وفد شيعي في طهران بعد رفعها «البطاقة الحمراء» بوجه المالكي والسيستاني يرفض تشبّث البعض بالسلطة

سد الموصل «سلاح دمار شامل» في يد «داعش»....واشنطن مستعدة لنشر قوة عسكرية في العراق فور تشكيل حكومة لا تقصي أحداً.... حرب أميركية جوية ضد «داعش»

تاريخ الإضافة الأحد 10 آب 2014 - 7:20 ص    عدد الزيارات 2142    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

واشنطن مستعدة لنشر قوة عسكرية في العراق فور تشكيل حكومة لا تقصي أحداً.... حرب أميركية جوية ضد «داعش»
المستقبل....بغداد ـ علي البغدادي ووكالات
تنفس القادة العراقيون ومنهم الأكراد على وجه الخصوص الصعداء بعدما تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً وقصفت مراكز لتنظيم «داعش» الذي بات يشكل خطراً «وجودياً» عليهم حسب تعبير مسؤول كردي كبير، وبات مقاتلوه يهددون اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بعد تأكيد استيلائهم على سد الموصل الاستراتيجي شمال البلاد.

ويجسد تدخل الولايات المتحدة التي عرضت نشر قوة عسكرية في العراق في حال «تشكيل حكومة لا تقصي أحداً»، حالة من خيبة الأمل من قدرات القوات العراقية الحكومية وقوات البيشمركة الكردية التي عجزت عن صد تقدم قوات «داعش» في أكثر من محور أو جبهة، على الرغم من المحاولات التي بُذلت لصد هجمات المسلحين الذين استطاعوا الاحتفاظ بمدن مهمة وتهديد مدن أخرى من بينها العاصمة العراقية التي تنتظر بحسب زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر هجوماً اكتملت استعدادته من قبل التنظيم المتشدد.

فبعد ساعات من قرار للرئيس الأميركي باراك أوباما أجاز فيه شن هجمات جوية محدودة على «داعش»، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس تنفيذ ضربة جوية ضد مراكز مدفعية تابعة للتنظيم شمال العراق.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي في بيان صحافي إن «طائرتين عسكريتين أميركيتين شنتا غارة جوية أمس على مواقع مدفعية يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية في الهجوم على القوات الكردية التي تدافع عن مدينة أربيل قرب موقع تمركز عسكريين أميركيين«.

وأضاف كيربي أن «طائرتين إف/ايه-18 اسقطتا قنابل موجهة بالليزر زنة الواحدة 500 رطل على قطعة مدفعية متنقلة قرب أربيل»، مشيراً الى أن «مسلحي الدولة الإسلامية يستخدمون المدفعية في قصف القوات الكردية التي تتولى الدفاع عن أربيل حيث يتمركز عسكريون أميركيون»، موضحاً أن «قائد القيادة المركزية اتخذ قرار الضربة الجوية بموجب تصريح من قائد الأركان«.

وقال البنتاغون إن الضربتين تشملان غارة بطائرة بدون طيار على موقع لإطلاق المورتر وضربات بطائرات مقاتلة على قافلة قرب إربيل.

وأعلن البيت الأبيض أمس أن التفويض الذي أعلنه الرئيس الأميركي بشأن القيام بعمل عسكري محدود في العراق قد يشمل في نهاية المطاف مزيداً من الدعم العسكري لقوات الأمن العراقية لردع مقاتلي تنظيم «داعش» بمجرد أن تشكل البلاد حكومة جديدة «لا تقصي أحداً».

وقال البيت الأبيض حسبما نقلت «رويترز» أمس، إن أميركا مستعدة لنشر قوة عسكرية لمساعدة العراق في صد مقاتلي «داعش» فور تشكيل حكومة جديدة «لا تقصي أحداً«.

وقال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض إن «الدعم الأميركي الأولي سيتمثل في القيام بضربات عسكرية لحماية العسكريين الأميركيين العاملين في العراق ومعالجة الوضع الإنساني الطارئ في جبل سنجار«. لكنه أضاف أن «لدى واشنطن أيضاً هدفاً ثالثاً يتعلق باعتقادنا والتزامنا بتعزيز قوات أمن عراقية وقوات أمن كردية متكاملة لتوحد البلاد من أجل درء الخطر» الذي يمثله مقاتلو «داعش».

وأكد أن أي دعم اميركي لن «يطول» ولن يتضمن الدفع بقوات أميركية الى البلاد.

كذلك أعلن البيت الأبيض أن أوباما الذي أمر بشن غارات جوية على مواقع لـ»داعش» في شمال العراق، لم يحدد موعداً لإنهاء هذه العملية العسكرية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست إن «الرئيس لم يحدد موعداً لإنهاء» العملية، مستبعداً «مشاركة الولايات المتحدة في نزاع عسكري طويل» ومستبعداً تماماً إرسال قوات على الأرض.

