استمرار سقوط الصواريخ على البقاع وتوتر في الشمال....القوى السياسية اللبنانية تدرس خياراتها قبل جولة الانتخابات الثانية و«14 آذار» قد تطرح مرشحا غير جعجع.. وعون «لن يخوض معركة تصادمية»

8 آذار تصوّت لتعطيل النصاب ونبش ملفات الحرب 14 آذار تتجاوز خطر التشتّت بـ 48 صوتاً لجعجع ... وخرق

تاريخ الإضافة الجمعة 25 نيسان 2014 - 6:29 ص    عدد الزيارات 1972    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

8 آذار تصوّت لتعطيل النصاب ونبش ملفات الحرب 14 آذار تتجاوز خطر التشتّت بـ 48 صوتاً لجعجع ... وخرق
النهار..
 رسمت نتائج الجلسة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد مزيجاً معقداً من الخلاصات والانعكاسات المحتملة على الجلسات اللاحقة والاستحقاق الرئاسي كلا طغت معه كفة السلبيات على قلة قليلة من النتائج الايجابية شكلا ومضمونا. واذا كانت القوى السياسية على اختلافها انصرفت بعد الاختيار الاولي الى تقويماتها للجلسة والاعداد للجولة الثانية التي حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الاربعاء المقبل موعداً لها، فان اسوأ ما اشاعته الخلاصات الاولية لمعظم هذه التقويمات برز في استبعاد التمكن من عقد جلسة الاربعاء المقبل وربما سواها ايضا من جلسات لاحقة بعدما صار السلاح القاتل في يد اي فريق سياسي هو التحكم بنصاب الثلثين لعقد جلسة صار الانتخاب فيها على اكثرية النصف زائد واحد من الآن فصاعدا. وهو امر يضع الاستحقاق امام لحظته الحرجة التي تحسب لها كثيرون بعدما بادر فريق 8 آذار امس الى سلاح تعطيل النصاب في الدورة الثانية فاتحا المبارزة على قاعدة التعطيل بدل المقارعة بالمرشح المنافس لمرشحي خصومه.
وقد بدت هذه النقطة محورية واساسية في رسم سياق الجلسة الانتخابية التي افضت الى حصيلة لم تكن مفاجئة الى حد بعيد الا في بعض الفوارق التي برزت في نتائج التصويت. اذ نال مرشح قوى 14 آذار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع 48 صوتا بفارق نحو ثلاثة الى اربعة اصوات عما كان مقدرا ان يحصل عليه، ونال مرشح "جبهة النضال الوطني" النائب هنري حلو 16 صوتا، وصوت نواب 8 آذار و"تكتل التغيير والاصلاح" بأوراق بيض بلغ عددها 52 ورقة، ونال الرئيس امين الجميل صوتا واحدا مع ان نواب الكتائب صوتوا لجعجع، واعتبرت سبع اوراق ملغاة بعدما ملئت باسماء ضحايا في الحرب بينها الرئيس رشيد كرامي وداني شمعون وتبين ان معظم هذه الاوراق اسقطها نواب من "تكتل التغيير والاصلاح".
والواقع ان هذه الحصيلة أفضت الى وقائع سياسية وانتخابية كان في مقدمها ان قوى 14 آذار وكذلك جبهة الوسطيين جمعت 64 صوتا في مقابل 52 ورقة بيضاء مما يعني ان ارادة انجاز الاستحقاق تفوقت من الناحية المبدئية لدى الفريقين المقترعين لمرشحين على ارادة التعطيل بالورقة البيضاء او بالورقة الملغاة. ثم ان فريق 14 آذار اجتاز امتحان وحدته بنجاح في الجولة الاولى الامر الذي اسقط الرهانات على تبعثره وتشتت اصواته وإن تكن اربعة اصوات "هائمة" ذهبت الى وجهة مجهولة. اما المرشح جعجع، فتمكن من اثبات وضعه كمرشح اساسي لفريقه بكتلة من 48 صوتا قابلة للتطوير كرصيد لقوى 14 آذار للانطلاق نحو الجولات المقبلة التي سيتعين على هذا الفريق اعادة البحث والتشاور في موقفها منها.
وفي المقابل، أبرزت قوى 8 آذار قدرتها على تعطيل أي امكان لانتخاب رئيس جديد قبل حسم العماد ميشال عون موقفه من ترشحه، باعتبار ان أي مرشح آخر من هذا الفريق لن يقبل على الترشح في انتظار هذا الامر. غير ان قوى 8 آذار وضعت نفسها في موقع التعطيل المبكر للانتخابات والمغامرة بالفراغ على قاعدة "مرشحنا أو لا أحد" عندما سارع زعماؤها ولا سيما منهم العماد عون والنائب سليمان فرنجيه وكتلة "حزب الله" الى مغادرة قاعة الجلسات قبل ان تعلن نتائج الدورة الاولى. ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل لعل أشد ما شاب الجلسة الاولى من اجواء ساهمت في تشويهها هو توسل الأوراق التي حملت أسماء ضحايا من الحرب وفتح ملفات طواها السلم الاهلي منذ اتفاق الطائف الامر الذي اشعل اجواء محتدمة اعلاميا وسياسيا. وحذرت اوساط بارزة في قوى 14 آذار من ان هذا الاتجاه سيشكل مسببا اضافيا لتعقيدات الاستحقاق الرئاسي لأن من شأنه دفع الفريق الذي استفز الى الرد بالمثل كما ان الزج باسماء الشهداء والضحايا في استحقاق ديموقراطي يعد اساءة موصوفة اليه وامعانا في استحضار أجواء العداء والانقسام.
النصاب ونبش القبور
وعلمت "النهار" أن اوساطاً ديبلوماسية واكبت الجلسة النيابية امس أعربت "عن عدم ارتياحها الى الجو الذي سيسود الجلسة النيابية المقبلة".
وقال النائب مروان حماده لـ"النهار" انه بصفته امينا للسر في مجلس النواب وخلال قراءته بعض اوراق الاقتراع "شعرت بأنها ليست في محلها وانها تنم عن حقد اساء الى جو الجلسة".
وقالت أوساط سياسية في 14 آذار "ان قوى 8 آذار التي سعت الى الامساك بورقة الثلثين لانتخاب رئيس جديد انتقلت الآن الى ورقة الثلثين لتأمين النصاب، وتالياً بات الانتخاب بالنصف زائد واحد مجرد أكثرية وهمية وسط كلام ايجابي لغايات سلبية".
