الطائفة السنّية اختارت دريان خلَفاً لقباني وأنهَت الانقسام والمفتي الجديد لإعادة النظر في أوضاع الجهاز الديني

الحريري يُفعِّل حركته ولا انتخابات رئاسية ونيابيةو المشنوق لـ "النهار": سوريا ترفض إعادة اللاجئين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 12 آب 2014 - 7:07 ص    عدد الزيارات 2199    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحريري يُفعِّل حركته ولا انتخابات رئاسية ونيابية والمشنوق لـ "النهار": سوريا ترفض إعادة اللاجئين
النهار...
نهاية أسبوع لبنان حفلت بحركة واسعة على الصعد السياسية والعسكرية والدينية والتربوية، وكان الرئيس سعد الحريري محور معظمها، اذ قوبلت عودته بمواقف ايجابية من معظم الاطراف، وهو تحرك في كل الاتجاهات، مطلقا سلسلة من المواقف التي تدفع الامور قدما، من دون القدرة حتما على إيجاد واقع جديد في ظل تعقيدات داخلية واقليمية متفاقمة، وخصوصا في ملف رئاسة الجمهورية.
وقال مرجع سياسي لـ"النهار" ان "ظروف الانتخاب لم تنضج بعد، وان أوضاع المنطقة المحيطة لا توحي بقرب اجراء الاستحقاق، فكل لاعب اقليمي يحاول ان يتدخل لفرض واقع يلائمه، وتاليا فان العرقلة هي الورقة الوحيدة المتاحة للجميع اكثر من القدرة على فرض رئيس".
وشدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على "ان البطريركية المارونية إحترامًا منها للكتل السياسية ونواب الأمّة، لا ترشّح أحدًا ولا تُقصي أحدًا ولا تروّج لأحد. بل تؤيّد أي رئيس يُنتخب بحكم أنه رئيس للبلاد"، فيما عاب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط على السياسيين عجزهم عن إنتخاب رئيس، معتبراً "أن أي حل آخر هو التمديد للمجلس سنة أو سنتين ويكون قد تأجل إستحقاق إنتخاب رئيس الجمهورية. لا نستطيع تأجيل الانتخابات، وإذا كان لا بد من تأجيلها بضعة أشهر لأسباب تقنية فسنشرط ذلك بانتخاب رئيس للجمهورية".
الحريري
وكانت سرت شائعات في اليومين الاخيرين ربطت عودة الرئيس الحريري الى لبنان باستحقاق رئاسة الجمهورية، وسرت تكهنات عن اتفاق على العماد جان قهوجي رئيسا والرئيس الحريري رئيسا للوزراء والعميد شامل روكز قائدا للجيش. ونشطت حركة المستوزرين، لكن زوار الحريري نقلوا عنه انه مستعد لتقديم تسهيلات لانتخاب الرئيس شرط ان يبادل الطرف الآخر الى ملاقاته، إلا أنه لن يطرح اي مرشح في انتظار ما يقرره المسيحيون في هذا المجال، وانه كان يفضل ان يزور قصر بعبدا للقاء الرئيس فور عودته الى لبنان. وأكد زواره انه لن يدخل في بازار الاسماء مع الاشخاص الذين يلتقيهم في لبنان في انتظار الاتفاق على المرحلة المقبلة وعلى مواصفات الرئيس الجديد، ويقول ان الرئيس القوي هو القادر على اعادة جمع اللبنانيين . ونسب الى مصادر في "تيار المستقبل" عدم رغبتها في تعديل الدستور إلا في ظروف قاهرة.
بري
في المقابل، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره قبل نحو نصف ساعة من استقباله الرئيس سعد الحريري مساء امس: "أنا لا أقبل بالتمديد لمجلس النواب الممدد له وهو في الاساس لا يستأهل التمديد لا أكثر ولا أقل".
