بيريس: حافظ الأسد أمن الحدود... و“الحرس الثوري”: تدخلنا أنقذ النظام السوري من السقوط....اغتيال ضابط رفيع في دمشق... وغارة على «سوق النفط» شرق البلاد

نشطاء يحذرون من «سقوط حمص»: تعزيزات نظامية... ومفاوضات لـ«ممر آمن».... القلق يتزايد في «عرين الأسد» باللاذقية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 نيسان 2014 - 6:43 ص    عدد الزيارات 1940    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

القلق يتزايد في «عرين الأسد» باللاذقية
الرأي...اللاذقية - رويترز - على مدى ثلاث سنوات، ظل سكان المحافظات السورية المطلة على ساحل البحر المتوسط يتابعون من ملاذهم الامن الحرب الاهلية المستعرة في المناطق البعيدة عن الساحل وهي تمزق أوصال البلاد وتقتل عشرات الالاف وتدمر مدنا لها تاريخ عريق.
لكن هجوما بدأه قبل ثلاثة أسابيع مقاتلو المعارضة في شمال محافظة اللاذقية معقل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد قرب المعركة شيئا فشيئا وبدد ذلك الاحساس بالامن النسبي.
فالقتال يدور الان في التلال المطلة على البحر ليصبح ميناء اللاذقية الرئيسي في مرمى نيران مقاتلي المعارضة وتشعر منطقة الساحل السوري بأنها تتعرض لخطر حقيقي. وقبل شهر واحد سقط ثمانية قتلى في قصف صاروخي على المدينة.
وقالت امرأة علوية شابة وهي ترشف القهوة مع خطيبها في أحد مقاهي اللاذقية على مسافة 50 كيلومترا الى الجنوب من الموقع الذي أقام فيه المقاتلون أول موطئ قدم لهم على الساحل السوري بجوار الحدود التركية: «يمكنهم أن يمحونا. حتى من يؤيدهم منا».
وقالت امرأة تدعى ياسمين نشطت في معارضة الاسد في اللاذقية إن وصول الحرب الى أعتاب المدينة هز الاعصاب، مضيفة: «كنا نظن أننا معصومون بشكل ما وان المقاتلين لن يصلوا الينا قط. لكن هذا ليس صحيحا».
واوضحت ان مباني مدرسية اكتظت باللاجئين العلويين الذين فروا من قراهم الى الشمال ولجأوا الى المدينة وهو مشهد مألوف في مناطق أخرى من البلاد، لكنه يمثل ظاهرة جديدة على الساحل. وأضافت: «الان أصبحوا مثل كثيرين غيرهم من النازحين السوريين» في المرمى.
ويقول سكان مدينة اللاذقية وقد انتابهم التوتر ان نيران المدفعية الثقيلة يمكن أن تصيبهم بكل سهولة من التلة 45 التي استولى عليها مقاتلو المعارضة بعد مدينة كسب وقرية السمرا الساحلية. ومازالت شوارع اللاذقية تعج بالحركة رغم أن سفينة واحدة كانت بادية للعيان في الميناء في الاسبوع الاول من ابريل على الرغم من أن الميناء كان يستقبل في الظروف العادية عشرات السفن.
وعصر كل خميس تنفد تذاكر الحافلات المسافرة من اللاذقية بسرعة مع عودة طلبة الجامعة المحلية المقيمين في المدينة الى بيوتهم لقضاء العطلة الاسبوعية.
لكن التوتر وصل أيضا في ما يبدو الى سلطات الميناء الذي يعد أيضا مركز عمليات للعملية الدولية لنقل ترسانة سورية من الاسلحة الكيماوية السورية بنهاية الشهر.
قبل شهرين أغلقت السلطات وصلات الانترنت بالمقاهي وغيرها من الاماكن العامة على امتداد الساحل بهدف منع الاتصالات التي لا يمكن اخضاعها للمراقبة.
وقال صاحب مقهى في طرطوس على مسافة 40 كيلومترا الى الشمال من الحدود اللبنانية والتي توجد بها قاعدة بحرية روسية انه اشتكى للسلطات من ارغامه على وقف اتصالات الانترنت.
وأضاف: «قالوا لي انه عندما يتصل الناس من مكان عام بالانترنت فانهم لا يستطيعون تعقب المتصل مثلما يتعقبون من يتصفح الانترنت من بيته».
وفي نقاط التفتيش الكثيرة التي تقيمها القوات الحكومية على الطريق الساحلي الرئيسي يدقق مسلحون في بطاقات الهوية بحثا عن أي مؤشرات على ديانة المسافرين وميولهم السياسية.
وينحدر أغلب أفراد الامن وكبار الضباط العسكريين في المنطقة الساحلية من القرى العلوية في المنطقة ولهم خبرة واسعة في رصد الغرباء.
«مالك تبدو مرعوبا..» خرجت هذه الكلمات من فم أحد رجال أمن الدولة المسلحين لطالب جامعي متوتر بحافلة عامة بين اللاذقية وطرطوس. وأخذ بطاقة الهوية من الشاب لفحصها على الاجهزة الالكترونية ومعرفة ما اذا كان مطلوبا لاحد أجهزة الاستخبارات العديدة في سورية.
استغرقت هذه العملية عدة دقائق لكنها تبدو دهرا لان كثيرين اعتقلوا منذ بدأت الانتفاضة بعد فحص أوراقهم بل ان بعضهم اختفى تماما بكل بساطة.
ويقول بعض أهالي المنطقة انهم بدأوا يرون رجال ميليشيا شيعية عراقيين على امتداد الساحل لدعم صفوف القوات السورية على ما يبدو. وانضم عراقيون الى قوات من «حزب الله» اللبناني والى مستشارين وقادة من ايران.
ورأى مراسل «رويترز» رجالا غير مسلحين يرتدون ملابس عسكرية مموهة ويضعون شارات مميزة يتجولون حول عدة بلدات ساحلية سورية ويتحدثون بلهجة لبنانية.
واشتد جو التوتر المحموم على امتداد الساحل بفعل اشاعات عن فظائع ارتكبها مقاتلو المعارضة بين المسيحيين من بلدة كسب الارمنية تداولها الارمن المقيمون في الخارج وذلك رغم جهود المقاتلين لنفي هذه الاتهامات. وأصبح العنف الطائفي سمة من سمات الحرب.
وعندما عثر على قتيلين من طائفة التركمان في حديقة باللاذقية الشهر الماضي اعتبر كثيرون مقتلهم انتقاما من جانب علويين لتأييد التركمان لمقاتلي المعارضة وعلاقاتهم بتركيا.
ويقول سكان ان قوات الامن التي تبحث عن مقاتلي المعارضة تستهدف الاحياء السنية على الساحل على نحو متزايد.
 