وقال النائب احمد فتفت عضو كتلة "المستقبل" لـ"النهار" انه "من الواضح ان هناك فريقا سيعطل الجلسة المقبلة ولا يهمه اذا ما حصل فراغ على مستوى الرئاسة الاولى ما دام ذهب الى نبش القبور متجاهلا ان الحرب الاهلية قد انتهت وان اتفاقا قد أبرم في الطائف وان عفوا قد صدر وان مصالحة قد تحققت". واضاف: "لقد جرت فور انتهاء الجلسة الاولى مشاورات ثنائية بين مكونات 14 آذار وهذه المشاورات ستستمر لتقويم ما جرى في الجلسة الاولى". واوضح "ان مرشح 14 آذار في الجلسة المقبلة سيكون ضمن هذه المشاورات ". وتساءل ماذا سيكون موقف النائب وليد جنبلاط "لو ان اجتماعا مسيحيا انعقد لتسمية من سيكون زعيم الدروز" في اشارة الى ترشيح جنبلاط النائب هنري حلو لرئاسة الجمهورية.
اما وزير العمل سجعان قزي، فصرّح لـ"النهار" بأن على "14 آذار ان تبقي خياراتها داخل صفوفها. واذا كان هناك من تغيير في مرحلة ما، فيجب ان يتم داخل 14 آذار". ورأى "ان التوافق حالة ديموقراطية، ولكن لا يمكن ان يتم ذلك بالضغط والاكراه".
بكركي
وعلمت "النهار" ان اجتماعا للاقطاب الموارنة كان متفقا على عقده بعد جلسة الانتخاب الأولى لرئيس الجمهورية، كما تقرر في الاجتماع الاخير لهؤلاء الاقطاب في 28 آذار الماضي، تأجل بسبب سفر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم الى روما في زيارة تستمر حتى 6 أيار المقبل.
كما علمت "النهار" ان دوائر بكركي اتصلت امس بأعضاء اللجنة السياسية التي تضم الوزير سجعان قزي عن الكتائب والوزيرين السابقين سليم جريصاتي ويوسف سعادة والنائب انطوان زهرا والمكلفة إدارة الاستحقاق الرئاسي بين الاقطاب الموارنة لتبلغهم ان الاجتماع المقرر لهم اليوم قد أرجئ بسبب الاجواء المتشنجة السائدة.
 
رئيس "القوات" ضد الورقة البيضاء وحلو واجه الفراغ 48 صوتاً لجعجع وأوراق سبع ملغومة شوّهت الاستحقاق
النهار..منال شعيا
هو انتخاب لبناني بامتياز. 124 نائباً حضروا حتى اللحظة، ظهرت اللعبة الديموقراطية. في الشكل، ترشّح من يريد. وفي المضمون، وصل التعبير في الأوراق البيضاء الى اقصى حدوده. اوراق سبع دلّت على جانب سلبي من المشهد اللبناني داخل القاعة العامة لمجلس النواب، وباتت هي الحدث، بمعزل عن الارقام والنتيجة.
48 صوتاً نالها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مقابل 52 ورقة بيضاء، و16 صوتاً للنائب هنري حلو. فيما نال الرئيس امين الجميل صوتا واحدا. اما الاوراق الملغومة فكتب عليها الآتي: طارق داني شمعون (صوتان)، رشيد كرامي (صوت)، الياس الزايك (صوت)، داني شمعون (صوت)، الشهيدة المغدورة جيهان طوني فرنجية (صوت)، ومغلّف واحد فارغ. وتبيّن أن معظمها كتبها نواب من "تكتل التغيير والاصلاح".
هكذا، نافس جعجع الورقة البيضاء، وحلو واجه الفراغ، وبعض ضحايا الحرب زجوا في الجلسة.
كان النائبان جورج عدوان وايلي كيروز يعدّان الاصوات ويحسبانها مع اميني السر النائبين مروان حماده وانطوان زهرا، وبين عدوان وكيروز جلست النائبة ستريدا جعجع تراقب وتسمع الاصوات جيدا، وغالبا ما تنجح في اخفاء تفاعلها مع الاوراق الملغومة.
قراءة الارقام
لم تكن النتيجة مفاجئة، وان كان عدد الاصوات التي نالها جعجع اقل مما كانت "القوات" تتوقع، فالاوراق الملغومة من جهة، وارتفاع عدد الاصوات التي نالها حلو من جهة اخرى، خفضت ارقام جعجع. فأين كان التحوّل؟
أولاً، ان الاصوات الستة الاضافية التي نالها حلو، الى جانب نواب كتلة "اللقاء الديموقراطي" العشرة، كانت من الرئيس نجيب ميقاتي والنائب ميشال المر والنواب احمد كرامي ومحمد الصفدي ونقولا فتوش وفريد الخازن (الذي اعلم العماد ميشال عون بذلك، بحكم العلاقة التي تربطه بالنائب هنري حلو).
اما حجم جعجع الذي ظهر عبر الـ48 صوتا، فلم يكشف لـ"القوات" من هي الاصوات الثلاثة التي خسرها جعجع، اذ كانت التوقعات تشير الى نيله 51 صوتا، وبعدما تأكد ان النائب محمد كبارة سيخالف كتلة "نواب المستقبل" عدم تصويته لجعج)، بقيت الاسماء الاخرى مجهولة، وان كانت بعض المؤشرات اوحت ان نواب طرابلس هم من امتنعوا عن تسمية جعجع.
وحده النائب زياد اسود اعلن صراحة انه صوّت " للشهيدة المغدورة جيهان طوني فرنجية"، وتردد ان الاصوات الخمسة الاخرى في الاوراق الملغومة قد تكون توزعت بين نواب من "تكتل التغيير والاصلاح" ونواب "تيار المردة"، اذ علم ان النائبين نبيل نقولا وعباس هاشم هما من صوّتا لطارق داني شمعون.
قراءة الارقام هذه كشفت ايضا أن نواب "كتلة الكتائب" لم يصوّتوا للرئيس الجميل، لا بل غمزوا من قناة نواب 8 آذار، معتبرين ان "بعضهم يسعى الى دق اسفين بين القوات والكتائب".
ستريدا جعجع
ربما هي من المفارقات ان يأتي يوم 23 نيسان 2014 بعد يومين على الذكرى العشرين لاعتقال جعجع، في 21 نيسان 1994 حين اقتيد جعجع الى وزارة الدفاع للتحقيق معه في تفجير كنيسة سيدة النجاة. انما يوم امس كان مختلفا جدا بالنسبة الى ستريدا جعجع. لبست ثوبا احمر لافتا، لتكون اول نائبة تنتخب زوجها لرئاسة الجمهورية. كانت جعجع آخر الواصلين. دخلت القاعة العامة على وقع الجرس، وصافحت غالبية النواب. الوحيد الذي تجاهلها كان رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه. لم يتصافحا، على رغم وجودهما قرب بعضهما البعض.