وسئل عن الأسباب التي دفعت أوباما الى التدخل في العراق في حين قرر عدم التدخل في سوريا، فاعتبر المتحدث أن الوضعين مختلفان مشدداً على أن الجيش الأميركي لبى طلب الحكومة العراقية.

وأضاف «الأمر الثاني هو أن الجيش الأميركي والاستخبارات الأميركية لديهما رؤية واضحة حول الوضع الميداني في العراق».

وعلى صعيد المواقف السياسية، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده لم تعد تملك المزيد من الوقت للتحرك في العراق مع اتساع رقعة تمدد المتشددين الإسلاميين. وقال كيري في تصريح صحافي إن «الحملة الإرهابية والعنف الذي يشنه تنظيم «داعش« ضد الأبرياء، يُعد تحذيراً خطيراً ينذر بوقوع أعمال إبادة جماعية«.

وأعرب الوزير الأميركي عن تأييده قرار أوباما، مشيراً الى أن «تنظيم داعش لا يقاتل نيابة عن السنة كما يدّعي، ولا يقاتل من أجل عراق أقوى، وإنما على العكس تماماً، يقاتل لتقسيم العراق وتدميره، وأن تنظيم «داعش« لا يقدم سوى الفوضى والعوز والألم واللصوصية».

وأشار كيري الى أنه «لم يعد ثمة وقت تفقده الإدارة الأميركية في العراق بالتزامن مع اتساع رقعة الأزمة الإنسانية»، وأن «الولايات المتحدة بدأت تحركاتها، وأن العالم لم يعد قادراً على الجلوس ومشاهدة الأبرياء وهم يقتلون»، لافتاً الى أن «حملة الإرهاب التي يشنها تنظيم «داعش« وأعمال العنف البشعة، المدعومة بأيديولوجية التنظيم القمعية، كلها تشكل خطراً جسيماً على مستقبل العراق«.

وأضاف أن «الولايات المتحدة تواصل التنسيق مع المجتمع الدولي وحلفائها في المنطقة»، مطالباً الزعماء العراقيين بالوقوف صفاً واحداً وتشكيل حكومة واسعة تمثل جميع المكونات في أقصر وقت ممكن«، محذراً من أن «تنظيم داعش» سيكون الجهة المستفيدة الوحيدة من استمرار التخاصم السياسي.»

وقال البيت الأبيض في بيان صحافي إن «نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن اتصل أول من أمس برئيس الإقليم مسعود بارزاني، معرباً عن استعداد واشنطن لتقديم المساعدة لإقليم كردستان»، مبيناً «أن بايدن أكد لبارزاني أن الرئيس أوباما سيتخذ كافة الإجراءات الكافية للمساعدة في حماية كردستان ومدينة أربيل وأن خيار توجيه ضربات جوية لداعش قائم«.

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «تأييده قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما»، مؤكداً «تقديمه الدعم للقوات الكردية لتكون أقوى أمام تنظيم (داعش)» قائلاً «سنوجه ضربات للتنظيم إذا شكل خطراً على حلفائنا«.

واعلنت الرئاسة الفرنسية أمس في بيان أن فرنسا «مستعدة للقيام بدورها كاملاً« في حماية المدنيين الذين يتعرضون «لفظاعات لا تحتمل» من تنظيم «داعش» في العراق.

وجاء في البيان أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «يشيد بالقرار الهام الذي اتخذه الرئيس أوباما بالسماح بضربات جوية محددة الهدف لمواجهة الدولة الإسلامية والقيام بجهد إنساني عاجل وملح». وأضاف البيان «ستدرس فرنسا مع الولايات المتحدة ومجمل شركائها التحركات التي يمكن القيام بها لكي نقدم معاً كل الدعم اللازم لإنهاء معاناة السكان المدنيين. وهي مستعدة للقيام بدورها كاملاً في هذا الإطار».

وأوضح البيان أن الرئيس الفرنسي «يدين بأقسى حزم التجاوزات غير المحتملة التي تمارسها الدولة الاسلامية في حق الشعب العراقي كله وفي حق الأقليات الضعيفة سواء كان مسيحيو العراق أو الايزيديون».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر أمرا بتوجيه ضربات جوية «مستهدفة» ضد مسلحي تنظيم «داعش» في شمال العراق، فضلاً عن عمليات إسقاط جوي لإمدادات إنسانية إلى أقليات دينية محاصرة هناك لمنع «عمل محتمل للإبادة الجماعية«.

ويراهن القادة العسكريون العراقيون على نجاعة الضربات الجوية الأميركية ضد معاقل المسلحين على الرغم من الشكوك التي تحيط بمثل هذه الخطوة في حصول تغييرات ملموسة على الأرض التي يسيطر عليها المسلحون. فقد توقع رئيس أركان الجيش الفريق أول بابكر زيباري أن يشهد العراق تغييرات كبيرة خلال الساعات المقبلة.

