مؤتمر روما: دعم الجيش وملء الشغور / انفراج "المونديال" هل يتمدّد إلى السلسلة؟....لا مخاوف داهمة على ضوابط الأمن ولا نوم على الحرير مع الهشاشة السياسية

إجراءات إحترازية في الضاحية وترَقّب لمواقف عون وجنبلاط يُراهن على «طي صفحة» عون بعد جعجع

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 حزيران 2014 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2466    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

إجراءات إحترازية في الضاحية وترَقّب لمواقف عون
الجمهورية..
خطفَ الحدث العراقي كلّ الاهتمامات المحلية التي، على أهميتها، ظهرت ثانويةً أمام الانقلاب الذي شهدَته الساحة العراقية التي استحوذت على متابعة دولية وإقليمية دقيقة، خصوصاً أنّ ما حصل يندرج تحت عنوانين: إرتفاع منسوب الصراع والتعبئة والتشنّج المذهبي، واهتزاز ميزان القوى بين محاور الصراع في المنطقة، الأمر الذي انعكسَ ترقّباً في لبنان ومزيداً من التبريد السياسي، بانتظار جلاء حقيقة الصورة لناحية ما إذا كانت قابلة للاحتواء السريع، أم أنّها شرّعت الباب أمام أزمة مفتوحة، وذلك من أجل أن يُبنى على الشيء مقتضاه. وهذا ما يفسّر، إلى حدّ بعيد، تراجع الحراك السياسي إلى حدّه الأدنى، أو هذا في الجانب الظاهر على الأقلّ، لأنّ الكواليس السياسية لدى كلّ القوى تضجّ بالتساؤلات، وتعبّر عن مخاوفها من المشهد الأصولي الذي أطلّ برأسه من العراق، وتحاول البحث عن أحزمة أمانٍ وطنية كفيلة بتحييد لبنان عن الإعصار الجديد، سيّما بعد عودة المخاوف من نغمة التفجيرات، وذلك على اثر ورود معلومات لـ»حزب الله» عن نيّة جماعات إرهابية بتفجير مستشفيَي الرسول الأعظم وبهمن، حيث قام بخطّة انتشار احترازية وعملية رصد ومراقبة وتفتيش.
صحيح أنّ اللبنانيين تنفّسوا الصعداء أخيراً، بعدما تمّكنوا من مشاهدة مباريات كأس العالم على شاشاتهم عبر الكابلات ومن منازلهم، إلّا أنّ لبنان لم يخرج بعد من دائرة الخطر الذي يتعاظم يوماً بعد يوم، على رغم التوافق على تحييد ساحته وتحصين الاستقرار الأمني، مع غياب ايّ معطى جديد يؤشّر الى تقليص فترة الشغور الرئاسي وإمكان التوافق على رئيس جمهورية جديد.

وفي هذا الوقت تترقّب الأوساط السياسية الخط البياني للمواقف التي دأبَ النائب وليد جنبلاط على إطلاقها في الأسبوعين الأخيرين، حيث بدا واضحاً ارتفاع حدّة لهجته السياسية ضد محور الممانعة من الباب السوري، في رسالة انفتاح متجدّدة على السعودية، وفي لحظة تحوّل استراتيجية في المشهد الإقليمي، وفي ظلّ معلومات أشارت إلى أنّ لقاءَه مع الرئيس سعد الحريري يؤشّر إلى تطوّرين: مجرّد حصوله في هذا التوقيت ينمّ عن رسالة سياسية ورغبةٍ في مدّ الجسور والتعاون، خصوصاً أنّ ما كان متعذّراً منذ أسبوعين يبدو أنّه تبدّل اليوم.

والمسألة الثانية تتّصل بمضمون اللقاء الذي يرجّح أن يتطرّق مباشرةً إلى الأسماء بعد الفيتوات التي تقصَّد جنبلاط إعلانَها في إطلالاته المكثّفة عن سابق تصوّر وتصميم، في محاولة منه للانتقال إلى المرحلة الثانية، بعد انسداد أفق المرحلة الأولى، والمتمثلة بوضع لائحة من الأسماء بغية الشروع في جَسّ النبض حولها وصولاً إلى الاتفاق على اسم الرئيس العتيد.

ومن هنا يكتسب اللقاء بين الحريري وجنبلاط أهميته، ولكنّ هذا لا يعني أنّ العدّ العكسي لانتخاب الرئيس بدأ، خصوصاً في ظلّّ تمسّك رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون بترشيحه، وحرص «حزب الله» و»المستقبل» على عدم الاصطدام به، إلّا أنّ التطورات العراقية قد تضع جميع القوى أمام ساعة الحقيقة، وفي طليعتها عون، الأمر الذي يعني تسريعاً للانتخابات الرئاسية على قاعدة تَبدية المصلحة الوطنية على أيّ اعتبار آخر، وذلك عبر إقفال أيّ ثغرة سياسية يمكن أن تنفذ منها القوى المتربّصة شرّاً بلبنان.

وفي انتظار اللقاء بين الرجلين، والذي لم يتحدّد موعده بعد حتى الساعة، توجّه جنبلاط الى باريس لعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين الفرنسيين، إضافة الى الرئيس السابق العماد ميشال سليمان.

وفي المقابل يغادر الحريري المغرب غداً الى باريس، ويُتوقع ان يلتقي سليمان قبل ان يلتقي الأخير الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد غد الخميس في قصر الإليزيه، على ان يجتمع الحريري مع جنبلاط لاحقاً.

«
التيار الحر»

وعشية المواقف التي سيعلنها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في حواره المتلفز، قالت مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» لـ»الجمهورية» تعليقاً على لقاء الحريري ـ جنبلاط المرتقَب، وهل يتوجّس منه «التيار»: «إنّنا نرحّب ونشجّع كلّ خطوة، ونتمنّى ان يكون هذا اللقاء إيجابياً وأن يحقّق خرقاً في الموضوع الرئاسي».

وهل سيؤثّر ذلك على التقارب بين «المستقبل» و»التيار»، أجابت المصادر: «على العكس، فنحن نعتقد أنّ الحريري هو مَن سيؤثّر على جنبلاط ويؤكّد له أهمّية التقارب بين التيّارين». ورأت المصادر أنّ حظوظ ترشيح عون كبيرة جداً».

وتعليقاً على إعلان جنبلاط أنّه سيبلغ إلى الحريري أنّه لن ينتخب لا عون ولا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أجابت المصادر: «لقد اعتدنا على جنبلاط ان يغيّر رأيه ويبدّل موقفه عندما تأتي التسوية الكبرى، ونعتقد انّه سيفعل الامر نفسه هذه المرّة أيضا».

المشنوق في الرابية

في غضون ذلك، لفتَت زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى الرابية، مؤكّداً بعد لقائه عون «أنّ الحوار بيننا وبينه مستمرّ ودائم ولن يتوقّف». ونفى ان يكون حملَ أيّ رسالة له من الحريري.

ورأى المشنوق أنّ أزمة الشغور الرئاسي تحتاج مزيداً من التوافق والنقاش والبحث عن القدرة في الوصول الى رئيس وفاقيّ، لا توافقي. وأكّد عدم التخلّي عن الحلفاء في 14 آذار، مشيراً إلى انّ مرشّح 14 آذار هو نفسه. وأوضح أنّ الموضوع الذي بحثه مع عون لا علاقة له بأيّ تسميات.
كذلك نفى المشنوق ان يكون قد طرحَ تأليف حكومة مصغّرة، موضحاً أنّه طالب «بتأليف خليّة أزمة للبحث في الأزمات الضرورية».

وقالت مصادر الطرفين لـ»الجمهورية» أن لا علاقة للّقاء بالحوار الجاري بين التيارين الأزرق والبرتقالي، وإنْ قاربَته محادثات المشنوق في الرابية إلّا أنّ الموضوع لم يكن اساسياً.

