إيران تتجه إلى جولة «رئاسية» ثانية أكثر استقطاباً بين الإصلاحيين والأصوليين..

تاريخ الإضافة الأحد 30 حزيران 2024 - 6:32 ص    التعليقات 0

        

إيران تتجه إلى جولة «رئاسية» ثانية أكثر استقطاباً بين الإصلاحيين والأصوليين..

• الدورة الأولى تسجل أدنى نسبة مشاركة في تاريخ «الثورة»

• نجاد غلّب جليلي على قاليباف... وبزشكيان اعتمد على الأقليات

الجريدة... شينخوا و رويترز.... أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية اليوم، إجراء جولة ثانية للانتخابات الرئاسية المبكرة بين المرشحَين، الإصلاحي مسعود بزشكيان، والأصولي سعيد جليلي، لعدم إحراز أي مرشح النسبة المطلوبة من أصوات الناخبين (50 في المئة + 1) للفوز بالجولة الأولى، التي جرت أمس. وقال المتحدث باسم اللجنة، إن بزشكيان حصل على 10 ملايين و415 ألفاً و991 صوتاً، أي بنسبة 6. 42 في المئة من إجمالي عدد أصوات المقترعين البالغة 24 مليوناً و535 ألفاً و185 صوتاً. وأضاف أن جليلي، وهو ممثل المرشد الأعلى في مجلس الأمن القومي، حلّ ثانياً بحصوله على 9 ملايين و473 ألفاً و298 صوتاً، أي بنسبة 8. 38 في المئة من إجمالي الأصوات. في المقابل، حصل المرشح محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الحالي، على 3 ملايين و383 ألفاً و340 صوتاً بنسبة 8. 13 في المئة. ورغم دعوة المرشد الأعلى إلى مشاركة واسعة في الاقتراع، فقد بلغت نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات 40 في المئة من إجمالي الذين يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم أكثر من 61 مليوناً، وتعتبر هذه النسبة أدنى نسبة مشاركة منذ انتصار الثورة. وسجلت الجولة الأولى مفاجآت عدة، كان أبرزها صعود جليلي بدلاً من قاليباف، الذي كان متوقعاً على صعيد واسع أن يكون هو ممثل الأصوليين في الجولة الثانية. وقال مراقبون لـ «الجريدة»، إن سبب هذا التغيير هو مشاركة أنصار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في الاقتراع لمصلحة جليلي، في وقت قاطعت نسبة كبيرة من الناخبين الأصوليين التصويت، احتجاجاً على الانقسامات في صفوف هذه الجبهة، وهو أمر غير مسبوق ويحصل للمرة الأولى منذ الثورة. وكشف قيادي كبير في «جبهة بايداري» (جبهة استقرار الثورة الإسلامية) لـ «الجريدة»، أن صادق محصولي، الذي موّل حملة جليلي الانتخابية، استطاع إقناع الأخير بإعطاء مكاسب كبيرة لأنصار نجاد في الحكومة. وقال قاليباف إنه يدعم جليلي في الجولة الثانية، لكن بعض وسائل الإعلام الاجتماعي المرتبطة برئيس البرلمان عكست انقساماً حاداً بين دعاة المقاطعة ودعاة الاصطفاف وراء جليلي المحسوب على الجناح الأكثر تشدداً في الأصوليين. وبحسب مسؤول انتخابي، فإن الناخبين الإصلاحيين لم يشاركوا بقوة في الجولة الأولى، واعتمد بزشكيان على أصوات محافظات الأقليات من الآذريين والأكراد واللر والبلوش، وكان لافتاً أن المناطق السنية في البلاد صوّتت لمصلحته. ونجح بزشكيان في جذب آراء هذه القوميات بسبب زياراته لمحافظاتها وهو يتكلم الآذرية والكردية، إضافة إلى أن هناك شائعات عن أن والدته كردية سنية، وهذا ما رفع رصيده بين أهل السنة والأكراد. ولكن النسب المتدنية جداً للمشاركة في المدن الكبرى عكست فشل الإصلاحيين وبزشكيان في إقناع سكان هذه المدن بالتصويت لمصلحتهم. وبدأت حماوة المعركة تتصاعد فور إعلان النتيجة، ووصف أنصار بزشكيان جليلي بأنه يسعى إلى تشكيل حكومة طالبانية متشددة، في حين اعتبر أنصار جليلي أن بزشكيان ضعيف الشخصية ومُسيطَر عليه من الإصلاحيين، وانتخابه يعني عودة اليسار التقليدي للسلطة. وبحسب خبير انتخابي إيراني، فإن احتمال فوز المتشددين قائم في الانتخابات بعد ضم أصوات جليلي وقاليباف في حال بقيت نسبة المشاركة على حالها، مضيفاً أنه إذا استطاع بزشكيان تغيير أدائه وتشديد موقفه ضد الأصوليين وإطلاق خطاب إصلاحي ذي لهجة مرتفعة فمن المحتمل أن يستطيع جذب الجمهور الرمادي أو المتردد والفوز بالجولة الثانية، لأن أفكار جليلي المتشددة ليست شعبية في إيران.

