"حزب الله" ينقل احياء الضاحية الى حارات دمشق....كاغ «المرأة الحديدية» التي قد تخلف الإبراهيمي للوساطة في سوريا...

قصف على مستشفى على حدود تركيا... وقتلى بغارة قرب الأردن....«مكتب دائم» للوسيط الإيراني في حي الوعر آخر معاقل المعارضة في حمص....مجزرة في حلب والجيش السوري الحرّ يتقدّم في الغوطة الشرقية و «الائتلاف» يردّ: نصرالله يروّج لانتخابات الدم

تاريخ الإضافة الإثنين 9 حزيران 2014 - 6:40 ص    عدد الزيارات 2215    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مجزرة في حلب والجيش السوري الحرّ يتقدّم في الغوطة الشرقية و «الائتلاف» يردّ: نصرالله يروّج لانتخابات الدم
ا ف ب، سكاي نيوز، الائتلاف الوطني السوري، «المستقبل»
رفض الائتلاف الوطني السوري «المسرحية الهزلية التي جرت خلال الأيام الماضية في سوريا التي وصفها حسن نصرالله بأنّها تعبير عن إرادة الشعب السوري»، معتبراً في بيان أنّ الأمين العام لـ»حزب الله» يروّج لانتخابات الدم«.

وقال الائتلاف إن تلك الانتخابات التي وصفها كثير من الدول بأنّها «مهزلة»، «لا يمكن أن ترقى إلى عملية ديموقراطية بأي حال من الأحوال، ويكفي دليلاً على ذلك مئات الحواجز والفرق الأمنية التي انتشرت بشكل كثيف لتفتيش المواطنين والتأكد من مشاركتهم بالانتخابات، مروراً بسيل من الإجراءات القمعية التي تزامنت مع كافة أنواع التهديد والوعيد الموجّه لكل فرد يحاول مقاطعة العملية«.

وتابع البيان «لم يحظ بشار الأسد ومن قبله أبوه حافظ الأسد منذ انقلابهم على السلطة بأدنى متطلبات الشرعية، ولم تعرف سوريا خلال حكمهم سوى الديكتاتورية والاستبداد، وارتكاب العديد من المجازر التي راح ضحيتها آلاف المدنيين المطالبين بالحرية«.

وذكّر الائتلاف «بضرورة قيام المجتمع الدولي بكل ما من شأنه إجبار نظام الأسد على القبول بالاتفاقيات والمقررات الدولية التي تشكل أساساً للحل السياسي في سوريا وأولها بيان جنيف، والعمل انطلاقاً من ذلك نحو بناء مناخ ديموقراطي حقيقي يعبّر فيه الشعب السوري عن تطلعاته للحرية والحكم العادل«.

وأكد الائتلاف أخيراً بأنّ الشعب السوري مستمر في ثورته حتى الانتصار وطرد كل الميليشيات الإجرامية المقاتلة إلى جانب نظام الأسد والعمل على تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والديموقراطية».

ووصف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف محمد خير الوزير تصريحات نصر الله بأنها «منطقية بالنسبة له لأن إبقاء الأسد مرتبط بشكل وثيق بوجود قوته المتطرفة والإرهابية التي يدعمها النظام الإيراني في المنطقة».

وقال الوزير في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي « إن ميليشيا حزب الله لا تملك قرارها، ولكن تعتبر اللسان والعصا والناطق الرسمي للنظام الإيراني. وتصريح نصر الله يعني أنّ هناك منهجية واضحة من الأسد وحلفائه، برمي الجهود الدولية عرض الحائط، ومحاولة العودة بالملف السوري إلى نقطة الصفر، من أجل استنزاف الثورة ودماء السوريين عن طريق الوقت، من خلال عدم الاعتراف بما أقر عليه المجتمع الدولي في جنيف».

وقالت نائب رئيس الائتلاف الوطني نورا الأمير إنه من المؤسف تصنيف المعتقلات السوريات كضحايا لأنهن دفعن ثمن الحرية وهذا ينسف إرادةَ المعتقلة وعملَها الحقيقي خلال الثورة على نظام بشار الأسد.

وفي مؤتمر صحافي عقده الائتلاف الوطني في إسطنبول أوضحت الأمير أن النظام انتهج العنف الممنهج ضد النساء ، لافتة إلى أن المعتقلات في سجون النظام تعرضن لأنواع العنف والإهانة والاغتصاب انتهاء بقتلهن. من ناحية أخرى، أشارت الأمير إلى أن هذه الحوادث دفعت الأهالي للنزوح خوفاً من هذه الممارسات، مشددة على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لنقل نظام الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية.

وسقط عدد من الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال في أحياء بني زيد والأشرفية والسكن الشبابي في حلب من جراء قصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة التي استهدفت تلك الأحياء صباح أمس. كما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مخيم حندرات حلب ما أدى إلى أضرار مادية، وأسقط براميل متفجرة على حي بستان القصر في المدينة ما أدى إلى وقوع جرحى. كما قصفت قوات النظام بالطيران الحربي مدينة تل رفعت بحلب. وسقطت ضحية واحدة وجريحان في قصف جوي على قرية زور الحيصة بحماة، وفي الأثناء ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة كفرزيتا في حماة.

وسقط صاروخ أرض - أرض على أطراف بلدة جسرين بريف دمشق ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة، في حين شن طيران نظام الأسد غارات على مدينة دوما بريف دمشق، ما أدى إلى سقوط جرحى وأضرار مادية، كما قصفت قوات النظام بالطيران وبقذائف الدبابات على مدينة الزبداني ما أسفر عن أضرار مادية. في حين استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون مواقع لقوات النظام على أطراف بلدة المليحة في ريف دمشق محققاً إصابات مباشرة.

