20 قتيلاً بغارة على حافلة في ادلب... وكر وفر بين «النصرة» و «داعش» شرقاً

رايس تؤكد تقديم «مساعدة فتاكة» للمعارضة السورية...الأنفاق تنقل القتال بين النظام والمعارضة... الى تحت الارض....هيلاري كلينتون: اختلفت مع أوباما حول قراره عدم تسليح المعارضة السورية

تاريخ الإضافة الأحد 8 حزيران 2014 - 7:17 ص    عدد الزيارات 2260    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

رايس تؤكد تقديم «مساعدة فتاكة» للمعارضة السورية
لندن، بيروت، باريس، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب -
اعلنت سوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان الولايات المتحدة تقدم «دعما فتاكا وغير فتاك» الى المعارضة السورية المعتدلة، في وقت حاول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اقناع نظيره الاميركي جون كيري باعادة ممثلي النظام السوري والمعارضة الى المسار السياسي المجمد منذ شباط (فبراير) الماضي.
وقالت رايس في تصريح لشبكة «سي ان ان» غداة الاعلان عن اعادة انتخاب بشار الاسد رئيسا لولاية ثالثة ان «الولايات المتحدة كثفت دعمها الى المعارضة المعتدلة والمؤكد بانها كذلك، مقدمة لها مساعدة فتاكة (سلاح) وغير فتاكة». وترافق رايس الرئيس الاميركي في زيارته لشمال فرنسا حيث تجري الاحتفالات بالذكرى السبعين لانزال النورماندي.
وعن سؤال حول ما اذا كانت رايس تعلن بذلك تغييرا رسميا في الاستراتيجية الاميركية رفضت الناطقة باسم مجلس الامن القومي كاتلين هايدن الرد. واكتفت بالقول: «نحن لسنا الان في موقع يتيح تفصيل كل مساعدتنا، لكن وكما قلنا بشكل واضح، فاننا نقدم في الوقت نفسه مساعدة عسكرية وغير عسكرية الى المعارضة» السورية.
من جهة اخرى، قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان لافروف وكيري تناولا الموضوع السوري خلال لقائهما في باريس اول من امس، وان الوزير الروسي «اعترف للجانب الاميركي انه يتفهم المصاعب الناتجة من الانتخابات الرئاسية في سورية على المسار السياسي» وانه قال لكيري ان موسكو حاولت اقناع الجانب السوري بتأجيل اجراء الانتخابات، لكنه لم يقتنع. وتابعت المصادر ان الجانبين رأيا ضرورة البحث في كيفية العودة الى طاولة المفاوضات وان هناك التزاما اميركيا في العمل مع حلفاء واشنطن لايجاد طريقة للتحرك نحو هذا الهدف.
وقالت المصادر ان لافروف تناول مع كيري نتائج لقاء وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مع الرئيس فلاديمير بوتين ولافروف في سوتشي قبل ايام.
وكان كيري اتصل برئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا الاربعاء ليؤكد له ان اوباما «ملتزم الاستمرار في العمل مع الكونغريس لدعم سياسته وايجاد حل للتخلص من (الرئيس) بشار الاسد ومقاومة المتطرفين» في سورية، وان الوزير الاميركي ابلغ الجربا ان يوم اجراء انتخابات الرئاسة «ليس حدثاً كون الانتخابات لم تكن انتخابات».
في موازاة ذلك، نأت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلنتون بنفسها عن سياسة اوباما. وبحسب مذكراتها وهي بعنوان «خيارات صعبة» التي نشرت شبكة «سي بي أس نيوز» مقتطفات منها، قالت كلنتون أنها كانت مقتنعة منذ بدء النزاع في سورية بأن تسليح وتدريب المعارضة هما الوسيلة الأفضل لمواجهة قوات الأسد. وتابعت ان اوباما «كان يميل إلى إبقاء الأمور على حالها وعدم المضي قدماً في تسليح المعارضة».
ميدانيا، اتهم «الائتلاف» النظام «بإعدام قرابة 20 شخصاً ونقل أكثر من 80 آخرين من مقاتلي حمص (وسط) إلى مقر جهاز امني في دمشق، علما ان هؤلاء المقاتلين كانوا سلموا أنفسهم وخرجوا من أحياء حمص المحاصرة إلى حي الخضر بعدما تم الاتفاق مع النظام على أن يطلق سراحهم حال تسليم أسلحتهم».
 