جولة إعادة مع جليلي..المرشح المعتدل بزشكيان في المقدمة بـ 10.5 مليون صوت

لجنة الانتخابات الإيرانية: عدد المشاركين في التصويت أكثر من 24 مليوناً..وجولة الإعادة الجمعة 5 يوليو

العربية.نت، وكالات.. أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية، السبت، عن جولة إعادة بين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي، مؤكدة أن عدد المشاركين في التصويت بلغ أكثر من 24 مليوناً. ومن المنتظر أن يتواجه المرشحان في دورة ثانية تجري في الخامس من يوليو، وهو أمر لم يحدث إلا مرة واحدة في 2005، منذ قيام الجمهورية الإسلامية قبل 45 عاماً. وقالت وزارة الداخلية: "إيران تجري جولة ثانية من انتخابات الرئاسة في 5 يوليو مع عدم حصول أي مرشح على 50% من الأصوات". وأظهر إحصاء لوزارة الداخلية أن نسبة مشاركة الناخبين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بلغت نحو 40%، وهو أدنى مستوى مسجل منذ ثورة 1979. ومن المتوقع أن تضع الانتخابات التي ستجرى الجمعة المقبل المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان في مواجهة المفاوض النووي السابق المتشدد سعيد جليلي. وأعلن محسن إسلامي، المتحدث باسم الانتخابات، النتيجة في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الإيراني الرسمي، وقال إنه من بين 24.5 مليون صوت تم الإدلاء بها، حصل بيزشكيان على 10.4 مليون بينما حصل جليلي على 9.4 مليون. وحصل رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف على 3.3 مليون صوت، بينما حصل رجل الدين الشيعي مصطفى بور محمدي على أكثر من 206 ألف صوت. ويشترط القانون الإيراني أن يحصل الفائز على أكثر من 50% من مجموع الأصوات المدلى بها. إذا لم يحدث ذلك، يخوض أكثر مرشحين اثنين فوزا بالأصوات في سباق جولة الإعادة بعد أسبوع. ولم تكن هناك سوى جولة إعادة واحدة من الانتخابات الرئاسية في تاريخ إيران، في عام 2005، عندما تفوق المتشدد محمود أحمدي نجاد على الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني. وكانت مصادر "العربية" و"الحدث" أفادت بأن التوقعات تشير إلى أن نسبة المشاركين في الانتخابات الإيرانية قد تبلغ نحو 40%.

