أكثر من 30 غارة إسرائيلية على غزة وارتفاع مجمل الضحايا إلى 1911 وتصاعد التوتر في الضفة.. عرض توافقي مصري يؤجّل المطالب الخلافية

مفاوضات القاهرة في «انسداد مؤقت» وإسرائيل تماطل في إعادة وفدها ومسؤول فلسطيني الإسرائيليون عرضوا إطلاق 25 أسيرا و15 جثمانا مقابل جثتي جنديين

تاريخ الإضافة الإثنين 11 آب 2014 - 6:51 ص    عدد الزيارات 2096    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مفاوضات القاهرة في «انسداد مؤقت» وإسرائيل تماطل في إعادة وفدها ومسؤول فلسطيني لـ («الشرق الأوسط») : الإسرائيليون عرضوا إطلاق 25 أسيرا و15 جثمانا مقابل جثتي جنديين

رام الله: كفاح زبون .... وصلت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، غير المباشرة في القاهرة، لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى مرحلة «انسداد مؤقت» كما وصفها القيادي الفلسطيني وعضو وفد التفاوض قيس عبد الكريم (أبو ليلى)، الذي كشف عن أن الوفد الإسرائيلي لم يقدم جديدا خلال المفاوضات سوى عرض صفقة تبادل تتضمن الإفراج عن نحو 25 أسيرا فلسطينيا اعتقلوا من غزة خلال الحرب الحالية و15 جثمانا يحتفظون بها مقابل جثماني جنديين إسرائيليين عند حركة حماس. وبينما تحاول القاهرة إيجاد «صيغة توفيقية» لإنهاء الأزمة، أكدت حركة حماس أنها لن تتنازل عن أي من المطالب الفلسطينية في المفاوضات.
ويفاوض الفلسطينيون منذ نحو أسبوع في القاهرة وفدا إسرائيليا، بوساطة مصرية، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي يضع حدا للعدوان على قطاع غزة، أو تمديد هدنة 72 ساعة حتى التوصل إلى الاتفاق. ولم تنجح جهود مصر حتى الآن في تمديد الهدنة التي انتهت صباح يوم الجمعة الماضي بين الفصائل الفلسطينية، بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وبين إسرائيل، لوقف القتال الذي دخل شهره الثاني.
وقال المفاوض عبد الكريم لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل تحاول إدخال الفلسطينيين في «دويخة» وتريد اتفاقا «ينظم الحصار ولا يرفعه»، مع رفضها معظم الطلبات الرئيسة للفلسطينيين.
وكان الفلسطينيون تقدموا بجملة من المطالب خلال مفاوضات القاهرة أبرزها وقف إطلاق النار ورفع الحصار وإطلاق سراح معتقلين. وأوضح «أبو ليلى» أن الإسرائيليين «رفضوا تماما طلب إقامة ميناء ومطار وممر آمن بين غزة والضفة الغربية، كما رفضوا إطلاق سراح أسرى صفقة (الجندي الإسرائيلي جلعاد) شاليط الذين أعيد اعتقالهم، فيما عرضوا تسهيلات في مسألة الصيد البحري وفي مسألة الشريط العازل وبعض المعابر».
وكشف عن أن «العرض الوحيد الواضح الذي جاء من الإسرائيليين كان يتعلق باستعدادهم للإفراج عن نحو 25 أسيرا لديهم اعتقلوا من غزة في الحرب الحالية و15 جثمانا يحتفظون بها مقابل جثماني الجنديين عند حماس»، الأمر الذي رفضه الفلسطينيون.
وكانت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أعلنت خطف الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول، ويبدو أنها تحتفظ بجثته فقط، بينما شاب الغموض مسألة اختطاف جندي إسرائيلي آخر، هدار جولدن، أعلنت الدولة العبرية لاحقا مقتله ودفنه.
وأضاف أبو ليلى أن الإسرائيليين لم يردوا بشكل مباشر على أي طلب فلسطينيي، موضحا: «كلما سألنا عن الرد الإسرائيلي على بند محدد لا نجد جوابا». وتابع: «بعض التصورات قدمت لنا باعتبارها رؤية مصرية وليست إسرائيلية».
ومضى يقول: «المسألة التي أثارت القلق أكثر هي محاولات إسرائيل استئناف التقييدات التي كانت قائمة على ما يسمى المواد المزدوجة الاستعمال والسقف العددي لحركة الأفراد والوجود على المعابر. باختصار يريدون إرجاعنا إلى دويخة التفاصيل التي نعانيها منذ 20 عاما».
وجاء هذا «الانسداد المؤقت» في المفاوضات في وقت لم يتضح فيه بعد ما إذا كان وفد إسرائيل، الذي غادر القاهرة الجمعة مقاطعا المفاوضات بسبب استئناف القتال في غزة، سيعود من جديد أم لا.
ونقل أبو ليلى عن مسؤولين مصريين أن المفاوضات بين مصر وإسرائيل مستمرة من أجل إعادة إرسال الوفد.
غير أن مصادر سياسية إسرائيلية صرحت بأن عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة «غير واردة حاليا». ورأى مصدر دبلوماسي مطّلع على المفاوضات أن «فرصة التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد في غزة قد لا يتبيَّن إلا بعد يوميْن على الأقل».
وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلت عن مسؤول قوله إن الحكومة الإسرائيلية «لا تعتزم إعادة وفدها المفاوض إلى العاصمة المصرية، (أمس) السبت». وأضاف: «لن نتفاوض تحت إطلاق الصواريخ».
ويضغط مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل وقف «المفاوضات تحت النار».
وانتقد رئيس فرع الاستخبارات السابق في الجيش الإسرائيلي، عاموس يدلين، بشدّة استمرار المحادثات مع حركة حماس في الوقت الذي تجدّد فيه الحركة إطلاقها الصواريخ تجاه إسرائيل. وقال يدلين: «يجب ضرب حماس حتى تسقط، وإلا فنحن نسير بربع خطوة ولن نصل إلى أي مكان.كان الإعلان عن الانتصار الإسرائيلي مبكّرا جدّا». ودعا إلى «عدم إعطائهم أي شيء؛ لا ميناء، لا مطار، لا فتح معابر، لا رواتب، عدم نقل الأموال التي يريد كل العالم نقلها لإعادة إعمار غزة، ببساطة لا شيء. فليعيشوا الأزمة الإنسانية والدمار. نحن دولة ذات سلطة وقوة نيران كبيرة».
وانتقد عضو الفريق الفلسطيني المفاوض بالقاهرة عزت الرشق، ما وصفه بتحجج إسرائيل بالعطلة الدينية ليوم السبت، وقال عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «مسخرة.. الوفد الصهيوني لا يتفاوض بحجة أن يوم السبت عطلة دينية عندهم، ولكن الجيش الصهيوني لم يوقف العدوان، وواصل القصف حتى أيام السبت».
من جانبها، أعلنت حركة حماس إصرارها على كل مطالبها، وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في تصريحات صحافية: «لن نتنازل عن أي من مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني، وإن المقاومة مستمرة بكل قوة». وأَضاف: «لا عودة إلى الوراء، والمقاومة ستستمر وبكل قوة، ومراوغة الاحتلال وتعنته لن يفيده بشيء، ولا تنازل عن أي من مطالب شعبنا».
 
أكثر من 30 غارة إسرائيلية على غزة وارتفاع مجمل الضحايا إلى 1911 وتصاعد التوتر في الضفة.. والسلطة تنفي سحب الشكوى المقدمة لـ«الجنائية الدولية»

جريدة الشرق الاوسط... رام الله: كفاح زبون ... واصل الإسرائيليون والفلسطينيون، في اليوم الثاني لانتهاء الهدنة الإنسانية، القتال وتبادلوا الهجمات لكن على وتيرة منخفضة في ظل محاولة الأطراف العربية والدولية تحقيق هدنة ثانية. وشنت إسرائيل أكثر من 30 هجوما جويا على غزة، وقتلت ستة فلسطينيين، بينما أطلق مسلحون فلسطينيون صواريخ على مدن وتجمعات إسرائيلية في غلاف القطاع.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن الطواقم الطبية «انتشلت جثامين 3 شهداء من تحت أنقاض مسجد القسام بالنصيرات الذي قصف فجرا، وشهيدين آخرين في قصف دراجة نارية بمخيم المغازي». وأضاف «الشهداء هم معاذ عزام أبو زيد (37 سنة)، وطارق زياد جاد الله (25 سنة)، ونضال محمد بدران (34 سنة)، من النصيرات، وعبد الحكيم سليمان المصدر (56 سنة)، ومؤمن أكرم المصدر (19 سنة) من المغازي». كما انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثمان الطفل عثمان الجمال من تحت ركام منزل عائلته الذي دمر في قصف جيش الاحتلال حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء العدوان قبل 33 يوما إلى «1911 شهيدا، ونحو 9861 جريحا» بحسب وزارة الصحة. ونشرت الوزارة أمس «تفصيل الشهداء والجرحى حسب الفئات العمرية»، وجاء فيه «الشهداء: 449 طفلا، و243 امرأة، و87 مسنا.. والجرحى: 3004 أطفال، و1907 نساء، و359 مسنا».
واستهدفت إسرائيل أمس ثلاثة مساجد في غزة ودمرتها وهي مسجدا «الشهداء» و«القسام» في مخيم النصيرات ومسجد «حسن البنا» في حي الزيتون، إضافة إلى تدمير ستة منازل في مناطق متفرقة. وأدانت وزارة الأوقاف الفلسطيني استمرار قصف المساجد، ورد الجيش الإسرائيلي باتهام حركة حماس باستخدام المساجد كقواعد صواريخ. وقال أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي «كفوا عن استعمال بيوت الله وساحاتها لإطلاق صواريخكم العبثية أو لتخزين وسائلكم القتالية أو لاختباء عناصركم التخريبية. عندئذ لن يكون هناك استهداف لأي مسجد لأن حربنا لم ولن تكون دينية، بل هي ضد الإرهاب الأعمى».
