مئآت الهمرات تتوجه نحو التاجي للهجوم على سجن الحوت والمالكي ينشر لواء بغداد في مطار المثنى....ثوار العشائر في العراق يسيطرون على اجزاء واسعة من العراق..جماعات الدوري لعبت دوراً حاسماً في المعركة وأفراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم وفروا و«عصائب أهل الحق» تنتقد تخاذل الأجهزة الأمنية

محافظ نينوى الهارب لاربيل:المالكي طلب من برزاني مشاركة البيشمركة بالقتال واوامر بالقبض على غيدان وكن والطيارون بالجيش السابق يحلقون بالسمتيات ...شيوخ عشائر: الجيش استعدى السكان والأهالي لن يستطيعوا ردع المسلحين....«داعش» يسيطر على الموصل ويزيل الحدود مع سورية

تاريخ الإضافة الخميس 12 حزيران 2014 - 6:39 ص    عدد الزيارات 1881    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

محافظ نينوى الهارب لاربيل:المالكي طلب من برزاني مشاركة البيشمركة بالقتال واوامر بالقبض على غيدان وكن
بواسطة: وكالة الاستقلال للاخبار
اعلن محافظ نينوى اثيل النجيفي الهارب الى اربيل في تصريح خاص لقناة الحرة الامريكية الساعة الثامنة مساء بتوقيت بغداد ان المالكي اتفق مع مسعود بارزاني على ارسال البيشمركة للقتال في نينوى
وقال اثيل النجيفي انه بالساعة والنصف من ليلة امس ان الفريق الاول الركن علي غيدان والفريق الركن عبود كنبر والفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى هربوا بطائرات سمتية وهمرات ومصفحات بقيادة عمليات نينوى و كانت الخطة هي الهروب الى تلكيف بسيارات بلغت عشرين 20 سيارة همر وسلموا سلاحهم الى البيشمركة
واضاف الجميع سلم نفسه للبيشمركة سوى اللواء الركن خالد الحمداني هو موجود في مديرية شرطة الحمدانية
وافاد مصدر موثوق ان الهيئة القضائية العسكرية اصدرت اليوم اوامر بالقبض على كل من قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان ومعاون رئيس اركان الجيش الفريق الركن عبود كنبر بناء على اوامر صدرت من القائد العام نوري المالكي الذي اتهمهما بالتخاذل والتقاعس في التصدي للمجاميع المسلحة من تنظيم داعش التي استولت على مدينة الموصل بالكامل فجر الثلاثاء.
و ان الاتصالات انقطعت بالمسؤولين الامنيين منذ مساء امس قبل ان يظهرا في كوردستان صباح اليوم وان التبريرات التي ساقها كنبر وغيدان للمالكي في اتصال هاتفي صباح اليوم لم تقنع الاخير
و ان غيدان وگنبر دخلا اقليم كوردستان عند الساعة العاشرة مساء الاثنين بسيارة رباعية الدفع وبلباس مدني وبرفقة سائق من دون اي حماية تذكر.
وقال ان العميد الركن عبد المحسن هرب وترك الفرقة الثانية كما ان امري فوجين هربا من عين الجحش وتركوا الجنود
 
 
مئآت الهمرات تتوجه نحو التاجي للهجوم على سجن الحوت والمالكي ينشر لواء بغداد في مطار المثنى
بواسطة: وكالة الاستقلال للاخبار
أفادت الانباء عن توجه مئآت الهمرات المدرعة يقودها المسلحون في الموصل باتجاه التاجي ببغداد لاطلاق سراح السجناء في سجن الحوت السيء الصيت وطرد الجيش والشرطة من مناطق سامراء وبلد والدجيل والطارمية والاسحاقي والمشاهدة والضلوعية حيث تم تسليم الهمرات للسجناء الذين تم اطلاق سراحهم في سجن بادوش ومكافحة الارهاب بالموصل
ونشر المالكي لواء بغداد بكثاقة بمحيط مطار المثنى وعلى جسر الاعظمية تحسبا لاي هجوم قد يشنه الثوار على المطار .
 
  
الدولة الاسلامية تدعو الموظفين الى الدوام غدا في الموصل والطيارون بالجيش السابق يحلقون بالسمتيات
بواسطة: وكالة الاستقلال للاخبار
افاد شهود عيان مساء الثلاثاء بان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام دعا عبر مكبرات الصوت الموظفين الى الدوام غدا.
هذا وقالت انباء من داخل نينوى ان عددا من طياري السمتيات في الجيش قبل الغزو الامريكي عام 2003 حلقوا بالسمتيات التي تم الاستيلاء عليها في مطار الموصل
 
«داعش» يسيطر على الموصل ويزيل الحدود مع سورية
الحياة...بغداد – مشرق عباس
ما أن انتشر عشرات المقاتلين من تنظيم «داعش» بثيابهم المعروفة في شوارع الموصل، حتى انسحب آلاف الجنود وعناصر الشرطة مُخْلِين المدينة كلها من دون مقاومة، ومخلِّفين وراءهم أسلحتهم ومعداتهم ومركباتهم، فيما بدأ النازحون يطرقون الأبواب بحثاً عن مكان آمن.
ولم يكتف التنظيم بالموصل بل سيطر على محافظة نينوى كلها وأزال الحدود بين العراق وسورية في معبر اليعربية.
لكن قدرة التنظيم على الاحتفاظ بالمدينة لفترات طويلة تبدو صعبة، فالموصل بعمقها المعنوي والسكاني (ثاني أكبر مدينة عراقية بعد بغداد) ليست إدارتها لفترات طويلة بالأمر السهل، ما دفع «داعش» إلى محاولة تطمين السكان وإعلان رغبته في فتح حوارات مع الوجهاء وشيوخ العشائر ورجال الدين.
وبدت بغداد التي تلقت خبر انهيار الجيش وهروب كبار قادته في حالة صدمة، لم يخفف منها إعلان رئيس الوزراء نوري المالكي الاستنفار العام، ولا دعوته البرلمان إلى إعلان الطوارئ، وهذا صعب التنفيذ، نظراً إلى حاجة مثل هذا القرار إلى ثلثي الأعضاء. وقد دعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي النواب إلى اجتماع استثنائي الخميس.
المعلومات التي حصلت عليها «الحياة» عصر امس من داخل الموصل تؤكد تلقي عدد من رجال الدين والوجهاء وشيوخ العشائر في المدينة، دعوات إلى اجتماع مع قادة «داعش»، فضلاً عن اتصاله بضباط من الجيش السابق للحصول على «البيعة» للدولة الإسلامية، على غرار ما فعل في أمكنة أخرى في سورية والعراق، غير أن شخصيات عشائرية استبعدت ذلك، ورجحت أن يحاول التنظيم إشراك أهالي المدينة في إدارتها، لإثبات أن ما يحصل «ثورة شعبية»، ولمنحه فرصة لاستغلال مقاتليه في عمليات جديدة.
أهالي الموصل الذين فروا منذ أن دخلت أولى أرتال «داعش» المسلحة أحياء 17 تموز والنجار والمشرفية واليرموك وتل الرمان، كانوا شهوداً على مغادرة الجيش تلك الأحياء، تمهيداً للانسحاب الكامل من المدينة، ويتحدث الجنود الفارون بدورهم عن صدور أوامر انسحاب غامضة من القيادة وعن اختفاء آمري الوحدات العسكرية بشكل مفاجئ.
وخلال ساعات، تمكن مقاتلو «داعش»، الذين يؤكد السكان أنهم خليط من جنسيات عراقية وأجنبية، من السيطرة بالفعل على مقرات الحكومة المحلية ومطار الموصل والمصارف والمؤسسات الرسمية والسجون، التي أطلقوا منها قرابة 1300 معتقل.
المالكي، الذي طالب أمس البرلمان بإعلان الطوارئ ودعا المنظمات الإقليمية والدولية إلى دعم العراق، علَّق بدوره عبر الناطق باسمه علي الموسوي في بيان على انهيار الجيش بالقول إن «القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت تعليمات لمحاسبة من يثبت تخاذلهم وفقاً لقانون العقوبات العسكري».
وعلى رغم أن رئيس البرلمان المتحدر من الموصل أسامة النجيفي أبدى استعداده للجلوس مع المالكي، ودعا إلى تدخل قوات «البيشمركة» الكردية لتحرير المدينة، غير أنه لم يخف مخاوفه من تقدم «داعش» باتجاه بغداد، بعدما احتل مسلحوه أمس مناطق بيجي والصينية في محافظة صلاح الدين، كما تمددوا غرباً باتجاه معبر ربيعة وسيطروا على جانبي الحدود العراقية -السورية، وإلى الشرق حيث منطقة الشرقاط المحاذية لإقليم كردستان والقريبة من صلاح الدين والتي شهدت اشتباكات عنيفة مساء أمس.
السيناريو الأكثر ترجيحاً لدى القادة الأمنيين في بغداد أن «داعش» سيحاول استثمار انهيار القوات لإكمال قبضته على الحدود العراقية- السورية غرباً ثم التقدم باتجاه محافظة صلاح الدين ليغدو على مشارف بغداد، مستعيناً بخلاياه الناشطة في محيط العاصمة، وهي تمتلك خطوط الاتصال والدعم اللوجستي مع الأنبار شرقاً، ومحافظتي ديالى وكركوك غرباً.
إلى ذلك، أثار هذا الحدث الكبير ردود فعل عالمية، فقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن الولايات المتحدة تعتبر مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» يهددون كل منطقة الشرق الأوسط، وإن واشنطن تدعم «رداً قوياً ومنسقاً» على هجوم الموصل ومستعدة لتقديم «كل المساعدة للعراق».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن قلقه «البالغ»، ودعا الناطق باسمه ستيفان دوجاريك العراقيين إلى التوحد لمواجهة هذا الخطر.
 