المشنوق
أما وزير الداخلية نهاد المشنوق، فصرح بأن الاولوية هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية "ولا أرى أن الوضع الأمني يسمح بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في شهر تشرين الثاني المقبل . الحريق على حدودنا ويكاد يصل إلينا وقد ينسحب على الوضع الداخلي.الأجهزة الأمنية نصحت بعدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها بسبب الوضع الأمني والقرار السياسي "مش عندي" فأنا وزير داخلية كل لبنان. التقارير الأمنية التي تأتيني تجعلني مضطراً أخلاقياً وكوزير داخلية الى أن أتحمل مسؤولية تقدير عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها".
وأبلغ المشنوق "النهار" ان هبة المليار دولار التي قررتها السعودية لتلبية حاجات الجيش وقوى الامن "ستوضع في المصرف المركزي بعد أن يقرّها مجلس الوزراء". وأضاف "ان القانونيين يعدون صيغة لاقرار الهبة وفق أعلى نسبة من الشفافية وفي امكان الرئيس تمام سلام ان يطرحها على مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال". وقال ان الرئيس سلام سيرأس اليوم اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف اللاجئين السوريين والتي تضم وزراء الشؤون الاجتماعية والخارجية والداخلية للنظر في اجراءات قررها مجلس الوزراء لمعالجة هذا الملف. وأفاد أن "اللاجئين السوريين هم أربع فئات: فئة عليها أحكام قضائية في سوريا لا يرضى لبنان ان يعيدها الى بلادها، فئة تمتلك أوراقا سليمة، فئة دخلت لبنان بطريقة غير شرعية وقد تمت تسوية اوضاعها في الامن العام اللبناني، واخيرا فئة لا أوراق في حوزتها وهي أيضا لا يمكن اعادتها الى سوريا". وأشار الى "ان النظام السوري يرفض في المطلق اعادة اللاجئين أيا يكن وضعهم القانوني".
أبو فاعور
وبالتزامن مع الحركة السياسية الواسعة التي يقوم بها على صعيد الاستحقاق الرئاسي، اوفد جنبلاط امس وزير الصحة وائل ابو فاعور ونجله تيمور الى جدة لاجراء محادثات مع القيادة السعودية في شأن آخر التطورات في لبنان.
دار الفتوى
وأمس شهدت دار الفتوى حدث انتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا جديدا للجمهورية، وقد ركز في أولى كلماته على رص الصفوف لمواجهة الارهاب وترسيخ الاعتدال الاسلامي لصد الهجوم التكفيري. ورأى المفتي المنتخب الذي يتسلم مهماته رسميا في 15 ايلول ان "الفتنة بين السنة والشيعة شر مستطير، والنصارى هم الاقرب الينا". وتعهد اصلاح دار الفتوى والعلاقة مع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى واعادة توحيده.
وبعد الانتخاب أقام الحريري على شرفه غداء قال خلاله: "نحن، من مواقعنا السياسية، نتحمّل المسؤولية أيضاً، ولن نرضى لِقلّةٍ من المتطرفين أن تأخذ الإسلام والمسلمين إلى مواجهة مع سائر الشركاء في الوطن والأمة. إن تلك الحفنة التي تقوم باقتلاع المسيحيين في العراق، من أرضهم وتاريخهم، هي فئة ضالة معادية للإسلام، وخارجة على رسالة النبي العربي".
عرسال
وبعد أسبوع من حوادث عرسال، أحكم الجيش سيطرته على كل المواقع المحيطة بالبلدة ، وهو يسيّر دوريات مؤللة داخل البلدة، كما استحدث حواجز ثابتة ومتنقلة لضبط الأمن.
لكن الانتشار الامني لا يلغي خوفا من اجتياح جديد للتكفيريين، وقلقا على مصير المخطوفين من الجيش وقوى الأمن الداخلي اذ استمر الغموض في شأنهم، ولم تفض حركة اتصالات الى معرفة اماكن وجودهم حاليا، او معرفة هوية الخاطفين ومطالبهم. وتخوفت مصادر مواكبة من ان تطول حركة المفاوضات على مثال تلك التي اتصلت بمخطوفي اعزاز. وقد وزع الخاطفون شريطا بدا فيه ثمانية من العسكريين يعددون أسماءهم. في المقابل تنفي مصادر عسكرية ان يكون هناك تفاوض مع الخاطفين او اتصال بهم.