وكانت الأوقاف الإسلامية أكدت أن إسرائيل دمرت خلال حربها على قطاع غزة أكثر من 60 مسجدا بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجدا بشكل جزئي. وقالت الوزارة في بيان «إن 11 مسجدا من المساجد المدمرة تقع شمال قطاع غزة، و20 في مدينة غزة، و10 بالمحافظة الوسطى، و17 في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ومسجدين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة». واتهمت الوزارة إسرائيل بتعمد قصف المساجد، خلال عدوانها وتدميرها.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم منذ منتصف الليل أكثر من 20 موقعا في قطاع غزة. وردت الفصائل بإطلاق عشرات الصواريخ بقصف عسقلان وأشكول وشاعر هنيغيف وسدوت نيغيف وناحل عوز.
وجاء تواصل القصف المتبادل على الرغم من دعوة مصرية وأميركية إلى ضبط النفس ووقف القتال والقبول بهدنة جديدة. وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيانا حث فيه الطرفين على «عدم اللجوء إلى المزيد من الأعمال العسكرية التي لم تؤد إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني المروع بالفعل في غزة». وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى نزوح مزيد من الفلسطينيين الذين واصلوا مغادرة منازلهم واللجوء إلى مراكز إيواء تفتحها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في عشرات المدارس في غزة.
ومن جانب آخر، غادر 380 مسافرا من حملة الإقامات عبر معبر رفح البري أمس على متن أربع حافلات باتجاه الأراضي المصرية. وأوضحت هيئة المعابر في تصريح مقتضب «أن 4 حافلات تحمل 380 مسافرا من أصحاب الإقامات تمكنت من مغادرة معبر رفح، فيما أعادت السلطات المصرية الحافلة الخامسة والتي كانت مجهزة من قبل إدارة المعبر». وبينت الهيئة أن «37 مسافرا تمكنوا من الوصول للصالة الفلسطينية من المعبر بالإضافة إلى شهيدين ارتقيا أثناء تلقي العلاج في المستشفيات المصرية، فيما أرجعت السلطات المصرية 25 مسافرا دون ذكر الأسباب».
يشار إلى أن معبر رفح يعمل بشكل استثنائي منذ خمسة أيام لسفر المسافرين من أصحاب الإقامات بواقع 500 مسافر كل يوم حسب المفترض. وفتح معبر رفح واحد من بين طلبات الفلسطينيين في مفاوضات القاهرة.
وفي هذا الوقت، تصاعد التوتر في الضفة الغربية بعد قتل إسرائيل فلسطينيين في رام الله والخليل. وقال مسؤولون طبيون إن فلسطينيا يبلغ من العمر 43 عاما توفي أمس متأثرا بإصابته بطلق ناري في الصدر خلال مواجهة مع الجنود الإسرائيليين في مدينة الخليل الجمعة. وكانت إسرائيل قتلت الجمعة كذلك، في مظاهرات غضب تنديدا بالعدوان على غزة، شابا فلسطينيا يبلغ من العمر 20 عاما بالرصاص قرب مستوطنة إسرائيلية خارج رام الله.
ومن جهة ثانية، نفى المستشار القانوني للرئيس الفلسطيني، حسن العوري، أمس، ما تداولته بعض المواقع التواصل الاجتماعي حول قيام وزير الخارجية رياض المالكي بسحب الشكوى المقدمة للمحكمة الجنائية الدولية من قبل وزير العدل سليم السقا ضد الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال العوري «إن هذه الأنباء عارية عن الصحة، حيث لم يقم وزير الخارجية بسحب الشكوى؛ لأنه ليس الشخص الذي تقدم بالشكوى أصلا، لذلك لا يجوز قانونا أن يقوم بسحبها». وأكد المستشار القانوني أن «الرئيس لم يطلب من وزير الخارجية سحب الشكوى الفلسطينية، ولو أراد ذلك لطلب من وزير العدل مباشرة القيام بسحب الشكوى».
وأوضح العوري أن «هذه الأنباء الملفقة تأتي في سياق الحرب التي تشنها بعض الأبواق الإعلامية ضد القيادة الفلسطينية الساعية لوقف العدوان وحماية أبناء شعبنا».
 
آلاف من سكان غزة يجدون أنفسهم في مدارس «الأونروا» ثانية مع تجدد الغارات ونازحون لـ («الشرق الأوسط»): قصف منزل واحد لا يعني تشريد عائلة بل ست أو سبع عوائل

غزة: محمود أبو عواد .... عاد الآلاف من سكان غزة إلى مدارس «الأونروا» بعد يومين فقط من الهدنة الإنسانية التي امتدت لـ72 ساعة متواصلة، وذلك مع تجدد الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من القطاع عقب انتهاء تلك الهدنة التي جرى التوافق عليه برعاية مصرية وحاول خلالها سكان القطاع استعادة حياتهم بعودة الآلاف منهم إلى منازلهم التي تضررت، فيما حاول من هدمت بيوتهم البحث عن سكن آخر غير المدارس، وبقي آخرون في تلك المدارس التي لجئوا إليها خلال الحرب.