وقال زيباري في تصريحات أوردتها وكالة «فرانس برس» إن «العراق سيشهد تغييرات كبيرة خلال الساعات المقبلة« وذلك بعد تدخل القوات الأميركية وضربها مربض مدفعية لتنظيم «داعش«. وأضاف زيباري أن «الطائرات الأميركية بدأت ضرب تنظيم داعش في جنوب مخمور وأطراف سنجار«.

وفي السياق نفسه، كشف زيباري عن» تشكيل غرفة عمليات مشتركة في أربيل تضم ضباط ركن من الجيش العراقي وضباط البيشمركة وخبراء ومستشارين أميركيين للعمل على تحليل الوضع العسكري ورسم الخطط وتحديد الأهداف في الحرب على الإرهاب«.

وأضاف زيباري في تصريح صحافي أن «هناك وحدة مواقف في مجابهة الإرهاب لأن العدو واحد»، مشدداً على «ضرورة الابتعاد عن المنافسات السياسية لكون هذا الأمر مهماً في حل المشاكل وفي حربنا على الإرهاب«.

وأشار رئيس أركان الجيش العراقي الى أن «طائرات أميركية قصفت أهدافاً لتنظيم داعش جنوب قضاء مخمور وقرب قضاء سنجار وفق معلومات استخباراتية دقيقة»، متابعاً «أنا متفائل بحصول تقدم في الحرب على تنظيم داعش خلال الساعات الـ48 المقبلة خصوصاً أن هناك تنسيقاً عالياً مع طيران الجيش والقوة الجوية في ضرب أهداف محددة للجماعات الإرهابية«.

وأكدت وسائل أعلام كردية مقتل أعداد كبيرة من المسلحين من تنظيم (داعش)، خلال معارك الأيام الثلاثة الأخيرة مع قوات البيشمركة بدعم من طيران الجيش العراقي في المناطق المحيطة بمدينة الموصل.

ونشرت وكالة باسنيوز الكردية خبراً نقلت فيه عن مصادر مؤكدة قولها إن «مئات المسلحين الذين يقاتلون مع تنظيم (داعش) قتلوا خلال معارك الأيام الثلاثة الأخيرة مع قوات البيشمركة وقصف للطيران العراقي«.

كما نقلت محطة روداو الكردية عن أحد القادة المشاركين في عملية تحرير قضاء سنجار قزاخو اشتي كوجر قوله إن «قوات البيشمركة تمكنت أمس من تحرير 30 كيلومتراً في جبل سنجار من تنظيم (داعش)، وفتح طريق مؤمن لنزول العوائل المحاصرة من الجبل»، مؤكداً أن «200 أسرة وصلت الى زاخو أمس وأن قواته استعادت السيطرة على منطقة شيخ شرف الدين وتأمين طريق آخر لنقل النازحين الى المناطق الكردية من سوريا«.

وقال مسؤول كردي كبير أمس، إن مقاتلي «داعش» يخططون لشن هجوم كبير على كردستان وإنهم يشكلون تهديداً وجودياً للأكراد.

وقال زيباري في مؤتمر صحافي إن مقاتلي «داعش» يقومون بحشد كل قواهم في العراق وسوريا لمحاربة قوات الأمن الكردية (البيشمركة). وقال إن القتال خطير ويشكل تهديداً وجودياً.

وأكد فؤاد حسين رئيس ديوان الرئاسة في إقليم كردستان أمس، أن مسلحي «داعش» سيطروا على أكبر سد في العراق في أحدث هجوم في شمال البلاد. والسيطرة على سد الموصل يمكن أن يعطي لهؤلاء المسلحين القدرة على إغراق مدن وقطع إمدادات المياه والكهرباء الحيوية عنها.

وقتل نحو 150 مقاتلاً كردياً وأصيب أكثر من 500 آخرون في المعارك التي خاضوها مع مسلحي «داعش« منذ بدء هجومهم في الشهر الماضي وفق ما أعلن حسين، الذي قال في مؤتمر صحافي في أربيل عاصمة إقليم كردستان إن قوات البشمركة فقدت 150 شهيداً إضافة الى أكثر من 500 جريح.

الى ذلك، أعلنت الخطوط الجوية التركية عن إلغاء جميع رحلاتها إلى محافظة اربيل بإقليم كردستان حتى إشعار آخر بسبب المخاوف الأمنية.

وفي حين تتركز الأنظار والجهود العسكرية على معارك الشمال فاجأ زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الأوساط السياسية والعسكرية عندما كشف عن إكمال «داعش» استعدادها في دخول العاصمة بغداد، مبدياً استعداده لحماية العاصمة بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية.

وقال الصدر في بيان حصلت «المستقبل« على نسخة منه «بحسب ما وردتنا من معلومات (استخباراتية) وغيرها فإن بعض التنظيمات الإرهابية الظلامية أتمت استعداداتها لدخول العاصمة بغداد»، مشيراً الى أنه «من منطلق السلام والدفاع عن المقدسات فإننا على اتم الاستعداد لجمع العدد للدفاع عنها بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتجهيزها بالعدة الملائمة لذلك«.