جلست في مكانها المعتاد. وسارعت الى سؤال رئيس المجلس: "دولة الرئيس، مين مرشح؟". لم يجب الرئيس نبيه بري. لم يكن قد افتتح الجلسة بعد.
حضور نيابي شبه كامل، مع نواب اربعة متغيبين هم الرئيس سعد الحريري والنواب ايلي عون وخالد الضاهر وعقاب صقر. حتى النائب عصام صوايا حضر ربما للمرة الاولى الى ساحة النجمة. فما كان من بري إلا التعليق في بداية الجلسة: " عاش مين شافكن مجتمعين".
الجو الهادئ سيطر على الجلسة. مصافحات بالجملة. قبلات بين جنبلاط والنائبة جيلبرت زوين. عناق حار بين النائبين ابرهيم كنعان وسامي الجميل.
كل هذا المشهد جذب السفير الفرنسي باتريس باؤلي. جلس في الجانب المخصص للضيوف، والتقط عددا من الصور. كان يبتسم طوال الوقت، لعلّ المشهد العام داخل القاعة كان جديدا بالنسبة اليه والى الوفد الذي رافقه من "جمعية الصداقة اللبنانية – الفرنسية" في البرلمان الفرنسي.
لحظات، ويفتتح بري الجلسة، وتتلى المادة 49 من الدستور. اكتمل الجانب المخصص للصحافيين. وجلس معهم المرشحون نادين موسى وبشارة ابي يونس وترايسي شمعون. هؤلاء ايضا مرشحون لرئاسة الجمهورية. وكانت المفاجأة حضور شمعون. طلبت الكلام، لكن بري لم يأذن لها. انما في الخارج سارعت الى القول: "ترشيحي رمزي، لان مرشحنا الوحيد هو العماد عون، وانا ارفض ترشيح جعجع، لانه مرشح حرب ثانية".
ثوان، وتوزّع المغلّفات البيضاء. يكتب النواب بداخلها من يشاؤون، ثم يدور صندوق الاقتراع دورته. ما ان تنتهي عملية التصويت، حتى يبدأ نواب من 8 آذار بمغادرة القاعة. تبيّن ان النصاب فقد. توجه اليهم بري قائلا: "انشالله روحة مع رجعة".
فعلّق النائب عاطف مجدلاني: "يبدو انها روحة بلا رجعة". كان واضحا ان القرار اتخذ بتطيير النصاب. فرزت الاصوات، وتلا بري النتائج. وقت بقي 78 نائبا (فقط) داخل القاعة. انتهت الدورة الاولى من الانتخاب، في اقل من ساعة. اقفل المحضر. ورفعت الجلسة الى الاربعاء المقبل. وكان تأكيد من بري: "النصاب الدائم لانتخاب رئيس جمهورية لبنان هو ثلثا المجلس، اي 86 نائبا".
سدل الستار على الفصل الاول من المسرحية التي لا شيء يوحي حتى الان انها ستستكمل قريبا، فساحة النجمة قد لا تشهد الاسبوع المقبل حركة رئاسية ناشطة.
عتاب بين رعد وعدوان
سُجل في ختام الجلسة "عتاب" بين رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والنائب "القواتي" جورج عدوان، ربما بسبب عدم اعطاء الكتلة موعداً لوفد "القوات اللبنانية" لتقديم برنامج الدكتور سمير جعجع.
وسرعان ما انضمت النائبة ستريدا جعجع الى هذه الدردشة الطويلة، فيما لم يتبين ما اذا كان الموعد سيعطى قريباً ام لا حاجة اليه بعد!
عون: لا نزال ننتظر التوافق
بعد انتهاء الدورة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية، قال رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون: "تبين ان لا امكان للتوافق على أي من المرشحين في الدورة الثانية، لذلك انسحبنا من القاعة على أمل أن نتوصل في الجلسة المقبلة الى تشكيل نوع من الاجماع على مرشح، ودولة رئيس مجلس النواب هو من يحدد الجلسة المقبلة".
سئل: هل ستكون مرشحاً في الجلسات المقبلة، أم ستنتظر التوافق؟
اجاب: "حتى الساعة، لا نزال في انتظار التوافق".
وما رأيه في بعض الاوراق التي انتخبت ضحايا اتهم سمير جعجع بارتكاب جرائم بحقها، قال: "اتهم بارتكابها أم انه حوكم على ارتكابها؟ أنا لا اعتمد على الاتهامات. للناس ذاكرة، وهي متأثرة بهذا الوضع، وقد عبرت بطريقة ما عن مشاعرها وتفكيرها".
وهل تقبل بالتوافق على انتخاب رئيس غير العماد عون؟ اجاب: "لا يزال الوقت مبكراً للكلام عن هذا الموضوع".
 
جعجع: جلسة الانتخاب انتصار للديموقراطية مستمر في ترشّحي ولن نكرّر تجربة الدوحة
النهار..
بعد انتهاء الجلسة الانتخابية، عقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مؤتمراً صحافياً في معراب وصف فيه ما حصل في مجلس النواب بأنه "انتصار كبير للديموقراطية ولو أن البعض حاول تشويهه من خلال تصرفات غير مسؤولة".
وذكّر كيف كانت تُجرى الانتخابات في ما مضى، معتبرا ان "قوى 14 آذار جعلت الانتخابات الرئاسية في لبنان تعود وتبدأ من جديد". ورأى أن "ما شهدناه في مجلس النواب هو صورة فريق 14 آذار الذي يحمل مشروع الوطن والدولة (...) فذهب الى مجلس النواب لترجمته ولو على حساب خسارته، فلو حصلت دورة ثانية ربما كنا سنخسر وسيفوز مرشح آخر".