تمديد التصويت

وأغلقت مراكز الاقتراع في إيران الجمعة عند منتصف الليل بعد أن مُدّدت عمليّات التصويت في انتخابات رئاسيّة مبكرة تبدو نتيجتها غير محسومة في ظلّ انقسام معسكر المحافظين وتعويل مرشّح إصلاحي على تعدّد منافسيه لتحقيق اختراق. وكانت وزارة الداخليّة مدّدت عمليّات التصويت التي كان مقرّرا أن تنتهي عند الساعة 18:00، ثلاث مرّات، لمدّة ساعتين في كلّ مرّة. ولم تُدلِ السلطات بأيّ معلومات حول نسبة المشاركة، علما بأنّ حوالى 61 مليون ناخب تمّت دعوتهم إلى صناديق الاقتراع. وأظهرت لقطات بثّتها وسائل إعلام رسميّة طوابير منفصلة للرجال والنساء وهم ينتظرون، حاملين هوياتهم، قبل الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في المساجد أو المدارس. وأدلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بصوته بُعيد فتح مراكز الاقتراع، حاضّا الإيرانيين على المشاركة. وقال في خطاب متلفز "يوم الانتخابات يوم سعيد بالنسبة إلينا نحن الإيرانيّين... ندعو شعبنا العزيز إلى أخذ مسألة التصويت على محمل الجدّ، والمشاركة". وتَعيّن تنظيم هذه الانتخابات على عجَل بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث طائرة هليكوبتر في 19 مايو. وتحظى هذه الانتخابات بمتابعة دقيقة في الخارج، إذ إنّ إيران، القوّة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب الكثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب المستعرة في غزة إلى الملفّ النووي الذي يُشكّل منذ سنوات عدّة مصدر خلاف بين الجمهوريّة الإسلاميّة والغرب. وتنافس في هذه الانتخابات أربعة مرشّحين، جميعهم رجال في الخمسينات أو الستينات من العمر.

مهاجمة "عربة" انتخابية

ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مسلحين مجهولين هاجموا عربة تحمل صناديق انتخابية في إقليم سستان وبلوشستان بإيران وقتلوا اثنين من أفراد قوة أمنية.

مفاجأة

ويأمل المرشّح الإصلاحي الوحيد مسعود بيزشكيان في أن يُحقّق مفاجأة في هذا السباق الانتخابي. وهذا النائب البالغ 69 عاماً كان شبه مغمور عندما سمح له مجلس صيانة الدستور المولج الإشراف على الانتخابات بالترشح. وبيزشكيان، الطبيب المتحدّر من أصول أذرية والمتحفّظ في مظهره والصريح في كلامه، أعطى الأمل للمعسكرين الإصلاحي والمعتدل اللذين همّشا بالكامل في السنوات الأخيرة من قبل المحافظين والمحافظين المتشددين. وفي مواجهته، انقسم أنصار السلطة الحالية بين المرشّح المحافظ محمد باقر قاليباف الذي يرأس حالياً البرلمان، والمرشح المحافظ المتشدّد سعيد جليلي، المفاوض السابق في الملف النووي والمعادي للتقارب مع الغرب. وتشكّل نسبة الإقبال على التصويت رافعة أساسية لحظوظ بيزشكيان في الفوز. ويأمل المرشّح الإصلاحي في أن تشهد نسبة التصويت ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي قاطعها حوالى نصف الناخبين. وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2021 بلغت نسبة المشاركة في التصويت 49% فقط، لكن يومها لم يُسمح لأيّ شخصية بارزة من المعسكرين الإصلاحي أو المعتدل بالترشّح. ويومئذ أطلق معارضون، ولا سيما أولئك المقيمين في الخارج، دعوات لمقاطعة الانتخابات. وأدلى الرئيس الاصلاحي الأسبق محمد خاتمي بصوته صباحا، علما أنه قاطع الانتخابات التشريعية التي جرت في آذار/مارس احتجاجا على رفض المرشحين الاصلاحيين. من جهته، أعلن رئيس الوزراء الاسبق مير حسين موسوي الذي لا يزال خاضعا للاقامة الجبرية منذ 2011، عبر ابنته على انستغرام أنه لن يدلي بصوته. بالنسبة إلى محمد رضا هادي، وهو ناخب يبلغ 37 عاما تحدّثت معه فرانس برس في مركز اقتراع في طهران، يعد التصويت مهما "من أجل تحديد المصير السياسي لبلادنا بأنفسنا". وأيّاً تكن نتيجة الانتخابات فإن تأثيراتها ستظلّ محدودة نظراً لأنّ صلاحيات الرئيس هي أساساً محدودة. وفي إيران تقع المسؤولية الأولى في الحكم على عاتق المرشد الأعلى الذي يعتبر رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد الأعلى.