وأضاف الصدر أن «الإسراع بذلك بات ضرورياً، فإن وافقت الحكومة على ذلك سيتم الأمر ببيان آخر، فانتظروا فإني معكم من المنتظرين»، مشدداً على أنه «إذا تم ذلك فإننا مستعدون لحماية حدود بغداد وبواباتها ومستعدون للدفاع عن مقدساتها ومساجدها وكنائسها ودور العبادة فيها«.

ويتزامن بيان الصدر مع تحذير المرجعية الشيعية في وقت سابق أمس من سعي داعش الى قضم العراقيين وقتلهم مطالبة بتوحيد الجهود في مواجهتهم.
 
وفد شيعي في طهران بعد رفعها «البطاقة الحمراء» بوجه المالكي والسيستاني يرفض تشبّث البعض بالسلطة
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي
تعكس انتقادات المرجعية الشيعية للخلافات المحيطة بمفاوضات اطراف التحالف الحاكم لتقديم مرشح مقبول من قبل الافرقاء العراقيين لرئاسة الحكومة الجديدة، حالة التململ الذي سببه ما سمته مرجعية النجف تشبث رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بالسلطة.

وتدرك طهران التي وصل إليها وفد شيعي رفيع لبحث موضوع تأليف الحكومة، الثقل الذي يمثله ائتلاف «دولة القانون» في المشهد الشيعي خصوصاً، والعراقي عموماً، وهو ما دفعها إلى إعطائه دوراً مركزياً في صنع رئيس الوزراء المقبل الذي ما زالت مسألة تسميته، محل خلاف شديد بين أطراف التحالف الشيعي المنقسم على نفسه.

وفي هذا الصدد، أكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الأعلى، السيد علي السيستاني، أن التشبث بالمواقع والمناصب «خطأ فظيع»، منتقداً التنازع والتناحر بشأن منصب رئيس مجلس الوزراء.

وقال الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة، أمس، في مرقد الامام الحسين بن علي في كربلاء، إن «التنازع والتناحر بشأن منصب رئيس مجلس الوزراء مستمر، بالتزامن مع جرائم داعش والصور المروعة لمأساة النازحين»، معرباً عن أمله ان «يحصل اتفاق على المرشح لهذا المنصب خصوصاً بعد تمديد المهلة الدستورية».

وأضاف أن «الإصرار على التشبث بالمواقع والمناصب، مهما ترتب عليه من آثار سلبية، فأنه خطأ فظيع، يجب أن يتجنبه أي سياسي، حتى لو كان لديه قدر ضئيل من المسؤولية»، مشدداً على «ضرورة ان تحظى الحكومة بقبول وطني واسع».

وناشد الكربلائي جميع المرشحين ان «ينظروا الى مصلحة الشعب ويفسحوا المجال لمن هو الاكفأ والاقدر على جمع الكلمة، والعمل مع القيادات السياسية في حل ازمات البلد المستعصية»، محذراً من نيات تنظيم «داعش» بقضم جميع العراقيين على مراحل بالقول إن «ارهابيي داعش تمددوا خلال الايام القليلة الماضية الى مناطق اخرى من نينوى، وسيطروا على عدد من المدن التي يقطنها الايزيدون والشبك والمسيحيون، فقتلوا الكثير من الرجال وسبوا العديد من النساء، فيما نزح عشرات آلاف، وبعضهم لا يزال محاصراً في الجبال، يعاني من الجوع والعطش وقضى العشرات من أطفالهم في مشاهد مروعة تجري لها الدموع».

وتابع الكربلائي: «اننا في الوقت الذي ندين ونشجب بأشد العبارات كل ما ارتكبته عصابة داعش من اعمال ارهابية من قتل وسبي وتهجير وترويع بحق المواطنين العراقيين ولا سيما من الاقليات الدينية والقومية، نؤكد ان هذه العصابة تستهدف جميع المحافظات العراقية وجميع القوميات والديانات والمذاهب، ولا يقف خطرها وإجرامها عند طائفة او قومية معينة، فلا يتوهم البعض انه سيكون بمنأى من اعتداءتها وتجاوزاتها».

وحذّر الكربلائي من ان «داعش تريد ان تقضم الجميع على مراحل، وقد ثبت هذا بالفعل من خلال ما قامت به في الايام الماضية ووصولها الى مناطق قريبة من أربيل»، داعياً العراقيين الى «توحيد صفوفهم في مواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد حاضرهم ومستقبلهم»، مشدداً على ان «على الاطراف السياسية ان تعلم ان التناحر والتنازع قد تسببا بإضعاف الجميع وفسح المجال للارهابيين».

وسبق للمرجعية الشيعية ان دعت مراراً إلى الإسراع بتشكيل الحكومة خلال مدة لا تتجاوز الفترة الدستورية.

وفي سياق متصل، اكدت مصادر مطلعة ان إيران شهرت «البطاقة الحمراء» بوجه المالكي مع إعطائه حق تعيين بديل عنه من «حزب الدعوة» الذي يتزعمه.