وأسف لتصرف بعض النواب الذي "عكس مشهداً مقرفاً ومقززاً بينما تصرفَ البعض الآخر وكأن لبنان ليس بلده وهذه الانتخابات لا تعنيه"، متسائلا عن سبب عدم اعلان الفريق الآخر مرشحا. وعزا هذا التصرف الى ان "الفريق الآخر لا يريد انتخابات رئاسية لا بل قام بأعمال مقززة واستخدم أسماء شهداء أقامها من القبور لاستعمالها في معاركه ليس محبةً بهؤلاء الشهداء بل لربح معركته". وتابع: "كنت أتمنى لو استخدم وسائل شريفة، لكان فاز رئيسٌ آخر وكنت سأذهب لتهنئته، ولكن بعض النواب لم يتحمل هذا الأمر". ورفض اللجوء الى "بعض الدول الخارجية لتجتمع تحت تأثير موازين قوى معينة كما يجري في سوريا أو في العراق "، مؤكّدا الاستمرار بالعملية الانتخابية . ورداً على سؤال، أمل في "ان يتوافر مرشح آخر" لمنافسته و"أنا مستمرٌ حكماً في ترشحي..."، مؤكداً "اننا لن نكرر تجربة تسوية الدوحة".
واستغرب "كيف يُقال عن المرشح الذي يملك برنامجاً انتخابياً واضحاً بأنه تصادمي"، مجددا الدعوة الى تعزيز الجهود للوصول الى "فخامة رئيس البلاد وفقا لانتخابات ديموقراطية وعدم الوصول الى فخامة الفراغ". بدوره، أسف النائب السابق فارس سعيد "لإصرار بعض القوى على إعادة نكء الجراح وفتح ملفات الحرب الأهلية".
 
ضبط 14 مليون حبة كبتاغون بالتنسيق مع الشرطة السودانية
النهار..
أعلنت شعبة العلاقات العامـة في قوى الامن الداخلي ان مكتب مكافحة المخدرات توصل الى معلومات مؤكدة عن تهريب شحنة من مرفأ بيروت مكونة من خمس حاويات في داخلها ذرة للعلف الى السودان، فقام بتزويد ادارة مكافحة المخدرات في السودان المعلومات، وبالتعاون معها ضبطت هذه الحاويات لدى وصولها الى مرفأ الخرطوم، وعثر فيها على 14 مليون حبة كبتاغون وتم توقيف 3 من عصابة التهريب.
 
«بلوكاج» داخلي ينتظر كلمة سرّ وبكركي مستاءة من تطيير النصاب
الجمهورية...
ماذا بعد جلسة الأمس؟ تصدّرَ هذا السؤال كلّ النقاشات السياسية وحتى البوانتاجات الانتخابية الرئاسية، لأنّ المشهد الذي رسَت عليه الأمور بين 8 و14 آذار والكتلة الوسطية مرشّحٌ أن يحافظ على ثباته وجموده حتى انتهاء المهلة الدستورية، ما يعني الدخول في الفراغ المحتَّم بعد 25 أيار، إلّا في حال تدخّل الخارج لكسرِ هذا الجمود وتحريك الوضع الداخلي ودفعِ الأمور نحو انتخاب رئيس جديد، ومن دون هذا التدخّل لا أملَ في تحقيق أيّ اختراق، كون 14 آذار لن تتراجع عن إيصال مرشّح من صفوفها، ولا 8 آذار، لا بل حتى لو نجح أحد الفريقين في استمالة الكتلة الوسطية لمصلحته بغية تأمين الـ65 صوتاً، فإنّه سيصطدم بحائط النصاب (86) الذي لا يمكن تأمينه إلّا بالتوافق بين طرفَي النزاع.
جلسة الأمس مرشّحة للتكرار ما لم تأتِ «كلمة السِرّ» من الخارج، على غرار ما حصل في الحكومة، حيث انقلبت المواقف بين ليلة وضحاها رأساً على عقب، فتحوّل المستحيل إلى ممكن، وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل التسوية الحكومية كانَ من ضمن أهدافها تعبئة الفراغ الرئاسي؟ وهل الخارج سيضغط بكلّ قوّته لمنع الفراغ؟ وهل قوى 14 آذار مستعدّة للتحوّل من موقع المرشّح إلى موقع الناخب؟
وفي حال تعاملت هذه القوى بواقعية مع الضغوط الدولية وارتضَت بدور الناخب، ماذا عن قوى 8 آذار؟ وهل سيفوّت رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الفرصة على نفسه مجدّداً؟ وهل «حزب الله» في وارد التضحية بعون؟ وما المواصفات التي يضعها الخارج للرئيس العتيد؟ وهل المناخات التي أنتجَت التوافق الحكومي ستعيد إنتاج التوافق الرئاسي؟
وفي ظلّ غياب الأجوبة عن كلّ التساؤلات أعلاه، سيبقى «البلوكاج» الرئاسي سيّد الموقف، ولكن من دون أن يعني ذلك غياب الحراك الداخلي الذي سيتوزّع باتجاهات عدّة: أوّلاً، سيعيد كلّ فريق قراءة نتائج الجلسة الأولى التي في ضوئها يقرّر ما إذا كان سيحافظ على نفس التكتيك أو يلجأ إلى تكتيك آخر. ثانياً، سيحاول كلّ فريق الانفتاح على الكتلة الوسطية في محاولة لجذبِها واستقطابها. ثالثاً، سيستطلع كلّ فريق المناخات الخارجية، في محاولة لتلافي «طبخة رئاسية» على حسابه.
مصادر نيابية وسَطية
وتوقّعت مصادر نيابية وسَطية بارزة لـ»الجمهورية» أن يكون سيناريو جلسة الاربعاء المقبل نسخة مكرّرة عن جلسة الأمس مع اختلاف في المشهد داخل 14 آذار التي ستقع على الأرجح في مشكلة مرشّحيها، بعد إعلان جعجع أنّه مستمرّ في ترشيح نفسه، وإذا كان عدد كبير اليوم من نوّاب 14 آذار قاموا بواجبهم مع جعجع فإنّ السؤال الكبير الذي سيُطرح: ماذا عن المرشّحين الآخرين الذين التزموا في جلسة أمس التصويت لمصلحته، بينما هم يعتبرون أنفسَهم مرشّحين أساسيّين داخل 14 آذار كالرئيس الجميّل والنائب بطرس حرب والنائب روبير غانم، عدا المرشّحين المستورين، فهل سيخوضون معركتهم الشخصية أم سيخوضون معركة جعجع حتى النهاية؟ وهل سيُحرجهم هذا الأمر لا سيّما أنّ من بينهم مَن استاء من خطوة جعجع الاستباقية عندما قطع عليهم الطريق ورشّح نفسه؟»
أمّا على ضفّة 8 آذار، فسألت المصادر: «هل سيترشّح عون قبل جلسة الأربعاء المقبل فتعتبره 8 آذار مرشّحها الوحيد؟ وهل سيستطيع عون تأمين التوافق حوله بعدما أكّد مراراً وتكراراً أنّه لن يترشّح إلّا بعد أن يتوافق الجميع عليه، وهو ما ليس متوافراً حتى الساعة؟.
