تركي الفيصل: من السخرية أن تقاتل واشنطن وطهران معاً في العراق...سياسات المالكي الإيرانية حولت العراق إلى دولة فاشلة....السيستاني يفتي بحمل السلاح لقتال الجهاديين ويعتبر المعركة مقدسة

أوباما متردّد والحرس الثوري في العراق و«الثوار» يهددون بهجوم شامل على بغداد وفتوى شيعية ضد «داعش» ونفير سني ضد المالكي...آلاف المتطوعين في بغداد يترقبون بحماسة «الفرصة التاريخية» لقتال المتطرفين

تاريخ الإضافة الأحد 15 حزيران 2014 - 7:00 ص    عدد الزيارات 2254    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

إيران تنفي إرسال قوات إلى العراق
إيلاف...نصر المجالي
نفت إيران أن تكون أرسلت قوات إلى العراق، بينما دعا إمام جمعة طهران المؤقت ابناء الشعب العراقي إلى الوحدة والتلاحم في مواجهة تنظيم داعش.
نصر المجالي : نفى مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان صحة أنباء دخول قوات عسكرية ايرانية إلى العراق، وقال ان "القوات المسلحة العراقية قد هبت بقوة لمواجهة الإرهابيين".
 ونقلت وكالة انباء (فارس) عن عبد اللهيان انه لا صحة لأنباء دخول قوات عسكرية ايرانية إلى العراق، وذلك ردا على تقرير لوكالة (رويترز) قال ايران مستعدة للتعاون مع اميركا لمواجهة ارهابيي (داعش) في العراق.
 واعرب عبد اللهيان، عن ثقته بان القوات المسلحة العراقية ستقضي على الإرهابيين والتكفيريين، مؤكداً ان الجمهورية الاسلامية في ايران تدعم العراق في تصديه للارهاب بكل قوة.
 خطبة الجمعة
 من جهته، دعا إمام الجمعة المؤقت في طهران آية الله محمد امامي كاشاني أبناء العراق إلى التصدي للجماعات التكفيرية.
 وتطرق كاشاني في الخطبة إلى ما اسماه "مؤامرات الاعداء في سائر البلدان والاوضاع في سوريا"، وقال ان سوريا الحقت بهذه "الجماعة التكفيرية الخبيثة التي قاتلت فترة تحت يافطة طالبان والقاعدة وحاليا تحت يافطة داعش هزيمة مذلة".
 وتابع ان جماعة داعش تتنقل من دولة إلى اخرى، وها هي قد دخلت العراق الآن واضاف أن الوقوف بوجه جرائم هذه الجماعة التكفيرية رهن بتلاحم أبناء شعب العراق والتوكل على الله .
 واشار كاشاني إلى اطماع ومؤامرات الاعداء ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال إن يقظة وتلاحم الشعب وقضية ولاية الفقيه، أسهمت في إحباط جميع مؤامرات الاعداء ورميها في مزبلة التاريخ
 وتابع قائلاً إن المجتمع الاسلامي ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية اقيم صرحه في ظرف واجه فيه منذ اليوم الاول انواع المؤامرات والمشاكل وتم احباطها وتذليلها في ظل مقام الولي الفقية الامام الراحل وقائد الثورة الاسلامية.
 روحاني والمالكي
 وكان الرئيس الايراني حسن روحاني تحادث هاتفياً، الخميس، مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبحث معه أحدث مستجدات الأوضاع في العراق وسبل اقتلاع جذور الإرهاب فيه.
 وافاد الموقع الالكتروني لرئاسة الجمهورية الإيرانية ان روحاني اشار إلى ضرورة مكافحة الإرهاب والعنف وادان الجرائم البشعة التي ارتكبها الإرهابيون وقتلهم الابرياء في العراق، واعرب عن ارتياحه لوحدة الشعب العراقي في مكافحة الإرهاب والعنف، مشيرا إلى دور المرجعية في هذا المجال.
 واضاف ان المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الذي أكد على ضرورة مشاركة الجميع في التصدي للارهابيين له دور مهم في تعبئة الشعب العراقي في مواجهة الجرائم وعمليات القتل الإرهابية.
 واشار روحاني إلى ان ايران حكومة وشعبا تقف إلى جانب الشعب والحكومة العراقية واضاف، ان حكومة الجمهورية الاسلامية الإيرانية ستبذل قصارى جهدها على المستويين الدولي والاقليمي، لمواجهة الإرهابيين ولن تسمح لحماة الإرهابيين بأن يمسوا الامن والاستقرار في العراق من خلال تصديرهم الإرهاب اليه.
 من جانبه اعرب رئيس الوزراء العراقي عن شكره لايران لدعمها الشعب العراقي على المستويين الدولي والاقليمي، شارحا آخر مستجدات الاوضاع في شمال العراق ونجاح الحكومة والجيش العراقي في القضاء على الإرهابيين.
 واضاف المالكي ان تعبئة الشعب العراقي وعشائره في دعم الجيش تمكنت من التصدي للعمليات الإرهابية وان ابناء الشعب سيتمكنون قريبا من تطهير العراق من وجود الإرهابيين.
 
3 وحدات عسكرية من الحرس الثوري الإيراني في العراق
 موقع 14 آذار...
أكد مسؤول رفيع في الحكومة العراقية لـCNN ان إيران نشرت بالفعل ثلاث وحدات عسكرية من قوات الحرس الثوري في عدة مناطق بالعراق، في الوقت الذي جددت طهران نفي أنباء عن دخول قوات عسكرية إيرانية إلى العراق.
وقال المسؤول الأمني العراقي، والذي طلب من CNN عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الموضوع، إن ثلاث وحدات من 'فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري الإيراني، تتمركز في الوقت الراهن في محافظة 'ديالى”، مشيراً إلى أن هذه الوحدات تضم نحو 500 مقاتل على الأقل.
وأشار المصدر نفسه إلى أن عناصر الحرس الثوري انضمت بالفعل إلى القوات الحكومية في معاركها ضد مسلحي تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام”، المعروف باسم 'داعش”، والذي يسيطر مقاتلوه على مناطق واسعة في شمال العراق، وبدأوا يتقدمون باتجاه الجنوب.
وفي طهران، نفى مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، صحة أنباء دخول قوات عسكرية إيرانية إلى العراق، وقال في تصريحات أوردتها وكالة 'فارس” للأنباء الجمعة، إن 'القوات المسلحة العراقية قد هبت بقوة لمواجهة الإرهابيين.”
وذكر المسؤول الإيراني أن 'بطولات القوات المسلحة العراقية قد أدهشت عناصر داعش وحماتهم، وجعلتهم في حيرة من أمرهم”، معرباً عن ثقته في أن القوات العراقية ستقضي على من أسماهم 'الارهابيين والتكفيريين”، وشدد على أن 'الجمهورية الإسلامية في إيران تدعم العراق في تصديه للإرهاب بكل قوة.”
وكان ممثل المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، قد دعا العراقيين إلى التطوع والانضمام إلى الجيش العراقي، لمحاربة من وصفهم بـ”الإرهابيين”، وشدد الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة، على أن 'مواجهة وقتال الإرهابيين هي مسؤولية الجميع.”
 
واشنطن تدرس الخيارات وتضارب الآراء بشأنها
أوباما: لا تدخل عسكرياً في العراق
إيلاف...نصر المجالي
استبعد الرئيس الأميركي باراك اوباما تنفيذ عملية عسكرية على الأرض في العراق ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
نصر المجالي: في مؤتمر صحافي، الجمعة، قال الرئيس الأميركي باراك اوباما إن واشنطن "لن ترسل قوات أميركية مرة أخرى إلى العراق"، لكنها تدرس خياراتها.
 ومن جانبه، شدد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ من لندن على أن بريطانيا لا تخطط للتدخل عسكريا في العراق.
 يأتي هذا الموقف بعد ان سيطر مسلحون بقيادة داعش على مناطق في شمال وشرق العراق، وهددوا بالزحف جنوبا باتجاه العاصمة بغداد.
 وتوقع وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الجمعة أن يتخذ الرئيس الأميركي قرارا في الوقت المناسب بشأن الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة للمساعدة في محاربة الهجوم الضاري للمتشددين الإسلاميين المسلحين في العراق.
 وقال كيري في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "نظرا لخطورة الوضع اتوقع قرارات في الوقت المناسب من الرئيس في ما يخص التحدي".
 وأضاف "إنني واثق من أن الولايات المتحدة ستتحرك بسرعة وبفاعلية لمشاركة حلفائنا في التعامل مع هذا التحدي".
 وقال كيري كذلك إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يجب أن يبذل المزيد لتنحية الخلافات الطائفية في بلاده جانبًا.
 وتابع قائلا "رئيس الوزراء المالكي وكل الزعماء العراقيين بحاجة لبذل المزيد لتنحية الخلافات الطائفية جانبا" ملمحًا إلى شكاوى غربية قائمة منذ فترة طويلة من أن المالكي لم يبذل ما يكفي لحل الخلافات الطائفية التي جعلت من السنة العراقيين المحرومين من السلطة منذ الإطاحة بصدام يشعرون بالظلم ويسعون للانتقام.
تضارب التصريحات
 وتضاربت يوم الجمعة، تصريحات مسؤولين أميركيين بشأن الخطوة المقبلة التي سوف يتخذها الرئيس باراك أوباما، حيال تطورات العراق، بعد سيطرة ميليشيات متشددة على مدن عراقية.
 بينما قال مسؤول آخر، إن قراراً في هذا الشأن قد يتخذ في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومن بين الخيارات المحتملة، القيام بضربات جوية، لاستهداف مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف باسم (داعش).
 وكان الرئيس الأميركي قال يوم الخميس إنه يدرس "كل الخيارات" لدعم الحكومة المركزية في العراق التي يقودها الشيعة التي سيطرت بشكل كامل بعد انتهاء الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2011 بعد مرور ثمانية أعوام على الغزو الذي أطاح بصدام حسين في عام 2003.
 