مظاهرة لمعارضين إيرانيين في برلين تنديداً بالانتخابات «المزيفة»

برلين: «الشرق الأوسط».. تظاهر بضعة آلاف من المعارضين الإيرانيين والمؤيدين لهم في برلين، السبت، تنديداً بالسلطات في إيران، والانتخابات الرئاسية التي وصفوها بأنها «مزيفة»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأعلنت متحدثة باسم الشرطة الألمانية عن إحصاء ما يقرب من 5000 شخص مبدئياً في ساحة «بيبل بلاتس» وشارع «أونتر دين ليندن»، ولا يزال هناك توافد كبير على المظاهرة. ويبلغ عدد الأشخاص الذين تم إبلاغ السلطات بمشاركتهم في هذه المظاهرة 8000 شخص، حسبما أوردت «وكالة الأنباء الألمانية». ودعا إلى تنظيم هذه المظاهرة ما يُعرف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي كان أعلن في اليوم السابق أن عشرات الآلاف سيشاركون فيها. وقال جواد دبيران، المتحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في ألمانيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «هذه الانتخابات فاشلة تماماً، وتُظهر أن النظام ليست لديه شرعية، الإيرانيون لا يريدون هذا النظام». والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو أحد التنظيمات المعارضة الرئيسية خارج إيران، والواجهة السياسية لمنظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية، المحظورة في إيران. ودعا المجلس أعضاءه في عدة دول أوروبية، وفي الولايات المتحدة خصوصاً، إلى التجمع في برلين غداةَ الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي نُظمت بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث مروحية في 19 مايو (أيار). وأكّدت متظاهرة إيرانية أنها أتت من الولايات المتحدة، وقالت مفضّلة عدم الكشف عن اسمها: «نظام الملالي يجبر الناس على التصويت، في النهاية سيستبدلون بالقاتل الذي كان يترأس الدولة قاتلاً آخر، هذا النظام يقتل أشخاصاً كل يوم». ورفع كثير من المشاركين علم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية؛ وهو مكون من أسد يحمل سيفاً وسط ألوان الأخضر والأبيض والأحمر. وفي مداخلة عبر الفيديو، أكّدت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، متحدثة من فرنسا، أن «مقاطعة» التصويت كانت بمثابة «ضربة قاضية» للسلطة في إيران، حسب تصريحات مترجمة. ورأت أن نسبة المشاركة التي أعلنت السلطات الإيرانية أنها «بلغت نحو 40 في المائة، هي في الواقع أقل بكثير». من جهته، أشار مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي السابق، إلى السياسات الصارمة التي اتخذتها إدارة ترمب - بنس ضد النظام الإيراني، بما في ذلك إلغاء الاتفاق النووي، وفرض عقوبات قوية، وأعرب عن قلقه من جهود الإدارة الأميركية الحالية لاستعادة الاتفاق النووي. وأضاف: «ونحن نجتمع هنا بعد يوم واحد فقط من إجراء الانتخابات في إيران، على ما يبدو لاختيار رئيس جديد، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك مفاجئاً، حيث ذكرت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم أن انتخابات الأمس شهدت أدنى نسبة إقبال في تاريخ إيران منذ الثورة». وأوضح بنس: «يعرف الشعب الإيراني أن الانتخابات كانت خدعة... لم يكونوا على استعداد للمشاركة في تمثيلية تهدف فقط إلى إضفاء الشرعية على النظام في نظر العالم الخارجي، هذا الكثير نعرفه على وجه اليقين»، وتابع: «أياً كان الرئيس الجديد لإيران، فإنه سيرث نظاماً أضعف وأقل استقراراً، وأكثر عُرضةً للانهيار من أي وقت مضى في التاريخ، لن يذهب النظام بهدوء إلى الليل من تلقاء نفسه». وقال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، مايك بومبيو، إن «التراخي وتقليص الردع يؤديان إلى معاناة الشعب الإيراني، ولا يمكننا السماح بذلك أبداً»، مشدداً على «أهمية المقاومة لتحقيق مستقبل مشرق لإيران»، وأضاف أن «وفاة رئيسي جعلت إيران أكثر عُرضةً للخطر». وأكد بومبيو أن الاحتجاجات واسعة النطاق ومقاطعة الانتخابات تشيران إلى «ضرورة التغيير»، مشيراً إلى أن «هذا لن يأتي إلا من المقاومة المنظمة»، ورأى أن الشعب الإيراني «يستحق تقرير مستقبله بنفسه، ويحتاج إلى دعم دولي لإسقاط النظام الحالي». وكانت رجوي تتحدث بحضور مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي السابق، ووزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، وسياسيين أوروبيين وأميركيين. ومن المقرّر تنظيم دورة ثانية للانتخابات الرئاسية في 5 يوليو (تموز) بين المرشحَين؛ الإصلاحي مسعود بزشكيان، والمحافظ المتشدد سعيد جليلي، بعدما تصدّرا الدورة الأولى التي اتَّسمت بنسبة مشاركة هي الأضعف منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979.

