ناشطون: مجزرة مروعة بحي مشاع الأربعين في حماه ضحيتها 40 قتيلا واقتحام جبل الزاوية في إدلب

قوات الأسد تتجاهل تحذيرات أنان وتقصف حماه...حملات اعتقال عشوائية في سوريا..

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 نيسان 2012 - 5:05 ص    عدد الزيارات 2914    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

قوات الأسد تتجاهل تحذيرات أنان وتقصف حماه
عقوبات غربية على دمشق * غليون: الإيرانيون يعتبرون معركة دمشق معركتهم * المجلس الوطني يفتح مكتبا في مصر
بيروت: بولا أسطيح وليال أبو رحال القاهرة: محمد عبد الرازق ـ لندن: «الشرق الأوسط»
تجاهلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد التحذيرات الدولية وآخرها تحذير المبعوث العربي - الدولي كوفي أنان بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة، وارتكبت مجزرة أمس في مدينة حماه، سقط خلالها أكثر من 35 قتيلا و60 جريحا، جراء القصف العنيف المركز الذي طال أحياء مشاع الأربعين والأربعين والصابونية. كما قتل 7 آخرون، بينهم 3 منشقين، في درعا وإدلب ودير الزور وحمص، وفق لجان التنسيق.
واصدر الاتحاد الأوروبي أمس سلسلة العقوبات رقم 14 بحق النظام السوري، والتي تشمل حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سوريا كإجراء رمزي فيما أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أذن بفرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وإيران بالوسائل التكنولوجية الرامية إلى تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان في البلدين.
وفي غضون ذلك، اكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض أنه «لولا الدعم الإيراني، ولولا الغطاء السياسي الروسي، لما جرؤ نظام الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ»، موضحا أن الإيرانيين يعتقدون أن المعركة في دمشق هي معركتهم قبل أن تكون معركة الأسد.
واعلن من جهة ثانية عزمه فتح مكتب رسمي للمجلس في مصر، رغم عدم اعتراف مصر بالمجلس حتى الآن، وقال عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس: إن «علاقة المجلس الوطني بمصر تعدت مرحلة الاعتراف، ولا تهمنا الشكليات».
حملات اعتقال عشوائية في سوريا.. والنصيب الأكبر للشباب والناشطين والمتحدث باسم الصليب الأحمر لـ «الشرق الأوسط»: المباحثات مع الحكومة لا تزال جارية لدخول السجون

بيروت: كارولين عاكوم..... تظهر التقارير اليومية التي يعدها الناشطون السوريون تصاعد وتيرة حملات الاعتقال العشوائية في مختلف المناطق، وهذا ما أكّده عضو مجلس قيادة الثورة محمد الدوماني لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أنه منذ 10 أبريل (نيسان) الحالي حتى الآن تم اعتقال نحو 900 شخص في ريف دمشق، نصفهم في دوما، فيما تم اعتقال يوم أمس فقط 60 شخصا وضعوا في حافلة وأخرجوا من حرستا، حيث جرت مداهمات لمنازل ناشطين.
ويضيف الدوماني: «هذا نموذج واضح عما يحصل في كلّ المناطق السورية، وهذه الاعتقالات التعسفية تعكس مدى التزام النظام السوري، الذي يجاهر بموافقته تطبيق ما نعتبره (مؤامرة أنان) من جهة، ويصعّد العمليات والاعتقالات من جهة أخرى».
ويرى الدوماني أن قيام قوات النظام بهذه الحملة الواسعة من الاعتقالات ليقوم بعد ذلك بالإفراج عنهم بحجة أنه ينفذ بنود المبادرة، بينما يبقي المعتقلين الآخرين الذين لا يزالون محتجزين منذ فترة طويلة في السجون، التي يمنع الدخول إليها من أي طرف كان ولا حتى الأهالي الذين لا يعرفون شيئا عن أبنائهم.
ويشير الدوماني إلى أن حملات الاعتقال هذه تتم وفق ثلاثة أساليب، إما ليلا على الحواجز حيث يتم إلقاء القبض على كل من كان اسمه من بين المطلوبين، أو أثناء تنفيذ حملة مداهمات للمنازل للبحث عن مطلوبين معينين من الناشطين، وهنا قد يستعاض عن المطلوب (إذا لم يكن موجودا) بأحد إخوته، أو بعمليات تمشيط شاملة عند الدخول إلى الأحياء وإلقاء القبض على كل الشباب، لافتا إلى أنه منذ سبعة أيام نفذت قوات النظام حملة اعتقالات في حرستا والقطيفة طالت كل الشباب من مواليد عام 1993، أي المطلوبين للخدمة العسكرية. وفي الغوطة الغربية، فقد تم احتجاز نحو 400 شاب في إدارة التجنيد العامة في ساحة السبع بحرات في دمشق، وهم أيضا تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاما، قبل أن يتم الإفراج عن بعضهم، وبقي البعض الآخر قيد الاعتقال.
كذلك لا يختلف الوضع في حماه عن غيره من المناطق السورية، بحسب أبو غازي الحموي، عضو مجلس الثورة في حماه، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بداية الأسبوع الماضي إلى اليوم، تم اعتقال ما يقارب 200 شخص، وهذا دليل واضح على زيادة وتيرة الاعتقالات منذ بدء عمل بعثة المراقبين على الأرض. فهم، بدلا من قمع المظاهرات وقتل المتظاهرين، يعمدون إلى اعتقال الشباب ومداهمة الحارات والأحياء التي تخرج منها المظاهرات، بغية اعتقال الشباب لبث الرعب في نفوس المواطنين كي لا يخرجوا مجددا في المظاهرات».
وعن تحرك اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ولا سيما دخولها السجون، وذلك بعد الاتفاق الذي جرى بين رئيسها والحكومة السورية منذ شهر، أكد هشام حسن، المتحدث الرسمي باسم اللجنة للصليب الأحمر لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق بين اللجنة والحكومة السورية لا يزال ساري المفعول، رافضا التحدث عن عوائق، مكتفيا بالقول: «لا تزال المباحثات جارية بين الطرفين، وهي ترتكز على الأمور التقنية والتوقيت والتفاصيل الأخرى، على أمل البدء بتنفيذ الاتفاق الذي من المفترض أن ينطلق من سجن حلب على أن تتوالى الزيارات إلى السجون الأخرى».
وفي حين لفت حسن إلى أنه (وبعد الزيارة الأولى التي قام بها الصليب الأحمر لسجن دمشق) قدم تقريره إلى السلطات السورية بما يتضمّنه من ملاحظات، أشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنظر إلى كلّ التقارير التي تصدر حول الوضع في سوريا، لا سيما ما يخص الاعتقالات منها بجدية.. لكن الأهم بالنسبة إليها هو الاطلاع على هذا الواقع عن قرب وإعداد تقاريرها الخاصة لتوجيهها فيما بعد إلى السلطات المعنية بهدف تحسين ظروف الاحتجاز.
ناشطون: مجزرة مروعة بحي مشاع الأربعين في حماه ضحيتها 40 قتيلا واقتحام جبل الزاوية في إدلب واشتباكات ليلية في عربين ومسؤول أممي: العنف مستمر رغم التعهدات

