كيف يستغل نتنياهو ذكرى المحرقة لتخفيف الضغوط الدولية على إسرائيل قبل هجوم رفح؟...
كيف يستغل نتنياهو ذكرى المحرقة لتخفيف الضغوط الدولية على إسرائيل قبل هجوم رفح؟...
القدس: «الشرق الأوسط»... رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة في خطاب ناري ألقاه في البلاد بمناسبة يوم الذكرى السنوية للمحرقة (الهولوكوست) التي ارتكبها النازيون ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية. وقال: «إذا اضطرت إسرائيل إلى الوقوف بمفردها، فإن إسرائيل ستقف وحدها». ووجّه نتنياهو بكلمته رسالة إلى زعماء العالم الذين انتقدوا الخسائر التي وقعت خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد مقاتلي «حماس» والذين حثوا الجانبين على الموافقة على وقف إطلاق النار، وفق وكالة «أسوشييتد برس». وقال نتنياهو إنه منفتح على اتفاق من شأنه أن يوقف القتال المستمر منذ نحو سبعة أشهر ويعيد الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» إلى وطنهم. لكنه أشار أيضاً إلى أنه إنه لا يزال ملتزماً بالهجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة للقضاء على الحركة. وأضاف نتنياهو باللغة الإنجليزية: «أقول لزعماء العالم: أي قدر من الضغوط أو أي قرار من أي منتدى دولي لن يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها. لن يحدث ذلك مرة أخرى»، في إشارة إلى الإبادة التي تعرّض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية.
«المحرقة تساوي 5000 سابع من أكتوبر»
واعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين، المقارنة بين المحرقة وهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته حركة «حماس» على مستوطنات غلاف غزة وقال نتنياهو خلال الحفل السنوي الذي حمل تسمية «لكل شخص إسم» لإحياء ذكرى المحرقة (الهولوكوست) والذي أُقيم في الكنيست بالقدس، إن «المحرقة تساوي 5000 سابع من أكتوبر». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال إحياء الذكرى، إنه في حين كان لدى «حماس» نفس نية «العصابات النازية التي قتلت ثلث شعبنا (اليهودي)، إلا أن هجومها لم يكن محرقة بسبب وجود الجيش الإسرائيلي». وتابع «إن حجم مذبحة المحرقة لا يمكن تصوره «إنها تساوي 5000 سابع من أكتوبر» الذي شنّته حماس ضد إسرائيل.
ذكرى المحرقة
وهاشواه، هو يوم وطني تحيي فيه إسرائيل ذكرى 6 ملايين يهودي قُتلوا على يد ألمانيا النازية وحلفائها في المحرقة، هو أحد أكثر التواريخ رسمية في تقويم البلاد. وهذا أول يوم تحيي فيه إسرائيل ذكرى المحرقة بعد هجوم «حماس» في 7 أكتوبر الماضي. وبدأت فترة الذكرى التي تستمر 24 ساعة بعد غروب الشمس يوم الأحد بمراسم في ياد فاشيم، النصب التذكاري الوطني للمحرقة في إسرائيل، في القدس. وما يزال على قيد الحياة ما يقرب من 245 ألف يهودي من الناجين من المحرقة، في جميع أنحاء العالم، وفقا لمؤتمر المطالبات، وهي منظمة تتفاوض للحصول على تعويضات مادية للناجين من المحرقة. ويعيش ما يقرب من نصف الناجين في إسرائيل. يوم الأحد، أصدرت جامعة تل أبيب ورابطة مكافحة التشهير تقريراً سنوياً عن معاداة السامية - أي الكراهية ضد اليهود - في جميع أنحاء العالم لعام 2023، والذي وجد زيادة حادة في الهجمات المعادية للسامية على مستوى العالم. وقالت إن عدد الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة تضاعف، من 3697 في عام 2022 إلى 7523 في عام 2023. في حين أن معظم هذه الحوادث وقعت بعد اندلاع الحرب في أكتوبر، فإن عدد الحوادث المعادية للسامية، والتي تشمل التخريب والمضايقة والاعتداء والتهديد بالقنابل، من يناير (كانون الثاني) إلى سبتمبر (أيلول) كان بالفعل أعلى بكثير من العام السابق. ووجد التقرير ما معدله ثلاثة تهديدات بوجود قنابل يومياً في المعابد والمؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة، أي أكثر من 10 أضعاف العدد في عام 2022. وتتبعت دول أخرى ارتفاعات مماثلة في الحوادث المعادية للسامية. وفي فرنسا، تضاعف العدد أربع مرات تقريباً، من 436 في عام 2022 إلى 1676 في عام 2023، بينما زاد العدد بأكثر من الضعف في المملكة المتحدة (بريطانيا) وكندا. وقارن نتنياهو أيضاً الموجة الأخيرة من الاحتجاجات في الجامعات الأميركية بالجامعات الألمانية في الثلاثينات، في الفترة التي سبقت المحرقة. وأدان «انفجار بركان معاداة السامية الذي نفث حمما من الأكاذيب ضدنا في جميع أنحاء العالم».