مسلحو "داعش" يتمددون نحو ديالى ويحشدون حول سامراء وخطة أمنية لحماية بغداد
السيستاني يفتي بحمل السلاح لقتال الجهاديين ويعتبر المعركة مقدسة
السياسة...
بغداد – ا ف ب, رويترز, الأناضول: دعت المرجعية الشيعية, أمس, العراقيين إلى حمل السلاح ومقاتلة المسلحين الجهاديين, بهدف وقف زحفهم المتواصل منذ خمسة أيام نحو بغداد, حيث أعلنت السلطات عن خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية العاصمة من أي هجوم محتمل.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني, في خطبة الجمعة في كربلاء, “على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع والانخراط بالقوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس”, معلناً أن “من يضحي في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضه فإنه يكون شهيداً”.
واعتبر أن “العراق يواجه تحديا كبيرا وخطرا عظيما وان الارهابيين لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات … بل صرحوا بانهم يستهدفون جميع المحافظات لاسيما بغداد وكربلاء والنجف … ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون اخرى أو بطرف دون آخر”.
وأضاف الكربلائي, في توضيح لفتوى السيستاني, ان “جميع المواطنين القادرين على حمل السلاح مدعوون للتطوع والدفاع عن أرض العراق وان هذا الدفاع واجب كفائي”, موضحاً أن “الواجب الكفائي يعني أنه إذا تحقق النصر بوجود عشرة آلاف مقاتل سقط الواجب عن الباقي, أما إذا لم يتحقق فبخمسة عشر ألفاً, وهكذا تصاعداً إلى أن يتحقق النصر بالعدد الكافي وسقوط الوجوب عن الباقين”.
ودعا الجميع إلى “تناسي الخلافات ورص الصفوف للدفاع عن العراق”, مشيراً إلى أن القيادات السياسية “أمام مسؤولية تاريخية وشرعية وهذا يقتضي ترك الخلافات وتوحيد موقفها وكلمتها وإسنادها للقوات المسلحة ليكونوا قوة إضافة للجيش”.
ديالى
وأمس, تواصلت المعارك في مناطق مختلفة من شمال العراق, حيث خاض الجيش اشتباكات مع المسلحين الذين يحاولون السيطرة على قضاء المقدادية, بعدما مروا في ناحيتي السعدية وجلولاء القريبتين, في طريقهم الى مدينة بعقوبة (60 كيلومتراً شمال شرق بغداد) مركز محافظة ديالى, وفقاً لمصادر امنية وعسكرية.
وفي بعقوبة, قال شهود عيان ان القوات الامنية والعسكرية أجرت عملية انتشار كثيف في أنحاء متفرقة من المدينة التي تسكنها غالبية من السنة, تحسباً لاحتمال وصول المسلحين اليها, في حين أفاد مصدر أمني ومسؤول محلي عن اشتباكات بين الجهاديين وميليشيا شيعية في موقعين بمحافظة ديالى, هما العظيم على بعد 90 كيلومتراً إلى الشمال من بغداد والمقدادية على بعد 80 كيلومتراً إلى شمال شرق العاصمة.
وتزامناً, قتل 18 مسلحاً من “داعش” في سلسلة عمليات أمنية في بلدات المقدادية والعظيم وجلولاء, فيما تم تدمير ثلاث مركبات للتنظيم وقتل من فيها في مواجهات شمال شرق بعقوبة.
وبدخولهم إلى محافظة ديالى الواقعة على الحدود مع ايران والمحاذية لبغداد أيضاً, أضاف المسلحون, الذين ينتمون بغالبيتهم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش), محوراً ثالثاً في مسار زحفهم نحو العاصمة, حيث باتوا يتقدمون من محافظة صلاح الدين شمال بغداد فيما تستمر سيطرتهم على مدينة الفلوجة على بعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة.
بغداد
وتسود اجواء من التوتر والترقب بغداد منذ بدء الهجوم المباغت للمسلحين الثلاثاء الماضي, حين نجحوا في السيطرة على محافظة نينوى الشمالية, وسط حالة من الصدمة والذهول جراء الانهيار السريع للقوات الحكومية في نينوى ومحافظة صلاح الدين.
وفي هذا السياق, وضعت السلطات العراقية خطة أمنية جديدة تهدف الى حماية بغداد من اي هجوم محتمل.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن, أمس, “وضعنا خطة جديدة لحماية بغداد”, مضيفاً “اليوم الوضع استثنائي وأي عملية تراخ قد تسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد … ويجب ان يكون هناك استعداد”.
وأوضح أن الخطة تشمل “تكثيف انتشار القوى وتفعيل الجهد الاستخباراتي و(زيادة) استخدام التقنية مثل البالونات والكاميرات والأجهزة الاخرى, اضافة الى التنسيق مع قيادات العمليات في محافظات اخرى, ورفع الروح المعنوية للمقاتلين”.
وعن امكانية استقدام قوات من أماكن اخرى, قال معن إن “القوة الموجودة في بغداد كافية, ولكن هناك رغبة في الشارع للتطوع” استعداداً لأي هجوم محتمل.
صلاح الدين
وفي محافظة صلاح الدين, حيث يسيطر مسلحو “الدولة الاسلامية” على مدينة تكريت (160 كيلومتراً شمال بغداد), مركز المحافظة ومسقط رأس صدام حسين, قال شهود عيان ان المقاتلين الجهاديين أرسلوا تعزيزات كبيرة الى محيط مدينة سامراء (110 كيلومترات شمال بغداد).
وأوضح شهود العيان في قضاء الدور الواقع بين تكريت وسامراء ان “أعدادا لا تحصى من السيارات التى تحمل المقاتلين توجهت منذ مساء امس (اول من امس الخميس) وحتى صباح اليوم (أمس) نحو محيط سامراء”, في ما يبدو عملية حشد قبيل هجوم محتمل على المدينة.
وتحوي سامراء مرقد الامامين العسكريين, علي الهادي الامام العاشر والحسن العسكري الامام الحادي عشر لدى الشيعة الاثني عشرية, الذي أدى تفجيره العام 2006 الى اندلاع نزاع طائفي قتل فيه الآلاف.
إلى ذلك, قال مسؤولون محليون وشهود عيان ان طائرات هليكوبتر عراقية أطلقت صواريخ على أحد المساجد الكبرى في مدينة تكريت, فيما قتل عشرة جنود في هجوم ل¯”داعش” على رتل عسكري كان متجهاً من بغداد إلى محافظة صلاح الدين.
وتزامناً, عثرت الأجهزة الأمنية على جثث 9 جنود قتلى من أصل 26 جندياً فقدوا بعد اشتباكات مع مسلحين غرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.
 
سياسات المالكي الإيرانية حولت العراق إلى دولة فاشلة
أهم أسباب الانهيار السريع لجيش “المليون جندي”: التركيبة الطائفية وعدم الولاء للوطن والاحتقان السني
السياسة...أربيل – الأناضول: أثار الانهيار المفاجئ لمنظومة الجيش العراقي أمام زحف مقاتلي “داعش” ومسلحين متحالفين معه, في شمال وغرب البلاد, تساؤلات كثيرة وكبيرة, خاصة في ظل التباين الكبير في العدد والعتاد لصالح الجيش الذي يبلغ قوامه نحو مليون جندي بعد ضم أعداد القوى الأمنية والميليشيات المسلحة الموالية له.
وبالعودة إلى الأسباب والعوامل التي كانت وراء “الانتكاسة الكبيرة” للجيش, حسب ما وصفها مراقبون, يظهر جلياً أن نقطة أساسية يجب أن توضع خارج هذه المعادلة, وهي نوعية الأسلحة والمعدات التي يمتلكها كل طرف, حيث تميل الكفة بشكل واضح لصالح الجيش العراقي الذي تخصص له الدولة ميزانية سنوية تفوق 100 مليار دولار, وتشتري له أسلحة نوعية ومتنوعة من الولايات المتحدة وروسيا وحتى إيران, وفق ما ذهبت إليه تقارير استخباراتية ورسمية أخيراً.
في المقابل, فإن مسلحي “داعش” مجهزون بأسلحة خفيفة ومتوسطة, ابتاعوها من السوق السوداء أو غنموها من الجيشين العراقي والسوري النظاميين عبر تقدمهم في ميادين القتال في البلدين.
ولعل الأحداث المتسارعة التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية, تظهر أن الانهيار المفاجئ يتصل في الأساس بهيكلية القوات العراقية التي أثرت عليها الانقسامات السياسية والطائفية العميقة في البلاد, وتزايدت على نحو متصاعد العام الماضي منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في المحافظات السنية ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي (الشيعي), إضافة إلى انعدام الثقة والتأييد الشعبي للقوات العراقية خاصة في المحافظات السنية, شمال وغرب البلاد, على خلفية الانتهاكات التي يتهمها بها السكان.
ويشكو سنة العراق منذ سنوات من “انتهاكات” عناصر الجيش لحقوقهم, إضافة إلى الاعتقال التعسفي لبعضهم, واقتحام منازلهم والتنكيل بهم, على نحو مخالف للإجراءات القانونية التي تقتضي الحصول على أمر قضائي, وكذلك الزج بهم في السجون, وعدم النظر في قضاياهم لفترات طويلة.
ولطالما طالب السنة بسحب قوات الجيش من مراكز المدن, وإسناد المهام الأمنية إلى قوات الشرطة المحلية, لكن هذه المطالب لم تلق آذاناً صاغية لدى المالكي, الذي هو بطبيعة الحال القائد العام للقوات المسلحة, والمعني بتعيين قادة الفرق وكبار ضباط الجيش, حتى أنه لم يتبع الآلية المنصوص عليها بالقوانين السارية التي تستوجب حصول كبار قادة الجيش على ثقة أعضاء مجلس النواب قبل تعيينهم في مناصبهم, بل قام بتعيينهم بقرارات فردية.
ولاحقت حكومة المالكي قادة سنة بارزين, ووجهت إليهم تهماً ب¯”دعم فرق الموت”, إبان فترة أعمال العنف الطائفية في البلاد الممتدة بين العامين 2006 و,2008 ودفعت بعدد منهم إلى الفرار خارج البلاد, فيما وقع آخرون في قبضة أجهزة الأمن وصدرت بحقهم أحكام إعدام.
ويرفض قادة السنة الاتهامات الموجهة لهم والأحكام الصادرة بحقهم ويتهمون القضاء ب¯”الخضوع للسلطة التنفيذية التي يتهمونها بالطائفية”.
وزادت الانقسامات الطائفية في العراق بعد رحيل القوات الأميركية عن البلاد أواخر العام ,2011 قبل اكتمال البنية السياسية والأمنية الوطنية في البلاد.
ورغم أن هناك اتهامات تطال القضاء العراقي ب¯”الخضوع للسلطة التنفيذية”, فإن الأحكام التي توصل إليها القضاء بحق قادة السنة قابلها وقوفه “مكتوف الأيدي” بشأن قادة شيعة كانوا يقودون ميليشيات مسلحة إبان الحرب الطائفية, مارست أعمال القتل على الهوية بحق السنة.
والأمر الذي زاد الانقسام في المجتمع ورسخ الطائفية إلى حد وصول الوضع حد الانفجار, هو احتضان الحكومة قادة الميليشيات الشيعية المدعومة بطبيعة الحال من إيران مثل “حزب الله” العراقي, و”عصائب أهل الحق” وغيرهما.
ويُنظر إلى قادة الفصائل الشيعية على أنهم مقربون من المالكي, حيث اعتمد الأخير عليهم في الأشهر الأخيرة لصد زحف “داعش” والمتحالفين معها في محافظتي الأنبار وديالى, فيما همشت الحكومة دور الوحدات السنية المسلحة من أبناء العشائر أو ما يسمى “الصحوات” التي شكلتها القوات الأميركية العام ,2006 ونجحت في مواجهة تنظيم “القاعدة”.
وبعد خروج القوات الأميركية من العراق نهاية ,2011 عمدت حكومة المالكي إلى تحجيم دور الصحوات, ودمج الكثير من عناصرها في وظائف مدنية, وترك عشرات آلاف آخرين من دون رواتب, لدوافع طائفية, حسب تفسير بعض المراقبين.
هذه العوامل وغيرها, أفرزت عداء غير معلن بين قوات الجيش العراقي, وسكان المناطق ذات الغالبية السنية, إلا أن ما زاد من هذا العداء بصورة أكبر, محاصرة الجيش ساحات اعتصام المحتجين على سياسات المالكي واقتحامها وقتل العشرات منهم في الرمادي بمحافظة الأنبار (غرب), والحويجة بمحافظة كركوك (شمال) العام .2012
ومن أبرز العوامل التي ساهمت في الانهيار السريع للجيش العراقي, هو افتقار الجندي إلى الولاء للوطن أو الدافع للقتال في معركة الدفاع عنه, وذلك يعود إلى هيكلية الجيش نفسه, التي تأثرت بالانقسامات السياسية والطائفية والعرقية التي تشهدها البلاد, وانحياز الانتماء نحو الطائفة والقومية قبل الوطن.
وهذا الأمر يفسر بصورة جلية الانهيار المفاجئ من شمال البلاد إلى أعتاب بغداد في غضون يومين, كما أن إنهاك الجيش على مدى السنوات الماضية في الحرب ضد “القاعدة” ساهم في سرعة انهياره.
ويبدو أن المالكي تنبه إلى هذه المسألة فعمد إلى إشراك ميليشيات شيعية مدربة تدريباً جيداً, مدعومة من إيران, حيث أفادت تقارير في هذا الشأن أن الميليشيات كانت تقاتل في الصفوف الأمامية, ويرتدي أفرادها زي أجهزة الأمن من الجيش والشرطة, في إطار مساعي الحكومة لكبح جماح المتشددين الإسلاميين في محافظات الأنبار (غرب) وصلاح الدين وديالى (شمال) وغيرها, قبل هجمتهم الأكبر من نوعها قبل أيام.
وعزز المالكي هذا الواقع, عندما أعلن, بعد سقوط نينوى بيد “داعش” وحلفائها, الثلاثاء الماضي, أن حكومته ستنشئ “جيشاً رديفاً” من المتطوعين بعد أن تحدث عن “خدعة ومؤامرة” لم يبين أطرافها, وتخاذل من قبل بعض قادة الجيش, في إشارة إلى تواطؤ بين قادة عسكريين سنة مع المسلحين أدى إلى انسحاب القطعات العسكرية العراقية من مواقعها من دون قتال.
وإذا ما كان المالكي سيعمد بالفعل إلى الاعتماد على ميليشيات شيعية من دون أن يحاول استمالة عشائر سنية, لطرد جماعة “داعش” من المناطق التي سيطرت عليها, فإن ذلك سيفتح الباب أمام حرب طائفية مفتوحة قد تؤدي بالعراق إلى “دولة فاشلة”, وهو الخطر الذي تواجهه سورية بعد أكثر من 3 سنوات من الصراع فيها.
 