الأسد: الازمة في «مرحلة انعطاف»
الرأي..دمشق - أ ف ب - اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد امس ان الازمة السورية باتت حاليا في «مرحلة انعطاف» لصالح النظام..
وقال الاسد، بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي السوري، «هناك مرحلة انعطاف في الازمة ان كان من الناحية العسكرية والانجازات المتواصلة التي يحققها الجيش والقوات المسلحة في الحرب ضد الارهاب، او من الناحية الاجتماعية من حيث المصالحات الوطنية وتنامي الوعي الشعبي لحقيقة اهداف ما تتعرض له البلاد».
وأكّد الأسد خلال لقائه أعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الدراسات العليا في كلية العلوم السياسية في دمشق أن «الدولة تسعى إلى استعادة الأمن والاستقرار في المناطق الرئيسية التي ضربها الإرهابيون لتتفرّغ بعد ذلك لملاحقة البؤر والخلايا النائمة».
وأوضح على أن سورية «مستهدفة ليس فقط بحكم موقعها الجيوسياسي الهام، وإنما بسبب دورها التاريخي المحوري في المنطقة وتأثيرها الكبير على الشارع العربي»، معتبرا أن «ما تتعرّض له اليوم هو محاولة للسيطرة على قرارها المستقل وإضعافها بهدف تغيير سياستها التي تلبي مصالح الشعب السوري ولا تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة والغرب في المنطقة، وذلك يفسر ظهور العامل الإسرائيلي الذي كان له دور أساسي في دعم المجموعات الإرهابية».
وقال إن «الحرب الفكرية ومحاولات إلغاء أو استبدال الهوية تعد من أخطر أشكال الهجمة الاستعمارية التي نتعرّض لها»، موضحاً أن «المنطقة العربية قامت أساساً على إيديولوجيا تلازم العروبة والإسلام ما يجعل من التمسّك بهذا المبدأ أحد أهم مقومات استعادة الأمن والاستقرار الفكري والاجتماعي في مجتمعاتنا».
 
مجزرة في دوما وكيميائي على ريف إدلب والخناق حول اللاذقية يضيق
المعارضة: إيرانيون ابتكروا قنابل الأسد السامة
المستقبل...ا ف ب، رويترز، العربية، الجزيرة، الانترنت
كشفت المعارضة السورية أن خبراء من إيران قاموا بتطوير قنابل الغازات السامة التي استعملها بشار الأسد أخيراً في قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ومنها خان شيخون في ريف إدلب بعد كفرزيتا وجوبر ورنكوس وحرستا. وفي دوما ارتكب نظام الأسد مجزرة قنابل عنقودية، مع استمرار المعارك العنيفة في ريف اللاذقية بما يضيق الخناق على المدينة التي تعتبر المعقل الرئيسي لمؤيدي نظام دمشق.

ولفت أمس إعلان مواقع المعارضة مقتل اللواء الركن سمير الشيخ مدير إدارة الاستطلاع في القوى الجوية في جيش الأسد، وأنه اغتيل في القابون ليل أول من أمس.

فقد كشف وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أسعد مصطفى أمس، أن خبراء إيرانيين طوروا في المعهد الأمني في كفرسوسة في العاصمة دمشق، قنابل تحمل غازات سامة لاستخدامها بديلاً عن البراميل المتفجرة.

وأضاف مصطفى في حديث إلى قناة «الحدث»، أنه تم استخدام هذه القنابل بالفعل في سبعة مواقع في سوريا حتى الآن.

وأكد وزير الدفاع في حكومة المعارضة أن نظام الأسد استخدم الغازات السامة خلال اليومين الماضيين في كل من جوبر ورنكوس، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين بحالات اختناق شديدة.

وكان نظام الأسد شن هجوماً ثانياً استهدف كفرزيتا بريف حماة مستخدما غاز الكلور السام المخفف، كما استخدم السلاح الكيميائي لأول مرة في خان شيخون بريف إدلب وحرستا بريف دمشق.

وفي سياق متصل، اعتبر مصطفى أن النظام ضاق ذرعاً بسبب تقدم الثوار في كل مناطق حلب ومحاصرتهم مبنى المخابرات الجوية والسيطرة على قصر العدل وعلى أبنية حكومية متعددة في المحافظة.

وأخيراً، دحض اتهامات النظام للمعارضة بعرقلة مرور القوافل التي تسير باتجاه الساحل لنقل السلاح الكيميائي إلى الموانئ السورية تمهيداً لتدميرها، مؤكداً أن مرور القوافل عبر مناطق الثوار آمن جداً.

وكان أصيب العشرات بينهم أطفال ونساء جراء قصف بغازات سامة في بلدتي كفرزيتا قرب حماة والتمانعة في ريف إدلب، بينما سقط عدد من القتلى والجرحى من جراء سقوط قذيفة هاون بالقرب من حافلة غرب العاصمة دمشق، وسط تواصل الاشتباكات على عدة محاور.

وقالت مصادر في المستشفى الميداني ببلدة كفرزيتا السورية بريف حماة إن البلدة تعرضت لقصف بالغازات السامة. وتظهر الصور التي بثها الناشطون على شبكة الإنترنت العديد من الإصابات في المستشفيات الميدانية، ويبدو عليهم حالات الإعياء والإغماء وضيق في التنفس.