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال .... بينما أكد مسؤول أممي بارز أمس أن القتال في سوريا لا يزال مستمرا رغم تعهدات دمشق بالالتزام بوقف إطلاق النار، اتهمت المعارضة السورية أمس النظام السوري بمواصلة عملياته العسكرية وانتهاكه هدنة وقف إطلاق النار، التي نصت عليها خطة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان. وقال ناشطون سوريون إن قوات الأمن السورية ارتكبت مجزرة أمس في مدينة حماه، حيث سقط أكثر من 35 قتيلا و60 جريحا، في محصلة أولية للجان التنسيق المحلية في سوريا عصر أمس، جراء القصف العنيف المركز الذي طال أحياء مشاع الأربعين والأربعين والصابونية. كما قتل سبعة آخرون، بينهم ثلاثة منشقين، في درعا وإدلب ودير الزور وحمص، وفق لجان التنسيق.
وقال لين باسكو الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية أمس إن القتال في سوريا لا يزال مستمرا رغم إعلان الحكومة السورية أنها ستلتزم بوقف إطلاق النار الذي رعته المنظمة الدولية، وأنها سحبت قواتها وأسلحتها الثقيلة من المراكز السكانية.
وقال باسكو أمام مجلس الأمن الدولي خلال مناقشة مفتوحة عن الشرق الأوسط: «لا يزال وقف العنف المسلح غير تام»، وأضاف: «من الضروري أن تنفذ حكومة سوريا بصورة تامة وفورية التزاماتها بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وسحب القوات العسكرية من المراكز السكانية».
في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن القوات السورية ارتكبت أمس مجزرة مروعة في حي مشاع الأربعين داخل مدينة حماه السورية، وأضاف الناشطون أن أكثر من 70 دبابة كانت تحاصر المدينة منذ أسبوع تقريبا قامت بقصف أحياء الأربعين ومشاع الأربعين والصابونية والحميدية، إلا أن القصف الأعنف استهدف حي مشاع الأربعين الذي سقط فيه، وفقا للناشطين، أكثر من 40 قتيلا وعشرات الجرحى. وأوضح شاهد عيان من المدينة المستهدفة أنه «منذ الصباح الباكر تم تقطيع المدينة وعزل الأحياء المراد قصفها، ليتم بعد وقت قليل تنفيذ هجوم مدفعي صاروخي ضد الأحياء السكنية الآمنة مما خلف أضرارا بالغة في البيوت والمحلات، إلا أن الأضرار الكبيرة في عدد الضحايا الذي تجاوز الأربعين».
وأضاف الشاهد: «لم تكتف القوات النظامية بالقصف؛ إذ تم اقتحام الأحياء وإحراق أكثر من أربعة بيوت سكنية تعود لناشطين معارضين للنظام الحاكم»، وأكد أن «هناك جثثا ملقاة في الشوارع، لم نستطع الوصول إليها بسبب كثافة القصف ووحشيته». واستبعد الشاهد أن يكون الجيش السوري الحر الذي توجد بعض عناصره في المدينة قد قام بالتصدي للقوات النظامية الموالية للأسد، معتبرا أن «الجيش الحر ملتزم بالهدنة ولم يقم بأي رد فعل على هجوم قوات النظام، والدليل على ذلك أن جميع الضحايا من المدنيين وبعضهم من النساء والأطفال». وكان المراقبون الدوليون المبعوثون من الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار قد زاروا مدينة حماه أول من أمس واستقبلوا في حي مشاع الأربعين حيث حدثت المجزرة، بمظاهرات حاشدة هتفت لرحيل نظام الأسد كما أظهر أحد أشرطة الفيديو الذي تم نشره على «فيس بوك». ويعتقد أحد أعضاء اللجان الثورية في المدينة أن «السبب الرئيسي لاستهداف الحي هو خروج أهله بكثافة لملاقاة المراقبين والتحدث معهم وفضح أكاذيب النظام السوري، الرامية إلى تشويه الحراك الشعبي المطالب بالحرية والديمقراطية». ويضيف الناشط أن السلطات السورية تعتمد «سياسة الانتقام من المناطق التي تتظاهر خلال وجود المراقبين الدوليين، وهذا ما حدث في أحد أحياء حمص، حين انسحبت القوات النظامية أثناء الزيارة وعادت بعدها لتنتقم من السكان الذي خرجوا في مظاهرات تطالب المبعوثين الأمميين بإيصال معاناتهم إلى العالم».
ويحمّل بهاء، أحد الناشطين البارزين في مدينة حماه، مسؤولية المجزرة التي ارتكبتها القوات النظامية أمس «للأمم المتحدة والمجتمع الدولي»، متهما إياهم «بمنح نظام الأسد الفرصة تلو الأخرى ليتمادى في قتل شعبه والتنكيل به»، ويضيف: «المراقبون لا يفعلون شيئا، مشهد حضورهم إلى مدينة حماه كان مضحكا، بعضهم كان خائفا من قيام قوات النظام بشن هجوم على مكان وجودهم. لا يستطيع هؤلاء ولا سواهم مراقبة النظام أو حثه على وقف العنف، هذا النظام لا يفهم بالدبلوماسية.. لا بد من تدخل عسكري يطيح به».
ويقع حي مشاع الأربعين ضمن منطقة الحاضر وسط حماه، التي تعد مركزا تجاريا يعج بالحركة والنشاط والزوار والقادمين من جميع القرى والبلدات التي تقع حول مدينة حماه بقصد التجارة للتسوق أو للبيع. كما تضم المنطقة أروقة وأحياء ذات طابع تراثي، إضافة إلى وجود متحف وطني فيها.
من جهة أخرى، ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أمس أن «الطيران نفذ تحليقا مكثفا فوق بلدات ومدن عدة في ريف حماه، منها كفرنبودة وكرناز وقلعة المضيق واللطامنة»، فيما أشارت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا إلى «إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة من حاجز دوار بلال والكراج الغربي، بهدف إرهاب الأهالي وفرض حالة حظر تجول». وفي إدلب، اقتحمت قوات الأمن جبل الزاوية، وأطلقت النار بشكل كثيف وعشوائي، كما أقدمت على حرق منازل عدد من الناشطين. وذكرت شبكة «شام» أنه «بعد منتصف ليل أول من أمس، داهمت قوات الأمن العديد من المنازل التي تسكنها عائلات حمصية، وقاموا باعتقال عائلات بالكامل مع النساء والأطفال». وأفادت «لجان التنسيق» بالعثور على جثة فادي أحمد الخلف، وهو مجند منشق قرب معسكر الشبية على طريق قميناس النيرب. وفي حلب، استهدف قصف عنيف مدينة الأتارب منذ ساعات الصباح، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل والمحال التجارية. وفي جامعة حلب، أطلقت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق مظاهرات طلابية انطلقت من كليات الهندسة الميكانيكية والآداب والعلوم الإنسانية والمعلوماتية. وقالت «لجان التنسيق» إن «قوات الأمن» اعتدت على الطلاب واعتقلت عشرة منهم على الأقل في كلية الآداب.
وفي دمشق وريفها، قال ناشطون إن سلسلة انفجارات ضخمة هزت مناطق مختلفة في دمشق وريفها بعد منتصف ليل أول من أمس حتى ساعات الصباح الأولى، حيث سمع انفجار ضخم في كل من معضمية الشام والغوطة الشرقية وجرمانا وحيي برزة والقابون.
وذكر «المرصد السوري» أن «اشتباكات دارت في بلدة عربين بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة». وأشار إلى «مقتل مواطن في بلدة معضمية الشام بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، واتهم الأهالي السلطات السورية بقتله من أجل خلق فتنة في البلدة». وفي دير الزور، شنت قوات الأمن حملة مداهمات للمنازل المجاورة لجرية الفرات في شارع سينما فؤاد، كما قصفت قوات الأمن بالأسلحة الثقيلة حي الجورة، مما أدى إلى تضرر عدد من المباني.
فريق المراقبين زار دوما والزبداني ورفض معاينة أماكن إخفاء الدبابات وناشطون قالوا إنهم تعاملوا مع الأهالي بـ«فوقية» ولم يمكثوا إلا لدقائق