«داعش» يكتسح نينوى ثاني أكبر محافظات العراق.. ويتقدم جنوبا نحو تكريت وانهيار أمني تام في الموصل وتخلي الجيش عنها.. وإطلاق مئات السجناء غالبيتهم مدانون بالإرهاب

جريدة الشرق الاوسط... بغداد: حمزة مصطفى ... سقطت مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الواقعة في شمال العراق عند حدود إقليم كردستان والمحاذية لسوريا، خلال ساعات بأيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، في حدث استثنائي يهدد بكارثة أمنية كبرى وبفتح ممر جديد لتنظيمات متطرفة تنشط عند الحدود العراقية - السورية.
وأعلن رئيس البرلمان أسامة النجيفي، في مؤتمر صحافي في بغداد، أن «كل محافظة نينوى سقطت بأيدي المسلحين»، وذلك بعد ساعات قليلة من تأكيد مصادر أمنية خروج مدينة الموصل (350 كم شمال بغداد)، عاصمة نينوى وثاني أكبر مدن العراق، عن سلطة الدولة.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول عراقي عن خروج محافظة بكاملها عن سيطرة الدولة العراقية، علما بأن النجيفي يتحدر من نينوى وشقيقه الأصغر، أثيل النجيفي، هو محافظها.
وأفاد رئيس البرلمان العراقي أن المسلحين استولوا على طائرات عسكرية ومروحيات بالإضافة الى معدات عسكرية.
وفي التفاصيل الأمنية، قال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية إن «مجموعات من المسلحين سيطرت أولا على مبنى المحافظة في الموصل وعلى القنوات الفضائية، وبثوا عبر مكبرات الصوت أنهم جاءوا لتحرير الموصل وأنهم سيقاتلون فقط من يقاتلهم». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن «أفراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم العسكرية والأمنية (...) وأصبحت مراكز الجيش والشرطة في المدينة فارغة، فيما قام المسلحون بإطلاق سراح سجناء» من السجون في المدينة. وتابع «مدينة الموصل خارج سيطرة الدولة وتحت رحمة المسلحين».
وبينما لم يحدد المصدر في وزارة الداخلية الجهة التي ينتمي إليها المسلحون، قال ضابط رفيع المستوى في الشرطة برتبة عميد إن هؤلاء المسلحين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وأوضح الضابط أن الهجوم «بدأ في الساعة 23.30 (20.30 ت.غ)، فيما بدأ سكان المدينة في النزوح عنها صوب إقليم كردستان». وأضاف أن «جميع القطعات العسكرية التابعة للفرقة الثانية خرجت إلى خارج المدينة» وكذلك القيادات العسكرية العليا، مؤكدا أن «الموصل بأكملها باتت تحت سيطرة إرهابيي (داعش) عبر انتشار وفراغ أمني كبير وانتشار لمئات المسلحين». وتابع أن «مقر قيادة عمليات نينوى ومبنى المحافظة ومكافحة الإرهاب وقناتي (سما الموصل) و(نينوى الغد) والدوائر والمؤسسات الحكومية والمصارف بيد (داعش)، وتم اقتحام سجون الدواسة والفيصلية وبادوش، وهناك إطلاق سراح لمئات من المعتقلين» ورد أن غالبيتهم مدانون بالإرهاب.
وقال مسؤولون بالجيش والشرطة لوكالة «رويترز» إن المتشددين المسلحين بأسلحة مضادة للطائرات وقذائف صاروخية استولوا على كل نقاط التفتيش تقريبا التابعة للجيش والشرطة في الموصل وحولها. وقال عقيد بالقيادة العسكرية المحلية «فقدنا الموصل صباح اليوم (أمس). تركت قوات الجيش والشرطة مواقعها، وإرهابيو الدولة الإسلامية في العراق والشام يسيطرون على الوضع بالكامل». وأضاف «حدث انهيار تام لقوات الأمن». وقال ضابطان بالجيش إن قوات الأمن تلقت أوامر بمغادرة المدينة بعد أن استولى المتشددون على قاعدة الغزلاني في جنوب الموصل وأخرجوا أكثر من 200 نزيل من سجن شديد الحراسة. وأضافا أن قوات الجيش والشرطة المتقهقرة أشعلت النار في مخازن للوقود والذخيرة لمنع المتشددين من استخدامها. وقال مصدران بالشرطة ومسؤول بالإدارة المحلية إن متشددي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» اقتحموا سجنا وحرروا أكثر من 1000 سجين معظمهم من الجماعة ومن «القاعدة». وقال ضباط بالجيش إن معنويات القوات العراقية منخفضة وتفتقر للقوة القتالية التي لدى مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وقال ضابط «نحن لا نستطيع أن نهزمهم. لا نستطيع. إنهم مدربون جيدا لخوض قتال الشوارع ونحن لسنا مثلهم. نحتاج إلى جيش كامل لطردهم خارج الموصل». وأضاف «إنهم مثل الأشباح يظهرون فجأة ويوجهون الضربات ثم يختفون خلال ثوان».
وفي وقت تمكن فيه مسلحو «داعش» من السيطرة على الموصل فإنهم سجلوا انتشارا باتجاه الشرقاط شمال مدينة تكريت، الأمر الذي يثير مخاوف من إمكانية تحركهم نحو محافظة صلاح الدين. غير أن محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله صالح، أبلغ «الشرق الأوسط» بأن «الأوضاع في عموم محافظة صلاح الدين جيدة ولا توجد مخاوف باستثناء قريتين من جهة الشرقاط والساحل الأيسر، حيث تسلل مسلحون من (داعش) تحت جنح الظلام إلى هاتين القريتين وهم يستقلون سيارات عسكرية تابعة لقيادة عمليات نينوى بعد أن تمكنوا من الاستيلاء عليها». وأضاف صالح «من جانبنا فقد أصدرنا أمرا بتطويع 5000 آلاف شرطي في المحافظة، بالإضافة إلى الجهد الشعبي من قبل العشائر التي حملت السلاح دفاعا عن المحافظة، وبالتالي لا خوف على صلاح الدين».
وفي وقت تعهد فيه محافظ نينوى في خطاب وجهه إلى أهالي المدينة بالبقاء داخلها والدفاع عنها حتى الموت، حيث شوهد وهو يسير في شوارع المدية شاهرا سلاحه، فإنه وجد نفسه محاصرا داخل المبنى بعد سيطرة المسلحين عليه. غير أنه تمكن من الهرب عندما دحرت الشرطة هجوما شنه مئات من المتشددين المسلحين بقذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة مثبتة على مركبات. وأفادت تقارير أخرى بأن قوة من البيشمركة الكردية أجلت النجيفي من مقر المحافظة.
وشهدت الموصل انقطاعا في الكهرباء والإتصالات يوم أمس، بينما انقطعت المياه عن بعض مناطق المدينة. وأفاد شهود عيان أن المسلحين التابعين لـ«داعش» جاولوا في الشوارع الرئيسية للمدينة، بينما التزم المدنيون الذين لم يفروا من المدينة منازلهم.
 
بارزاني يحمّل المالكي المسؤولية والبيت الأبيض يطالبه بعلاج «القضايا العالقة» و«داعش» تخطف نينوى وتتمدّد نحو كركوك وصلاح الدين
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي ووكالات
على حين غرة وبعد معارك لا ترقى الى حجم المواجهة، تمكن عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» من بسط سيطرتهم على كامل محافظة نينوى ونواح من محافظتي كركوك وصلاح الدين، لترتفع راياتهم السوداء على مؤسسات الدولة الحساسة بعد «تبخر» عشرات الالاف من عناصر الجيش العراقي والقوات الامنية وفرار المسؤولين المحليين الى جهات مجهولة في عملية أقرب الى «الصدمة والترويع«.