وقال ناشطون إن نحو ثلاثين شخصا بينهم نساء وأطفال أصيبوا بحالات اختناق بغازات سامة في كفرزيتا جراء قصف شنته قوات النظام.

وذكر المرصد السوري أن البلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، في حين اتهم التلفزيون الرسمي السوري جبهة النصرة بالهجوم «بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا» قائلا إن الهجوم أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أكثر من مائة من أهالي البلدة بحالات اختناق.

وقالت مصادر طبية في المستشفى الميداني في كفرزيتا إن المصابين استنشقوا غاز الكلور المركز.

وبيّن رئيس الهيئة الطبية في حماة وريفها حسن الأعرج أن النظام السوري استهدف كفرزيتا بالغازات السامة، بعد الهزائم التي مني بها مقاتلو النظام في مورك (ريف حماة) وخان شيخون (ريف إدلب) مشيرا إلى أن هذا القصف بمثابة رد على «ضربات قاصمة» وجهتها المعارضة.

وأوضح الأعرج أن نحو مائتي شخص راجعوا المستشفيات بعد تعرضهم لحالات اختناق، مبيناً أن الإصابات تراوح بين متوسطة وخفيفة في المجمل، إلا أن بعض الحالات خطرة ما دعا إلى نقلها إلى مستشفيات أخرى.

وكانت تنسيقية الثورة السورية في حماة ذكرت على صفحتها على «فايسبوك» أن النظام قصف البلدة بغاز الكلور، مشيرة إلى وجود «أكثر من مائة حالة اختناق» وإلى «نقص كبير في المواد الطبية».

وفي حماة أيضا، قالت المؤسسة الإعلامية الأحد إن الطيران المروحي ألقى على مدينة كفرزيتا البراميل المتفجرة أيضاً.

في الأثناء، ذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي قصف مدينة مورك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف المدينة.

على صعيد متصل، قال ناشطون إن عدة أشخاص أصيبوا باختناق جراء قصف بغازات سامة على بلدة التمانعة قرب بلدة خان شيخون في ريف مدينة إدلب.

يُذكر أن بلدة التمانعة تخضع لقوات المعارضة التي تخوض معارك مع قوات النظام في مناطق قريبة منها، حيث يحاول النظام فك الحصار عن معسكر وادي الضيف المحاصر قرب البلدة.

وفي إدلب كذلك، قالت شبكة سوريا مباشر إن مقاتلي معركة «صدى الأنفال» يستهدفون بقذائف الهاون عناصر جيش النظام في معسكر الخزانات في خان شيخون، بينما تم إلقاء برميل متفجر على كفر عين القريبة من خان شيخون.

كما اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام على الطريق الدولي على أطراف مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.

وفي دمشق، أفادت شبكة سوريا مباشر بوقوع قتلى وجرحى جراء سقوط قذيفة هاون بالقرب من حافلة نقل داخلي على طريق بيروت غرب العاصمة دمشق.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في حي القابون، بينما سقطت قذيفتا هاون على حي المالكي وقرب ساحة الأمويين بدمشق.

وفي ريف دمشق، قال اتحاد التنسيقيات إن الطيران المروحي ألقى البراميل المتفجرة على مدينة داريا بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف وسط اشتباكات عنيفة على الجبهة الجنوبية للمدينة.

وفي حلب، قتل ثلاثة اشخاص على الأقل بينهم طفلة، وسقط عدد من الجرحى جراء إلقاء الطيران المروحي البراميل المتفجرة على حي الشيخ فارس بحلب، وسط قصف بالدبابات وقذائف الهاون تجمعات ومعاقل جيش النظام في حي الراموسة بالمحافظة ذاتها.

يُشار إلى أن لجان التنسيق المحلية قالت إن عدد الضحايا في حصيلة أولية اليوم بلغ ستة قتلى، بينهم طفلة.

وكانت الشبكة السورية وثقت السبت لمقتل 67 شخصا في محافظات سورية مختلفة من بينهم خمسة أطفال وعشر سيدات وأربعة تحت التعذيب و29 عنصرا من الجيش الحر.

وشنت قوات النظام السوري غارات جوية مكثفة على مناطق في ريف دمشق خاصة في الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل قوات الأسد.

وأفاد المرصد السوري في بيان له أن الطيران الحربي لقوات النظام نفذ غارتين جويتين على مناطق في مدينة دوما (شمال شرقي دمشق)، حيث قتل عشرون مدنياً وجرح ثمانون آخرون من جراء قصف جوي.

واستهدف الطيران الحربي بالصواريخ العنقودية سوق المدينة، ما أسفر عن مقتل عشرين مدنياً بينهم ستة أطفال وثلاث نساء، وجرح ثمانين آخرين، معظمهم نساء وأطفال، أسعفوا إلى مستشفى ميداني قريب.

في الأثناء، تعرضت بلدة المليحة لقصف جوي، من جهة طريق المطار، في حين طال قصف مدفعي سهل مدينة الزبداني في منطقة القلمون، مصدره حاجز «الحوش»، وسط قصف بقذائف الدبابات على بلدة رنكوس، من ثكنة «الشيروبيم».

وفي اللاذقية وعلى مدى ثلاث سنوات، ظل سكان المحافظات السورية المطلة على ساحل البحر المتوسط يتابعون من ملاذهم الآمن الحرب الأهلية المستعرة في المناطق البعيدة عن الساحل وهي تمزق أوصال البلاد وتقتل عشرات الالاف وتدمر مدنا لها تاريخ عريق.

لكن هجوما بدأه قبل ثلاثة أسابيع مقاتلو المعارضة في شمال محافظة اللاذقية معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد قرّب المعركة شيئاً فشيئاً وبدّد ذلك الإحساس بالأمن النسبي، فالقتال يدور الان في التلال المطلة على البحر ليصبح ميناء اللاذقية الرئيسي في مرمى نيران مقاتلي المعارضة وتشعر منطقة الساحل السوري بأنها تتعرض لخطر حقيقي.