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح.... قال ناشطون من دوما والزبداني (ريف دمشق) إن فريق المراقبين الدوليين خيّب بالأمس آمال أهالي الريف، بعدما كان قد خيّب بوقت سابق آمال أهالي باقي المناطق السورية التي كان قد زارها الأسبوع الماضي. وانتقد هؤلاء الناشطون ما سموه بتعاطي المراقبين بـ«فوقية» مع الأهالي ورفضهم معاينة أماكن اختباء الجنود والدبابات.
وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» أفادت أن فريقا من المراقبين الدوليين زار مدينة دوما بريف دمشق يوم أمس في إطار المهمة التي يقوم بها في سوريا، لافتة إلى أنّه استمع إلى آراء المواطنين في المدينة.
بدوره، ذكر المسؤول في وفد المراقبين نيراج سينغ أن فريق المراقبين الدوليين «يتابع مهمته ويقوم بزيارات يومية ويتواصل مع جميع الأطراف من أجل التحضير لمهمة بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا»، التي يفترض أن يبلغ عدد أفرادها 300، لافتا إلى أن الفريق «زار يوم أمس مناطق قريبة من دمشق».
ومن الزبداني، تحدث عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني فارس محمد لـ«الشرق الأوسط» عن «فوقية» تعاطي المراقبين مع أهالي المنطقة الذين تجمعوا لاستقبالهم، مستنكرا «رفض المراقبين كذلك مرافقة الناشطين إلى المكان الذي خبّأ فيه النظام دباباته وعناصره»، وقال: «كانوا 6 مراقبين، خرج 2 منهم فقط من السيارات، أما البقية فلم يتكبدوا عناء الخروج. هم رفضوا الذهاب معنا إلى مكان يبعد نحو 800 متر عن المدينة حيث خبّأ النظام عتاده العسكري، ولم يتكبدوا كذلك عناء إعطاء أي تبرير لذلك». وأوضح محمد أن المراقبين «رفضوا كذلك التجاوب مع الناشطين الذين أعدوا لهم لوائح بأسماء المعتقلين والشهداء، كما بالأمكنة التي خبّأ فيها النظام دباباته في أنحاء المدن السورية»، وأضاف: «هم رفضوا استلام هذه اللوائح واكتفوا بلقاء مع وفد حكومي من المجلس البلدي»، لافتا إلى أنّهم اجتمعوا بالناشطين لعشر دقائق فقط، وتركوا المنطقة بعد 30 دقيقة. وأشار محمد إلى «خيبة أمل كبيرة في صفوف أهالي الزبداني بعد زيارة المراقبين»، وأضاف: «أصبح لدينا قناعة بأن هؤلاء المراقبين غير نافعين، ونحن بتنا نعوّل على وصول مراقبين أجانب - إنجليز وفرنسيين - علهم يكونون أقرب إلينا وإلى همومنا وشجوننا».
بدوره لخّص محمد السعيد عضو مجلس قيادة الثوار في دوما مشهد زيارة المراقبين إلى المدينة قائلا: «أتوا وليتهم لم يفعلوا»، متحدثا عن وصول 5 مراقبين إلى دوما يوم أمس، «بدأوا جولتهم في شارع الجلاء وانتقلوا بعدها إلى الجامع الكبير»، وأضاف: «هناك لاقتهم لجنة تم تشكيلها من الناشطين في المنطقة تحدثوا إليهم لنحو 15 دقيقة ثم غادروا بعدها».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» لفت السعيد إلى أن «الآلاف تجمهروا لاستقبال المراقبين فأطلقت قوات الأمن النار عليهم من أسلحة كاتمة للصوت أثناء وجود هؤلاء المراقبين، لتفتح النار علنا بعد مغادرتهم»، متحدثا عن سقوط 5 جرحى إصابتهم بالغة. وأظهر أكثر من مقطع فيديو عمّمه الناشطون من خلال موقع «يوتيوب» آلاف المتظاهرين في مدينة دوما لاقوا وفد المراقبين بلافتات كتبوا عليها «الشعب يريد إسقاط النظام»، مرددين الهتافات الداعمة للجيش السوري الحر. وأظهرت مقاطع أخرى مرور سيارات المراقبين أمام حواجز للجيش السوري في المنطقة، مما يؤكد وبحسب الناشطين أن النظام لم ينزع المظاهر المسلحة من الشوارع. في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية الفنلندي أركي تيومويا أن عشرة عسكريين فنلنديين سيصلون في الرابع من مايو (أيار) المقبل إلى سوريا في إطار بعثة من 300 مراقب دولي كلفتهم الأمم المتحدة مراقبة وقف إطلاق النار في هذا البلد وفقا للقرار 2043 الصادر عن مجلس الأمن، والذي ينص على إرسال 300 مراقب «سريعا» إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار و«لفترة أولية تمتد تسعين يوما»، على أن يحدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أولا ما إذا كان «تعزيز» وقف النار يتيح هذا الانتشار.
من جهته لفت المقدم رولف كولبرغ المكلف بتدريب المراقبين إلى أن «لديهم جميعا خبرة في الشرق الأوسط، وبعضهم عاد لتوه الشهر الماضي من مهمات نفذها لمصلحة مجموعة مراقبي الهدنة». ونقل كولبرغ عن رفاق له بمجموعة مراقبي الهدنة بدمشق أن «عصابات من اللصوص المسلحين تستغل حاليا الوضع في سوريا»، مبديا خشيته من أن يتعرض المراقبون لهجمات خصوصا أنهم غير مسلحين.
أما المقدم يوكا هونكانن قائد مجموعة مراقبي الهدنة بالشرق الأوسط، ومقرها طبريا، فأوضح أن ضابطا احتياطيا يشغل حاليا مهمة مراقب لخط الهدنة، بين إسرائيل وسوريا منذ حرب يونيو (حزيران) 1967، وضابطا آخر برتبة نقيب سيتوجهان الأسبوع المقبل إلى دمشق.
برهان غليون: الإيرانيون يعتقدون أن المعركة في دمشق معركتهم والمجلس الوطني السوري يعتزم فتح مكتب رسمي له في مصر

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: محمد عبد الرازق.... أعلن برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عزمه فتح مكتب رسمي للمجلس في مصر، رغم عدم اعتراف مصر بالمجلس حتى الآن، وقال غليون عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس، إن «علاقة المجلس الوطني بمصر تعدت مرحلة الاعتراف، ولا تهمنا الشكليات».
وقال غليون، عقب المقابلة التي ضمت عددا من قيادات المجلس من بينهم بسمة قضماني وعبد الباسط سيد وأحمد رمضان، إنه «لولا الدعم الإيراني ولولا الغطاء السياسي الروسي لما جرؤ نظام الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ»، موضحا أن الإيرانيين يعتقدون أن المعركة في دمشق هي معركتهم قبل أن تكون معركة الأسد، وهم يدافعون عن مشروع إيران أن تكون سلطة أو قوة إقليمية كبيرة، وسوريا هي التي تقدم لها هذه المنصة لتكون قوة إقليمية كبيرة.
وأضاف غليون أنه لا يعتقد أن قضية الموقف الإيراني هي قناعة عقلية، فهناك وقائع سياسية تفرض نفسها، وأعلن تمنيه أن يضمن الإيرانيون مصالحهم في سوريا المستقبل التي لن تكون أبدا سوريا الأسد، على حد قوله.
وأشاد غليون بموقف مصر الثابت حول دعم قضية الشعب السوري، وأضاف أن الوفد أكد متانة هذه العلاقات واستمرار التعاون الوثيق بين المجلس الوطني والحكومة المصرية كما تم التشاور حول مبادرة كوفي أنان ومبادرة السلام، وكانت الآراء متفقة على دعم هذه المبادرة وإعطائها الفرص حتى تنجح وتستطيع أن نصل لطريق آمن لإخراج سوريا من الأزمة الراهنة وتحقيق مطالب الشعب السوري والثورة السورية. كما أوضح أنه تمت مناقشة الدور الذي يمكن لمصر أن تلعبه إلى جانب الثورة السورية في العلاقات الدولية وخاصة مع روسيا والصين.
وحول ما الذي يمكن أن يضيفه التفاعل المصري مع الثورة السورية لحل الوضع في سوريا قال غليون «إننا نريد أن يشعر الشعب السوري، الذي يعيش الآن محنة حقيقة، أن مصر أولا وأن العالم العربي يحتضن ثورته وأنه مرجعه.. وأنه إذا فشلت أي خطة فالعالم العربي لن يتركه وحيدا أمام طغيان النظام». وأعتقد أن هذا أمر مهم للغاية على المستوى السياسي وعلى المستوى المعنوي بالنسبة للمجلس الوطني وللشعب السوري. ويعتبر قرار السماح للمجلس الوطني بفتح مكتب رسمي له في القاهرة خطوة مهمة في دعم مصر للمجلس الوطني. ويذكر ان المجلس ليس لديه تمثيلا واسعا ولديه مكتبين فقط، اوله تم افتتاحه بشكل غير رسمي في اسطنبول في 28 ديسمبر (كانون الاول) 2011.
كما تم افتتاح مكتب للمجلس في طرابلس في ليبيا في 16 فبراير (شباط) الماضي.
وحول الدعوة لتوحيد قوى المعارضة في الداخل والخارج، قال غليون إنهم اتفقوا على مشروع المجلس الوطني من أجل الإعداد للقاء تشاوري يجمع جميع ممثلي المعارضة السورية والمجتمع المدني من أجل نقاش إعادة هيكلة المجلس وتوسيعه، بحيث يعكس كل أطياف المعارضة والثورة في سوريا.
وحول تقييمه لبعثة المراقبين شدد على أن النظام السوري يراوغ، وبعد خروج المراقبين من المدينة يبدأ في قصفها مجددا ليعاقب السكان ولذلك قررت البعثة أن تبقي مراقبين اثنين في حمص حتى الآن. معربا عن اعتقاده بضرورة عمل البعثة بشكل ديناميكي أكبر وأسرع حتى تستطيع أن تبقى في المدن، ولا ينبغي أن تأتي البعثة ثم تترك المدينة فلا بد أن يبقى دائما مراقبون داخل المدن حتى يشهدوا على عمليات القصف الإجرامي التي تقوم بها السلطة.
وحول ما إذا كان توحيد المعارضة يعني توحيد قيادتها، قال غليون: «كنا عرضنا مشروعا لتوسيع المجلس الوطني وإعادة هيكلته بما يسمح له أن يضم أوسع أطياف المعارضة الأخرى والتنسيق مع الأطراف التي لا تريد لسبب أو لآخر أو ليس لديها رغبة في أن تعمل من داخل المجلس الوطني».
وحول ما إذا كانت هناك مطالب معينة للمجلس من مصر، قال إنه «ليس هناك مطالب، ولكن هناك دعم للثورة السورية والمعارضة السورية وتوحيد المعارضة السورية ودعم لقضية الشعب السوري»، مضيفا أنه ليس هناك خلاف فيما يتعلق بالموقف الحاسم لمصر من النظام الراهن في سوريا وبالتالي من تأييد ثورة الشعب السوري من أجل الحرية.
وحول الدعوة الموجهة لاجتماع قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج بالقاهرة، أوضح أن اللقاء التشاوري الذي يمكن أن يكون هو نفسه لقاء المعارضة أو مؤتمر المعارضة سيكون في إطار الجامعة العربية بالقاهرة.
وعن موضوع تسليح المعارضة السورية والمخاوف من أن يتسبب في حرب أهلية، قال غليون إنه «لم يتم طرح موضوع التسليح مع وزير الخارجية، كما أنه لم يقم بطرحه ولكن طرح عليه أن من مهام المجلس الوطني اليوم أن يملأ الفراغ الذي تركته السلطة، والحفاظ على أمن المدنيين ووحدة سوريا، والعمل من أجل إغاثة الشعب السوري المنكوب، ووضع القوى المسلحة داخل سوريا تحت إشراف سياسي من جانب المجلس الوطني وتوحيدها تحت قيادة عسكرية، وعدم السماح بوجود ميليشيات متنازعة. وتعد تلك المهام واقعة تحت إطار تحويل المعارضة إلى سلطة بديلة وإعادة بناء سوريا والمؤسسات السورية منذ الآن، وبما يمكننا من الانتقال بشكل سلس ودون أزمات نحو نظام ديمقراطي».
وعن توقعاته بالنسبة للمدى الزمني لسقوط نظام بشار الأسد والمخاوف من انكسار المعارضة السورية، قال غليون إنه من الصعب في هذا الإطار تحديد زمن فيما يخص سقوط بشار الأسد، ولكن من المؤكد أن الشعب السوري سيستمر، وقد ضحى بالكثير في هذه الثورة ولن يتراجع عن أهدافه في إزالة هذا النظام من الوجود، وإسقاطه بكل رموزه مهما حدث حتى لو فقد عشرات الآلف من أبنائه.. كذا إقامة دولة ديمقراطية وحكومة تكميلية تضم كافة أطياف الشعب السوري.
من جانبه، أكد محمد عمرو وزير الخارجية أن تطورات الأزمة السورية قد أثبتت أن ما طرحته مصر من أفكار منذ بداية الأزمة كان وما زال الرؤية الوحيدة القابلة للتطبيق، حيث أن كل ما جرى طرحه من مواقف لاحقة لم يخرج في جوهره عن الطرح المصري لسبل حل الأزمة. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير أوضح أن المحاور التي طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس (آب) الماضي، تمثلت في رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات، مشيرا إلى ضرورة تقييم المواقف والمقترحات بحسب قابليتها للتطبيق على أرض الواقع وليس بعلو النبرات أو نارية التعبيرات المستخدمة.
كما أكد وزير الخارجية على حتمية قيام المعارضة السورية بتوحيد صفوفها والانتظام في كيان واحد يقدم رؤية موحدة للعالم الخارجي بشأن مستقبل سوريا، مشيرا إلى أن هذا في حد ذاته سيبعث برسالة طمأنة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن إمكانية الحوار مع المعارضة والتعامل معها باعتبارها معبرة عن آمال الشعب السوري، كما شدد على ضرورة دعم عمل كوفي أنان ونشر المراقبين في سوريا للمعاونة في وقف العنف وإراقة الدماء.
برهان غليون يلتقي 10 وزراء خارجية منذ اندلاع الثورة السورية أبرزهم السعودية وقطر وأميركا وبريطانيا