الامتحانات والتصحيح
تربويا، تبدّلت المواقف امس من هيئة التنسيق النقابية، وبدا كلام البطريرك الماروني مؤشرا في هذا المجال، تبعته الاحزاب السياسية التي توالت على اصدار بيانات دعت فيها الاساتذة الى تصحيح الامتحانات تجنبا للافادات المدرسية، وابرزها "التيار الوطني الحر" و "تيار المستقبل" و حركة "امل". لكن حركة الاتصالات ظلت مستمرة حتى ساعة متقدمة من الليل لتوفير مخرج يحفظ كرامة الجميع. ورفض نقابيون التعليق على التطورات، في انتظار ما تقرره الجمعيات العمومية اليوم.
 
الطائفة السنّية اختارت دريان خلَفاً لقباني وأنهَت الانقسام والمفتي الجديد لإعادة النظر في أوضاع الجهاز الديني
النهار...
اختارت الطائفة السنية أمس رئيس المحاكم السنية الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً لها بشبه اجماع، فانطوت صفحة أزمة حادة حول هذا المنصب استمرت نحو ثلاثة أعوام.
لم يعد خافياً أن "تسوية" شاركت فيها القاهرة والرياض، اقنعت المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني وفريقه الديني بمباركة نتيجة التصويت أمس في دار الفتوى.
لقد دخل كل الافرقاء السياسيين في الطائفة في هذه التسوية وشارك ممثلوهم في الهيئة الناخبة للمفتي في تسمية دريان لهذا المنصب.
كاد انتخاب المفتي الجديد أن يكون بالاجماع لولا معارضة فريق علمائي صاعد هو هيئة علماء المسلمين الذين رشحوا عالم دين آخر لهذا المنصب هو الشيخ أحمد الكردي.
وفي كل الاحوال، شارك في عملية الانتخاب 93 عضواً من أصل 103 أعضاء يحق لهم المشاركة، ونال دريان 74 صوتاً، فيما نال منافسة الوحيد الكردي 8 أصوات، وكان هناك ورقتان ملغيتان و8 أوراق بيض. وقد حضر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والرئيسان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي ووزراء الطائفة ونوابها والمفتون وسائر اعضاء الهيئة الناخبة.
استهلالاً القى سلام كلمة دعا فيها الى "المضي قدماً الى الامام في مسيرة تثبيت مرجعيتنا الدينية، في مسيرة تثبيت دار الافتاء التي مضى عليها عقود وهي تقوم بمهمات ومسؤوليات جسام على مستوى القيادة الدينية الوطنية في طائفتنا، طائفة الاعتدال، طائفة الانفتاح، طائفة الدين الاسلامي الرحب الذي يتفاعل مع كل مكونات الوطن من طوائف أخرى من أجل المحافظة على لبنان، لبنان الديموقراطي، لبنان الحرية، لبنان السيادة ولبنان الاستقلال. نحن اليوم نمضي في هذا السبيل بخطى واثقة، بخطى يعتز بها ابناء هذه الطائفة وقياداتها لما فيه المصلحة العامة. نحن اليوم نمضي معاً في انتخاب مفت للجمهورية بهدف ترسيخ دار الفتوى ببعدها المؤسسي الجامع في قيادة الطائفة دينياً وسط ما يشهده الاسلام والمسلمون من حالات شاذة مؤذية لا تمت الى الاسلام والمسلمين".
وإثر انتخابه القى المفتي الجديد كلمة أعلن فيها "انتهاء زمن الانقسام بين المسلمين الشرعيين"، وتعهد "اعادة النظر في أوضاع الجهاز الديني".