وفيما أصدر رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني بياناً عن الأحداث في الموصل، محملاً الحكومة المركزية مسؤولية الانهيار الأمني، قال البيت الأبيض ان الولايات المتحدة تدعو حكومة المالكي للقيام بعمل أفضل لإرضاء جميع العراقيين، معتبرة ان مقاتلي «داعش» يهددون كامل منطقة الشرق الاوسط.

ويمثل سقوط نينوى بيد تنظيم «داعش» أسوأ انتكاسة يشهدها العراق منذ سنوات عدة دفعت رئيس الحكومة نوري المالكي الى اعلان التعبئة العامة والطلب من البرلمان اعلان حالة الطوارئ لتدارك مزيد من الانهيارات التي بدأت تسجل في مدن اخرى، وهو ما ينذر بتفاقم الازمة واتساعها واشتعال الاوضاع في عموم البلاد.

وتعد سيطرة عناصر الجماعات الاصولية المسلحة على نينوى تعزيزا للمكاسب التي تحققت خلال الاسابيع الاخيرة من قبل تلك الجماعات لتنضم المحافظة المجاورة لسوريا والتي تربطها باقليم كردستان مناطق مشتركة الى الفلوجة التي خرجت عن سيطرة الدولة منذ 6 اشهر وتخضع لسيطرة الجماعات المتطرفة وفصائل عشائرية.

وأدت عملية الاطباق على نينوى من قبل عناصر «داعش» الى «هزة» عنيفة في الاوساط السياسية والشعبية بشكل أثار دهشة المتابعين للطريقة السيئة لادارة العملية الامنية، اضافة الى انهيار الحالة النفسية للضباط والجنود العراقيين، وهو ما يدلل على تخبط واضح في ادارة الدولة وضعف بناء الجيش العراقي والقوات الامنية التي اعتمدت على دمج الميليشيات والعناصر غير المدربة وهو ما ادى الى الانهيار المروع الذي يمر به العراق حاليا.

وتعد الازمة السياسية التي يمر بها العراق منذ سنوات عدة والتي زاد من حدتها الاحتجاجات التي شهدتها المدن السنية ضد سياسات نوري المالكي على مدى اكثر من عام، من أبرز اسباب تصاعد العنف وتنامي التمرد وخصوصا في ظل فقدان الثقة بينه وبين قطاعات واسعة من السنة الذين يشكون «التهميش» و«الاقصاء» وهو ما تحول الى تمرد يشتد عوده في ظل غياب اي افق للحل او تسوية تتيح الخروج من عنق الزجاجة.

وقرر مجلس النواب العراقي امس عقد جلسة طارئة يوم غد الخميس، لمناقشة الاوضاع الامنية التي تشهدها البلاد.

وقال مصدر نيابي في تصريح لـ«المستقبل»، إن «رئيس البرلمان اسامة النجيفي دعا النواب الى الحضور يوم الخميس لعقد جلسة لمناقشة طلب إعلان حالة الطوارئ المقدم من رئاستي الجمهورية والوزراء في ظل الاوضاع الامنية التي تشهدها البلاد وخاصة محافظة نينوى»، موضحا ان «الدعوة جاءت عقب تسلم رئاسة البرلمان طلبا مشتركا من رئاستي الجمهورية والوزراء لإعلان حالة الطوارئ في البلاد».

ويأتي اعلان الجلسة الطارئة متوافقا مع تصريحات المالكي الذي أعلن حال الإنذار القصوى في عموم العراق، وفيما طالب البرلمان بإعلان حال طوارئ لمواجهة تنظيم «داعش»، اكد ان القوات المسلحة ستستعيد السيطرة على مدينة الموصل خلال 24 ساعة بعد سيطرة تنظيم «داعش» على جميع مناطق المدينة.

وقال المالكي في مؤتمر صحافي عقده في بغداد امس إن «الحكومة قررت اعلان حال الانذار القصوى في العراق»، مطالبا البرلمان بـ«عقد جلسة عاجلة لإعلان حال الطوارئ في البلاد من أجل مواجهة تنظيم داعش الإرهابي».

وشدد المالكي على ضرورة «ان تؤيد الأمم المتحدة العراق»، مؤكدا على «اهمية ان تقوم دول الجوار بضبط الحدود ومنع تسرب العناصر المسلحة او الاعتدة او الاموال الى البلاد».

وأشار المالكي الى ان «مجلس الوزراء قرر في اجتماع استثنائي عقد اليوم (امس) اعادة هيكلة الاجهزة الامنية واعادة رسم الخطط لتطهير محافظة نينوى من المسلحين»، مؤكدا ان «المجلس وفر الصلاحيات والاحتياجات المالية اللازمة لهذا الغرض».

واضاف رئيس الوزراء انه «سيكون هناك عمل لتقويم المرحلة التي مضت ومحاسبة المقصرين وانطلاق وحشد كل القوى لانهاء داعش في المرحلة المقبلة»، مشيرا الى ان «المجلس يشيد بهمة المواطنين وابناء العشائر للتطوع وحمل السلاح من اجل الدفاع عن الوطن ويدعو الجهات الرسمية الى دعم وتنفيذ هذا الاستعداد»، مضيفا انه «تم تشكيل خلية ازمة خاصة لمتابعة عمليات التطويع والتحشيد والتسليح».

من جهته اكد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي تعرض محافظة نينوى لـ«غزو خارجي» تمثل «باحتلال كامل لمحافظة نينوى» من قبل مجاميع ارهابية متعددة الجنسيات.

وقال النجيفي في مؤتمر صحافي عقده امس ان «المجاميع الارهابية بدأت بالتوجه الى محافظة صلاح الدين حيث بدأت المناطق ومنها الشرقاط بالسقوط في ايدي الارهابيين وقد يتوجهون الى اقليم كردستان»، منوها الى انه «تحدث مع السفير الاميركي عن ضرورة ان يكون للولايات المتحدة دور بدعم العراق ضمن الاتفاقية الاستراتيجية وتقديم اغاثة للمتضررين «.

ولفت رئيس البرلمان الى ان «ما حصل بسقوط محافظة نينوى كان بسبب اهمال القيادات الامنية وعدم وجود معلومات مسبقة رغم امتلاك المحافظ لهذه المعلومات، إلا ان اي اجراءات لم تحصل والقوات تخلت عن اسلحتها وتركت معداتها في الشوارع والقيادات العسكرية فرت ومطار الموصل وبعض الطائرات ومقار القيادات سقطت وتم اطلاق سراح المجرمين .»

ودعا النجيفي الى «التعاون بين القوى السياسية وبين ابناء الشعب وبذل كل ما يتطلب والاستعانة بالبشمركة والاستعانة بالمجتمع الدولي، فالحاجة الى قرار عراقي بهذا الشان بات امرا ملحا»، موضحا ان «وجود هذه الجماعات لا يهدد امن العراق فقط وانما كل الشرق الاوسط لان نينوى ثاني اكبر محافظة عراقية».

وطالب رئيس البرلمان بـ«التحقيق في اسباب ما جرى وتخلي القيادات العسكرية عن واجباتها». وقال «كما طلبت من رئيس اقليم كردستان الدعم العسكري والانساني وابدى استعداده لتقديم المساعدة لكن المفاوضات بين بغداد واربيل لم تصل الى نتائج»، معبرا عن امله في ان «تصل المحادثات بشان التدخل العسكري للاكراد في نينوى الى نتائج».

واشار الى ان «الهجمة الارهابية لن تقف عند حدود نينوى بل ستصل الى جميع انحاء العراق ما يتطلب التعاون بين الجميع وضرورة تجاوز الخلافات السياسية»، مبينا «اننا قادرون على الانتصار اذا عملنا لحشد الشعب العراقي ودعم القوات الامنية ودعم العشائر.»

وكشف رئيس البرلمان ان «شقيقه اثيل النجيفي محافظ نينوى ما زال موجودا داخل المحافظة ويحاول تجميع القوات المتناثرة لتشكيل خط صد امني»، لافتا الى «المعاناة الانسانية التي تعاني منها الاف العوائل الموصلية»، مؤكدا على ان «ما يجري مؤامرة ضد العراق بهدف تقسيمه واثارة الفتن والعنف بين ابناء شعبه»، مبديا استعداده «للاجتماع مع المالكي لحل الازمة الامنية الراهنة وتجاوز الخلافات الحالية».