مسؤول إيراني كبير :مستعدون للتعاون مع الأميركيين لإنهاء خطر الإرهابيين المتنامي في المنطقة
تركي الفيصل: من السخرية أن تقاتل واشنطن وطهران معاً في العراق
السياسة...روما, طهران, نيويورك – رويترز, ا ف ب: حمل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولية سقوط مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق بيد المتشددين الاسلاميين, معتبراً أن مشاركة واشنطن وطهران معاً في القتال ضد “داعش” هو من “السخريات المحتملة”.
وقال الأمير تركي الفيصل في اجتماع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما إن “الوضع في منطقة الانبار في العراق يغلي منذ بعض الوقت, وبدا أن الحكومة العراقية ليست متقاعسة عن تهدئة الغليان هناك وحسب بل بدا أنها كانت تحض على انفجار الامور في بعض الحالات”.
وأشار إلى أن تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) لم يبد أن لديه ما يكفي من القوة بمفرده لتحقيق التقدم الذي حققه, فالتقارير الاعلامية ذكرت أن عدد مقاتليه يتراوح بين 1500 و3000 فقط.
واضاف ان “النتيجة التي توصلت لها أن هذه الارقام مضاف إليها ليس التشكيلات القبلية في المنطقة وحسب بل والبعثيون والجماعات الاخرى التي كانت تعمل في ذلك الجزء من العراق ليس منذ الامس بل منذ بداية الاحتلال الاميركي للعراق” في 2003.
وأشار الامير تركي الفيصل الى أن الوضع في العراق يتغير بسرعة تحول دون توقع ما سيحدث في الايام أو الاسابيع المقبلة, لكنه حذر من أن الموقف ربما يؤدي الى نتائج غير متوقعة اذا شاركت الولايات المتحدة في القتال بعد ثلاثة أعوام من انتهاء احتلالها للعراق في 2011.
وقال “من السخريات المحتملة التي قد تقع هو أن نرى الحرس الثوري الايراني يقاتل جنباً الى جنب مع الطائرات الاميركية من دون طيار لقتل العراقيين.. هذا شيء يفقد المرء صوابه ويجعله يتساءل: الى أين نتجه?”.
وشدد على أن السعودية تعارض بشدة تنظيم “داعش” وأدرجته على قائمة الإرهاب, مضيفاً “ربما يجيب هذا عن بعض التساؤلات في أذهان الناس بشأن موقف السعودية ازاء تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
وفي مؤشر على صحة مخاوف الأمير تركي الفيصل, قال مسؤول إيراني كبير, أمس, إن بلاده تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها المتشددون في العراق لدرجة أنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.
وقال المسؤول لوكالة “رويترز”, طالباً عدم نشر اسمه, ان الفكرة مطروحة للنقاش بين زعماء ايران, مشيراً إلى أن بلاده ستوفد مستشارين وترسل أسلحة لمساعدة حليفها رئيس الوزراء نوري المالكي للتصدي لما تعتبره خطراً كبيراً على استقرار المنطقة, لكن من غير المحتمل أن تدفع بقوات برية.
واضاف المسؤول الإيراني الكبير “بإمكاننا العمل مع الاميركيين لإنهاء أنشطة المسلحين في الشرق الأوسط. نتمتع بنفوذ قوي في العراق وسورية ودول كثيرة أخرى”, مشيراً إلى أن “خطر الإرهابيين في العراق والمنطقة يتنامى”, وطهران “على أهبة الاستعداد وتتابع التطورات في العراق عن كثب”.
في غضون ذلك, نسبت وكالة “تسنيم” للأنباء الى البريجادير جنرال محمد حجازي قوله ان ايران مستعدة لمد العراق “بالمعدات العسكرية والمشاورات”, لكن “لا أعتقد أن نشر جنود ايرانيين سيكون ضرورياً”.
وأمس, كرر الرئيس الايراني حسن روحاني دعمه السلطات العراقية في محاربة “الارهاب”. واتصل هاتفياً بحليفه المالكي مؤكداً أن طهران لن تدخر جهداً “للتصدي للمجازر والجرائم الارهابية” في العراق, وأنها “لن تسمح لداعمي الإرهاب بزعزعة استقرار العراق ونشر الإرهاب فيه”.
وأشاد روحاني بدعوة المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني العراقيين إلى حمل السلاح ضد الجهاديين.
وفي اتصال هاتفي أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن هجوم “داعش” في شمال العراق “خطر يتجاوز الحدود” العراقية.
دولياً, دعت الحكومة الألمانية المسؤولين السياسيين في العراق إلى “الإسراع” بتشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة الجهاديين المسلحين.
وفي ختام اجتماع طارئ ليل اول من امس, دان مجلس الأمن الدولي الأعمال الارهابية التي يشهدها العراق, داعياً كل الفرقاء للبدء بحوار وطني عاجل.
وعلى مدى ساعتين عقد أعضاء المجلس الخمسة عشر مشاورات مغلقة بمقر المجلس في نيويورك, استمعوا خلالها بالخصوص الى عرض بشأن الوضع في هذا البلد من مبعوث الامم المتحدة الى العراق نيكولاي مالدينوف الذي تحدث إليهم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.
 
