جردة حسابات إسرائيلية لخسائر الحرب ومكاسبها...مصر تطلب عودة فورية لوقف النار: «نقاط محدودة للغاية» لم تُحسم في المفاوضات

«حماس» تتحدث عن أسر جنود وتمهد لمبادلتهم بأسرى...غزة: تجدد الاشتباكات بعد انهيار التهدئة ... وتحميل إسرائيل المسؤولية...واشنطن تأمل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار في «الساعات المقبلة»

تاريخ الإضافة الأحد 10 آب 2014 - 7:15 ص    عدد الزيارات 2204    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«حماس» تتحدث عن أسر جنود وتمهد لمبادلتهم بأسرى
غزة - فتحي صباح { عمان - تامر الصمادي { نيويورك، القاهرة - «الحياة»
أعلنت حركة «حماس» أمس أن المقاومة أسرت خلال العدوان على قطاع غزة أكثر من جندي إسرائيلي تنوي مبادلتهم بأسرى فلسطينيين وأردنيين، مشيرة إلى أن المعركة المقبلة سيكون عنوانها «صفقة الأحرار 2». يأتي هذا الإعلان بعد ساعات قليلة على انهيار التهدئة الموقتة التي دامت 72 ساعة، واستئناف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، التي ردت بقصف قطاع غزة مخلّفة 5 شهداء، وما رافق ذلك من تنديد دولي وتبادل للاتهامات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وعلى رغم ذلك، أكدت المقاومة أنها ستواصل مفاوضات وقف النار في القاهرة، التي أكدت أن «نقاطاً محدودة للغاية بقيت بلا حسم». وقال القيادي في الحركة مشير المصري عبر الأقمار الاصطناعية خلال تظاهرة حاشدة دعت إليها جماعة «الإخوان المسلمين» في عمان، إن «المعركة المقبلة مع العدو الصهيوني هي معركة وفاء الأحرار2 ... في هذه المعركة سيأتي العدو صاغراً لإطلاق جنوده الأسرى لدينا الآن». ولم يذكر عدد الجنود الأسرى الذين باتوا في عهدة المقاومة، لكنه تعهد أن تشمل أي صفقةٍ الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية، قائلاً إن «إخواننا الأردنيين المعتقلين لدى العدو سيكونون على رأس قائمة الوفاء للأحرار٢».
وكان آلاف الإسلاميين نظموا في عمان أمس أضخم تظاهرة مؤيدة لغزة منذ بدء العدوان. وتدفق نحو 20 ألف محتج على الأقل من شتى أنحاء الأردن إلى الشارع الرئيس القريب من مقرات رسمية شرق العاصمة بعد صلاة العصر، ورددوا هتافات تؤيد «حماس» وتهاجم أنظمة عربية.
وعلى صعيد مفاوضات التهدئة في القاهرة، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان أنه «أمكن التوصل إلى اتفاق على الغالبية العظمى من المواضيع ذات الاهتمام للشعب الفلسطيني، وظلت نقاط محدودة للغاية من دون حسم، الأمر الذي كان يفرض قبول تجديد وقف النار كي تتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق عليها».
ودعت الأطراف كافة إلى العودة الفورية إلى التزام وقف النار، واستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات على «النقاط المحدودة للغاية التي ما تزال معلقة في أسرع وقت ممكن».
وكان الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري أعلن أن الفصائل لم توافق على تمديد الهدنة، لكن المفاوضات في القاهرة ستستمر. واتهم إسرائيل بالمماطلة وهدر الوقت، مؤكداً عدم وجود استجابة إسرائيلية لأي مطلب فلسطيني، علماً بأن الفلسطينيين يطالبون بموافقة إسرائيلية مبدئية على رفع الحصار وإطلاق أسرى وإنشاء ميناء.
وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل و «حماس» إلى «إيجاد الطريق سريعاً للعودة إلى احترام وقف النار الإنساني ومواصلة المفاوضات في القاهرة للتوصل الى وقف دائم للنار».
وأعرب عن «الخيبة العميقة لعدم تمكن الأطراف من الاتفاق على تمديد الهدنة الحالية»، ودان «تجدد إطلاق الصواريخ على إسرائيل»، مشدداً على «عدم التسامح مع المزيد من المعاناة ومقتل المزيد من المدنيين العالقين في هذا النزاع».
ميدانياً، سقطت قذيفة هاون من غزة على جنوب إسرائيل وأصابت شخصين، في وقت نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية إنه تم إطلاق أكثر من 40 صاروخاً من القطاع. في المقابل، أعلن جيش الاحتلال شن غارات على «مواقع للإرهاب». وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد خمسة فلسطينيين في القصف، بينهم طفل، ما رفع عدد الشهداء إلى 1898، والجرحى إلى 9816.
 