ورأت مصادر سياسية مطلعة ان انهيار القطعات العسكرية المفاجئ في الموصل وتسليمها المدينة لتنظيم «داعش» عملية مدبرة. واكدت المصادر في تصريح لـ«المستقبل» ان «عملية انسحاب الجيش وانهياره في الموصل وتسليم الوضع الى تنظيم داعش كانت عملية مدبرة وتمت بناء على توجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة».

وعزت المصادر «اسباب اوامر الانسحاب الى ان رئيس الوزراء يستهدف استثمار العملية لاعلان حالة الطوارئ مستغلا نهاية عمر البرلمان العراقي الذي يصادف يوم السبت المقبل»، مشيرة الى ان «اعلان المالكي للطوارئ سيمكنه من تصفية خصومه اما بالاعتقال او الابعاد وتشكيل حكومة وفق مقاسات يحددها هو».

وتأتي تلك التطورات في اعقاب سيطرة عناصر تنظيم «داعش» على مبنى محافظة نينوى ومطار الموصل وقناتي سما الموصل ونينوى الغد وانتشارهم في الساحلين الايمن والايسر من المدينة، اضافة الى السيطرة على سجون بادوش والتسفيرات ومكافحة الارهاب في الموصل واطلاق سراح اكثر من 2000 سجين.

وذكرت مصادر اعلامية أن «المحافظ اثيل النجيفي حوصر داخل المبنى، لكنه تمكن من الهرب بعد ان صدت الشرطة هجوما شنه مئات المسلحين بقذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة مثبتة على مركبات».

وبينت المصادر ان «سقوط الموصل تم بعد اشتباكات عنيفة بين المسلحين والقوات الحكومية ليلة اول من امس واسفرت عن إلحاق اضرار كبيرة بالجيش ما دفعه الى ترك المدينة تحت وطأة المسلحين والفرار تاركا اسلحته الخفيفة والثقيلة والمتوسطة».

وأكد شهود لصحيفة «المستقبل» ان «مدينة الموصل تشهد هدوءا كبيرا فيما ينتشر المسلحون في الشوارع وسط دعوات لعودة موظفي الدوائر وخصوصا الكهرباء والماء الى مزاولة عملهم»، مشيرين الى ان «العناصر المسلحة لا تتعامل مع المدنيين ولا تقترب منهم».

ولفت الشهود الى ان «المسلحين أزالوا الكتل الكونكريتية من شوارع الموصل ومن امام مؤسساتها الحكومية وفتحوا الشوارع التي كانت مغلقة امام المارة والمركبات»، مؤكدين ان «المسلحين اطلقوا عبر مكبرات الصوت نداءات تشدد على المنع التام لأي أعمال سرقة في مؤسسات الدولة ومن يفعل يقتل بمكانه فضلا عن دعوة اهل الموصل النازحين للعودة إلى منازلهم وهم في امان».

وعقب « احتلال» الموصل سيطر عناصر «داعش» على الطريق الرابط بين قضاء الدور ومنطقة الـ بوعجيل شرق تكريت بحسب مصادر امنية، مشيرة الى ان «القوات الامنية فرضت حظرا للتجوال بين مناطق بيجي وتكريت».

وأشارت المصادر الى ان «مسلحين تابعين لداعش انتشروا في قريتين بالشرقاط وقاموا بحرق مركز للشرطة بالساحل الأيسر من المدينة فيما سيطروا على مقر القائمقامية ومطار عسكري في المدينة».

واتخذت السلطات العراقية اجراءات امنية مشددة في ديالى وبعض مدن صلاح الدين ضمن اجراءات احترازية لمنع وصول عناصر «داعش» الى مناطق في المحافظتين اللتين تشهدان اوضاعا امنية متدهورة فضلا عن نقل مئات السجناء من سجون في مناطق ساخنة وخاصة في تكريت وبعقوبة الى مناطق اكثر امنا.

وتخشى سلطات اقليم كردستان تأثرها بما يجري في المدن المجاورة لها حيث اتخذت اجراءات صارمة ونشرت قطعات عسكرية تابعة لقوات «البشمركة» في المناطق الكردية المحاذية للحويجة والرياض في كركوك المتنازع عليها، اضافة الى مناطق اخرى في نينوى محاذية للاقليم ولا سيما مع وجود تحركات للتنظيمات المتشددة للسيطرة على تلك المدينتين ذات الاغلبية العربية.

كذلك سيطر مقاتلون من تنظيم «داعش» الثلاثاء على ناحيتين في محافظة صلاح الدين العراقية، وفقا لمصدر في الجيش ولمسؤول محلي.

وجاءت سيطرة المقاتلين الجهاديين على ناحيتي الصينية وسليمان بيك بعد وقت قصير من سيطرة عناصر من التنظيم ذاته على مناطق في محافظة كركوك القريبة، ومحافظة نينوى التي سقطت بأكملها في ايدي المتمردين المناهضين للحكومة.

وقال ضابط برتبة ملازم اول في الجيش لوكالة فرانس برس ان ناحية الصينية الواقعة على بعد نحو عشرة كلم غرب بيجي (200 كلم شمال بغداد) «سقطت بيد مسلحي «داعش» بعد انسحاب الفوج الخامس من شرطة الطوارئ».

واعلن في وقت لاحق مدير ناحية سليمان بيك (175 كلم شمال بغداد) سليمان البياتي لفرانس برس ان الناحية «باتت في ايدي مقاتلي «داعش» بعد اشتباكات خاضوها مع عناصر من الشرطة عند حدود الناحية».

وأصدر رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، نيجرفان بارزاني، الثلاثاء، بياناً عن الأحداث في الموصل، واتهم الحكومة العراقية بالفشل الأمني، محملاً الحكومة المركزية مسؤولية الانهيار الأمني.

وجاء في البيان الذي نقلته «العربية» أن السبب في سقوط الموصل هو فشل إدارة الملف الأمني.

وقال البيان إن القوات الكردية والبشمركة كانوا يحاولون دخول الموصل وتقديم المساعدة والحماية لأهل الموصل، لكن الحكومة المركزية لم تتعاون وذلك ما أدى الى هذه الكارثة.

وطالب المواطنين والقوات الأمنية الكردية بالتعاون ومساعدة أهالي الموصل النازحين الى إقليم كردستان العراق.

دولياً، قال البيت الأبيض ردا على اجتياح متشددين مسلحين لمدينة الموصل ان الولايات المتحدة ستواصل دعمها للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي لكن ستدعوها أيضا للقيام بعمل أفضل لإرضاء جميع العراقيين.

وقال جوش ارنست نائب المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين «واضح ان هناك بعض التحديات الأمنية بالغة الخطورة في العراق والتي تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة. لذا سنواصل علاقاتنا المهمة فيما يتعلق بتوفير بعض الأمن والمساعدة العسكرية لحكومة العراق. لكن في النهاية هناك أيضا مسؤولية على الزعماء العراقيين للمسارعة بتصحيح الأوضاع.»

وأضاف ارنست ان الدعم العسكري الأميركي سيستمر لكن حل مشكلات العراق يجب ان يكون أكثر ثباتا من ذلك.

وقال «هذه النوعية من التحديات ليس لها حل عسكري فقط. لذلك وبينما يمكننا تقديم مساعدة عسكرية لتحسين الوضع الأمني في العراق نوضح ان هذه التحديات تتطلب التزاماً من القيادة العراقية».

واعتبرت الولايات المتحدة ان «داعش» التي سيطرت الثلاثاء على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في شمال العراق تهدد كامل منطقة الشرق الاوسط.

وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان «الدولة الاسلامية في العراق والشام تمثل تهديدا لاستقرار العراق ولاستقرار كامل المنطقة». واضافت ان واشنطن تؤيد «ردا قويا لصد هذا العدوان».

وتابعت بساكي ان «الولايات المتحدة تقف الى جانب الشعب العراقي وسكان نينوى والانبار الذين يواجهون هذا التهديد».

وقالت ايضا «سنواصل العمل في شكل وثيق مع المسؤولين السياسيين والامنيين ضمن اطار شامل بهدف الحد من قدرات الدولة الاسلامية في العراق والشام على التحرك في العراق».

وأعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «قلقه البالغ» اثر سيطرة جهاديين على الموصل عاصمة محافظة نينوى وثاني مدن العراق، داعيا المسؤولين العراقيين الى التوحد، بحسب ما اعلن المتحدث باسمه الثلاثاء.

وقال ستيفان دوياريك ان بان «قلق بشدة للتدهور الخطير للوضع الامني في الموصل حيث نزح الاف المدنيين».