20 قتيلاً بغارة على حافلة في ادلب... وكر وفر بين «النصرة» و «داعش» شرقاً
لندن - «الحياة»
استمرت معارك الكر والفر بين «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى من جهة وبين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من جهة أخرى في دير الزور في شمال شرقي سورية، في وقت قصف النظام بصواريخ أرض - أرض بلدة المليحة في الغوطة الشرقية. وقتل عشرون شخصاً بقصف على حافلة مدنية في شمالي غرب البلاد.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، أمس، أن «جبهة النصرة والكتائب الاسلامية سيطرت على بلدة الحريجة على الخط الغربي لنهر الخابور في ريف دير الزور الشرقي عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الاسلامية الذين سيطروا على القرية في الـ30 من نيسان (ابريل) الماضي». وجاء تقدم «النصرة» بعد يوم من تمكن «داعش» من طردها من منطقة دوار الحلبية على مدخل دير الزور الشمالي. وتحوّل القتال بين «النصرة» و «داعش» والذي اندلع في أوائل العام الجاري إلى ما يشبه الكر والفر.
وفي ريف دمشق، ذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» (معارضة) أن قوات النظام واصلت قصفها لبلدة المليحة في الغوطة الشرقية، وتحدثت عن سقوط أكثر من 3000 قذيفة ما بين هاون ومدفعية وراجمات صواريخ على البلدة المحاصرة والتي تتعرض لهجمات مستمرة منذ 66 يوماً. واعتبرت أن النظام «جُن جنونه من بلدة بعثرت خططه وأربكت قواته لأكثر من شهرين متتاليين».
من جهته، أشار «المرصد» إلى أن «مناطق في بلدة المليحة ومحيطها شهدت قصفاً من الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس)، بالتزامن مع قصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض على مناطق في المليحة ومحيطها، بينما نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في مدينة دوما وأطراف بلدة جسرين ومناطق في أطراف مدينة عربين».
أما الصفحات المؤيدة للنظام فقد نقلت عن «مصدر عسكري» تأكيده أن القوات الحكومية تمكنت من «قطع التواصل بين جسرين وعربين مع المليحة» وأن المسلحين في البلدة الأخيرة يفرون «إلى القرى المجاورة (مثل) سقبا وعربين وجسرين». وقال المصدر إن المليحة ستسقط «خلال أيام» وبعدها «ستتهاوى بقية قرى الغوطة الشرقية بعد المليحة واهمها جوبر ودير العاصفير».
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها الصفحات المؤيدة للنظام عن قرب السيطرة على المليحة. لكن المقاتلين المدافعين عنها كانوا ينجحون في كل مرة بطرد القوات الحكومية ومقاتلين شيعة يحاربون إلى جانبها من المواقع التي يسيطرون عليها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الأمن ضبطت أمس سيارة تحمل 80 كلغ من مادة «تي ان تي» المتفجرة ومواد أخرى تدخل في التفخيخ وصناعة العبوات الناسفة على أطراف حي الوعر بمدينة حمص، وهو الوحيد الذي ما زال في أيدي قوات المعارضة بعد انسحابهم من حمص القديمة الشهر الماضي. وأضافت الوكالة أن السيارة المضبوطة من نوع «سوزوكي» وكانت محملة بالخضار والفواكه ومتجهة إلى حي الوعر، ما يعني أنها لم تخرج منه لتفجيرها في الأحياء التي يسيطر عليها النظام.
وفي إدلب بشمال غربي سورية، ذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» أن «أكثر من عشرين شخصاً سقطوا ما بين شهيد وجريح في استهداف الطيران الحربي لحافلة نقل ركاب على طريق تلمنس - معرشورين» في معرة النعمان بالريف الشرقي لمحافظة إدلب.
وفي حلب بشمال سورية، ذكر «المرصد» أن مناطق في قرية عبطين بريف حلب الجنوبي تعرضت لقصف من قوات النظام «بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة منذ منتصف ليل الخميس - الجمعة، بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وجيش المجاهدين والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في محيط جبل عزان بريف حلب الجنوبي، في محاولة من قوات النظام الوصول إلى مستودعات خان طومان التي يسيطر عليها مقاتلو الكتائب والنصرة، وأدت الاشتباكات لاستشهاد ومصرع ما لا يقل عن 10 مقاتلين، وسط قصف لقوات النظام على منطقة الاشتباك، وانباء كذلك عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها».
وأشار «المرصد» إلى أن مقاتلي كتائب إسلامية استهدفوا عربة مدرعة لقوات النظام في جبل عزان بالريف الجنوبي لحلب، في قت «تدور اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات عربية من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الاسلامية من جهة أخرى بالقرب من سجن حلب المركزي، وسط قصف لقوات النظام على منطقة الاشتباك».
أما في محافظة اللاذقية، فذكر «المرصد» أن «قوات النظام قصفت تمركزات لكتائب إسلامية في محيط قرية نبع المر بالريف الشمالي ... بينما تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في محوري تلا وكفرية». واضاف أن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة محيط جبل النسر بريف اللاذقية الشمالي».
الى ذلك، دعا مؤسس «الجيش الحر» العقيد رياض الاسعد مقاتلي المعارضة الى «التوحد». وقال في بيان انه حان الوقت لـ «التوحد والبدء بمعركة دمشق»، مضيفاً انه وعدداً من مقاتلي المعارضة «سيعملون مع عدد من قادة الألوية والفصائل في جميع المحافظات السورية على اعادة هيكلة الجيش الحر وتشكيلاته».
 