وأوضحَت أنّ اللقاء تمّ بناءً على طلب عون، لمناقشة عدد من القضايا العائدة لعمل الوزارة. وأشارت الى انّ البحث تناول حجم المخاوف التي عبّر عنها المشنوق نتيجة الأجواء التي خلّفتها التطوّرات في العراق وسوريا وانعكاساتها على لبنان، معتبراً أنّه لا يمكن ضمان عدم انتقال العدوى العراقية بعد السورية الى بعض المناطق اللبنانية التي تشكّل نقاط ضعف في الساحة الأمنية، ولذلك اتّخذت تدابير إستباقية على أعلى المستويات، ولم يتوقّف رصد الجماعات أو الخلايا النائمة طيلة الفترة الماضية، لا بل ارتفعَت وتيرتها مع اندلاع التوتّر في العراق.

قهوجي في بعبدا

وفيما تستمرّ أبواب قصر بعبدا مقفلة، تفقّد قائد الجيش العماد جان قهوجي، في إطار جولاته على القطع والوحدات العسكرية، لواءَ الحرس الجمهوري في بعبدا، حيث جال في وحداته ومراكزه، واطّلع على نشاطاته المختلفة.

مؤتمر لدعم الجيش

وفي سياق متصل، أعلنت الخارجية الإيطالية أنّها ستستضيف اليوم مؤتمراً وزارياً يخصّص لدعم القوات المسلحة اللبنانية بمشاركة كلّ الدول المساهمة في دعم الدولة اللبنانية. وسوف تَفتتح أعمالَ المؤتمر وزيرتا الخارجية والدفاع في الحكومة الإيطالية، فيدريكا موغيريني وروبرتا بينوتّي، تعقبهما كلمات من ممثلي الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة.

باسيل والشراكة

إلى ذلك، قال وزير الخارجية جبران باسيل: «نريد اليوم أن نصنع شراكة مع «المستقبل» تثمر لهم ولنا وللوطن، ولكنّ للشراكة أصولاً يجب إحترامها، معتبراً أنّ هذه الشراكة تصنع شراكة أقوياء وتوصل الأقوياء الى السلطة حتى يُبنى بلد قوي.

أضاف باسيل: «لا نخجل أن نقول إنّ هذه الشراكة نريد التأسيس لها والعمل لصالحها، ولكنّنا نرفض الغشّ فيها، لذا نحن لا نخجل من القول إنّنا لا نريد أيّ رئيس، والخيار الذي يوضع أمام اللبنانيين اليوم هو بأنّ أيّ رئيس أفضل من الفراغ، وهذا ما لا نقبل به». وشدّد على وجوب ملء الفراغ برئيس قوي وميثاقي، وقال: «لقد مَللنا من رؤساء لا يمثّلوننا خير تمثيل. لقد خضعنا للتجربة وعلينا أن نميّز بين الفراغ ورئيس لا يمثّل طموحاتنا».

وإذ أكّد باسيل أن لا نقاش على صلاحيات رئيس الحكومة أومحاولة المَسّ بها، سأل: «هل صلاحيات رئيس الجمهورية هي كالتفليسة توزّع على 24 وزيراً، وأن يتمّ التعاطي في مجلس الوزراء مع هذا الأمر وكأنّه طبيعي إعتيادي؟

وكأنّنا نقول إنّه بوجود رئيس أو عدم وجوده «البلد ماشي والأمور ماشية والحكومة ماشية)»، وبالتالي إنّ الوكالة التي يتمتّع بها مجلس الوزراء بغياب الرئيس هي وكالة واضحة باستثنائيتها وبكيفية التعاطي معها ولا تتجزّأ حِصصاً، لذا فالموضوع ليس موضوع صلاحيات رئيس الحكومة بل صلاحيات رئيس الجمهورية».

«
حزب الله»

وفي المواقف، جاهرَ «حزب الله» علَناً بأنّه يريد رئيساً لا يقف في طريقه. وقال النائب حسين الموسوي: «إنّنا نريد رئيساً لا يقف في طريقنا عندما ندافع عن كلّ لبنان واللبنانيين». أمّا النائب حسن فضل الله فأوضحَ أنّ «هناك مَن لديه حيثية حقيقية في بيئته على المستوى الوطني، ويستحقّ أن يكون في موقع الرئاسة إذا قرّر الفريق الآخر أن يقبل بهذه المعادلة».

إنتشار أمني لـ«الحزب»

وأمس نفّذ «حزب الله» والجيش انتشاراً أمنياً كثيفاً على المداخل الرئيسية للضاحية الجنوبية، واتّخذ إجراءات أمنية مشدّدة الى جانب الإجراءات التي يأخذها الجيش عادةً.

وعلمت «الجمهورية» أنّ هذا الانتشار المسلّح مرَدّه الى تلقّي الحزب معلومات عن نيّة جماعات إرهابية بتفجير مستشفيَي الرسول الأعظم وبهمَن، حيث قام الحزب بخطة انتشار احترازية وعملية رصد ومراقبة وتفتيش.

وأكّدت مصادر أمنية لـ»الجمهورية» أنّ التهديدات بإعادة استهداف الضاحية وأماكن تابعة لـ»حزب الله» تصاعدَت بعد تمدّد داعش في العراق.
ونفَت المصادر نفسها ما تردَّد أمس عن اكتشافِ نفق يربط مخيّم برج البراجنة بمخيّم صبرا وشاتيلا ومصادرةِ الآلة الحافرة.
هذا، ولوحظ أنّه بعد أحداث العراق بدأت تُرفع لافتات وشعارات مؤيّدة لداعش في بعض المناطق والمخيّمات الفلسطينية.

رأس الحرف

وفي المقابل أفادَ مراسل «الجمهورية» في البقاع أنّ «قصف القوات السورية على بلدة الطفيل استمرّ طوال يوم امس في عملية تمشيط واسعة للبلدة، أسفرَت عن تضرّر عدد كبير من المنازل وسقوط عدد من الجرحى، فيما حشدَ «حزب الله» قواته في منطقة رأس الحرف واستقدم عدداً كبيراً من العناصر تحضيراً لاقتحام البلدة».

الجلسة التشريعية

وعلى مسافة يومين من موعد انعقاد الجلسة التشريعية المقرّرة لسلسلة الرتب والرواتب، تكثّفت الاتصالات السياسية في كلّ الاتجاهات، ومالت الأجواء نحو التفاؤل من دون ان تتبلور حتى الآن صيغة اتفاق نهائي على الملف.

وأعلن وزير التربية الياس بوصعب، بعد اجتماعه بهيئة التنسيق النقابية أمس، أنّه «إذا قرّر الأساتذة تصحيح الإمتحانات سأكون الى جانبهم، وإذا قرّروا المقاطعة سأكون الى جانبهم أيضاً». وفيما أشار الى أنّ «هناك مليون و400 ألف مسابقة يجب تصحيحها» أكّد أنّ الامتحانات لن تصحَّح من دون إقرار السلسلة أو موافقة هيئة التنسيق».

وفي هذا السياق، أكّد رئيس هيئة التنسيق النقابية حنّا غريب بعد لقائه بو صعب، «الإستمرار في مقاطعة أسُس التصحيح والتصحيح حتى إقرار الحقوق في سلسلة الرتب والرواتب»، وقال: «إنّ الهيئة ما زالت على موقفها»، داعياً «الكتل النيابية الى حضور جلسة 19 الحالي النيابية والتصويت على حقوقنا».

كنعان لـ«الجمهورية»

بدوره، أكّد النائب ابراهيم كنعان لـ»الجمهورية» أنّه يحاول من خلال اللقاءات التي يجريها، وآخرُها مع النائبين بهية الحريري وجمال الجرّاح، حصرَ نقاط الاختلاف بين الفرقاء السياسيين، كموضوع زيادة الضريبة على القيمة المضافة التي يطالب نواب كتلة «المستقبل» بزيادتها 1% على كافّة السلع، فيما يطالب نوّاب تكتّل «التغيير والإصلاح» بزيادتها إلى 15% على الكماليات فقط، إضافةً إلى تعرفةِ الكهرباء التي تشكّل نقطة خلاف بالنسبة للأرقام، والبناء المستدام. أمّا بالنسبة إلى كلفة السلسلة، فتكمن نقاط الخلاف في إعطاء 6 درجات للمعلمين والمتقاعدين.