وقال: "إننا محتاجون اليوم وغداً الى مكافحة الفقر والحاجات الاجتماعية، ومحتاجون اليوم قبل الغد الى مكافحة التشدد والتطرف والعنف باسم الدين في أوساطنا، ومحتاجون الى تواصل وتفاهم أكبر في العلاقات الاسلامية – الاسلامية، والاسلامية – المسيحية، والى فكر اصلاحي ومبادرات اصلاحية كبرى، ومحتاجون للقدرة على القيام بذلك أيضاً الى ثقة المجتمع الاسلامي والوطني والعربي، إنها المهمات الكبرى الضرورية للأوطان والاديان، وهي تتطلب منا أن نكون على مستوى الرسالة التي عهدنا لأنفسنا بها، واعتبرناها واجباً دينياً لنقم بواجباتنا في الاصلاح ومكافحة التشدد (...) إن هذا المقام هو مقام مصارحة، كما أن هذه الدار كانت ولا تزال دار مصالحة، والمصارحة بقصد المصالحة تقتضينا القول إن العلاقات بين الشيعة والسنة في داخل الاسلام وفي داخل لبنان أقل ما يقال فيها إنها ليست على ما يرام، وأنا على يقين أن احداً منا سواء أكان رجل دين أم سياسياً ما قصد الاساءة الى وحدة المسلمين أو اللبنانيين، لكن وقعت الواقعة، وتفاقمت النزعة المذهبية والطائفية، وظهر عندنا وعندهم غلو كثير، وحدث استخفاف كبير بالأنفس والاعراض والممتلكات التي أمرنا رسول الله بصونها في خطبة الوداع، إن ما يجري في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا هول هائل، وما نصنعه بأنفسنا يكاد يعجز عن صنعه الاسرائيليون في غزة وفلسطين، ولا علة لذلك غير الطغيان والتطرف.
أعلم أن عديدين منكم حاولوا ويحاولون، وسأتشاور معهم ومع القيادات الدينية واللبنانية والعربية في ما يمكن عمله لمواجهة هذا الشر المستطير، فهذه مهمة دار الفتوى ووظيفتها من أجل الدين ووحدة المسلمين والانتماء العربي، وانقاذ لبنان.
إن هذا الشرّ المستطير لا ينال فقط من وحدة الاوطان، ومن سلام الانسان والعمران، لكنه إنما ينال أول ما ينال من ديننا الذي ساء مشهده ليس في العالم البعيد فقط، بل وفي العالمين العربي والاسلامي".
ولاحقاً زار دريان سلفه قباني في منزل الافتاء وقال بعد اللقاء: "لقد كنت متعاوناً معه كل التعاون من أجل المصلحة الاسلامية ومن أجل القضاء الشرعي ومحاكمه، وكنا نتزود دائماً توجيهاته، أعدكم جميعاً وأعد سماحة المفتي بأنني سأبقى على اتصال دائم به لأنه بالنسبة الي مرجعية دينية لا يمكن أن استغني عنها في العمل، وله باع طويل في ادارة شؤون المسلمين في تلك المرحلة التي تولّى فيها مقام منصب مفتي الجمهورية، وإن شاء الله سنلتقي وإياه دائماً على خير لأن همّ سماحة المفتي وهمّي أنا هو مصلحة المسلمين والعمل لاعزاز دار الفتوى دار المسلمين جميعاً، ودار اللبنانيين جميعاً، سماحة المفتي الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني هو مفتي الجمهورية اللبنانية وهو شيخنا ونعتز نحن بأننا سنبقى على تواصل معه".
أما قباني فقال: "أرحب بأخي سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان في هذا اليوم الطيب الذي انتخب فيه مفتياً للجمهورية اللبنانية، وأهنئه على هذه الولاية التي سيتولاها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه لما فيه خير الاسلام والمسلمين واللبنانيين وأن يهيئ له رجالاً يعينونه على الحق ويتعاونون معه على البر والتقوى، وأنا إن شاء الله لن أدخر جهداً في تقديم النصح".
 
الجيش استكمل انتشاره في محيط عرسال وتوقّع معركة بين المسلحين و"حزب الله"
النهار...بعلبك - وسام اسماعيل
استكمل الجيش أمس انتشاره في محيط بلدة عرسال ومدخلها الجنوبي، وأحدث مراكز جديدة له بعدما كان دخل البلدة صباح السبت، وشرع في تسيير دوريات مؤللة داخل احيائها واقفل كل المنافذ التي قد تستخدمها المجموعات المسلحة للعبور من عرسال وإليها. كذلك تمكن من دخول نقطة الحصن التي كان خسرها في اللحظات الاولى من المعارك مع المسلحين، وعثر على جثة احد عناصره الشهيد سهيل المنياوي الذي سقط في الأيام الاولى للمعارك في عرسال. كذلك سيرت فصيلة درك عرسال دوريات في المنطقة مواكبة عملية الانتشار التي تنفذها وحدات الجيش.