الأنفاق تنقل القتال بين النظام والمعارضة... الى تحت الارض
الحياة...دمشق - أ ف ب -
تشهد الأنفاق المحفورة في باطن الارض على المدخل الشرقي لدمشق، على حرب من نوع آخر بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة تستعمل فيها الى الاسلحة التقليدية، تقنيات متعددة منها الانصات والمكر والتسلل.
ويقول مازن وهو ضابط في الجيش النظامي برتبة نقيب، لوكالة «فرانس برس»: «نعتمد بالدرجة الاولى على آذاننا. عندما نتمكن من تحديد مصدر الضجيج (الناتج عن الحفر المضاد)، نحفر في اتجاه الهدف». ويضيف وهو جالس في ما يشبه الجحر في أسفل مبنى مهجور في حي جوبر الدمشقي: «ثم تحصل المفاجأة: إما نجد المسلحين أمامنا وتقع معركة ومواجهة مباشرة، وإما نسد لهم نفقهم، وإما نستخدمه لصالحنا».
ويعد الحي الواقع في شرق العاصمة ويشهد معارك يومية بين طرفي النزاع اللذين يتقاسمان السيطرة عليه، محوراً استراتيجياً لقربه من ساحة العباسيين حيث يقع مقر جهاز الاستخبارات الجوية. ويمثل وصول المقاتلين الى الساحة تهديداً جدياً للعاصمة التي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الاسد.
ويمكن رؤية حفرة عمقها سبعة امتار في موقع النقيب مازن، وهي تقود الى «غرفة مراقبة» وضعت فيها اجهزة كومبيوتر وشاشات متصلة بكاميرات منصوبة في الانفاق التي حفرتها القوات النظامية.
ويشرح احد العسكريين ان المعارك في جوبر تقسم الى قسمين: اولهما «حرب ناعمة» تدور فوق الارض وتشمل نشر كل طرف قناصة تابعين له في مبان تبعد عن بعضها أمتاراً قليلة أحياناً. وتترافق المعارك مع قصف من الطرفين واستخدام النظام للطيران الحربي.
لكن «الحرب الفعلية» تدور تحت الارض. ويشرح الجندي وهو جالس قبالة جهاز كومبيوتر: «هنا توجد مدينتان: واحدة فوق الارض، وأخرى سفلية حيث نتواجد، وهي اكثر واقعية من الاولى».
ولتفادي نيران القناصة، حفر الجيش النظامي أنفاقاً ضيقة تصل بين المباني التي يسيطر عليها، ووضع فيها مصابيح اضاءة. وفي باحة مبنى من ثماني طبقات يمكن رؤية حفرتين ظاهرتين تؤديان الى نفقين. وغالباً ما تكون الانفاق مؤلفة من مسارات عدة فوق بعضها.
ويشرح الملازم ماهر ان «الطبقة السفلية الاولى مخصصة للامداد، والثانية للتواصل بين المواقع، والثالثة لاجلاء الجرحى. اما الطبقة الاخيرة التي قد يصل عمقها الى 12 متراً، فتكون مفخخة. وفي حال اراد العدو التسلل، نقوم بتفجير المتفجرات التي زرعناها فيها».
ويتفادى الطرفان المتقاتلان حفر الانفاق على مستوى واحد، اذ ان ذلك يجعل عملية كشفها سهلة بالنسبة الى الخصم. ويشبه الوضع لعبة «القط والفأر»، اذ يحاول كل طرف تفادي الآخر، او خداعه لكشف مخبئه.
ويقول احد الجنود ان «النقيب علي يثير جنون المسلحين لانه يعرف كيف يحفر الانفاق بطريقة تتيح لنا التسلل من خلفهم»، في حين يرى العقيد رامز ان «التكتيك الذي يعتمده المسلحون مزدوج: حفر الانفاق للوصول الى ابنيتنا لتفجيرها، او حفر انفاق تتخطى خطوط دفاعنا للتسلل الى المدينة من وراء ظهورنا».
ويستخدم مقاتلو المعارضة منذ اشهر عمليات تفجير الانفاق في مناطق عدة تشهد معارك، وتكون هذه الانفاق مربوطة اجمالاً بمواقع عسكرية او مراكز تجمع للقوات النظامية، او تهدف التفجيرات الى فتح طريق الى موقع آخر، وابرز هذه التفجيرات حصلت في حلب في شمال البلاد وفي ادلب (شمال غرب).
وبث ناشطون معارضون على موقع «يوتيوب» اشرطة مصورة لعمليات التفجير واخرى تظهر عمليات الحفر التي تتم بأدوات بدائية ويدوية. ويقول بعض المقاتلين في التسجيلات ان الانفاق تهدف الى تأمين خطوط امداد للمناطق المحاصرة والتسلل الى مواقع النظام وتدميرها.
في دمشق، طلبت الفرقة التي يقودها العقيد رامز مساعدة خبراء في علم الجيولوجيا، مزودين اجهزة استشعار قادرة على التقاط وجود تجويفات على عمق يراوح بين عشرة امتار و15 متراً. الا ان هذه الاجهزة تعطي اشارات مضللة في بعض الاحيان، اذ يتبين انها تعود لقنوات رومانية قديمة.
بالنسبة الى الجيش النظامي، هناك خطان أحمران: ساحة العباسيين القريبة من وسط العاصمة، وبرج «مجمع 8 آذار/مارس» في جوبر، وهو بناء مرتفع يجعل الجزء الشرقي من دمشق في مرمى نيران قناصة المعارضين في حال تمكنوا من السيطرة عليه.
ويقول العقيد رامز ان الجيش احبط قبل اشهر «هجوماً كبيراً على دمشق»، اثر اكتشافه «في اللحظة الاخيرة»، نفقاً يصل الى خلف خطوط دفاع القوات النظامية.
وبحسب ضابط في اجهزة الامن، فان مقاتلي المعارضة «حفروا العديد من الخنادق في جوبر، المئات منها تصل الى بلدات اخرى» في محيط دمشق.
بالنسبة الى مقاتلي المعارضة، قد يستغرق حفر نفق شهوراً.
ويوضح تقرير لـ «المكتب الاعلامي لقوى الثورة السورية» التابعة لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بعنوان «حرب الانفاق»، ان «الثوار يقضون شهوراً لانجاز الحفر والوصول الى النقطة المستهدفة وهم يستخدمون وسائلهم البدائية ويتغلبون على نقص الاوكسيجين والعتمة ايضا بالوسائل المتاحة، ويحدث احيانا ان يتم اكتشاف النففق قبل اتمامه، وتكون النتيجة تفجيره وضياع شهور من التعب». واشار الى ان «حفر الأنفاق ليس خياراً سهلاً ولكنه الحل الوحيد في ظل انعدام التكافؤ في التسليح والمعدات» بالمقارنة مع ترسانة النظام وتجهيزاته.
ويقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية سليم حربا في مقره في دمشق: «لم توجد في العالم شبكة انفاق متشعبة كتلك الموجودة في سورية حالياً». ويشير الى ان الظاهرة «انطلقت في حمص (وسط) في 2012. ومنذ ذلك الحين، اكتشف الجيش (النظامي) 500 نفق في البلاد، لكن اعتقد ان عدد الانفاق المحفورة هو ضعف ذلك».
 