ووقع 4 ضحايا وعدد من الجرحى جراء غارة من طيران قوات النظام الحربي وسقوط صاروخ أرض - أرض في بلدة تسيل بدرعا. كما قصفت قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون بلدة عدوان في ريف درعا ما أدى إلى وقوع أضرار مادية. في حين قصف الجيش السوري الحر بقذائف الهاون مقار لقوات النظام في تل الجموع بدرعا، ودارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام غرب بلدة النعيمة وسط قصف عنيف نفذته قوات الأخير.

وأعلن ناشطون من المعارضة السورية أمس ، أن الجيش الحر أحرز تقدماً في ريف دمشق في موازاة إطلاق المعارضة معركة «تل الجموع» في درعا وجنوب القنيطرة.

وقال تجمع «أنصار الثورة السورية» إن فصائل من المعارضة المسلحة استعادت السيطرة على مصنع المطاط على طريق جسرين في الغوطة الشرقية بريف العاصمة.

كما استهدف الجيش الحر تجمعات للقوات الحكومية موقعة في صفوفها عشرات القتلى في المليحة، حيث ردّ الجيش بقصف مناطق عدة من البلدة تسيطر عليها فصائل المعارضة.

وفي محافظة درعا، قصفت فصائل المعارضة مقار القوات الحكومية في تل الجموع الواقع غرب درعا الذي يعد آخر معاقل الحكومة السورية في المنطقة، حسب الناشطين.

واندلعت اشتباكات، وصفت بالعنيفة، بمحيط التل، حيث تتمركز القوات الحكومية بين مدينة نوى وبلدة تسيل بريف درعاـ تزامناً مع قصف عنيف يستهدف المناطق المحيطة بالتل.

أما في إدلب، فقد أغار الطيران الحربي، وفقاً للمرصد السوري على مناطق في محيط جامعة إيبلا بمنطقة سراقب، مما أسفر عن مقتل طفلتين وإصابة 7 أطفال.

وقصفت القوات الحكومية مناطق في بلدتي بفطامون وحلول بريف إدلب، حسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى اندلاع معارك بين طرفي النزاع في منطقة البريج بمحافظة حلب. وشهدت محافظات أخرى في سوريا مواجهات بين المعارضة والقوات الحكومية تدعمها ميليشيات موالية، لاسيما في دير الزور واللاذقية حيث اندلعت الاشتباكات في محيط جبل تشالما.
 
«مكتب وساطة» إيراني في «عاصمة الثورة»
لندن، بيروت، تونس - «الحياة»، أ ف ب
خطت ايران خطوة إضافية في مساعيها لرعاية تسويات مصالحة محلية تخدم مصالحها والنظام السوري، لدى اقتراح ممثلي النظام فتح «مكتب دائم للوسيط الإيراني» لمعالجة أي خرق للتسوية في حمص «عاصمة الثورة»، في وقت اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله بالترويج لـ «انتخابات الدم» التي ثبتت بشار الأسد رئيساً. واستمر الطيران السوري بشن غارات على مناطق مختلفة من البلاد مع تصعيد القصف على ريف إدلب في شمال غربي البلاد، حيث قتل مدنيون بغارات على مستشفى شمالاً قرب حدود تركيا وجامعة في ريف إدلب.
وقال «الائتلاف» في بيان أمس: «لا يمكن المسرحية الهزلية التي جرت خلال الأيام الماضية في سورية ووصفها نصر الله بأنها تعبير عن إرادة الشعب السوري، أن ترقى إلى عملية ديموقراطية بأي حال من الأحوال، ويكفي دليلاً على ذلك مئات الحواجز والفرق الأمنية التي انتشرت في شكل مكثف لتفتيش المواطنين والتأكد من مشاركتهم في الانتخابات، مروراً بسيل من الإجراءات القمعية التي تزامنت مع كل أنواع التهديد والوعيد الموجه لكل فرد يحاول مقاطعة العملية». وكان نصرالله قال في خطاب أول من أمس، إن «الحل يبدأ وينتهي مع الأسد».
وجدد «الائتلاف» دعوته إلى «ضرورة قيام المجتمع الدولي بكل ما من شأنه إجبار النظام على القبول بالاتفاقات والقرارات الدولية التي تشكل أساساً للحل السياسي في سورية، وأولها بيان جنيف» الذي تضمن الدعوة لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول النظام والمعارضة. وقال التكتل المعارض إن «الشعب السوري مستمر في ثورته حتى الانتصار وطرد كل الميليشات الإجرامية المقاتلة إلى جانب نظام الأسد والعمل على تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والديموقراطية».
تزامن ذلك مع معلومات توافرت أمس حول مفاوضات تجري بين ممثلي النظام والمعارضة لتطوير وقف إطلاق النار في حي الوعر في حمص الذي يضم 300 ألف شخص إلى هدنة دائمة. وتضمنت مسودة قدمت أمس وحصلت «الحياة» على نسخة منها، تسع نقاط، بينها تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم و «تسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين والمتخلفين» عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية وفتح جميع الطرقات إلى حي الوعر وانتشار قوات الجيش النظامي لـ «فترة بسيطة» متفق عليها إلى أن يتم الانتهاء من تفتيش الحي وانسحاب قوات الجيش النظامي خارجه و «سحب آلياته الثقيلة» مقابل دخول عناصر الشرطة المدنية وجهاز استخبارات أمن الدولة «من دون حواجز وضمان عدم اعتقال» أهالي الوعر والمعارضين.
وكان لافتاً أن البند الثامن من مسودة اتفاق الهدنة نص على «فتح مكتب للوسيط الإيراني في الحي لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق»، إضافة إلى عودة الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة مع الضمانات. وقالت المصادر إن ممثلي النظام في المفاوضات حضوا المعارضة على تعجيل التوصل إلى اتفاق لترتيب عودة عشرات آلاف الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة بعد الاتفاق الذي وقع الشهر الماضي.
ميدانياً، صد مقاتلو المعارضة لليوم الـ66 محاولات قوات النظام والميليشيات السيطرة على المليحة شرق دمشق التي تتعرض لصواريخ ارض - ارض. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران السوري شن غارتين على مستشفى شمال سورية قرب حدود تركيا ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص وتدمير سيارات إسعاف. وأضاف أن الطيران قصف أيضاً «مناطق في محيط جامعة إيبلا الخاصة في منطقة سراقب في إدلب ما أدى إلى مقتل طفلتين وإصابة 8 مواطنين بينهم 7 أطفال».
وبين دمشق وحدود الأردن، قتل أربعة مواطنين ومواطنة مع توافر معلومات عن مقتل أربعة آخرين جراء قصف لقوات النظام بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض على منطقة في بلدة تسيل» في ريف درعا.
سياسياً، قررت وزارة الخارجية التونسية فتح مكتب إداري لـ «العناية بالجالية التونسية» في سورية بدمشق، ذلك بعد سنتين من إعلان الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي قطع العلاقات الديبلوماسية بين بلاده والنظام السوري. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية التونسية مختار الشواشي لـ «الحياة»: «الوجود الإداري التونسي في سورية لا يعني بأي حال من الأحوال استعادة العلاقات الديبلوماسية مع دمشق»، موضحاً أن الأمر يقتصر على تقديم الخدمات الإدارية وتسهيل أمور التونسيين المقيمين في سورية.
 