وأمس عادت الحياة الى طبيعتها في البلدة واستقبل الأهالي الجيش بنثر الأرز والورود، وعمل الدفاع المدني على انتشال جثث المسلحين من عرسال التي عاشت ستة ايام اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" سقط خلالها عدد من الشهداء والجرحى للجيش و17 من أبنائها معظمهم من الأطفال والنساء و22 جريحاً.
وفتحت المحال التجارية أبوابها ونزل أهالي البلدة للتبضع وكأن شيئاً من التوتر الأمني والظهور المسلح لم يكن، فيما انشغل اهالي حي السرج في نفض الغبار عن منازلهم وازالة مشاهد الدمار نتيجة قساوة القصف الذي تعرض له الحي إضافة الى تعرض ستة مخيمات كانت تؤوي اللاجئين السوريين للاحتراق الكامل.
والفوضى التي كان يعيشها اللاجئون السوريون داخل البلدة تغيرت، فتحركاتهم باتت حذرة، في وقت خرج عدد كبير منهم الى خارج البلدة ومخيماتهم التي كان لها النصيب من الأضرار حيث احترقت مئات الخيم.
لا يختلف اثنان على مدى التأثير السلبي الذي خلفه غياب الدولة عن البلدة وخصوصاً في التعامل مع ملف السوريين اللاجئين الذين غصت بهم البلدة مما ساهم في احداث الفوضى فيها لتصل الى ما وصلت اليه.
وعاد عدد من العائلات التي نزحت من البلدة يوم السبت وسط إجراءات امنية مشددة للجيش الذي سمح لها بالدخول وتفقد ارزاقها التي طاولتها يد الارهاب. على مدخل عرسال سيارات محترقة ومنازل شبه مدمرة ونوافذ اخترقها الرصاص والقذائف، وأحدث الجيش نقاطاً جديدة بينما نقل ارتالاً من الآليات المصفحة الى جرود البلدة لإقامة مناطق عسكرية اكثر تحصناً منعاً لتكرار دخول المسلحين. وفي معلومات ان اجراءات الجيش تمنع دخول السوريين إلى البلدة وخروجهم منها.
وفي المعلومات أيضاً أن المسلحين الموجودين في جرود عرسال باتوا محاصرين جغرافياً، فالجيش قطع جميع المعابر المؤدية الى عرسال والتي كان المسلحون يستخدمونها، في مقابل قطع عناصر من "حزب الله" منافذ جردية خلال معركة حصلت معهم. فهل تحصل معارك قاسية بين المسلحين وعناصر الحزب خلال الايام المقبلة؟
 
"حزب الله": توسيع الـ 1701 مرفوض سياسياً وحاضرون للتحالفات في مواجهة التكفيريين
النهار...
قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي في احتفال تأبيني إنه "لولا ما تسبب به حزب الله من هزائم متكررة للمجموعات التكفيرية لكانت هذه المجموعات قد تغلغلت في بلداتنا وقرانا ومدننا، وبالتالي فإننا اليوم بحاجة إلى إدراك طبيعة الخطر التكفيري الذي يتهدد لبنان في الوقت الذي لم يعد احد يشكك بأن هذا الخطر قد يدهم لبنان، لكننا واثقون من قدرتنا على هزيمة هذا العدوان".