وقبل شهر واحد سقط ثمانية قتلى في قصف صاروخي على المدينة.

وقالت امرأة علوية شابة وهي ترشف القهوة مع خطيبها في أحد مقاهي اللاذقية على مسافة 50 كيلومترا إلى الجنوب من الموقع الذي أقام فيه المقاتلون أول موطئ قدم لهم على الساحل السوري بجوار الحدود التركية «يمكنهم أن يمحونا. حتى من يؤيدهم منا». وبرغم أن كثيرين من العلويين الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة يؤيدون الأسد قولاً وفعلاً، فقد تعاطف آخرون مع الانتفاضة الشعبية على حكمه التي بدأت عام 2011 لكنهم يخشون الآن أفعالاً انتقامية من خصومهم من الطائفة السنية.

وما زالت الذكريات ماثلة في أذهان أهل المدينة البالغ عددهم 400 ألف نسمة للهجوم الذي شنه مقاتلون معارضون في اب الماضي وقتل فيه عشرات من سكان القرى العلوية قرب اللاذقية على أيدي مقاتلين اسلاميين متشددين وجهاديين أجانب.

وبرغم أن الأسد الذي يعيش في دمشق على مسافة 300 كيلومتر إلى الجنوب يبدو أكثر ثقة في الصمود والبقاء فقد فرضت تقلبات الحرب الأهلية بما تحمله في طياتها من فوضى نفسها حتى على أكثر الأماكن أمناً في البلاد بينما ظل البحث عن الجواسيس والخونة والخسائر في صفوف الموالين للأسد يعكر الحياة اليومية.

وحتى قبل أن تصل أصداء القصف إلى المدينة الوادعة كان ثمن الحرب جلياً من مواكب الجنازات اليومية للقتلى من الجنود ورجال الميليشيا المؤيدة للأسد.

وقالت امرأة تدعى ياسمين نشطت في معارضة الأسد في اللاذقية «الجميع يرسل أولاده لخوض الحرب في مناطق أخرى من سوريا وكل يوم نسمع صفارات الإنذار ومواكب جنازات أولئك الجنود.» لكنها أضافت أن وصول الحرب إلى أعتاب المدينة هز الاعصاب وقالت «كنا نظن أننا معصومون بشكل ما وان المقاتلين لن يصلوا إلينا قط، لكن هذا ليس صحيحا.»

وقالت ياسمين إن مباني مدرسية اكتظت باللاجئين العلويين الذين فروا من قراهم إلى الشمال ولجأوا إلى المدينة وهو مشهد مألوف في مناطق أخرى من البلاد لكنه يمثل ظاهرة جديدة على الساحل. وأضافت «الآن أصبحوا مثل كثيرين غيرهم من النازحين السوريين.»

ويقول سكان مدينة اللاذقية وقد انتابهم التوتر إن نيران المدفعية الثقيلة يمكن أن تصيبهم بكل سهولة من ذلك الموقع. وقال طبيب أسنان شاب في وسط المدينة «لن يهم إذا كنت معهم أم لا. فقذائف المورتر لن تميز بين أحد وآخر. وإذا وصل المقاتلون هنا فلن يتمهلوا للتمييز بين من معهم ومن عليهم.»

وكما سارت أحداث الحرب الطاحنة في مسار متعرج وسقط فيها نحو 150 ألف قتيل حتى الان لا توجد أي بادرة على أن القتال في اللاذقية يمثل أي تحول حاسم في الصراع. وما زالت شوارع اللاذقية تعج بالحركة رغم أن سفينة واحدة كانت بادية للعيان في الميناء في الاسبوع الاول من نيسان على الرغم من أن الميناء كان يستقبل في الظروف العادية عشرات السفن. وعصر كل خميس تنفد تذاكر الحافلات المسافرة من اللاذقية بسرعة مع عودة طلبة الجامعة المحلية المقيمين في المدينة إلى بيوتهم لقضاء العطلة الأسبوعية، لكن التوتر وصل أيضا فيما يبدو إلى سلطات الميناء الذي يعد أيضا مركز عمليات للعملية الدولية لنقل ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية السورية بنهاية الشهر. وقبل شهرين أغلقت السلطات وصلات الانترنت بالمقاهي وغيرها من الأماكن العامة على امتداد الساحل بهدف منع الاتصالات التي لا يمكن اخضاعها للمراقبة. وقال صاحب مقهى في طرطوس على مسافة 40 كيلومترا إلى الشمال من الحدود اللبنانية والتي يوجد بها قاعدة بحرية روسية إنه اشتكى للسلطات من ارغامه على وقف اتصالات الانترنت. وأضاف «قالوا لي إنه عندما يتصل الناس من مكان عام بالانترنت فإنهم لا يستطيعون تعقب المتصل مثلما يتعقبون من يتصفح الانترنت من بيته.» وفي نقاط التفتيش الكثيرة التي تقيمها القوات الحكومية على الطريق الساحلي الرئيسي يدقق مسلحون في بطاقات الهوية بحثا عن أي مؤشرات على ديانة المسافرين وميولهم السياسية. وينحدر أغلب أفراد الأمن وكبار الضباط العسكريين في المنطقة الساحلية من القرى العلوية في المنطقة ولهم خبرة واسعة في رصد الغرباء.

«مالك تبدو مرعوبا؟» خرجت هذه الكلمات من فم أحد رجال أمن الدولة المسلحين لطالب جامعي متوتر بحافلة عامة بين اللاذقية وطرطوس. وأخذ بطاقة الهوية من الشاب لفحصها على الأجهزة الالكترونية ومعرفة ما إذا كان مطلوبا لأحد أجهزة الاستخبارات العديدة في سوريا. استغرقت هذه العملية عدة دقائق لكنها تبدو دهراً لأن كثيرين اعتقلوا منذ بدأت الانتفاضة بعد فحص أوراقهم بل إن بعضهم اختفى تماماً بكل بساطة. ويقول بعض أهالي المنطقة إنهم بدأوا يرون رجال ميليشيا شيعية عراقيين على امتداد الساحل لدعم صفوف القوات السورية.

