليست علاقة تابع ومتبوع، مثلما يشكل حزب الله فصيل في الحرس الثوري الإيراني ويتلقى أوامره العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والفقهية والدينية وإعلان ولائه للولي الفقيه، وما اتهم به السعودية اتباعنا لمحور السعودي إذ صح التعبير، مردود عليه تماماً وعلى كافة فرقائه".
 
تصاعد السجال بين الحريري ونصرالله يفاقم تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانية
بيروت – «الحياة»
تصاعد الاشتباك السياسي في شأن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ما يزيد ولادتها المتعثرة تعقيداً. وبلغ ذروته في السجال المباشر بين الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وبين زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. بدأ هذا السجال ليل أول من أمس واستمر أمس، خصوصا مع اعلان نصرالله ان «وجود مقاتلينا ومجاهدينا على الأرض السورية هو بهدف الدفاع عن لبنان وسورية وفلسطين في مواجهة الأخطار التكفيرية على هذه المنطقة سيبقى قائماً هناك ما دامت الأسباب قائمة»، ورد الحريري الذي اكد أنه «مع تجديد التزامه (نصرالله) المشاركة في الحرب السورية والخروج على إعلان بعبدا ورفضه الابتعاد بلبنان عن الحريق السوري لن نقدم لحزب الله أي شكل من أشكال الشرعية الوطنية».
وكان السجال بين نصرالله والحريري بدأ على خلفية اتهام الأول، في الخطاب الذي ألقاه ليلة العاشر من محرم، المملكة العربية السعودية بأنها تؤخر تشكيل الحكومة في لبنان. ورد الحريري عليه متهماً إياه بأنه يرمي محاولات تعطيل التشكيل على المملكة «وهو بذلك يكون أسيراً لحلقة من الأوهام والمعلومات المركبة، والسبب الجوهري أعلناه عشرات المرات وقلنا إننا لن نكون شركاء لحزب الله في حكومة تغطي مشاركته في القتال ضد الشعب السوري أو تغطي خروجه على إعلان بعبدا».
وعاد أمس نصرالله للرد على الحريري في الخطاب الذي ألقاه في إحياء ذكرى العاشر من محرم أمام عشرات الألوف في الضاحية الجنوبية. وقال إن «من يتحدث عن انسحابنا من سورية كشرط لتشكيل الحكومة اللبنانية يطرح شرطاً تعجيزياً ونحن لا نقايض وجود سورية ولبنان وقضية فلسطين والمقاومة ببضع حقائب وزارية في حكومة لبنانية قد لا تسمن ولا تغني من جوع». واعتبر نصرالله أن «الأخطار التي تهدد المنطقة وشعوبها هي أعلى وأرقى بكثير من أن تذكر كشرط للشراكة في هذه الحكومة». ودعا الفريق الآخر الى الواقعية والتخلي عن شروطه التعجيزية. وقال: «نحن لا نطلب منكم أصلاً لا غطاء للسلاح ولا غطاء للمقاومة». وأضاف: «يقولون لنا الآن لا نشارك معكم في حكومة لتغطي وجودكم في سورية وأنا أقول لهم لسنا في حاجة الى غطائكم لوجودنا في سورية، لا سابقاً ولا حاضراً ولا مستقبلاً».
واستدعى موقف نصرالله هذا رداً آخر من الحريري قال فيه: «نحن من جانبنا نؤكد ما هو مؤكد بأننا لن نقدم لحزب الله أي شكل من أشكال الشرعية الوطنية، لسياسات رعناء تزج بلبنان في مهب العواصف الإقليمية».
ورأى الحريري أن «حزب الله يستطيع أن يستقوي على لبنان واللبنانيين وعلى الشعب السوري وثورته بقوة إيران ومالها وأسلحتها، لكنه لن يستطيع أن يفرض على اللبنانيين شروط المشاركة في الحياة السياسية»، معتبرا «ان الحزب اختار أن يضحي بسيادة لبنان ووحدته كرمى لنظام الأسد وتلبية لقرار القيادة الإيرانية حماية هذا النظام».