«الشرق الأوسط» التقت عددا من النازحين مجددا إلى مدارس «الأونروا»، وكانت من بينهم المسنة «حليمة محيسن» التي تحدثت إبان مجزرة الشجاعية لمراسلها عن نزوحها من الحي تحت القصف إلى مدرسة الرمال للبنين التابعة لـ«الأونروا» في حي النصر بمدينة غزة. وقالت حليمة، إنها عادت صباح يوم الأربعاء الماضي إلى منزلها الذي تضرر جزئيا في القصف العنيف الذي تعرض له الحي في بداية الحرب البرية على غزة. وأشارت إلى أنها لم تعد في اليوم الأول من الهدنة تخوفا من أن تفشل ويتواصل إطلاق النار، لكن حين مر اليوم الأول بسلام عادت إلى منزلها وبدأ أبناؤها بإغلاق الثغرات الكبيرة التي خلفها القصف السابق في جدران المنزل، لافتة إلى أنها توقعت أن تبقى الأوضاع هادئة وأن يجري تمديد الهدنة، لكنها فوجئت عند الثامنة من صباح الجمعة بغارات شديدة في الحي، فأسرع أبناؤها لنقلها إلى المدارس مجددا.
وأضافت حليمة: «فوجئت بعودة الآلاف من الناس للمدارس، وحين خرجنا من حي الشجاعية كان المئات من المواطنين أيضا يخرجون تحت القصف العنيف ويفرون إلى المدارس وإلى منازل أقربائهم التي خرجوا منها على أمل أن يتواصل الهدوء ويستعيدون حياتهم».
ووفقا لمسؤولين ميدانيين في «الأونروا» يتابعون أوضاع النازحين إلى المدارس، فإن أعدادا هائلة عادت إلى المدارس وإنها ضعف الأعداد الأولى ويتجاوز العدد في بعض المدارس ألفي شخص، مشيرين في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ذلك يعود لتوسع رقعة القصف الإسرائيلي والاستهداف المتواصل لمنازل المدنيين التي يجري تدميرها وإحداث أضرار كبيرة فيها، مما يضطرهم إلى اللجوء إلى المدارس.
وأشار المسؤولون إلى أنهم يواجهون ظروفا صعبة للغاية في توفير الاحتياجات للعوائل النازحة إلى المدارس، موضحين أن الكثير من تلك العوائل فرت بملابسها وأن هناك أطفالا حفاة ولم يستطع ذووهم أخذ أحذيتهم وحتى أي أمتعة تساعدهم على الحياة في المدارس التي يتكدس فيها النازحون. وقال أحد أولئك المسؤولين، إن المئات من النازحين إلى مستشفى الشفاء جرى نقلهم إلى مدرستين فتحتا لإيوائهم فيها، وإن الأعداد تتزايد يوميا لدى «الأونروا» مع تواصل الغارات الإسرائيلية وتصاعدها ضد المنازل والأهداف المختلفة بجوار منازل المدنيين، مشيرا إلى أن مهمتهم تتعقد بشكل كبير وأنهم لا يستطيعون حتى توفير الخبز بشكل كاف لتلك العوائل.
ويقول المواطن مالك عبد الرحمن، من مخيم جباليا الذي خرج منه أمس نازحا إلى مدارس «الأونروا» في مخيم الشاطئ، إن كل منزل أو مسجد أو أي هدف يجري تدميره لا يتضرر وحده، بل يتسبب في ضرر كبير بمنازل أخرى، مما يعني أن قصف منزل واحد لا يعني تشريد عائلة واحدة، بل إن ذلك يعني تشريد ست أو سبع عوائل مجاورة للمنزل المستهدف، وكل منزل يتكون من عدة طوابق وكل طابق يسكن فيه ما لا يقل عن خمسة أشخاص، وبذلك يجري تشريد أكثر من 100 شخص مع كل منزل يتم استهدافه. وأضاف: «بالأمس، في منطقة نادي مخيم جباليا الذي أسكن بالقرب منه، دمر الاحتلال أربعة منازل بشكل كلي في غارة واحدة فقط، ألقى خلاله برميلا متفجرا، مما أدى إلى تدمير تلك المنازل وإحداث أضرار بأكثر من 14 منزلا آخر بسبب حجم المتفجرات التي ألقيت في ثوان معدودة»، مشيرا إلى أن منزله تضرر بشكل كبير ولم يعد صالحا للسكن، ولذلك اضطر إلى اللجوء إلى مدارس بمنطقة آمنة.
وتابع وقد ظهرت عليه حالة من الغضب والامتعاض الشديد بسبب الأوضاع التي يعيشها: «في كل مكان، هناك غارات وقصف على المنازل والمساجد وأهداف أخرى، ولا نعرف أين نذهب؟ نريد أن تتوقف هذه الحرب وأن تعلن تهدئة تستمر سنوات، لا نريد أن نخسر عوائلنا ومزيدا من منازلنا، نريد لحياتنا أن تعود كما كانت، لا نريد أن نبقى هنا في المدارس نشتكي أوجاعنا للصحافيين وللمسؤولين ونطلب منهم أن يعيدوا لنا كرامتنا، نحن شعب كرامتنا نحفظها بأنفسنا ولا نحتاج لمعلباتهم وطعامهم، بل نريد أن نعود إلى منازلنا ونسكن فيها آمنين بعيدا عن القتل والدمار».