وافادت المعلومات التي حصلت عليها «المستقبل» ان «الشيخ محمد علي شمالي، وكيل المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي في لندن، اكد انه تم ابلاغ مالكي بنفاد مهمته، وعليه ترشيح شخص يختاره بديلاً عنه لضمان عدم ملاحقته قانونياً».

وأشارت المعلومات ان «الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، يرغب بتولي هادي العامري، زعيم ميليشيا «بدر» ووزير النقل، أو وزير التعليم علي الأديب، القيادي في حزب الدعوة، لكن كتلة العراقية تحفظت على العامري، بينما أغلق الأديب باب ترشيحه لأنه من أبوين إيرانيين».

ولفت إلى أن «الإصلاحيين بزعامة الرئيس الايراني حسن روحاني يرغبون بتسليم رئاسة الوزراء هذه المرة الى الحليف القديم، اي المجلس الأعلى (بزعامة السيد عمار الحكيم)، لكن ملف العراق ليس بيدهم، بل بيد المحافظين».

واشارت المعلومات إلى ان وفداً من التحالف الشيعي وائتلاف دولة القانون ضم كلاً من زعيم التحالف ابراهيم الجعفري والقياديين في حزب الدعوة وحسن السنيد وطارق نجم، قاموا أمس بزيارة الى ايران لبحث التطورات المتعلقة بمفاوضات ترشيح رئيس وزراء جديد، والاستماع الى الموقف الايراني النهائي من مسألة المرشح لرئاسة الحكومة.

وفشل قادة التحالف الشيعي بالخروج باسم مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة، بعد اجتماع استمر حتى ساعة متقدمة من ليل أول من أمس.

وقال الناطق باسم كتلة «المواطن» بليغ أبو كلل، إن «قادة التحالف الوطني لم يتوصلوا إلى شيء جديد خلال اجتماعهم وارجأوا الحسم إلى بعد يوم (غد) الاحد». وأضاف أن «المهلة الدستورية لتكليف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لمرشح الكتلة الأكبر التحالف الوطني تنتهي اليوم الجمعة (امس) وليس يوم الخميس (اول من امس) كما يتصور الكثيرون إذا ما تم احتساب يوم تنصيب الرئيس معصوم مقابل 15 يوماً وهي المدة الدستورية للتكليف».

وعزا ابو كلل سبب عدم اختيار اسم المرشح إلى «اختلاف قادة دولة القانون على أكثر من اسم، ولم يحسموا امرهم بعد»، مشيراً إلى أن «حيدر العبادي وطارق نجم من دولة القانون، كانا من أبرز المرشحين».

واظهرت محادثات القوى الشيعية لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة بروز انقسامات حادة في صفوف حزب المالكي.

وبحسب مصدر مطلع، فإن «الغالبية في حزب الدعوة، تؤيد ترشيح بديل عن المالكي، وتدعم بالدرجة الاولى، حيدر العبادي، ثم طارق نجم، مدير مكتب رئيس الحكومة، الذي تخلّى عن دعم المالكي»، لافتاً الى ان «ابراهيم الجعفري، هو الأوفر حظاً في الترشيح من خارج حزب الدعوة»، ومشيراً الى ان «منزلي الجعفري والرئيس العراقي فؤاد معصوم، يشهدان مزيداً من المشاورات تستثني المالكي».

ويصعد ائتلاف المالكي من ضغوطه على الرئيس العراقي فؤاد معصوم من أجل إرغامه على تكليفهم بترشيح رئيس للحكومة الجديدة، وسط اعتراض أطراف شيعية وسنية وكردية.

وأكد النائب كاظم الصيادي عن ائتلاف «دولة القانون» أن ائتلافه سيطالب بسحب الثقة من الرئيس معصوم في حال عدم اعتباره، الكتلة الأكبر داخل البرلمان.

وقال الصيادي في تصريح صحافي إن «دولة القانون هي الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب بحسب تفسير المحكمة الاتحادية، لذا، فإن على الرئيس معصوم الإسراع بتخويلنا تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء»، مؤكداً أنه «في حال لم يتم هذا الأمر، فإننا سنطالب بسحب الثقة من معصوم».

وأضاف الصيادي أن «معصوم تجاوز المدة الدستورية لتكليف رئيس الحكومة، واخترق الدستور استجابة للضغوطات التي تمارسها الكتل السياسية والتهديدات من قبل إقليم كردستان، لا سيما التهديدات التي أطلقها مسعود البارزاني، بالتبرؤ منه ووقف دعمه سياسياً»، مشيراً إلى أن «تلك التهديدات تأتي للحيلولة من دون حصول نوري المالكي على الولاية الثالثة». وتابع الصيادي أن «محاولة معصوم خلق حالة من التوازن بين أطراف التحالف الوطني وإعطاءهم مهلة للاتفاق على مرشح مقبول لرئاسة الحكومة مخالفة للسياقات الدستورية»، مضيفاً: «أننا سنلجأ إلى المحكمة الاتحادية في حال تسمية التحالف الوطني ككتلة اكبر من أجل توضيح تفسيرها بهذا الشأن».