وسط انتقادات حادة من الجمهوريين للإدارة الأميركية
كيري يتوقع “قرارات مناسبة” لأوباما ويدعو قادة العراق لتجاوز الخلافات
السياسة....لندن, واشنطن – ا ف ب, رويترز: دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري, أمس, القادة العراقيين إلى الاتحاد وتجاوز الخلافات الطائفية, لمواجهة تقدم المسلحين الاسلاميين الذين يهددون بغداد.
وفي مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره البريطاني وليام هيغ والممثلة انجلينا جولي بعد مشاركتهم بمؤتمر في لندن عن العنف الجنسي في زمن الحرب, قال كيري: “ينبغي ان يكون هذا جرس إنذار جدياً لجميع القادة السياسيين العراقيين. حان الوقت كي يتقارب قادة العراق ويتحدوا. ينبغي عدم السماح للانقسامات السياسية المستندة الى خلافات اتنية او دينية ان تسرق ما ضحى الشعب العراقي الكثير لأجله في السنوات الاخيرة”.
ودعا المالكي إلى بذل المزيد لتنحية الخلافات الطائفية جانباً, بقوله ان “رئيس الوزراء المالكي وكل الزعماء العراقيين بحاجة لبذل المزيد لتنحية الخلافات الطائفية جانباً”, في انتقاد ضمني لسياسات رئيس الحكومة الطائفية التي أدت إلى شعور السنة في العراق بالتهميش.
واشار كيري إلى أن العراق يواجه “عدواً عنيفاً” يشكل تهديدا للمصالح الاميركية ومصالح حلفائه في اوروبا والشرق الاوسط, وتوقع “قرارات مناسبة” للرئيس باراك أوباما لمكافحة هذا التهديد, قائلاً “نظراً لخطورة الوضع أتوقع قرارات في الوقت المناسب من الرئيس في ما يخص التحدي. إنني واثق من أن الولايات المتحدة ستتحرك بسرعة وبفاعلية لمشاركة حلفائنا في التعامل مع هذا التحدي. وسبق ان اتخذنا اجراءات فورية كزيادة الدعم على مستوى المراقبة الجوية”.
وكان أوباما أعلن ليل اول من امس أنه يدرس “جميع الخيارات” في العراق, بعد عامين ونصف على الانسحاب العسكري الاميركي من البلاد, في ما أعلن البيت الأبيض أن إرسال قوات إلى الميدان مستبعد.
في المقابل, وجه نواب جمهوريون انتقادات حادة إلى أوباما, منددين بانسحاب القوات الاميركية السابق لأوانه من العراق في ديسمبر 2011.
وقال رئيس مجلس النواب جون بويهنير “ان عدم تفاوض ادارة اوباما بشأن اتفاق تحديد الوضع القانوني للقوات الاميركية في العراق, لا يزال له انعكاسات خطرة على المصالح الاميركية في المنطقة”, وان “فشل السياسة الاميركية في سورية وليبيا ومصر وغياب ستراتيجية اوسع للشرق الاوسط لديه تأثير مباشر على الوضع في العراق”.
واضاف ان “الارهابيين على بعد مئة ميل من بغداد وماذا يفعل الرئيس? انه في قيلولة”, داعيا الى زيادة المساعدة الفنية لكنه تحفظ عن ابداء موقفه بشأن جدوى تنفيذ غارات جوية اميركية مباشرة.
من جانبه, قال السيناتور النافذ جون ماكين “هل كان يمكن تفادي هذا? الجواب نعم بالتأكيد”, مضيفاً “يجب إحداث انقلاب كبير في الوضع قبل ان تتحول المنطقة إلى موقع تدبير هجمات على الولايات المتحدة”.
بدوره, قال السيناتور لينساي غراهام, الذي ينتمي مثل ماكين الى الجناح المؤيد للتدخل العسكري في الحزب الجمهوري, “ان القوة الجوية الأميركية هي الأمل الوحيد لتغيير المعادلة العسكرية في العراق”, محذراً من انه “يجري التحضير في الساعة التي أخاطبكم فيها ل¯11 سبتمبر المقبل”.
 
مصادر دبلوماسية أوروبية: لا يمكن أن نترك بغداد تسقط بأيدي «داعش» ومطالبة المالكي باتخاذ خطوات للانفتاح على كل الفئات العراقية

جريدة الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم .... تثير التطورات الميدانية في العراق قلقا كبيرا في الأوساط الغربية التي تقوم بينها وبين الحكومة العراقية مشاورات مكثفة لتحديد نوعية العمل الذي يمكن أن تقوم به لمساعدتها على الوقوف بوجه تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية «داعش».
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أمس، إن الغرب «لا يمكن أن يترك بغداد تسقط تحت سيطرة داعش» لأن تطورا كهذا «سيحمل في طياته الكثير من المخاطر للعراق ولمجمل المنطقة». ومن بين ما تنذر به التطورات المتسارعة، شددت المصادر المشار إليها على نقطتين أساسيتين، الأولى تفكك العراق كبلد وككيان، والثانية الخوف من اندلاع نزاع طائفي واسع النطاق بين المكونين الرئيسيين للعراق وهما السنة والشيعة، بيد أن الغربيين الذين يضعون الكثير من اللوم على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يريدون، مقابل استعدادهم لمد يد العون للسلطات العراقية، أن يترافق ذلك مع «خطوات ملموسة من جانب المالكي بخصوص استعداده لحوار وطني حقيقي وانفتاح على كل الفئات العراقية بما فيها التي رأت نفسها مستبعدة بشكل أو بآخر» عن إدارة شؤون البلاد أو تلك التي شكت من «ميل المالكي إلى الاستئثار بالسلطة». وخلاصة ما تراه المصادر الدبلوماسية هي أن «الأسرة الدولية تنتظر من المالكي هذه الخطوات إذا كان يريد أن يحصن بلاده وأن يقف المجتمع الدولي إلى جانبه». ومن ضمن ما أشارت إليه المصادر الأوروبية موضوع تشكيل الكومة العراقية الجديدة والحاجة إلى توافق بشأنها.
ولكن ما الذي تستطيع أن تقدمه الحكومات الغربية للعراق؟ بداية، تنظر هذه المصادر باتجاه واشنطن حيث تعد أن الإدارة الأميركية «لا يمكنها أن تنفض يديها» مما يجري في العراق، مضيفة أنه «تترتب عليها أعباء ومسؤوليات» إزاء هذا البلد الذي حضرت فيه القوات الأميركية ما بين عامي 2003 و2011. وتذهب هذه المصادر إلى حد الجزم بأن واشنطن «لن تترك العاصمة العراقية تقع في قبضة الجهاديين» الذين وضعوا على لائحة المنظمات الإرهابية لوزارة الخارجية الأميركية، وهي تدعو لمواجهتهم في سوريا، بل إنها ترددت كثيرا في تسليم السلاح للمعارضة السورية مخافة أن تقع في أيديهم. وتعتبر واشنطن داعش من «أخطر المنظمات» الإرهابية.
على صعيد موازٍ، ترى هذه المصادر أن «من المهم، اليوم قبل الغد، أن تحصل تعبئة دولية لمصلحة العراق من أجل مساعدته على محاربة هذا التنظيم الإرهابي»، لكن حتى تاريخه لم تعلم تفاصيل المساعدة الغربية التي يمكن أن تحصل عليها بغداد باستثناء برامج التعاون التي أقرت بين بغداد من جهة وبعض البلدان الأوروبية من جهة أخرى التي بينها فرنسا.
وترصد المصادر الأوروبية طبيعة ردود الفعل الإيرانية والأميركية ومدى انعكاس الأزمة الإيرانية على علاقاتهما باعتبار أن كليهما يقف إلى جانب الحكومة العراقية وضد «داعش». وبالنسبة لطهران، فإن المصادر الأوروبية تلفت الانتباه إلى «أهمية العراق في إطار الاستراتيجية الإيرانية الإقليمية»، وحاجة طهران إلى نظام موالٍ لها في بغداد يكون «حلقة الوصل» بينها وبين بلدان المتوسط الشرقي. ولذا فإنها تعتبر أن طهران «لا يمكن أن تقبل بخسارة العراق» لما له من انعكاسات مباشرة على الحرب في سوريا وعلى الدور الذي تضطلع به طهران في البلدين معا.
أما بالنسبة إلى واشنطن فإن ما هو في الميزان «يتناول كل الجهود التي بذلتها واشنطن لبناء جيش عراقي يكون بديلا لجيش صدام حسين ويكون قادرا على المحافظة على وحدة العراق واستقراره»، ولذا فإن المراقبين يبدون بالغي التنبه لما ستقدمه واشنطن من مساعدات عسكرية للحكومة العراقية لتمكينها من وقف تقدم قوات «داعش» في مرحلة أولى وجعلها قادرة لاحقا على استعادة المدن والأراضي الشاسعة التي خسرتها. وينتظر أن تدفع واشنطن باتجاه إعادة توثيق العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان التي تدهورت بسبب الخلافات على النفط وتصديره وعائداته.
وأمس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن الأوروبيين الذين يتشاورون في ما بينهم حول ما يتعين القيام به في العراق بشكل جماعي، سيعقدون اجتماعا تنسيقيا في الـ23 من الشهر الحالي، «ينظرون بجدية وبكثير من القلق للتهديد الإرهابي» المتمثل بتقدم «داعش» في العراق. وحتى الآن، لم يقدم الأوروبيون على سحب رعاياهم من العراق ولكنهم يطلبون منهم الحذر التام.
ويربط الأوروبيون بين «داعش» وبين النظام السوري ويؤكدون أن المجموعات الإرهابية هي «وليدة» النظام الذي غذاها وأخرج أفرادها من السجون ويتلطى وراءها لتبرير بقائه في السلطة. بأي حال، يعتبر هؤلاء أن الأسد «لا يمكن أن يدعي بأي شكل من الأشكال أنه بطل محاربة الإرهاب»، وأن السياسة الغربية يبقى محورها المعارضة المعتدلة التي تحظى بدعمه التام.
 
روايات جنود عراقيين من الموصل: قادتنا فروا بمروحيات ليلا وتركونا لمواجهة «داعش» و«الدفاع» العراقية أكدت أنها وفرت تذاكر عودة مجانية.. والجنود قالوا إنهم دفعوا مبالغ باهظة > حكومة كردستان تطلق حملة لجمع التبرعات والمعونة لنازحي الموصل

