القاعدة وداعش حرب أم صراع...النظام السوري المستفيد الرابح...الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في«اليرموك».. والحصار يتسع إلى الحجر الأسود.....فابيوس: 20 صحافياً ما زالوا محتجزين في سورية وهولاند: لدينا معلومات عن استخدام النظام أسلحة كيماوية

المعارضة تشن هجوما مضادا في حمص وتمطر أحياء خاضعة لسيطرة النظام بقذائف الهاون... «براميل» على حلب... والمعارضة تقطع الكهرباء بسبب القصف

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 نيسان 2014 - 6:33 ص    عدد الزيارات 1943    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

هجوم مضاد للمعارضة في حمص... و «براميل» على حلب
لندن، باريس، بيروت - «الحياة»، أ ف ب -
شن مقاتلو المعارضة السورية امس هجوماً مضاداً في احياء حمص المحاصرة وسط البلاد، وانتزعوا «عدداً من المباني»، في وقت واصل الطيران إلقاء «البراميل المتفجرة» على حلب شمالاً، حيث قطعت المعارضة الكهرباء عن المدينة الى حين وقف القصف من القوات النظامية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن ان المعارضين المسلحين «استعادوا المبادرة وسيطروا على عدد من المباني في منطقة جب الجندلي» في حمص، ذلك بعدما بدأت قوات النظام قبل نحو اسبوع هجوماً على احياء حمص القديمة التي تحاصرها منذ نحو سنتين وتعتبر آخر معقل للمعارضة.
واعتبر عبدالرحمن ان دخول مقاتلي المعارضة الى حي جب الجندلي اجبر عناصر الجيش على التركيز على الدفاع عن مواقعهم بدلاً من مهاجمة المناطق التي لا تزال بأيدي المعارضة المسلحة في حمص.
في حلب، أفاد بيان موقع من «مديرية الكهرباء» في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وبالتفويض من الفصائل العسكرية والهيئة الشرعية في حلب إنه «تم فصل الكهرباء وفي شكل كامل عن جميع مناطق محافظة حلب حتى وقف القصف الجوي على مدينة حلب وريفها». لكن «المرصد» أفاد بأن عدداً من «البراميل المتفجرة سقط أمس على مناطق في حي المواصلات القديمة ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أماكن في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في حي ضهرة عواد، ما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة أكثر من 14 آخرين بجروح».
في باريس، أعلن الرئيس فرنسوا هولاند أمس في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1»، أن فرنسا تملك «بعض العناصر» التي تفيد عن استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية في شمال غربي البلاد. ورداً على سؤال صحافي عما إذا كان صحيحاً أن نظام الأسد لا يزال يستخدم أسلحة كيماوية، قال هولاند: «لدينا بعض العناصر (حول هذا الأمر)، لكنني لا أملك الأدلة، ما يعني أنه لا يمكنني تقديمها». وأضاف: «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي».
وقال وزير الخارجية لوران فابيوس: «وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيماوية أخيراً». وأوضح أن هذه الهجمات «أقل أهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة أشهر، لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غربي البلاد على مقربة من لبنان».
وكانت منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ افادت في بيان، بأن دفعة جديدة من المواد السامة نقلت من أراضي سورية، لتبلغ نسبة المواد التي أُتلفت أو سُحبت من البلاد 80 في المئة من مجمل المخزون السابق. وأضافت: «نتوقع أن يسمح التعاون المتواصل بالحفاظ على وتيرة الأعمال الحالية، وإتمام عملية السحب خلال الأيام القريبة، كي تكتمل العملية الخاصة بتدمير برنامج الأسلحة الكيماوية في موعدها».
الى ذلك، قال رئيس «الهيئة السورية للعدالة الانتقالية» المعارضة رضوان زيادة لـ «الحياة» انه «لاحظ» خلال لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو قبل يومين «وجود موقف سلبي من الانتخابات الرئاسية باعتبارها تؤثر سلباً في عملية جنيف وتعطي إشارات سلبية إزاء تشكيل هيئة حكم انتقالية. وطالبنا من جهتنا من موسكو إصدار بيان رسمي في هذا المعنى». وزاد إنه عرض خطة التحول الديموقراطي التي اعدها «بيت الخبرة السوري» وان يوغدانوف «أبدى اهتماماً بها، وشدد على أهمية وجود تصور سياسي للمعارض حول الحل السياسي».
 