وتقول السيدة إلهام ضاهر، (38 سنة)، التي كانت تتألم لما آلت إليه أحوالها، إن أطفالها يعانون قلة الغذاء المناسب لأعمارهم من قبل إدارة المدارس، مشيرة إلى أن جميع وجبات الطعام تشمل فقط المعلبات وأن أطفالها سئموا ذاك الطعام وبحاجة لوجبات صحية أفضل تساعدهم صحيا على استعادة بنية أجسادهم الضعيفة. وأشارت إلى أن هناك تقليصا كبيرا للمساعدات الغذائية والإنسانية المختلفة المقدمة للنازحين إلى المدارس، معربة عن أملها أن تتوقف الحرب لكي تستطيع العودة إلى منزلها في أقرب فرصة ممكنة لكي تستعيد حياتها وحياة أطفالها الذين باتوا يشتهون الطبخ المنزلي بدل المعلبات.
ويرجع المسؤولون في «الأونروا» ذلك إلى التضخم الكبير الذي تشهده المدارس وعدم قدرتهم على توفير مساعدات غذائية غير المعلبات وبعض الأغذية التي يمكن توفيرها بين فترة وأخرى، مشيرين إلى القدرات المادية المحدودة لدى «الأونروا» التي كانت تولي اهتماما أكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين تعرضوا للقتل والدمار أيضا.
 
عرض توافقي مصري يؤجّل المطالب الخلافية
القاهرة - «الحياة»
قدمت القاهرة عرضاً توافقياً الى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة يتضمن تثبيت وقف النار وفتح المعابر، وتأجيل المطالب الخلافية والشائكة للطرفين، شرط قبولهما استمرار التفاوض حتى التوصل إلى حلول نهائية لكل المطالب.
وأوضح مصدر قريب من المفاوضات في القاهرة أن «مصر توصلت إلى صيغة توفيقية سيتم عرضها مساء اليوم (السبت) على الجانب الإسرائيلي». وأضاف لوكالة «فرانس برس» أن «موضوع معبر رفح (الحدودي بين غزة ومصر) مسألة مصرية- فلسطينية لا علاقة لإسرائيل بها»، لافتاً إلى أن «فتح وحماس اتفقتا على التفاصيل المتعلقة بكيفية إدارة المعبر، على أن تكون الإدارة العامة للسلطة الوطنية حتى لا تشكل هذه المسألة نقطة خلاف مع مصر».
في هذه الأثناء، تمسك الفلسطينيون بمطالب رفع الحصار وفتح المعابر وإقامة ميناء ومطار، وإطلاق الأسرى، وإعادة إعمار القطاع. وقال رئيس الوفد إلى محادثات القاهرة عزام الأحمد مساء أول من أمس إن المطالب الفلسطينية واضحة، ولا يمكن التنازل عنها، خصوصاً الميناء والمطار، مشيراً إلى مطار غزة الذي كان يعمل بموافقة إسرائيل وفق اتفاق أوسلو، والميناء الذي حضر حفلة افتتاحه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك العام 1999 وقص شريط بدء العمل فيه.
من جانبه، شدد الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم على أن «تعنت الاحتلال لن يفيده بشيء، ولا تنازل عن أي من مطالب شعبنا». وأضاف في بيان أمس أن «لا عودة إلى الوراء، وأن المقاومة ستستمر وبكل قوة».
ميدانياً، تراجعت حدة المواجهات العسكرية والعدوان على قطاع غزة أمس، في ما بدا تهدئة غير معلنة، في ظل تعنت إسرائيل ازاء شروط الفلسطينيين ومطالبهم، وإصرار فصائل المقاومة على تحقيقها. واستشهد ستة فلسطينيين أمس، أربعة في قصف مسجد في مخيم النصيرات للاجئين، وآخران في استهداف دراجة نارية كانا على متنها، ما رفع عدد الشهداء إلى 1904، والجرحى إلى 9816.
 
تضامن دولي كبير مع غزة
الحياة...لندن، صنعاء، كيب تاون - أ ف ب، رويترز -
مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثاني، خرج متظاهرون أمس في اكثر من مدينة حول العالم للاحتجاج ضد إسرائيل، فتظاهر الآلاف في صنعاء ولندن وباريس وكيب تاون في جنوب أفريقيا وميلبورن الاسترالية، وبنغالور الهندية.
ففي صنعاء، احتشد متظاهرون لإبداء التضامن مع سكان غزة. وقال المتظاهر عبد الرحم السلوي إن الدول العربية لا تفعل ما يكفي لمساعدة الفلسطينيين، وطالب مصر بفتح معبر رفح مع قطاع غزة.
كما تظاهر عشرات الآلاف في كيب تاون في جنوب افريقيا تضامنا مع الفلسطينيين، وحملوا في هذا التجمع الأكبر الذي تشهده هذه المدينة منذ انتهاء نظام الفصل العنصري قبل 20 سنة، لافتات كتب عليها «إسرائيل دولة عنصرية»، و «أوقفوا الجرائم الإسرائيلية»، و «فلسطين حرة».