جردة حسابات إسرائيلية لخسائر الحرب ومكاسبها
الحياة...الناصرة – أسعد تلحمي
في الوقت الذي استأنف الطيران الحربي الإسرائيلي والمدفعية الثقيلة القصف على قطاع غزة بداعي أن الفلسطينيين هم من شرعوا بقصف بلدات جنوب إسرائيل مع انتهاء هدنة وقف النار لـ 72 ساعة، شرعت وسائل الإعلام العبرية في «جرد حسابات الربح والخسارة» من عملية «الجرف الصامد» ومحاسبة المستويين السياسي والأمني على «التقصيرات المختلفة» التي كشفتها الحرب.
وأوقفت اسرائيل المفاوضات غير المباشرة مع حركة «حماس» في القاهرة صباح أمس من دون تمديدها. ونقلت الإذاعة العامة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن «اسرائيل لن تجري اتصالات تحت النار»، وأن المفاوضات ستبقى متجمدة طالما واصلت «حماس» قصف إسرائيل، مضيفاً أن إسرائيل أبدت استعداداً لتمديد التهدئة لثلاثة أيام أخرى قبل ان تنتهك «حماس» وقف النار، وأنها ابلغت مصر بذلك.
ورأى مسؤول أمني كبير أن «استئناف حماس قصفها البلدات الإسرائيلية» يؤكد أن العملية العسكرية التي خاضتها إسرائيل لم تحقق الردع في وجه الحركة، فيما قال زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، الوزير نفتالي بينيت إن إسرائيل تقف الآن أمام «امتحان لقدراتها الردعية في السنوات المقبلة»، ما يستوجب منها «رداً عسكرياً قاسياً على استئناف الفلسطينيين قصف جنوب إسرائيل». وأضاف: «لا يجوز أن يكون قصف مدنيين إسرائيليين وسيلة ضغط على إسرائيل». وزاد أنه يريد تذكير الإسرائيليين بأن عملية «الجرف الصامد» لم تنته «و»حماس» لم تُدحر بعد، وعلى سكان إسرائيل أن يكونوا أقوياء ومتأهبين لمواصلة المعركة».
وقال زميله وزير الإسكان أريه أريئل إنه «لا يمكن لدولة إسرائيل أن تقبل بأن تحدد لها منظمة إرهابية قواعد اللعبة بحسب أهوائها»، وأضاف: «ينبغي تغيير هذا الواقع فوراً، وسيكون ذلك ممكناً من خلال تحديد هدف واضح لقوات الأمن بتقويض «حماس» مرة واحدة وللأبد».
ودعا رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية زئيف ألكين إلى «عدم الخضوع للابتزاز وإفهام «حماس» أنه في حال واصلت القصف، فإن إسرائيل سترد بكل قوة وبعنف». واضاف ان «اللغة الوحيدة التي تفهمها «حماس» هي لغة الجيش الإسرائيلي... والمبتزون والإرهابيون لا يفقهون سوى لغة القوة، وحان الوقت لنبيّن هذه الحقيقة البسيطة». وتابع أن «رفع الحصار عن القطاع سيتيح لـ «حماس» التزود صواريخ أكثر فتكاً وحفر أنفاق أكثر».
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون أصدرا في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس تعليماتهما للجيش بالرد بكل قوة على أي خرق لوقف النار تقوم به «حماس».
ومع انتهاء التهدئة، أصدرت الجبهة الداخلية في الجيش تعليمات جديدة تمنع تجمعات لأكثر من 500 شخص في مدى 40 كيلومتراً من الحدود مع القطاع، سواء في منطقة مفتوحة أو مغلقة، على أن تقام نشاطات وفعاليات تربوية أو تعليمية لمجموعة أقل عدداً بشرط أن تتوافر منطقة آمنة محمية سهل الوصول لها مع سماعه صفارات إنذار.
وأبدى رؤساء بلدات الجنوب عدم ارتياحهم لوقف الحرب على القطاع، وأعلن رئيس بلدية عسقلان أن سكان المدينة لم يعودوا لحياتهم الطبيعية نتيجة استئناف القصف. وقال: «لا يعقل أن تقوم منظمة إرهابية بوضع إنذار لدولة سيادية لها جيش من الأقوى في العالم، وكل هذا لأننا لم نكمل العمل... ممنوع التحدث إلى إرهابيين، ويجب القضاء على المنظمات الإرهابية». وأضاف: «عندنا على الأقل لم يكن وقف للنار أبداً، وعليه لن نعود إلى الحياة الطبيعية».