وانضم عراقيون إلى قوات من «حزب الله» وإلى مستشارين وقادة من ايران القوة الشيعية الرئيسية في المنطقة لمساعدة الأسد. ورأى مراسل «رويترز» رجالاً غير مسلحين يرتدون ملابس عسكرية مموهة ويضعون شارات شيعية مميزة يتجولون حول عدة بلدات ساحلية سورية ويتحدثون بلهجة لبنانية. وزاد موت هلال الأسد ابن عم الرئيس الشهر الماضي من الإحساس الجديد بعدم الأمان بين الموالين للحكومة في المحافظات الساحلية. وقتل هلال الأسد الذي كان يقود الفرع المحلي لميليشيا قوات الدفاع الوطني قبل ثلاثة أسابيع في معركة قرب الحدود التركية مع مقاتلين اسلاميين ليصبح أول عضو من عائلة الأسد يقتل منذ عملية تفجير في دمشق عام 2012.
 
مجلس الأمن يناقش غدا قرار محاسبة النظام السوري.. والجربا يبحث تليين الموقف الصيني ومروة: الـ«فيتو الروسي» متوقع واتخاذ القرار خطوة متقدمة لإسقاط الأسد

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: كارولين عاكوم .... يناقش مجلس الأمن غدا الثلاثاء مشروع قرار فرنسي، يدعو لمحاسبة الرئيس السوري بشار الأسد كمجرم حرب على انتهاكات ترقى إلى مستوى «الجرائم ضد الإنسانية» وإحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذلك استجابة للطلب الذي قدمته قبل يومين المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي. وذلك بموازاة إعلان الائتلاف الوطني السوري المعارض عن بدء رئيسه أحمد الجربا زيارة رسمية إلى الصين اليوم، تهدف إلى محاولة إحداث «تمايز بين الموقفين الروسي والصيني».
وفيما لا تتوقّع المعارضة أي جديد على صعيد مجلس الأمن في ضوء التمسّك الروسي بـ«الفيتو» الذي يحول دون اتخاذ قرار قوي، يرى عضو الائتلاف الوطني رئيس المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري هشام مروة أنّ اجتماع مجلس الأمن، الذي أتى بعد تقرير بيلاي ليؤكّد كذلك ما كشف عنه في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي ما يعرف إعلاميا بـ«تقرير سيزار»، حول تورط نظام الأسد بقتل 11 ألف معتقل تحت التعذيب، هو «خطوة جيدة».
ويرى مروة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ المجتمع الدولي كان يفترض أن يقوم بهذا التحرك قبل ذلك، لا سيّما في ظل تمادي النظام بجرائمه وصولا إلى استخدام السلاح الكيماوي إضافة إلى العمل على تمديد شرعيته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سائلا: «كيف يمكن لدول تحترم القانون الدولي أن تسكت على كل هذا الذي يحصل في سوريا وضدّ الشعب؟».
ويتزامن موعد جلسة الأمن مع بدء، أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني المعارض على رأس وفد من الائتلاف زيارة رسمية إلى الصين اليوم، بحسب مصادر من الائتلاف. وقال هادي البحرة، سكرتير الهيئة السياسية في الائتلاف، إن الهدف من الزيارة هو «فتح قنوات التواصل مع الصينيين ومحاولة إحداث تمايز بين الموقفين الروسي والصيني».
وأشار البحرة إلى أن الهدف أيضا أن يعرف الصينيون طبيعة الأوضاع في سوريا وحقيقتها، وتطلعات الشعب السوري لتغيير مواقف الصين، والتي ظهرت بوادرها بتصويتها لصالح القرار 2139. وذلك بعد استخدام بكين لحق الرفض (الفيتو) في ثلاث مناسبات سابقة أمام مجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين نظام الأسد.
من جانبه، يأمل مروة، في حال تعثّر الوصول إلى نتيجة إيجابية في اجتماع مجلس الأمن غدا، أن يجري اتخاذ قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة من خارج مجلس الأمن لإحالة الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية، وتجاوز بذلك الشلل الذي يصيب مجلس الأمن، مشيرا إلى أنّه في حال، وإن كان الأمل ليس كبيرا، اتخذ قرار تحويل جرائم النظام إلى محكمة الجنايات الدولية، فسيكون هزيمة كبيرة للرئيس السوري وخطوة متقدمة نحو إسقاطه.
وسيخصص اجتماع مجلس الأمن، الذي دعت إليه فرنسا، لمناقشة أعمال التعذيب والإعدام في سجون النظام السوري، ولا سيّما ما يسمّى تقرير «سيزار» الذي وثّق آلاف حالات المعتقلين في السجون السورية، وعدته الحكومة السورية «مسيّسا».
وكانت فرنسا قد دعمت مشروع قرار إحالة جرائم النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، بتقرير «سيزار» الذي تضمن 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل، تثبت جرائم النظام وأساليب تعذيبه في سجونه السرية في سوريا، وقد أظهر جثثا ملطخة بالدماء عليها آثار تعذيب وتجويع لأشخاص كانوا قيد الاعتقال، كما ظهرت على جثث أخرى علامات الشنق والخنق بأسلاك معدنية، أو صعق بالكهرباء.
وفي حين كانت بعض الدول الغربية تسعى منذ فترة إلى إحالة ملف سوريا على المحكمة الجنائية الدولية الذي يصطدم دائما بعرقلة روسية، قال دبلوماسي أوروبي إن «مشروع القرار الفرنسي المتعلق بإحالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية نوقش بين الدول الغربية الدائمة العضوية وهي فرنسا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وسيوزع على باقي أعضاء مجلس الأمن بعد جلسة الثلاثاء».
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس قد أكّدت في بيان أصدرته الأسبوع الماضي أن طرفي النزاع في سوريا يرتكبان انتهاكات لحقوق الإنسان، لكنّ القوات الحكومية تتحمل المسؤولة بشكل أكبر. وعدت أنّ الاعتداءات على المدنيين، هي جرائم حرب، قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، مشيرة إلى أنّ «استخدام السيارات المفخخة، والبراميل المتفجرة، والقصف الجوي والمدفعي على المناطق المدنية من دون تمييز بين الأهداف العسكرية، والمدنيين هي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني».
وقلّلت بيلاي حينها من اتهامات المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري لها بالانحياز، منددة بـ«الإخفاق في حماية الحكومة السورية مواطنيها»، وأكّدت أنّ «هناك مؤشرات لارتكاب جرائم بالغة الخطورة في سوريا»، مطالبة إحالة الملف على المحكمة الجنائية.
وكان المدعي العام الدولي السابق في الأمم المتحدة، ديفيد كراني، الذي لعب دورا أساسيا مع اثنين آخرين من المدعين العامين الدوليين، بوضع «تقرير سيزار»، الذي صدر شهر يناير الماضي، أنّ سوريا «مثال تقليدي» لبلد ارتكبت فيه «جرائم ضد الإنسانية» لم يسبق لها مثيل منذ معتقل «أوشفيتز» النازي في بولندا.
و«سيزار» هو الاسم المستعار لشرطي سوري، انشق عن الجيش السوري حاملا معه أدلة بشأن عمليات التعذيب التي ترتكب في سوريا، أبرزها شريحة إلكترونية تتضمن نحو 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل قضوا في السجن بين 2011 و2013.
وأكّد كراني أنّه قام مع خبراء خصوصا من الأطباء الشرعيين وتقنيين متخصصين بالتدقيق في هذا النوع من الأعمال، وتفحصوا منها ستة آلاف صورة، كانت كفيلة باقتناعهم بأن 11 ألف شخص تعرضوا للتعذيب والتجويع حتى الموت، والإعدام في مراكز وأماكن اعتقال تابعة للنظام.
 