دول ومنظمات انسانية تدعو إلى وقف « سلاح الحصار والتجويع»
نيويورك – «الحياة»
طالب عدد من الدول والمنظمات الإنسانية مجلس الأمن بالتحرك العاجل لمنع الحكومة السورية والميليشيات الداعمة لها من مواصلة استخدام «الحصار والتجويع كسلاح حرب» والسماح بالوصول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سورية.
وبحثت جلسة خاصة في الأمم المتحدة نتائج استخدام التجويع والحصار كسلاح حرب في سورية، بمشاركة سوريين ناجين من الحصار في معضمية الشام غرب دمشق ومخيم اليرموك جنوبها، الذين عرضوا صوراً ووثائق عن المناطق المحاصرة وضحايا مدنيين بينهم أطفال رضع ونساء قضوا بسبب الجوع، أو بسبب الافتقار إلى الأدوية والعناية الطبية.
ووجه السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي انتقادات حادة إلى روسيا والصين من دون أن يسميهما، مشيراً إلى أن «قرار جلب المسؤولين عن هذه الجرائم أوقف في مجلس الأمن من بعض القوى، العار عليهم لأنهم أوقفوا العدالة، والعار عليهم لعدم جلب المسؤولين عن الجرائم إلى المحاسبة». وأضاف: «العار على كل القوى التي لا تجلب الدعم الذي تقدر عليه إلى الشعب السوري ليتمكن من مواجهة الرعب الذي يعيشه، والعار علينا جميعاً لأننا نسمح لإخوتنا في الإنسانية أن يقتاتوا أوراق الأشجار وأن نسمح بموت الأطفال جوعاً وقطع موارد المياه وقتل الأطباء».
وقال المعلمي إن على مجلس الأمن التحرك لتطبيق القرار 2139 الذي نص على أن المجلس سيتخذ المزيد من الخطوات في حال عدم رفع الحصار عن المناطق المحاصرة وعدم وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها. وشدد على أن «المسؤولية تقع على من لهم شرف وامتياز عضوية مجلس الأمن للتحرك نحو تطبيق قرار مجلس الأمن 2139، وإلا فإننا نعطي التوكيل للطغاة في العالم أن يتصرفوا كيفما أرادوا بحصانة ومن دون محاسبة». وزاد إن أسماء من قتلوا في النزاع في سورية «هي لأفراد معينون لهم عائلات دمرها النظام السوري».
وعرض نيل ساموندز باسم «منظمة العفو الدولية» خلاصة بحثه عن ظروف الحصار في مخيم اليرموك مشيراً إلى أن «النظام السوري فرض الحصار ما دفع بسكان المخيم إلى أكل العشب والكلاب والقطط، فضلاًَ عن استخدام المياه الملوثة التي أدت إلى تفشي الأمراض في وقت تقصف المراكز الطبية بشكل متكرر ويمنع دخول الأدوية والمساعدات الطبية».
وقدم قصى زكريا، الناشط المدني السوري وإبن المعضمية، شهادة عن معاناة الحصار في بلدته وعرض صوراً لضحايا قضوا بسبب الجوع بينهم رنا عبيد التي ماتت في الشهر الثامن عشر من عمرها بسبب عدم وجود الطعام في المعضمية بعد أكثر من عام من الحصار.
ونظمت الجلسة برعاية الدنمارك، إضافة إلى دول عدة بينها الإمارات العربية المتحدة وقطر والسعودية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وسواها.
 
الائتلاف السوري المعارض يتجه إلى التوافق على رئيس جديد خلفا للجربا مطلع الشهر المقبل وأبرز المرشحين حجاب وجاموس والبحرة