غزة «عدوة» لتفادي التعويضات
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تدرس إمكان الإعلان، بأثر تراجعي (من يوم بدء الحرب على القطاع في السابع من الشهر الماضي)، عن قطاع غزة «منطقة عدو» لتتفادى بذلك تعويض ضحايا العدوان الإسرائيلي في الأرواح والممتلكات. وأضافت أن وزير الدفاع سيطرح الموضوع على جدول أعمال الحكومة في جلستها الأسبوعية غداً.
إلى ذلك، تناولت عشرات التحقيقات والمقالات في صحف نهاية الأسبوع «نتائج الحرب» على القطاع، وانعكاساتها على الحلبة الداخلية. وتوقع مراقبون أن تسيطر هذه «النتائج» على السجال العام في الأشهر القريبة المقبلة، متوقعين كشف كواليس كثيرة، سواء من جانب الجيش أو المستوى السياسي، ليحمي كل واحد ظهره من احتمال تشكيل لجنة تحقيق رسمية برئاسة قاض متقاعد.
جيش مترهل
وكشف كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» أمس أن القرار الذي اتخذته الحكومة الأمنية المصغرة الثلثاء الماضي بوقف الحرب لثلاثة أيام، جاء بفعل عرض مصور قدمه الجيش الإسرائيلي لوزراء الحكومة «ابتغى كما يبدو إرغامهم على تبني موقف الجيش المؤيد للتهدئة». واتهم وزراء بارزون الجيش بتعمد تخويف الوزراء الذين أيدوا توسيع الحرب البرية، وبتهويل الجمهور الإسرائيلي من تبعات احتلال قطاع غزة، «إذ سيتواصل القتال لسنوات ويتكبد الجيش مئات القتلى، ويدفع آلاف الغزيين بحياتهم».
ويوجه وزراء اللوم لقيادة الجيش بأنها لم تطرح على الحكومة بدائل عسكرية جديدة، باستثناء إعادة احتلال القطاع. وقال أحد الوزراء: «الجيش بدا في هذه المعركة مترهلاً ... كل ما قام به كان متوقعاً ... لكنه لجأ إلى استخدام القوة المفرطة بشكل غير تناسبي».
من جهته، كتب المراسل العسكري في الصحيفة يوسي يهوشواع أن «(فشل) الجيش نجم عن عقيدة أمنية مغلوطة انتهجتها قيادة المؤسسة الأمنية في السنوات الأخيرة التي اختارت أن يكون التهديد النووي الايراني في رأس سلم أولوياتها، فكرست الموازنات الهائلة لسلاح الطيران على حساب سلاح المشاة، ما حال دون تزود الجيش مدرعات عصرية مضادة للصواريخ، وإهمال التدريبات للقوات البرية النظامية والاحتياطية، وعلية دفعت الفرق المختلفة للمشاة ثمناً باهظاً في الحرب».
مصير نتانياهو بيد «حماس»
وتناول المعلق في الشؤون الحزبية في صحيفة «هآرتس» يوسي فرطر انعكاسات الحرب على مصير نتانياهو، وكتب أنه رغم أن الأخير خرج من الحرب «برِضا أكثر من ثلثي الإسرائيليين» من إدائه، إلا أنه «فقد هيبته أمام وزراء في حكومته ونواب حزبه في «ليكود». وأشار إلى أنه خلافاً للماضي، «فقدَ نتانياهو احترام الوزراء له، ولم يعد أحد يهابه»، لكن مع ذلك، قد يستفيد من العطلة الصيفية لثلاثة اشهر التي خرجت إليها الكنيست ومن عدم تنظيم تظاهرات احتجاجية كما حصل لسلفه ايهود اولمرت بعد الحرب على لبنان عام 2006. وأردف أن نتانياهو لن ينام الليل مطمئناً خوفاً من إرغامه على تشكيل لجنة تحقيق رسمية برئاسة قاض «قد تقطع رأسه ورأس وزير الدفاع». ورأى أن «حالياً على الأقل، لا خطر فورياً على نتانياهو، لكن «حماس» و «الجهاد الإسلامي» هما اللتان ستقرران مصيره السياسي في الأشهر القريبة... ليس لطيفاً أن يكون تحت رحمة اولئك الظرفاء، لكن هذا ما تحمل في طياتها الغابة التي نعيش فيها».
 