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: زينب البقري... أجرى رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، الكثير من المباحثات واللقاءات التي جمعته مع وزراء خارجية عدة دول عبر العالم لطرح القضية السورية، والنظر في مخرج للأزمة في سوريا التي تدخل شهرها الرابع عشر منذ انطلاقها في 15 مارس (آذار) الماضي.
وبينما التقى غليون عددا من الوزراء، بينهم وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، وهوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي، على هامش اجتماعات دولية وعربية، التقى منفردا نحو عشرة وزراء خارجية، ومن أبرز هذه اللقاءات:
* 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2011: التقى غليون وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، والتقاه مرة أخرى في 23 نوفمبر (تشرين الثاني).
* 14 نوفمبر 2011: التقى غليون وزير الخارجية الألماني غيدو فيستر فيلي.
* 15 نوفمبر: التقى غليون ووفد من المجلس الوطني السوري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
* 21 نوفمبر: التقى غليون وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ.
* 6 ديسمبر (كانون الأول) 2011: غليون يلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
* 6 ديسمبر 2011: غليون يلتقي رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف ووزير خارجيته نيقولاي لادينوف.
* 5 يناير (كانون الثاني) 2012: غليون يلتقي وزير الخارجية البلجيكي ديدييه.
* 22 يناير 2012: التقى غليون وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في القاهرة.
* 2 مارس (آذار) 2012: التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.
* 23 أبريل (نيسان) 2012: برهان غليون يلتقي وزير الخارجية المصري كامل عمرو.
شبح الفشل في البوسنة ورواندا يطارد أنان في المهمة السورية وقالوا إنه يعتبر المواجهة اختبارا لهيبته ومصداقيته

لندن: «الشرق الأوسط»... يخيم ظل الفشل الدولي في البوسنة ورواندا على مهمة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في سوريا، وعلى مجلس الأمن الدولي الذي يستعد لمواجهة طويلة مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. وكان أنان، الذي من المفترض أن يرفع تقريرا حول الأزمة في سوريا، اليوم، إلى مجلس الأمن الدولي، مسؤولا عن قسم عمليات السلام في الأمم المتحدة بين 1993 و1996؛ أي سنوات الحرب في البوسنة والإبادة في رواندا.
وقال أنان في السابق إن مذبحة 8 آلاف رجل وطفل مسلمين في سريبرينتسا (البوسنة) في عام 1995 «ستظل وصمة في تاريخ الأمم المتحدة». كما صرح بأنه كان بإمكانه «بذل المزيد من الجهود» من أجل وقف مذبحة 800 ألف شخص في رواندا في عام 1994.
ونقل دبلوماسيون رفيعو المستوى عن الأمين العام السابق للأمم المتحدة تصميمه على عدم تكرار تلك الأخطاء. وقال دبلوماسي أجرى اتصالات مع أنان حول مهمته في سوريا: «كانت تلك أحداثا طبعت حياته». ونقل هذا الدبلوماسي عن أنان قوله: «إذا تعرض المراقبون لإطلاق نار أو حصلت مجازر، فالأمر لن يكون كما حصل في البوسنة، ولن نتصرف وكأن شيئا لم يكن».
وأفاد دبلوماسي غربي بأن «أنان يعتبر أن سلاحه الأساسي في هذه المواجهة هو هيبته ومصداقيته، وأنه سيخسرهما في حال فشل وقف إطلاق النار مرة أو مرتين أو ثلاث مرات كما حصل في البوسنة».
وصرح المتحدث باسم أنان، أحمد فوزي، في مقابلة مع شبكة «ماكلاتشي نيوزبيبرز» الإعلامية الأميركية، الأسبوع الماضي، بأن «الأزمة في سوريا ليست جديدة»، فأنان - كما كان الحال مع مراقبي الأمم المتحدة في البوسنة - لا يسعه فرض استخدام القوة إن لم ينفذ النظام السوري التزاماته.
وأشادت الأسرة الدولية بنجاح أنان في إبقاء القوى العظمى ملتزمة بخطته المؤلفة من 6 نقاط، التي وافق عليها النظام السوري، وفي الوقت نفسه مواصلة الضغوط على الأسد، إلا أن مبعوثي الأمم المتحدة الذين أعربوا في العلن عن التأييد لأنان يتساءلون إلى متى يمكن أن تستمر مهمته، وعن الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل.
وصوت مجلس الأمن الدولي السبت على إرسال 300 مراقب غير مسلح إلى سوريا للإشراف على وقف إطلاق نار هش. إلا أن الولايات المتحدة سبق وأعلنت أنها يمكن أن لا تدعم إعادة التمديد لمهلة أنان بعد انقضاء المهلة الأولى من 90 يوما.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى فرض عقوبات في حال لم يتمكن المراقبون من أداء مهمتهم. إلا أن ذلك سيضع هذه الدول في مواجهة مع روسيا، الحليف الرئيسي الأخير لسوريا، التي تعارض بشدة فرض عقوبات على نظام بشار الأسد. وصرح سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، قائلا «أنا واثق من أنها ستكون عملية طويلة وصعبة ومؤلمة، لكن لا يوجد خيار آخر». ودعا كل الدول إلى «العمل لدعم أنان».
وبالنظر إلى الفرص الضئيلة بنجاح مهمة أنان واحتمال لجوء روسيا إلى حق النقض، فإن الكثير من العواصم الغربية يتساءل عما ستكون عليه الخطوة التالية. وقال دبلوماسي لدى الأمم المتحدة إن «أنان أسير وساطته. من غير المحتمل أن يقول إنه سيتوقف بسبب سوريا»، وأضاف الدبلوماسي: «لا بد أن يأتي وقت نقول فيه لأنان إن هذه المهمة لا تجدي. لكن السؤال هو متى؟ لا يمكننا التحدث عن فشل مهمة أنان ما دام لم نبلغ نهاية الطريق.. هذا قرار سياسي».
من جهته، شدد توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وموفد اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، على ضرورة إعطاء فرصة لنجاح الجهود من أجل التوصل إلى حل بالتفاوض. وقال بلير لشبكة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية إنه لا يتوقع أن يتم نشر قوات أجنبية في سوريا، وأضاف: «لكن في حال تخلف نظام الأسد عن احترام وعوده واستمر في قتل المدنيين، فأنا أتوقع تعزيزا تدريجيا لعمليات؛ مثل الممرات الإنسانية التي تتيح دخول المساعدات، وحتى إمكان إقامة مناطق آمنة تحمي الشعب السوري واللاجئين السوريين».
وقال مسؤول كبير في الأمم المتحد، طلب عدم الكشف عن هويته، إن هذه الأفكار يتم التداول فيها «كخطط بديلة»، بموازاة البحث في سبل إخراج مراقبي الأمم المتحدة من سوريا بأسرع وقت عند الحاجة.
العربي يلتقي وفد المعارضة السورية الخميس وتحضيرات للاجتماع الوزاري العربي والإمارات تطلب مناقشة زيارة نجاد لـ«أبو موسى»