«مكتب دائم» للوسيط الإيراني في حي الوعر آخر معاقل المعارضة في حمص
الحياة...لندن - ابراهيم حميدي
كشفت مصادر متطابقة لـ «الحياة» امس ان مفاوضات تجرى بين ممثلي النظام السوري ومقاتلي المعارضة لانجاز تسوية نهائية في حي الوعر آخر معاقل المعارضة في حمص وسط البلاد. وتضمنت مسودة الاتفاق بنوداً عدة، احدها «فتح مكتب للوسيط الايراني لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق» الجاري العمل لانجازه.
وجرى في الشهر الماضي التوصل الى اتفاق في حمص القديمة عبر وسيط ايراني، تضمن خروج مقاتلي المعارضة بسلاحهم الى الريف الشمالي لحمص واطلاق «الجبهة الاسلامية» امرأة ايرانية ورجل روسي وعشرات المدنيين، لكن حي الوعر الذي يضم نحو 300 الف مدني بينهم مقاتلون من المعارضة واسر مقاتلين كانوا لجأوا اليه، بقي آخر معاقل المعارضة في «عاصمة الثورة» السورية.
ويضم حي الوعر عدداً من أهالي حمص القديمة وكتائب مقاتلة، حيث فرضت قوات النظام حصاراً شديداً عليه ضمن سياسة «الجوع او الركوع». وقال احد اعضاء لجنة الوساطة ان ثلاثة اطراف مؤثرة في الحي: قوات النظام الامنية والعسكرية، مقاتلو المعارضة، ميليشات شيعية تشكلت من قريتين شيعيتن على طرف الجزيرة السابعة للحي.
واوضحت ريم تركماني لـ «الحياة» وهي على صلة بالمفاوضات، ان «الإلتزام بالهدنة الأولية التي تم الإتفاق عليها منذ أكثر من أسبوعين مؤشر جيد على جدية الأطراف بالتزام بنود الإتفاق الذي يتم التفاوض عليه الآن»، مشيرة الى اهمية حصول «خطوات بناء ثقة مثل هذه لإعادة الثقة بالمسعى التفاوضي نفسه وليس فقط الثقة بين الأطراف المتفاوضة».
وكانت اجراءات بناء الثقة التي انجزتها لجنة المفاوضات بدعم من «منظمة الهلال الاحمر»، سحب جثث ثمانية مقاتلين من المعارضة و11 من المقاتلين الموالين للنظام.
وانجز وسطاء وقفاً لاطلاق النار في نهاية الشهر الماضي، لكن المفاوضات جارية لانجاز تسوية نهائية او لمدة ستة اشهر على الاقل. وبحسب وثيقة حصلت عليها «الحياة»، فان المفاوضات الجارية تضمنت اتفاق ممثلي النظام والوسيط الايراني من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى على مسودة هدنة نهائية قدمت امس الى المعارضة، تضمنت تسع نقاط بينها تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم و «تسوية اوضاع المطلوبين والمنشقين والمتخفلين» عن اداء الخدمة العسكرية الالزامية وفتح جميع الطرقات الى حي الوعر.
وتضمنت المسودة ايضا «اخراج من لا يرغب بالتسوية» الى خارج الحي و انتشار قوات الجيش النظامي لـ «فترة بسيطة» متفق عليها الى ان يتم الانتهاء من تفتيش الحي وانسحاب قوات الجيش النظامي الى خارج الحي و»سحب الياته الثقيلة» مقابل دخول عناصر الشرطة المدنية وجهاز استخبارات امن الدولة «من دون حواجز وضمان عدم اعتقال» اهالي الوعر والمعارضين.
ونص البند الثامن من مسودة اتفاق الهدنة على «فتح مكتب للوسط الايراني في الحي لمعالجة اي خرق او تجاوز للاتفاق»، اضافة الى عودة الاهالي الى بيوتهم في حمص القديمة مع الضمانات. وقالت المصادر ان ممثلي النظام في المفاوضات حضّوا المعارضة على تعجيل التوصل الى اتفاق لترتيب عودة عشرات الاف الاهالي الى بيوتهم في حمص القديمة بعد الاتفاق الذي وقع الشهر الماضي.
بحسب تركماني، فان المفاوضات تتناول حاليا «آليات تطبيق الإتفاق والجدول الزمني» ذلك انه ليست هناك «جهات يمكن أن تعتبر رقيبا مستقلا على تنفيذ الإتفاق، اذ وجود الأمم المتحدة التي يفترض ان تلعب مثل هذا الدور لا يزال ضعيفاً، كما لا يملك فريقها في سورية صلاحيات لمراقبة الإتفاقيات (المصالحة المحلية). أما الطرف الإيراني فهو أقرب لأن يكون ضامناً لبنود الإتفاق ولا يمكن أن يكون الرقيب على تنفيذه».
وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اتهم في بيان النظام بـ «اعدام قرابة 20 شخصاً واعتقال 80 آخرين من مقاتلي حمص بعدما سلم هؤلاء أنفسهم وخرجوا من أحياء حمص المحاصرة إلى حي الخضر بموجب اتفاق مع النظام على أن يطلق سراحهم حال تسليم أسلحتهم»، الامر الذي لم يحصل.
وبالتوازي مع المفاوضات، بدأت الحياة تستعيد بعض الهدوء في الوعر لاول مرة منذ 14 شهراً. وقال احد النشطاء ان الكهرباء والمياه عادتا الى الحي بعد انقطاع من خمسة اشهر، اضافة الى توافر المواد الغذائية وادخالها في شكل متقطع. واضاف الناشط لـ «الحياة» في رسالة الكترونية: «انه منظر يبعث بالامل للحياة من جديد مع إيقاف آلة القتل اليومي الذي كان يتعرض له اهالي الحي قبل اتفاق وقف إطلاق النار، هو المشي في شوارع تحت أنظار قناصة النظام وانتشار بسطات بيع الخضار وفتح محلات غذائية» في الحي، لافتاً الى ان «حظر التجول يفرض مساء» كل يوم.
لكن الناشط اشار الى ان «تردي مستوى الحياة المعيشية والفقر اديا الى قلة حركة البيع والشراء، اضافة الى ان بعض المواد يباع بثلاثة اضعاف سعره». واشار الى ازدهار «تجار الحرب» عبر تبادل منافع بين التجار ومسؤولين محليين للسيطرة على بيع البضائع لتحقيق ارباح كبيرة. وقال: «اذا حصل اشتباك بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، يمنع ادخال المواد إلى حي الوعي لفترة معينة كعقوبة اضافية».
وبحسب تقرير رفعه احد النشطاء الى الوسطاء، اصيب خلال فترة التفاوض ثلاثة اشخاص برصاص قناصة النظام منذ تطبيق وقف اطلاق النار وتم استهداف الحي بقذائف دبابات وان مقاتلي المعارضة «لم يردوا على ذلك خشية انهيار المفاوضات».
ومنذ فرض الحصار على حي الوعر، لم يسمح بالدخول والخروج من الحي سوى للموظفين الحكوميين وطلبة الجامعات فقط و «يمنع خروج أو دخول إي عائلة أو فرد إلا بورقة موافقة امنية حتى الحالات المرضية المزمنة والخطرة تحتاج لهذه الموافقة»، بحسب الناشط.
وكان لافتاً ان بعض اهالي حي الوعر شارك في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، خصوصا موظفي القطاع العام وطلاب الجامعات. وقال الناشط: «بعضهم انتخب لانه يريد حلاً والبعض انتخب بسبب الخوف، فيما انتخب آخرون مقابل حصول كل منهم على ربطتي خبز في شكل مجاني». وزاد: «كان بين المقترعين اهالي شهداء ومعتقلون».
واعربت تركماني عن الاسف لـ «عدم تحقيق مكاسب سياسية» في اتفاقات التهدئة التي حصلت في حمص القديمة وعدد من اطراف دمشق في الفترة الاخيرة، مشيرة الى التدخل الاقليمي في المفاوضات.
إلى ذلك، قالت مصادر أخرى لـ «الحياة» إن السلطات التركية بدأت تضيق على تدفق اللاجئين إلى أراضيها تحسباً لتدفق حوالى 300 ألف لاجئ جديد في ضوء توافر معلومات عن نية قوات النظام فرض حصار على أحياء في حلب شمال البلاد، وتكرار تجربة حمص القديمة والوعر.
 