مصر تطلب عودة فورية لوقف النار: «نقاط محدودة للغاية» لم تُحسم في المفاوضات
القاهرة - «الحياة»
عبرت وزارة الخارجية المصرية عن أسفها البالغ إزاء عدم التزام مد وقف إطلاق النار، وبدء الأعمال العسكرية مجدداً في قطاع غزة، ما يعرض الشعب الفلسطيني إلى أخطار جمة.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان أنه منذ التوصل إلى وقف النار، قامت مصر بجهود مستمرّة ومتواصلة على مدى الأيام الماضية لتقريب وجهات النظر ولرعاية المفاوضات غير المباشرة، وصولاً إلى تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، ولتوفير الحماية له من أخطار استئناف الأعمال العسكرية.
وقالت: «أمكن التوصل في هذا الإطار إلى اتفاق على الغالبية العظمى من المواضيع ذات الاهتمام للشعب الفلسطيني، وظلت نقاط محدودة للغاية من دون حسم، الأمر الذي كان يفرض قبول تجديد وقف النار كي تتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق عليها».
وأضافت: «في ضوء استئناف العمليات العسكرية، تجدد وزارة الخارجية مطالبتها بضرورة ضبط النفس والامتناع عن التصعيد العسكري وعدم استهداف المدنيين، وتؤكد حرصها البالغ على توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل ووقف إراقة دماء الأبرياء». كما طالبت الأطراف كافة بالارتقاء إلى مستوى مسؤوليتهم، والتزام قواعد القانون الدولي الإنساني، ومراعاة مصالح الشعب الفلسطيني، ومن ثم العودة الفورية إلى التزام وقف النار واستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات على «النقاط المحدودة للغاية التي لا تزال معلقة في أسرع وقت ممكن» تجنباً لاستمرار سقوط الضحايا وللحيلولة دون مضاعفة الخسائر التي يتكبدها الشعب الفلسطيني الشقيق.
في غضون ذلك، قال مسؤول في حركة «حماس» إن الحركة لم توافق على اقتراح تمديد الهدنة ٧٢ ساعة إضافية بسبب «التعنت الإسرائيلي وعدم الموافقة على كثير من المطالب الفلسطينية، وأهمها فك الحصار والإفراج عن الأسرى وغيرها». وأردف لـ «الحياة» بعد اجتماع الوفد الفلسطيني مع رئيس الاستخبارات المصرية اللواء فريد تهامي مساء أول من أمس: «إسرائيل تماطل خلال المفاوضات غير المباشرة التي دارت خلال الأيام الثلاثة الماضية، ولم تعطِ موافقة على معظم المطالب الفلسطينية، لذلك قررنا رفض اقتراح تمديد الهدنة ٧٢ ساعة إضافية». وأوضح أن حركة «الجهاد الإسلامي اتخذت الموقف نفسه برفض تمديد الهدنة».
 