«براميل» على حلب... والمعارضة تقطع الكهرباء بسبب القصف
لندن - «الحياة»
هدد معارضون بقطع الكهرباء عن مدينة دمشق والساحل السوري غرب البلاد بعدما قطعوا التيار عن مدينة حلب شمالاً بسبب استمرار النظام بقصف ثاني أكبر مدن البلاد، في وقت استمر الطيران بإلقاء «البراميل المتفجرة» على أحياء مختلفة في حلب.
وأفاد بيان موقع من «مديرية الكهرباء» في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وبالتفويض من الفصائل العسكرية والهيئة الشرعية في حلب إنه «تم فصل الكهرباء وفي شكل كامل عن جميع مناطق محافظة حلب حتى وقف القصف الجوي على مدينة حلب وريفها». وزاد أنه يمكن «التوسع بهذا الإجراء، ليشمل قطع الكهرباء عن العاصمة دمشق ومناطق الساحل إذا ما لم يتم تنفيذ الشروط التي حددها البيان»، وشملت «وقف القصف الجوي بالطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية على المدنيين في كامل محافظة حلب ريفاً ومدينة وفك الحصار عن مدينة حمص القديمة (وسط) وداريا (جنوب دمشق) والغوطة الشرقية والتوقف عن استهداف محطات الكهرباء والمياه في مدينة حلب وتجهيز محطة تحويل جسر الحج «تأمين خط 66 للمحطة وصيانتها بعد قصفها بالطيران الحربي».
وأفاد «مركز حلب الإعلامي» الكهرباء قطعت فعلياً عن «كامل محافظة حلب، بما في ذلك الخطوط العادية والأمنية الواصلة إلى مناطق سيطرة النظام»، موضحاً أن ذلك «جاء بعد مفاوضات جرت من خلال وسطاء لإيقاف قصف البراميل على حلب، إلا أن رفض النظام دفعهم أخيراً لقطع الكهرباء عند خط حلب - الزربا» في ريف حلب. وأضاف المركز أن «التنسيق جار مع الفصائل العسكرية الثورية في المحافظات الأخرى، متوقعاً انقطاع الكهرباء عن العاصمة والساحل في وقت قريب إذا ما لم يتم تنفيذ الشروط».
ويسيطر مقاتلو المعارضة على خطوط إمداد الطاقة الأساسية وخطوط الغاز وسدود تولد الكهرباء، إضافة إلى محطات رئيسية في شمال البلاد وشمالها الشرقي.
وكان وزير الدفاع في الحكومة الموقتة المعارضة أسعد المصطفى ونائبه اللواء محمد نور خلوف ورئيس المجلس العسكري العقيد عبد السلام حميدي قاموا بـ «جولة ميدانية على عدد من المواقع في خطوط المواجهة لقوات الجيش الحر مع قوات النظام في مدينة حلب، وأجروا لقاءات مع الإخوة المقاتلين للإطلاع على ظروف وأحوال المعارك والاحتياجات اللازمة لها ثم انتقلوا إلى أحد المستشفيات الميدانية للاطمئنان على أحوال الجرحى»، بحسب بيان للمعارضة. وأضاف إن الوفد أدى الصلاة في أحد مساجد مدنية حلب.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عدداً من «البراميل المتفجرة سقط أمس على مناطق في حي المواصلات القديمة ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أماكن في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في حي ضهرة عواد، ما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة أكثر من 14 آخرين بجروح».
وأعلنت غرفة عمليات «أهل الشام»، التي تدير معارك الثوار في حلب، عن تمكن المقاتلين من قتل العديد من عناصر قوات النظام خلال معارك قرب مبنى الاستخبارات الجوية.
وفي وسط البلاد، سمع دوي انفجار في مدينة حمص «يعتقد أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة واستهداف مبان يتمركز بها مقاتلو الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة في حي باب هود»، بحسب نشطاء. ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في أحياء حمص القديمة، في حين ارتفع إلى 6 عدد مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة الذين قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني في ريف حمص الشمالي، بحسب «المرصد» الذي أفاد بأن الطيران الحربي شن غارة على مناطق في مدينة تلبيسة في وقت دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة وقوات الدفاع الوطني والقوات النظامية قرب قرية المشرفة و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
من جهتها، أفادت «شبكة سمارت» المعارضة أن 30 عنصراً من قوات النظام قتلوا أول من أمس في «اشتباكات مع الجيش الحر جنوب مدينة مورك في ريف حماة، عندما حاولت قوات النظام، مدعومة بميليشيات عراقية، اقتحام المدينة من الجهة الجنوبية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات». وفي السياق، «استهدف مقاتلو الجيش الحر بصواريخ «جهنم»، مقراً لقوات النظام جنوب مدينة مورك، ما أسفر عن انهيار مبنى المقر، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى»، بحسب «سمارت».
ونقلت «سمارت» عن «مصادر ميدانية أن المدينة شهدت خلال أسبوع واحد، سلسلة هجمات بالغازات السامة، أصيب فيها نحو 200 شخص، بينهم أطفال ونساء. كان أول هجوم يوم الجمعة في الأسبوع الماضي حيث ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً يحوي غاز الكلور السام، ما أسفر عن إصابة نحو 100 شخص، بينهم 60 طفلاً و30 امرأة، نقلوا إلى المستشفى الميداني في المدينة، وسط حركة نزوح واسعة للأهالي».
وفي دمشق، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين مقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من طرف، والقوات النظامية مدعمة بـ «قوات الدفاع الوطني» ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من طرف آخر في بلدة المليحة ومحيطها شرق العاصمة، وسط استهداف مقاتلي الكتائب الإسلامية والنصرة لمراكز القوات النظامية والمسلحين الموالين لها. وقال «المرصد»: «قصفت القوات النظامية مناطق الاشتباك، كما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات لمنازل مواطنين في شارع مسجد أنس بن مالك في بلدة الكسوة مع استمرار القوات النظامية في قصفها مناطق في مدينة زملكا بقذائف الهاون». وفي جنوب العاصمة، تعرضت أماكن في المنطقة الجنوبية الشرقية في مدينة داريا لقصف من القوات النظامية».
 