تونس تفتح مكتباً إداريا في دمشق «من دون إعادة العلاقات الديبلوماسية»
الحياة...تونس - محمد ياسين الجلاصي
قررت وزارة الخارجية التونسية فتح مكتب إداري لـ «العناية بالجالية التونسية» في سورية بدمشق، ذلك بعد سنتين من إعلان الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي قطع العلاقات الديبلوماسية بين بلاده والنظام السوري على خلفية الحرب هناك.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية التونسية مختار الشواشي، في تصريح إلى «الحياة» أن وزارته انطلقت رسمياً في الإعداد اللوجيستي لفتح المكتب الإداري التونسي في دمشق بعد موافقة السلطات السورية، مضيفاً أن عمل هذا المكتب سيبدأ «في القريب العاجل».
ووفق مصادر في وزارة الخارجية، فإن الحصول على موافقة دمشق لفتح المكتب الإداري التونسي جاء بعد مفاوضات عسيرة مع الجانب السوري الذي يبدو أنه اشترط في البداية إنهاء القطيعة الديبلوماسية بين سورية وتونس قبل أن يعطي موافقته أخيراً.
وشدد الشواشي على أن «الوجود الإداري التونسي في سورية لا يعني بأي حال من الأحوال استعادة العلاقات الديبلوماسية مع دمشق»، موضحاً أن الأمر يقتصر على تقديم الخدمات الإدارية وتسهيل أمور التونسيين المقيمين في سورية.
ولم تقم السلطات التونسية منذ قطع العلاقات مع سورية قبل سنتين بإحصاء عدد مواطنيها هناك مع العلم أن عددهم كان يُقدر بحوالى 6 آلاف قبل القطيعة الديبلوماسية بين البلدين. وتطالب قوى سياسية (خصوصاً القومية واليسارية) ومنظمات المجتمع المدني بإعادة فتح سفارة تونس في دمشق، بخاصة أن مصير عدد من التونسيين بقي مجهولاً منذ ذلك الوقت.
وكان رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة أعلن، مطلع آذار (مارس) الماضي عزم حكومته إحداث وجود إداري لخدمة جاليتها في سورية. وعلى رغم أن رئاسة الجمهورية التونسية كانت بادرت إلى قطع العلاقات مع دمشق، إلا أنها وافقت على هذا القرار، وقال الناطق باسم الخارجية التونسية «هذا القرار يُلزم تونس وكل سلطاتها ومؤسساتها».
 
