ورقة فلسطينية للتهدئة تُبحث في القاهرة

أكثر من 120 شهيداً في اليوم الـ27 للعدوان والأمم المتحدة تحذّر من كارثة إنسانية حقيقية ومجزرة إسرائيلية جديدة في غزّة تروّع واشنطن

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 آب 2014 - 7:41 ص    عدد الزيارات 2585    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أكثر من 120 شهيداً في اليوم الـ27 للعدوان والأمم المتحدة تحذّر من كارثة إنسانية حقيقية ومجزرة إسرائيلية جديدة في غزّة تروّع واشنطن
أ ف ب، رويترز، يو بي آي، «المستقبل»
اعتبرت الأمم المتحدة أن قطاع غزة «الذي لا يوجد فيه مكان آمن، يشهد كارثة إنسانية حقيقية» بحسب تعبير جيمس راولي منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع للأمم المتحدة، التي تعرضت مرة جديدة أمس، إحدى مدارسها في القطاع إلى قصف صاروخي اسرائيلي أودى بعشرة شهداء، اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «عاراً أخلاقياً وعملاً إجرامياً«، وكذلك «روّعت» واشنطن لهذا القصف «المشين» بحسب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي.

فمن غزة، حذّر مسؤول في الأمم المتحدة أمس، من وقوع «كارثة صحية واسعة النطاق» وشيكة نتيجة للهجوم الاسرائيلي المستمر منذ أسابيع على قطاع غزة.

وقال جيمس راولي منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إنه بالنسبة لكثير من الفلسطينيين لا يوجد مكان آمن يلجأون إليه. وقال راولي من قطاع غزة: «تحدثت إلى سكان من غزة تركوا منازلهم ليس مرة ولا مرتين بل ثلاث مرات وكانوا يسألونني: سيد راولي.. أنت تعمل في الأمم المتحدة. أين نذهب؟ وكان عليّ أن اخبرهم أن لا جواب لدي. لا يوجد مكان آمن في غزة لذا فنحن نشهد كارثة انسانية حقيقية هنا ودعنا فقط نقول إن التأثير على الأطفال مروع تماماً».

وأضاف أن 250 موظفاً بالأمم المتحدة وأسرهم يبحثون الآن عن مأوى في مبنى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقال مسؤول فلسطيني إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في غارة جوية اسرائيلية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في رفح بجنوب قطاع غزة في وقت سابق أمس.

وقتل عشرات آخرون جراء القصف الاسرائيلي للقطاع أمس، فيما واصلت حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقال الجيش الاسرائيلي إنه يتحقق من الهجوم وهو الثاني من نوعه في أقل من أسبوع. وقالت الأمم المتحدة إن 460 ألف شخص نزحوا من ديارهم من جراء القتال وهو ما يعادل ربع سكان القطاع.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إنها تكافح لتلبي احتياجاتهم جميعاً وأطلقت مناشدة عاجلة لجمع 187 مليون دولار لشراء أسرّة واحتياجات أساسية للنازحين ولوقف انتشار الأمراض في الملاجئ.

وقال راولي إن هناك عجزاً في الخدمات الانسانية في قطاع غزة ومن المرجح انتشار أمراض خطيرة قريباً. وأضاف: «لدينا خدمات أساسية. لدينا صرف صحي وكهرباء تكاد لا تعمل على الأطلاق. لدينا وصفة هنا لكارثة صحية وبدأنا التحدث إلى متخصصين في الصحة حول الأمراض التي لم نرها في قطاع غزة منذ عقود. أتحدث عن التيفوئيد والكوليرا والأمراض الأخرى التي تنقلها المياه والتي يمكن أن تتفشى بشكل كبير نظراً للحالة الصحية الكارثية بشكل عام التي نراها الآن».