وفي المقابل، أكدت النائب ناهد الدايني عن تحالف القوى السنية، ان الرئيس معصوم، سيكلف مرشح التحالف الوطني لتشكيل الحكومة المقبلة بصفته الكتلة الاكبر، وليس «دولة القانون».

واضافت ان « كتاب المحكمة الاتحادية واضح بأن الكتلة البرلمانية الاكبر هي من تشكل الحكومة وليس القائمة الفائزة في الانتخابات»، مستبعدة «تكليف معصوم لائتلاف دولة القانون بتقديم مرشحه وتشكيل الحكومة».

ويذكر أن التحالف الشيعي طلب من الرئيس معصوم بتمديد المدة الدستورية الخاصة بتكليف رئيس الوزراء، والتي انتهت يوم امس، الى جلسة البرلمان المقبلة بعد غد الاثنين، للاتفاق على مرشح التحالف لرئاسة الوزراء.

وبينما يحتدم الخلاف السياسي، فإن أجواء الاوضاع الأمنية تزداد تعقيداً في مناطق عدة من العراق مع تمدد عناصر تنظيم «داعش» الى مدن مهمة عقب سيطرته على الموصل وتكريت قبل نحو شهرين.

ففي الانبار(غرب العراق)، أعلن قائممقام حديثة، عبد الحكيم الجغيفي عن مقتل 25 مسلحاً من «داعش» بإحباط هجوم لهم على محطة كهرباء «ديزلات حديثة» غرب المحافظة، مؤكداً أن القوات الأمنية والعشائر تسيطر على المحطة، ولن تسمح للتنظيم بالاقتراب منها.

كما أفاد مصدر في مستشفى الفلوجة العام، بأن مدنياً قتل وأصيب 15 آخرون بسقوط قذائف هاون على أحياء العسكري والجغيفي والنزال والاندلس والجولان وحي الشرطة.

وفي الشأن نفسه، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية عن مقتل مجموعة من عناصر تنظيم «داعش» بقصف جوي في بابل وجنوب شرقي الموصل.

وقال بيان للمديرية إن «القوة الجوية نفذت بعد ظهر أمس هجوماً بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية، استهدف ثلاثة مقرات لتنظيم (داعش) في جرف الصخر(60 كيلومتراً شمال الحلة) وقتلت من فيها».

وأضاف البيان أن «هجوماً آخر نفذته القوة الجوية في ناحية الكوير (70 كيلومتراً جنوب شرقي الموصل) أسفر عن مقتل عشرة مسلحين من التنظيم (داعش)»، مبيناً إن «من بين القتلى قائد التنظيم عقيل سيف الدين وعمر عبد الباسط».
 
المالكي يسعى إلى دور «صانع الملوك» عبر دعم مرشح موال له
بغداد – «الحياة»
قالت مصادر سياسية شيعية إن احد أبرز مكونات «ائتلاف دولة القانون» أبلغ إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي صعوبة التصويت له، فيما حال مسعى المالكي للعب دور «صانع الملك» من ترشيح إبراهيم الجعفري للمنصب.
وطلب رئيس الجمهورية من مكونات «التحالف الوطني» الشيعية تجنيبه الحرج الدستوري، مع انتهاء المهلة الخاصة بتكليف الكتلة الأكبر اختيار رئيس لمجلس الوزراء أمس، وتم تكييف تمديد المهلة باعتبارها أيام عيد الفطر خارج الفترة الدستورية المقررة أسبوعين من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية.
وقال مصدر سياسي شيعي لـ «الحياة» إن «آخر ما آلت اليه محادثات القوى الشيعية، حتى عصر أمس، هي أن مكوناً مهماً داخل دولة القانون نصح المالكي بتقديم مرشح بديل لصعوبة التصويت له».
ويضم «دولة القانون»حزب «الدعوة» (25 نائباً)، و «مستقلون» (21 نائباً) بزعامة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، و «بدر» (25 نائباً) بزعامة وزير النقل هادي العامري. بالإضافة الى نحو 25 نائباً لشخصيات سياسية مرتبطة بالمالكي، بينهم عدد من أقاربه.
وأوضح المصدر أن «هذا المكون يرى أمية تفوق دولة القانون بنقطة تفاوضية جوهرية، وهي عدم اعتراض كل القوى السياسية الشيعية والسنية على أي مرشح غير المالكي، ما يعني إمكان ترشيح أي شخص حتى لو كان قريباً منه وموالياً له».
وترقب «انشقاقاً داخل دولة القانون إذا استمرت أزمة اختيار رئيس للوزراء حتى منتصف الأسبوع المقبل، ما يجبر المالكي على تقديم بديل له في اللحظات الأخيرة».
وأوضح أن «المالكي يخشى أن يضعف موقعه التفاوضي إذا تم تكليفه تشكيل الحكومة وفشل، وهو الآن يبحث عن دور صانع الملوك كي يحتفظ بنفوذ واسع في الحكومة المقبلة عبر رئيس وزراء جديد قريب منه شخصياً ولا يشك في ولائه».
وأكد المصدر أن «إيران تدعم بقاء المالكي لاعباً أساسياً في العملية السياسية لاعتبارات عدة، بينها أن التنسيق بين الطرفين في الجوانب الأمنية الخطيرة وإفساح المجال أمام الفصائل الشيعية تم توفيره بغطاء من المالكي».
وأضاف إن «ترشيح الجعفري تراجع أمس مقابل صعود حظوظ كل من نائب رئيس البرلمان حيدر العبادي وطارق نجم، مدير مكتب المالكي، وكلاهما من حزب الدعوة»، وأكد أن «الائتلاف الوطني أكد قبوله أياً من هذين المرشحين».
وكان تيار «الإصلاح الوطني» الذي يتزعمه رئيس «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري أعلن مساء الخميس أن التحالف بات قريباً جداً من ترشيح شخصية مقبولة وطنياً لرئاسة الوزراء، في إشارة إلى زعيمه الجعفري.
وبحث رئيس البرلمان سليم الجبوري الليلة قبل الماضية مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم موضوع حسم قادة التحالف الوطني موضوع تسمية مرشح لرئيس الحكومة المقبلة.
وقال بيان لمكتب الجبوري صدر أمس إن الجبوري بحث مع معصوم ملف تسمية التحالف الوطني مرشحه لرئاسة الوزراء، وأكد أنه «لا بد أن يحسم ملف ترشيح رئيس الوزراء خلال المدة الدستورية».
وشدد الجبوري على «ضرورة حسم هذا الملف بالسرعة الممكنة وعدم تجاوز التوقيتات الدستورية» معرباً عن أمله بحسم اختيار رئيس الوزراء خلال الساعات المقبلة.
 