غزة: تجدد الاشتباكات بعد انهيار التهدئة ... وتحميل إسرائيل المسؤولية
الحياة...غزة - فتحي صبّاح
مع انتهاء التهدئة في الثامنة من صباح أمس، أطلقت فصائل فلسطينية عدداً من الصواريخ في اتجاه مستوطنات محاذية لقطاع غزة، فيما قصفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية منازل المدنيين والأراضي الزراعية.
وسرعان ما توترت الأوضاع، وفر عشرات آلاف «الغزيين» من المناطق الحدودية ممن عادوا إلى منازلهم أو نصبوا خياماً أمام منازلهم المدمرة خلال ثلاثة أيام من تهدئة إنسانية كانوا يأملون تمديدها من دون جدوى.
واعلن الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري أمس في بيان مقتضب جداً أن «الفصائل لم توافق على تمديد التهدئة، لكنهم «مستمرون في المفاوضات» غير المباشرة مع إسرائيل في القاهرة، والتي لم تفضِ الى أي اتفاق حتى الآن. واتهم إسرائيل بالمماطلة وهدر الوقت، مؤكداً عدم وجود استجابة إسرائيلية لأي مطلب فلسطيني، ما حال دون تمديد الهدنة.
شهيدان
فبعد انتهاء التهدئة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية الأميركية الصنع سلسلة غارات على منازل عدة ومسجد وأراض زراعية. وسقط الشهيد الأول بعد التهدئة الطفل إبراهيم زهير الدواوسة (10 أعوام) نتيجة قصف مسجد النور المحمدي في حي الشيخ رضوان شمال القطاع، فيما أصيب نحو 20 فلسطينياً بجروح متفاوتة في مناطق متفرقة، ما رفع عدد الشهداء إلى 1894، والجرحى إلى 9816، كما سقط لاحقاً شهيد بقصف قرب مسجد الصابرين بمنطقة مصبح شمال رفح.
وحمّلت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، إسرائيل المسؤولية عن استئناف إطلاق الصواريخ بعد انتهاء مدة التهدئة. وقالت في بيان أمس إن «الاحتلال أنهى التهدئة الموقتة برفضه مطالب المقاومة الفلسطينية، وهو يتحمل مسؤولية ذلك». وشددت على أن «الاحتلال لن يأخذ منها بالسياسة ما عجز عنه في الميدان».
وأطلقت «السرايا»، وألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، عدداً من الصواريخ على بلدات عدة، وصل أبعدها الى مدينة بئر السبع (42 كيلومتراً) شرق القطاع، ما أسفر عن إصابة أربعة إسرائيليين، من بينهم جندي بجروح خطيرة.