وأضافت المصادر: «ليس المهم أن تُسقط 8 آذار أوراقاً بِيضاً، بل المهم أن تصبح القلوب بيضاً. ودعت إلى عدم استبعاد أيّ أمر، خصوصاً أنّ هناك مُتّسعاً من الوقت حتى جلسة الأربعاء المقبل».
جلسة الانتخاب
ومثلما كان متوقّعاً، لم ينجح مجلس النواب في جلسته أمس في انتخاب رئيس للجمهورية من الدورة الأولى، بسبب عدم حصول أيّ من المرشّحين على أصوات ثلثي مجلس النواب، وبالتالي أرجأ رئيس المجلس نبيه بري الجلسة الى الثانية عشرة ظهر الأربعاء المقبل، بعدما طيّر نوّاب 8 آذار النصاب عند فرز الأصوات، للحؤول دون انعقاد دورة انتخابية ثانية. وأوضح عون أنّ تكتّل «التغيير والإصلاح» قرّر الانسحاب من قاعة المجلس بعد انتهاء الدورة الأولى بانتظار الإجماع حول مرشّح.
وحصد المرشّح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع 48 صوتاً من أصل 124 نائباً حضروا جلسة الانتخاب، والمرشّح النائب هنري حلو 16 صوتاً، في حين غاب النوّاب: سعد الحريري وعقاب صقر وخالد الضاهر (بداعي السفر) عن الجلسة والنائب إيلي عون بداعي المرض.
واقترع 52 نائباً بأوراق بِيض، ألغِيت 7 منها، توزّعت أصواتها بين صوت للرئيس الشهيد رشيد كرامي وصوت للرئيس الشهيد داني شمعون وصوتين لنجله طارق، وصوت لـِ الياس الزايك وصوت لـِ جيهان طوني فرنجية (أقرّ لاحقاً النائب زياد أسوَد أنّه هو من صوّت لها)، ومغلّف، في رسائلَ سياسية اعتبرَتها «القوات» إفلاساً سياسياً وتصرّفات عكسَت مشهداً مقرفاً ومُقزّزاً.
الجميّل
وفيما نال رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل صوتاً واحداً خلال جلسة الاقتراع، أوضحَ الأخير مساءً أنّه لم يكن مرشّحاً اليوم، وأنّ نوّاب الحزب صوّتوا لجعجع، وأشار إلى أنّه «لا يعرف مَن وضع اسمَه، ولكنّ هذا العمل مدسوس، وهو عمل لا يليق بالوضع الديمقراطي البرلماني».
جعجع
في غضون ذلك، شدّد المرشّح جعجع الذي واكبَ مجريات جلسة الانتخاب من معراب على أنّه مستمرّ في المعركة ولن يذهب إلى تسوية، ويجب أن يترشّح مَن يريد. واعتبر ما حصل اليوم (أمس) انتصاراً كبيراً، على رغم تصرّفات البعض غير المسؤولة بهدف «التشويه». وقال: «كنت أتمنّى أن يكون للفريق الآخر مرشّح لتكون الانتخابات طبيعية».
حلو لـ«الجمهورية»
من جهته، أكّد المرشّح هنري حلو لـ«الجمهورية» استمراره في المعركة، وتصريحات نوّاب «اللقاء الديموقراطي» كانت واضحة لجهةِ أنّ «ترشيحي ليس مناورة، بل هو ترشيح جدّي، وسنكمل به حتى النهاية، من خلال المسار الوفاقي الذي ترشّحنا على أساسه».
وإذ رفض حلو التكهّن بمسار الجلسة المقبلة واستباق الأمور عبر الحديث عن تعطيل النصاب، تخوّف من أن يؤدّي خطر تطيير النصاب، نتيجة الاصطفاف الحاصل، إلى الفراغ، معتبراً أنّ الحلّ يكمن في استكمال نهج الحوار والمشاركة الذي اطلقناه، والانفتاح على الجميع.
ورأى حلو أنّ ما حصل أمس إيجابي «بعد تصريحات عدّة استبعدت انعقاد الجلسة، إلّا أنّها انعقدت بروح ديموقراطية، وعبّر كلّ نائب عن قناعاته، ونأمل في أن نستمرّ في الاتّجاه نفسه الاسبوع المقبل». واعتبرَ أنّ الاوراق البيض تدخل ضمن اللعبة الديموقراطية، فهي أفضل من عدم حضور الجلسة».
حمادة
وقال النائب مروان حمادة لـ«الجمهورية»: إنّ فريق 8 آذار يريد رئيساً على نمطه، رئيساً يغلّب منطق القوّة على منطق القانون، ولا يبدأ في عهده حيث انتهى الرئيس ميشال سليمان، بل يعود بنا إلى ما قبل إعلان بعبدا، وهذا يعني أنّنا سنجهد جهداً شاقّاً وقوياً قبل أن نصل الى انتخاب رئيس يشبه لبنان وعبر انتخابات حقيقية، لا بالأوراق البِيض ولا بالبطاقات الحمر، لأنّ الأولى تمثّل الفراغ والأخرى تعبّر عن الحقد. وإلى أن نصل الى نضوج هذه الحالة، أتوقّع أكثر من جلسة وجلستين وثلاث جلسات، أتوقع القليل من الجلسات والكثير من التشاور».
شمعون لـ«الجمهورية»
من جهته، قال رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون لـ»الجمهورية» إنّ «ما حصل أمس كنّا نتوقّعه، والنتائج لم تفاجئنا، على أمل أن نستطيع انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية». ورفضَ شمعون التعليق على ترشيح حلو، وقال: «كنّا ندرك أنّ النائب وليد جنبلاط لن يصوّت لجعجع وأنّه سيرشّح أحد نوّاب كتلته».
واعتبر «أنّ من حقّ عون أن يترشّح، ومن حقّنا كذلك أن لا ننتخبه»، وقال: «من الواضح أنّ الفريق الآخر لا يملك الأصوات الكافية ليطرحَ مرشّحاً، فهو يحاول اللعب على عامل الوقت ليس إلّا». واعتبرَ شمعون أنّ «مَن صوّت لطارق وداني، فقد فعلَ ذلك لتحقيق مكاسب سياسية مُعيّنة تُستعمَل ضدّ جعجع».