جريدة الشرق الاوسط.. القاهرة: سوسن أبو حسين ... أعلنت الجامعة العربية أن أمينها العام، الدكتور نبيل العربي، سيلتقي مجددا وفد المجلس الوطني السوري (المعارض) يوم الخميس المقبل، قبيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب، وذلك للتشاور في نتائج ما توصل إليه المجلس السوري في اجتماع جنيف، تمهيدا لعرض الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لموقف المعارضة السورية على «الوزاري العربي» تنفيذا لقرارات اللجنة الوزارية العربية الأخير في الدوحة.
وقال رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية الأمين العام المساعد السفير وجيه حنفي، أمس: «إن لقاء الدكتور العربي مع وفد المجلس الوطني السوري سيكون الثاني له خلال هذا الأسبوع، بعد لقائه معهم أمس (أول من أمس) الأحد، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، حيث سيطلع وفد المعارضة السورية خلال اللقاء المرتقب على نتائج اجتماعهم في (جنيف) الذي عقد أمس (أول من أمس) بمشاركة السفير طلال الأمين مستشار الأمين العام للجامعة، وذلك للتنسيق والتشاور حول بنود خطة كوفي أنان، المبعوث الأممي العربي المشترك لحل الأزمة السورية، وبعد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2043 بنشر 300 مراقب دولي للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا، إضافة إلى بحث انعقاد مؤتمر المعارضة السورية تحت مظلة الجامعة العربية في أقرب وقت، بناء على طلب اللجنة الوزارية العربية المعنية بحل الأزمة السورية في اجتماعها الأخير بالدوحة في 17 أبريل (نيسان) الحالي».
وأعلن حنفي أن العربي سيقوم بزيارة رسمية إلى الصين اعتبارا من 3 مايو (أيار) المقبل، يجري خلالها مباحثات مهمة مع المسؤولين هناك، يتطرق خلالها أيضا إلى بحث تطورات الأزمة السورية.
وقد توجه العربي في وقت سابق أمس إلى الجزائر في زيارة تستغرق يومين يبحث خلالها مع الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وخصوصا في سوريا والسودان، إضافة إلى الاستعدادات الخاصة بإجراء الانتخابات التشريعية بالجزائر يوم 10 مايو المقبل، التي ستشارك فيها الجامعة العربية بوفد كبير من المراقبين.
إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن دولة الإمارات طلبت من الأمانة العامة للجامعة العربية إدراج زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، لجزيرة «أبو موسى» مؤخرا، في جدول الاجتماع الوزاري العربي المقرر عقده الخميس المقبل لمناقشة موضوعين، هما المسألة السورية والأزمة بين دولتي شمال وجنوب السودان. وكانت دولة الإمارات قد سحبت قضية الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران من جدول الاجتماعات العربية بكافة مستوياتها، العام الماضي.
ومن جهته، نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن تكون قضية الصحراء المغربية مطروحة على الاجتماع الوزاري العربي أو حتى في اجتماعات الجامعة على أي مستوى، موضحا في بيان له، أمس، أن ما نقل في بعض وسائل الإعلام بشأن قضية الصحراء ورد في إطار شامل لكل المعطيات المحيطة بهذه القضية في إطار الأمم المتحدة، بما في ذلك الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 1975 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذا الموضوع يعالج منذ البداية في إطار الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأن هذه القضية ليست مطروحة على أجندة الجامعة العربية.
الاتحاد الأوروبي يقر عقوبات جديدة ضد النظام السوري وسويسرا تشدد إجراءاتها ضد دمشق وتفرض عقوبات على نساء الأسد ورجال حكومته

لندن: «الشرق الأوسط».... قرر الاتحاد الأوروبي أمس حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سوريا، وهو إجراء رمزي خصوصا يستهدف نمط حياة الرئيس السوري بشار الأسد، في الوقت الذي ازدادت فيه الشكوك حول التزام دمشق بوقف إطلاق النار. كما شددت سويسرا إجراءاتها وفرضت عقوبات على والدة الرئيس السوري أنيسة مخلوف وزوجته أسماء الأخرس وعدد من أعضاء الحكومة السورية.
وقام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ أيضا بفرض قيود إضافية على صادرات المواد التي يمكن أن تستخدم لقمع المتظاهرين في الداخل. وسيتعين على الاتحاد الأوروبي تحديد نطاق تطبيق الإجراء المتعلق بالمواد الفاخرة، الذي يندرج ضمن المجموعة الـ14 للعقوبات الأوروبية على النظام السوري. إلا أنهم أرادوا إعلان ذلك على الفور؛ بالنظر إلى تطور الوضع في سوريا. وكان الوزراء الأوروبيون شددوا قبل شهر أثناء اجتماعهم الأخير، الخناق حول الرئيس السوري من خلال فرض عقوبات على زوجته أسماء وعلى ثلاثة أفراد آخرين من عائلته؛ بينهم والدته. واستهدفوا هذه المرة نمط حياتهما، في الوقت الذي تناقلت فيه الصحف أخبارا عن إقبال أسماء على شراء المنتجات الفاخرة.
وأوضح دبلوماسي أن الهدف من العقوبات هو «إفهام الأسد وزوجته والمقربين منهما وأيضا أعضاء النظام أن الأحداث في سوريا ستؤدي أيضا إلى عواقب على نمط حياتهم»، إلا أنه أقر في الوقت نفسه بسهولة الالتفاف على هذا النوع من العقوبات وبأنها «رمزية بشكل أساسي».
أما القيود المتعلقة بالمعدات التي يمكن استخدامها في القمع، فهي تأتي لتكمل قوائم سارية المفعول منذ فرض حظر على الأسلحة، وتشمل أيضا المنتجات التي يمكن استخدامها لتصنيع مثل هذه المعدات، وستحظر بعض المنتجات فيما ستتطلب أخرى تصريحا بها حالة بحالة.
وفي الإجمال، تستهدف العقوبات الأوروبية 126 شخصا و41 شركة. وتستهدف العقوبات خصوصا المصرف المركزي وتجارة المعادن الثمينة والشحن الجوي. واعتبرت موسكو مسبقا هذه العقوبات «غير مقبولة» وأنه «لن يمكن توقع تطورات الوضع الذي سيشهد تدهورا متزايدا» نتيجة لذلك. إلا أن الاتحاد الأوروبي يرى على العكس أنه وبسبب عدم تحسن الوضع على الأرض «لا بد من مواصلة تصعيد الضغوط على النظام»، بحسب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ.
واعتبر هيغ أنه «من الصعب التفاؤل بعد ما حصل في سوريا في الأشهر الـ13 الأخيرة». وقال نظيره البلجيكي ديدييه ريندرز إن «الهدف يظل احترام وقف إطلاق النار»، مضيفا أن «تشديد العقوبات يظل عاملا مهما» لتحقيق هذه الغاية. إلا أن وزير خارجية النمسا مايكل سبيندليغر اعتبر أمام صحافيين أن خطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان تشكل «منعطفا» وأنها «فرصة إيجابية جدا لا بد من استغلالها».
وصرح نظيره السويدي كارل بيلد أن «خطة أنان هي السبيل الوحيد للمضي قدما».
إلى ذلك، يفكر الاتحاد الأوروبي في تقديم وسائل لوجستية لبعثة المراقبين الـ300 التي تعتزم الأمم المتحدة إرسالها إلى سوريا لتعزيز مهمة الفريق التمهيدي الحالي الذي يفترض أن يضم ثلاثين عضوا في الأيام المقبلة، بحسب مصادر دبلوماسية.
من جهة أخرى، شددت سويسرا إجراءاتها بحق النظام السوري وفرضت عقوبات على والدة الرئيس السوري أنيسة الأسد وزوجته أسماء وعدد من أعضاء الحكومة، حسبما أعلنت سكرتارية الدولة لشؤون الاقتصاد أمس.
وتشمل القائمة الجديدة للأشخاص الذين تشملهم عقوبات سويسرا بشرى الأسد شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد، ومنال الأسد زوجة شقيقه الأصغر ماهر الذي يترأس الحرس الجمهوري. وتابعت السكرتارية أن النساء الأربع ومن خلال ارتباطهن بشخصيات تلعب دورا أساسيا في النظام «يستفدن من النظام ويعتبرن مرتبطات به».
وأدرجت أسماء سبعة وزراء ورجل أعمال وشركتين نفطيتين على قائمة الشخصيات والهيئات التي تستهدفها العقوبات. وبهذه العقوبات، تكون برن قد تماشت مع الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات قبل شهر على هذه الشخصيات. وباتت «القائمة السوداء» لسويسرا تتضمن أسماء 127 شخصا و40 مؤسسة وهيئة. ولم يعد بإمكان الأشخاص الواردة أسماؤهم بالقائمة الوصول إلى ممتلكاتهم في سويسرا وبات محظورا عليهم الدخول إلى أراضيها.
إطلاق النار على مظاهرة مؤيدة للشعب السوري في طرابلس وتوقيف أحد المتورطين، قوى سياسية تتهم «شبيحة الأسد» في لبنان.. والجيش يضبط شاحنة أسلحة في طريقها إلى دمشق