قصف على مستشفى على حدود تركيا... وقتلى بغارة قرب الأردن
لندن - «الحياة»
شن الطيران السوري أمس غارتين على مستشفى شمال سورية قرب حدود تركيا، في وقت قتل مدنيون بغارات جنوبا قرب حدود الأردن ضمن قصف طاول مناطق مختلفة في البلاد. واستعاد مقاتلو المعارضة أبنية في المليحة شرق دمشق بعد عدم تمكن القوات النظام والميليشيات الموالية من السيطرة عليها منذ 66 يوماً.
وقالت شبكة «سراج» المعارضة إن «مدنياً قتل وأصيب طبيبان وممرض بغارة شنها الطيران الحربي على مستشفى باب الهوى» على الحدود مع تركيا، موضحة أن «القصف الصاروخي استهدف مبنى مستشفى باب الهوى، ما أحدث أضراراً مادية كبيرة في محتويات المستشفى الذي يعالج المدنيين في المنطقة، حيث دمر الصاروخ سيارتي إسعاف و3 سيارات مدنية كانت مركونة قرب المستشفى الذي يقع داخل معبر باب الهوى الحدودي»، علما بأن مقاتلي المعارضة سلموا المعبر إلى إدارة مدنية قبل فترة.
من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يدين بشدة استهداف سلاح الجو التابع للنظام مستشفى باب الهوى بصاروخين فراغيين»، وأضاف في بيان: «نجدد مطالبتنا لأصدقاء الشعب السوري بتزويد الجيش السوري الحر بالوسائل اللازمة لتحييد سلاح جو النظام لحماية آلاف المدنيين الذين يتعرضون للقصف بالبراميل والصواريخ يومياً، إذ يشكل سلاح طيران الأسد خطراً كبيراً على المدنيين ويصعب تجنب الأثر العشوائي الذي يحدثه القصف الجوي».
وفي ريف إدلب في شمال غربي البلاد، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران الحربي «قصف مناطق في قرية بسامس وأطراف مدينة جسر الشغور، في وقت قتل رجل وطفل جراء إصابتهما في قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة كفروما. كما قصف الطيران الحربي أماكن في منطقة معرشمشة بالريف الشرقي لمعرة النعمان». وأضاف: «قتل مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع قوات النظام في بلدة كفرومة، في حين اغتال مسلحون مجهولون قائداً ميدانياً في كتيبة مقاتلة في بلدة الحمرا القريبة من بلدة دركوش، كما قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة بنّش، ومعلومات عن إصابة مواطنتين بجروح».
في حلب شمالا، قصف الطيران المروحي بـ «البراميل المتفجرة مناطق في دوار الجندول مما أدى لأضرار مادية، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة رتيان في الريف الشمالي لحلب، في حين قتل مقاتلان من الكتائب الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في جبل عزان في ريف حلب الجنوبي»، وفق «المرصد»، الذي أفاد بحصول «اشتباكات في منطقة البريج وقرب دوار المالية وجامع الرسول الأعظم في حي الزهراء، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي الحيدرية».
في دمشق، جدد الطيران المروحي قصفه بـ «البراميل المتفجرة على مناطق في مخيم خان الشيح» جنوب غربي العاصمة وعلى مدينة داريا «ترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق في المدينة، في وقت قتل مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع قوات النظام في داريا»، بحسب «المرصد» الذي قال: «استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون مراكز قوات النظام على أطراف بلدة المليحة وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، كما نفذ الطيران الحربي غارتين على أماكن في المنطقة الواقعة بيت مدينة كفربطنا وبلدة حزة بالغوطة الشرقية، أعقبها قصف لقوات النظام على مناطق في طريق حزة - كفربطنا - سقبا ومناطق أخرى في بلدة حزة شرق دمشق. وقتل طفل وأصيب 9 أشخاص على الأقل بجراح وأنباء عن عدد آخر من الجرحى حالات بعضهم خطرة، جراء قصف بقذائف الهاون على أماكن في منطقة السوق الشعبي في دوما، بالتزامن مع قصف للطيران الحربي على مناطق في المدينة».
وقالت مصادر المعارضة إن مقاتليها استعادوا ابنية في المليحة التي كثف النظام مدعوماً بميلشيات شيعية عملياتها منذ 66 يوماً للسيطرة عليها، مستخدماً «البراميل المتفجرة» وصواريخ أرض - أرض. وقصفت قوات النظام أمس حي جوبر شرق دمشق وسط استمرار المواجهات.
وبين دمشق وحدود الأردن، قنل أربعة مواطنين ومواطنة مع توافر معلومات عن مقتل أربعة آخرين جراء قصف لقوات النظام بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض، على منطقة في بلدة تسيل» في ريف درعا.
في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» إن الاشتباكات استمرت امس بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «جبهة النصرة» في محيط قرية العنبة في ريف دير الزور وأطراف قرية المسرب في الريف الغربي قرب خط الشامية «ترافق مع قصف الدولة الإسلامية بقذائف المدفعية والهاون على مناطق في قرية العنبة».
إلى ذلك، قال «المرصد» إن «داعش» لا يزال يخطف 150 طالباً كردياً في منطقة منبج في ريف محافظة حلب، إضافة إلى 193 شخصاً خطفوا في ريف حلب. وأشار إلى أن النظام «لم يسمح بتعيين مراكز امتحانية في مدينة عين العرب (كوباني) التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي، ما اضطر نحو 1500 طالباً وطالبة من المدينة، إلى السفر والمخاطرة من أجل الوصول إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب، وتقديم امتحانات شهادة المرحلة الإعدادية هناك، ولا يزال مصير الطلاب المائة والخمسين مجهولاً إلى الآن».
 