أربيل: «الشرق الأوسط» ..... أعرب جنود عراقيون هاربون من الموصل عن سخطهم لما قام به قادتهم من ترك مواقع القتال أمام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وكشفوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن أنهم تلقوا أوامر من قادتهم الميدانيين بالانسحاب وترك أسلحتهم، وبينوا أنهم ينتظرون الحصول على تذاكر الطيران للرجوع إلى أهاليهم، في حين أعلنت حكومة إقليم كردستان انطلاق حملة لجمع المساعدات والتبرعات لنازحي الموصل في الإقليم.
وقال الجندي محمود فهد لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لسنا هاربين، قادتنا تركونا ليلا نائمين وفروا هم بطائرات مروحية». وأضاف: «نهضنا في الصباح كان المعسكر خاليا من المسؤولين، ضباطنا أبلوغنا بأن نرتدي الملابس المدنية ونعود إلى أهالينا، هذه خيانة لسنا نحن المسؤولين عنها.. خيانة صدرت عن القائد العام للقوات البرية وقائد عمليات نينوى وانتقلت بأمر رسمي منهم إلى الأدنى من أمراء الفرق والضباط». واستدرك قائلا: «قوات البيشمركة هي التي أنقذتنا من (داعش)».
جاسم عبد الحسين جندي آخر من محافظة ميسان كان ضمن مجموعة من الجنود العراقيين الذين اجتمعوا عند فرع شركة الخطوط الجوية العراقية في أربيل منتظرين الحصول على تذاكر السفر إلى مناطقهم، لأن الطريق البري بين الإقليم، وبغداد أصبح مهددا من قبل الجماعات المسلحة.
أفاد جاسم في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأنه أمضى يومين في أربيل في انتظار الحصول على تذاكر الطيران للوصول إلى منطقته. وقال: «الطريق البري غير مؤمن، فمسلحو (داعش) والجماعات الأخرى تنصب نقاط تفتيش وهمية، بين الفترة والأخرى وتقتل كل عسكري أو شرطي يمر من هناك». وأشار إلى أن خمسة من زملائه ذهبوا برا قبل أيام وقتلوا من قبل «داعش».
القصص كثيرة عن هروب الجنود العراقيين من الموصل، والساعات الأخيرة قبل سيطرة «داعش» عليها، لكن القصة المفصلة كانت عند حسين زيدان الجندي الكربلائي في الفرقة الثانية إحدى الفرق المكلفة حماية محافظة نينوى، وأورد قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «خرجنا ليلا في مهمة اشتبكنا خلالها مع عناصر من (داعش) واستطعنا تحرير مستشفى نينوى والفندق القديم، وفي هذه الأثناء احتجنا إلى تعزيزات لإدامة التقدم، لكن عندما خاطب قائدنا قائد عمليات نينوى طالبا إرسال التعزيزات لنا لم يستجب للطلب فاضطررنا للعودة وفي طريق العودة تعرضنا لكمين قتل فيه عدد من زملائنا وبعد مقاومة شديدة استطعنا أن ننجو بأرواحنا وعدنا إلى الفرقة، حيث حدثت مشادة كلامية بين قائد الفرقة وقائد عمليات نينوى نقل على أثرها قائد الفرقة وجيء بشخص آخر مكانه».
وتابع زيدان: «ليلة سقوط الموصل كان قائد القوات البرية علي غيدان وقائد عمليات نينوى مهدي الغراوي وقائد الشرطة وعدد آخر من قادة الفرق مجتمعين عندنا في الفرقة الثانية، لكن في الصباح الباكر لم نشاهد أحدا من هؤلاء فقد فروا بطائراتهم في منتصف الليل، وتركونا نحن الجنود فقط في مواجهة (داعش)». وأشار إلى أن أوامر الانسحاب «جاءت من قادتنا.. وما بقي معنا فقط ضابط كردي كان موجودا في الفرقة».
وزاد زيدان: «حوصرنا من قبل عناصر (داعش) ولولا إنقاذنا من قبل قوات البيشمركة، لكننا الآن مقتولين على أيدي (داعش)، وبعدها جئنا إلى أربيل التي استقبلتنا برحابة الصدر وقدمت لنا كل ما نحتاجه واليوم جئنا إلى فرع الخطوط الجوية العراقية للحصول على تذاكر للرجوع إلى أهالينا».
من جهتها، وفرت وزارة الدفاع العراقية طائرات مدنية مجانية لنقل الجنود العراقيين الموجودين في أربيل والإقليم إلى بغداد لإعداد تنظيمهم مرة أخرى في صفوف الجيش، في حين ذكر الجنود لـ«الشرق الأوسط» أنهم حصلوا على التذاكر بأسعار مرتفعة، لكن المسؤول عن تنظيم الرحلات في وزارة الدفاع العراقية لم يشأ التصريح لنا، مشيرا إلى أن التعليمات الصادرة له من الوزارة تتمثل في عدم التصريح لأي وسيلة إعلامية حول الموضوع.
الجندي عبد الله رحيم تساءل خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هل هؤلاء قادة؟ نحن الجنود كنا نقاتل المسلحين في الخط الأمامي، وقتل الكثير من زملائنا وأحرقت جثثهم أمام أعيننا، نحن هكذا كنا نقاتل في حين أن القادة في الخطوط الخلفية سلموا كل شيء وفروا، ليس لدينا قول سوى لا حول ولا قوة إلا بالله». وطالب هذا الجندي رئيس الوزراء بتقديم القادة إلى محاكمة عسكرية وإقصاء البعثيين من وزارة الدفاع.
المواطن مقداد كامل من بغداد أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن اثنين من إخوانه كانوا جنودا في قاعدة سبايكر في تكريت أسروا من قبل تنظيم داعش ضمن 1400 جندي آخرين في القاعدة ومصيرهم لحد الآن مجهول. وقال كامل اتصل بعدد من شيوخ العشائر في المنطقة الذين قالوا لنا إنهم بخير، دون أن يشيروا إلى مصيرهم المجهول، مضيفين أن «داعش» ركبت الجنود الأسرى في سيارات حمل كبيرة ونقلتهم إلى مكان غير معروف.
وتأتي هذه الأحداث في حين تتواصل جهود الإغاثة في إقليم كردستان للمساعدة النازحين من الموصل بعد الانتهاء من تأسيس مخيم لهم في منطقة خازر التي تبعد عن أربيل نحو 50 كلم.
بدورها، أطلقت محافظة أربيل وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقية فرع أربيل الجمعة حملة لإغاثة نازحي الموصل والتبرع لهم. وقال حمزة حامد، مدير إعلام محافظة أربيل في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «استجابة لنداء رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني الذي دعا مواطني الإقليم مع بدء النزوح من الموصل إلى مد يد العون للنازحين، فأطلقت محافظة أربيل هذه الحملة بالتعاون جمعية الهلال الأحمر العراقية فرع أربيل، وذلك لجمع التبرعات والمعونات والإغاثة لنازحي الموصل الذين يبلغ عددهم داخا مدينة أربيل نحو 110 آلاف شخص بالإضافة إلى من جرى إسكانهم في مخيم خازر الجديد الذي نعمل على توسيعه ليضم مستقبلا 5000 شخص، خاصة مع احتمال تدهور الأوضاع في نينوى ببدء حملة عسكرية عليها من الحكومة ببغداد».
وناشد حامد أهالي أربيل مد يد العون للنازحين، مشيرا إلى أن أهل أربيل معروفون بإرادتهم لفعل الخير ومساعدة الآخرين، فهم باستمرار يقدمون المساعدات لكل من يأتي إلى مدينتهم ويقدمون المساعدة للمحتاجين، فمواقفهم مشرفة في هذا المجال.
 
أوباما يرهن «التدخل العسكري» باتفاق العراقيين سياسياً
بغداد - مشرق عباس { لندن، نيويورك - «الحياة»
واصل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) تقدمه في محافظة ديالى واحتل بعض القرى، فيما كثفت الحكومة العراقية إجراءاتها حول بغداد المحاصرة بأحزمة الحقد والانقسام الطائفي أو ما كان يعرف بـ «أحزمة الموت» خلال الحرب الأهلية. ويسود العاصمة خوف كبير من انهيار قوات الأمن كما انهارت في الموصل، خصوصاً أن «الجهاديين» يهددون باحتلالها، وأن رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن من سامراء أمس أنه بدأ حملة «لتطهير المدن» (
وزاد الخوف أمس بعدما حضت المرجعية الشيعية العراقيين «من دون استثناء»، على التطوع لقتال «داعش»، وطالبهم خطيب الجمعة بـ «مؤازرة الثوار» لإسقاط المالكي.
وكان لافتاً أمس إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، طمأنة العالم إلى تدفق النفط، وتعويضه من مخزون دول الخليج إذا تضرر في العراق. مثلما أكد أنه يدرس كل الخيارات، محملاً العراقيين مسؤولية ما يحصل بسبب خلافاتهم الطائفية والمذهبية. وأكد جازماً أن واشنطن «لن تشارك في عمل عسكري في غياب خطة سياسية يقدمها العراقيون».
وفي هذا الإطار، علمت «الحياة» من مصادر غربية أن الولايات المتحدة تدرس توجيه «ضربات جوية مؤثرة» إلى مواقع «داعش» وحلفائها، فيما أشارت إلى أن إيران ليست في وارد القبول بإسقاط السلطة المؤيدة لها في بغداد، وأنها «ستتدخل عسكرياً لمنع ذلك». كما أن تركيا أبلغت جهات أوروبية أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمر الوضع الحالي في الموصل والمحافظات المجاورة»، خصوصاً أن حكومة رجب طيب أردوغان تواجه اتهامات بأنها على علاقة «جيدة» مع «داعش».
إن المواقف الدولية والإقليمية تغذي الصراع وتزيد الشعب العراقي انقساماً، خصوصاً أنه بعد 14 عاماً على احتلال البلاد وست سنوات على الحرب الأهلية أصبح مهيئاً أكثر لتقبل التطرف، فبغداد 2014 لا تشبه بغداد 2006، الأحياء التي عمليات القتل متبادلة على الهوية فيها، أسست خلال هذه السنوات أنظمة فصل خاصة بها، شملت الاكتفاء الذاتي، والفرز السكاني.
ويتركز السنة داخل بغداد اليوم في ثلاث كتل رئيسية هي أحياء الأعظمية (شمال) والدورة والسيدية (جنوب) والمنصور والعامرية والخضراء والغزالية (غرب)، وهذا التقسيم كرسته الإجراءات الأمنية التي فرضت على تلك المناطق لسنوات وأحاطتها بالأسوار وجعلت الدخول والخروج منها صعباً.
لكن الأزمة الحقيقة لن تكون في داخل الأحياء الداخلية، بل تشمل محيط بغداد الذي يتكون من حزامين، أحدهما ريفي ويضم غالبية سنية طاغية تشمل أبو غريب والرضوانية (غرب) واليوسفية واللطيفية (جنوب) والطارمية والمشاهدة والضلوعية (شمال) والنهروان (شرق).
وداخل هذا المحيط الريفي مباشرة، هناك محيط سكاني شيعي بكثافة سكانية عالية، يتكون من مدينة الصدر (شرق) والكاظمية والحرية (شمال) والزعفرانية وأبو دشير (جنوب) والشعلة والبياع والمواصلات والشرطة (غرب).
أمس لم يحاول مسلحو «داعش» الاقتراب من المدن الشيعية المنتشرة شمال وشمال شرق بغداد، حيث خطوط تماس شديدة الحساسية كانت في السابق ميداناً مفتوحاً للحرب المذهبية، وأبرزها بلد والدجيل في صلاح الدين، والخالص وجديدة الشط، في ديالى، لكنهم أكملوا تحركهم لإحكام القبضة على بلدات العظيم وجلولاء (أعلنت البيشمركة الكردية السيطرة عليها) والسعدية ، والمقدادية، بهدف الوصول إلى مركز ديالى وعاصمتها بعقوبة التي تضم أحياء متداخلة طائفياً.
المعلومات أشارت أمس أيضاً إلى أن المئات من المتطوعين استجابوا لفتوى أطلقها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لحمل السلاح، وصلوا إلى مدينة سامراء التي وصلتها أيضاً مليشيات بعضها جاء من سورية للدفاع عن المراقد الدينية في المدينة التي تعرضت للتفجير عام 2006 وكانت بداية انطلاق الحرب الأهلية.
رئيس الحكومة نوري المالكي وصل بدوره إلى سامراء لإدارة معركة الدفاع عنها، والتخطيط لاستعادة تكريت القريبة، التي قصف أحد مساجدها أمس مخلفاً قتلى وجرحى.
على الأرض في الموصل، التي كانت أولى المدن التي سقطت في أيدي «داعش» ومجموعات مسلحة بعثية وسلفية وصوفية، بدا وضع المدينة مؤهلاً لصراع مبكر بين القوى المسلحة على السلطة وطريقة إدارتها، بعدما أعلن «داعش» تعليمات مشددة لتطبيق الشريعة، اعتبرها الآخرون «إعلان حرب» عليهم، خصوصاً جماعة «جيش النقشبندية» الذي يقوده نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري.
لكن من غير المتوقع تفجر خلافات كبيرة بين الفصائل السنية سريعاً، بسبب تصاعد المواجهة مع بغداد، والرغبة في استثمار تقهقر الجيش للوصول إلى العاصمة، التي كان «داعش» دعا مقاتليه إلى خوض الحرب على أسوارها.
خريطة بغداد الديموغرافية والجغرافية مؤهلة لمثل هذه الحرب، والمسلحون الذين عرضوا أنفسهم على سكان المدن التي احتلوها باعتبارهم ضباطاً في الجيش العراقي السابق ومجموعات عشائرية، وأن «داعش» لا يمثل سوى جزء من جبهة المسلحين، حصلوا على تأييد نسبي يمثل عامل جذب لسكان بغداد وريفها الذين يتقاسمون الشكاوى من الحكومة وممارسات القوى الأمنية والاعتقالات، وتلك عوامل كانت على الدوام تهدد السلم.
هذا السلم الذي حذر أوباما أمس من تقويضه بسب الخلافات الطائفية بين العراقيين، كما حذر من ذلك مجلس الأمن الذي وجه بإجماع أعضائه انتقادات إلى أداء المالكي خلال جلسة مناقشة مغلقة مساء الخميس. وشددوا على «ضرورة معالجة هواجس السنة ومد اليد إلى الأكراد».
وشددوا على ضرورة إجراء حوار وطني شامل يضم كل المكونات، وهذا ما كرره الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في مداخلة عبر الفيديو من بغداد.
وأبلغ ملادينوف مجلس الأمن أن «المؤشرات تدل على توجه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نحو بغداد»، مقدراً في الوقت نفسه أن «القوات الأمنية الحكومية ما زالت تسيطر على العاصمة وستتمكن من مواجهة داعش». وقال إن انهيار وحدات الجيش العراقي في الموصل والمدن الأخرى التي سيطر عليها التنظيم «سببه ضعف الانتماء والإجهاد».
 