 
طرابلس: «اللقاء الوطني الاسلامي» ينتقد التباطؤ في ملاحقة رفعت عيد
بيروت - «الحياة»
ابدى «اللقاء الوطني الإسلامي» في طرابلس (شمال لبنان) بعد اجتماع امس، في منزل النائب محمد عبداللطيف كبارة «شكوكه وريبته تجاه التباطؤ غير المبرر من قبل القضاء في البدء بملاحقة جدية للإرهابي رفعت عيد (الامين العام للحزب العربي الديموقراطي المتهم وراء تفجيري طرابلس)، مستغرباً «تغاضي الأجهزة الأمنية عن واجب تحصيل كرامتها التي أهانها هذا الإرهابي، كما أهرق دم بعضها. ويبدو لافتاً الصمت الملتبس لقيادة الجيش اللبناني عن اتهام مديرية مخابراتها بأنها مخترقة، كما ورد على لسان سفيه جبل محسن».
وأوضح اللقاء في بيان ان البحث تركز على «تداعيات جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام والمتهم بتنفيذها التنظيم الإرهابي المسمى زوراً حزباً بقيادة رفعت عيد وأبيه علي».
وجدد مطالبته بـ «إحالة مجزرة تفجير مسجدي التقوى والسلام إلى المجلس العدلي». ودعا «رئيس الحكومة ووزراء طرابلس في الحكومة إلى التبني الفعلي لهذه القضية، منعاً لضياعها بعامل مرور الزمن». وحض «على التوقيع على عريضة أولياء الدم تمهيداً لمقاضاة المجرمين أمام القضاء اللبناني أو الدولي إذا تخلفت الدولة عن القيام بهذا الواجب».
واستنكر «مبدأ الاغتيال السياسي الذي لطالما كنا نحن ضحاياه»، مستهجناً في الوقت نفسه «حملة التلفيق والتفخيم الصادرة عن الحزب الإرهابي وأتباعه بحق المدعو سعد الدين غية الذي لا تزال جريمة اغتياله ملتبسة وفيها الكثير من الغموض ومن التأويلات. ونقول للسيد حسن نصرالله هنيئاً لك بأمثاله».
وجدد اللقاء «تأكيد إصرار طرابلس على الانتماء إلى الوطن لبنان وإلى الدولة كما يحددها الدستور»، لكنه لفت نظر الدولة إلى أنها «إن لم تستجب إلى هذا الإصرار على الانتماء إليها وإلى دستورها، وإن لم تعامل طرابلس بما تستحقه من رعاية وحماية من الإرهاب والإرهابيين، فإنها بذلك تدفع بالأمور إلى حيث لا تريدها طرابلس، ولا تريدها الطائفة السنّية».
 السفير الألماني
وفي سياق آخر، أكد السفير الألماني لدى لبنان كريستيان سلاجيس أن «لبنان يعيش أوضاعاً صعبة جداً بسبب ما يجري عند جيرانه، وهذا يتطلب من جميع الأفرقاء البحث عن المساحات المشتركة والتفاهم في ما بينهم من أجل بلدهم». وقال: «لدينا صداقات جيدة مع كل الأطياف اللبنانية، وهناك علاقات صداقة تاريخية طويلة بين شعبينا».
وأعرب في تصريح أمس، بعد لقائه النائب بهية الحريري في مجدليون، عن سعادته بأنه أتيحت له هذه الفرصة لمناقشة بعض القضايا والعلاقات المشتركة بين البلدين إلى جانب الشأن المتصل بعملها كنائب في البرلمان وفي مجالات التربية والثقافة.
وبحث الجانبان الأوضاع في لبنان والمنطقة وتداولا في العلاقات الثنائية بين لبنان وألمانيا في المجالات التربوية والثقافية، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.
وكانت الحريري تابعت مع وفد من «اللقاء الاسلامي» في صيدا أوضاع موقوفي أحداث عبرا من الناحيتين الإنسانية والقانونية والوضع الأمني في صيدا.
 
«أمل»: لا يوظفنّ أحد ما يجري في سورية لمصلحته
بيروت - «الحياة»
استعادت مدينة النبطية (جنوب لبنان) المصرع الحسيني كتقليد سنوي في ذكرى عاشوراء مترافقاً مع ممارسات بالغة الدموية.