وأضاف: «نحن ملتزمون بشدة في الأمم المتحدة بمساعدة شعب غزة لتكون لديهم حياة طبيعية. وهذا بالطبع يشمل وقف القتل وتقديم المساعدات الإنسانية لكنه يتعلّق أيضاً برفع القيود المفروضة على تجارة السلع القادمة من وإلى غزة والسماح للصيادين بالصيد وللمزارعين بالزراعة. وباختصار كل تلك الأشياء الأساسية التي نسلم في بقية العالم بأن تمنح للناس.. الفلسطينيون من قطاع غزة حرموا منها على مدى العقد الماضي».

وبحسب مسؤولين فلسطينيين رفع القتال يوم أمس عدد القتلى في غزة إلى 1848 معظمهم من المدنيين. وأكدت إسرائيل مقتل 64 جندياً بينما قتلت الصواريخ الفلسطينية ثلاثة مدنيين في إسرائيل.

وفي الحرب الوحشية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة، قتل عشرة فلسطينيين أمس في غارة إسرائيلية جديدة على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في رفح جنوب غزة، فدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذا العمل ووصفه بـ«العمل الإجرامي»، في حين أعلنت واشنطن أنها «رُوّعت» لهذا القصف.

وفي اليوم السابع والعشرين للعملية الاسرائيلية على قطاع غزة قتل 120 شخصاً على الأقل في القطاع الذي لا يزال يتعرض لأعنف قصف منذ الجمعة، بحسب مصدر طبي فلسطيني.

وهي المرة الثالثة في غضون عشرة أيام التي تقوم فيها إسرائيل بقصف مدرسة تابعة للاونروا تأوي مئات النازحين الفلسطينيين الذين فروا بسبب القصف الاسرائيلي المتواصل على القطاع.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إن عشرة فلسطينيين قتلوا في القصف الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأونروا فيها مئات النازحين في رفح.

وكتب المتحدث باسم الأونروا كريس غونيس في تغريدة على موقع تويتر «التقارير الاولية تفيد أن هناك عدداً من القتلى والجرحى في مدرسة للأونروا في رفح»، مشيراً الى أن المدرسة تؤوي نحو ثلاثة آلاف نازح.

وأشار مراسل وكالة فرانس برس الى مشاهد فوضى عمت المكان بينما كان رجال الانقاذ يجلون الجرحى ويخرج أشخاص وهم يحملون أولادهم وسط الدماء.

ومساء، أقر الجيش الإسرائيلي أنه قام بقصف هدف في محيط المدرسة مشيراً إلى انه استهدف ثلاثة ناشطين من حركة الجهاد الإسلامي.

وقال الجيش في بيان: «استهدف الجيش ثلاثة إرهابيين من الجهاد الإسلامي على متن دراجة نارية في محيط مدرسة تابعة للأونروا في رفح»، مضيفاً أن «الجيش الإسرائيلي ينظر في عواقب هذه الضربة».

وقالت الولايات المتحدة إنها «روّعت للقصف المشين لمدرسة تابعة للأونروا في رفح»، مضيفة «نشدّد من جديد على ضرورة أن تفعل إسرائيل أكثر لاحترام المعايير التي وضعتها هي، وتجنّب سقوط ضحايا أبرياء».

ودان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة القصف ووصفه بـ«العمل الإجرامي».

في حين قال بان كي مون في بيان تلاه المتحدث باسمه إن هذا القصف «الذي يشكل انتهاكاً فاضحاً جديداً للقانون الإنساني الدولي(...)، هو فضيحة من الناحية الأخلاقية وعمل إجرامي».

وتابع الأمين العام: «هذا الجنون يجب أن يتوقف» داعياً إسرائيل وحماس الى وقف القتال والتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار في القاهرة.

وقبل ذلك اتهمت حركة حماس الأحد الأمين العام بأنه شريك إسرائيل في «المجزرة».

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في بيان إن «استهداف مدرسة الوكالة في رفح هو جريمة حرب واستخفاف بالرأي العالمي، وبان كي مون شريك في المجزرة بسبب صمته على الجريمة وتباكيه على الجنود الإسرائيليين القتلة وتجاهله لدماء المدنيين الأبرياء».