آلاف المتطوعين في بغداد يترقبون بحماسة «الفرصة التاريخية» لقتال المتطرفين
الحياة...بغداد - أ ف ب -
فر هشام عيسى كامل من بيته فجر أمس من زوجته خلسة متوجهاً إلى مركز تطوع لقتال المسلحين «داعش» أقبل عليه الآلاف في بغداد، بعدما رفضت زوجته انضمامه إلى هذا «الجيش الشعبي» خوفاً على حياته.
وقدم كامل (23 سنة) إلى مركز التطوع في مطار المثنى برفقة والد زوجته الذي قرر أيضاً الالتحاق بالمتطوعين لقتال عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذين يسيطرون منذ خمسة أيام على مناطق واسعة من شمال العراق.
وقال كامل، وهو يحمل ملفاً وضع فيه أوراقه الثبوتية والعرق يتصبب من جبينه وعلى وجهه ابتسامة خجولة، وهو إلى جوار عمه «قالت لي زوجتي: لا تصغي إلى والدي لأنه متحمس أكثر من اللازم». وأضاف: «إنها لا تعي خطورة الأحداث. إذا بقيت أنا في البيت، وبقي غيري فمن الذي سيخرج ليدافع عن أعراضنا؟ إنها معركة مصيرية».
ووقف هذا الشاب الذي مضى على زواجه شهر ونصف الشهر فقط في ساحة التجمع في مطار المثنى وهو يترقب أمر الضباط المسؤولين عن المركز للتوجه إلى الشاحنات ونقله مع آخرين إلى المعسكرات.
بدوره، قال والد زوجته حمد كامل حسين (45 سنة) وهو جندي في الجيش العراقي السابق «سمعت ان التطوع مفتوح لجميع الاعمار، لذا قررت القدوم والمشاركة في الحرب ضد داعش». وأضاف حسين وهو أب لعشرة أن «غيرتنا على هذا البلد هي التي دفعتنا للتطوع لمحاربة داعش».
وفي لحظة إعطاء أمر الصعود إلى الشاحنات، هرول الجميع وتدافعوا قبل أن يقفزوا إلى داخل الشاحنة من جوانبها كافة.
وقدم آلاف المتطوعين من محافظات عدة إلى هذا المركز الذي يستقبلهم ويجمعهم ومن ثم ينقلهم إلى مراكز تدريب أكبرها في منطقة التاجي الواقعة إلى الشمال من بغداد.
وقال العميد فاضل عبد الصاحب، آمر مركز التطوع في بغداد إن «الإقبال منقطع النظير والأعداد بالآلاف من مختلف الأعمار». وأضاف: «استقبلنا عدداً من الضباط لديهم رغبة في التطوع حتى ولو برتبة جندي، وحتى الموظفون في الدوائر الحكومية يأتون».
وانسحبت قوات الجيش بصورة مفاجئة من الموصل (350 كلم شمال بغداد) ثاني أكبر مدن العراق الثلثاء، ما ولد فراغاً كبيراً سمح لعناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بالسيطرة على المدينة من دون قتال حقيقي.
وتبع هذا الانسحاب تقدم عناصر هذا التنظيم الذي ينظر إليه على أنه أقوى التنظيمات الجهادية المسلحة في العراق وسورية، جنوباً ليعاد لسيناريو في تكريت (160 كلم شمال بغداد) عاصمة محافظة صلاح الدين التي دخلوها من دون قتال، وكذلك أجزاء من محافظة كركوك.
وقال ضابط سابق في الجيش تقاعد في 2010 وهو يهرول نحو الشاحنات التي تنقل المتطوعين «وجهوا دعوة إلى الجيش السابق، ونحن مستعدون للخدمة الوطنية». وأضاف إن «حب الوطن هو الذي يدفعني للالتحاق بالجيش مرة ثانية، لا أريد أن يبقى وطننا بيد الإرهابيين الذين لا أعرف من أين أتوا. هذا بلد الأنبياء والحضارات، لا يمكن أن يحكم من قبل مجموعة من السفلة». وتابع بعد أن أنهى مكالمة مع زوجته التي قالت له «اسرع قبل أن يفوت الوقت» إنه «لا بد للعراق كله أن يهب وليس نحن فقط. العراق يتعرض لخطر والجميع لا بد أن يهب، وأنا مستعد لتقديم كل خبرتي السابقة من أجل خدمة هذا البلد».
وكان الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر القائد السابق لميليشيا «جيش المهدي» اقترح تشكيل وحدات أمنية بالتنسيق مع الحكومة العراقية تحت مسمى «سرايا السلام»، تعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من «القوى الظلامية».
لكن فتح باب التطوع الفعلي للعراقيين لمقاتلة المسلحين الذين باتوا على بعد أقل من 100 كلم من شمال بغداد جاء بطلب من رئيس الوزراء نوري المالكي الذي دعا المواطنين إلى الانخراط في القوات الأمنية وطلب تسليحهم فوراً.
وقال أنور رياح جابر (25 سنة) وهو من أهالي مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية في بغداد ويعمل سائق أجرة «أريد أحمي البلد. عندما رأيت العائلات مهجرة قررت التطوع». وأضاف وهو ينتظر دوره للذهاب إلى مركز التدريب «لم آت من أجل الراتب، الحمد الله لدي سيارة وأنا متزوج ولدي طفلان ولست بحاجة إلى المال». وعن موقف أسرته وزوجته، قال: «الجميع قالوا لي توكل على الله، فهذه فرصة تاريخية لقتال المتطرفين».
 