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: يوسف دياب ... تفاعلت حادثة إطلاق النار على مظاهرة مؤيدة للشعب السوري في منطقة أبو سمراء في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، التي أدت إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح مختلفة، حيث استدعت تحركا سريعا للأجهزة القضائية والأمنية للجم الوضع على الأرض، كما استتبعت باتصالات سياسية لتطويق ذيولها والحؤول دون تفاقم الأمور سلبا في ظل التشنجات القائمة. بينما اتهمت شخصيات سياسية ونيابية طرابلسية حركة «التوحيد الإسلامية» الموالية للنظام السوري، ومن سمتهم «شبيحة النظام السوري في لبنان بارتكاب هذه الجريمة».
وكانت المظاهرة انطلقت ليل أول من أمس، من منطقة أبو سمراء في مدينة طرابلس، ولدى وصولها إلى مستديرة (ميدان) الشراع، أطلق مسلحون النار في اتجاهها، فأصيب أربعة شبان نقلوا على الفور إلى المستشفى للمعالجة. وعلى أثر وقوع الحادث، حضرت إلى المكان وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وضربت طوقا أمنيا للحؤول دون تطور الأمر، وبدأت بتعقب الفاعلين.
وفي هذا الإطار، أوضح مصدر قضائي أن النيابة العامة الاستئنافية في الشمال بدأت تحقيقاتها بالحادث، وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أنه «جرى توقيف أحد المتورطين في الحادث، بينما لا يزال البحث جاريا عن ثلاثة آخرين»، مشيرا إلى أن «هناك عملا ميدانيا يتولاه الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من أجل توقيف كل المتورطين في هذه الحادثة وإحالتهم إلى القضاء لملاحقتهم».
وقد اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»، النائب السابق مصطفى علوش، أن «حادثة أبو سمراء لها شقان: الأول يؤكد مدى التوتر الذي تعيشه جماعة النظام السوري في طرابلس وكل لبنان مما أدى إلى هذا التصرف، والثاني التهديد الدائم للأمن والسلم الأهلي، من خلال وجود السلاح بيد أتباع النظام الأسدي في لبنان». وأكد علوش لـ«الشرق الأوسط» أن «أحد أتباع حركة التوحيد الإسلامية يقف وراء حادثة أبو سمراء، والمؤسف أن هذه الحوادث مرشحة لتحصل في أي وقت على يد جماعات مسلحة نشرها حزب الله في مناطق عدة من طرابلس، لا سيما في الزاهرية وباب التبانة والقبة وأبو سمراء والميناء تحت مسميات مختلفة، وهي تحظى بالحماية الأمنية والتسليح والدعم المالي الكامل من حزب الله». وقال علوش: «لا حل لهذه المعضلة إلا بسحب الغطاء السياسي عن العصابات المسلحة في أي مكان كانت، وإغلاق كافة المكاتب المسلحة في طرابلس، ومنع الظهور المسلح في المدينة، وإلا فإننا سنبقى عرضة للاهتزاز الأمني ولكافة الاحتمالات».
إلى ذلك، أعلن مصدر ميداني في طرابلس أن «المظاهرة التي كانت تجوب شوارع أبو سمراء سلمية»، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الحادث وضع برسم الجيش والأجهزة الأمنية المطلوب منها وضع حد نهائي لهذه التعديات، وإزالة كافة المربعات الأمنية التي بات من الصعب السكوت عنها». في المقابل، أعلن الأمين العام لـ«حركة التوحيد الإسلامية»، الشيخ بلال شعبان، أن «حركة التوحيد ليست طرفا في هذه الحادثة التي هي عبارة عن مشكلة فردية، سببها التحريض السياسي والإعلامي والديني القائم في مدينة طرابلس».
وقال الشيخ شعبان لـ«الشرق الأوسط»: «كانت هناك مظاهرة في منطقة أبو سمراء استعملت فيها عبارات التحريض والشتائم والإساءات، وصودف أن الحادثة وقعت في مستديرة الشراع القريبة من مقرنا، وفي محاذاة موقف للسيارات، وهي ناجمة عن تدافع بالأيدي تبعها إطلاق نار، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، اثنان منهم أصيبا بخدوش بسيطة والآخران عولجا في المستشفى، وأعتقد أن أحدهما غادر المستشفى». وأضاف: «نحن مسلمون وأهل بلد واحد، وأي خلاف من هذا القبيل يتعارض مع قيمنا الدينية والأخلاقية ولا يخدم مصلحة البلد، نحن بالأساس لسنا طرفا في ما حصل، وللصدف كان شاب قريب منا في موقع الإشكال وحصل تدافع بينه وبين أحد العسكريين فجرى توقيفه، لكن لا علاقة له بإطلاق النار».
إلى ذلك، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني، أمس، شاحنة صغيرة محمّلة بالأسلحة في طريقها للتهريب إلى سوريا. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن مخابرات الجيش «أوقفت في بيروت شاحنة صغيرة محمّلة بالأسلحة والقذائف المضادة للدروع وهي تتجه نحو الحدود اللبنانية - السورية، وجرى توقيف شابين لبنانيين وآخر سوري الجنسية، كانوا على متن الشاحنة المعدة للتهريب».
وفي وقت لاحق، أعلنت أمس مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان لها، أنه «في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار ومكافحة أعمال نقل السلاح والاتجار به، أوقفت مديرية المخابرات في منطقة بيروت المواطنين (ح.أ) و(م.أ) والمدعو (م.م) من التابعية السورية، لحيازتهم كمية من الذخائر المتوسطة والخفيفة ومحاولة نقلها بواسطة سيارة بيك آب بهدف الاتجار بها». وأوضحت أنه «قد تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى القضاء المختص».
وقد ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي صقر صقر، على الموقوفين الثلاثة بجرم «شراء أسلحة وبيعها والمتاجرة بها وتهريبها إلى سوريا سندا إلى المادة 72 أسلحة، التي تنص على عقوبة السجن لمدة سنة»، وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول لاستجوابهم وإصدار مذكرات توقيف بحقهم.
مخاوف من سيطرة التطرف على سوريا في ظل استمرار العنف والإحباط لعدم وجود مخارج للأزمة قد يكون أبرز الدوافع