الوليد سكّرية لـ«الجمهورية»
وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب الوليد سكّرية لـ«الجمهورية»: «لقد عبّرَت جلسة الأمس عن العمل الديموقراطي بالشكل الصحيح، وكلّ نائب مارس رأيه بحرية مطلقة، فجعجع فرضَ نفسه على قوى 14 آذار كمرشّح، فالتزموا معه كي لا يتفكّك هذا الفريق، ولكنّ الآخرين لا يريدونه فحصلَ على 48 صوتاً فقط.
أمّا بالنسبة إلى مسار الجلسة المقبلة فلا نعلم مَن هُم المرشّحون وما هي مواقف الكُتل منهم، ولكنّ ما ندركه هو أن لا فريق 8 آذار لديه الثلثان ولا فريق 14 آذار لديه الثلثان، وإذا قاطعَ أحدهما الجلسة فلن تنعقد. وفي النهاية، لا بدّ من توافقهما على مرشح واحد ينال ثلثي الأصوات. فإذا لم يُطرح مرشّح توافقي في الجلسة المقبلة فكلّ الاحتمالات تصبح واردة: أن يتكرّر سيناريو جلسة الأمس، وأن لا تعقد الجلسة المقبلة بفعل المقاطعة.
وأضاف: «لقد علّمتنا التجربة أنّ اللبنانيين لم يحلّوا مشكلاتهم بأنفسهم، فالتدخّل الخارجي حاصل منذ الطائف وحتى اليوم، وحتى في خلال الحرب الاهلية، ولا نعرف اليوم إذا سيتمكّن اللبنانيون من الوصول الى تفاهم ما باستقلال وقرار لبنانيّ كامل، أم سينتظرون تدخّلاً إقليمياً ودولياً لمساعدتهم».
مصادر فاتيكانية
في هذا الوقت، كشفت مصادر قريبة ومُطّلعة على أجواء الفاتيكان لـ»الجمهوريّة» أنّه يراقب الوضع في لبنان بشكل دقيق، وأنّه أصبح أكثر حذراً بعد الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس، وأكّد أنّ الكنيسة المارونيّة ستُكثّف وبدعمٍ من الفاتيكان ضغطَها للتأثير على النواب المسيحيّين لإنتخاب رئيس جمهورية جديد من بين الأسماء المطروحة بغية تغليب الطابع الداخلي على التسويات الخارجية».
ولفتت المصادر إلى أنّه «نتيجة تواصل الفاتيكان مع عواصم القرار التي تتواصل مع بعضها البعض، فإنّ الفراغ، إن وقعَ، سيكون فراغا «محسوباً»، بمعنى أنّه لن يؤثّر سلباً على مركز الرئاسة الأولى ولا على الطائفة المارونية، لأنّ السلطة الحاليّة لن تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية الأساسية، وذلك في انتظار نضوج التسوية الإقليمية لملفّات المنطقة، ولبنان من ضمنها».
الراعي إلى روما
إلى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيغادر لبنان اليوم متوجّهاً إلى روما للمشاركة في اليوبيل المئوي الأوّل لبناء كنيسة مار مارون في المدرسة المارونية، بمشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مساء السبت 26 الجاري في مبنى المدرسة المارونية، على أن يحضر إعلان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الأحد، ليسافر بعدها إلى مدينة لورد الفرنسيّة، حيث يلتقي الجالية اللبنانية هناك ويشارك في نشاطات رعوية.
ولم تستبعد مصادر مطلعة أن «يُجري الراعي جولة مباحثات رئاسية مع مسؤولين في الفاتيكان وفرنسا وزعماء الدول الغربية التي سيلتقيها، على اعتبار أنّ هذه الدول مهتمّة بإنجاز الاستحقاق الرئاسي حفاظاً على دور المسيحيين في الشرق».
وعلمت «الجمهوريّة» أيضاً أنّ اتّصالاً مطوّلاً لم يعلَن عنه، قد حصل مساء الأحد بين الرئيس سعد الحريري والبطريرك الراعي، هنّأه فيه بعيد الفصح، وناقشا الأوضاع العامّة، والاستحقاق الرئاسي، حيث تمّ التأكيد على انتخاب رئيس في الموعد الدستوري المحدّد، وجدّد الحريري تأكيده أنّه سيعمل كلّ ما بوسعه لإنجاح هذا الاستحقاق المهمّ للمسيحيين واللبنانيين. إشارة إلى أنّ الحريري قد يلتقي الراعي في روما يوم الأحد المقبل». وسيزور الراعي قبل سفره اليوم رئيسَ مجلس النواب لشكرِه على الدعوة إلى جلسة الانتخاب التي لطالما نادَت بها بكركي.
إلى ذلك، أكّدت مصادر بكركي لـ»الجمهورية» أنّ «بكركي أبدَت استياءَها الشديد من تطيير النصاب في الجلسة الثانية للانتخاب»، معتبرةً أنّ «هذا الأمر يمثّل تملّصاً من بعض الأفرقاء المسيحيّين من الاتّفاق الذي حصل في بكركي برعاية البطريرك، وتعهّدت فيه مختلف الكُتل المسيحية بتأمين النصاب في جميع الدورات، وليس في الدورة الأولى فقط». واعتبرَت المصادر أنّ «هذا الأمر مؤشّر خطير ويدلّ على نيّة في تطيير الجلسات اللاحقة والذهاب نحو الفراغ، والمستغرَب أنّه أتى من أطراف مسيحيّة يجب أن تكون حريصة على موقع الرئاسة».
مجلس وزراء غداً
وفي هذه الأجواء، دُعِي مجلس الوزراء إلى الاجتماع عند الرابعة من بعد ظهر غدٍ في السراي الحكومي برئاسة الرئيس تمّام سلام، وعلى جدول أعماله 30 بنداً معظمها من القضايا الإدارية والمالية الروتينية، وهو خالٍ من التعيينات الإدارية التي لا تمرّ إلّا في جلسةٍ برئاسة رئيس الجمهورية.
 
«البعث» يؤمن عودة لاجئين سوريين من لبنان إلى بلداتهم في القلمون و350 لاجئا يستعدون للعودة وتسوية أوضاع مطلوبين منهم

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح .... يستعد نحو 350 لاجئا سوريا موجودين حاليا في بلدة عرسال الحدودية شرق لبنان للعودة إلى بلداتهم في منطقة القلمون بريف دمشق بعد أن بسط الجيش السوري سيطرته على مجمل هذه القرى. ويهتم حزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان بتنظيم رحلات العودة وتسوية أوضاع بعض النازحين المطلوبين للسلطات السورية.