الجرّاح لـ«الجمهورية»

وفي هذا السياق، قال النائب جمال الجرّاح لـ»الجمهورية»: «لا نزال نحاول إيجاد حلول ومخارج لموضوع سلسلة الرتب والرواتب، وهي لا تزال مدار بحث، خصوصاً في ما يتعلق بالواردات، ونحاول جهدنا التوصّل الى نتيجة قبل الخميس موعد الجلسة المقرّرة لإقرار السلسلة.
وأكّد الجراح أنّ الأجواء إيجابية حتى الساعة، رافضاً الكشف عن الصيغة النهائية لمشروع السلسلة التي يتمّ التداول بها. (تفاصيل ص 12و13).

فضيحة الضمان الإجتماعي

إلى ذلك، تكشّفَت أمس خيوط فضيحة اختلاس وتزوير جديدة في فرع الضمان الاجتماعي في شكّا. وبلغت قيمة الاختلاس 923 مليون ليرة، تورّط فيها موظفون وصيادلة وأطبّاء. ويأتي كشف العملية في إطار الورشة الإصلاحية التي بدأها وزير العمل سجعان قزي، والتي لن تتوقّف على مكتب أو اثنين، كما أكّد لـ»الجمهورية»، بل ستتواصل لبلوغ الإصلاح المُنجز.

وروى قزّي لـ«الجمهورية» أنّه سبق واطّلع منذ حوالي الشهر على هذا الملف، «وكنّا نتابع تطوّراته بعيداً من الإعلام لننجزَ التحقيقات الإدارية دون أيّ تأثير محَلي. وبعدما استكمِلت إدارة الضمان التحقيق تمّ تحويله الى القضاء.

وأكّد قزي أنّ الضمان غداً لن يكون مثل الضمان أمس وأنّ مشروع إصلاح الضمان وتنقية إدارته وجعله مؤسّسة تتسم بالشفافية هو مشروعٌ قيد الإنجاز.
 
جنبلاط يُراهن على «طي صفحة» عون بعد جعجع
الجمهورية.. جورج شاهين
يُراهن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في جملة الإتصالات التي يجريها أخيراً، ومنها اللقاء المنتظر مع الرئيس سعد الحريري الى إحداث خرق في الحائط السميك الذي اصطدم به الإستحقاق الرئاسي. فهو على قناعة بوجود فرصة حقيقية لاستعادة اللبنانيين زمام المبادرة، وهو لن يكون حجر عثرة بعد طي صفحة ترشيح كل من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع.
يُصر الذين يعيشون الأجواء الجنبلاطية أن زعيمهم يتوجس مخاطر المتغيرات المتسارعة في المنطقة منذ الإنتخابات السورية وردات الفعل العالمية عليها، وصولاً الى احتمال قيام «دولة داعش» على أجزاء من ارض العراق وسوريا في بداية مشروع كبير قد يكون له امتداداته الإقليمية والدولية التي لم تظهر كاملة بعد.

والتي سمحت بإلغاء جزء كبير من الحدود السورية - العراقية التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو، ما يؤدي الى احتمال إلغاء حدود أخرى معترف بها لدول أخرى إذا ما كان القرار غير المعلن ببدء تقسيم المنطقة على قياس وامتدادات المذاهب والعشائر بأبعادها الجغرافية والإتنية والعرقية.

ففي رأي جنبلاط ومعه لبنانيون كثر، فإن ترددات ما شهدته الموصل وأخواتها المحافظات العراقية وصولاً الى المحافظات السورية ينبىء بشر مستطير، ولا يجوز للبنانيين ان يتفرجوا على ما حصل من دون ان يكون لهم موقف وإستعدادات لمناقشة الكثير من الخطط للمواجهة، خصوصاً إذا ما تمدّد هذا الفكر الديني المتطرف الى الحدود والمناطق اللبنانية ولو بعد حين. فهناك مساحات سورية حدودية على تماس مع الأراضي اللبنانية خصوصاً لجهة ريف دمشق الغربي، وما الذي يمنع تمدّد هذه الظاهرة اليها.

بالإضافة الى انه ليس هناك اي ضمانات تحول دون إمكان استيرادها من الخارج ولو على شكل مجموعات لبنانية صغيرة تبرر كل ما حصل في العراق على انه الرد الأوضح والأصرح على سياسات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الذي تجاهل مطالب السنة العراقيين وواجههم بالحديد والنار.

على هذه الخلفيات، رفع جنبلاط من حدة حركته واتصالاته وسجّل «طحشة» باتجاه إحياء الحوار مع تيار المستقبل عبر زعيمه سعد الحريري، فأوفد مساعده للشؤون السياسية وزير الصحة وائل ابو فاعور الى المغرب بهدف الإسراع بعقد هذا اللقاء.

فهناك أمور كثيرة يمكن القيام بها لتحريك المياه الراكدة في مستنقع الإستحقاق الرئاسي وفق خريطة طريق وآليات محددة يرى جنبلاط انها ملحة وسريعة، ولا بد من اللجوء اليها للخروج من هذا المأزق.

وفي رأي الزعيم الجنبلاطي أيضاً أن هناك إغفالاً دولياً للوضع في لبنان، فهو لم يعد على سلم الأولويات وثبت ذلك في كل المعايير. فزيارة وزير الخارجية الأميركية الى بيروت جون كيري لم تنته تفاعلاتها بعد. وقد كان واضحاً عندما دعا اللبنانيين الى عدم انتظار اي معطى خارجي ولا سيما المفاوضات الإيرانية مع بلاده والعالم، فهي طويلة ومعقدة ولا بد من ان يتخذ اللبنانيون قرارات جريئة تنهي هذا الموضع وتضع الإستحقاق الرئاسي في الواجهة.

وفي رأي جنبلاط ان ما يمكن فعله كثير وكثير، وعلى جميع الأطراف ان تقدم المزيد من التنازلات المتبادلة، وهو ما سيناقشه مع الرئيس الحريري بعدما أجرى سلسلة من المشاورات شملت بعيدا من الأضواء فرقاء كثراً، ولا بد من ان يضع والحريري بدايات للمراحل التطبيقية منها.

وعليه، سيتمنى جنبلاط على الحريري وقف الحوار نهائياً مع زعيم التيار الوطني الحر وخصوصاً ما يتصل منه بانتخابات رئاسة الجمهورية دون غيرها من الملفات المفتوحة بين الطرفين، فالوضع لم يعد يحتمل ما يجري هلى هذا المستوى، وخصوصاً انه اتخذ قراراً نهائياً بشأن ترشيح عون منذ ان اطلع على مضمون محضر لقائه والمؤسسات المارونية.

وفي اعتقاده ان طي صفحة الحوار مع عون ستدفع الأخير الى خطوة سبقه اليها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع باستعداده لفتح الباب امام مرشحين توافقيين جدد.

وعندها وفي مثل هذه الحال لن يكون جنبلاط حجر عثرة، فإذا كان لدى قوى 14 آذار أو 8 آذار أسماء تشبه المواصفات التي لدى مرشحه هنري حلو يمكن ان يبدأ العمل الجدي لتوفير الإجماع حوله، وهو في اعتقاده سيحظى بدعم 14 آذار «لأن حلو واحد منهم».

وهو عندما ترك اللقاء الديمقراطي انضم الى فريقهم، وفي حال العكس، وعند البحث بمواصفات أخرى، سيبدأ البحث عن مرشح آخر، وهو مستعد للتضحية بحلو، فيُقدِم على خطوة سبقه اليها جعجع وعون.
 