هولاند: لدينا معلومات عن استخدام النظام أسلحة كيماوية
لندن، باريس - «الحياة»، أ ف ب -
أعلن الرئيس فرنسوا هولاند أمس في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1»، أن فرنسا تملك «بعض العناصر» التي تفيد عن استخدام نظام الرئيس بشار الأسد أسلحة كيماوية في شمال غربي البلاد قرب الحدود اللبنانية، لكن من دون أن تملك «أدلة» على هذا الأمر.
وقال هولاند في المقابلة: «إن فرنسا تسعى إلى أن تستعيد سورية الحرية والديموقراطية. أردنا أن يتم تدمير الأسلحة الكيماوية، ونبذل كل ما هو ممكن للسماح بـ (إجراء) مفاوضات للإفساح في المجال أمام انتقال سياسي».
ورداً على سؤال صحافي عما إذا كان صحيحاً أن نظام الأسد لا يزال يستخدم أسلحة كيماوية، قال هولاند: «لدينا بعض العناصر (حول هذا الأمر)، لكنني لا أملك الأدلة، ما يعني أنه لا يمكنني تقديمها». وأضاف: «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي».
وقال وزير الخارجية لوران فابيوس: «وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيماوية أخيراً». وأوضح أن هذه الهجمات «أقل أهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة أشهر، لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غربي البلاد على مقربة من لبنان».
وقال مصدر فرنسي قريب من الملف لوكالة «فرانس برس» إن «التقارير» حول هذه المعلومات «نابعة من مصادر عدة بينها المعارضة السورية».
وفي إطار اتفاق روسي - أميركي في أيلول (سبتمبر) 2013 أتاح تجنب توجيه ضربة عسكرية أميركية للنظام السوري، التزمت دمشق تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية قبل 30 حزيران (يونيو) المقبل.
والاتفاق الروسي - الأميركي الذي أعقبه قرار أصدره مجلس الأمن الدولي، تم التوصل إليه بعد هجوم بالسلاح الكيماوي أسفر عن مئات القتلى في ريف دمشق في آب (أغسطس) 2013 وحمل كل من النظام والمعارضة الطرف الآخر مسؤولية تنفيذه.
في لاهاي، أكدت منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ، أن عملية إخراج الأسلحة الكيماوية من سورية ستنجز في الكامل خلال الأيام المقبلة، إذا تواصلت عملية سحبها بوتيرتها الحالية. وقالت في بيان لها نشر في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن دفعة جديدة من المواد السامة نقلت من أراضي سورية، لتبلغ نسبة المواد التي أُتلفت أو سُحبت من البلاد 80 في المئة من مجمل المخزون السابق.
وجاء في البيان: «نتوقع أن يسمح التعاون المتواصل بالحفاظ على وتيرة الأعمال الحالية، وإتمام عملية السحب خلال الأيام القريبة، كي تكتمل العملية الخاصة بتدمير برنامج الأسلحة الكيماوية في موعدها المحدد من جانب المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية».
ورحبت كاغ بتسريع وتيرة الأعمال من جانب السلطات السورية، بعد توقف قصير نهاية الشهر الماضي بسبب المعارك في محيط ميناء اللاذقية غرب البلاد، المحطة الأخيرة للمواد السامة التي تجمع من مواقع أخرى في البلاد. وقالت: «إن البعثة حققت نجاحاً في تدمير الحاويات الخالية من غاز الخردل، وتفكيك المنشآت الخاصة بإنتاج المواد السامة وتخزينها».
 