بيروت: «الشرق الأوسط» ... تتجه كتل ومكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المعارض للتوافق على رئيس جديد للائتلاف مطلع الشهر المقبل، بدلا من الرئيس الحالي أحمد الجربا، وفي حين تبدو حظوظ رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب مرتفعة جدا تتداول بعض الشخصيات المعارضة اسم رئيس وفد المعارضة الذي تولى التفاوض في مؤتمر «جنيف2» هادي البحرة وأمين عام الائتلاف بدر جاموس كمرشحين لخلافة الجربا.
ولاية رئيس الائتلاف الحالي أحمد الجربا تنتهي في أواخر الشهر الحالي، ولا يحق له الترشح لولاية ثالثة، بحسب النظام الداخلي للائتلاف. ومن المفروض أن تعقد الهيئة العامة للائتلاف التي تضم نحو 120 عضوا، اجتماعا في مدينة إسطنبول التركية، فور انتهاء ولاية الجربا، لانتخاب رئيس جديد، لكن مصادر في الائتلاف ترجح أن يصار إلى تأجيل الاجتماع إلى ما بعد شهر رمضان، مما يعني التمديد للجربا مدة شهر إضافي.
وتتوقع المصادر أن «تفضي عمليات الترشيح إلى توافقات بين الكتل الكبرى على اسمين أو ثلاثة يجري التنافس بينهما بشكل صوري، تمهيدا للتوافق مجددا على أحدهما ليحظى بمنصب رئيس الائتلاف». وأوضحت أن أبرز المرشحين على المنصب هم رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب ورئيس وفد المعارضة في مؤتمر «جنيف2» هادي البحرة وأمين عام الائتلاف بدر جاموس.
ومن المقرر أن تعقد الهيئة السياسية في الائتلاف اجتماعها الدوري في إسطنبول اليوم وغدا، لكن هذا الاجتماع غير مرتبط بموضوع انتخابات الرئاسة، بحسب ما أكد عضو الهيئة أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «جدول أعمال الاجتماعات يتركز على الوضع الميداني العسكري ومناقشة نتائج زيارات رئيس الائتلاف للخارج، إضافة إلى الاطلاع على تقرير لترفعه لجنة تعديل النظام الداخلي التي جرى تشكيلها خلال الاجتماعات الماضية».
ونفى عضو الائتلاف المعارض تأجيل استحقاق انتخابات رئاسة الائتلاف ما بعد شهر رمضان، لافتا إلى أن «عمل مؤسسات الائتلاف لا تتوقف خلال الشهر الكريم، مما يعني أن الانتخابات ستجري مطلع الشهر المقبل».
وعد رمضان أن رئيس الوزراء المنشق عن النظام رياض حجاب من أبرز المرشحين لخلافة الجربا، مبررا ذلك بأن «المرحلة المقبلة تحتاج إلى شخص ذي خبرة سياسية ولديه دراية بالوضع الداخلي». وكشف عن وجود «مساع من قبل بعض الشخصيات داخل الائتلاف المعارض من مختلف المكونات والأحزاب بهدف التوصل إلى توافق حول شخصية محددة».
وتقاطع كلام رمضان مع تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» التركية عن أحد قياديي الائتلاف الذي أشار إلى أن «رياض حجاب هو الاسم الأبرز المطروح لخلافة الجربا»، موضحا أن «أعضاء كثرا في الائتلاف يحاولون إقناع حجاب بضرورة الترشح لرئاسة الائتلاف لإنقاذ الائتلاف من حالة الانقسام والضعف التي يعاني منها»، مرجحا أن ينزل الأخير في النهاية على رغبة هؤلاء بعد ممانعته هذا الخيار». وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد أعادت انتخاب الجربا لولاية ثانية مدتها ستة أشهر، على حساب حجاب الذي ترشح مقابله لرئاسة الائتلاف مطلع العام الحالي، إذ حصل الجربا على 65 صوتا مقابل 52 صوتا لمنافسه.
ولقد شغل حجاب (48 سنة) عدة مناصب قيادية في النظام السوري تدرج فيها من مناصب قيادية في حزب البعث (الحاكم)، كما شغل منصب محافظ في عدد من المحافظات السورية، قبل تعيينه وزيرا للزراعة، ومن ثم تعيينه رئيسا للوزراء عام 2012 قبل أن ينشق عن النظام بعد شهرين ويفر مع عائلته إلى الأردن وينضم إلى الثورة. وأسس حجاب بعد انشقاقه «التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية»، الذي يضم مئات الموظفين والعاملين المنشقين عن النظام السوري بهدف «العمل على الحفاظ على تلك المؤسسات من الانهيار في حال الإطاحة بالأسد»، بحسب ما يعرف التجمع عن نفسه.
ولم ينف القيادي المعارض وجود أسماء مرشحة مقابل حجاب، لكنه لفت إلى أنها «لا تحظى بالقبول والإجماع الذي يتمتع به حجاب المعروف بأنه شخص قيادي وإداري ناجح، وذلك باعتراف النظام قبل أن ينشق عنه، والمعارضة أيضا»، مشيرا إلى أن «بدر جاموس أمين عام الائتلاف وهادي البحرة عضو الهيئة السياسية مطروح اسماهما لشغل المنصب، إلا أنهما لا يتمتعان سوى بتأييد دائرة أو مجموعة ضيقة جدا».
ويذكر أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أسس في العاصمة القطرية الدوحة، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسبات الدولية، وحظي باعتراف الكثير من العواصم الغربية العربية. وقررت عدد من الدول أخيرا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اعتبار ممثليه «بعثات دبلوماسية » لديها.
 
هيلاري كلينتون: اختلفت مع أوباما حول قراره عدم تسليح المعارضة السورية واعترفت بأنها أخطأت عندما أيدت قرار حرب العراق وأشارت إلى مناقشات التفاوض مع طالبان