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليز سلاي * ... مع دخول الثورة السورية عامها الثاني، ووسط تضاؤل المؤشرات على قدرة خطة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في إنهاء العنف، تتزايد الدلائل على سعي المتطرفين الإسلاميين للسيطرة على ما بدأ كانتفاضة تهدف إلى الحصول على حريات سياسية أكبر. ويقول الناشطون والجنود المتمردون داخل سوريا إن عددا قليلا - لكنه آخذ في التصاعد - من الإسلاميين المرتبطين بحركات الجهاد العالمية وصلوا إلى معاقل المعارضة الحصينة خلال الأسابيع الأخيرة ويحاولون حشد الدعم بين السكان الساخطين.
ويشير الدبلوماسيون الغربيون إلى أنهم لاحظوا تدفق جهاديين بأعداد ضئيلة ثابتة إلى سوريا، قادمين من العراق، وقد اعتقلت الحكومة الأردنية الأسبوع الماضي ما لا يقل عن أربعة مقاتلين أردنيين بتهمة محاولة التسلل إلى سوريا للانضمام إلى الثوار.
وقد أكدت جماعة جبهة النصرة، التي لم تكن معروفة سابقا، مسؤوليتها عن التفجيرات التي شهدتها مدن دمشق وحلب، مستخدمة لغة وصورا تذكر بالبيانات والتسجيلات التي كانت تبثها الجماعات الموالية لـ«القاعدة» في العراق، على الرغم من عدم وجود أدلة على وجود المجموعة سوى الفيديوهات والتصريحات التي نشرتها على الإنترنت.
ويقول ناشطون سوريون ومسؤولون غربيون إن المقاتلين لم يصادفوا نجاحا كبيرا في تجنيد موالين داخل صفوف الحركة الاحتجاجية، التي لا تزال علمانية إلى حد بعيد، والتي تهدف إلى الإطاحة بالنظام الذي يقوده الرئيس بشار الأسد.
ويرى الناشطون أنه في حال فشلت خطة سلام الأمم المتحدة في إنهاء الأعمال القمعية التي تمارسها الحكومة، ولم تتحقق الوعود التي قطعتها الدول الغربية والعربية للجيش السوري الحر، ستكون هناك خطورة حقيقية في توجه أفراد المعارضة المحبطين نحو التطرف، وهو ما يضيف بعدا خطرا إلى ثورة تهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة واسعة من الشرق الأوسط.
ويقول الملازم عبد الله العودي، أحد قادة الجيش السوري الحر، والذي انشق عن القوات النظامية في الصيف الماضي وأجريت مقابلة معه خلال زيارة له إلى تركيا: «إن وقوف العالم ساكنا يفتح الباب أمام الجهاديين». وأوضح أنه رفض الكثير من عروض المساعدة من مجموعات جهادية في شكل أسلحة وأموال، وعبر عن خشيته من تنامي نفوذ الإسلاميين. وقال العودي: «لا ينبغي أن يكون هذا سببا لصمت المجتمع الدولي تجاه سوريا، بل دافعا إلى تحركهم للقيام بعمل ما».
وأشار مسؤولون أميركيون وغربيون في المنطقة، تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم بسبب حساسية الموضوع، إلى أنهم لاحظوا الكثير من الدلائل على محاولة مجموعات مثل «القاعدة» الزج بنفسها في الثورة السورية، على الرغم من تأكيداتهم بأن تأثير الأصوليين الإسلاميين محدود. وكان أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة قد دعا «المجاهدين» إلى التوجه إلى سوريا لدعم الثوار بداية العام الحالي. ويبدي الدبلوماسيون الغربيون قناعة بأن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة نفذت سلسلة من التفجيرات في دمشق وحلب بين ديسمبر (كانون الأول) ومارس (آذار). وأوضح الدبلوماسيون أنه تم الكشف عن عبور العشرات من الجهاديين من العراق إلى سوريا، بعضهم سوريون كانوا قد تطوعوا في السابق للقتال في العراق، وآخرون عراقيون، وقد يكون بينهم أشخاص من جنسيات أخرى، الجانب الآخر من الرحلة التي بدأوها إلى العراق قبل سنوات عندما كان الجهاديون يتدفقون عبر الحدود لمحاربة الأميركيين، الذين غادروا العراق الآن.
كانت الحكومة السورية هي التي قامت بتسهيل تدفق المقاتلين إلى العراق قبل سنوات كثيرة، وهناك شكوك واسعة في أنها تحاول إحياء بعض هذه الشبكات سرا لتشويه سمعة الثوار ومنع الدعم الدولي عن المعارضة وخلق أوضاع يمكن من خلالها تبرير الأعمال القمعية العنيفة التي تمارسها.
وأوضح سلمان الشيخ، مدير معهد بروكينغز الدوحة في قطر، أن النظام السوري صور الانتفاضة منذ بداياتها على أنها من تنفيذ إسلاميين متطرفين، والتقارير التي تشير إلى ظهور الإسلاميين في سوريا لم تظهر إلا في الروايات الرسمية فقط. وقال: «إن تقاطر المتطرفين بأعداد ضئيلة للغاية عبر الحدود يقدم دلائل على أن النظام يساعد ويحرض هذه المجموعات، وسيتحول إلى نبوءة تحقق ذاتها».
ومن المقبول أيضا أن تكون هذه الجماعات وأنصار هذا الشكل من التطرف قد انقلبوا ضد داعميهم الماليين السابقين ويعودون مرة أخرى إلى سوريا بدافع الحماسة الطائفية والدينية. فرغم إصرار الكثير من نشطاء المعارضة على أن ثورتهم ليست طائفية، ينتمي غالبية السوريين إلى المذهب السني، في الوقت الذي ينتمي فيه الأسد وغالبية الشخصيات البارزة في النظام والقوات الأمنية إلى الأقلية العلوية الشيعية، وهو ما يضفي بعدا طائفيا على الثورة الشعبية. لكن بعض الناشطين والثوار يصرون على أن المتطرفين ليسوا موضع ترحيب في مجتمعات تعتز منذ فترة طويلة بتسامحها تجاه الأقليات الدينية التي تعيش بينها مثل المسيحيين والعلويين والدروز والأكراد والشيعة الإسماعيلية.
ووصف أحد قادة الثوار في شمال سوريا، طلب تعريفه بـ«أبو مصطفى»، كيف طرد هو ورجاله مجموعة من 15 متطرفا، جميعهم سوريون، لكنهم لم يكونوا جميعا من أبناء المنطقة، وصلوا إلى قرية شمال سوريا في يناير (كانون الثاني). وقد حاولت المجموعة التي يقودها شخص عرف نفسه بـ«أبو سليمان» تجنيد بعض الأتباع لتنفيذ اعتداء على مدينة جسر الشغور القريبة.
وذكر أبو مصطفى خلال المقابلة التي أجريت معه في تركيا أنه «كان بحوزة أبو سليمان المال والسلاح، وأرسل شخصا للتفاوض معي لكني رفضت. وطلبنا منه المغادرة لكنه رفض، لذا هاجمناه. وقد قتلنا اثنين منهم وأصيب أحد رجالنا، ثم غادر لكني لم أعلم وجهته. الشيء الجيد هو أن السوريين يقفون ضد تسليم بلدنا إلى متطرفين. لكن هذه المجموعات لهم داعمون أغنياء بالغو الثراء، وإذا ما تواصلت الثورة على هذا النحو، دون أمل أو نتائج، فسوف يكسبون النفوذ على أرض الواقع». ويؤكد جوزيف هوليداي، الذي يدرس الجيش السوري الحر في معهد دراسات الحرب في واشنطن، والذي يعتقد أن المتطرفين أقلية صغيرة، على وجود فارق بين السوريين المتدينين بشكل طبيعي والقادمين من مجتمعات تقليدية، وبين تطرف الأشخاص المرتبطين بحركة الجهاد العالمي.
وقال: «على الرغم من وجود عناصر (في المعارضة) محافظة للغاية، لكنهم ليسوا القوة المحركة. وهناك اعتقاد بأن ذلك سيزيد بمرور الوقت، لأن الثوار غالبا ما يصبحون أكثر تطرفا بمرور الوقت، لكن القوة المحركة خلف الثورة حتى الآن علمانية». ويرى يزيد الصايغ، من مركز كارنيغي الشرق الأوسط في بيروت، أن أنصار المدرسة السلفية المتشددة الذين سجلوا ظهورا في الكثير من المجتمعات السورية يلعبون دورا في المعارضة، ويختلفون عن الجهاديين.
ويقول الصايغ: «الأفراد المحليون والمتدينون ويتبنون توجها إسلاميا ويحملون البنادق لا ينتمون جميعا إلى نفس الجماعة وليسوا بالضرورة مثل الجهاديين الذين لا ينتمون بالضرورة إلى (القاعدة)، هناك نطاق واسع من الاتجاهات والتوجهات المختلفة».
بيد أن الكثير من الناشطين يعبرون عن خشيتهم من تنامي نفوذ المتطرفين عندما يتحول الثوار السوريون، الذين طالبوا عبثا بتدخل الجيوش الغربية، إلى البحث عن العون في مكان آخر.
ويقول الناشط السوري، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه بسبب المخاوف من الانتقام من قبل بعض المتطرفين الذين واجههم خلال محاولة تنظيم المعارضة في الكثير من المدن الشمالية: «إنه يتنامى بطبيعة الحال، لأن أحد لم يفعل شيئا لإيقافه». وأضاف: «إن لديهم قوانين، ويقولون: إذا أعطيناك المال فيجب أن تطيع أوامرنا وتقبل قيادتنا».
* شارك في هذا التقرير المراسلة الخاصة رايانا قدري من عمان
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
واشنطن تعلن عقوبات على دمشق وطهران.. تشمل مدير الاستخبارات السوري والحرس الثوري وأوباما يتعهد بمعاقبة خروقات حقوق الإنسان «الإلكترونية» ومواصلة الضغط على نظام الأسد