معارض سوري بعد لقائه بوغدانوف: لموسكو موقف سلبي من انتخابات الرئاسة
لندن، موسكو - «الحياة»
نقل رئيس «الهيئة السورية للعدالة الانتقالية» المعارضة رضوان زيادة لـ «الحياة» عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية «تؤثر سلباً» في مسار المفاوضات في جنيف و «يعطي إشارات سلبية» في شأن التفاوض لتشكيل هيئة حكم انتقالية.
وزار وفد سوري ضم زيادة والمدير التنفيذي لـ «وحدة تنسيق الدعم» أسامة الفاضي وممثل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في باريس منذر ماخوس ورئيس «إعلان دمشق» في الخارج محمود الحمزة موسكو قبل يومين والتقى بوغدانوف وعدداً من الخبراء في مراكز أبحاث كبرى.
وأفاد بيان من الخارجية الروسية أن بوغدانوف بحث مع ممثلي مجموعة «بيت الخبرة السوري» المعارضة في «آفاق إحياء المفاوضات السورية السورية في جنيف، وأكد الجانب الروسي لممثلي المعارضة السورية الخارجية أن الحل السياسي الديبلوماسي لا بديل عنه لتسوية الأزمة السورية وعلى ضرورة التمييز عن الإرهابيين والمتطرفين. كما أكد أهمية التمثيل الواسع لوفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف وإشراك أطياف واسعة من الفصائل المعارضة بما فيها المعارضة الناشطة داخل سورية».
وأوضح زيادة أن بوغدانوف قال للوفد السوري إن الرئيس بشار الأسد «يريد ضمانات» قبل التخلي عن الحكم، قائلاً: «لاحظنا وجود موقف سلبي من الانتخابات الرئاسية باعتبارها تؤثر سلباً في عملية جنيف وتعطي إشارات سلبية إزاء تشكيل هيئة حكم انتقالية. وطالبنا من جهتنا من موسكو إصدار بيان رسمي في هذا المعنى».
وقال زيادة: «قدم الوفد معلومات موثقة عن الحرب التي يخوضها الجيش الحر ضد المتطرفين وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حيث قتل 3300 قتيل من مقاتلي المعارضة في الصراع مع داعش».
وزاد إن الوفد عرض خطة التحول الديموقراطي، إذ أبدى بوغدانوف اهتماماً بها، وشدد على أهمية وجود تصور سياسي للمعارض حول الحل السياسي». وأشار زيادة إلى رفض الوفد أي حل سياسي يقوم على «المحاصصة الطائفية، لأننا نريد سورية ديموقراطية لجميع السوريين».
وتغطي الوثيقة السورية «مواضيع الإصلاح الدستوري والإصلاح السياسي والإداري وإصلاح قانون الأحزاب والانتخابات والإصلاح الاقتصادي والعدالة الانتقالية وإعادة هيكلة الجهاز الأمني في سورية». وشرح الوفد أسباب «تبني النظام البرلماني وإجراء الانتخابات وفق قانون انتخابي يقوم على التمثيل النسبي واعتماد الدوائر الصغرى». وأكد زيادة المدير التنفيذي للمركز السوري «ضرورة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإعادة تشكيلها في إدارتين رئيسيتين: واحدة للأمن الوطني والثانية للاستخبارات العسكرية».
 
المعارضة تشن هجوما مضادا في حمص وتمطر أحياء خاضعة لسيطرة النظام بقذائف الهاون وتصدت لـ19 محاولة نظامية لاقتحام المليحة في ريف دمشق > البشير يتفقد مقاتلي «الحر» في «الجبهة الساحلية»