بيريس: حافظ الأسد أمن الحدود... و“الحرس الثوري”: تدخلنا أنقذ النظام السوري من السقوط
السياسة...طهران – وكالات: جددت إيران التأكيد على أنها السبب في صمود نظام الرئيس السوري بشار الأسد, بعد الدعم الذي قدمته له مباشرة أو عبر ميليشيا “حزب الله” اللبناني.
وقال قائد القوات الجوية التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة, إن إيران “وقفت إلى جانب سورية في مواجهة المؤامرة الكونية” مضيفا وفق ما نقلت عنه شبكة “سي أن أن” الأميركية عبر موقعها باللغة العربية “هناك 86 دولة وقفت إلى جانب بعضها بعضا لإسقاط النظام السوري, لكن جميع محاولاتها فشلت لأن إيران الإسلامية لم تكن تريد ذلك”.
وقال إن “وزير الخارجية الأميركي (جون كيري) أعلن صراحة بأنهم هُزموا في سورية بسبب تدخل إيران وحزب الله.”
وفي الشأن الداخلي الإيراني, دعا حاجي زادة إلى “عدم النظر إلى أميركا بتفاؤل” كما توجه إلى السلطة السياسية في بلاده بالقول “علينا الحذر حين الجلوس الى طاولة المفاوضات والالتفات جيدا بأننا نتفاوض مع العدو, وبطبيعة الحال لا مانع من التفاوض لإبعاد العدو.. لكن علينا أن ندرك أن هذه القضايا لا تحل مشكلات الشعب”.
وأَضاف: إن من وصفهم بـ”الأعداء” أضحوا “عاجزين وغير قادرين على وقف تقدم إيران من خلال الحظر, لذلك لجأوا الى المفاوضات” في إشارة إلى المفاوضات الجارية بين طهران والدول الكبرى لمعالجة الأزمة النووية.
بدوره, أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والا=فريقية حسين أمير عبد اللهيان, أن “مواصلة دعم بعض الأطراف لإرسال السلاح والإرهاب إلى سورية تؤدي إلى تعقيد الأوضاع فيها”.
ولفت عبد اللهيان خلال لقائه مساعد رئيس كتلة “الحزب الديمقراطي الاشتراكي” في البرلمان الألماني رولف موتسه نيش, إلى أهمية الحوار الوطني ومتابعة الانتخابات في سورية, معتبرا أن دمشق “اجتازت مرحلة الأزمة الأمنية الحادة”.
وعرض عبد اللهيان خلال اللقاء مع النائب الألماني مواقف إيران تجاه التطورات الإقليمية وخاصة في سورية.
ولفت المسؤول الإيراني إلى أنه بإمكان البلدين القيام بدور فاعل في تسوية الأزمات الراهنة.
من جهته, قال النائب الألماني إن برلين تسعى لتعزيز الخيار السياسي للأزمة في سورية, ورفع مستوى الوضع الإنساني فيها.
من ناحية أخرى, أكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس إلى أن “الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد أمن الحدود مع اسرائيل, وكان من الممكن الاعتماد عليه, خلافا للوضع الحالي حيث تشهد سورية حالة من الفوضى”.
وجاء كلام الرئيس الإسرائيلي خلال قيامه بجولة تفقدية على امتداد الحدود مع سورية في الجولان, حيث استمع من قادة كبار في الجيش الإسرائيلي الى شرح عن الاوضاع الامنية الراهنة.
 