واشنطن: «الشرق الأوسط» .... ذكرت شبكة سي بي إس نيوز الإخبارية الأميركية أن المرشحة المحتملة في انتخابات الرئاسة ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون قالت في كتابها الجديد بأنها عندما كانت وزيرة خارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما اختلفت مع قراره عدم تسليح مقاتلي المعارضة السورية.
وقالت سي بي إس نيوز بأنها حصلت على نسخة من مذكراتها (خيارات صعبة) قبل نشرها يوم الثلاثاء القادم. وينظر إلى كلينتون على نطاق واسع على أنها ستتصدر مرشحي الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة إذا خاضت المعترك الانتخابي إلى البيت الأبيض عام 2016.
وتقول دعاية الكتاب بأنه يتضمن تفاصيل عدة من الكواليس ودور كلينتون في وزارة الخارجية. ومن المفترض أن تقوم كلينتون بعدة مقابلات في نهاية الأسبوع الحالي ومطلع الأسبوع المقبل قبل صدور الكتاب رسميا الثلاثاء.
إلا أن «سي بي إس نيوز» أكدت أنها حصلت على نسخة من الكتاب لأن دار النشر «سايمون أند شوستر» تابعة لـ«سي بي إس كوربوريشن». ومن المفترض أن يصدر الكتاب بالفرنسية الأربعاء لدى دار «فايار» الفرنسية.
وحول النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات والذي أوقع أكثر من 162 ألف قتيل، قالت كلينتون في المذكرات «من النادر التوصل إلى الحل الصحيح للقضايا الشائكة. وإذا كانت هذه المشاكل شائكة فذلك لأن كل الخيارات تبدو أسوأ من بعضها البعض».
وأضافت أنها كانت مقتنعة منذ بدء النزاع في سوريا بأن تسليح وتدريب المعارضة السورية هما الوسيلة الأفضل لمواجهة قوات بشار الأسد. وتابعت: «إن التدخل أو عدم التدخل كلاهما ينطوي على مخاطر عالية (لكن) الرئيس (أوباما) كان يميل إلى إبقاء الأمور على حالها وعدم المضي قدما في تسليح المعارضة».
وكتبت في مذكراتها «لا أحد يحب أن يخسر نقاشا وأنا منهم. لكنه قرار الرئيس واحترمت تحليله وقراره».
وهذا الفصل غني بالمعلومات لأنه يكشف مدى الاختلاف بين كلينتون التي يثار ترشحها إلى الانتخابات الرئاسية في 2016 بإلحاح وبين أوباما الذي لم يعد يثير الحماس.
وكان أوباما فاز على كلينتون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية تحضيرا للانتخابات الرئاسية في 2008. وتناولت كلينتون بالتفصيل لقاءها الأول مع أوباما قبل المؤتمر الديمقراطي في 2008 وقالت: إنهما «تأملا بعضهما البعض بصمت». وقالت: إن «الوقت حان لتصفية الأجواء بعد أن كان لها ولأوباما عدة مآخذ على بعضهما البعض».
وتشمل المذكرات السنوات الأربع التي أمضتها على رأس وزارة الخارجية قبل أن يتولى كيري المنصب في 2013.
وأشارت كلينتون في مذكراتها أيضا إلى الحرب في العراق والاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا في 2012 والربيع العربي وضم القرم إلى روسيا مؤخرا. وعادت كلينتون أيضا إلى الدعم الذي قدمته للحرب على العراق عندما كانت لا تزال تشغل مقعدا في مجلس الشيوخ في 2002.
وقالت: «اعتقدت أنني أتصرف عن حسن نية وأنني اتخذت أفضل قرار ممكن انطلاقا من المعلومات المتوفرة لدي. لكنني أخطأت بكل بساطة». وأضافت: «لم أكن الوحيدة التي ارتكبت خطأ».
كما تطرقت كلينتون إلى حدث مهم آخر عندما ذكرت بأنها سعت عندما كانت وزيرة للخارجية إلى إطلاق سراح السرجنت بو برغدال الذي أسرته حركة طالبان في أفغانستان لخمس سنوات قبل أن تتم مبادلته بخمسة من قيادييها كانوا معتقلين في غوانتانامو.
وقالت كلينتون «أقر كما قلت في الماضي بأن فتح الباب أمام المفاوضات مع طالبان أمر من الصعب تقبله بالنسبة إلى الكثير من الأميركيين بعد كل هذه السنوات من الحرب». وكشف الكتاب عن أن مناقشات كثيرة بشأنه دارت في السابق بين كبار مستشاري السياسة الخارجية ومن بينهم كلينتون.
وأثارت صفقة التبادل التي تمت بوساطة من قطر جدلا كبيرا. وقد قال أعضاء سابقون في الإدارة الأميركية لصحيفة «واشنطن بوست» بأن كلينتون كانت تعارض مثل هذه الصفقة في 2011 لأنها لا تتضمن حظرا على سفر عناصر الطالبان بعد الإفراج عنهم.
ويأتي نشر هذه المقتطفات من الكتاب مع الجدل الذي اقترن بقرار أوباما مبادلة خمسة من متشددي طالبان محتجزين في المعتقل الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا بالسرجنت الأميركي بو برغدال.
وتعترف كلينتون بأنها خلال فترة توليها وزارة الخارجية في الفترة من 2009 إلى 2013 ارتكبت زلة لسان بإعلان إعادة ضبط العلاقات الأميركية مع روسيا. وأثار ضم روسيا شبه جزيرة القرم في مارس (آذار) تساؤلات بشأن ما أطلق عليه إعادة ضبط العلاقات.
وتصف كلينتون في كتابها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه شديد الحساسية واستبدادي لا يقبل النقد.
 
النظام يعدم مقاتلين سلموا أنفسهم في حمص بعد الاتفاق على إطلاقهم وواشنطن تقدّم مساعدات «فتاكة» للمعارضة المعتدلة
المستقبل....ا ف ب، الائتلاف الوطني السوري
أعلنت الولايات المتحدة أمس أنها تقدم «دعماً فتاكاً وغير فتاك» الى المعارضة السورية المعتدلة. وذكر الائتلاف الوطني السوري أن نظام الأسد أعدم قرابة 20 شخصاً في حمص بعد أن تم الاتفاق معهم على أن يطلق سراحهم حال تسليم أسلحتهم.

فقد أعلنت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما في تصريح لشبكة «سي ان ان» أمس، أن الولايات المتحدة تقدم «دعماً فتاكاً وغير فتاك» الى المعارضة السورية المعتدلة.

وقالت رايس غداة إعلان إعادة انتخاب بشار الأسد رئيساً لولاية ثالثة إن «الولايات المتحدة كثفت دعمها للمعارضة المعتدلة المؤكد أنها كذلك، مقدمة لها مساعدة فتاكة (سلاحاً) وغير فتاكة».

وترافق رايس الرئيس الأميركي في زيارته الى شمال فرنسا، حيث تجري الاحتفالات بالذكرى السبعين لإنزال النورماندي.

وكانت الولايات المتحدة تؤكد حتى الآن أنها تكتفي بتقديم دعم غير فتاك للمعارضة السورية خوفاً من وقوع الأسلحة بأيدي مجموعات متطرفة تنشط في صفوف المعارضة.

وعن سؤال حول ما إذا كانت رايس تعلن بذلك تغييراً رسمياً في الاستراتيجية الأميركية رفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن الرد، واكتفت بالقول «نحن لسنا الآن في موقع يتيح تفصيل كل مساعدتنا، ولكن وكما قلنا بشكل واضح، فإننا نقدم في الوقت نفسه مساعدة عسكرية وغير عسكرية الى المعارضة» السورية.وذكر الائتلاف الوطني السوري أن نظام الأسد قام بإعدام قرابة 20 شخصاً ونقل أكثر من 80 آخرين من مقاتلي حمص إلى فرع 235 (المعروف باسم فرع فلسطين) في دمشق، وكان هؤلاء المقاتلون سلموا أنفسهم وخرجوا من أحياء حمص المحاصرة إلى حي الخضر بعد أن تم الاتفاق مع النظام على أن يطلق سراحهم حال تسليم أسلحتهم، وحدث ذلك قبل عقد الاتفاقية التي رعتها الأمم المتحدة حول إخلاء أحياء حمص الشهر الماضي، بحسب معلومات وصلت إلى الائتلاف من ناشطين في المدينة.