وانتقدت الولايات المتحدة «القصف المشين» عند مدرسة للأمم المتحدة في غزة أمس، وحثّت إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لتجنّب الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في حربها ضد نشطاء حركة حماس. ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي أيضاً إلى تحقيق في الهجمات على مدارس للأمم المتحدة في قطاع غزة الكثيف السكان.

وقالت ساكي في بيان: «الولايات المتحدة هالها القصف المشين اليوم (أمس) خارج مدرسة للأونروا في رفح تؤوي نحو ثلاثة آلاف مشرد والذي قتل فيه بصورة مأساوية عشرة مدنيين فلسطينيين آخرين على الأقل».

وحثت ساكي إسرائيل مجدداً على الالتزام بمعاييرها هي ذاتها بخصوص تجنّب الخسائر البشرية بين المدنيين في الصراع المندلع منذ 27 يوماً في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وقالت ساكي إن منشآت الأمم المتحدة يجب الا تستخدم كقواعد لتنفيذ هجمات. وأضافت أن «الشك في أن متشددين يعملون على مقربة لا يبرر الضربات التي تعرض للخطر حياة الكثير من المدنيين».

وفي تطور آخر، اتفق وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حركة حماس أمس في القاهرة على مطالب مشتركة سيتم تقديمها للوسيط المصري من أجل الوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، أبرزها فك الحصار عن القطاع المحاصر منذ العام 2006، بحسب ما قال مسؤولون فلسطينيون.

وقال ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الفصائل الفلسطينية التي التقت في القاهرة اتفقت على مطالب موحدة أبرزها «وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وفك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر».

ومن المنتظر أن تمرر مصر المطالب الفلسطينية لإسرائيل التي امتنعت عن إرسال مفاوضين لها بعدما اتهمت حركة حماس بخرق هدنة لمدة 72 ساعة بعد وقت قليل من سريانها صباح الجمعة.

وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر أمس مقتل جندي فقد الجمعة فيما كان يشارك في القتال في قطاع غزة لترتفع بذلك خسائر الجيش الإسرائيلي إلى 64 جندياً منذ بدء هجومه على القطاع.

واتهمت حركة حماس في بيان «الاحتلال بخداع العالم حين ادعى خطف جندي ثم اعترف حقاً أنه قتل في اشتباك واستغل ذلك لخرق التهدئة وارتكاب مجزرة رفح».

إلى ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي أمس سحب بعض قواته البرية من قطاع غزة وإعادة نشر قوات أخرى بينما أكد متحدث لوكالة فرانس برس أمس أن العملية العسكرية ما زالت جارية.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي بيتر ليرنر: «نحن نسحب بعض (القوات) ونعيد نشر أخرى في قطاع غزة ونتخذ مواقع أخرى»، مؤكداً أن «العملية مستمرة». وأضاف: «نحن نعيد الانتشار في قطاع غزة ونتخذ مواقع أخرى مختلفة ونغير مهمة بعض القوات لكي لا تكون بالنسبة لهم نفس العملية البرية».

وتابع: «لكن بالتأكيد سنواصل عمليتنا ولدينا قوة رد فعل سريع على الأرض يمكن أن تخوض معركة مع حماس إذا تطلّب الأمر ذلك».

وأطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس صواريخ على تل أبيب وبئر السبع وبلدات إسرائيلية أخرى «رداً على المجازر الصهيونية البشعة التي يرتكبها العدو ضد شعبنا وآخرها القصف الهمجي لمدرسة تابعة للأمم المتحدة»، بحسب بيان صادر عن القسام قال إن «استمرار العدو في هذه السياسة القذرة سيجعل كل المدن الصهيونية في دائرة استهدافنا، فليست هناك حياة أغلى من حياة أبناء شعبنا».
 