إيران: مقتل عنصرين أمنيين في هجوم مسلح على صندوق انتخابي

لندن: «الشرق الأوسط».. ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مسلحين مجهولين هاجموا عربة تحمل صناديق انتخابية في محافظة بلوشستان المضطربة في جنوب شرق البلاد وقتلوا اثنين من أفراد قوة أمنية. وأعلنت قيادة قوى الأمن الداخلي الإيرانية في محافظة بلوشستان عن مقتل اثنين من كوادرها في وقت متأخر الجمعة، إثر هجوم شنه مسلحون على سيارة تحمل صناديق اقتراع في منطقة جكيجور بالمحافظة الواقعة جنوب شرقي البلاد. وقالت القيادة: «أطلق أفراد مسلحون النار من عدة اتجاهات في عملية غادرة على سيارة تقل كوادر تنفيذية وإنفاذ القانون بهدف الاستيلاء على صندوق من صناديق الاقتراع لانتخابات الرئاسة الإيرانية كان بمعيتهم في منطقة جكيجور بالمحافظة»، بحسب وكالة (إرنا). وأضاف: «تم الحفاظ على صندوق الاقتراع إلا أن خمسة من الكوادر التنفيذية وإنفاذ القانون أصيبوا بجراح حيث تم نقلهم إلى مركز طبي، ولكن للأسف، استشهد اثنان منهم». وشهدت إيران أمس الجمعة الانتخابات الرئاسية الـ14، والتي كان قد تم الإعلان عنها عقب وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وآخرين في حادث تحطم مروحية الشهر الماضي.