وأشار النائب عن الحزب عاصم قانصو إلى أن القافلة الأولى التي ستعود بشكل جماعي إلى بلدة فليطا السورية ستضم 350 شخصا بينهم نحو 70 رجلا، 60 امرأة وأكثرية من الأطفال، موضحا أنهم سيغادرون عرسال خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال قانصو لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نهتم حاليا بتأمين وسائل النقل وترتيب الإجراءات الأمنية بالتنسيق مع السفارة السورية في بيروت كما مع القيادة القطرية للحزب ومحافظ ريف دمشق»، لافتا إلى أن السفارة أجرت مقابلات مع بعض هؤلاء اللاجئين وسوت أوضاع بعض المطلوبين أو الفارين من الجيش السوري.
وأكد قانصو «استعداد حزب البعث» لمساعدة أي سوري يرغب بالعودة إلى بلاده، حتى ولو كان حمل السلاح في وقت سابق، مشيرا إلى أنه يهيئ لأكثر من مصالحة لتأمين عودة أكبر عدد ممكن من اللاجئين إلى سوريا.
وأوضح أن عددا من اللاجئين توجهوا في وقت سابق إلى فليطا لتهيئة الأوضاع لعودة باقي العائلات، لأن هناك عددا من المنازل المدمرة، معربا عن أمله في أن ينجح الحزب في تنظيم رحلات أسبوعية للاجئين سوريين إلى بلداتهم، وأن تبذل وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية جهودا في هذا الإطار.
وكانت نحو 30 عائلة سورية غادرت عرسال في 11 أبريل (نيسان) الحالي عائدة إلى بلداتها في القلمون. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة في لبنان مليونا و24 ألفا، وتستقبل عرسال أكثر من 120 ألفا منهم.
وأوضح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن هناك أعدادا «محدودة» من اللاجئين الموجودين في البلدة غادروا إلى مناطق في القلمون بعد سيطرة النظام السوري على معظمها، نافيا علمه بتنظيم حزب البعث رحلات لإعادة النازحين إلى بلداتهم.
وقال الحجيري لـ«الشرق الأوسط»: «هم هجّروهم، لذلك من واجبهم أن يعيدوهم، ونحن نأمل أن يعود كل اللاجئين إلى سوريا، لأن ذلك سيخفف الكثير من الأعباء عن بلدتنا التي تعد أكبر تجمع للاجئين في المنطقة». وأشار إلى أنه، وفي مقابل ما يسجل من عودة للاجئين إلى سوريا، لا تزال هناك حركة من سوريا باتجاه عرسال، خاصة أن أعدادا كبيرة من النازحين لا يزالون يتمركزون في جرود البلدة وفي المنطقة الحدودية.
وتضم عرسال حاليا ما بين 35 و40 مخيما، بعضها عشوائي وبعضها الآخر منظّم من قبل جمعيات محلية.
ولفت حسن الأحمد (50 عاما)، وهو أحد اللاجئين السوريين في عرسال، إلى أن معظم من عادوا إلى بلداتهم أو من يخططون للعودة «هم من مؤيدي النظام السوري»، مشيرا إلى أنه وعائلته يترددون في العودة خوفا من استهدافهم لأنهم معارضون للنظام. وقال الأحمد لـ«الشرق الأوسط»: «قبل مدة عادت مجموعة من اللاجئين إلى بلدة جراجير واستقرت في إحدى المدارس، لكننا علمنا أن عددا من الشبان اعتقل، مما دفع عددا كبيرا من الذين كانوا يتحضرون للعودة لحسم خيارهم بالبقاء في عرسال».
وأوضحت الناطقة باسم مفوضية شؤون اللاجئين في بيروت جويل عيد أن هناك وبشكل يومي حركة نزوح من سوريا إلى لبنان تقابلها أيضا حركة من لبنان إلى سوريا، لافتة إلى أن بعض العائلات تدخل إلى الأراضي اللبنانية وحين تدرك الصعوبات التي ستواجهها لتأمين مسكن لائق ومقومات الحياة، تفضل العودة إلى الداخل السوري.
وأشارت عيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المفوضية غير مخولة تنظيم رحلات لإعادة اللاجئين إلى سوريا، وقالت: «لا صلاحيات لنا في هذا المجال، وبالتالي نحن لم نؤمن عودة أي منهم».
وأعلنت الأمم المتحدة أخيرا أنه يوجد «نازح جديد كل دقيقة في لبنان؛ أي 50 ألفا كل شهر»، وتعمل الحكومة اللبنانية حاليا على وضع خطة جديدة للتعاطي مع ملف اللاجئين على أن تعتمد فيها إجراءات حازمة وأكثر تشددا في استقبال المزيد منهم.
وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا خلال القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الكويت إلى «تكريس جهد عربي استثنائي ومتكامل»، لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول، بتقاسم أعداد اللاجئين السوريين مع لبنان وتوسيع أطر إيوائهم في مناطق آمنة داخل الأراضي السورية.
 
القوى السياسية اللبنانية تدرس خياراتها قبل جولة الانتخابات الثانية و«14 آذار» قد تطرح مرشحا غير جعجع.. وعون «لن يخوض معركة تصادمية»

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ليال أبو رحال ... أخفقت جولة الاقتراع الأولى في مجلس النواب اللبناني، أمس، في انتخابات رئيس جديد للبلاد، وانتهت بتحديد رئيس البرلمان نبيه بري الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الأربعاء المقبل موعدا لدورة الانتخاب الثانية.
وأسفرت الجولة الأولى عن حصول رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع على 48 صوتا من قوى «14 آذار»، بينما حصل النائب هنري حلو، المرشح من قبل رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط والمدعوم من كتلته بـ16 صوتا، في حين اقترع 52 نائبا بأوراق بيضاء، هم نواب قوى «8 آذار». وفي حين انتخب أحد النواب لصالح رئيس حزب الكتائب اللبنانية، الرئيس اللبناني الأسبق، أمين الجميل، رغم عدم إعلان ترشحه رسميا للدورة الانتخابية الأولى، عدت سبعة أصوات أخرى ملغاة.
ويتوقع أن تنصرف القوى اللبنانية خلال الأيام المقبلة إلى تحليل حصيلة دورة الانتخابات الأولى، ومتابعة المشاورات داخل كل فريق من أجل الاتفاق على مرشح واحد، تمهيدا لتأمين أكبر عدد ممكن من الأصوات لمصلحته. وفي هذا الإطار، أوضح النائب ميشال عون، زعيم تكتل التغيير والإصلاح، بعد انسحابه من الجلسة أمس: «تبين أن لا إمكان للتوافق على أي من المرشحين في الدورة الثانية، لذلك نحن انسحبنا من القاعة على أمل أن نتوصل في الجلسة المقبلة إلى تشكيل نوع من الإجماع على مرشح». وعما إذا سيكون مرشحا في الجلسات المقبلة، أم سينتظر التوافق، أجاب: «حتى الساعة، لا نزال في انتظار التوافق».