ورقة فلسطينية للتهدئة تُبحث في القاهرة
القاهرة - «الحياة»
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن المبادرة المصرية لا تزال تشكل فرصة حقيقية لاحتواء الأزمة التي يعاني منها قطاع غزة، مضيفاً أن مصر ستظل تعمل على إنهاء القتال وعقد مفاوضات لاحتواء هذه الأزمة. وأشار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني وانج إي تشي إلى أن أزمة غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني استحوذت على حيز كبير من مشاوراته مع نظيره الصيني، مضيفاً أن هناك توافقاً في رفض ما يتعرض إليه المدنيون الفلسطينيون.
من جانبه، أكد الوزير الصيني الذي التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أن «الاستخدام المفرط للقوة أمر غير مقبول، ونشعر بالأسف الشديد لخرق الهدنة». وأضاف: «ندعم جهود الوساطة بكل إخلاص لتحقيق السلام وسرعة وقف النار واستئناف المفاوضات لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ويجب على الجانبين الوقف الفوري والشامل للنار، بما في ذلك الصواريخ والقصف الجوي، حرصاً على السلام في المنطقة، ولما تسفر عنه من سقوط مدنيين أبرياء».
ودعا إسرائيل إلى الابتعاد عن القوة ووقف الأعمال الأحادية الجانب وإيجاد آليه لضمان ذلك ورفع الحصار عن قطاع غزة، وقال: «ندعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، ويجب التمسك بمفاوضات السلام كخيار استراتيجي لا بديل عنه».
وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» إن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع الحكومة الإسرائيلية للسماح لأعضاء وفد «حماس» في غزة بالخروج، مضيفة: «الوفد الموجود في القاهرة بدأ اجتماعات مع المسؤولين المصريين. لا يهمنا عدم وصول الوفد الإسرائيلي لأننا لن نلتقيه مباشرة، وما سنصل إليه سيعرض على إسرائيل من دون لقاءات مباشرة». وأوضح أن «الاجتماعات تركز على مراجعة ورقة أعدت بالتشاور مع جميع الأطراف وأعضاء الوفد بشكل مسبق، والتأكيد على التزام العناصر المحددة في هذه الورقة». ولفت إلى أن الورقة تحتوي على نقاط أساسية هي «تثبيت وقف النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل إلى المواقع التي كانت فيها قبل بدء العدوان، وإعادة العمل بتفاهمات عام 2012، وفك الحصار عن قطاع غزة بتجلياته المختلفة، في ما يتعلق بالمعابر وحقوق الصيد البحري وغير ذلك من القضايا، بما في ذلك المنطقة العازلة التي أقيمت في حدود القطاع وضرورة إزالتها، وإطلاق الأسرى باعتبار ذلك عنصراً لا بد منه من أجل وقف نار دائم، خصوصاً الأسرى المحررين بموجب صفقة الوفاء للأحرار، وكذلك نواب المجلس التشريعي، والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى الذين تنصلت حكومة نتانياهو من التزام الإفراج عنهم، إلى جانب ذلك الضمانات العربية والإقليمية المطلوبة من أجل عدم تكرار العدوان والتزام إسرائيل ما يتفق عليه».
من جانبه، قال مسؤول مصري إن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع إسرائيل للسماح لعضوي الوفد الفلسطيني عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية والقيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش، بالتوجه إلى القاهرة وتأمين تحركهما من غزة لعدم استهدافهما من الطائرات الإسرائيلية. ولفت إلى أن نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز «سيواكب» المفاوضات في القاهرة. وتوقع أن يضم الوفد الإسرائيلي رئيس الأمن الداخلي (شاباك) يورام كوهين رئيسا، ورئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد، والمحامي اسحق مولخو مبعوثاً خاصاً لرئيس الوزراء.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,146,442

عدد الزوار: 7,622,366

المتواجدون الآن: 0