واضاف المتحدث ان الامين العام «يدين بشدة الهجمات الارهابية» التي شهدها العراق في الايام الاخيرة.

وتابع ان «الامين العام يحض جميع المسؤولين السياسيين على التوحد في مواجهة الاخطار التي تهدد العراق والتي يمكن الرد عليها فقط في اطار الدستور والعملية السياسية الديموقراطية».
 
المالكي يستقدم تعزيزات لتحصين العاصمة والأكراد يحشدون قواتهم للدفاع عن كردستان
كارثة في العراق: “داعش” يسيطر على نينوى ويتقدم نحو بغداد
اتصالات عراقية – أميركية عاجلة وسط ترجيحات بتدخل عسكري عن طريق ضربات جوية
جماعات الدوري لعبت دوراً حاسماً في المعركة وأفراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم وفروا
السياسة...بغداد – باسل محمد والوكالات:
سقطت محافظة نينوى الواقعة في شمال العراق عند حدود اقليم كردستان والمحاذية لسورية, أمس, بأيدي مجموعات جهادية متمردة في حدث استثنائي يهدد بكارثة أمنية كبرى وبفتح ممر جديد لتنظيمات متطرفة تنشط عند الحدود العراقية – السورية.
وجاء سقوط المحافظة بعد نحو 72 ساعة من المعارك بين القوات العراقية والمجموعات المسلحة في مدينة الموصل, مركز محافظة نينوى, ثاني أكبر المحافظات في العراق.
تدخل أميركي
وبعد إعلان رئيس البرلمان أسامة النجيفي عن سقوط كامل محافظة نينوى بأيدي المسلحين, في خطوة غير مسبوقة, دعت الحكومة العراقية البرلمان, الذي سيعقد جلسة طارئة غداً الخميس, إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد, واعلنت عن وضع قواتها في حالة التأهب القصوى, كما تعهدت تسليح كل مواطن يتطوع لقتال “الارهاب”, مشيرة إلى قرار بإعادة هيكلة الأجهزة الامنية وخططها.
وطالب رئيس الوزراء نوري المالكي, الذي تلا بيان الحكومة, بحشد “كل الطاقات الوطنية من أجل انهاء تنظيم داعش في محافظة نينوى والمحافظات الاخرى”, وذلك في اشارة الى تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”, أقوى التنظيمات الجهادية في العراق وسورية.
وتوازياً, كشف قيادي بارز في ائتلاف “دولة القانون” برئاسة المالكي ل¯”السياسة” أن اتصالات مكثفة وعاجلة تجري مع الولايات المتحدة لبلورة شكل الدعم العسكري الاميركي, في ظل ترجيح احتمال ان يقبل المالكي تدخلاً بضربات جوية لمساندة أي عملية أمنية تقوم بها القوات العراقية لاستعادة المحافظة.
تحصين بغداد وكردستان
وبحسب معلومات القيادي المقرب من المالكي, فإن هذا الأخير أمر فور سقوط نينوى بيد المسلحين بجلب قوات كبيرة من المحافظات الجنوبية العراقية لتحصين العاصمة بغداد, بعد ورود تقارير استخباراتية عن تقدم المسلحين باتجاه محافظة صلاح الدين.
من جهته, قال الفريق جبار الياور, وهو المتحدث باسم وزارة البشمركة الكردية, ل¯”السياسة” ان الوزارة أرسلت تعزيزات كبيرة من القوات والمعدات العسكرية الى المناطق المتنازع عليها في نينوى, وعلى حدود مدينة دهوك الكردية مع الموصل, بهدف حماية اقليم كردستان من تقدم المسلحين, مشدداً على أن قوات البشمركة تحتاج الى قرار سياسي متفق عليه بين بغداد واربيل للمساعدة في عملية استعادة الموصل من المسلحين.
سقوط الموصل
وفي التفاصيل الأمنية, قال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية إن “مجموعات من المسلحين سيطرت أولاً على مبنى المحافظة في الموصل وعلى القنوات الفضائية, وبثوا عبر مكبرات الصوت انهم جاؤوا لتحرير الموصل وانهم سيقاتلون فقط من يقاتلهم”.
واضاف ان “افراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم العسكرية والامنية (…) وأصبحت مراكز الجيش والشرطة في المدينة فارغة, فيما قام المسلحون بإطلاق سراح سجناء” من السجون في المدينة (يقدر عددهم بنحو 2500), مؤكداً أن “مدينة الموصل خارج سيطرة الدولة وتحت رحمة المسلحين”.
وفيما لم يحدد المصدر في وزارة الداخلية الجهة التي ينتمي اليها المسلحون, قال ضابط رفيع المستوى في الشرطة برتبة عميد ان هؤلاء المسلحين ينتمون الى تنظيم “داعش”, موضحاً ان “جميع القطاعات العسكرية التابعة للفرقة الثانية خرجت الى خارج مدينة الموصل” وكذلك القيادات العسكرية العليا.
وأكد أن “الموصل بأكملها باتت تحت سيطرة ارهابيي داعش عبر فراغ أمني كبير وانتشار لمئات المسلحين”, مضيفاً ان “مقر قيادة عمليات نينوى ومبنى المحافظة ومكافحة الارهاب وقناتي سما الموصل ونينوى الغد (…) والدوائر والمؤسسات الحكومية والمصارف بيد داعش, وتم اقتحام سجون الدواسة والفيصلية وبادوش وهناك إطلاق سراح لمئات من المعتقلين”.
وفي السياق, تحدث شهود عيان في الموصل ل¯”السياسة” عن دور لحزب “البعث” المنحل بزعامة نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري في حسم المعركة الميدانية والسيطرة الكاملة على كل أجزاء محافظة نينوى, القريبة من الحدود السورية.
سوات
إلى ذلك, كشفت مصادر مقربة من قائد الشرطة الجديد في نينوى اللواء خالد الحمداني ل¯”السياسة” ان جزءا مهماً من قوات الجيش انضم الى الفصائل المسلحة, كما ان اعداداً كبيرة من عناصر الشرطة المحلية انشقت وساندت المجاميع المسلحة, وسط معلومات عن أن ضباطاً من الجيش السابق واعضاء بارزين في قوات الحرس الجمهوري في عهد صدام هم من يقودون عملية التمرد المسلح.
ولفتت المصادر إلى أن قرار المالكي بإرسال قوات النخبة التي تسمى ب¯”سوات” الى الموصل ساهم بصورة مباشرة في انشقاق اعداد مهمة من القوات الأمنية لأن الكثير من عناصرها خشي ان يتكرر نفس السيناريو الذي حدث في محافظة الانبار, غرب العراق, وفي مدينة سامراء, شمال بغداد, قبل ايام, عندما قامت قوات “سوات” بقصف الأحياء المدنية واعتقال وقتل العديد من المواطنين رداً على انتشار المسلحين.
ويمثل سقوط نينوى في ايدي المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة, التي يشكل الجهاديون وعناصر “داعش” أبرز مكوناتها, حدثاً استثنائيا بالنسبة الى الوضع الامني في العراق بشكل عام لما تحظى به هذه المحافظة من اهمية ستراتيجية نظراً لحجمها ولموقعها القريب من اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.
كما ان مدينة الموصل عاصمة الشمال العراقي تقع على بعد كيلومترات فقط من الحدود مع سورية حيث تفصل بينها وبين معبر اليعربية الفاصل بين العراق وسورية, منطقة تسكنها عائلات سنية لها امتدادات عشائرية وعائلية على الجانب الآخر من الحدود.
جماعة الدوري
وبحسب رؤية الفريق الياور, المتحدث باسم وزارة البشمركة, فإن سقوط نينوى بهذه الطريقة له تفسيران: الأول يتعلق بالمعلومات التي تحدث عن حشود آلاف المسلحين داخل الاراضي السورية على الحدود مع العراق لجهة منفذ ربيعة وهؤلاء قدموا كل الدعم اللوجستي للسيطرة على الموصل. والثاني يرتبط بمعلومات استخباراتية دقيقة عن مشاركة حزب “البعث” المنحل بقيادة الدوري في عملية التمرد المسلح في نينوى الى جانب جماعتي “أنصار السنة”, و”النقشبندية” وهي جماعة قريبة جداً من الدوري شخصياً, مع وجود دور مهم لمسلحي “داعش” الذين جاؤوا من سورية وكان لهم بعض التواجد أصلاً داخل بعض أحياء الموصل.
وحذر من أن المسلحين اصبحوا أكثرة قوة من اي وقت مضى لأنهم استولوا على أسلحة ثقيلة ونوعية بينها مروحيات قتالية ودبابات ومدرعات وآلاف المعدات العسكرية, ما يعني ان اقليم كردستان اصبح على خط النار مع هذه الجماعات الارهابية, كما ان قدرة هذه الجماعات على احتلال المزيد من المدن الغربية بات أمراً يسيراً للغاية.
ورجح الياور ان يتفادي المسلحون في نينوى الاشتباك في الوقت الراهن مع قوات البشمركة الكردية لأن تركيزهم سينصب على التقدم نحو مدن صلاح الدين وكركوك وديالى مستخدمين الخط الصحراوي وجبال حمرين, بدعم من المسلحين المتواجدين في الانبار, غير ان الهدف النهائي سيكون تطويق العاصمة بغداد من الشمال والغرب والشمال الشرقي.
والموصل هي ثاني مدينة تفقد القوات العراقية السيطرة عليها منذ بداية 2014 بعد الفلوجة (60 كيلومتراً غرب بغداد) الواقعة في محافظة الانبار, التي تسكنها غالبية من السنة ايضا.
وقال المحلل السياسي عزيز جبر ان “سقوط محافظة مثل نينوى يشكل تهديدا خطيرا جدا للامن القومي العراقي, والمسألة تنذر بكارثة وطنية كبرى, وإذا لم تعالج فستنسحب المسألة نحو محافظات اخرى”.
واضاف ان “الجماعات المسلحة تريد اقامة دولة اسلامية وهذه الدولة تريد ان تقتطع الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى في العراق وتضيفها الى دير الزور والرقة في سورية وهذه الاهمية الستراتيجية لما حدث” أمس.
 