وقال المدير التنفيذي لأمن مدينة الكاب ريتشارد بوسمان لوكالة الأنباء الوطنية: «نقدر عدد المتظاهرين بأكثر من 30 ألفا ويمكن أن يصل العدد إلى 50 ألفاً». وجاءت التظاهرة استجابة لدعوة الائتلاف الوطني من أجل فلسطين، الذي يضم أكثر من 30 منظمة دينية ومدنية ونقابات وأحزاباً سياسية. وطالب الائتلاف بـ «تحرك حاسم من جنوب أفريقيا ضد الهجمات الإسرائيلية والمجازر وعمليات النزوح والتدمير في قطاع غزة». كما طالبت منظمات عدة بطرد السفير الإسرائيلي من جنوب أفريقيا.
وفي لندن، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص للتنديد بـ «مجزرة» غزة وتزويد إسرائيل بالسلاح، بحسب ما أفادت المنظمتان اللتان دعتا لهذه التظاهرة وهما «أوقفوا الحرب» و «حملة التضامن مع فلسطين». وهي التظاهرة الكبيرة الثالثة تضامناً مع الفلسطينيين التي تشهدها لندن في الأسابيع الأربعة الماضية، وتوقع المنظمون تحطيم أرقام قياسية هذه المرة.
وقال رئيس منظمة «حملة التضامن مع فلسطين» هوغ لينينغ: «لم نشهد أبداً مثل هذا الدعم، العالم كله يقف خلف الفلسطينيين». وانطلقت التظاهرة من أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي تتهمها المنظمات الداعمة للفلسطينيين بأنها تقوم بتغطية «منحازة» للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وجاءت هذه التظاهرة في نهاية أسبوع صعب لحكومة ديفيد كاميرون المتهمة بعدم تبني موقف حازم من إسرائيل. واستقالت وزيرة الدولة للخارجية سعيدة وارسي الأربعاء من حكومته، وقالت إنه لم يعد بإمكانها «تأييد سياسة الحكومة في شأن غزة» التي قالت إنها «لا يمكن الدفاع عنها أخلاقياً». وشدد كاميرون في بيان أمس على الجهد الإنساني الذي تبذله بريطانيا التي سترسل نهاية الأسبوع فريقاً طبياً يضم خصوصاً مختصين في التخدير وجراحة الأعضاء الاصطناعية.
وأعلن تحالف من 13 منظمة إنسانية بريطانية أمس، أنه جمع أكثر من 4.5 ملايين جنيه إسترليني (5.6 ملايين يورو) في أقل من 24 ساعة لمساعدة سكان غزة.
 
بيت حانون: إعدام جماعي وموت قادم من السماء
الحياة...بيت حانون (قطاع غزة) - فتحي صبّاح
كان يتصبب عرقاً من صلعته. ينبش في الركام وتحت الأنقاض بحثاً عن أي شيء يمكن أن يكون نافعاً في أيام النزوح الصعبة هناك بعيداً في مخيم جباليا للاجئين.
يشعر كامل داود وهدان (58 عاماً) بحزن على عشرات خلايا النحل المحطمة، وبحزن أكبر على ابن عمه وعائلته الذين استشهدوا في منزلهم نتيجة قصف اسرائيلي غاشم.
المنزل المؤلف من أربع طبقات أصبح مثل أربع قطع من البسكويت تم رصها فوق بعضها بعضاً، وبينها 8 جثث لأناس أبرياء، لا ذنب لهم سوى أن حظهم العاثر قذف بهم للسكن قرب جيران قساة لا يعرفون الرحمة.
قال مستوطن من «سديروت» على شاشة التلفاز: «يجب محو قطاع غزة عن الوجود كي نتمكن من العيش بأمان».
أسلاك شائكة وأخرى إلكترونية مكهربة و900 متر بالتمام والكمال من الأرض الجرداء تفصل بين منازل عائلة وهدان ومستوطنة «سديروت» الصغيرة الأقرب الى بلدة بيت حانون عند الطرف الشمالي الشرقي من قطاع غزة. سكان المستوطنة البالغ عددهم نحو 20 الفاً عادوا الى منازلهم الثلثاء الماضي بعد قليل من سريان تهدئة لثلاثة أيام. يجولون بسيارتهم في الشوارع، فيما عائلة وهدان تلملم جراحها، وسكان بلدة بيت حانون يقفون على أطلال منازلهم المدمرة يبكون شهداءهم وذكرياتهم وأحلامهم التي دُفنت تحت الركام.
كانت «البورة» يوماً بساتين حمضيات وفاكهة غنّاء، تفوح منها رائحة زهر الليمون والبرتقال في الربيع، وتتمتع بنسيم من الهواء الخالي من الرطوبة في الصيف، قبل أن «تحلقها» جرافات الاحتلال وتصبح قاحلة. والآن، تفوح منها رائحة الموت، وروائح نتنة ناجمة عن حيوانات متعفنة ومنتفخة قتلتها في الشوارع قذائف الاحتلال.
يقف 20 منزلاً صغيراً غير مطلية تضم اكثر من 30 عائلة في مقابل بضع عشرات من منازل المستوطنين الملونة والمسقوفة بالقرميد الأحمر.