وبعد تشخيص واقعة الطف في كربلاء، انضمت فتيات إلى فرق اللطم بعدما كان الكبار يشركون أطفالهم فيها. فحز «الضَّرِّيبة» لابسو الأكفان رؤوسهم بآلات حادة وجابوا الشوارع الرئيسية في المدينة والدماء تسيل منهم، وأغمي على العديد منهم، وكانت فرق من الهيئات الصحية في الانتظار لإسعافهم. في وقت استعاضت «الهيئة الصحية الإسلامية» في المدينة عن ممارسة حز الرؤوس بحملة للتبرع بالدم، فنصبت خيمة شهدت ازدحاماً لافتاً للمتبرعين من مختلف الأعمار.
وتكرر مشهد حز الرؤوس واللطم من قبل تجمعات لحركة «أمل» في ضاحية بيروت الجنوبية. ونظمت الحركة مسيرة حاشدة في إقليم بيروت انطلقت من أمام جسر المطار وجابت شوارع الضاحية الجنوبية باتجاه روضة الشهيدين، وتقدم المسيرة سياسيون وحزبيون. وألقى وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل كلمة الحركة أمام الحضور، اعتبر فيها أن «ما يجري اليوم على ساحة منطقتنا وعالمنا العربي والإسلامي من إحياء للصراعات المذهبية والطائفية هو أخطر ما يخطط لهذه الأمة ولهذه المنطقة، وهو أمر بعيد كل البعد من الدين الحقيقي والإسلام الحقيقي، والمستفيد الأول إسرائيل».
وأسف لأن «بعضهم عمل من أجل تحويل الصراع في المنطقة من صراع عربي- إسرائيلي الى استحضار كل المفردات التي تحول الصراع عن وجهته، لا يصح على الإطلاق أن ننطلق من أوهام عطلت الاستفادة من التحولات التي حصلت في المنطقة خلال العقود الماضية حيث حولنا الصراع الى صراع بين العرب والجمهورية الإسلامية في إيران. ولا يصح على الإطلاق أن يعيش بعضهم في وطننا العربي قلقاً من الذين جعلوا قضية فلسطين هي القضية المركزية وتوجهوا نحوها منذ بداية الثورة وأعلنوا أن المعركة هي معركة واحدة في سبيل فلسطين وعودة فلسطين قبلتنا».
وتوقف عند «تسويات على مستوى المنطقة بين إيران ودول العالم، من أجهضها ومن عمل على إجهاضها هو الإسرائيلي، المستفيد الوحيد، وإنْ تغلَّفَ بموقف فرنسي من هنا أو هناك»، سائلاً عن موقف «بعض العرب الذين ينظرون بخوف إلى تفاهم إيران مع العالم». واعتبر أن هذا التفاهم هو لمصلحة الأمة ويجب أن يكون كذلك، ونحن نشدد على إعادة تنظيم العلاقات العربية- العربية والعلاقات العربية- الإيرانية لنحول منطقتنا إلى منطقة تستطيع أن تواجه كل من يضعف أو يحاول إضعاف قوتنا أو السيطرة عليها».
وعن سورية، قال خليل: «إنها الهدف للضغط، فهي نقطة الارتكاز للمقاومة ومشروعها منذ البداية، ويبقى الحل السياسي فيها هو الخيار الوحيد، ونحن من الذين دعوا منذ بداية الأزمة إلى اتخاذه، لأننا نعي أهمية هذه الدولة وقوتها ودورها في دعم المقاومة وفي دعم لبنان وقضايا الأمة». ودعا إلى «الانخراط فوراً في عمل سياسي من خلال جنيف- 2 للوصول إلى تفاهم يحفظ وحدة سورية وقوتها ومناعتها».
وشدد على أن لبنان «لا يزال في دائرة الخطر والعدوانية الإسرائيلية»، معتبراً أن موضوع النفط «يستوجب منا أن نبقي كل عناصر قوتنا في مواجهة العدو، في مقاومتنا والجيش وفي التلاحم الشعبي حول المقاومة».
واستعاد مسألة التجسس الإسرائيلي وقال: «لا نصدق أن المعركة مع هذا العدو انتهت وانه لم ينخرط في تجنيد شبكات تجسس جديدة، بالإضافة إلى المواقع على الحدود، نظرنا بكثير من الارتياح إلى الموقف اللبناني الجامع الرافض لهذا الأمر وهذا يجب أن يطور وأن يترجم موقفاً حكومياً رسمياً يعمل لوقف هذا الاعتداء وإعادة تصويب الموقف الوطني العام تجاه المعركة المفتوحة مع العدو الإسرائيلي».