جليلي محافظ متشدد ومعارض شرس لأي تقارب إيراني مع الغرب

مرشح الرئاسة الإيرانية شديد الولاء لخامنئي

لندن: «الشرق الأوسط» طهران: «الشرق الأوسط».. يعدّ سعيد جليلي المرشّح المحافظ المتشدّد الذي تأهل إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية معارضاً شرساً لأي تقارب بين إيران والغرب، وغالباً ما يهتف مناصروه خلال تجمّعاته الانتخابية «لا مساومة ولا استسلام» في وجه الولايات المتحدة والبلدان الغربية. وتوسّمت فيه صورة المفاوض المتصلّب الموقف في وجه الغرب الذي يخشى في المقام الأوّل حيازة إيران السلاح الذرّي. وسيسعى جليلي، أحد المقربين بشدة للمرشد علي خامنئي، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية في إيران، إلى حل المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في البلاد من خلال الالتزام الصارم بالمثل التي يصر عليها التيار المحافظ. وتعرض جليلي لهزيمة بفارق ضئيل في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت الجمعة، وباشر مقربوه العمل على لمّ شمل معسكر المحافظين لهزيمة المرشّح الإصلاحي مسعود بزشكيان في الدورة الثانية والحاسمة من الانتخابات المزمع تنظيمها في الخامس من يوليو (تموز). ويسعى الرجل الذي آثر الابتعاد عن الأضواء إلى الإقناع بأنه الأجدى بإدارة الحكومة متبعاً الخطوط التوجيهية التي يضعها خامنئي صاحب الكلمة الفصل في إيران. ويصف جليلي نفسه بأنه «مؤمن ملتزم بولاية الفقيه»، ويبدو أن دفاعه القوي عن الثورة التي اندلعت قبل 45 عاماً كان يهدف إلى جذب الناخبين المحافظين والمتدينين من ذوي الدخل المنخفض، لكنه لم يجذب كثيراً الشبان وسكان المناطق الحضرية المحبطين من القيود المفروضة على الحريات السياسية والاجتماعية، حسب «رويترز». وكان جليلي (58 عاماً)، كبير المفاوضين النوويين السابق، واحداً من أربعة مرشحين في الانتخابات لخلافة إبراهيم رئيسي الذي لقي حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو (أيار). وهو حالياً عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وأحد ممثلي المرشد الإيراني في المجلس الأعلى للأمن القومي. ويثير جليلي مخاوف كثيرين في الداخل الإيراني، خصوصاً الأوساط المؤيدة للاتفاق النووي، بسبب مواقفه المناهضة للغرب. ويحذر محللون من احتمال حدوث تحول أكثر عدائية في السياسة الخارجية والداخلية لطهران، إذا فاز جليلي بمنصب الرئاسة. والسياستان الخارجية والنووية من اختصاص خامنئي الذي يتولى القيادة العليا للقوات المسلحة ويتمتع بسلطة إعلان الحرب ويعين كبار المسؤولين ومنهم قادة القوات المسلحة ورؤساء الهيئات القضائية ووسائل الإعلام الحكومية. غير أن بإمكان الرئيس التأثير في نهج البلاد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية. ونسبت «رويترز»، الأسبوع الماضي، إلى مصادر مطلعة ومحللين، أن خامنئي (85 عاماً) يطمح إلى فوز رئيس للبلاد شديد الولاء له وقادر على إدارة الأعمال اليومية للحكومة حتى يكون حليفاً موثوقاً يمكنه ضمان الاستقرار وصولاً إلى من سيخلفه في منصب المرشد الثالث.

نهج شديد الصرامة

انتقد جليلي بشدة الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى في عام 2015، في عهد الرئيس المعتدل حسن روحاني بعد أن تفاوضت حوله من الجانب الإيراني مجموعة من المسؤولين البراغماتيين المنفتحين على الوفاق مع الغرب. وقال جليلي إن الاتفاق «انتهك الخطوط الحمراء» لطهران مع القبول بـ«عمليات تفتيش غير معهودة» للمواقع النووية الإيرانية. وسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، وأعاد فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل. وتخبو آمال إحياء الاتفاق مع احتمال عودة ترمب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) وفوز جليلي المحتمل في الانتخابات. وشغل جليلي قبل الاتفاق النووي منصب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين لمدة 5 سنوات اعتباراً من 2007، وهي الفترة التي اتبعت فيها طهران نهجاً تصادمياً شديد الصرامة في المناقشات مع القوى العالمية حول برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تلك السنوات 6 قرارات ضد إيران، في حين أخفقت محاولات عدة لحل الخلافات. وتعرض جليلي، خلال الحملة الانتخابية الحالية، لانتقادات شديدة في مناظرات على التلفزيون الحكومي من مرشحين آخرين بسبب موقفه المتشدد إزاء الملف النووي ومعارضته توقيع طهران على اتفاقين بشأن الجرائم المالية أوصت بهما فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية، وهي هيئة دولية لمراقبة هذا النوع من الجرائم. ويرى بعض المحافظ المتشددين، مثل جليلي، أن من شأن قبول اتفاقية «فاتف» الدولية المعنية بمكافحة تمويل الإرهاب واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية أن يعوق دعم إيران لوكلائها شبه العسكريين في جميع أنحاء المنطقة، ومنهم جماعة «حزب الله» اللبنانية.