نشطاء يحذرون من «سقوط حمص»: تعزيزات نظامية... ومفاوضات لـ«ممر آمن»
لندن - «الحياة»
كشف نشطاء من حمص لـ «الحياة» وجود مفاوضات بين ممثلي النظام السوري وعدد من مجموعات المعارضة المسلحة في حمص وسط البلاد، تتضمن توفير «ممر آمن» لمقاتلين من المعارضة للخروج من الأحياء المحاصرة باتجاه الريف الشمالي.
وكانت قوات النظام فرضت في حزيران (يونيو) 2012 حصاراً شديداً على عدد من أحياء في حمص تضم نحو 2500 مدني ما دفع السكان إلى الاقتتات من الأعشاب وأوراق الأشجار. وأدى اتفاق رعته الأمم المتحدة في بداية العام الحالي، إلى خروج عدد من المدنيين وتسليم مقاتلين أنفسهم إلى السلطات الرسمية.
ويُطلق نشطاء معارضون «عاصمة الثورة» على مدينة حمص، التي تحركت بتظاهرات سلمية بعد أيام على شرارة الثورة السورية في درعا جنوب البلاد في آذار (مارس) 2011. ويقولون إن «صمودها أبقى شعلة الثورة».
وتحدث نشطاء عن أوضاع معيشية صعبة يعاني منها مقاتلو المعارضة في حمص بسبب شدة الحصار، دفعتهم إلى التفكير بوسائل عدة لكسره. وقال الناشط حسام في اتصال هاتفي أمس، إن النظام استخدم طائرات الاستطلاع والقنابل الفراغية لتدمير الأنفاق التي كانت تشكل معبراً لإدخال المواد الغذائية، لافتاً إلى أن حصول «حالات ابتزاز من قبل قوات النظام، حيث يلوحون بالطعام إلى مقاتلي المعارضة لتسليم أنفسهم. الجوع كافر وقد قام بعض المقاتلين بتسليم أنفسهم». وتابع إن «آخر محاولة لفك الحصار» جرت قبل أيام، عندما قتل نحو عشرين مقاتلاً معارضاً من الكتائب المقاتلة، بينهم اثنان من قادة الكتائب، اثر انفجار عربة في أحياء حمص المحاصرة في سوق الجاج (الدجاج)، الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وكان «مكتب حمص الإعلامي» المعارض أفاد بأن «عشرين من أبطال حمص المحاصرة قتلوا مع (حصول) عدد من الإصابات نتيجة سقوط صاروخ غراد على مستودع الذخيرة الاحتياطي الذي تم تجهيزه للقيام بعملية عسكرية ضد قوات الجيش والشبيحة من أجل فك الحصار عن المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام وعشرة أشهر».
وتابع الناشط حسام أن «مفاوضات تجري بين ممثلي النظام وقادة بعض المجموعات بحيث يتم فتح طريق لخروج هذه المجموعات بسلاح عناصره الفردي إلى الريف الشمالي باتجاه الرستين وتلبيسة». وأضاف: «أمام قسوة الحصار وضيق الخيارات، يبدو أن البعض لا يجد خياراً آخر ما يعني قرب سقوط حمص بأيدي النظام. للأسف، حتى الآن لم تصدر أوامر فعلية للمجموعات في الريف الشمالي لحمص للتحرك نحو حمص المدينة أو القيام بعمل فعال على الحواجز شمال المدينة. حتى الآن لم يقدم دعم فعلي للمقاتلين الصادقين للتحرك نحو فتح طريق لحمص المحاصرة أو حتى التخفيف عنها».
وأشار موقع «كلنا شركاء» إلى أن الشهرين الأخيرين شهدا قيام نحو 500 مقاتل معارض بتسليم أنفسهم في حمص كان آخرهم مجموعة تضم 38 مقاتلاً تجمعوا في مدرسة الأندلس في حي الدبلان، بسبب فشل مفاوضات «جنيف2» في تقديم أي مساعدة للمدنيين والمقاتلين في حمص. وتوقع الموقع المعارض «تسليم حمص بعد أيام قليلة بتوقيع معاهدة مثل الريف الدمشقي يتم الآن دراستها والتعديل والاتفاق على البنود الرئيسيّة فيها بحيث نضمن سلامة الشباب المقاتلين»، بحيث يخرج من يريد الخروج إلى الريف الشمالي في حمص أو الوعر.
في موازاة ذلك، أفاد نشطاء بقيام النظام بتعزيز قواته في حي الغوطة بين جورة الشياح والوعر بأكثر من ألف مقاتل للضغط على مقاتلي المعارضة لتوقيع اتفاق المصالحة أو اقتحام الأحياء المحاصرة. وأشار حسام إلى أن «نقص الذخيرة وقساوة الحصار يعنيان أنه لو سلم عدد قليل من المقاتلين أنفسهم أو خرجوا من حمص لسقطت المدينة بأيدي النظام». وزاد: «إذا سقطت حمص لن تستطيع المعارضة استعادتها لأن طبيعتها الديموغرافية مختلفة عن باقي المناطق».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال قبل يومين إن «14 شخصاً بينهم أطفال ونساء قتلوا في حي كرم الزيتون المجاور بعد إطلاق نار عليهم من مسلحين يعتقد أنهم من عناصر اللجان الشعبية الموالية للنظام، حيث أن جميع الضحايا هم من المسلمين السنة»، ذلك بعد مقتل نحو 25 شخصاً بتفجير سيارتين في حي كرم اللوز ذي الغالبية العلوية.
وقال «المرصد» إن قذيفة صاروخية سقطت أمس على مبنى العيادات الشاملة في حي كرم اللوز وأخرى قرب دير المخلص في حي العدوية ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن ثمانية جرحى بينهم 5 أطفال، في وقت قتل رجل من حي باباعمرو داخل سجون القوات النظامية. وقتل رجل من مدينة تلبيسة متأثراً بجروح أصيب بها جراء قصف القوات النظامية على المدينة في وقت سابق. وقصفت القوات النظامية أمس مناطق في مدينة تلبيسة والغنطو حيث يفترض أن تكون ممرات خروج مقاتلي المعارضة.
وكتبت شبكة إخبارية موالية أن القوات النظامية «استهدفت بصاروخين أرض - أرض المستشفى الوطني في حمص، الذي يشكل مركزاً لمقاتلي المعارضة»، لافتاً إلى مواجهات في «جبهة» حي باب هود.
 