"حزب الله" ينقل احياء الضاحية الى حارات دمشق
موقع 14 آذار... المصدر : خاص .... علي الحسيني
من الضاحية الجنوبية الى مقام السيدة زينب في سوريا كانت وجهة سيرهم. منذ الخامسة فجراً كان قد اكتمل نصاب ركّاب الحافلة لتصبع على اهبة الاستعداد للإنطلاق نحو هدفها المنشود. شفاه كانت تُتمتم بأدعية وببعض من أيات قرأنية، صلوات كانت تعلو مع كل مرة كان يضغط بها السائق برجله على "دعسة البنزين" علّ صلاوتهم هذه تحفظهم من مجهول قد ان يكون بإنتظارهم عند اي منعطف وعندها ستتحول الرحلة المرجوّة الى كابوس مُحتّم يمكن ان يدوم طويلا كما حصل في السابق مع مخطوفي اعزاز.
يستأذن رُبّان الحافلة من الركّاب لفترة لم تزد عن خمس دقائق ليعود بعدها مُحمّلاً بخمسة عشرة ربطة من الخبز اللبناني "الشباب نفسهم دنيّة" يقول السائق في اشارة منه الى الحواجز التي يُقيمها الجيش النظامي على طول الطريق المؤدية الى المقام في الداخل السوري. "حزب الله" سمح لأصحاب لحملات مؤخراً بتنظيم الرحلات ذات الطابع الديني الى سوريا عن طريق البر لكن وفق شروط تحذيرات مشددة منها: عدم ذهاب الشُبان ما دون الثلاثين رغم عدم تقيّد البعض إضافة الى عدم التطرق لأي من الاحاديث السياسية ان على متن الرحلات او داخل سوريا.
السائق هو القائد الفعلي للرحلة وهو الأعلم ضمن هذه المجموعة بكيفية التعاطي مع مسار رحلته وانطلاقا من خبرته هذه والتي تُعطيه حق التصرّف مثل "قائد ميداني" يحق له التحدث في اي موضوع يخطر على باله حتى ولو من خارج سياق الرحلة ومندرجاتها. يُخبرهم عن منطقتين قريبتين من مقام السيدة زينب اطلق الحزب عليهما اسمين، الاول "حارة حاريك" والثاني "بئر العبد". ويُخبر ايضاً عن مشروع فندق ضخم بالقرب من المقام بات جاهزاً لإستقبال الزبائن يعود لاحد المسؤولين في "حزب الله"، ولدى توجيه سؤال من احدهم ما اذا كان الحزب جاء الى سوريا للقتال ام لإقامة المشاريع السياحية. يُجيب قائد الرحلة ان "سوريا كانت مصدر رزق للبعض كما كانت مصدر شهادة للبعض الاخر، والشاطر يلي استثمر حياته بالشكل الأفضل".
وينقل احد الركّاب الذين كانوا على متن الرحلة المذكورة ان عناصر جيش النظام كانوا يُسمعونهم كلاما غير لائقا في بعض الاحيان على الحواجز ويسألونهم عن هدايا لمناسبة "انتصارهم". واقصى ما اثار حفيظة الراكب نفسه هو ما سمعه من احد الضباط عندما اشار الى حذائه قائلاً "هيدا يلي رح يحرر سوريا". كل هذا والسائق يعمل على لجم الركّأب من خلال نظراته لهم في اشارة الى عدم الرد على الجنود والضباط السوريين والاكتفاء بالسماع لهم ليعود لاحقاً ويُخبر احد مسؤولي "حزب الله" داخل المقام الذي اكتفى بالرد "ما بيكفي انهم بيقتلونا، كمان بينكروا انجازاتنا".
ويُجمع زائري المقام من اللبنانيين على رأي واحد هو ان لا غربة يشعرون بها ضمن النطاق الذي يُسيطر عليه الحزب، فهنا حارات استعارت اسماء احياء في الضاحية الجنوبية حتّى الفوّال "ابو علي" في حارة حريك قد افتتح فرعا اخراً له في منطقة "الراوية" الاسم الحقيقي لحي السيدة زينب في غوطة دمشق على العكس المناطق التي يُسيطر عليها "جيش الاسد" الذي وبحسب الزوّار انفسهم يُباع ويُشترى بمئة دولار، وإن سالت عن مصدر هذه المعلومات فسيقولون لك ان "شبابنا" هم الذين يُخبرونا بهذه المعلومات ويدعوننا للتنبه والحذر منهم وتحديدا الإناث منّا".
لم تغيّر الحرب في سوريا من عقيدة الجيش السوري او من نفسيّات جنوده وضباطه. هذا باختصار ما يقوله السائق الذي ما زال يذكر جيدا زمن احتلال النظام السوري للبنان وزمن الافران في منطقتي الجناح والاوزاعي الذين كانوا يُقسّمون حنطتهم بين اللبنانيين وبين تقديمه "خوّة" للجيش السوري ومُخابراته. ثم يعود السائق ادارجه الى بيروت وفي ذهنه خُلاصة واحدة تُعبّر عن حقبة ما زالت مستمرة منذ ثلاثين عاما وهي، ان نظام جائع على الدوام يُشترى ويُباع بربطة خبز ولم يُسجّل في تاريخه انتصار واحد، كيف له ان ينتصر على شعب ركن الرغيف جانباً وخرج ليسترد كرامته؟".
 