«داعش» يسيطر على الموصل ويتجه إلى صلاح الدين
الحياة...بغداد - بشرى المظفر
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي البرلمان إلى إعلان حال الطوارئ، بعدما تمكن مسلحو تنظيم «داعش» من السيطرة على مدينة الموصل كلها، شمال بغداد، وعلى مبنى محافظة نينوى وبعض القنوات الفضائية، والسجون، فيما وصف رئيس البرلمان التدهور الخطير الذي شهدته بـ «الغزو الخارجي للعراق الذي من شأنه تهديد أمن الشرق الأوسط».
وقال المالكي في بيان:»خصصنا جلسة مجلس الوزراء لمناقشة أزمة نينوى، وقررت إعلان حال التأهب القصوى وحشد الطاقات لمواجهة الإرهاب». وأضاف: «سنقدم طلباً سريعاً إلى مجلس النواب لتحمل مسؤولياته وإعلان حال الطوارئ في البلاد والتعبئة العامة، كما قررنا دعم الجهات التي أعلنت استعدادها لمواجهة الإرهاب ومساندة الأجهزة الأمنية».
ودعا «الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية إلى مساندة العراق»، مشيراً إلى أن «مجلس الوزراء وجه كل الوزارات للقيام بواجباتها في رعاية العائلات المهجرة لتخفيف معاناة المواطنين الذين اضطروا إلى ترك بيوتهم».
وأفادت مصادر أمنية بأن مسلحي «داعش» فرضوا سيطرتهم على مدينة الموصل كلها. وزادت أنهم «سيطروا على مبنى المحافظة والمطار وقناتين فضائيتين وانتشروا في الساحلين الأيمن والأيسر من المدينة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن في مختلف مناطق المدينة، لا سيما المناطق المحيطة بمبنى المحافظة وقناتي «سما الموصل» و «نينوى الغد» الفضائيتين»، فيما أكد مصدر في شرطة المحافظة لـ «الحياة»، أن «أكثر من 1400 سجين فروا من سجن بادوش بعد سيطرة عناصر التنظيم على السجن». وأوضحت أن «السجناء الهاربين فروا إلى جهات مجهولة وسط الفوضى الناجمة عن فقدان السيطرة في المنطقة».
وكشفت مصادر مطلعة أخرى أن قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة اختفوا منذ ليل الإثنين، وقالت إن «قائد القوات البرية الفريق أول الركن علي غيدان وقائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن عبود كنبر، قائد عمليات نينوى، وقائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن مهدي الغراوي وقائد الفرقة الثانية في الجيش وقائد الشرطة اللواء الركن خالد الحمداني اختفوا وتركوا أسلحة خفيفة وثقيلة في مقراتهم».
وأضافت أن «قوات من البيشمركة نقلت محافظ نينوى أثيل النجيفي والمسؤولين المحليين إلى خارج الموصل»، مشيرة إلى أن «المدينة خالية في الوقت الحالي من أي تمثيل للحكومة المحلية».
ووجه أثيل النجيفي نداء إلى الضباط السابقين «القادرين على حمل السلاح، للتوجه إلى مقر المحافظة والتصدي للمسلحين المنتشرين في الجانب الغربي من الموصل».
وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إن «مطار الشرقاط العسكري في صلاح الدين سقط بيد الإرهابيين الذين سيطروا على طائرات هليكوبتر في مطار الموصل». وأضاف أن «الجماعات الإرهابية وصلت إلى المحافظة»، مؤكداً أن «كل محافظة نينوى سقطت الآن بيد الإرهاب»، ودعا «القوى السياسية والأمنية والمجتمع الدولي إلى صد هؤلاء المجرمين»، واعتبر ما حدث «غزواً خارجياً إرهابياً فيه جنسيات مختلفة»، لافتاً إلى «وجود دعم لهذه الجماعات، لكن الكلام حالياً يجري عن دحرها وعودة البلد إلى عافيته، وبعد ذلك يتم البحث عن مصدر دعمهم»، مشيراً إلى أن «الإرهابيين بدأوا في الأنبار وقبل أيام كانوا في سامراء والآن في نينوى»، واتهم «قادة الجيش وأجهزة الأمن في الموصل بالإهمال»، مؤكدا أن «القطعات العسكرية العراقية لا تمتلك معلومات استخبارية، وترفض التعامل مع المعلومات التي تزودها بها إدارة الموصل»، وأشار إلى «هروب القادة وترك الجنود أسلحتهم»، وزاد أن «التقصير الذي حصل في الموصل يجب أن يتم التحقيق فيه»، محذراً من «امتداد المعارك إلى مناطق أخرى من البلاد».
واعتبر «الانهيار النفسي للقوات المسلحة في نينوى سبب هذه الهزيمة»، ودعا إلى «دفع قيادات عسكرية خبيرة لدحر الإرهاب»، كما أكد «ضرورة الاستعانة بالمجتمع الدولي كل الخبرات والأسلحة اللازمة، وبقرار عراقي يقدر المصلحة وحجم المساعدة المطلوبة» . وتابع أنه «اتصل برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الذي أبدى استعداد قوات البيشمركة لدعم الجيش والشرطة في المحافظة لمواجهة هؤلاء الإرهابيين». وأضاف النجيفي أن «هذا الأمر يحتاج إلى تنسيق مسبق»، مشيراً إلى أن «هناك مفاوضات بين بغداد وأربيل تتعلق بمساعدة القوات الأمنية، لكنها لم تصل إلى نتيجة». وأكد أنه «تواصل مع كل القادة السياسيين وسفراء الدول الكبرى ومع بعض الدول الخارجية من أجل التصدي لهذه الهجمة الإرهابية الخطيرة».
في محافظة صلاح الدين، أكدت المصادر الأمنية سيطرة مسلحي «داعش» على عدد من المناطق الشمالية، شرق قضاء الشرقاط، بعد ساعات على سيطرته على محافظة نينوى، واقتحم المسلحون صباح أمس مناطق قنيطرة، والخميسات، والشيخ حمد، وفرضوا سيطرتهم عليها».
في غضون ذلك، أكد مسؤولون في «الاتحاد الوطني الكردستاني» موافقة الحكومة المركزية على دخول قوات «البيشمركة « ناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة، والبدء بتسيير دوريات أمنية مشتركة مع الشرطة والجيش لطمأنة الأهالي.
 