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة السورية شنت أمس هجوما مضادا داخل أحياء حمص القديمة وانتزعت من قوات النظام عددا من المباني، في حين أكدت مصادر المعارضة في ريف دمشق أن القوات الحكومية فشلت في اقتحام المليحة رغم تنفيذها 19 هجوما خلال أسبوعين، دون أن تحرز أي تقدم فيها. وفيما يتواصل التصعيد العسكري، تعرضت أحياء من العاصمة السورية لهجوم بقذائف الهاون أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، بموازاة مقتل ستة مدنيين بتجدد القصف بقذائف المورتر على أحياء خاضعة لسيطرة النظام في حمص. وشن مقاتلو المعارضة أمس هجوما مضادا على القوات الحكومية، ردا على إطلاق قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قبل نحو أسبوع، حملة عسكرية على أحياء حمص القديمة التي تحاصرها منذ نحو سنتين وتعد آخر معقل للمعارضة المسلحة في هذه المدينة الواقعة في وسط سوريا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن المعارضين المسلحين «استعادوا المبادرة وسيطروا على عدد من المباني في منطقة جب الجندلي» في حمص.
في الوقت نفسه كانت تجري معارك بين الطرفين على أطراف الأحياء القديمة، وقصفت قوات الجيش المربع الأخير للمعارضة في هذه المدينة بالصواريخ والدبابات.
وبدأ الهجوم المضاد للمعارضة بعد أن فجر عنصر جبهة النصرة نفسه داخل سيارة مفخخة أمام حاجز للجيش السوري أول من أمس في قطاع جب الجندلي في الطرف الشرقي من الأحياء القديمة المحاصرة. وتمكن المقاتلون المعارضون من الدخول إلى هذا الحي بعد أن انسحب الجنود من الحاجز القائم فيه.
وعدَّ عبد الرحمن أن دخول مقاتلي المعارضة إلى هذا الحي أجبر عناصر الجيش على التركيز على الدفاع عن مواقعهم بدلا من مهاجمة المناطق التي لا تزال بأيدي المعارضة المسلحة في حمص.
وفي فبراير (شباط) الماضي أجلي نحو 1500 مدني من الأحياء القديمة المحاصرة في حمص إثر اتفاق أبرم تحت إشراف الأمم المتحدة، إلا أن نحو 1200 مقاتل من المعارضة مع نحو 180 مدنيا لا يزالون يدافعون عن هذه الأحياء المحاصرة في قلب حمص التي أطلق عليها عام 2011 «عاصمة الثورة». وقال المرصد السوري إن الطيران الحربي نفذ غارات عدة على مناطق في حمص القديمة، أعقبها قصف مدفعي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات الجيش التي يساندها الدفاع الوطني، مشيرا إلى سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة على عدة مبان في منطقة جب الجندلي ووصولهم إلى منطقة مسبح الجلاء، في حين أصيب مراسل إذاعة محلية مقربة من النظام برصاص قناص في حي جب الجندلي.
بموازاة ذلك، أسفر القصف بالهاون على أحياء يسيطر عليها الجيش السوري في حمص عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 40 آخرين، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية. وتحدثت تقارير عن إحراز القوات الحكومية، في حملتها التي دخلت أسبوعها الثاني، تقدما في حي باب هود بحمص. لكن المرصد السوري قال إن الجبهة الإسلامية تبنت في شريط مصور إطلاق صواريخ غراد على مناطق في حي الزهراء الذي يقطنه مواطنون من الطائفة العلوية، وقالت إنه استهداف «ميليشيات الأسد والشبيحة في حي الزهراء بمدينة حمص».
وفي دمشق تكرر المشهد، حيث قالت وكالة «سانا» إن أربعة مواطنين بينهم طفلان قتلوا وأصيب 11 آخرون جراء سقوط قذائف هاون «أطلقها إرهابيون على محيط ساحتي عرنوس والأمويين بدمشق». وذكر مصدر في قيادة الشرطة للوكالة أن «قذيفتي هاون سقطتا في محيط ساحة عرنوس ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين بينهم طفلان عمرهما سنتان و12 سنة، وإصابة ثمانية آخرين، وإلحاق أضرار مادية بعدد من السيارات».
وأضاف المصدر أن قذيفة هاون سقطت في محيط ساحة الأمويين ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح وأضرار مادية بالمكان.
في غضون ذلك، أكد ناشطون سوريون أن القوات الحكومية لم تستطع التقدم في أحياء ريف دمشق. وقالت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن محاولات القوات الحكومية التقدم في المليحة «باءت بالفشل»، مشيرة إلى أن هذه القوات «شنت 19 هجوما على البلدة، خلال أكثر من أسبوعين، لكنها لم تتمكن من التقدم فيها». وأشارت المصادر إلى أن البلدة الواقعة شمال دمشق، في الغوطة الشرقية، «تتعرض يوميا لعشر غارات جوية، أسفرت عن مقتل كثيرين، لكنها تراجعت عن محاولة اقتحام البلدة بسبب عجزها عن ذلك».
ويقاتل في المليحة عدد كبير من الفصائل المعارضة أبرزها «الاتحاد الإسلامي» و«فيلق الرحمن»، فيما عززت سيطرة مقاتلي الاتحاد الإسلامي على معمل الخميرة قرب المتحلق الجنوبي، من إمكانية صد المعارضين للهجوم على البلدة.
من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي للائتلاف السوري المعارض، أمس، عن زيارة العميد عبد الإله البشير، رئيس أركان الجيش السوري الحر، محاور تمركز الجيش الحر في المنطقة الساحلية (جبهة اللاذقية).
وقال البشير خلال الزيارة التفقدية إنه سيكون «على اتصال دائم مع كل الجبهات في زيارات متقاربة ومركزة لمعرفة احتياجاتهم عن كثب».
 
الأسد يزور معلولا في ظهور نادر بعد أسبوع من استعادة السيطرة عليها والمعارضة تعد جولته رسالة للغرب ولا تعكس الواقع الميداني