ولم تعلن «حماس» إطلاق الصواريخ، أو المشاركة في إطلاقها. وكانت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» أعلنت ليل الخميس- الجمعة أنها «لن تقبل أن تنتهي المعركة الحالية مع الكيان الإسرائيلي من دون وقف حقيقي للعدوان بكل أشكاله، وإنهاء حقيقي للحصار، والتعبير الأوضح عن ذلك هو إنشاء ميناء لغزة».
«أبو عبيدة» يهدد بالاستنزاف
واعتبر الناطق باسمها «أبو عبيدة» في كلمة تلفزيونية مسجلة قبل ساعات من انتهاء التهدئة، أن «كل ما سوى ذلك (إنهاء الحصار وإنشاء الميناء) خداع والتفاف على تضحيات ودماء شعبنا». وقال: «جاهزون للانطلاق في المعركة من جديد، وسنضع الاحتلال أمام خيارات كلها صعب، فإما ندخله في حرب استنزاف طويلة نشل فيها الحياة في مدنه الكبرى، ونعطل الحركة في مطار بن غوريون على مدار أشهر طويلة ونكبده دماراً كبيراً في اقتصاده، أو أن نستدرج الاحتلال إلى الحرب البرية الواسعة وسنجعلها نهاية جيشه المهزوم ونلحق به آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى ومئات الأسرى، وسنجعل من أسطول دبابات الميركافاه أضحوكة الكون». وشدد على أن «مقاومتنا ومن ورائها شعبنا جاهزة لدفع الثمن وكسر جيش المحتلين والبدء في مرحلة حرب التحرير».
ودعا الوفد الفلسطيني المفاوض الى عدم تمديد وقف النار «إلا بعد الموافقة المبدئية على مطالب شعبنا، وعلى رأسها الميناء، وإذا حصلت الموافقة فيمكن التمديد للتفاوض على التفاصيل، وإذا لم تتم الموافقة، فإننا نطالب الوفد بالانسحاب من المفاوضات وإنهاء هذه الألعوبة».
40 صاروخاً أمس
ونسبت صحيفة «هآرتس» العبرية إلى مصادر إسرائيلية قولها إنه تم إطلاق أكثر من 40 صاروخاً من القطاع غزة باتجاه مواقع إسرائيلية عقب انتهاء فترة التهدئة الموقتة التي دعت إليها مصر واستمرت ثلاثة أيام. وأضافت أن عدد الجنود الإسرائيليين القتلى منذ بداية العدوان الإسرائيلي بلغ 64 جندياً، وأربعة مستوطنين، فيما شن الطيران الحربي الإسرائيلي 4762 غارة جوية على القطاع، مشيرة إلى أن عدد الجنود القتلى خلال عدوان «الرصاص المصبوب» نهاية عام 2008 بلغ عشرة جنود وثلاثة مستوطنين. وكان الجيش الإسرائيلي استدعى 82 ألف جندي من قوات الاحتياط لشن العدوان الحالي على القطاع، فيما تم تسريح نحو 30 ألفاً منهم منذ إعلان التهدئة الثلثاء الماضي.
 