ورأى أن «تعزيز مشروع الدولة ومؤسساتها والحفاظ على روح وفاقنا الوطني وميثاقنا الوطني، لا يمكن أن يحصلا إلا من خلال الحوار والتلاقي»، مذكراً بدعوة رئيس المجلس النيابي رئيس حركة «امل» نبيه بري «إلى حوار مفتوح يتناول كل القضايا العالقة والشائكة التي أثبتت الأشهر الماضية أننا عاجزون عن حلها بالمراسلة ومن خلال التخاطب في وسائل الإعلام».
وإذ لفت إلى «أن مصلحة الوطن أكبر من بعض الشكليات التي تقف عند حدود أوهام بعضهم»، قال: «كفى شروطاً ونحن نترك البلد ينزف، كفى مراهنات على متغيرات في الداخل والخارج لأن ما يجري في المنطقة لا يمكن أن يؤثر على لبنان اذا ما خلصت نيات قيادييه وإذا ما وصلوا إلى ورشة عمل وطنية حقيقية».
وأضاف قائلاً: «لا يفكر أحد أنه يستطيع أن يوظف ما يجري في المنطقة وفي سورية تحديداً لمصلحته، هذا الأمر يجب أن نبتعد عنه وننطلق نحو ورشة عمل وطنية للخروج من أزمتنا، لم نترك وسيلة إلا وقدمناها، حاول الرئيس بري كثيراً، من خلال مبادرته ومن خلال محاولة التفاهم على صيغ مرنة، لكن الأمر ووجه بتعطيل على المستوى الحكومي وتعطيل المجلس النيابي والابتعاد عن حضور الجلسات. والسؤال المطروح اليوم، لمصلحة من عطلت قوى 14 آذار بالأمس محاولة تشكيل الحكومة من جديد بعد زيارة رئيس الجمهورية الى السعودية؟ هذا الأمر، رفض صيغة التشكيل، جعل اللبنانيين أكثر قلقاً على مستقبلهم وواقعهم السياسي، على رغم أن الرئيس المكلف بإرادتهم، ومنهم، وعلى رغم أن الصيغة تعطي لهم ثلثاً ضامناً وربما تعطي لهم النصف زائداً واحداً، لأنهم يرفضون أن يشارك الفريق الآخر بثلث يشعره بمعنى المشاركة الحقيقية. هذا الأمر يطرح الكثير من التساؤل والاستفهام».
وقال: «سمعنا على لسان الرئيس فؤاد السنيورة منطقاً يحاول أن يفلسف فيه رفضه صيغة الحكومة (9- 9- 6) بأن قال مقولة لميشال شيحا إن سلبية وسلبية لا تعطيان إيجابية على الإطلاق. هذا أمر إذا ترجمناه لبنانياً لا يصح على الإطلاق، «السلبي ضرب سلبي يعطي إيجابي». الكلور لوحده سم، الصوديوم لوحده سم، إذا جمعنا أحدهما مع الآخر يعطيانا ملحاً ضرورياً لحياتنا، كفى معادلات ومراهنات على الخارج لأن ما يجري في المنطقة تزداد خطورته، ومشاريع التقسيم ما زالت حاضرة».
 احتفال العاملية
وأحيت «الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية» في بيروت الذكرى في باحة الثانوية العاملية في رأس النبع، في حضور ممثلين عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام. كما حضر الرئيس حسين الحسيني وشخصيات سياسية وروحية إلى جانب رئيس الجمعية محمد يوسف بيضون، الذي اعتبر «أننا نمر حاليا بأزمة وجود، نكون أو لا نكون. وما الفراغ الذي حل في السلطتين التشريعية والتنفيذية إلا نذير خطر جدي، في الوقت الذي يستمر فيه بعض المسؤولين بتجاوز القوانين والأصول الإدارية والمالية، وخشيتنا وخوفنا من أن يأتي موعد انتخاب رئيس جديد للبلاد والحال باقية على ما هي عليه، فيطاول الفراغ مؤسسة الرئاسة. عندها ندخل في عالم المجهول».