شيوخ عشائر: الجيش استعدى السكان والأهالي لن يستطيعوا ردع المسلحين
بغداد – «الحياة»
أعلن شيوخ عشائر في الأنبار ونينوى وصلاح الدين أن سياسات الحكومة الاتحادية «ضد المحافظات السنّية ساهمت في تنامي قدرة المسلحين» في مناطقهم، وقالوا إن «الجيش بضعفه خذل الأهالي».
وقال الشيخ سعد البدران، أحد شيوخ العشائر وهو حالياً في إقليم كردستان، لـ «الحياة» إن «ما حدث لنينوى والأنبار يمثل كارثة يتعرض لها العراق منذ سنوات»، وأضاف أن «انهيار القوات الأمنية بهذه السهولة في الموصل خذل سكانها العزل».
وأكد أن «قوات الأمن والجيش والشرطة الاتحادية في المدينة خلقت العداوة مع السكان ولم تستطع كسبهم، إذ اتخذت إجراءات عقابية، ولجأت إلى الاعتقالات العشوائية، ما خلق فجوة بينها وبين الأهالي».
ولفت إلى أن «شيوخ عشائر في نينوى ورجال دين بدأوا منذ أمس (أول من أمس) اتصالات لمناقشة الأزمة واتخاذ عدد من القرارات التي تعيد الموصل إلى وضعها الطبيعي، بعد طرد المسلحين منها»، وأشار إلى أن «الحديث عن تشكيل وحدات قتالية من أبناء العشائر لمحاربة المسلحين ما زال مبكراً».
وأوضح أن «الحكومة رفضت إشراك أبناء عشائر نينوى في الملف الأمني وشكلت مجالس إسناد شكلية لا تحظى بثقة المحافظة، كما أن القوات الأمنية بمعظمها من جنوب البلاد، ولا تعرف طبيعة السكان ولا تحترمهم».
وكان محافظ نينوى أثيل النجيفي أعلن الأحد الماضي تشكيل لجان شعبية بعد سيطرة «داعش» على الجانب الغربي من الموصل، وقرر مجلس المحافظة تقسيم الموصل إلى 19 قاطعاً لتنظيم عمل اللجان الشعبية في المدينة، ولكن الاقتراح لم ينفذ.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا أمس العشائر في محافظة نينوى إلى حمل السلاح لمواجهة المسلحين، وأردف: «ينبغي دعم هذا الاستعداد ووضعه موضع التنفيذ».
وقال عضو مجلس العشائر في الأنبار أحمد الجميلي لـ «الحياة» إن «عودة التنظيمات المتشددة إلى السيطرة على المناطق السنّية تتحملها الحكومة الاتحادية التي لم تستطع بناء الثقة مع سكان هذه المناطق من خلال تجاهل مطالبهم في تظاهرات سلمية، ومن ثم الاعتداء عليهم بإغلاق ساحات الاعتصام».
وتابع أن «المتضرر الأكبر من سيطرة التنظيمات المسلحة المتشددة على المحافظات السنّية هو سكانها»، وأشار إلى أنه خلال عامي 2005 و2006 «كانت القوات الأميركية جادة في قتال «القاعدة» وتركت الأمر للعشائر وتحقق النجاح بإخراج المسلحين، ولكن الحكومة بعد انسحاب القوات الأميركية ضربت الصحوات واستعدت العشائر».
وطالب «قوات الجيش والشرطة بكسب ود الأهالي والاستفادة منهم في معلومات عن المسلحين، فالجيش في الأنبار يخوض معارك من دون معلومات ومن دون أي تأييد شعبي بسبب القصف الذي يوقع مئات المدنيين الأبرياء».
إلى ذلك، قال أكرم السامرائي، وهو أحد شيوخ عشائر صلاح الدين لـ «الحياة» إن «القبائل ورجال الدين يستطيعون ضبط الأمور في المحافظة بالتعاون مع مجلس المحافظة»، وحذر من أن «تقاعس القوات الأمنية في المحافظة كما جرى في الموصل سيؤدي إلى مشكلة كبيرة».
وزاد أن «سكان صلاح الدين يخشون قوات الجيش بسبب تصرفاته الاستفزازية كما أنهم يخشون التنظيمات المسلحة المتشددة، لأنها ستخضع المحافظات لسيناريو المدن السورية الواقعة تحت سيطرة «داعش» وغيره».
وطالب السامرائي، الحكومة الاتحادية «بالإسراع في إجراء مصالحة حقيقية مع أبناء العشائر في المحافظات السنّية وطمأنتهم من أجل خلق جدار شعبي ورسمي في وجه التنظيمات المسلحة المتشددة».
 
بغداد: «متحدون» يحذر من تأخير تشكيل الحكومة و «عصائب أهل الحق» تنتقد تخاذل الأجهزة الأمنية
الحياة...بغداد - عمر ستار
حذر ائتلاف «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي من تأخير تشكيل الحكومة، ورجح أن يؤثر التدهور في مسار مفاوضات الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الأخيرة، في وقت أكد «المجلس الأعلى»، بزعامة عمار الحكيم أن التأثير الدولي «سيحكم عملية تشكيل الحكومة خلال 20 يوماً».
إلى ذلك، أعلنت مجموعة «عصائب أهل الحق»، أن الخلافات السياسية مسؤولة عن تدهور الأوضاع الأمنية في الموصل وغيرها من مدن البلاد وانتقدت «تخاذل» الأجهزة الأمنية.
وقال النائب عن «متحدون» رعد الدهلكي لـ «الحياة»، إن «ما يجري في البلاد من تدهور أمني يعكس مدى فشل الحكومة في إدارة الملف منذ ثماني سنوات، وعليه لا بد من التحرك لتشكيل حكومة جديدة».
وأضاف: «هناك تغيير في مواقف كثير من الكتل والشخصيات سيحصل بعد الانهيار الكبير في الملف الأمني، خصوصاً على صعيد ترك المزايدات السياسية والبحث عن المناصب».
وأشار الدهلكي إلى أن الكتل السياسية، خصوصاً ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء «يراهن على عامل الوقت للضغط على الكتل لتغيير مواقفها من ولايته الثالثة. لكن يجب ألا يكون الملف الأمني أحد وسائل الضغط».
وتابع: «إذا لم تتمكن الكتل السياسية من تشكيل حكومة قوية خلال أسابيع قليلة، فإن البلاد ستدخل في نفق مظلم بحكومة تصريف أعمال وبرلمان غير قادر على الانعقاد بسبب الخلافات حول شخص رئيس الوزراء».
في هذه الأثناء، رجح القيادي في «المجلس الإسلامي» باقر الزبيدي ثلاث سيناريوهات لتشكيل الحكومة، واعتبر تدخل دول الإقليم لاختيار رئيس الوزراء هو «الاحتمال الأقرب».
وقال الزبيدي في بيان إن «السيناريو الأول هو من خلال التحالف الوطني، وتركيبة التحالف الحالية لا تجعل المرشح الحالي لائتلاف «دولة القانون» (المالكي) يمر بسهولة، بسبب المعايير المعتمدة في اختيار المرشح، وأبرزها التوافق بين كتله، والحل الثاني هو أن تستبدل دولة القانون مرشحها الحالي بآخر يمكن طرح اسمه في التحالف ليناقَش، وهذا إن حصل سيحسم جدلاً كبيراً يهدد التحالف الوطني ويستهدف وحدة الأكثرية الشيعية والمرشحين المحتملين، وهم: مرشح كتلة بدر (23 نائباً) ومرشح حزب «الدعوة» (13 نائباً) ومرشح المستقلين (13 نائباً)، وهؤلاء المرشحون البدلاء هم مفتاح الحل الذي يحفظ وحدة التحالف ووحدة الشيعة».
وتابع: «أما الخيار الإقليمي، فهناك حراك في أنقرة خلال قمة رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني والرئيس التركي عبد الله غل ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وجاء اللقاء بعد سلسلة لقاءات أجرتها الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية في البلدين وضعت أمام اجتماع القمة ثلاث ملفات إقليمية ساخنة هي السورية واللبنانية والعراقية وملف تسمية رئيس الوزراء في قمة أولويات الملف العراقي في اللقاء التركي الإيراني وسيكون الملف الأمني السوري على رأس الملف السوري في مباحثات القمة. وهناك لقاء مرتقب خلال الأيام المقبلة لوزيري خارجية إيران والسعودية وسيكون الملفان العراقي واللبناني على رأس محادثات الجانبين، وسيتضمن في أولويته رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية اللبنانية كما والوضع السوري».
وختم الزبيدي: «يؤكد خبراء أن الخيار الإقليمي والدولي سيحسم كثيراً من الملفات خلال مدة أقصاها 20 يوماً، وبهذا التاريخ سيبدأ الحل يأخذ مجراه في أروقة الملفات السورية واللبنانية والعراقية».
من جهة أخرى، قال الناطق باسم كتلة «الأحرار» جواد الجبوري، إن احتمال دخول البلاد في فراغ دستوري وارد إذا لم يكن هناك توافق على اختيار رئيس وزراء».
وقال الجبوري لـ «الحياة» إن «ائتلاف المالكي متمسك بالتحالف الوطني، ولكن كتل التحالف لا تقبل بترشيحه لولاية ثالثة، وهذا يعني إطالة أمد المفاوضات وازدياد فرص دخول البلاد في فراغ دستوري وكل ذلك يتحمله المواطن مباشرة».
وأضاف: «نأمل في أن تصل الهيئة السياسية في التحالف الوطني إلى آلية مقبولة لاختيار رئيس الوزراء الجديد، والذي يجب أن يكون مقبولاً من الكتل الكردية والسنية حتى يكون قادراً على العمل معهم وإخراج العراق من الأزمة الحالية».
وأكدت مجموعة «عصائب أهل الحق» أن الخلافات السياسية «سبب رئيسي في تدهور الأوضاع الأمنية في الموصل وغيرها من مدن البلاد» .
وقال الناطق باسم العصائب أحمد الكناني، في اتصال مع «الحياة»، إن «عدم اتفاق الكتل السياسية على تسوية المشاكل العالقة، بما فيها الاتفاق على شكل الحكومة المقبلة، كان سبباً رئيساً في ما نشهده من تطورات أمنية مؤسفة، لا سيما في محافظة الموصل وباقي المدن القريبة منها».
وتابع: «ما يؤسفنا أكثر هو تقاعس القوات الأمنية والعسكرية وتخاذلها عن أداء الواجبات المنوطة بها في الدفاع عن أهل الموصل».
وعن نزول العصائب إلى الشارع قال: «لا صحة لذلك، فالعصائب تدعم القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب، وتساندها في تقديم المعلومة الاستخبارية، وهذا لا يعني نزولنا إلى الشارع أو المشاركة في أي نشاط أمني أو عسكري».
 