ودعا جميع القوى الى "تحييد خلافاتها السياسية جانبا والعمل معا من اجل استئصال المسارب التي يمكن العدوان التكفيري ان يهدد لبنان من خلالها، ونحن في سبيل مواجهة العدوان الصهيوني حيّدنا الكثير من الخلافات السياسية الداخلية لأننا وضعنا أولوية مواجهة هذا العدوان، فأنجزنا تحالفات سياسية تخدم حركة المقاومة. اما اليوم وفي مواجهة العدوان التكفيري الذي يستهدف لبنان فإننا حاضرون للتحالفات السياسية التي من شأنها ان تجعل اللبنانيين جبهة موحدة تستطيع هزيمة الخطر التكفيري في ميداني المواجهة والسياسة على سواء".
ولفت الى ان "المشروع التكفيري يستهدف لبنان ابتداء وهو ليس رد فعل على تدخل او تورط، وفي الوقت الذي يحتاج الفريق الآخر الى شد عصبه الشعبي من خلال مقولات تتميز بالتشدد نجد ان الخطورة تكمن في ان يستثمر التكفيري هذا الخطاب المتشدد، وبالتالي فإن توتير البلد مذهبيا وطائفيا لا يخدم مصالح الفريق الآخر بقدر ما يخدم المجموعات التكفيرية، ولذلك فإننا نحيي كل مبادرة تصب في اطار مواجهة الارهاب ولا سيما الارهاب التكفيري خصوصا بعدما سمعنا من بعض الزعماء ان اهم ما يتهدد الامة اليوم هو الارهاب الذي يصدر عن المجموعات التكفيرية".
¶ اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض ان "الجميع من شيعة وسنة ومسيحيين وأقليات دفع ثمن الممارسات الاجرامية التي تقوم بها المجموعات التكفيرية، وبالتالي فالوطن بكيانه ومكوناته وتركيبته بات في مرمى الاستهداف التكفيري، مما يطرح المسؤولية علينا جميعا، لأن الخطر التكفيري يجعل اللبنانيين جميعا في مركب واحد، ويخطئ من يظن انه بمنأى عن دفع الاثمان او انه قادر على تحقيق اية مكاسب"، مطالبا الجميع بـ"الالتقاء معا على قاعدة الاعتدال في وجه التطرف لحماية الوطن من الرياح العاصفة التي تضرب أبوابه".
 
لا جديد حول مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين
بيروت - «الحياة»
لم يطرأ أي جديد على الجهود الرامية للإفراج عن العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم المجموعات الإرهابية لدى انسحابها من بلدة عرسال البقاعية في اتجاه المنطقة الجردية عند الحدود المتداخلة بين لبنان وسورية، نظراً لتعذر وصول الوسيط، وهو شيخ سوري، الى قادة هذه المجموعات بذريعة وجودهم في الجبال، رغم انه حاول مرات عدة التواصل معهم واضطر للقاء مسؤولين عاديين منهم غير مخولين التفاوض، وليس بين يديهم ما يقولونه له، سوى إسداء النصيحة له بتكرار العودة اليهم لعله ينجح في لقاء من يملكون القرار في مسألة الإفراج عن العسكريين.
في هذه الأثناء شكل انتخاب رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبداللطيف دريان مفتياً للجمهورية اللبنانية خلفاً للمفتي الشيخ محمد رشيد قباني الذي تنتهي ولايته في 15 أيلول (سبتمبر) المقبل، مناسبة للتأكيد في لقاء جامع توزّع بين دار الفتوى ودارة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، ان أهل السنّة في لبنان هم مع الاعتدال والتسامح وضد الإرهاب والتطرف «ولن يكون لهما مكان بين أهلنا» الذين هم أشد حرصاً على العيش المشترك خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي يمر فيها البلد والمنطقة.
وعقد ليل أمس لقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري هو الأول بينهما منذ مغادرة الأخير لبنان في نيسان (ابريل) 2011. ويأتي هذا اللقاء عشية الدعوة العاشرة لعقد جلسة نيابية غداً الثلثاء لانتخاب رئيس للجمهورية والتي سيكون نصيبها التأجيل كسابقاتها لتعذّر تأمين النصاب لانعقادها.
وبانتخاب دريان مفتياً للجمهورية تستعيد دار الفتوى وحدتها الجامعة ودورها في ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الحوار بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين المسيحيين، إلى جانب القيادات السياسية لحماية السلم الأهلي ونبذ العنف والانقسام.