وأكد التمسك بـ «الدولة المدنية المرتجاة، وبانتظار تحقيق هذا البديل، لا بد من تلبية دعوة الرئيس سليمان، إلى حوار جدي انقاذي، يَدخل الفرقاء اليه محررين من كل قيد وارتباط، داخلي وخارجي، واضعين نصب أعينهم مصلحة البلاد العليا وحدها من دون غيرها، منطلقين مما سمي «إعلان بعبدا» الذي وافق الجميع عليه، ومن ثم إطلاق يد رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتأليف الحكومة بالشكل الأنسب والأفضل الذي يجمعان عليه في الظرف الراهن».
ودعا رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم باسم البطريرك بشارة الراعي «إلى تغليب لغة العقل على لغة الحقد، وروح الانفتاح على روح التعصب، ولغة المحبة على لغة الشر. إن ما نشهده في الداخل اللبناني ومنطقتنا أمر فظيع وواقع يعيدنا إلى سنوات ما قبل الحرب الأهلية، فالنعرات الطائفية عادت لتطل برأسها إلى قلب قرانا ومدننا وأحيائنا، واللغة المذهبية، ويا للأسف، أصبحت مألوفة، وهذا الأمر إذا ما استمر سيشعل ناراً قد لا تنطفئ».
 
خطأ "فرنسي" في ورقة نقدية "لبنانية" جديدة يطرح تساؤلات حول الهوية
إيلاف...لوانا خوري
وقع خطأ لغوي في كتابة كلمة إستقلال باللغة الفرنسية على ظهر ورقة نقدية لبنانية جديدة تطبع بمناسبة 70 عامًا على استقلال لبنان، فأثار حملة نقد سلطت الضوء على مسألة الهوية في لبنان.
بيروت: لبنان الجميل، عنوانه 6 آلاف سنة حضارة، وشعاره "صدرنا الحرف إلى العالم"، ومن تقاليده إتقان بنيه لغات عديدة، واستخدامها في الحوار اليومي، حتى درجت دعابة مزج العربية بالفرنسية بالانكليزية في عبارة من ثلاث كلمات: "Hi، كيفك؟ ca va؟
خطأ "فظيع"
ويفاخر لبنان الرسمي أيضًا بفرنسية ناصعة لا يتخلى عنها، تظهر جلياً على عملته الوطنية بوجه مخصص لها، بينما الوجه الآخر للعربية.
وفي ذكرى مرور 70 عامًا على الاستقلال اللبناني، يضع مصرف لبنان في التداول، بدءًا من 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، نسخة جديدة من الورقة النقدية من فئة 50 الف ليرة لبنانية.
وما إن طرحت صورة الورقة النقدية الجديدة حتى اصطدم الفخر اللبناني بأمه الحنون بخطأ طباعي، أكثر منه لغوي، إذ وردت كلمة استقلال باللغة الفرنسة مكتوبة بطريقة خاطئة، لكن صحيحة إن كان المطلوب كتابتها بالانكليزية. فوردت كلمة"Independence" بينما تكتب "Independance" بالفرنسية.
لا أهمية
ليست هذه نهاية العالم، ولا نهاية لبنان سويسرا الشرق ومنارة الدنيا، بالرغم من أن غلاة النقد أخذوا الأمر بجدية متناهية، وطعموا نقدهم بسخرية من الدولة اللبنانية، وقالوا على الدنيا السلام إن كانت ستخطئ بكتابة كلمة استقلال.
إلا أن ثمة من واجه حملة النقد هذه بسؤال: "ما كان ليكون موقف هؤلاء لو أخطأ المصمم في كتابة كلمة استقلال بالعربية؟" وهذا سؤال منطقي يوجه إلى المتعلقين بأمجاد الانتداب الفرنسي، والآسفين على تراجع الفرانكوفونية في بلاد تسمي شوارعها فردان وويغان وغورو وفوش. لا شك في أن ايًا من هذا الانتقاد ما كان ليصدر، لأن لا أهمية للأمر حينها.
ليس الأمر لغويًا صرفًا فقط، لكنه نحو أيضًا، ينحو بالأمر إلى مسألة الهوية في لبنان، بين عروبة لا تجد الكثير من المريدين، وأسلمة تعبث بالبلاد، وفرنجة تتقلص قيمها الصالحة، لتترك في نفوس اللبنانيين نتفًا من صراع لا ينتهي، عنوانه: "من أنا؟".
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,547,221

عدد الزوار: 7,696,400

المتواجدون الآن: 0