مؤتمر روما: دعم الجيش وملء الشغور / انفراج "المونديال" هل يتمدّد إلى السلسلة؟
النهار..
وسط جمود سياسي أحكم قبضته بقوة على مسار الازمة الرئاسية، ومن شأنه أن يهدد بتنامي ظاهرة تعطيل مجلسي النواب والوزراء، يعود لبنان الى الواجهة الدولية من خلال المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني الذي تنظمه وتستضيفه ايطاليا اليوم في روما في سياق المحطات المبرمجة عبر مجموعة الدعم الدولية للبنان التي انشئت في نيويورك في ايلول من العام الماضي.
ويكتسب المؤتمر أهميته من الظروف التي ينعقد في ظلها وكذلك من حجم الدول المشاركة فيه والتي يربو عددها على الاربعين، بما يمثل تظاهرة دولية تعيد لبنان الى واجهة الاهتمام الدولي لبعض الوقت عبر بوابة دعمه معنوياً وسياسياً، الى جانب دعم قدرات الجيش اللبناني لتمكينه من الاضطلاع بدوره في الحفاظ على الاستقرار. ولم تتوقع مصادر غربية تحدثت الى "النهار" في روما مساعدات عينية للجيش على شكل هبات مالية اسوة بالهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار نظراً الى ان دولا عدة تنتظر ما سيؤول اليه موقع الرئاسة الاولى في لبنان، لكن ايطاليا تسعى الى تسليط الضؤ على اهمية الاستمرار في تدعيم الاستقرار في لبنان ومساعدته عبر تحفيز الدول المشاركة في المؤتمر على تقديم مزيد من المساعدات الى الجيش انطلاقا من كونه مؤسسة جامعة وممثلة لجميع اللبنانيين، فضلا عن ان من مصلحة الدول الاوروبية ودول أخرى النأي بلبنان عما يحصل في المنطقة من تطورات خطيرة. وأبرزت هذه المصادر الاهمية الكبيرة لتوقيت المؤتمر في ظل التطورات الدرامية الاخيرة في العراق، بما يوجب أن تؤخذ في الاعتبار زيادة نسبة الاخطار الداخلية في لبنان أو عبر الحدود في ظل شغور مقلق في موقع رئاسة الجمهورية، بحيث يسلط المؤتمر أيضاً الضؤ على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد.
أما على صعيد التحركات المتصلة بالازمة الرئاسية، فتبدو باريس محوراً لمحطات عدة هذا الاسبوع من أبرزها اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس السابق ميشال سليمان الخميس المقبل في قصر الاليزيه للمرة الاولى بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان. وتردد في هذا الاطار ان هذا اللقاء سيتركز على الازمة الرئاسية في لبنان وامكان قيام فرنسا بمبادرة في الوقت الضائع، علماً ان الفرنسيين لا يؤثرون التعامل مع الافرقاء الداخليين بل التركيز على الافرقاء الاقليميين المعنيين بالتأثير على الازمة، كما سيتناول اللقاء موضوع الامانة العامة لمنظمة الدول الفرنكوفونية.
في غضون ذلك، علمت "النهار" ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط غادر بيروت مساء أمس الى باريس في زيارة خاصة تستمر أسبوعا يلتقي خلالها الرئيس سليمان ثم الرئيس سعد الحريري. ومن المتوقع ان يتم اللقاء بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط بعد منتصف الاسبوع الجاري.
وأبلغت مصادر نيابية "النهار" ان عدم اكتمال نصاب جلسة مجلس النواب غدا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية سيثبت ان فريق مقاطعي الجلسة لا ينوي انجاز هذا الاستحقاق. وتوقعت ان تكون المأدبة التي سيقيمها رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم على شرف نظيره الكويتي رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة مناسبة للتشاور مع الكتل النيابية في جلسة الاربعاء ثم جلسة الخميس المقبل المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب.
المشنوق
وصرح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ"النهار" بأن زيارته أمس لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح "النائب العماد ميشال عون تخللها "نقاش واضح وصريح حول آلية عمل مجلس الوزراء بالوكالة عن رئيس الجمهورية". وقال: "إن هناك رأيين في شأن انجاز استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، منهم من يقول إن الاستحقاق شأن محلي، ومنهم من يقول ان الاستحقاق شأن اقليمي وانا من الرأي الاخير". وأضاف: "كما بحثت مع العماد عون في موضوع القانون الارثوذكسي وما أثير في الصحف حوله، فنفى العماد عون ان يكون هذا القانون مطروحا". وشدد الوزير المشنوق على" ان استمرار التواصل يحقق الكثير من الإيجابية، كما ان الإستقرار الحكومي قد ساهم في الإستقرار السياسي". وأوضح ان زيارته للرابية تدخل في هذا الاطار.
"المونديال"... والسلسلة
الى ذلك، خلفت الخطوة التي أعلنها وزراء الاتصالات بطرس حرب والاعلام رمزي جريج والشباب والرياضة عبد المطلب حناوي بتوفير امكان متابعة اللبنانيين مباريات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل ارتياحا واسعا بعدما نجح الوزير حرب في مفاوضاته مع الشركة ذات الحق الحصري في نقل المباريات لتوفير التغطية مجانا للبنانيين في مقابل التزام مالي من الحكومة اللبنانية تدفعه للشركة.
ومع هذا الانفراج في موضوع "المونديال" الذي اثار ضجة واسعة لم تقتصر على البعد الشعبي وتجاوزته الى بعد سياسي، بدأت امس تحركات كثيفة تتصل بملف سلسلة الرتب والرواتب يأمل بعض المعنيين بها في ان تفضي هذه المرة الى تسوية قبل الجلسة النيابية المخصصة للسلسلة الخميس المقبل.
وصرّح النائب جمال الجرّاح عضو كتلة "المستقبل" لـ"النهار" بأن الحوار الذي جرى امس في ما يتعلق بمشروع سلسلة الرتب والرواتب تناول "افكارا جديدة مما أستدعى البحث عن قواسم مشتركة في شأنها، على ان يتواصل النقاش اليوم بحثا عن خلاصة تمهد للجلسة النيابية بعد غد الخميس".
وفي هذا الاطار التقى رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة مساء امس وزير التربية الياس بوصعب للتشاور بعد اجتماعات نهارية جرت في مكتب رئيس لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري. وتقرر ان يتشاور رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابرهيم كنعان اليوم مع كتلة "الوفاء للمقاومة" على ان تستكمل الابحاث مع وزير المال علي حسن خليل.
 