عشرات القتلى والجرحى في تفجير وسط مقبرة
الحياة..بعقوبة - محمد التميمي
أكدت الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى ارتفاع حصيلة التفجير وسط بعقوبة إلى 57 ، بين قتيل وجريح، وفرض حظر التجوال في المدينة بعد خروج الموصل عن سيطرة القوات الحكومية واضطراب الأوضاع في محافظة صلاح الدين .
وأوضحت مصادر أمنية وطبية لـ «الحياة» أن «حصيلة انفجار عبوة ناسفة داخل مقبرة الشريف في بعقوبة وسط مشيعين، ارتفعت إلى 30 قتيل و27 جريحاً».
إلى ذلك، انفجرت سيارة مفخخة قرب مطعم شعبي في ساحة لبيع الفاكهة والخضار في ناحية جديدة الشط (30 كم شمال غربي بعقوبة) ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 11 آخرين.
جاء ذلك، فيما عززت قوات الأمن إجراءاتها، بعد سيطرة مسلحي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» على الموصل، بعد اندلاع اشتباكات بين الجيش ومسلحي «داعش» في محافظة صلاح الدين المجاورة لمحافظتي كركوك وديالى، في ثلاث قرى تابعة لقضاء الشرقاط.
وقتل وأصيب 30 جنديا ، في هجوم استهدف رتلاً للجيش في قضاء طوزخورماتو. وأوضح مصدر أمني لـ «الحياة « أن «5 عبوات ناسفة انفجرت بالتعاقب في رتل للجيش كان قد انسحب من الموصل باتجاه بغداد بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة نينوى، ما أسفر عن مقتل 12 وإصابة 18».
 
"داعش" يبسط "دولته" في العراق وسوريا سقوط الموصل وواشنطن ترى خطراً
المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات... النهار.. بغداد - فاضل النشمي
في عرض مثير للقوة، فرض تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) سيطرته على الموصل ثانية كبرى المدن العراقية وعاصمة محافظة نينوى على مسافة 402 كيلومترين من بغداد، وتقدم في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك بعد سيطرته مطلع السنة على الفلوجة وجزء من الرمادي، وقت يعزز التنظيم الاصولي المنشق عن تنظيم "القاعدة" الام سيطرته على الرقة واجزاء واسعة من دير الزور السورية، الامر الذي يسهل عليه ربط مناطق سيطرته في الدولتين بما يهدد باقامة دولة جهادية لا تشكل تهديداً للعراق وسوريا فحسب وانما للمنطقة باسرها. وتعتبر الموصل جائزة استراتيجية لـ"داعش"، ذلك ان المدينة ومحافظة نينوى اجمالا هي طريق رئيسي لتصدير النفط العراقي وبوابة نحو سوريا.
وابرز الانهيار السريع للقوات العراقية التي كان يفترض فيها الدفاع عن كركوك، تراجعاً مستمراً لهذه القوات منذ انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد اواخر عام 2011. وتبخرت ثلاث فرق عسكرية تابعة للجيش العراقي أمام الهجوم الذي شنته ميليشيات "داعش". والى فرق الجيش، اختفى أكثر من 17 الف شرطي تابعين لوزارة الداخلية العراقية في محافظة نينوى، في انهيار أمني غير مسبوق منذ عشر سنين. ويأتي انهيار الموصل وسقوطها في يد "داعش" بعد اربعة أيام من سقوط قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين المحاذية لمحافظة نينوى، قبل ان تستعيده قوات الحكومة لاحقاً.
وسيطر مقاتلو "داعش" على معظم مفاصل المدينة ومنها مقر المحافظة ومعسكر القيّارة الجوي الذي يحتوي على مروحيتين عسكريتين. كما سيطروا على قناتين تلفزيونيتين محليتين، واطلقوا 12 الف معتقل في سجون المحافظة على خلفيات قضايا جنائية وارهابية.
وفر معظم القادة العسكريين والامنيين من الموصل تاركين وراءهم معداتهم واماكن تمركزهم. وترك قائد القوات البرية الفريق اول الركن علي غيدان وقائد العمليات المشتركة الفريق اول الركن عبود كنبر وقائد عمليات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي وقائد الفرقة الثانية في الجيش العراقي وقائد الشرطة اللواء الركن خالد الحمداني مقارهم منذ ليل الاثنين.
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي "حال الانذار القصوى والتأهب الشديد" في انحاء البلاد، ودعا في كلمة بثها تلفزيون "العراقية" شبه الرسمية، مجلس النواب إلى "إعلان حال الطوارئ". وقال ان مجلس الوزراء "اتخذ قرارا بإعادة هيكلة الاجهزة الامنية" في اشارة الى سوء الادارة العسكرية وهزيمتها امام جماعات "داعش".
الى ذلك، طالب رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الذي يتولى شقيقه اثيل النجيفي منصب محافظ نينوى، الإدارة الأميركية بـ" التدخل في ما يحصل بمدينة الموصل ضمن الاتفاق الاستراتيجي"، مؤكدا أنه يعمل على "حشد الرأي العام الخارجي والداخلي لصد هذه الهجمة".
وقالت المرجعية الدينية في النجف في بيان إن "المرجعية العليا تتابع بقلق بالغ التطورات الأمنية الأخيرة في محافظة نينوى والمناطق المجاورة لها". وإن "المرجعية تشدد على الحكومة العراقية وسائر القيادات السياسية في العراق ضرورة توحيد كلمتها وتعزيز جهودها في سبيل الوقوف بوجه الإرهابيين وتوفير الأمن للمواطنين من شرورهم". وأضاف أن "المرجعية تؤكد دعمها واسنادها لأبنائها في القوات المسلحة وتحثهم على الصبر والثبات في مواجهة المعتدي".
وروى أحد أفراد حماية قائد الفرقة الثانية في الجيش العراقي في اتصال مع "النهار" تفاصيل ما حدث في اليومين الأخيرين قائلا: "تضعضعت الأوضاع في اليومين الأخيرين، وانتشرت أخبار تقدم داعش الى المدينة، ثم اقيل قائد فرقتنا". واضاف: "قبل تسلم قائد الفرقة الجديد مهمات عمله إنهار الوضع، ولم يتبق امامنا سوى الهروب بسرعة". واشار الى ان "اكثر من 50 عجلة عسكرية هربت في اتجاه إقليم كردستان المحاذي طلباً للحماية!".
في أي حال، سيطر الذهول والصدمة على الجميع، وزاد فقدان الثقة بإجراءات الجيش والحكومة، وثمة خوف حقيقي على آلاف العائلات الموصليّة التي نزحت عن المدينة، الى جانب الخوف من امتداد سيطرة "داعش" الى محافظتي صلاح الدين وكركوك المحاذيتين.
وأفاد مسؤول في الشرطة العراقية أن مقاتلي "داعش" تمكنوا من السيطرة مساء على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية. وقال مصدر أمني ومسؤولون محليون إن أفراد التنظيم الجهادي دخلوا قضاء الحويجة والنواحي الاخرى ورفعوا اعلامهم على ابنيتها الرسمية وتجولوا في طرقها بعدما انسحبت القوات الحكومية منها.

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,864,508

عدد الزوار: 7,648,223

المتواجدون الآن: 0