وبالعودة إلى المحاولات التي يقوم بها وفد من «هيئة العلماء المسلمين» لدى قادة المجموعات المسلحة من خلال أحد المشايخ السوريين، بغية رفع مستوى التواصل معهم بعد أن غابوا عن «السمع» منذ يومين وأكثر، علمت «الحياة» من مصادر رسمية ونيابية مواكبة للمهمة بأن شيخين من الهيئة هما حسام الغالي وسميح عز الدين التقيا الوسيط السوري مرات عدة ونقلا عنه عدم تمكنه من لقاء أي مسؤول عن هذه المجموعات بذريعة ان هناك صعوبات أمنية وجغرافية حالت دون اجتماعه بهم.
لكن الغالي وعز الدين نجحا عبر «الإنترنت» في التواصل مع أحد قادة المجموعات المسلحة، غير ان سوء الإرسال في عرسال كما تقول هذه المصادر لم يسمح ببدء التفاوض كما يجب، إضافة الى ان الاتصالات مع أي من هؤلاء تكاد تكون معدومة بسبب التشويش على الخطوط الخليوية الذي حال دون حصول أي اتصال مباشر.
وكشفت المصادر بأن الشيخين الغالي وعز الدين حاولا التواصل مع مسؤولين عن هذه المجموعات بغية فتح خطوط عدة تتيح لهما تأمين قنوات اتصال بهم وقالت انهما نجحا في التواصل مع أحد قادتهم (تردد أنه من داعش) لعلهما يستطيعان معرفة ما تريده هذه المجموعات من خلال اختطافها العسكريين، وما إذا كان لديها شروط أو مطالب، خصوصاً انها اكتفت لحظة بدء استكمال انسحابها النهائي من عرسال بالقول انها ستفرج عنهم فور وقف إطلاق النار ولدى اطمئنانهم الى انهم في مأمن لدى العودة الى المنطقة الجردية.
ولفتت الى ان هذه المجموعات بادرت لتأكيد حسن النيات عبر الإفراج عن عدد من العسكريين، متعهدة في الوقت نفسه بالإفراج عن جميع الذين في عهدتها بالتزامن مع الانتهاء من انسحابها، ونقلت عن جهات نافذة في «هيئة العلماء» بأنها تتوقع بدءاً من اليوم ان تتبلور الصورة الأولى للتواصل مع الخاطفين للوقوف على ما لديهم من مطالب. وأكدت هذه الجهات لـ «الحياة» ان هيئة العلماء ستواصل جهودها للإفراج عن العسكريين وإعادتهم الى عائلاتهم، وقالت إن الشيخ الغالي تلقى مئات الاتصالات من ذوي هؤلاء المخطوفين وأولادهم وزوجاتهم وأقاربهم يستفسرون فيها عن مصيرهم.
وتبين من خلال التواصل الأولي الذي تولاه شيخ سوري مع مسؤولين غير نافذين في المجموعات المسلحة بأن فيها رؤوساً عدة وأن العسكريين موزعون على «جبهة النصرة» و «داعش» وربما على مجموعات مسلحة أخرى، فيما أكد مصدر أمني لبناني بأن شريط الفيديو الذي بثته ليل أول من أمس قناة «العربية» الفضائية وظهر فيه عدد من العسكريين المخطوفين يعرّفون عن أنفسهم يعود الى الذين اختطفتهم «داعش».
وفي هذا السياق يواصل عضو كتلة «المستقبل» جمال جراح التواصل مع «هيئة العلماء» ووجهاء عرسال لمواكبة ما آلت اليه الاتصالات التي لا زالت في بدايتها، فيما يسود الحذر الوسط السياسي اللبناني من أن يكون لبنان أمام مشهد «اعزاز 2» في إشارة الى التجاذبات التي مرت فيها عملية الإفراج عن الحجاج اللبنانيين الذين اختطفوا عند الحدود السورية مع تركيا في طريقهم من العراق الى بيروت. ولم يفرج عنهم الا بعد طول انتظار.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,917,407

عدد الزوار: 7,650,754

المتواجدون الآن: 0