مؤتمر إعلامي عشية مؤتمر دعم الجيش في روما إيطاليا تؤكّد التزامها تشجيع الاستقرار في لبنان
المصدر: روما – "النهار"
ينعقد اليوم في روما المؤتمر الدولي الذي تنظمه إيطاليا لدعم الجيش اللبناني في حضور وزيري الخارجية والدفاع اللبنانيين ونظيريهما الإيطاليين وممثلين عن مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان وما يناهز ٤٠ دولة وهي بمثابة تظاهرة دولية تعيد لبنان الى واجهة الاهتمام الدولي لبعض الوقت عبر بوابة دعم لبنان معنويا ودعم قدرة الجيش اللبناني على الاستمرار في المحافظة على الاستقرار والأمن فيه. وفيما لم تتوقع مصادر ديبلوماسية غربية في روما مساعدات عينية للجيش اللبناني على شكل هبات مالية كالهبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية نظرا الى اعتقاد ان دولا كثيرة تنتظر ما سيؤول اليه موقع الرئاسة الاولى وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فان إيطاليا تسعى الى تسليط الضوء على أهمية الاستمرار في الاستثمار في استقرار لبنان ومساعدته عبر تحفيز الدول على تقديم المزيد من المساعدات للجيش اللبناني كونه مؤسسة جامعة وممثلة لجميع اللبنانيين كما انه من مصلحة الدول الأوروبية ودول اخرى عدة الإبقاء على لبنان في منأى عما يجتاح المنطقة من تطورات خطيرة ويدخل في هذا الإطار مركز التأهيل لعناصر الجيش الذي تعتزم إيطاليا إقامته في الجنوب في منطقة عمل القوة الدولية العاملة هناك بما يتناسب والعمل مع هذه القوة من جهة ويحفز دولا اخرى على تقديم المساعدات عبر هذا المركز. وأفادت هذه المصادر ان مؤتمر دعم الجيش يكتسب من حيث توقيته اهمية كبرى في ضوء التطورات الدرامية الاخيرة في العراق نظرا الى حتمية الأخذ في الاعتبار زيادة نسبة المخاطر في لبنان الداخلية او عبر الحدود وفي ظل شغور مقلق في موقع الرئاسة الاولى بحيث يسلط الضوء على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ويفتتح المؤتمر قبل ظهر اليوم بكلمات لممثلي إيطاليا ولبنان وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان على ان تعقب الجلسة الافتتاحية جلسة اخرى مغلقة على ان يعقد مؤتمر صحافي ختامي بعد الظهر. وكانت وزارة الخارجية الإيطالية نظمت أمس مؤتمراً اعلامياً مواكباً لمؤتمر دعم الجيش شارك فيه صحافيون لبنانيون من مختلف وسائل الاعلام الى جانب صحافيين إيطاليين تمحور على محاور عدة تتناول تداعيات الحرب السورية على لبنان على المستويات السياسية والديموغرافية والاقتصادية والتوقعات المرتقبة وذلك بغاية تحفيز الأفكار التي يمكن ان تبلور اتجاهات معينة لمساعدة لبنان في هذه المرحلة.
وقد افتتح المؤتمر بكلمة للأمين العام لوزارة الخارجية الايطالية ميشال فالسنيزي الذي تحدث عن رعاية إيطاليا مؤتمر دعم الجيش اللبناني من اجل تأكيد دعم إيطاليا للجيش وللاستقرار على انها فرصة لمتابعة تشجيع التعاون مع لبنان نظراً الى المرحلة الاقليمية المتوترة بحيث أدت التداعيات للحرب السورية وحديثا التطورات العراقية الى تعقيد المشهد. وإذ أكد الجهود التي تقوم بها إيطاليا من اجل تشجيع الاستقرار أعرب عن ثقته بقدرة لبنان على عدم المخاطرة نحو عدم الاستقرار كما أعرب عن أمله في حل سياسي بحيث يتجاوز لبنان الازمة الحالية. وأثنى على العلاقات على الصعيد الاقتصادي والشركة اللبنانية الإيطالية . وتحدث نائب وزير الخارجية لابو بيستللي مشيراً في شكل خاص الى العلاقات الثنائية والى العبء الذي يواجهه لبنان على صعيد استقبال عدد هائل من اللاجئين السوريين مؤكداً دعم بلاده الكامل للبنان على هذا الصعيد. وأعرب عن أمله ان ينجح لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت نظراً الى اهمية لبنان في المنطقة وأهميته من أجل التوافق على الأولويات والالتزامات عارضاً للتحديات الاقليمية الهائلة من العراق الى سوريا جنبا الى توقف المفاوضات حول السلام في المنطقة والتي تفرض الكثير من التحديات وتترك انعكاسات متزايدة. وتوزعت النقاشات خلال الجلسات التي امتدت طول النهار على ثلاثة محاور تناولت أولها الوضع السياسي في لبنان منذ بدء الازمة السورية وثانيها التداعيات الديموغرافية والاقتصادية للازمة السورية فيما تمحور ثالثها على التطورات الاقليمية. وشارك في المحاور الثلاثة صحافيون لبنانيون وإيطاليون حيث جرت نقاشات تطرقت الى الوضع اللبناني والوضع الإقليمي.
 
لماذا انتشرت عناصر "حزب الله" حول مستشفى الرسول الأعظم؟
المصدر: "النهار"
علمت "النهار" أن انتشاراً أمنياً كثيفاً حول مستشفى الرسول الأعظم على طريق المطار يواكبه انتشار مكثف لعناصر مدنية من "حزب الله" اثر رورود معلومات مؤكدة عن استهداف ارهابي للمستشفى، وتم توقيف ثلاثة اشخاص من المخططين للاعتداء وهم من المقيمين في مخيم برج البراجنة المجاور".
واشارت المعلومات إلى ان "الموقوفين اعترفوا خلال التحقيق معهم لدى مخابرات الجيش بمخططاتهم وانهم كانوا يحضرون لفعلتهم التي كانت مقررة الليلية".
 
لا مخاوف داهمة على ضوابط الأمن ولا نوم على الحرير مع الهشاشة السياسية
النهار..
لا تبدي اوساط سياسية واسعة الاطلاع قدرا كبيرا من الخشية على الاستقرار الامني السائد راهنا في لبنان منذ تشكيل الحكومة ولو ان وتيرة المخاوف من تداعيات التطورات الجارية في العراق تشكل سببا موضوعيا ومبررا وبديهيا لعودة الخشية على الوضع الامني. وتعتقد هذه الاوساط ان ثمة مجموعة عوامل داخلية وخارجية لا تزال قائمة وماثلة من ِانها تقوية الرهان على ابقاء الضوابط الامنية ثابتة ولو في الحدود الدنيا والمعقولة للحفاظ على الاستقرار بوتيرته الحالية اللهم ما لم تطرأ عوامل مفاجئة ليست في الحسبان.
على الصعيد الداخلي اولا تقول هذه الاوساط ان اي مؤشر او تطور لم يظهر من شأنه تبديل المعادلة التي قامت عليها صورة الواقع اللبناني عقب التوافق الذي استولد تشكيل الحكومة على اساس واضح لا يزال يحكم مجمل الوضع الداخلي وهو واقع "ربط النزاع" السياسي بين الافرقاء السياسيين في مقابل التنسيق والتعاون والنأي بالوضع الامني عن الصراعات السياسية وهي المعادلة التي امكن معها للمرة الاولى ابتداع صيغة اعادت الفريقين السني والشيعي الاساسيين خصوصا الى طاولة المسؤولية الرسمية المشتركة من خلال تركيبة الحكومة الحالية. واذا كان من عبرة رئيسية للاشهر القليلة التي مرت من عمر الحكومة فانها تتمثل في ان نقطة التفاهمات الاساسية التي لا تزال تشكل عمودها الفقري تتمركز في الناحية الامنية التي لم يحصل حيالها اي اهتزاز واسع خلافا للكثير من الاهتزازات في مجالات سياسية واجتماعية اخرى على غرار الازمات التي تجرجر ذيولها حاليا ولا سيما في ظل ازمة الفراغ الرئاسي.
يقود هذا الاختبار الاوساط الواسعة الاطلاع الى الاستخلاص ان الحفاظ على الستاتيكو الامني القائم صار واقعيا مصلحة مشتركة لمختلف الافرقاء اللبنانيين ولا سيما منهم الفريقين السني والشيعي العريضين وهو امر ستتمظهر مفاعيله بقوة اكبر كلما تنامت المخاوف من تداعيات الفتنة السنية الشيعية في العراق لا العكس لأن ايا من الفريقين لا يجد اي مصلحة له في الانقلاب على التفاهم الحالي. حتى ان "حزب الله" الذي اعيد تسليط الاضواء على مدى تورطه الواسع في الحرب السورية في الايام الاخيرة من خلال انكشاف مقتل عدد لا يستهان به من مقاتليه هناك وتشييعهم في مناطق لبنانية عدة سيجد تباعا ان الحفاظ على الاستقرار الامني واستمرار التنسيق القائم بينه وبين الفريق الوزاري المعني بالامن والمرتبط بتيار المستقبل سيضحي اكثر الحاحا من ذي قبل لحماية وضعه الداخلي وما يمكن ان يتأتى من تداعيات مذهبية وتحديات امنية على لبنان ومناطق نفوذه تحديدا جراء الاحداث في العراق وسوريا. وفي المقابل فان الاندفاع اللافت الذي يبديه وزير الداخلية نهاد المشنوق في رفع موضوع مكافحة الارهاب والمواقف الحادة التي اتخذها من احداث امنية حصلت في بعض مناطق البقاع الشمالي اخيرا ناهيك عن اعلانه امس من سجن رومية العزم على اجتثاث الارهاب من هذا السجن وسواه من مناطق معروفة يعكس بوضوح حجم القرار السياسي لدى فريق المستقبل في مواجهة الارهاب الاصولي بمعزل عن صراعه العميق مع "حزب الله".
اما على المستوى الخارجي فتقول الاوساط نفسها ان الازمة الرئاسية في لبنان شكلت في تجربتها الماثلة منذ انتهاء المهلة الدستورية في 25 ايار المنصرم اثباتا على رسوخ القرار الدولي حيال منع تحول لبنان نقطة تفجير اضافية في المنطقة او اشعال بقعة متفجرة جديدة. ومع ان الواضح في هذا السياق هو ان لبنان لم يعد مدرجا على جدول الاولويات الدولية بدليل عقم رهان افرقاء لبنانيين على تدخل دول معينة للافراج عن الازمة الرئاسية ووضع حد للشغور الرئاسي فان ذلك لا ينسحب بالمستوى نفسه على الاهتمام الخارجي بالاستقرار الامني في لبنان الذي يبقى نقطة الجذب الخارجية الى الواقع اللبناني. وسيشكل المؤتمر الدولي لدعم الجيش في روما الذي ينعقد اليوم دلالة مهمة ومعبرة في توقيته ولو مقررا من قبل وكذلك في الحجم الكبير للدول والمنظمات الدولية والاقليمية المشاركة فيه على استمرار الاحاطة الدولية بالاستقرار اللبناني البعيد المدى من خلال ما سيصدر عنه من توصيات وقرارات متصلة ببرامج دعم الجيش اللبناني وتفعيل دوره سواء في الداخل ام على الحدود الدولية مع كل من اسرائيل وسوريا.
ومع ذلك تلفت الاوساط الى نقاط حساسة للغاية في اطار ترقب الاختبار اللبناني امام احتمالات تأثر لبنان بالتطورات العراقية. وهي نقاط ضعف متأتية من هشاشة التعامل السياسي مع الملفات والازمات الداخلية التي ادت بمجمل المؤسسات الى واقع التعطيل والشلل. ذلك ان النوم على حرير التفاهمات السابقة والحسابات المصلحية المباشرة التي تكفل الحفاظ على القرار السياسي الحامي للامن لن يكفي وحده اذا تمادت حالة تعطيل كل المؤسسات اسوة بالفراغ الرئاسي. وهو الامر الذي سيضغط على جميع الافرقاء من دون استثناء لتبديل وتيرة الاستسلام للازمة الرئاسية.
 