«داعش» يحذر «البعث» و«الثوار» من سرقة انتصاره
بغداد – «الحياة»
علمت «الحياة» من مصادر داخل الموصل أن بوادر خلاف بدأ يلوح في الأفق بين تنظيم «داعش» وبين باقي الفصائل المسلحة، بعد إصداره أوامر لإدارة شؤون المدينة التي سقطت منذ أقل من أسبوع في يد المسلحين، فيما نفذ التنظيم هجمات جنوب العاصمة وشمالها لجس نبض دفاعاتها.
وقال مصدر قريب من الفصائل المسلحة التي تسيطر على الموصل في اتصال مع «الحياة» أمس إن «اجتماعات وجهاء وشيوخ عشائر ورجال دين في المدينة متواصلة لترتيب شؤون المدينة وكيفية إدارتها، كان آخرها مساء (أول من) أمس عندما قرر المجتمعون ضرورة عودة موظفي دوائر الدولة الخدمية إلى مهامهم».
وأضاف أن «الوثيقة التي أعلنتها الدولة الإسلامية في العراق والشام لإدارة المدينة شكلت صدمة للفصائل المسلحة والأهالي بعد أن استبشرنا خيراً بأن الأهالي وممثليهم الحقيقيين من الثوار سيتولونها».
ولفت إلى أن «المخاوف من انقلاب داعش على الفصائل المسلحة مستبعد حالياً، لأن الغلبة لنا فنحن نمثل سكان المدينة والجميع يعلم هويتنا كما أننا أكثر عدداً وتنظيماً»، وأشار إلى أن «داعش لن يتهور بالتفرد في إدارة شؤون المدينة كما حدث في الفلوجة المكونة من شيوخ عشائر فليس له ثقل عسكري على الأرض».
وعينت المجموعات المسلحة لواء سابقاً في الجيش اسمه أزهر العبيدي محافظاً للمدينة، ما يشير إلى تداخل أكثر من مجموعة مسلحة في المشهد الميداني في المدينة، لكن معلومات أمس أشارت إلى اعتذار العبيدي عن قبول المنصب.
وقال «داعش» في تغريدة على موقعه في «تويتر» صباح أمس «من كان في المقدمة وخطط ونظّم وقاتل واقتحم وضحى بدمه هو من سيمسك الأرض، لا تتلاعبوا بدماء مجاهدي دولة الإسلام وتنسبوها إلى الثوار أو البعث».
وفي تغريدة أخرى أعلن أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي أنه قرر العفو عن «مرتدي السنة» من القوات الأمنية و»الصحوات» وسيتم فتح مراكز لإعلان التوبة لاحقاً.
وكان «داعش» أصدر مساء أول من أمس «وثيقة المدينة» وفيها ثوابت وتعليمات لإدارة شؤون الموصل وحرمت «المجالس والرايات بشتى العناوين وحمل السلاح»، وحذر من أن «تعدد المشارب والأهواء يثير النعرات والأنفة».
وأضاف التنظيم إن «الأموال التي كانت تحت يد الحكومة الصفوية (المال العام) أمرها عائد إلى إمام المسلمين وهو يتصرف بها بما يراه مناسباً وليس لأحد أن يمد يده إليها»، وحذر من «مراجعة العمالة ومغازلة الحكومة وتجارة الخمر والدخان وباقي المحرمات».
وتابع: «موقفنا من المشاهد والمزارات الشركية في العراق هو أن لا ندع قبراً إلا سويناه ولا تمثالاً إلا طمسناه»، داعياً النساء في الموصل إلى «الحشمة والستر والجلباب والخدر وترك الخروج من المنزل».
وختم التنظيم بيانه الذي سماه «وثيقة المدينة» بالمقارنة بين «الأنظمة العلمانية من ملكية وجمهورية وبعثية وديموقراطية»، وما وصفه بـ»اكتواء الناس بنارها وذوقهم سعيرها»، مؤكداً أن « حقبة الدولة الإسلامية وأميرها أبو بكر القرشي» قد بدأت.
إلى ذلك، اعتبر محافظ نينوى اثيل النجيفي «الوثيقة» إعلان «حرب على المدينة»، وقال إن «داعش يستثمر استياء المواطنين من تصرفات الجيش»، وأشار إلى أن «الأخطر من هذا أنه يجعل القتل عقوبة للخلاف والاجتهاد».
ميدانياً، قال مصدر أمني رفيع المستوى في مركز العمليات المشتركة لـ «الحياة» إن «داعش نفذ هجمات محددة جنوب العاصمة وشمالها الغرض منها معرفة الدفاعات الأمنية عند مداخل العاصمة.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أن «عناصر محدودة من مسلحي داعش نفذوا هجمات في مناطق أبو غريب والطارمية والزيدان (شمال)، كانت تعتقد بأن القوات الأمنية ستنسحب منها لكنها جوبهت برد عنيف اضطرها إلى الانسحاب، وهذا ما حصل في مناطق المحمودية واللطيفية والاسكندرية جنوب العاصمة».
وأكد أن «الحديث عن دخول داعش إلى بغداد غير واقعي، لأن المنظومة الأمنية في العاصمة تضم جهداً أمنياً واستخباراتيا كبيراً إلى جانب الجهد العسكري، على عكس القوات في نينوى وتكريت التي كانت تعمل من دون جهد استخباراتي».
وأعلنت وزارة الدفاع أمس فتح معسكرات لإيواء المنسحبين من عناصر القوات الأمنية من نينوى وتكريت في الخازر وسنجار وقاعدة بلد وكلية القوة الجوية وقيادة عمليات دجلة.
وقالت مصادر أمنية أن «الجيش يستعد لدخول منطقة الضلوعية، شمال بغداد، وأكدت أن الطيران نفذ ضربات جوية عدة وموفقة لأوكار مسلحي داعش في المنطقة». وأضافت أنه «تم قتل عدد كبير من مسلحي داعش في أوكارهم».
وأوضحت أن «القوة الجوية وجهت ضربة قوية إلى تجمعات المسلحين في معسكر الغزلاني في الساحل الأيسر لمدينة الموصل وهو أكبر معسكر للجيش في المدينة قبل سقوطها بيد المسلحين.
وفي الأنبار، قال مصدر عشائري في الفلوجة لـ «الحياة» إن المسلحين هاجموا عدداً من ثكنات الجيش في ناحية الصقلاوية، ما أدى إلى انسحاب عناصره، فيما سيطر المسلحون على معبر المفتول وتم تأمينه بالكامل بعد أن كان معرضاً للقنص.
 
أوباما متردّد والحرس الثوري في العراق و«الثوار» يهددون بهجوم شامل على بغداد وفتوى شيعية ضد «داعش» ونفير سني ضد المالكي
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي ووكالات
بلغت حملات التعبئة في المناطق الشيعية ومدن الجنوب العراقي تقابلها حالة النفير في المدن السنية وإعلان مفتي الديار أنها «عملية تحرير للشعب العراقي»، أوجها بعد دخول الحرس الثوري الإيراني والمرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني على الخط، ما اعتبر بمثابة طوق نجاة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يبذل اقصى طاقته من اجل الاخذ بزمام المبادرة لمواجهة المسلحين الذين يهددون بـ»هجوم شامل قريب جداً» على بغداد.

ورمى الرئيس الاميركي الكرة أمس في ملعب المالكي عندما اشترط الحصول على تطمينات سياسية للقيام بأي تدخل عسكري، فمثل هذا التدخل «لن يؤدي الى الاستقرار في ظل غياب الحلول التوافقية»، حسب اوباما الذي وجه انتقادات لاذعة لسياسة رئيس الحكومة العراقية الذي وجه بوصلته تجاه طهران للحصول على دعمها في مواجهة المتمردين.

وفي ظل التردد الاميركي حيال دعم حكومة المالكي، لم تتأخر طهران عن دعم حليفها العراقي وابداء استعدادها للتعاون مع واشنطن لمواجهة عدوهما المشترك، الذي حصل على موطئ قدم له في العراق ويواصل الزحف من عدة محاور باتجاه العاصمة بغداد التي يسودها الخوف من صيف ساخن قد يشعل احترابا طائفيا واسعا خصوصا.

وفي ظل تسارع التطورات الامنية في العراق بين لحظة واخرى حيث تحقق الجماعات المسلحة مكاسب جديدة على الارض اثناء توجهها الى بغداد، حض الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع السيستاني في كربلاء، القادرين على حمل السلاح على «التطوع» في الحرب «المقدسة» ضد الإرهاب.

وقال الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في مرقد الامام الحسين بن علي إن «الأوضاع التي يمر بها العراق هي خطيرة جدا ولا بد ان يكون لدينا وعي كامل حول المسؤولية الشرعية والوطنية إزاء التحدي والخطر العظيم الذي يواجهه العراق وشعبه»، مؤكدا أن «المخاطر المحدقة تقتضي تطوع من يتمكنون من حمل السلاح للدفاع عن الوطن وهو واجب كفائي عليهم ومن يتحقق بهم الهدف فقد سقط الواجب عن الآخرين«.

وجاءت دعوة المرجعية الشيعية في وقت توجه الالاف من العراقيين الى مراكز التطوع التي اعلن عنها في وقت سابق للإنخراط في لجان شعبية لقتال تنظيم «داعش» ضمن حملة التعبئة الشعبية التي تنفذها الحكومة العراقية.

وفي المقابل، استغرب مفتي الديار العراقية للسنة العلامة رافع الرفاعي «اتهام الثوار الأحرار بانتمائهم إلى تنظيمات إرهابية، مثل تنظيم داعش الإرهابي وذلك بهدف الإيقاع بين الثوار وأبناء المدن التي يحررونها.

ووصف المفتي في بيان عن الأحداث الجارية في العراق، ما يجري هناك بعملية تحرير للشعب العراقي، خاصة السنة، ورفع للظلم الذي لحق بهم من جيش المالكي، حسب الرفاعي.

ورفض االرفاعي التعاون مع تنظيم «داعش« الذي وصفه بالإرهابي، وطلب من أبناء المدن التعاون مع «الذين يحررون المدينة تلو الأخرى« لأنهم سيخلون العراق من ظلم حكومة المالكي، حسب بيان مفتي الديار

وبدأت الاوساط الشعبية والفعاليات العشائرية والدينية حملة تجنيد مقابلة للتجنيد الحاصل في المناطق الشيعية. وقال مصدر مطلع لصحيفة «المستقبل» ان «رجال الدين وزعماء العشائر في صلاح الدين وكركوك ونينوى بدأوا حملة تجنيد واسعة للشباب من اجل التطوع في تشكيلات مسلحة لمواجهة الجيش الرديف الذي يعمل المالكي على تأسيسه وردا على فتوى السيستاني.

واكد المصدر ان «شيوخ العشائر ورجال الدين اعلنوا النفير العام ودعمهم الجماعات المسلحة التي تسيطر على مناطقهم والوقوف الى جانبهم في حال شن الحكومة العراقية حملات عسكرية على المدن الخاضعة لسيطرة المسلحين الذين شكلوا ادارات مؤقتة بقيادة ضباط بعثيين سابقين«.

وكشف المصدر ان «بعض النواب المعارضين للمالكي هربوا الى محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين التي يسيطر عليها المسلحون خوفا من اعتقالهم بعد انتهاء مدة البرلمان الحالي حيث سترفع عنهم الحصانة»، مشيرا الى ان «جميع النواب الهاربين في حقهم مذكرات قبض قضائية وخاصة ان الدورة البرلمانية الحالية ستنتهي السبت«.

ودعا الشيخ حميد المحمدي خطيب صلاة الجمعة في الفلوجة كبرى مدن الانبار (غرب العراق) العشائر والمحافظات كافة الى «مساندة «الثوار وإسقاط المالكي ومحاسبته«.

وقال الشيخ المحمدي في خطبة صلاة الجمعة امس في الفلوجة إن «انتصارات ثوار عشائر العراق على جيش وميليشيات وعصابات المالكي لم تكن من فراغ بل بعزيمة الرجال وشجاعتهم في إسقاط الطاغية المالكي»، داعيا العشائر والمحافظات كافة الى «مساندة الثوار لإسقاط المالكي ومحاسبته ضمن القانون والدستور لجرائمه التي ارتكبها ضد شعبه«.