في ليلة رعب رهيبة، تحولت المنازل الى ركام وتكسرت الخلايا، فجنّ جنون النحل، وطار بعيداً من رائحة الإسمنت المختلطة برائحة البارود. قطعت الدبابات «البورة» مسرعة وهي تطلق حممها الملتهبة، وأسقطت الطائرات الحربية الاسرائيلية الأميركية الصنع حمولتها من القذائف.
هرب معظم أبناء عائلة وهدان المعروفة بتربية النحل وإنتاج العسل من منازلهم، لكن عائلة زكي وهدان (69 عاماً) لم تتمكن من الهرب من الموت القادم من السماء، أو من الأرض.
بعدما بدأت قوات الاحتلال فجر الثامن عشر من الشهر الماضي بشن العدوان البري، جاء جنود الاحتلال الى المنزل فاعتقلوا نجله حاتم (52 عاما) وأبناءه الأربعة رامي وبهجت ومحمد وزكي، وأبناء عمهم أيمن وأمين. في اليوم التالي، أفرجوا عنهم تباعاً بعدما حققوا معهم عن الأنفاق ومقاتلي «حماس» و «الجهاد الاسلامي»، وعرضوا عليهم التعاون معهم فرفضوا. وقال رامي (31 عاماً) لـ «الحياة»: «لم يتمكن أي منا من العودة الى البيت، لكننا اتصلنا بجدي وجدتي وأمي للاطمئنان عليهم». وأضاف: «أجرينا اتصالات مكثفة مع الصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر والبلديات لإنقاذهم واخراجهم من المنزل من دون جدوى، وكان جواب موظفي اللجنة الدولية دائماً أن قوات الاحتلال ترفض السماح لأي كان بالوصول الى المنطقة وتأمين خروجهم من المنزل».
زرع الجنود المتفجرات أسفل المنزل وفجروها، فسقطت الطبقات الأربع، وبينها ثمانية من أفراد العائلة: الجد زكي، والجدة سعاد (67 عاماً)، وزوجة حاتم بغداد (50 عاماً)، وابنتاه زينب (27 عاماً)، وصمود (22 عاماً)، ورضيعتها غِنى (عام ونصف العام)، ونجلاه أحمد (14 عاماً)، وحسين (9 أعوام).
إنه «اعدام جماعي» قال رامي الذي يعمل ساعياً في مؤسسة أهلية في مدينة غزة.
في هذه الأثناء، كان حاتم وأبناؤه الثلاثة وأشقاؤه وأبناؤهم يأوون في منزل في مخيم جباليا للاجئين يعود الى أحد اقاربهم من عائلة أبو القمصان الذي يعيش خارج الوطن منذ زمن بعيد.
اعتقد هؤلاء، بعدما أنهكهم البكاء وجفت الدموع، أنهم الآن في مأمن عن الموت الذي يتربص بالفلسطينيين في كل القطاع وأودى بحياة نحو 1900 منهم، وأصاب نحو عشرة آلاف بجروح. كانوا يعرفون أنه لا يوجد أي مكان آمن في القطاع، لكنهم اعتقدوا، بعد قصف عدد من المدارس التابعة لـ «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا) التي تؤوي نحو 250 ألف نازح، أن منزل نسيبهم قد يكون أكثر أمناً.
وما هي إلا أيام، حتى أطلقت طائرة من دون طيار «زنانة» صاروخين على منزل أبو القمصان، فقتلت حاتم، وجميلة (28 عاماً) زوجة ابنه بهجت، وابنتها نور الهدى (أربعة أعوام ونصف العام)، وسنيورة (27 عاماً) زوجة شقيقه علي، فيما أصيب 15 آخرون بجروح، عدد منهم في حال الخطر.
تساءل رامي: «ألم يسمع العالم عن هذه الجرائم؟ أينتظرون حتى تقتل اسرائيل كل الشعب الفلسطيني؟». وتابع: «الى متى سيبقون ينظرون الينا وإسرائيل تعدمنا إعداماً مباشراً؟ من سيوقف اسرائيل عند حدّها؟ الى متى سنظل نُقتل، الى متى؟».
 
القاهرة عرضت تثبيت وقف النار وفتح المعابر مع التفاوض على المطالب الشائكة حتى تسويتها
القاهرة - «الحياة»
علمت «الحياة» أن القاهرة قدمت عرضاً توافقياً للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة يتضمن تثبيت وقف النار وفتح المعابر، وتأجيل المطالب الخلافية والشائكة للطرفين، شرط قبولهما استمرار التفاوض حتى التوصل إلى حلول نهائية لكل المطالب.
وكان الوفد الإسرائيلي أرجأ التفاوض وتقديم رده بسبب عطلة السبت اليهودي، فيما بقي الوفد الفلسطيني رغم خروق التهدئة. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس الوفد الفلسطيني الى محادثات التهدئة عزام الأحمد في تصريحات مساء أول من أمس: «أبلغنا اشقاءنا المصريين بأننا جالسون، سواء أكانت عطلة دينية بالنسبة إلينا كمسلمين أم لا، لان ديننا لا يمنع أن نقوم بالعمل من أجل وقف سفك الدماء بين الطرفين، وهذا هو الأهم وله الأولوية الآن».