الصراع على رئاسة الائتلاف السوري يفجر حرب اتهامات بين أعضائه والمالح قال إن بعضهم لديه «ارتباطات بالنظام».. وقيادي اتهمه بمحاولة تشكيل تجمع بديل

بيروت: «الشرق الأوسط» ... اتهم رئيس الدائرة القانونية في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، هيثم المالح، أعضاء داخل الائتلاف بالتعاون مع النظام السوري، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء انضموا إلى الائتلاف خلال التوسعة الأخيرة»، في حين وضع عضو الائتلاف المعارض بسام يوسف اتهامات المالح في سياق خطته لخلق هيكل جديد للمعارضة يحل محل الائتلاف، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «المدخل لتأسيس هذا الهيكل تخوين الائتلاف ومحاولة إضعافه قدر الإمكان».
وأشار يوسف إلى أن «معظم التصريحات التي تصدر حاليا من قيادات الائتلاف يمكن وضعها في إطار الصراع على رئاسة الائتلاف التي ستحسم مطلع الشهر المقبل»، لافتا إلى أن «الجميع يبحث عن موطئ قدم خلال المرحلة المقبلة».
ولفت عضو الائتلاف المعارض إلى «وجود استقطابات داخل الائتلاف قبل الانتخابات»، مبديا أسفه لأن «التحالفات لا تخضع لمعايير واضحة ولا تقوم وفقا لقواعد آيديولوجية أو سياسية، وإنما على أساس مرحلي وآني».
وكانت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أشارت إلى أن رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف، هيثم المالح، كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «تجمعا وطنيا بديلا عن الائتلاف سيظهر قريبا، وسيكون أكثر تأثيرا على الأرض»، وأعرب عن أمله وقناعته بأن «الائتلاف» سيندمج في هذا التجمع لا العكس، متمنيا أن يكون هذا التجمع الجديد على قدر المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق أعضائه.
لكن المالح، وخلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، نفى صحة هذا الكلام، مؤكدا أن لا علاقة له بصفحة الـ«فيسبوك» التي أوردته، مضيفا: «الوضع الحالي لا يحتمل هذه الفكرة، من الأفضل تفعيل عمل الائتلاف المعارض باعتباره جسما سياسيا معترفا به من قبل العالم، كما أنه ليس من مصلحتنا أن نزيد من مشكلات المعارضة بمثل هذه المقترحات».
في حين برر المالح امتناعه عن طرح مسألة تعاون بعض أعضاء الائتلاف مع النظام في مؤسسات المعارضة بشكل رسمي بـ«الحرص على وحدة المعارضة وعدم زيادة مشاكلها»، وأوضح أنه «يعرف شخصيا الأعضاء الذين تربطهم علاقة مع النظام السوري داخل الائتلاف بعد أن تسللوا إليه إثر التوسعة الأخيرة»، مشيرا إلى أن «مشكلة توسعة الائتلاف جاءت من دون مراعاة نوعية الأشخاص وتاريخهم»، مضيفا: «هناك أشخاص هبطوا علينا ليست لهم علاقة بالثورة، هم مرتبطون بأجهزة الأمن السورية».
وكان الائتلاف ضم إلى عضويته منتصف العام الماضي 43 عضوا؛ منهم 15 من هيئة الأركان، و14 ينتسبون إلى الحراك الثوري من داخل سوريا، وكذالك قائمة بـ14 عضوا محسوبين على الكتلة الديمقراطية. ومن المرجح أن تعقد الهيئة العامة للائتلاف التي تضم نحو 120 عضوا، اجتماعا في مدينة إسطنبول التركية، فور نهاية ولاية زعيمه أحمد الجربا مطلع الشهر المقبل لانتخاب رئيس جديد. وحسب النظام الداخلي للائتلاف، لا يحق للجربا الترشح لولاية ثالثة.
وفي حين رفض المالح تسمية أي من الأعضاء الذين اتهمهم بالتعامل مع النظام، أشار إلى أن الرئيس السوري «بشار الأسد نفسه أكد وجود أتباع لنظامه داخل تشكيلات المعارضة». ودعا إلى «معالجة الأخطاء التي ارتكبت من قبل قيادات الائتلاف خلال المراحل الماضية»، مشيرا إلى أن «عمل الائتلاف انحصر في الغرب ولم يهتم ببقية مراكز القرار في العالم لمخاطبتها والتأثير فيها بما ينعكس إيجابا على المسألة السورية».
يذكر أن المالح سيرأس مكتب الدائرة القانونية في الائتلاف المرتقب افتتاحه بعد غد الثلاثاء في العاصمة البلجيكية بروكسل. ومن المقرر أن يهتم هذا المكتب بمتابعة الدعاوى القضائية المرفوعة من قبل المعارضة ضد قيادات النظام السوري المتهمة بارتكاب جرائم حرب في سوريا، إضافة إلى نشاطه في استعادة الأموال المهربة من قبل قيادات النظام بالتعاون من منظمة الشفافية العالمية، بحسب مصادر معارضة.
 