واشنطن تأمل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار في «الساعات المقبلة» و«حماس» تتمسك بشروطها وإسرائيل تجدّد عدوانها
المستقبل..
تجدّدت أمس الحرب الاسرائيلية الوحشية ضد طفولة غزة حاصدة المزيد من الشهداء في مجزرة مستمرة استكملت شهرها الأول، باستثناء هدنة مؤقتة بوساطة مصرية لـ72 ساعة، قبل أن تعاود صواريخ جيش الاحتلال حصد أرواح المدنيين في القطاع المدمّر، مع أمل أميركي في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الساعات المقبلة، وتمسك حركة حماس بشروطها.

وهكذا عادت لغة السلاح الى قطاع غزة أمس، وسقط خمسة قتلى فلسطينيين بينهم طفل في العاشرة، فيما تواصلت الاتصالات في القاهرة سعيا الى اتفاق يوقف مسلسل العنف في القطاع.

كما سقط مساء قتيل في الضفة الغربية في مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الاسرائيلي بحسب مصدر طبي.

وبعد تهدئة استمرت ثلاثة ايام عاد قطاع غزة الى مسلسل القصف الصاروخي الفلسطيني والقصف الجوي والمدفعي الاسرائيلي، ليتزامن هذا التصعيد الجديد مع ذكرى مرور شهر على بدء العملية العسكرية الاسرائيلية ضد القطاع.

وافاد الجيش الاسرائيلي ان المقاتلين الفلسطينيين اطلقوا أمس نحو 35 صاروخا على الاقل على اسرائيل، موضحا ان نظام القبة الحديدية اعترض بعضها في حين سقط العدد الاكبر منها في مناطق خالية، الا ان احدها ادى الى اصابة شخصين احدهما عسكري بجروح طفيفة.

واوضح مسؤول عسكري اسرائيلي ان الحكومة امرت الجيش بـ«الرد بشكل حازم على خرق حماس لوقف اطلاق النار».

واعلن الجيش انه شن 35 غارة جوية ادت احداها الى مقتل طفل في العاشرة واصابة ستة اخرين في شمال مدينة غزة بحسب ما افاد اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة. وفي بلدة القرارة جنوب قطاع غزة قرب خان يونس قتل ثلاثة اشخاص في غارة، واصيب ستة اخرون فيما قتل شاب قرب رفح.

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس عن «خيبة امل عميقة» ازاء انتهاء التهدئة في غزة و»دان اطلاق الصواريخ الجديد على اسرائيل».

واعربت الولايات المتحدة الجمعة عن املها في التوصل الى اتفاق جديد لوقف اطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين، لكن المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف اكدت ان حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن انهاء وقف اطلاق النار، واضافت «اسرائيل كانت مستعدة لتمديد وقف اطلاق النار لكن حماس رفضت وعاودت اطلاق الصواريخ على اسرائيل ولا تزال ترفع سقف مطالبها».

وقالت هارف «نأمل في ان يتفق الاطراف على تمديد وقف اطلاق النار في الساعات المقبلة».

واوضحت هارف ان موفد الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط فرانك لونستاين موجود في القاهرة حيث لا يزال استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين غير مؤكد.

واعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال العديد الكبير للقتلى المدنيين الفلسطينيين، وقال البيت الأبيض إنه قلق للغاية تجاه التطورات في غزة أمس، ودعا الطرفين للموافقة على وقف جديد لإطلاق النار.

واكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال مباحثات هاتفية مع الرئيس الاميركي باراك اوباما ان «التصعيد الخطير» في غزة يجب ان يدفع لتكثيف الجهود لتهيئة الظروف لاعادة زخم عملية السلام.

وكانت فترة التهدئة التي استمرت ثلاثة ايام انتهت في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي من دون ان يتمكن الطرفان من الاتفاق على صيغة تمديدها خلال مفاوضات غير مباشرة في القاهرة.

ويبقى العنف المسجل أمس اقل حدة من ايام التوتر السابقة التي كانت تشهد يوميا مقتل عشرات الفلسطينيين.

وقلت مصر، أمس، إن المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى هدنة دائمة بين الطرفين في قطاع غزة توصلت إلى اتفاق حول معظم النقاط التي كانت تحتاج إلى حل.

وقالت في بيان «أمكن التوصل في هذا الإطار إلى اتفاق حول الغالبية العظمى من الموضوعات ذات الاهتمام للشعب الفلسطيني وظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم الأمر الذى كان يفرض قبول تجديد وقف إطلاق النار كي يتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق حولها«.

وعبر البيان عن الأسف البالغ لاستئناف العمليات العسكرية مطالبا بوقفها لإتاحة الفرصة لاستئناف المفاوضات.

ولكن نفى رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عزام الأحمد حدوث أي تقدم في مباحثات التهدئة مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة، وحمل إسرائيل «مسؤولية إضاعة الوقت والتسويف والمماطلة» وإزهاق مزيد من الأرواح.