أحد أبناء الثورة

يطمح جليلي إلى شغل منصب الرئيس منذ سنوات. واحتل المركز الثالث في السباق الرئاسي عام 2013، الذي احتلّ فيه المرتبة الثالثة مع 11 في المائة من الأصوات. وفي 2017 و2021، انسحب من السباق الرئاسي دعماً لإبراهيم رئيسي. وُلد جليلي في 1965 بمدينة مشهد، المعقل الثاني للمحافظين، ومسقط رأس المرشد الإيراني، وكذلك الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف. فقد جليلي ساقه اليمنى في الثمانينات في القتال خلال الحرب الإيرانية العراقية وانضم إلى وزارة الخارجية في عام 1989، وعلى الرغم من آرائه المتشددة، فإنه يتحدث بأسلوب هادئ. وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الإمام الصادق التي أخذت مكان فرع «هارفارد» في إيران وأصبحت مركز تدريب القادة الإيرانيين والتي يعين مجلس إدارتها المرشد الإيراني. وعمل جليلي في مكتب خامنئي لمدة 4 سنوات بدأت في 2001، وعندما انتُخب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد رئيساً في عام 2005، اختار جليلي مستشاراً له ثم عيّنه في غضون شهور نائباً لوزير الخارجية. وتولى جليلي في عام 2007 منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو المنصب الذي جعله تلقائياً كبير المفاوضين النوويين.

جليلي وسليماني

ومع انطلاق الحملة الرئاسية الأخيرة، انتشرت رواية حول تحذيرات منسوبة إلى قاسم سليماني القائد السابق لـ«فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، بشأن احتمال تولي جليلي منصب الرئاسة. وقال وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف في خطاب انتخابي، الأسبوع الماضي: «الجنرال سليماني قال (إذا أصبح جليلي رئيساً فلن أبقى يوماً واحداً في فيلق القدس)». وكان ظريف يشير إلى الرواية التي وردت على لسان النائب المتشدد مجتبى ذو النوري، متحدثاً عن موقف سليماني من جليلي. وانتشرت الرواية قبل 3 أعوام لكنها عادت للواجهة في الأيام الأخيرة. ونفى الجنرال رحيم نوعي أقدم، عضو «فيلق القدس»، بشدة الرواية المذكورة. ونقل موقع «جماران» قوله إن «هكذا تصريحات لا تليق بالجنرال سليماني، لا يمكن أن يدلي بتصريحات من هذا النوع».

بزشكيان إصلاحي يسعى إلى انفتاح أكبر على الغرب

لندن - طهران: «الشرق الأوسط».. أنعش المرشّح مسعود بزشكيان آمال الإصلاحيين بالعودة إلى السلطة بتأهّله إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، في نتيجة متوقعة، حسب استطلاعات رأي المراكز الحكومية. وتبنى بزشكيان الذي يصر على ولائه الشديد للمرشد علي خامنئي سياسة اجتماعية أكثر تسامحاً وانفتاحاً أكبر على الغرب. ولدى تقديم أوراق ترشحه للجنة الانتخابات، قال بزشكيان للصحافيين إن هدفه من خوض السباق رفع نسبة المشاركة. وتصدّر بزشكيان (69 عاماً) نتائج الجولة الأولى من الاستحقاق حاصداً نحو 43 في المائة من الأصوات، إلا أنه سيتعيّن على التيار الإصلاحي والمعتدل تعبئة الناخبين لدعم هذا الطبيب الجراح في مواجهة خصمه المحافظ المتشدّد سعيد جليلي في الدورة الحاسمة التي ستجرى في الخامس من يوليو (تموز). وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مراكز حكومية، الأسبوع الماضي، تقدماً طفيفاً لبزشكيان على جليلي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، مشيرة بوضوح إلى انتقال الانتخابات لجولة حاسمة. وكان يأمل التيار الإصلاحي والمعتدل في تحريك الفئات الرمادية لتحقيق نتيجة إيجابية لكسر عزلته الداخلية. ورفض مجلس صيانة الدستور، الهيئة غير المنتخبة التي تخضع للمرشد الإيراني، علي خامنئي، طلب بزشكيان خوض الانتخابات الرئاسية قبل 3 سنوات، لكن هذه المرة حصل على الموافقة، مع خمسة مرشّحين آخرين، كلهم من المحافظين، للانتخابات المبكرة التي تقرر تنظيمها بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في تحطّم مروحية. وتربط بزشكيان علاقات وثيقة بشخصيات بارزة في التيار الإصلاحي والمعتدل الذي تراجع تأثيره في مواجهة المحافظين في السنوات الأخيرة.