جنبلاط: البعث يوازي الفاشية والنازية للمحافظة على لبنان التعدّدية والديموقراطية
النهار...
دعا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى المحافظة على لبنان "بما يمثل من تعددية وتنوع وديموقراطية".
وسأل في موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الناطقة بلسان الحزب التقدمي الاشتراكي: "ماذا لو بقي الانتداب الفرنسي او البريطاني او حكم السلطنة العثمانية، ألم يكن أفضل من حالة التناحر المذهبي والطائفي التي نشهدها تتفاقم يوماً بعد يوم وآخر تجلياتها في العراق؟ ألم يكن في تلك الحقبة التي لعناها آنذاك الحد الأدنى من عمل المؤسسات وشكل من أشكال الدستور والنظام العام؟
ماذا لو بقي الانتداب الذي أدار الصراع في منطقة الشرق العربي التي كانت فيها حينئذ الدول الوطنية في سوريا والعراق وسواهما وبرز فيها العديد من رموز النضال العروبي والقومي وتميزت بالتعددية والتنوع والديموقراطية؟ وحتى في الحقبة التي تلت الانتداب كان هناك في العراق تعددية وديموقراطية، ولو غير مكتملة العناصر، في حقبة الملك عبدالله وحكومات نوري السعيد حتى بداية عهد عبد الكريم قاسم. والأمر ذاته في سوريا، وان بصورة متقطعة، في المرحلة التي سبقت انقلاب حسني الزعيم وصولاً الى ما قبل الجمهورية العربية المتحدة. فهل نذكّر مثلاً بمدرسة حمص العسكرية التي خرّجت كبار الضباط والعسكريين ومنهم اللواء فؤاد شهاب والمئات ممن تميزوا في مواقع مختلفة؟
ماذا لو بقي الانتداب الذي انشأ الادارات والمؤسسات العامة ووضع التشريعات الاساسية التي شكلت القاعدة القانونية للكثير من البنى الادارية والمؤسساتية الراهنة؟
ماذا لو بقي الانتداب بدل أن يفسح في المجال لقيام الانظمة الديكتاتورية وفي طليعتها لعنة البعث في سوريا والعراق وهي من أسوأ النظريات العقائدية التي توازي الفاشية والنازية، وقد شخصنها النظام الأسدي في سوريا والنظام الصدامي التكريتي في العراق؟ هذه الانظمة مسؤولة بالدرجة الأولى عن تفريغ المجتمعات من النخب السياسة وهي المسؤولة عن تدريب التنظيمات المتطرفة وتنظيمها وايوائها، والتي بدأت تمتد رويداً رويداً نحو المناطق المختلفة في سوريا والعراق".
وختم: "فلنحافظ كلبنانيين على هذه البقعة، لبنان الكبير، بما تمثل من تعددية وتنوع وديموقراطية رغم كل عثرات النظام السياسي الحالي بعيداً من السجالات العقيمة التي لا تنتهي في ما يتعلق بالتورط في سوريا والسلاح وقضايا خلافية أخرى التي سيتبين لاحقاً أنها قضايا ثانوية قياساً بحجم المخاطر والتحديات المقبلة، وذلك قبل فوات الاوان والدخول في مرحلة قد يغيب عنها ترف النقاش السياسي".
 
هل تنعكس أحداث العراق على مخيمات لبنان؟
المستقبل...صيدا ـ رأفت نعيم
منذ اندلاع الازمة في سوريا، حرصت القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، وطنية واسلامية على تجنيبه والجوار قدر الامكان اية تداعيات لهذه الأزمة عليه، رغم مخالفة هذا التوجه من قبل بعض الأفراد الخارجين على الاجماع الفلسطيني حينها على عدم التدخل في النزاع الدائر في سوريا او في اي بلد عربي آخر. وكان من الطبيعي أن يتأثر الوجود الفلسطيني في لبنان - كما لبنان نفسه - بهذا النزاع مع ما رافقه وأعقبه من أحداث وتفاعلات سلبية وخطيرة، سواء في الجانب السياسي لجهة التغييرات التي طرأت على خارطة اعادة انتشار بعض التنظيمات الفلسطينية على خلفية موقفها من النظام السوري علماً أن بعضها يحاول اليوم استعادة تموضعه الأول، او في الجانب الأمني بسبب مشاركة فلسطينيين في الحرب السورية وارتداداتها على لبنان من تفجيرات واحداث امنية، او الانساني والاجتماعي ممثلاً بتدفق عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا الى مخيمات لبنان.

لا تنفي أوساط فلسطينية وجود أفراد وجماعات اسلامية مسلحة داخل مخيم عين الحلوة، لكنها تعتبر أن حسم مسألة ارتباط اي منهم بتنظيم «القاعدة» ليس سهلاً، وانه قد يكون هناك أفراد او جماعات ممن يؤيدون او يحملون فكر «القاعدة» ولكن لا يعني ذلك انهم ينتمون الى هذا التنظيم او اي من تفرعاته.

وتشير هذه الأوساط الى أنه مر الكثير من الأحداث الكبرى في لبنان والحروب حوله، وفي كل مرة كان يتم الحديث عن تورط فلسطينيين من عين الحلوة او غيره من المخيمات في أي من هذه الأحداث كانت تعطى لهم تسمية معينة، ترتبط بهذا الحدث او ذاك، وهو ما جرى مثلاً مع مجموعات تعاقبت او لا تزال على المخيم مثل «جند الشام»، «فتح الاسلام، «جبهة النصرة» وغيرها.

وتوضح الأوساط نفسها أنه وان اختلفت التسميات فان هناك قواسم مشتركة عدة بين هذه المجموعات، ومن هذه القواسم أن أفرادها جميعهم من داخل نسيج مخيم عين الحلوة وليس بينهم غرباء على المخيم، كما أن ما يجمعها الى جانب الفكر الذي تحمله، أن بعضها خرج من رحم بعضها الآخر، ولذلك لم يكن صعباً على هذه المجموعات ان تنضوي في اطار موحد في ما بينها أطلقت اليه اسم «الشباب المسلم في مخيم عين الحلوة».