اغتيال ضابط رفيع في دمشق... وغارة على «سوق النفط» شرق البلاد
لندن - «الحياة»
تحدث مركز حقوقي ونشطاء عن اغتيال ضباط رفيع المستوى في القوات النظامية السورية في دمشق أمس، في حين استمرت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في القلمون شمال دمشق، تحت غطاء من القصف الجوي. وشنت القوات النظامية غارة على «سوق النفط» في شمال شرقي البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «مسلحين مجهولين اغتالوا ضابطاً برتبة لواء في القوات النظامية»، في حين قال نشطاء إنه «مدير إدارة الاستطلاع في الجيش السوري اللواء سمير الشيخ وإنه اغتيل في دمشق». وسقطت قذائف هاون عدة على أماكن في منطقة الطبالة قرب بات توما ذي الغالبية المسيحية، وسط قيام قوات النظام بزيادة حوافز ونقاط التفتيش في هذه المنطقة. كما سقطت قذيفة قرب كلية الهندسة الميكانيكية المجاورة.
ودارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي القابون شمال دمشق بعد هدوء استمر بضعة أشهر في ضوء توقيع اتفاق مصالحة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
وفي الغوطة الشرقية، نفذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها، ضمن محاولات القوات النظامية السيطرة على هذه البلدة منذ حوالى أسبوعين، في وقت اندلعت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على الجهة الجنوبية من مدينة داريا جنوب العاصمة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وفق «المرصد» الذي أفاد بإلقاء الطيران ثمانية براميل على الأقل على داريا وشنه غارتين على مناطق في مدينة دوما (شرق العاصمة) ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم طفل وسقوط عدد من الجرحى.
وقصفت القوات النظامية منطقة الجبل الغربي من مدينة الزبداني بين دمشق وحدود لبنان، بالتزامن مع استمرار «الاشتباكات بين مقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة من طرف والقوات النظامية مدعمة بـ «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في منطقة رنكوس» في منطقة القلمون شمال دمشق وقرب الزبداني. وقال «المرصد» إن «أصوات انفجارات سمعت في منطقة الناصرية، ناجمة عن غارات للطيران الحربي وقصف من القوات النظامية على مناطق تمركز الكتائب المقاتلة بالقرب من منطقة القبان الإلكتروني في القلمون، ومعلومات عن تقدم القوات النظامية وسيطرتها على نقاط جديدة». وأشار إلى قيام القوات النظامية بـ «قصف مناطق في جرد قرية بخعة ومحيطها مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة و «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة من طرف و «حزب الله» مدعماً بالقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني بالقرب من قرية بخعة (قرب معلولا) ما أدى إلى إعطاب آلية للقوات النظامية التي قصفت قرية القطنة في القلمون، ما أدى إلى إصابة أربعة جرحى».
وبين دمشق وحدود الأردن، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في الجهة الشرقية من مدينة إنخل وبلدة المسيفرة في درعا، وفق «المرصد» الذي قال إن الطيران نفذ غارات على مناطق في بلدتي الغارية الشرقية الصورة، فيما «استهدفت الكتائب الإسلامية المقاتلة بلغم أرضي، آلية للقوات النظامية على طريق الإمداد بين تل الجموع وكتيبة الدبابات في بلدة الشيخ سعد وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية».
وفي شمال البلاد، نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة الأتارب في شمال حلب، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في المدينة الصناعية في منطقة الشيخ نجار في مدينة حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة مع حصول مواجهات عنيفة في المنطقة. وقال المرصد: «ارتفع إلى 3 مواطنين هم طفلتان ورجل عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي الشيخ فارس»، لافتاً إلى سقوط قذيفة قرب مستشفى التوليد في حي المحافظة الخاضع لسيطرة النظام، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي مناطق في ضهرة عبد ربه.
وفي شمال غربي البلاد، تعرضت مناطق في بلدة كفروما في ريف إدلب إلى قصف من القوات النظامية، فيما نفذ الطيران الحربي غارة قرب مركز توزيع معونات إغاثية في مدينة سراقب قرب خان شيخون التي قتل فيها مقاتل خلال المواجهات المستمرة منذ بضعة أيام، وأسفرت عن سيطرة مقاتلي المعارضة على عدد من نقاط النظام في المنطقة وقطع خطوط الإمداد بين وسط البلاد وحلب شمالاً. وقال المرصد: «ارتفع إلى 4 عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة الذين استشهدوا في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط حاجز الحامدية (قرب معرة النعمان) في ريف إدلب الجنوبي. كما نفذ الطيران الحربي الغارة الجوية السابعة منذ صباح اليوم (أمس) على الأوتستراد الدولي بين معسكر الحامدية وبلدة حيش بريف إدلب الجنوبي، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة المنطقة الغربية من بلدة دير الشرقي. واستشهدت طفلة من مدينة معرة النعمان متأثرة بجراح أصيبت بها نتيجة فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على المدينة أمس الأول، كما استشهد ملازم أول منشق خلال اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية على أطراف مدينة خان شيخون».
واقتحمت قوات النظام أمس الحي الشرقي من بلدة صوران واعتقلت عدداً من المواطنين، في وقت استمرت الاشتباكات في أطراف بلدة مورك المجاورة لخان شيخون و «أنباء عن تقدم القوات النظامية في البلدة».
وجدد الطيران المروحي قصفه على مناطق في بلدة كفرزيتا التي قال «المرصد»: «إن قوات النظام قصفتها بغازات سامة يوم الجمعة الماضي»، وطالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بـ «تحقيق سريع» في استخدام الغازات فيها وفي حرستا شرق دمشق.
وفي شمال شرقي البلاد، قصف الطيران الحربي «منطقة سوق النفط» في قرية أبريها قرب بلدة البصيرة في ريف دير الزور، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح آخرين، علماً أن مقاتلي المعارضة بدأوا يبيعون منتجات نفطية من الآبار التي سيطروا عليها من القوات النظامية، في وقت سيطرت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على قرية مويلح الواقعة شمال مدينة دير الزور عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية المقاتلة.
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,850,715

عدد الزوار: 7,647,855

المتواجدون الآن: 0