كاغ «المرأة الحديدية» التي قد تخلف الإبراهيمي للوساطة في سوريا... مسؤولة تدمير ترسانة دمشق الكيماوية تتحدث العربية وزوجها دبلوماسي فلسطيني سابق

الأمم المتحدة (نيويورك) - لندن:«الشرق الأوسط» .... خلال تسعة أشهر، تولت الهولندية سيغريد كاغ مهمة تدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية، متحدية قذائف الهاون ومتنقلة بين الشرق الأوسط وأوروبا ونيويورك، ومجرية اتصالات مع موسكو وواشنطن والأساطيل البحرية. وفي الوقت نفسه، هي سيدة أنيقة وأم لأربعة أولاد، وتتكلم ست لغات، بينها العربية، بطلاقة، كما عملت في منطقة الشرق الأوسط مما قد يرشحها لخلافة الأخضر الإبراهيمي، الذي استقال من منصبه أخيرا بصفته مبعوثا دوليا وعربيا إلى الأزمة في سوريا.
ورغم أن سوريا لم تحترم المهل المحددة، فإن نقل 93 في المائة من أسلحتها الكيماوية المعلنة خارج البلاد يعد الإنجاز الوحيد المعقول، الذي كانت كاغ وراء تنفيذه، خلال النزاع الدموي في سوريا الذي أوقع أكثر من 160 ألف قتيل. ولمع نجم كاغ في المقر العام للأمم المتحدة مع الإشادة بامرأة عملت في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى جانب ملكة الأردن رانيا، وحلمت أن تصبح يوما مغنية.
وتتكلم كاغ، البالغة من العمر 52 سنة، اللغة العربية بطلاقة. ويقول دبلوماسيون إنها أنجزت عملا ممتازا من خلال رئاستها البعثة الدولية لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، كما أنها تحظى باحترام في دمشق، حيث أطلق عليها البعض اسم «المرأة الحديدية».
وصرح أحد الموظفين المحليين العاملين معها لوكالة الصحافة الفرنسية بوصفها بأنها «لا تتوقف عن العمل وتكاد لا تنام». ويرجح إسناد مهمة كبرى إليها بعد انتهاء عملها في الأشهر القليلة المقبلة، وذكرت وسائل إعلام أنها قد تخلف الإبراهيمي في منصب الوسيط لعملية السلام بسوريا، في حين يتوقع آخرون أن تتولى منصبا آخر في المنطقة.
وتستبعد كاغ الادعاءات القائلة بأن المرأة الغربية تجد صعوبة في العالم العربي، وتقول إن الآخرين تعاملوا معها دائما باحترام. وصرحت في مقابلة: «أعتقد أن المرأة تملك إمكانات كبرى في أي مفاوضات». وأضافت: «يمكن للمرأة أن تستخدم أساليب كثيرة، أن تكون حازمة في توجيه الرسالة والتفاوض. لكن، أعتقد أن للنساء مهارة خاصة».
وزوج كاغ دبلوماسي فلسطيني سابق، وهي ترى أن كون أولادها من أب عربي يساعد أيضا، على حد قولها. لكنها تضيف قائلة إنه «في نهاية المطاف، يحكم على الأفراد استنادا إلى إنجازاتهم، إذا كان الفرد صادقا وإذا كان ملتزما وإذا كان قادرا على إتمام المهمة على أفضل وجه».
وبوصفها رئيسة البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة منع انتشار الأسلحة الكيماوية، تعمل مع 110 موظفين. وفي دمشق، تقول إن قذائف هاون سقطت في محيط الفندق الذي تنزل فيه وتعمل منه، وإنها صرفت موظفين لم يكونوا قادرين على التعامل مع مثل هذا الوضع. وقالت: «يجب الحفاظ على الهدوء وأن يبقى المرء متماسكا». وأضافت: «تشعر بالامتنان إن نجوت من انفجار القذائف، لكنك تعلم جيدأ انك تعيش في ساحة حرب».
ونجحت كاغ في شغل مناصب رفيعة بعد أن انتقل والدها أستاذ الموسيقى إلى مصر للالتحاق بالجامعة الأميركية في القاهرة. وتحمل كاغ شهادة ماجستير من جامعة أكسفورد، وعملت في القطاع الخاص لحساب مجموعة شل الهولندية العملاقة في لندن لسنتين، قبل أن تلتحق بوزارة الخارجية الهولندية. وقررت كاغ الاستقالة من منصبها بعد أن التقت زوجها في القدس والتحقت بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وخلال العقدين الماضيين، عاشت في القدس والأردن ونيويورك والسودان وسويسرا، وتبنت طفلا وأنجبت ثلاثة، محاولة التوفيق بين عملها وعائلتها. وكانت كاغ سابقا المسؤولة الثالثة في برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومديرة «اليونيسيف» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتقت خلال شغلها هذه الوظائف السيدة الأولى السورية أسماء الأسد.
وفي مهمتها الحالية، لم تأخذ قسطا من الراحة. فقد توفيت والدتها منذ انتقالها إلى دمشق وتقر بأنه من «الصعب جدا» أن ترى أولادها الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و19 سنة. وتعيش حاليا في القدس الشرقية إلى حيث انتقلت الأسرة العام الماضي.
فهل يقلقون من كونها تعيش في بلد يشهد حربا؟ فترد مبتسمة: «أنهم يشعرون بطمأنينة لأنني أحظى بحماية، لكنهم يعلمون أنها محدودة». وتصف نفسها بأنها شخص «يبحث عن النتائج أولا» وأن أعصابها من حديد.
وقالت: «لا أشعر بالهلع أو الذعر بسهولة». والاستثناء الوحيد هو عندما كادت طائرة صغيرة كانت على متنها تتحطم.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,867,248

عدد الزوار: 7,648,266

المتواجدون الآن: 0