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... زار الرئيس السوري بشار الأسد، بمناسبة عيد الفصح، أمس، بلدة معلولا المسيحية، التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل نحو أسبوع، متوعدا مقاتلي المعارضة بأنه «لا يمكن لأحد أن يمحو حضارتنا»، وهو ما رأت فيه المعارضة السورية «رسالة للغرب بأن نظامه حام للأقليات»، مؤكدة أنها «لا تعني انعكاس موازين القوى لمصلحة النظام».
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية السورية زيارة الأسد إلى مواقع مسيحية دينية في معلولا، بعد أقل من أسبوع على سيطرة القوات الحكومية عليها، مشيرة إلى أنه في عيد الفصح «ومن قلب معلولا، الرئيس الأسد يتمنى فصحا مباركا لجميع السوريين وعودة السلام والأمن والمحبة إلى ربوع سوريا كافة».
وتمثل زيارة الأسد للبلدة، أمس، ظهورا نادرا له خارج العاصمة، وتأتي بعدما عبر مسؤولون وحلفاء لسوريا في لبنان وغيره عن ثقة متزايدة في بقاء الرئيس السوري في منصبه.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن «الأسد تفقد دير مار سركيس لليونانيين الأرثوذكس والذي يرجع عهده للقرن الرابع الميلادي، واطلع على آثار الخراب والتدمير الذي لحق بالدير على يد الإرهابيين»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة، مشيرة إلى أن الأسد تفقد أيضا دير مار تقلا.
وأظهرت صور بثتها الوكالة السورية في موقعها على الإنترنت الأسد وهو يلوح بيده ويتفقد قطعا أثرية ويجوب المنطقة برفقة رجال دين مسيحيين. كما نشرت على صفحة الرئاسة السورية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورة للأسد إلى جانب رجل دين مسيحي يحمل بين يديه أيقونة للسيد المسيح والعذراء مريم أصيبت بأضرار.
وفي تعليق مقتضب له أثناء الزيارة، قال الأسد: «لا يمكن لأحد مهما بلغ إرهابه أن يمحو تاريخنا الإنساني والحضاري»، مشددا على أن البلدة المسيحية التي استعادت قواته السيطرة عليها الاثنين الماضي، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني، «ستبقى مع غيرها من المعالم الإنسانية والحضارية السورية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن».
ورأت المعارضة السورية أن هذه الزيارة «سياسية بما يتخطى الاحتفال بإنجازات ميدانية». وأوضح عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري سمير النشار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الأسد «حاول إرسال رسالة للغرب بأنه يدافع عن الأقليات بسوريا، كما محاولة لتطمين الطوائف السورية بأن بقاءه يحميهم، وأن الصراع محصور مع الجماعات المتشددة»، لافتا إلى أن هذه الرسالة التي تأتي على أعتاب الانتخابات الرئاسية السورية «غير واقعية لأن النظام الذي يدعي العلمانية، يستعين بميليشيات طائفية للحفاظ على بقائه».
ورأى النشار أن الزيارة تتضمن رسالة عسكرية إلى الداخل السوري، إذ «يحاول أن يرفع من معنويات قواته التي تقاتل، بأن محيط دمشق بات آمنا»، نظرا لأنه «يتحرك في محيط العاصمة التي كانت حتى الأمس القريب بأكملها خاضعة لسيطرة المعارضة». وقال: «زياراته الميدانية في دمشق ومحيطها، يريد بها التأكيد أن هناك تقدما عسكريا فعليا على الأرض»، على قاعدة أن «الواقع الميداني ينسجم مع خطابه بأن الصراع يشهد تحولا لمصلحته». ولفت إلى أن هذه الإيحاءات لا تعكس الواقع، كون موازين القوى الآن ليست لمصلحة النظام بتاتا.
وتعد هذه الزيارة من التحركات النادرة للأسد، ففي أغسطس (آب) الماضي، زار داريا بريف دمشق، كما كان تفقد في عام 2012 حي بابا عمرو الذي كان معقلا لمقاتلي المعارضة في مدينة حمص (وسط) بعد سقوطه في أيدي القوات النظامية.
في غضون ذلك، اقتصرت احتفالات الطوائف المسيحية في سوريا بعيد الفصح على إقامة الصلوات والقداديس في الكاتدرائيات والكنائس وأماكن العبادة دون معايدات، نظرا لمخاطر أمنية مترتبة على الاحتفالات في الخارج، و«إكراما للشهداء الأبرار»، كما ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية.
وكانت الأحياء المسيحية في مدينة دمشق، خلال هذا الشهر، عرضة لقذائف المورتر التي أطلقها مقاتلو المعارضة بالتزامن مع تصعيد عسكري تشهده أحياء ريف دمشق القريبة من العاصمة السورية، في محاولة للقوات النظامية استعادة السيطرة عليها.
 
فابيوس: 20 صحافياً ما زالوا محتجزين في سورية
السياسة..باريس – الأناضول: أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, أن 20 صحافيا من جنسيات مختلفة ما زالوا محتجزين بسورية.
وأكد فابيوس في تصريحات لوسائل إعلام عقب وصول أربعة صحافيين فرنسيين كانوا مختطفين بسورية إلى باريس واستقبالهم رسميا, وجود “مجاهدين” أوروبيين من بلجيكا وفرنسا في سورية, قائلا إن محتجزي الرهائن “كان بعضهم يتكلم الفرنسية”.
وأضاف فابيوس إن “محتجزي الصحافيين الأربعة إرهابيون و تعاملوا معهم بشكل سيئ”.
ولفت إلى أنه “كان لدينا معلومات منذ 15 يوما تتعلق بإمكانية إطلاق سراحهم, لكن لم نعلن ذلك, لأننا لم نكن متأكدين من الأمر وعلمنا بذلك في اللحظات الأخيرة, عندها اتصلت بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو, وأخبرته بالأمر, فالأتراك لم يكونوا يعرفون أين ستجري العملية غير أنهم تعاملوا معها بشكل جيد”.
وبشأن ما تداولته تقارير صحافية عن دفع فدية لإطلاق سراح الصحافيين قال فابيوس “فرنسا لا تدفع أي فدى مالية, هذه هي تعليمات رئيس الجمهورية”.
 