في المقابل، رأت مصادر في قوى «14 آذار» لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا بد من إعادة درس الموقف بعد صدور نتائج الجولة الأولى لجهة ترشيح جعجع أو شخصية أخرى من (14 آذار) بعدما لم يوفق جعجع في الحصول على كامل أصوات قوى (14 آذار)، التي كان يفترض أن تكون أصوات مضمونة وأن ينال أصواتا من (الضفة الأخرى)».
وتوقعت هذه المصادر أن «يتقدم مرشحون آخرون إلى الأمام، من بينهم الرئيس الأسبق أمين الجميل الذي يعتقد الكتائبيون أن باستطاعته إحداث اختراق في أصوات الخصوم»، وقالت إنه «لو حصل جعجع على ما يقترب من 65 صوتا، لكان السير في ترشيحه في الدورة الثانية منطقيا، لكن هذا لم يحصل».
في المقابل، قال النائب الدكتور نبيل نقولا، عضو كتلة عون لـ«الشرق الأوسط» إن «قراءة العملية الديمقراطية التي شهدها البرلمان تفيد بأن أكثرية أعضاء المجلس النيابي لا تريد جعجع رئيسا، ويمكن القول إنه سقط عدديا ولم ينل إلا أصوات مسيحيي (14 آذار)». ورأى أن «على جعجع الاستفادة من الأمثولة التي حصلت والانطلاق منها»، عادا «إصراره على الترشح لدورة ثانية وعدم انسحابه يعني إصراره على إفشال الانتخابات الرئاسية».
وتابع نقولا أن عون «لن يخوض معركة تصادمية مع أحد، ولذلك لم يعد نفسه مرشحا ضد جعجع في الدورة الأولى».
وفي معرض تعليقه على حصيلة الدورة الأولى، وصف الدكتور جعجع ما جرى في مجلس النواب بأنه «انتصار كبير للديمقراطية ولو أن البعض حاول تشويهه من خلال تصرفات غير مسؤولة، ولكن هذا لا يمنع أننا قمنا بخطوة كبيرة نحو الأمام». وذكر «كيف كانت تجرى الانتخابات فيما مضى منذ ثلاثين أو أربعين سنة»، عادا «هذه المرة جعلت قوى (14 آذار) الانتخابات الرئاسية في لبنان تعود وتبدأ من جديد».
وتساءل جعجع، الذي نوه بما وصفه بـ«لبننة» الاستحقاق الرئاسي، عن «سبب عدم جهوز الفريق الآخر وإعلان مرشح خاص به»، وعزا هذا التصرف إلى أن «الفريق الآخر لا يريد انتخابات رئاسية، بل إنه قام بأعمال مقززة واستخدم أسماء شهداء أقامها من القبور لاستعمالها في معاركه، ليس محبة بهؤلاء الشهداء، بل لربح معركته». وأردف رئيس «القوات اللبنانية» قائلا إن انسحاب عدد من النواب «محاولة لتعطيل هذا الاستحقاق للعودة إلى ما كنا نراه في السابق، ولكن هذه المرة لن يحصل كما كان يحصل في العادة، بل ستجرى انتخابات رئاسية حقيقية، ونرفض اللجوء إلى بعض الدول الخارجية لتجتمع تحت تأثير موازين قوى معينة كما يجري في سوريا أو في العراق أو ما سواهما. فهذا الأمر غير وارد بالنسبة إلينا على الإطلاق». وفي السياق ذاته، توجهت زوجته النائبة ستريدا جعجع بالشكر إلى «الحلفاء في (14 آذار) على التزامهم». وقالت من المجلس النيابي: «كان الرهان أن نذهب موحدين إلى المجلس النيابي، وأشكر الرئيس سعد الحريري لوفائه لنا ولـ(14 آذار)، ولا يمكنني إلا أن أتذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس الشهيد بشير الجميل».
أما النائب هنري حلو مرشح كتلة جنبلاط للرئاسة، فقال ما شهده البرلمان بأنه «عملية ممتازة، وديمقراطية بكل معنى الكلمة». وقال: «حكي الكثير عن تطيير النصاب في بداية الجلسة، لكنها عقدت وكانت لبنانية بكل معنى الكلمة، من دون أي تدخل خارجي، وأعتقد أنها عملية مهمة بالنسبة إلى الأصوات الـ16 التي حصلنا عليها».
وأشار حلو، الذي قال عنه جنبلاط إنه «ليس لدينا مرشح آخر وسيبقى مرشحنا»، إلى الاصطفافات الموجودة في لبنان، معلقا: «هناك انقسام عمودي وتعطيل لكل المؤسسات، والاصطفاف نتيجة الفراغ، والحل الوحيد لا يكون إلا بالاعتدال ومشاركة الجميع في العملية الانتخابية، والوصول إلى مرشح يجمع الكل».
 
استمرار سقوط الصواريخ على البقاع وتوتر في الشمال
بيروت – “السياسة”:
رغم الإجراءات الأمنية المشددة للجيش اللبناني في البقاع الشمالي, استمر مسلسل سقوط الصواريخ, حيث سقط, أمس, صاروخان في سهل بريتال قرب مزرعة قاسم مظلوم, وأعلن لواء أحرار السُنة بعلبك على “تويتر” مسؤوليته عن إطلاقهما.
من جهتها, أعلنت قيادة الجيش أن طائرة حربية سورية أطلقت ليل اول من امس 3 صواريخ على جرود بلدة عرسال داخل الأراضي اللبنانية, فيما تعرضت بلدتا اللبوة والنبي عثمان في البقاع الشمالي, لسقوط 3 صواريخ مصدرها السلسلة الشرقية.
شمالاً, طوق الجيش اللبناني منزل المطلوب سعد المصري (أحد أبرز قادة المحاور في باب التبانة) في المنية, الأمر الذي أدى الى استنفار مسلحي المصري في التبانة والمنية قبل أن تعود الامور الى طبيعتها.
واشارت المعلومات الى ان المصري فر مع مجموعة من المسلحين باتجاه منطقة ضهور المنية قبل مداهمة الجيش منزله.
كما نفذ الجيش حملة مداهمات في باب الرمل من دون أن يوقف أحداً.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,804,677

عدد الزوار: 7,178,009

المتواجدون الآن: 125