ومع تنامي حالة القلق والهلع وتشريد الالاف من العوائل التي افترشت العراء هروبا الى مناطق امنة واستمرار الجماعات المسلحة بالتوسع في محافظات ومدن عدة لغرض السيطرة وفرض الامر الواقع عليها، تواصل الاهتمام الاقليمي والدولي ازاء المتغيرات التي يشهدها العراق، اذ اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان «الولايات المتحدة لن ترسل اي قوات للقتال في العراق»، مشيرا الى أنه طلب من الامن القومي الاميركي اعداد مجموعة من الخيارات، «وسأراجع هذه الخيارات في الايام المقبلة» حسبما صرح، مضيفاً في مؤتمر صحافي عقده امس، «هذا جرس انذار وعلى القادة ان يبرهنوا حلولا توافقية للم شمل البلاد»، مشدداً على أن «التدخل العسكري في ظل غياب الحلول التوافقية لن يؤدي الى الاستقرار وحل المشاكل».

وبيّن الرئيس الاميركي «اريد ان يفهم الجميع اننا لن نتورط بأي عمل عسكري في غياب خطة سياسية تعطينا تطمينات»، مؤكدا أن «قواتنا اعطت تضحيات كبيرة لاستعادة العراقيين مستقبلهم، لكن القادة لم يتمكنوا من التغلب على اختلافاتهم الطائفية»، مؤكدا «لن نقوم بأي عمل نيابة عن العراقيين».

وقد يدفع التعامل الاميركي «البارد « مع الوضع العراقي الى تدخل ايراني واسع ومباشر سيكون اقرب الى التوريط، وهو ما قد يساعد على تصفية حسابات قديمة، حيث ابدى مسؤول إيراني كبير قلق بلاده «البالغ» بشأن المكاسب التي يحققها المتشددون المسلحون في العراق، مؤكدا أن إيران على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.

وقال المسؤول في تصريح صحافي إن «إيران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها المتشددون المسلحون السنة في العراق»، مبينا إن «طهران منفتحة على خيار التعاون مع الولايات المتحدة لدعم بغداد».

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن «إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة لمساعدة حليفها رئيس الوزراء العراقي للتصدي لما تعتبره طهران خطرا كبيرا على استقرار المنطقة»، مستبعدا «دفع الجمهورية الإسلامية بقوات في هذا الشأن».

وأضاف، «بإمكاننا العمل مع الأميركيين لإنهاء أنشطة المسلحين في الشرق الأوسط»، مؤكدا «نتمتع بنفوذ قوي في العراق وسوريا ودول كثيرة أخرى».

وأفادت قناة «سي أن أن» أمس نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن إيران نشرت ثلاث وحداث من الحرس الثوري بالعراق خلال الأيام الماضية، حسب فضائية «العربية»، ولكن قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها لا تستطيع تأكيد تقارير إعلامية مفادها وجود قوات خاصة إيرانية تعمل داخل العراق. وقال الرير أميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «اطلعت على تقارير إعلامية بهذا الصدد. ولكن ليس لدي ما يؤكد أن ثمة قوات خاصة إيرانية داخل العراق».

وكانت صحيفة «المستقبل« نقلت اول من امس عن مصادر مطلعة استعانة المالكي بايران وخبرات الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني في الاشراف على العمليات العسكرية الجارية في العراق.

وفي ظل غياب اي افق لحل الازمة سياسيا يبقى خيار البندقية طاغيا على غيره من الحلول اذ يحاول رئيس الوزراء استيعاب الصدمة التي خلفتها سقوط عدة مدن والقيام بحملة عسكرية مضادة، اذ اختار سامراء التي زارها امس لما تحمله من دلالة مكانية ترتبط بوجود مرقد الامامين العسكريين اللذين لهما قدسية عند المسلمين الشيعة ليعلن انطلاق عملية تطهير كافة المدن من «الإرهابيين».

وقال المالكي في بيان صحافي امس إن «العراق يمر الان بمنعطف خطير ومؤامرة كبرى تستهدف وجوده وتسعى لجعل البلاد قاعدة للتكفير والكراهية والإرهاب»، مشيرا الى ان «المرجعية العليا وقفت كما عودتنا دائما الى جانب العراق وشعبه استشعارا لحجم الخطر الداهم وعمق المؤامرة الخبيثة فدعت كل الموطنين العراقيين القادرين على حمل السلاح الى التطوع في القوات المسلحة والانخراط في تشكيلاتها ومساندتها بكل ما تستطيع، معتبرة ذلك واجبا شرعيا فضلا عن كونه واجبا وطنيا، وقد وجهنا باستيعاب جميع المتطوعين».

وشدد المالكي على «متانة الموقف وتماسك قواتنا المسلحة وتأهبها لتطهير كل المدن من براثن هؤلاء الارهابيين واعادة النازحين الى ديارهم»، محذرا «الجميع في الداخل والخارج من التهاون او التراخي مع الارهابيين الذين لا يرعون حرمة لأحد ولا قدسية لمكان وقد أعلنوا أهدافهم صراحة ونفذوها مباشرة في هدم العتبات المقدسة ودور العبادة وقتل من لايبايعهم»، مؤكداً ان «قواتنا الباسلة وبإسناد وطني شامل وإجماع دولي واسع استعادت المبادرة وبدأت عملها لتطهير كل مدننا العزيزة من هؤلاء الارهابيين».

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع امس عن فتح خمسة معسكرات لإيواء الجنود المنسحبين من الموصل وكركوك، متوعدة بأنها ستقوم برد حاسم على ما حدث في هاتين المحافظتين.

كما أعلن جهاز مكافحة الارهاب امس عن مقتل واصابة 150 «إرهابياً» بتدمير رتل لتنظيم «داعش» شمال تكريت.

من جانب اخر اكد مصدر في المجلس العسكري لثوار العراق في تصريح لصحيفة «المستقبل« ان « الثوار سيحققون اختراقا في الدفاعات العراقية من الجهة الغربية من خلال السيطرة على مدينة الصقلاوية التي تبعد 20 كلم عن بغداد«، مؤكدا ان «الفصائل المسلحة تتهيأ لتنفيذ هجوم شامل من 4 محاور على العاصمة العراقية قريبا جدا».

وفي سياق آخر، (باريس »المستقبل») اعتبرت فرنسا امس ان «التنطيمات الارهابية» الناشطة في سوريا والعراق هي منتجات نظام بشار الأسد الذي فتح سجونه لهؤلاء الارهابيين لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها وافساد الثورة الحقيقية التي قام بها الشعب السوري ضد حكمه الجائر.

وسخر الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال من ابداء بشار الأسد استعداده لمساعدة السلطات العراقية في حربها ضد داعش والجماعات الارهابية، فقال «للاسف ان المجموعات الارهابية التي تزعزع استقرار العراق الآن تغذت من الصراع السوري، وفي اغلب الحالات نظام الأسد هو من غذاها. ان المجموعات الجهادية هي منتجات نظام الأسد. انه هو من اطلق سراح اغلب افراد هذه الجماعات الذين كانوا سجناء بسبب انشطتهم الارهابية. وهو ايضا من عزز قوتهم من خلال قمعه الوحشي لشعبه منذ ثلاثة اعوام.

وجدد نادال التأكيد على دعم فرنسا المستمر للمعارضة السورية المعتدلة «لانها هي التي تمثل سوريا الغد، فيما ممارسات نظام الاسد تعزز وجود الجماعات الجهادية التي تنشر الفوضى والارهاب في المنطقة». واكد ان «مساعي فرنسا لاحالة الجرائم في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية ستستمر رغم اسفنا على عدم قدرة مجلس الامن حتى الآن على تحمل مسؤولياته تجاه هذه الفظائع. اذ لا بد من محاسبة المجرمين امام القضاء الدولي وعلى الاسرة الدولية تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب السوري.

الى ذلك، رأى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان تراجع الجيش امام مجموعات من المسلحين في شمال العراق هذا الاسبوع يشبه الانهيار الذي حدث في صفوف القوات العراقية ابان الاجتياح عام 2003، بحسب ما جاء في تصريحات صحافية.

وعن الجهات التي ينتمي اليها المسلحون، قال زيباري (كردي) في المقابلة مع صحيفة «الشرق الاوسط» ان تنظيم «الدولة الاسلامية» قام «بالتنسيق مع (تنظيم) الطريقة النقشبندية وبعض الفصائل الاسلامية المتشددة وقيادات بعثية من الجيش السابق».

من جهة اخرى، عبرت رئيسة مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي عن قلقها الكبير من المعلومات التي تتحدث عن اعدامات تعسفية وخارج اطار القضاء في العراق.

وقال روبرت كولفيل الناطق باسم بيلاي للصحافيين ان الامم المتحدة تلقت معلومات تفيد ان «جنودا عراقيين اعدموا بلا محاكمة خلال الاستيلاء على الموصل وكذلك 17 مدنيا يعملون لدى الشرطة في احد شوارع المدينة في 11 حزيران».

وقال الناطق باسم بيلاي انه لا يملك حصيلة دقيقة للضحايا في العراق لكن التقديرات الاخيرة تفيد عن سقوط مئات القتلى ونحو الف جريح.

واعلنت منظمة الهجرة الدولية ان حوالى اربعين الف شخص نزحوا من المعارك في تكريت وسامراء متوقعة «ازمة انسانية مطولة» في العراق، علما ان نحو 500 الف شخص نزحوا من الموصل بحسب المصدر نفسه.

من جهتها زادت وكالات الامم المتحدة من مساعداتها الانسانية للعراق حيث نزح مئات الاف الاشخاص على اثر الهجوم الذي يشنه مسلحون اسلاميون متطرفون منذ بداية الاسبوع، كما اعلن متحدث الجمعة.

واوضح مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق امام الصحافيين في نيويورك ان «وكالات الامم المتحدة ترسل المزيد من المساعدات الى داخل البلد مستبقة عمليات نزوح جديدة».
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

امريكا تخلي قواتها من قاعدة البكر الجوية في بلد شمال بغداد المخصصة لتسلم طائرات أف 16.. نائب رئيس الوزراء الروسي: آن الأوان لإعادة جمع أجزاء الاتحاد السوفياتي...كييف تقترح الحوار على الانفصاليين شرط إلقاء السلاح ....قياديو "طالبان" المفرج عنهم قد يبقون في قطر...لندن تدعم هادي وتهدد باستخدام القوة ضد معرقلي العملية السياسية في اليمن

التالي

المعارضة تسيطر على «منطقة استراتيجية» في ريف حلب....الجربا يبحث مع شتاينماير وداود أوغلو التطورات الأخيرة في العراق وسوريا والائتلاف يحمّل المالكي والأسد مسؤولية إخراج «داعش من القمقم»

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,199,020

عدد الزوار: 7,623,453

المتواجدون الآن: 0