القاعدة وداعش حرب أم صراع...النظام السوري المستفيد الرابح
الجمهورية..
لم يعد خلاف تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري وتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام داعش بقيادة أبوبكر البغدادي  خافياً على المراقبين خصوصاً بعد الهجوم الشرس الذي شنه داعش ضد تنظيم القاعدة واتهامه للأخير بأنه انحرف وتبدل وتغير، بالإضافة إلى تصريحات الظواهري التي اتهم فيها داعش بخدمة النظام السوري والعمل وفق مصلحته.

ويصف بعض المراقبين هذه الحرب بأنها لا تخلو من أمرين، فهي إما حرب بين الأحبة، لأنها بين فصيلين كانا حتى الأمس القريب متآخيين وينتهجان نفس الفكر الجهادي المتشدد، أو أنها صراع الولاءات بين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأبوبكر البغدادي.
 
البداية كانت عندما هاجم المتحدث الرسمي باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش بشدة قيادة تنظيم القاعدة وقال إنها انحرفت وتبدّلت وتغيّرت،مضيفا أن "القاعدة اليوم لم تعد قاعدة الجهاد، بل باتت قيادتها معولاً لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة القادمة بإذن الله".

ويعمل فصيل آخر من الفصائل المقاتلة تحت مسمى جبهة النصرة لأهل الشام، ويدين بالولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، بخلاف تنظيم داعش لذي يدين بالولاء لأبوبكر البغدادي المتواجد في العراق.

ولم يكد يمضي يوم واحد على هجوم داعش الموجه ضد جبهة النصرة وزعيم القاعدة أيمن الظواهري، حتى نشر على الإنترنت حديث للظواهري يهاجم فيه داعش ويتهمه بأنه يخدم نظام الأسد.

واتهم الظواهري في الحديث تنظيم داعش بعدم الالتزام بأصول العمل الجماعي وإعلان الدولة دون استئذان، ولم يستبعد الظواهري وجود اختراق من النظام، في إشارة لداعش كي يتولى المجاهدون إبادة بعضهم"،داعيا لى قتال حزب الله، قائلاً إن الحزب "عدو صائل على أنفس المسلمين وأعراضهم وحرماتهم وحليف لأشد النظم إجراماً"في إشارة إلى نظام الأسد.

جدير بالذكر أن عشائر دير الزور قررت اتخاذ خطوات لحظر التعامل مع داعش بعد سيطرته على مدن وبلدات في ريف دير الزور الشمالي.
ويبدو أن النظام السوري  في ظل كل هذه الخلافات والحروب الجانبية الرابح الأكبر من وراء هذا الخلاف في صفوف المجموعات الجهادية في سوريا، وتحولها إلى تنظيمات متقاتلة.

حيث يرى المراقبون أن انشغال الجيش الحر، ومن يقاتل معه، بحرب داعش أعطى النظام السوري الفرصة تلو الأخرى لإعادة تجميع صفوفه وترتيب أوراقه والبدء بشنّ الهجوم، بدلاً من الدفاع الذي لازمه طويلاً، خصوصاً في دمشق والساحل السوري.
 

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في«اليرموك».. والحصار يتسع إلى الحجر الأسود
أنباء عن وفاة 30 شخصا .. والسكان يزرعون الحشائش على الأسطح
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: نذير رضا
جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من كارثة إنسانية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، مع تعذر إيصال المواد الغذائية إليه منذ عشرة أيام، في حين تحدثت تقارير عن 30 حالة وفاة جوعا داخل المخيم في الآونة الأخيرة.

وأعلن ناشطون سوريون أمس ارتفاع أعداد المدنيين الذين قضوا جوعا في مخيم اليرموك إلى مائة شخص، منذ إطباق الحصار عليه قبل عام، بموازاة تحذير الأمم المتحدة من كارثة إنسانية. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 20 ألف مدني يواجهون خطرا محدقا بالموت جوعا، وذلك بعد انهيار اتفاق هش بين أطراف النزاع السوري على السماح بإدخال الطعام. ومنذ عشرة أيام، لم تدخل أي إمدادات من الطعام إلى المخيم الذي تفرض عليه القوات الحكومية حصارا. نقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن كريس غونيس، المسؤول بالوكالة، قوله إنه «حتى قبل هذا، كانت هناك تقارير عن حالات وفاة من الجوع، وأمهات يطعمن أبناءهن حشائش وتوابل التقطت من الطريق». وأضاف غونيس أن «الوضع في (اليرموك) كان بائسا بالفعل. والآن أصبح أكثر من بائس».