وقال الأحمد إن الجانب الفلسطيني لم يسمع أي رد إسرائيلي حول المطالب الفلسطينية التي اعتبرها حقوقاً «سرقتها إسرائيل بالتدريج»، مشيراً إلى أن الفلسطينيين لم يتقدموا بأي طلب جديد.

وأضاف الأحمد «إذا كانت إسرائيل صادقة فلتعد لنا هذه الحقوق حتى يتم توفير مناخ سياسي يوفر أرضية لعملية سياسية ذات مغزى تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإحلال السلام في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة«.

وكان الوفد الفلسطيني أعلن في وقت سابق أن محادثات القاهرة ستتواصل رغم انتهاء الهدنة، وإنه سيجتمع مع الوسطاء المصريين في وقت لاحق.

وكان الجيش الاسرائيلي سحب جنوده من قطاع غزة صباح الثلاثاء بعد ان اعلن تدمير الانفاق التابعة لحماس واكد انه سيقصر نشاطه العسكري بعد ذلك على عمليات القصف.

وبعد نصف ساعة على انتهاء التهدئة صباح أمس سارع مئات الفلسطينيين الى مغادرة بيت حانون خوفا من عودة القصف الاسرائيلي.

على الجانب الاسرائيلي اعيد العمل بالتدابير الخاصة التي كانت رفعت بعد التوصل الى تهدئة الثلاثة ايام.

وهكذا اعيد منع التجمعات في اسرائيل التي يتجاوز عدد المشاركين فيها 500 شخص في المدن الواقعة على بعد اقل من 40 كيلومترا من قطاع غزة، كما اقفلت حدائق الاطفال في هذه المناطق غير المزودة بملاجئ.

وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر لرنر ان استئناف القصف الاسرائيلي على اسرائيل «لا يمكن السكوت عنه» مضيفا «سنواصل ضرب حماس وبناها التحتية ومقاتليها حتى اقرار امن دولة اسرائيل».

ويحمل كل من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الطرف الاخر مسؤولية فشل مفاوضات القاهرة.

واتهم سامي ابو زهري الناطق باسم حماس في تصريح «الاحتلال بالمماطلة واهدار الوقت» معتبرا انه «لا توجد استجابة اسرائيلية لاي مطلب فلسطيني مما حال دون تمديد التهدئة، والاحتلال يتحمل المسؤولية عن كل التداعيات».

من جهته قال مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل ابلغت الوسيط المصري «استعدادها لتمديد التهدئة 72 ساعة قبل ان تقوم حماس بخرقها».

وتعتبر حماس رفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع مطلبها الاساسي، في حين ترى اسرائيل ان فتح القطاع قد يسهل ادخال السلاح الى هذه المنطقة.

وقال مسؤول اسرائيلي ان بلاده «لن تفاوض تحت القنابل».

وارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا أمس من جراء تجدد الغارات الجوية على قطاع غزة إلى خمسة شهداء وأصيب أكثر من 30 اخرين بجراح، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ بداية العدوان الاسرائيلي المستمر لليوم الثالث والثلاثين إلى 1898 شهيدًا ونحو عشرة آلاف جريحا.

وأعلن أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة ، أن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا في غارة إسرائيلية على القرارة جنوب القطاع وأصيب ستة آخرون، ليرتفع عدد شهداء اليوم إلى 5 .

وفي الضفة الغربية قتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي مساء، وفق ما افاد مصدر طبي فلسطيني.

وقال المصدر ان الفتى محمد احمد القطري ( 19 عاما) من مخيم الامعري، قتل برصاص الجيش الاسرائيلي في مدينة البيرة في الضفة الغربية قرب مستوطنة بسجوت الاسرائيلية المجاورة.

كما اندلعت مواجهات بين مئات الشبان الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين في الخليل من دون الابلاغ عن اصابات. (ا ف ب، رويترز، سكاي نيوز، قنا، «المستقبل»)
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,902,901

عدد الزوار: 7,650,109

المتواجدون الآن: 0