اما «كتائب عبد الله عزام»، وبحسب هذه الأوساط فوضعها يختلف، لأن الحديث عن وجودها تخطى عين الحلوة بعد تفجيرات الضاحية والاحداث الأمنية الكبرى التي شهدها لبنان منذ الصيف الماضي وأوقف في أعقاب بعضها مطلوبون خطرون مثل الفلسطيني نعيم عباس وآخرين، فيما ما زال الفسلطيني توفيق طه الذي تردد سابقاً أنه أمير «كتائب عبد الله عزام» في لبنان، متوارياً عن الأنظار ولم يعرف ما اذا كان ما زال داخل المخيم ام غادره.

واليوم ومع اندلاع فصل جديد من فصول الصراع في العراق بين الجيش وما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، عاد الى الواجهة الحديث عن وجود خلايا ارهابية نائمة في المخيمات وعن احتمال تحرك بعضها على خلفية التطورات الاخيرة في العراق.

وفي هذا السياق، يعتبر أمين سر القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة ورئيس «الحركة الاسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب أن هناك محاولات لربط المخيمات الفلسطينية وخصوصاً مخيم عين الحلوة ولا سيما الحالة الاسلامية فيها بتنظيم «القاعدة» وتفريعاته سواء كان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام او «جبهة النصرة» او غيرهما.

ويقول الشيخ خطاب في حديث لـ«المستقبل»: «من المعلوم أن الاحداث الاخيرة التي حصلت في لبنان كذلك في سوريا أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المخيمات بعيدة عن هذا التوجه وانه لا يوجد فيها فروع لأي من تنظيمات القاعدة. ولو كان هذا الشيء موجوداً لظهر الى العلن بأعمال تنفيذية او غير ذلك وخصوصاً أن الساحة السورية والساحة العراقية هما المركز الرئيسي لهذه التنظيمات. فما ضرورة وجودها في مخيمات لبنان ولا سيما في مخيم عين الحلوة، الذي أهله كلهم مجمعون على أن وجهتهم الرئيسية هي باتجاه فلسطين، وأن واجبهم الاول هو العمل على تحرير بلدهم وهذا في سلم الاولويات للشعب الفلسطيني وكذلك التنظيمات الاسلامية فيه؟».

ويضيف: «قد تجد أناساً يحملون فكر القاعدة وربما لا ينتمون الى هذا التنظيم، فهناك انتشار لهذا الفكر في أكثر من بلد في العالم أن يكون شخص يحمل فكراً معيناً، وهذا شيء لا يعاقب عليه القانون. القضية تتعلق بتشكيل مجموعات، فهل هناك مجموعات تشكل في المخيمات؟ هذا غير موجود حتى في لبنان ككل، ولقد أثبتت الايام والتجارب ان الساحة اللبنانية لا تصلح ولا توجد فيها تشكيلات تنظيمية للقاعدة او غيرها. قد يكون هناك افراد ينتمون الى هذا الفكر ولكن كحالة موجودة داخل المخيمات هذا غير صحيح».

ويرى أن «البعد الجغرافي بين العراق ولبنان يشكل سبباً من اسباب عدم التدخل في الصراع هناك، فضلاً عن أن المخيمات بالنسبة الى الوضع في سوريا كانت الى حد كبير بعيدة عن هذا الصراع»، مؤكداً أن «الاولويات بالنسبة الى شعبنا الفلسطيني والجماعات الاسلامية الفلسطينية هي باتجاه فلسطين وليس باتجاه الصراعات الداخلية لهذا البلد او ذاك وخصوصاً أن لكل بلد همومه وشجونه».

ويبدي الشيخ خطاب ارتياحه الى الوضع في مخيم عين الحلوة حالياً، قائلاً: «وضع المخيم مستقر وهادئ، خصوصاً بعدما أعلن الجميع أنهم حريصون على التهدئة. ونأمل أن يلتزم الجميع الحرص على الامن والاستقرار والبعد عن الاحتكام الى السلاح في المخيم من الاطراف كافة».

وفي رسالة ضمنية الى «الشباب المسلم في مخيم عين الحلوة» يختم الشيخ خطاب كلامه بالقول: «نأمل أن يلتزموا بما تعهدوا به خصوصاً وأننا مقبلون على شهر رمضان المبارك، والناس في هذا الشهر تحرص على أن تكون حياتها حياة روحانية فيها العبادة والاستقرار».
 
لبنان يواجه «العاصفة» الإقليمية بمزيد من «التصدّعات»
باسيل رفع السقف وملامح «نقزة» عونية من لقاء الحريري - جنبلاط المرتقب
بيروت - «الراي»
رغم «الغيوم السود» المتراكمة في سماء المنطقة انطلاقاً من الحرب السوريّة والحدَث العراقي اللذين باتا «على موْجة» متداخلة تشي بتشظّي «لعنة» الفتنة المذهبية في المنطقة، لا يبدو لبنان متجهاً الى تدارُك الخطر الاقليمي عبر «تصفيح» واقعه السياسي من خلال ملء الفراغ الرئاسي الذي بدأ قبل 23 يوماً.
ففي حين شقّ القلق الأمني طريقه الى المشهد اللبناني انطلاقاً من مخاوف من وجود خلايا «داعشية» نائمة سواء في بعض المخيمات الفلسطينية او بقع حدودية في الشمال او البقاع يمكن ان تضع البلاد على «خط النار» العراقي - السوري، بدا واضحاً ان الاتصالات المتسارعة في الملف الرئاسي ليست قاب قوسين من بلوغ خاتمة سعيدة.
فعلى مرمى يومين من الجلسة السابعة لانتخاب رئيس للجمهورية «المكتوب» لها ان تنتهي الى ما خلصت اليه سابقاتها اي عدم اكتمال النصاب، تتبلور ملامح اشتداد «عض الأصابع» داخلياً على تخوم «البركان» العراقي في محاولة لاستخدام «حممه» في اطار عملية «اللعب على حافة الهاوية»، وذلك في غمرة الانشغال «العالمي» بالتطورات الدراماتيكية في المنطقة وعدم قدرة الراعييْن الاقليمييْن للوضع اللبناني اي السعودية وايران - بمعزل عن وجود رغبة في ذلك او لا - على اجتراح تسوية لأزمة لبنان السياسية في ظل عدم وضوح الرؤية حول ملابسات «انفلاش» داعش المباغت على رقعة باتت تهدّد منطقة نفوذ ظهران وامتدادها.
واذا كانت الاتصالات تتركّز داخلياً على سبل منع أي انعكاسات سلبية للوقائع المخيفة في العراق وعدم ترك الأوضاع في لبنان مفتوحة على التجاذبات التي يمكن أن تعرّض الساحة اللبنانية لاضطرابات جديدة، فان الأفق الرئاسي الذي يبقى مقفلاً والذي لا ينذر بإحداث ثغرة فيه اللقاء المرتقب في باريس هذا الاسبوع بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط لا يشي بان يقابله إحداث «فك ارتباط» بين الأزمة الرئاسية والمسار التعطيلي لعمل مجلس الوزراء ومجلس النواب الذي يتم اعتماده من قوى مسيحية تحت عنوان «ربط نزاع» مع الانتخابات الرئاسية.
وفي حين لفتت في هذا السياق الزيارة التي قام بها وزير الداخلية نهاد المشنوق امس الى العماد ميشال عون حيث جرى البحث في العمل الحكومي ومسألة تشكيل ما يسميه المشنوق «خلية أزمة» لمواكبة التطورات الاقليمية المقلقة، فان المواقف التي أطلقها وزير الخارجية جبران باسيل ( صهر عون ) عكست استمرار المرواحة في الحوار بين الرئيس الحريري وعون الذي ما زال ينتظر جواب الاول على اعتماده مرشحاً توافقياً.
وبدا ما أطلقه باسيل مؤشراً الى ما سيدلي به عون في اطلالته التلفزيونية اليوم وانعكاساً لـ «نقزة» ما حيال ما يمكن ان يخلص اليه لقاء الحريري - جنبلاط المرتقب ولا سيما ان الاخير كان وضع قبل ايام فيتوات عدة على مرشحين للرئاسة ابرزهم عون والدكتور سمير جعجع الذي اكد المشنوق من الرابية انه لا يزال مرشح 14 آذار.
فباسيل اوضح «اننا اليوم نريد أن نصنع شراكة مع تيار «المستقبل» ونريدها أن تثمر لهم ولنا وللوطن، ولكن الشراكة لها أصول ويجب إحترام أصولها»، لافتا الى أن «هذه الشراكة تصنع شراكة أقوياء وتوصل الأقوياء الى السلطة»، ومعتبراً «ان كل تسوية صغيرة وعابرة تكون إستقراراً مؤقتاً ينتهي ».
واذ ذكّر في اشارة ضمنية الى «المستقبل» بـ «المفهوم التجاري الذي يستطيع البعض أن يفهمه»، رفع السقف في غمز من قناة القانون الارثوذكسي للانتخابات النيابية (تنتخب بموجبه كل طائفة نوابها) وقال: «نحن نتكلم عن شركة فيها مجلس إدارة الذي يفترض به أن يعكس الحقوق والحصص الحقيقية للمشاركين فيه ونعني بذلك القانون الإنتخابي الذي ينص على المناصفة، ورئيس مجلس الإدارة يجب أن يكون منبثقاً من إرادة الشركاء ومن دورهم ومن حصتهم، وهذا الذي يحفظ الحقوق وفي النهاية يحفظ الوطن. ولا نخجل القول ان هذه الشراكة نريد التأسيس لها والعمل لصالحها، ولكننا نرفض الغش فيها، لذا نحن لا نخجل من القول لا نريد أي رئيس في البلد، والخيار الذي يوضع أمام اللبنانيين اليوم هو بأن أي رئيس أفضل من الفراغ، وهذا ما لا نقبل به».
واذ سأل “هل صلاحيات رئيس الجمهورية هي كالتفليسة توزع على 24 وزير؟ وأن يتم التعاطي في مجلس الوزراء مع هذا الأمر وكأنه طبيعي إعتيادي؟»، اكد «إن الوكالة التي يتمتع بها مجلس الوزراء بغياب الرئيس هي وكالة واضحة بإستثنائيتها وبكيفية التعاطي معها، ولا تتجزأ حصصاً لذا فإن الموضوع ليس موضوع صلاحيات رئيس الحكومة بل صلاحيات رئيس الجمهورية».
وفي حين بدا كلام باسيل مؤشراً الى سلبية لا يقترب منها حوار الحريري - عون يُنتظر ان تنسحب مزيداً من التعقيدات على صعيد التفاهم على آلية عمل مجلس الوزراء، يرتقب ان ينعكس ذلك بدوره على الجلسة التشريعية يوم الخميس حيث لم تبرز بعد ملامح توافق على ملف سلسلة الرتب والرواتب، في حين بدأ العجز المسيحي عن التفاهم على مخرج للمأزق الرئاسي ينذر بشلّ كل المؤسسات وسط تصتعُد معالم الاستياء من رئاستي البرلمان والحكومة حيال تعطيل دور المؤسستين.
وتسود توقعات في هذا السياق بأن يعاود البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مساعيه لجمع العماد عون والدكتور جعجع في بكركي، بعد اختتام الدورة السنوية لمجلس المطارنة الموارنة الخميس المقبل دون اي اوهام بامكان الوصول قريباً الى حل ما لم يتلقف عون مبادرة جعجع بالتفاهم على رئيس من بين مرشحيْن يقترحهما عون ويحملان الحد الادنى من ثوابت 14 آذار.
 
