«حزب اللّه» يساعد على إنجاز تبادل بين بريطانيا والصدريّين
السبت 28 آذار 2009 - 12:26 م 5911 0 عربية |
بدأت تفاصيل القرار المفاجئ الذي اتخذته الحكومة البريطانية بالانفتاح على «الجناح السياسي» لحزب الله، بالخروج إلى العلن. تفاصيل تربط ما بين القرار و«دور ذي بعد أمني ــ إنساني» طلبت لندن من الحزب تأديته لإدارة مفاوضات مع التيار الصدري في العراق، بهدف إتمام صفقة تبادل بين البريطانيين الخمسة الذين يُعتقد بأنهم موجودون لدى التيار منذ 2007، في مقابل إطلاق سراح عراقيين تعتقلهم قوات الاحتلال البريطاني، إضافةً إلى اللبناني علي موسوي دقدوق، المعتقل في العراق أيضاً، بتهمة الانتماء إلى حزب الله.
ورغم أنّ الحكومة البريطانية، برّرت قبل أسابيع حصر حوارها مع «الجناح السياسي» للحزب، بالقول إنها تعتبر أن جناحه العسكري «منظمة إرهابية»، فإنّ المفاوضات الفعلية التي جرت بواسطة الحزب أو بدعم منه بشأن الرهائن البريطانيين في العراق، جرت من خلال قنوات في حزب الله، تعرف بريطانيا أنها ترتبط أولاً وأخيراً بجهازه العسكري.
وكانت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، قد أفردت، أمس، تقريراً طويلاً عن القضية، جزمت فيه بأنّ إعلان بريطانيا فتح حوار مع حزب الله مطلع الشهر الجاري، يعود بالفعل إلى «صفقة» لإخلاء سراح البريطانيين الخمسة المختطفين منذ 27 أيار 2007 في العراق، مقابل إطلاق الدقدوق وآخرين صدريين معتقلين في بغداد.
وأشارت الصحيفة إلى قرب إتمام صفقة التبادل التي ستجري على مراحل، مستندة إلى بيان صدر عن متحدث باسم الجهة الخاطفة («عصائب أهل الحق»)، أول من أمس، عرّف عن نفسه باسم «أبو علي»، قال فيه إنّ جماعته توصّلت إلى اتفاق مع بريطانيا والولايات المتحدة لإخلاء سبيل البريطانيين الخمسة بالتدرّج، مقابل إطلاق سراح محتجزين من التيار الصدري، من بينهم متحدث سابق باسم السيد مقتدى الصدر، ويُدعى ليث الخزعلي، إضافةً إلى الدقدوق.
ووفق ما جاء في بيان «أبو علي»، فإن تسليم أحد النواب العراقيين شريطاً مصوراً إلى السفارة البريطانية في بغداد الأسبوع الماضي، ظهر فيه البريطاني، بيتر مور، حيّاً وبحالة جيدة، «كان المرحلة الأولى من الاتفاق الذي أُبرم مع بريطانيا وسيجري بموجبه إخلاء سبيل أحد المختطفين البريطانيين الخمسة خلال فترة قصيرة، وهو مور نفسه، في مقابل الإفراج عن ثمانية رجال من التيار الصدري تحتجزهم القوات الأميركية في العراق».
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنّ الخزعلي سيكون أول المفرج عنهم من عناصر التيار الصدري المعتقلين، على أن يكون إطلاق سراح الدقدوق، وقيس الخزعلي، وهو شقيق ليث وقد شغل منصب المتحدث باسم السيد مقتدى الصدر، ترجمة للمرحلة النهائية من الاتفاق. والشقيقان الخزعلي إضافةً إلى الدقدوق، اعتُقلوا في 20 أذار 2007 في جنوب بلاد الرافدين. وحينها، تنوّعت التهم التي برّرت اعتقال أفراد هذا الثلاثي. ففيما اتُّهم قيس الخزعلي بتدبير عملية كربلاء في كانون الثاني 2007، التي انتهت بمقتل 5 من جنود الاحتلال الأميركي «بالتعاون مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني»، فإنّ اعتقال الدقدوق بُرّر بأنه عنصر في الجهاز العسكري لحزب الله، ومرتبط بالحرس الثوري الإيراني ومطلوب من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمشاركته بأعمال عسكرية ضد القوات الإسرائيلية في لبنان عام 1990، كما في عدوان تموز 2006.
ولفتت الصحيفة، إلى أنّ الصفقة «سلّطت الأضواء على المفاوضات السرية التي تجريها الحكومة البريطانية منذ نحو عامين مع الخاطفين، وعزّزت الشكوك في أن المختطَفين البريطانيين استُخدموا رهائن في صراع نفوذ على مصالح الجماعات الشيعية المسلحة في العراق ولبنان وإيران». وفي السياق، جزمت بأنّ «جهود إتمام الصفقة كانت عنصراً دفع ببريطانيا إلى إعادة الالتزام العلني بفتح حوار مع الجناح السياسي للحزب في وقت سابق من هذا الشهر».
وعن تفاصيل المفاوضات، كشفت الصحيفة أنّ جهاز الأمن الخارجي البريطاني، «إم آي 6»، والسفارة البريطانية لدى بغداد، أجريا اتصالات مع سياسيين عراقيين سعياً وراء إقناع الخاطفين بإخلاء سبيل المختطفين البريطانيين.
غير أنّ الصحيفة البريطانية نفسها، نقلت عن أحد النواب الصدريين في البرلمان العراقي، قوله إن مستشارَين لرئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، أدّيا جهوداً كبيرة لإفشال الصفقة.
وفيما رفض حزب الله التعليق على هذه الأنباء، فإنّ متحدثاً باسم وزارة الخارجية البريطانية قال في ردّه على تقرير الـ«غارديان»، «سبق أن قرأنا تقارير مشابهة. إنها قضية حساسة ولن نعلّق على تقرير إعلامي عن ملاحظات يدلي بها أناس يدّعون أنهم خاطفو رهائن». وتابع المسؤول البريطاني، الذي لم يفصح عن هويته، قائلاً: «سنفعل كل شيء لإنجاز تحرير رهائننا بطريقة آمنة، ونناشد مجدداً خاطفي الرهائن إطلاق سراحهم فوراً ومن دون شروط».
(الأخبار)
المصدر: جريدة الأخبار