واستنكر الائتلاف الوطني عملية الإعدام التي نفذها نظام الأسد بحق هؤلاء المعتقلين، وعبر عن قلقه الشديد إزاء مصير البقية الذين تم نقلهم، وطالب المنظمات الدولية بالتحرك السريع للتأكد من سلامتهم بعد توثيق آلاف المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون الأسد.

ودان الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس بشدة «استمرار نظام الأسد باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين»، مشيراً إلى «استقبال المكتب الطبي في مدينة عربين بريف دمشق صباح (أول من) أمس 10 حالات اختناق ناتجة عن استنشاق غازات سامة ألقتها قوات نظام الأسد«.

وأضاف جاموس في تصريح صحافي أنه «بعد أخذ العينات، رجح الأطباء الذين عاينوا المصابين أن تكون هذه الغازات شبيهة بغاز الكلور الذي استخدامه نظام الأسد في كل من حرستا والمليحة الشهر الماضي«.

وأكد رفض الائتلاف لمحاولات نظام الأسد «التلاعب بقرارات المجتمع الدولي والإبقاء على 12 موقعاً لتصنيع الأسلحة الكيميائية مغلقة بدل تدميرها وفقاً لقرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي تبناه مجلس الأمن»، مشيراً في هذا السياق إلى أن «المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة سيغريد كاغ؛ كشفت خلال جلسة إحاطة لمجلس الأمن، عن وجود تناقضات في القائمة الأصلية التي أعلن عنها النظام، مما يعني أن الأسد ربما يتمكن من الاحتفاظ ببعض المواد الكيميائية ما لم يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً وجاداً تجاه هذه المحاولات«.

ميدانياً، سقط قتلى وجرحى إثر غارات جوية على مدن بريف حلب، وسط تواصل الاشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في حي القابون بدمشق ومحيط بلدة المليحة بريف دمشق الشرقي.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن الطيران الحربي شنّ غارات جوية عدة على مدن إعزاز ومدينة الأتارب ومدينة تل رفعت التي قتل فيها ثلاثة أشخاص وأصيب عدد آخر بجروح.

من جهتها، قالت شبكة شام إن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا إثر قصف منطقة السكن الشبابي بحي الأشرفية في حلب بالبراميل المتفجرة، كما أغار الطيران الحربي على أحياء الهلك وباب النصرة وقسطل حرامي.

وذكر ناشطون أن ثلاثة قتلى - بينهم طفل- لقوا حتفهم نتيجة قصف الطيران الحربي بلدة أخترين بريف حلب، كما أدى القصف أيضاً إلى سقوط جرحى.

وفي دمشق، استهدف قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة حي جوبر، كما سقطت قذيفة هاون على حي الصالحية.

يأتي ذلك وسط استمرار الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي القابون بدمشق ومحيط بلدة المليحة بريف دمشق الشرقي، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي، مما أسفر عن مقتل أحد عناصر الجيش الحر متأثراً بجراحه ومقتل ثلاثة من جنود النظام أثناء الاشتباكات، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.

كما قال ناشطون إن قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً تعرضت له مدينة دوما بريف دمشق الشرقي أثناء تأدية صلاة الجمعة.

وفي حماة، ذكرت المؤسسة الإعلامية بحماة أن هناك غارات بالبراميل المتفجرة على عدد من المدن وقرى حماة، وسط اشتباكات بمحيط قاعدة تل عثمان العسكرية بريف حماة الغربي.

وشنّ النظام السوري غارات جوية على مدن إنخل ونوى وسحم الجولان، وقصف بالمدفعية بلدات اليادودة وعتمان بريف درعا.

واستهدف مقاتلو المعارضة السورية بالمدفعية الثقيلة تجمعات لقوات الأسد جنوب معرة النعمان بريف إدلب.

وفي اللاذقية، قالت مسار برس إن كتائب المعارضة استهدفت بالمدفعية والهاون تجمعات لعناصر الدفاع الوطني في قرية السمرا وقتلت عدداً منهم.

وفي دير الزور، سيطر مجلس شورى المجاهدين التابع للجيش الحر على قرية الفدين بريف دير الزور الشمالي بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش».

وتشهد الأنفاق المحفورة في باطن الأرض على المدخل الشرقي لدمشق، على حرب من نوع آخر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تستعمل فيها الى الأسلحة التقليدية، تقنيات متعددة منها الإنصات والمكر والتسلل.

ويقول مازن وهو ضابط في الجيش السوري برتبة نقيب، لوكالة فرانس برس «نعتمد بالدرجة الأولى على آذاننا. عندما نتمكن من تحديد مصدر الضجيج (الناتج عن الحفر المضاد)، نحفر في اتجاه الهدف».

ويضيف وهو جالس في ما يشبه الجحر في أسفل مبنى مهجور في حي جوبر الدمشقي، «ثم تحصل المفاجأة: إما نجد المسلحين أمامنا وتقع معركة ومواجهة مباشرة، وإما نسد لهم نفقهم، وإما نستخدمه لصالحنا».

ويُعد الحي الواقع في شرق العاصمة ويشهد معارك يومية بين طرفي النزاع اللذين يتقاسمان السيطرة عليه، محوراً استراتيجياً لقربه من ساحة العباسيين. ويمثل وصول المقاتلين الى الساحة تهديداً جدياً للعاصمة التي تُعد نقطة ارتكاز نظام الأسد.

ويمكن رؤية حفرة عمقها سبعة أمتار في موقع النقيب مازن، وهي تقود الى «غرفة مراقبة» وضعت فيها أجهزة كومبيوتر وشاشات متصلة بكاميرات منصوبة في الأنفاق التي حفرتها القوات النظامية.