مدافع عن الأقليات

وبعد إبعاد مرشحيه، راهن التيار الإصلاحي والمعتدل، خصوصاً الرئيسين الأسبقين محمد خاتمي وحسن روحاني، على دعم بزشكيان، وانضم إلى حملته وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، مهندس الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى الكبرى في عام 2015. منذ بدء الحملة، أظهر بزشكيان تواضعاً، سواء في مظهره إذ غالباً ما اكتفى بارتداء سترة عادية، أو في خطاباته التي خلت من أي مغالاة أو وعود كبرى، حسب وصف وكالة الصحافة الفرنسية. وهو رب أسرة تولى بمفرده تربية 3 أولاد بعد وفاة زوجته وأحد أولاده في حادث سير عام 1993، ويعدُّ نفسه «صوت الذين لا صوت لهم». وتعهّد العمل، إذا تم انتخابه رئيساً، لتحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر حرماناً. ويحمل هذا الطبيب الجراح في سجله تولي حقيبة الصحة في حكومة خاتمي الإصلاحية من عام 2001 وحتى عام 2005. ومنذ عام 2008، يمثّل مدينة تبريز في البرلمان وهو أصبح معروفاً بانتقاداته للحكومة، لا سيما إبان الحركة الاحتجاجية واسعة النطاق التي أثارتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022 بعد توقيفها بدعوى سوء الحجاب. ووجه بزشكيان انتقادات لاذعة لسياسة حكومة حسن روحاني في مواجهة جائحة فيروس «كورونا». ولد بزشكيان في 29 سبتمبر (أيلول) في مدينة مهاباد الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية، ويتحدث الأذرية والكردية، ما يشكّل حافزاً له للدفاع عن القوميات. واحتج الإصلاحيون بشدة عندما انتقد عزلة القوميات. وطالبته وسائل إعلام إيرانية بالابتعاد عن خطاب الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد الذي خاطب الفئات الفقيرة والمهمشة، والتوجه نحو مخاطبة النخبة، في إشارة إلى أنصار التيار الإصلاحي في طهران. وانعكس تحالفه مع ظريف، على خطابه في الحملة الانتخابية، إذ دعا إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة، بغية التوصل إلى رفع عقوبات تلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد.

الخروج من «العزلة»

يقول بزشكيان: «لن نكون مناهضين لا للغرب ولا للشرق»، آملاً خروج إيران من «عزلتها»، لكنه انتقد في إحدى المناظرات التلفزيونية «بيع النفط بسعر منخفض إلى العسكريين الصينيين». وقال بزشكيان في مناظرة إنه «محافظ توجهاتي إصلاحية». وتعهّد الانخراط في مفاوضات مباشرة مع واشنطن لإحياء المحادثات حول ملف البرنامج النووي الإيراني، المتوقفة منذ انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق الدولي بعد 3 سنوات على إبرامه. ويشدّد بزشكيان على أنه «في حال توصّلنا إلى رفع العقوبات الأميركية، ستكون حياة الناس مريحة أكثر». على الصعيد الداخلي، سيسعى في حال فوزه بالرئاسة إلى وضع حد لـ«خلافات» بين القوى السياسية، يقول إنها «السبب الرئيسي لمآزق البلاد». من جهة أخرى، يندّد بزشكيان باستخدام الشرطة العنف لفرض إلزامية الحجاب. وقال: «نعارض أي سلوك عنيف وغير إنساني (...) بما في ذلك تجاه أخواتنا وبناتنا، ولن نسمح بمثل هذه الأفعال». واقتبس شعار حملته الانتخابية «من أجل إيران» من أغنية «براي (من أجل)» للفنان شروين حاجي بور، التي أصبحت تنشد في الاحتجاجات. واحتج حاجي بور على نسخ شعاره.

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي...

 الثلاثاء 18 حزيران 2024 - 8:17 ص

آمال كبيرة: مستقبل الإنفراج الإيراني–السعودي... مجموعات الازمات الدولية..طهران/ الرياض/واشنطن/برو… تتمة »

عدد الزيارات: 162,343,220

عدد الزوار: 7,241,849

المتواجدون الآن: 105