فرنسا مستعدة للمشاركة في ردع «داعش»
الحياة...باريس - رندة تقي الدين
رحب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بقرار الرئيس باراك أوباما توجيه ضربات جوية محددة في العراق لردع تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتقديم مساعدات إنسانية. وقال هولاند في بيان أمس: «ستبحث فرنسا مع الولايات المتحدة وكل شركائها في ما يمكنها عمله لتقديم الدعم الضروري لإنهاء آلام المدنيين، كما أنها مستعدة للمشاركة الكاملة في هذه الأعمال».
وأضاف: «لا يمكن المجتمع الدولي أن يتجاهل التهديد الذي يمثله تقدم هذه الجماعة الإرهابية للسكان المحليين ولاستقرار العراق والمنطقة».
ودعا هولاند الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور عملي في هذا الجهد وتقديم كل المساعدات الممكنة للتعامل مع «الوضع الكارثي». وقد اتصل وزير الخارجية لوران فابيوس بالممثلة العليا للخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون للبحث في تطبيق هذا الخيار.
 
 
سد الموصل «سلاح دمار شامل» في يد «داعش»
الحياة....بغداد – مشرق عباس { واشنطن - جويس كرم { باريس - رندة تقي الدين
يهدد تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وسيطرته على سد الموصل، أكبر السدود العراقية، بحصول كوارث لا تقل خطورة عن الكوارث التي تخلفها أسلحة الدمار الشامل، فهو مهدد بالانهيار منذ سنوات، وتجري معالجته بين الفترة والأخرى. (راجع ص 2)
وفيما بدأت المقاتلات الأميركية قصف بعض مواقع التنظيم على حدود إقليم كردستان، أعلن في واشنطن أن العمليات ستكون محدودة، ولا تمثل بداية حرب شاملة على «داعش»، فهذا الأمر متروك للعراقيين أنفسهم. واتصل نائب الرئيس جو بايدن أمس برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ليطمئنه إلى أن التحرك جاد، متجاهلاً بغداد.
واكد البيت الابيض ان الولايت المتحدة مستعدة لنشر قوة عسكرية لمساعدة العراق في صد مقاتلي «داعش» فور تشكيل حكومة جديدة «لا تقصي أحدا»، وانه الى ذلك الحين سيركز الدعم الاميركي على توجيه ضربات جوية لحماية العسكريين الأميركيين وعلاج الوضع الانساني في جبل سنجار.
إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن باريس مستعدة للمشاركة مع حلفائها في حماية المدنيين وإعادة الاستقرار إلى بلاد ما بين النهرين. وقالت مصادر فرنسية مطلعة لـ «الحياة» إن هولاند يريد عملية جماعية مع شركائه الغربيين، وكان منتظراً أن يتصل مساء امس بالرئيس أوباما للتشاور في الوضع العراقي.
وأضافت المصادر أن فرنسا حريصة جداً على مساعدة الأكراد وعلى وحدة العراق في الوقت نفسه، ولا ترغب في أن يجير أي عمل ستقوم به لصالح بقاء رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي في الحكم.
واوضح مصدر غربي لـ «الحياة» ان التنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا حول العراق جار بشكل جيد وان رئيس الاركان الخاص للرئيس الفرنسي الجنرال بوغا تحدث مع نظيره الاميركي. وشرح المصدر ان الدور الفرنسي سيكون لوجيستيا من طائرات نقل وغيرها. وشرح ان الولايات المتحدة كانت مترددة بالنسبة الى التدخل العسكري قبل ان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل المكونات كافة، ما يعني ان الادارة الاميركية لا تريد عودة المالكي وتتفق كليا على هذه النقطة مع فرنسا التي لا ترى حلا سياسي في العراق مع استمرار المالكي في منصبه.