ويشرح أحد العسكريين أن المعارك في جوبر تقسم الى قسمين: أولهما «حرب ناعمة» تدور فوق الأرض وتشمل نشر كل طرف قناصة تابعين له في مبانٍ تبعد عن بعضها أمتاراً قليلة أحياناً. وتترافق المعارك مع قصف من الطرفين واستخدام النظام للطيران الحربي.

لكن «الحرب الفعلية» تدور تحت الأرض. ويشرح الجندي وهو جالس قبالة جهاز كومبيوتر «هنا توجد مدينتان: واحدة فوق الأرض، وأخرى سفلية حيث نتواجد، وهي أكثر واقعية من الأولى».

ولتفادي نيران القناصة، حفر الجيش النظامي أنفاقاً ضيقة تصل بين المباني التي يسيطر عليها، ووضع فيها مصابيح إضاءة. وفي باحة مبنى من ثماني طبقات يمكن رؤية حفرتين ظاهرتين تؤديان الى نفقين. وغالباً ما تكون الأنفاق مؤلفة من مسارات عدة فوق بعضها.

ويشرح الملازم ماهر أن «الطبقة السفلية الأولى مخصصة للإمداد، والثانية للتواصل بين المواقع، والثالثة لإجلاء الجرحى. أما الطبقة الأخيرة التي قد يصل عمقها الى 12 متراً، فتكون مفخخة. وفي حال أراد العدو التسلل، نقوم بتفجير المتفجرات التي زرعناها فيها».

ويتفادى الطرفان المتقاتلان حفر الأنفاق على مستوى واحد، إذ إن ذلك يجعل عملية كشفها سهلة بالنسبة الى الخصم. ويشبه الوضع لعبة «القط والفأر»، إذ يحاول كل طرف تفادي الآخر، أو خداعه لكشف مخبئه.

ويقول أحد الجنود إن «النقيب علي يثير جنون المسلحين لأنه يعرف كيف يحفر الأنفاق بطريقة تتيح لنا التسلل من خلفهم».

ويقول العقيد رامز إن «التكتيك الذي يعتمده المسلحون مزدوج: حفر الأنفاق للوصول الى أبنيتنا لتفجيرها، أو حفر أنفاق تتخطى خطوط دفاعنا للتسلل الى المدينة من وراء ظهورنا».

ويستخدم مقاتلو المعارضة منذ أشهر عمليات تفجير الأنفاق في مناطق عدة تشهد معارك، وتكون هذه الأنفاق مربوطة إجمالاً بمواقع عسكرية أو مراكز تجمع للقوات النظامية، أو تهدف التفجيرات الى فتح طريق الى موقع آخر، وأبرز هذه التفجيرات حصلت في حلب في شمال البلاد وفي إدلب (شمال غرب).

وبث ناشطون معارضون على موقع «يوتيوب» أشرطة مصورة لعمليات التفجير وأخرى تظهر عمليات الحفر التي تتم بأدوات بدائية ويدوية. ويقول بعض المقاتلين في التسجيلات إن الأنفاق تهدف الى تأمين خطوط امداد للمناطق المحاصرة والتسلل الى مواقع النظام وتدميرها.

في دمشق، طلبت الفرقة التي يقودها العقيد رامز مساعدة خبراء في علم الجيولوجيا، مزودين بأجهزة استشعار قادرة على التقاط وجود تجويفات على عمق يراوح بين عشرة أمتار و15 متراً. إلا أن هذه الأجهزة تعطي إشارات مضللة في بعض الأحيان، إذ يتبين أنها تعود لقنوات رومانية قديمة. بالنسبة الى الجيش السوري، هناك خطان أحمران: ساحة العباسيين القريبة من وسط العاصمة، وبرج «مجمع 8 آذار/مارس» في جوبر، وهو بناء مرتفع يجعل الجزء الشرقي من دمشق في مرمى نيران قناصة المعارضين في حال تمكنوا من السيطرة عليه.

ويقول العقيد رامز إن الجيش أحبط قبل أشهر «هجوماً كبيراً على دمشق»، إثر اكتشافه «في اللحظة الأخيرة»، نفقاً يصل الى خلف خطوط دفاع القوات النظامية.

وبحسب ضابط في أجهزة الأمن، فإن مقاتلي المعارضة «حفروا العديد من الخنادق في جوبر، المئات منها تصل الى بلدات أخرى» في محيط دمشق.

بالنسبة الى مقاتلي المعارضة، قد يستغرق حفر نفق شهوراً.

ويوضح تقرير للمكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية التابعة للائتلاف الوطني المعارض بعنوان «حرب الأنفاق»، أن «الثوار يقضون شهوراً لإنجاز الحفر والوصول الى النقطة المستهدفة وهم يستخدمون وسائلهم البدائية ويتغلبون على نقص الأوكسيجين والعتمة أيضاً بالوسائل المتاحة، ويحدث أحياناً أن يتم اكتشاف النفق قبل إتمامه، وتكون النتيجة تفجيره وضياع شهور من التعب».

وأشار الى أن «حفر الأنفاق ليس خياراً سهلاً ولكنه الحل الوحيد في ظل انعدام التكافؤ في التسليح والمعدات» بالمقارنة مع ترسانة النظام وتجهيزاته.

ويقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية سليم حربا في مقره في دمشق، «لم توجد في العالم شبكة أنفاق متشعبة كتلك الموجودة في سوريا حالياً«. ويشير الى أن الظاهرة «انطلقت في حمص (وسط) في 2012. ومنذ ذلك الحين، اكتشف الجيش (النظامي) 500 نفق في البلاد، لكن أعتقد أن عدد الأنفاق المحفورة هو ضعف ذلك».
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,902,510

عدد الزوار: 7,650,079

المتواجدون الآن: 0