وأضاف الأحمد: «لسنا مع التصعيد، ومستعدون أن نستمر عبر الأشقاء في مصر في التفاوض لإنجاز اتفاق نهائي يعيد الحقوق لأصحابها، بما يعني رفع الحصار عن قطاع غزة بكل الأشكال، ومنح أطفال غزة الحق في العيش الكريم، وأن يذهبوا إلى مدارسهم وملاعبهم، وألا يبقوا تحت رحمة الطائرات». وانتقد المجتمع الدولي، واصفاً إياه بأنه ظالم كونه يتحدث عن عدم الاعتداء على المدنيين الذين يدفعون الثمن، والمدنيون الذين يدفعون الثمن هم الفلسطينيون لا الإسرائيليون.
وأعرب عن أمله في أن تكون الساعات المقبلة حاسمة، وألا تضيع كما ضاعت الأيام السابقة، مشدداً على أن المطالب الفلسطينية واضحة، ولا يمكن التنازل عنها، خصوصاً الحديث عن الميناء والمطار، منوهاً بأنه كان هناك مطار في غزة يعمل وطائرات تنزل به بموافقة إسرائيل وفق اتفاق أوسلو، كما أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك جاء إلى غزة عام 1999 حين تم الاحتفال وقص شريط بدء العمل بالميناء. وتساءل الأحمد عن سبب يمنع هذا الآن، وهو متفق عليه سابقاً، وقال: «لم نطلب أي جديد إطلاقاً، وبالتالي ليس من حق إسرائيل أن تقول هذا مسموح وهذا غير مسموح، كما أننا نقدم مطالب ترتبط بوقف الحرب»، معرباً عن أمله في تلبيتها لتهيئة المناخ لعملية سياسية تنهي العنف والحروب وسفك الدماء وتنهي الاحتلال وتنفذ قرارات الشرعية الدولية.
وأكد: «جئنا إلى القاهرة وفق مبادرتها، ونحن واثقون من رغبة مصر وحرصها على إحلال الأمن والسلام». وأشار إلى أن الوفد الفلسطيني حتى هذه اللحظة لم يعرف رأي الجانب الإسرائيلي بشكل رسمي في أي نقطة من النقاط التي عرضت. وشدد على أن الوفد الموجود في القاهرة وفد فلسطيني موحد ومشكل من الرئيس محمود عباس، حتى لو كان ينتمي أفراده الى فصائل فلسطينية مختلفة، موضحاً أن كل كلمة يقولها تكون باسم الوفد الفلسطيني، منتقداً إصرار بعض وسائل الإعلام على تقسيم الوفد.
من جهته، قال عضو الوفد قيس عبدالكريم إن المفاوضات لم تشهد أي جديد طوال الجمعة وحتى مساء السبت، مؤكداً: «سنبقى في القاهرة حتى نحقق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة والتي تدعمها مصر بقوة وتحاول الضغط على إسرائيل للموافقة عليها». وأكد أن هناك توافقاً داخل الوفد الفلسطيني على اتخاذ القرارات بشراكة وطنية حقيقية وبمشاركة الجميع، مشيرا إلى أن اتخاذ أي قرار يتم بعد التشاور مع الجميع وعدم انفراد أي قوة مهما كان حجمها بالقرار، والمحافظة على قوة الموقف الفلسطيني الموحد لأنه لا يمكن بناء الوحدة على قاعدة التفرد.
إلى ذلك، قال الناطق باسم «فتح» أحمد عساف إن الوفد الفلسطيني في القاهرة لن يقايض حقاً بحق، مشيراً إلى أن التوجه للمؤسسات الدولية حق مشروع للشعب الفلسطيني وقيادته المؤتمنة. وأوضح أن «لدى فتح ثلاث أولويات تعمل وفقها، هي: وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلة، ورفع الحصار الظالم على شعبنا في غزة، وإعادة إعمار القطاع». ولفت إلى «جهات إقليمية تحاول تشويه الرعاية المصرية للمفاوضات بهدف توجيه المعركة صوب الشقيقة مصر وإعفاء دولة الاحتلال من تحمل مسؤوليتها القانونية تجاه غزة باعتبارها أرضاً محتلة». وشدد على أن الطرف المصري شريك أساس مع الشعب الفلسطيني وقيادته، وهو يقف إلى جانب الحقوق والمطالب الفلسطينية المشروعة التي يحملها الوفد الفلسطيني في القاهرة، رافضاً محاولات استهداف الدور المصري الداعم للحقوق الفلسطينية.
من جهته، دان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وأعرب عن القلق البالغ إزاء عدم التزام تمديد وقف النار، وطالب بالعودة الفورية لوقف النار واستئناف المفاوضات لتنفيذ المبادرة المصرية، بما يحقق المطالب الفلسطينية المشروعة ويؤدي الى رفع الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة وينهي معاناة الشعب الفلسطيني. وكرر مطالبته الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من الهجمات الإسرائيلية بالسرعة اللازمة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,924,189

عدد الزوار: 7,651,024

المتواجدون الآن: 0