وقالت النائب العراقية المتخصصة في شؤون الموارد المائية شروق العبايجي، إن «سيطرة داعش على سد الموصل نكسة لا تقل عن تسليم التنظيم الإرهابي أسلحة دمار شامل». وأكدت لـ «الحياة» أن «السد يحتاج في الأساس الى حقن مستمر بالأسمنت لضمان تماسكه، وعمليات الحقن تتم دورياً».
وزادت أن «انهياره، سواء عبر استهداف مباشر من التنظيم، وهذا غير مستبعد، أو بسبب عدم الاستمرار في صيانته، سيخلف آثاراً كارثية تتمثل بغرق ثلث مدن البلاد. ونحن نتحدث هنا عن جرف مدن كاملة بسبب فيضان 11 بليون متر مكعب من المياه»، وشددت على أن «توفير حماية عسكرية للسد هي المهمة الأكثر إلحاحاً اليوم».
إلى ذلك، تزامن التدخل العسكري الأميركي، وهو الأول من نوعه، منذ نهاية العام 2011 ، تاريخ انسحاب القوات، مع تمدد مقاتلي «داعش» واحتلالهم معظم البلدات المسيحية في سهل نينوى، واقترابهم من حدود أربيل التي أكدت مصادر أنها تشهد إخلاء منظمات وشركات دولية.
وحرص مسؤولون أميركيون في إيجاز صحافي على تأكيد محدودية العمليات، وقال أحدهم إن «المهمة محصورة جغرافياً بالعراق وليست حملة واسعة لمحاربة الإرهاب وداعش». وأضاف أن هناك «هدفين محددين، الأول حماية الموظفين الأميركيين، والثاني تخفيف الأزمة الإنسانية الضخمة التي يواجهها الأيزيديون».
وأكد مسؤول آخر أن العملية «ليست حملة مكثقة ضد داعش، فالعمل الأفضل للتعامل مع التنظيم على المدى الطويل مسؤولية العراقيين، من خلال حل خلافاتهم وتشكيل حكومة تمثل الجميع وواشنطن ستدعم العراق في هذا المجال».
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين على موقع «تويتر»، إن على «واشنطن فعل كل ما يجب لحماية حلفائنا الأكراد والدفاع عن أربيل»، في وقت اعتبر المحلل في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» مايكل نايتس، أن «هجوم داعش على المصالح الكردية يغير كل اللعبة في الحرب على الجماعات الإرهابية... والرد العسكري الأميركي- الكردي سيغير كل المسار».
وكانت وزراة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكدت أن مقاتلتين من «طراز أف آي 18» ألقتا قنابل تزن الواحدة منها 250 كيلوغراماً على مربض مدفعية متحرك لـ «الدولة الإسلامية». وقال الأميرال جون كيربي في بيان: «أغارت طائراتنا على مدفعية الدولة الإسلامية التي استهدفت القوات الكردية المدافعة عن أربيل، على مقربة من عناصر أميركيين». وأضاف أن «قرار القصف اتخذه مركز القيادة بموافقة القائد الأعلى» (أوباما).
في هذا الوقت، اعتـــبر القيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» شوان طه، أن توجيه ضربات إلى «داعش» جاء استجابة لطلب من إقليم كردســـتان، وأكد لـ «الحياة» أن «واقع الحال في مواقع القتال يشير إلى استيلاء التنظيم على أسلحة ثقيلة تابعة للجيش العراقي، تشمل دبابات وصواريخ وناقلات جند، ولهذا فإن حاجة الإقليم ماسة إلى التسلح، وإلى إيجاد غطاء جوي لشن هجوم يكسر شوكة داعش».
وعلى رغم تجنب جهات سياسية عراقية مختلفة إبداء موقف من التدخل الأميركي، فإن نائباً عن «اتحاد القوى الوطنية» الذي يضم الأحزاب السنية، أكد لـ «الحياة» طالباً عدم كشف اسمه، أن «القوى السنية تدعم التوجه الأميركي لمنع التنظيم من التمدد باتجاه الإقليم، لكنها تتحفظ عن توجيه ضربات إلى داخل المدن قد تخلف خسائر بشرية كبيرة».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,895,433

عدد الزوار: 7,649,755

المتواجدون الآن: 0