وقال ناشطو المعارضة إن الحصار «لا يقتصر على (اليرموك)»، إذ يطال المناطق المحيطة به، وأهمها منطقة الحجر الأسود المحاذية، مشيرين إلى أن المحاصرين جنوب دمشق «يقارب عددهم خمسين ألف مدني». وأفاد عضو تنسيقيات الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» بأن آخر الإمدادات الغذائية التي وصلت إلى المخيم «كانت منذ أكثر من عشرة أيام، وأشرف على إدخالها الهلال الأحمر السوري»، مشيرا إلى أن الكميات التي أدخلت «كانت ضئيلة». وأوضح أن المحاصرين في الداخل الذين يزيد عددهم على 20 ألف مدني «أدخلت إليهم كميات من الطعام لا تكفي ألف شخص»، وكانت تحت إشراف الأمم المتحدة، في حين يتهم النظام مجموعات مسلحة أبرزها «جبهة النصرة» بخرق الهدنة والدخول إلى المخيم مرة أخرى بعد اتفاق بين الحكومة والمعارضين، قضى بإدخال المواد الإغاثية مقابل التزام المعارضين بتسليم الأسلحة الثقيلة وعدم إظهار أسلحتهم الفردية. وأوضح الداراني أن المشكلة في «اليرموك»، «تتمثل في افتقاده إلى أراض زراعية، مما يضاعف من حجم الحاجة للغذاء»، قائلا إن السكان المحاصرين «عمدوا إلى زراعة أسطح الأبنية بالحشائش مثل الفجل والأعشاب، للتخفيف من مشكلة الجوع المستشرية في الداخل». وقال إن الحواجز العسكرية المحيطة بـ«اليرموك»، وأبرزها حاجز البوابة الواقع بين الميدان والمخيم، «تمنع إدخال المواد الغذائية بالكامل»، بينما تدخل مواد تموينية لتباع بالسوق السوداء في الداخل بأسعار خيالية، وذلك بكميات ضئيلة جدا وبتقنين كبير، واصفا دخولها بأنه «عمليات تهريب».

وإلى جانب مخيم اليرموك، تحاصر قوات النظام منطقة الحجر الأسود أيضا الواقعة جنوب دمشق، لكن سكان هذه المنطقة، «لا يستطيعون الخروج من مواقعهم»، نظرا إلى «غياب المرجعية العسكرية في الداخل وتنوع المجموعات المعارضة فيها»، كما تقول مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط». وأشارت تلك المصادر إلى أن تنوع السكان في المنطقة بين تركمان ونازحين من القنيطرة إضافة إلى السوريين والفلسطينيين، «أسس لمشهد عسكري معارض غير منظم، لا يتبع الجيش السوري الحر ولا التنظيمات ذات النفوذ الواسع، وانعكس حتى على المبادرات الآيلة للوصول إلى هدنة، أو إخراج المدنيين الراغبين في ذلك». وكانت السلطات السورية توصلت إلى اتفاقات هدنة في جنوب دمشق، أبرزها في المعضمية واليرموك، تقضي بتسوية أوضاع المعارضين بعد تسليم الأسلحة الثقيلة، وإخراج المدنيين المحاصرين وإدخال المواد الغذائية، بينما وقعت التسوية في اليرموك في فبراير (شباط) الماضي برعاية الأمم المتحدة. وبينما يعيش سكان جنوب دمشق تحت الحصار، أعلنت دمشق أن قواتها وزعت مساعدات إغاثية في بلدات القلمون بريف دمشق الشمالي الذي استعادت السيطرة عليه الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء أن القوات الحكومية «أمنت ما يلزم من احتياجات للمواطنين حيث قدم الجيش العربي السوري آلاف السلل من المواد الغذائية والأساسية لمئات الأسر في هذه البلدات».

وفي سياق متصل، ذكرت «سانا»، أمس، أن قوافل محملة بالمواد الغذائية والإنسانية «وصلت إلى مدينة حلب بعد أن أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تأمين الطريق الدولي». وقال محافظ حلب محمد وحيد عقاد إن «نحو 200 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والخضار والفواكه والمساعدات الإنسانية إضافة إلى حافلات نقل ركاب بدأت بالوصول منذ صباح اليوم (أمس) بعد تأمين الطريق وتسهيل وصولها بعدما أعادوا فتح طريق حلب - خناصر وقضوا على المجموعات الإرهابية المسلحة التي قامت بقطع الطريق».


المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,962,676

عدد الزوار: 7,652,284

المتواجدون الآن: 0