وزير الداخلية يؤكد أن سجن رومية أصبح قاعدة للإرهاب ويتوعد بمواجهته خلال فترة قصيرة
مخاوف من وجود خلايا نائمة لـ”داعش” داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان
بيروت – “السياسة”:
فيما ينتظر أن يشهد الأسبوع الحالي تزخيماً في حركة الاتصالات والمشاورات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي, حيث سيلتقي في باريس رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط, وفي وقت لا تستبعد أوساط متابعة أن يلتقي الحريري أيضاً برئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون رغم نفي الأخير لأي زيارة مرتقبة له إلى الخارج, فإن الهاجس الأمني لا زال يرخي بظلاله على الوضع الداخلي بعد التطورات العسكرية الأخيرة في العراق وسيطرة “داعش” على عدد من المدن والقرى العراقية, وسط مخاوف من وجود خلايا نائمة لهذا التنظيم في المخيمات الفلسطينية وبعض المناطق في البقاع والشمال, ما استدعى من السلطات اللبنانية اتخاذ سلسلة إجراءات وتدابير أمنية لمراقبة المخيمات والأماكن المشبوهة لمواجهة أي تحركات لمسلحي التنظيمات الأصولية.
وفي هذا الإطار, أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن الخطة الأمنية وضعت بالشراكة مع الجيش وبالتعاون والتشاور مع قائد الجيش العماد جان قهوجي, موضحاً أن “العنوان الرئيس للخطة الأمنية الحقيقية التي تؤسس للدولة هي مواجهة الإرهاب”.
وقال المشنوق في كلمة له خلال احتفال وضع حجر الأساس لمبنى السجناء ذوي الخصوصية الأمنية في سجن رومية أمس, إنه “لا يغيب عن أحد ما يحدث في الدول المجاورة لنا وآخرها ما يحدث في العراق”.
وأضاف “لا التاريخ ولا الجغرافيا يؤكدان أنه يمكن تحييد لبنان من دون عمل جدي سواء من الأجهزة الأمنية أو القضائية وقبل ذلك من الجهات السياسية المعنية”.
ولفت المشنوق إلى وجود قاعدة للإرهاب في سجن رومية, مؤكداً “أننا سنواجه خلال فترة قصيرة الإرهاب الموجود بالسجن فلن نترك مكاناً تصله يدنا وعنوانه الإرهاب إلا وسنمد يد الدولة عليه”.
وكان المشنوق زار النائب عون في الرابية, مشيراً إلى أن البحث جرى في موضوع التعيينات التي توقفت وكيفية العمل على معالجتها.
وأوضح أن ليس هناك أي خلاف على آلية عمل الحكومة إنما بشأن آلية الوكالة عن رئاسة الجمهورية, داعيا إلى بحث هذا الموضوع بهدوء وتروٍ.
وأكد أنه لم يحمل أي رسالة إلى العماد عون, مشدداً على أن “الحوار مع عون مستمر وقد ساهم في استقرار الحكومة والخطة الأمنية وحقق انجازات كثيرة استطعنا القيام بها”.
وأضاف “لم ولن نتخلى عن تحالفنا مع 14 آذار”, لافتاً إلى أننا “متفاهمون مع العماد عون أن المؤسسات الدستورية يجب أن تعمل”, و”يجب أن نعترف أن للعنصر الإقليمي دوراً في الموضوع الرئاسي”.
في سياق متصل, رأى مصدر سياسي مطلع, أن بإمكان اللبنانيين أن يعكسوا الآية ويحولوا التطورات الإقليمية السلبية إلى فرصة يلتقي حولها الجميع, من أجل تحصين الوضع الداخلي سياسياً وأمنياً, وخصوصاً أن المنتصر في العراق, أي الإرهاب الأصولي هو عدو مشترك لكل الفرقاء اللبنانيين من دون استثناء.
وأوضح أن الخطوة الأولى المطلوبة هي الخروج من دائرة الشروط المضادة ومرشحي التحدي للتوافق على رئيس جديد للبلاد, وإنهاء حالة الشغور الرئاسي التي بدأت تنعكس سلباً على الأداء الحكومي, والتوافق في هذا المجال هو بداية جيدة يسمح بعد انتخاب الرئيس, بإعادة إنتاج حكومة وحدة وطنية تمهد للانتخابات النيابية المقبلة من دون إشكالات.
وأضاف المصدر إن مسؤولية القوى السياسية في هذه المرحلة تحتم عليها نبذ كل شكل من أشكال التحريض المذهبي في التعليق على أحداث العراق.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,421,779

عدد الزوار: 7,632,697

المتواجدون الآن: 0