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح وهبة القدسي... أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما فرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وإيران بالوسائل التكنولوجية الرامية إلى تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان في البلدين. جاء ذلك متزامنا مع إعلان أوباما العمل على استهداف أي طرف تعتبره الولايات المتحدة منتهكا لحقوق الإنسان ومستخدما التكنولوجيا الحديثة في تلك الانتهاكات.
وبالإضافة إلى العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي وقمع حكومتها لشعبها، والعقوبات المفروضة على سوريا بسبب قمع نظام الرئيس بشار الأسد لشعبه، أعلن أوباما أمس عقوبات على الشركات والأفراد الذين يمدون الحكومتين بالتكنولوجيا التي تساعدهما على قمع شعبيهما أو يشتركون في ذلك.
ومن بين الذين شملتهم العقوبات الجديدة علي المملوك مدير الاستخبارات المركزية السورية، ودائرة الاستخبارات المركزية السورية نفسها، وشركة «سيرياتيل» السورية لخدمات الهاتف الجوال، والحرس الثوري الإيراني، ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، والقوات الأمنية الإيرانية، وشركة «داتاك» الإيرانية لخدمات الهاتف.
وحسب الأمر التنفيذي، تجمد الحكومة الأميركية ممتلكات وأرصدة الذين يساعدون الحكومتين السورية والإيرانية على وضع عراقيل إلكترونية أمام الأفراد والمنظمات الشعبية التي تدعو إلى الحرية والديمقراطية في البلدين.
وكان أوباما وقع يوم السبت على أمر تنفيذي حول هذا الموضوع، وأعلن الأمر أمس في خطاب ألقاه في متحف «هولوكوست» اليهودي في واشنطن. وكان من اللافت أن أوباما اختار زيارته إلى المتحف الذي يخلد ذكرى محرقة اليهود للإعلان عن هذه الإجراءات الجديدة.
وفي خطابه، أشاد أوباما بـ«الربيع العربي». وأشار إلى استخدام المعارضين للأنظمة الديكتاتورية أجهزة ووسائل إلكترونية حديثة، مثل «تويتر» و«فيس بوك». ولكنه لفت إلى أن «نفس الأنظمة الإلكترونية الحديثة استعملت لعرقلة الوصول إلى هذه الحرية»، ولهذا تعتبر المنظمات والشركات والأفراد التي توفر هذه العراقيل الإلكترونية مخالفة للقوانين الأميركية.
وفي خطابه بمتحف «هولوكوست»، قال أوباما إن «العالم يجب ألا يسمح أبدا بأي مجنون يخرق حقوق الإنسان، ويرتكب الفظائع والإبادة والقتل الجماعي». وأضاف أن معارضة مثل هذه الأعمال الوحشية هي في صميم المبادئ الأميركية، وأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتراجع عن تنفيذ هذه الالتزامات. ودافع أوباما عن السياسات الأميركية في الماضي لمواجهة المذابح والإبادة وجرائم الحرب. وقال: «لقد أنقذنا عددا لا يحصى من الناس». وأضاف: «ليست السيادة الوطنية رخصة لذبح الشعوب على أيدي حكامهم».
وكان إيلي ويزيل، من أحياء المحرقة، والحاصل على جائزة «نوبل»، قدم أوباما لإلقاء خطابه، وشن هجوما عنيفا على إيران وسوريا. وتساءل عن سبب استمرار الرئيس السوري الأسد في الحكم، ووصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه «الأول في العالم في إنكار المحرقة».
وفي خطابه، علق أوباما على تصريح ويزيل عن سوريا، وقال: «بينما نحاول أن نعمل كل ما نقدر عليه، لا نقدر أن نسيطر على كل الأحداث. ونحن نحاول في سوريا، علينا أن نتذكر أنه رغم كل الدبابات، وكل القناصين، وكل التعذيب، لا يزال السوريون يتحدون في الشوارع. ولا يزالون يريدون نقل مطالبهم ليسمعها العالم. وهم لم يستسلموا، ولهذا نحن لن نستسلم».
ووعد أوباما بـ«مواصلة الضغط» على الرئيس السوري بشار الأسد، وبعزل نظامه أكثر، وبفرض مزيد من العقوبات، والتعاون مع «أصدقاء سوريا».
وقال إن العقوبات الجديدة التي فرضها على سوريا وإيران هي خطوة أخرى «نحو اليوم الذي متأكدون من أنه آت، وهو يوم نهاية نظام الأسد الذي يذبح الشعب السوري».
وقال مصدر بالبيت الأبيض في بيان إن «هذه الأداة الجديدة من العقوبات تسمح لنا بمعاقبة ليس فقط الحكومات القمعية بل المؤسسات التي تسمح لها بالحصول على التكنولوجيا المستخدمة لقمع (الشعوب)، والمرتزقة الذين ينتجون أو يشغلون أنظمة تستخدم في المراقبة واقتفاء الآثار واستهداف أشخاص بغرض قتلهم وتعذيبهم أو ارتكاب غير ذلك من الانتهاكات».
وأضاف المصدر نفسه أن أوباما وقع الأحد مرسوما «يجيز عقوبات ويحظر إصدار تأشيرات (أميركية) بحق الذين يرتكبون أو يسهلون الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بواسطة تكنولوجيا الإعلام المرتبطة بالفظائع التي يمارسها النظامان السوري والإيراني».
وقالت سمانثا باورز، مستشارة أوباما لحقوق الإنسان ومديرة «مجلس منع المجازر» لدى البيت الأبيض، لصحيفة «واشنطن بوست»: «هذه سياسة لم يسبق له مثيل من رئيس أميركي. إنها استراتيجية شاملة، وترسل رسالة واضحة مفادها أننا ملتزمون بمكافحة خروقات حقوق الإنسان الوحشية، والتي تواجه تهديدا قديما بأساليب إلكترونية حديثة، بعد أن صار هذا التهديد القديم نفسه يستغل التكنولوجيا الحديثة».
وقال البيت الأبيض في بيان أصدره أمس إن أوباما أنشأ في أغسطس (آب) الماضي «مجلس منع المجازر» وكلف المجلس باتخاذ خطوات لتعزيز قدرة الحكومة الأميركية على التنبؤ والرد على حملات الإبادة والفظائع الجماعية. ويضم المجلس ممثلين من وزارات الخارجية والدفاع والخزانة والعدل والأمن الداخلي وهيئة الأركان المشتركة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب نائب الرئيس السابق ديك تشيني، وتم تعيين كل منهم في منصب مساعد الأمين ويجتمع المجلس شهريا للإشراف على وضع وتنفيذ سياسة منع الفظائع والرد عليها والتعامل مع الحالات الطارئة عند حدوثها.
ويقدم رئيس المجلس تقريرا واستعراضا لأعمال المجلس سنويا للرئيس الأميركي وبعد ستة أشهر من عمل المجلس سيقوم الرئيس بالتشاور مع المجلس بإعداد مشروع لائحة تنفيذية ووضع هيكل للوظائف والأولويات وأهداف المجلس وتعزيز قدرات المجلس على الاستجابة للأعمال الوحشية والفظائع.
وقال البيت الأبيض إن استراتيجية الرئيس أوباما لمنع الفظائع تشكل محورا رئيسيا من سياسته الخارجية، وعدد البيت الأبيض المواقف التي اتخذتها إدارة أوباما لحماية المدنيين، ومنها الضغط الدولي على القذافي وفرض حظر على الأسلحة وفرض منطقة حظر جوي وقيادة جهود دولية عسكرية لحماية المدنيين في ليبيا، إضافة إلى جهود للضغط على نظام الأسد وفرض العقوبات الواسعة، ودعم المعارضة ودعم الجهود لتقديم مرتكبي الفظائع إلى العدالة ومساندة قرارات مجلس الأمن الدولي. ومن اللافت أن الإعلان عن إنجازات هذا المجلس جاء في يوم انتقدت فيه إدارة أوباما النظام السوري، ولكن لم تتعهد بعد بالتدخل المباشر لمنع المجازر فيه.
العقوبات الجديدة ضد جهات سورية وإيرانية
* علي مملكوك مدير مديرية الاستخبارات السورية العامة
* مديرية الاستخبارات السورية العامة
* شركة «سيرياتيل» للاتصالات السورية
* وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية
* الحرس الثوري الإيراني
* قوات تطبيق القانون للجمهورية الإسلامية الإيرانية
* شركة «داتاك» للاتصالات الإيرانية
 
وزير الداخلية السوري: سنخرج من الأزمة «أقوى»
 

الحياة...دمشق - أ ف ب - اكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار أن بلاده ستستعيد امنها واستقرارها وستخرج «أقوى» من الأزمة التي تتعرض لها منذ اكثر من 14 شهراً.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن وزير الداخلية قوله خلال لقائه مع ضباط ودورات طلاب الضباط في «كلية الشهيد باسل الأسد للعلوم الشرطية» أن «سورية ستستعيد حالة الأمن والاستقرار وتخرج من الأزمة أقوى مما كانت».

وأشار الشعار إلى أن ذلك سيتم «بفضل وعي شعبها وتمسكه بوحدته الوطنية والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد».

وشدد الوزير السوري «على الجاهزية الدائمة والعمل الدؤوب لمنع أيادي الإجرام من العبث بأمن الوطن والمواطن»، بحسب الوكالة.

واعتبر وزير الداخلية أن بلاده تتعرض لمؤامرة وحملات تحريضية «تقودها جهات خارجية للنيل من أمن واستقرار سورية نتيجة مواقفها الوطنية والقومية ورفضها للإملاءات وسياسة الهيمنة والضغوط ودعمها للمقاومة».

 

 

لبنان: حركة الترانزيت عبر سورية خسرت نصفها... منذ بدء الثورة
الحياة..بيروت - دانيال الضاهر
 

لم يقفلْ البرّ السوري أمام حركة الترانزيت اللبنانية، لكن هذه الحركة تراجعت بنسبة 50 في المئة عبره بفعل عوامل تتصل بما تشهده سورية من عنف واضطرابات، من دون أن يعني ذلك توقف حركة التصدير عموماً. إذ دفعت هذه التطورات بشركات نقل متخصصة وسائقين إلى الإحجام عن سلوك الطريق البرية خوفاً من أي طارئ أمني يعرّض البضائع والسائق للخطر، وتفضيل المستورد تسلّم بضائعه عبر البحر. ولم يقتصر التأثير على عامل التراجع، بل انسحب على ارتفاع تكاليف عمليات الشحن المستمرة في سلوك البرّ بنسبة 30 في المئة تتمثل بكلفة التأمين وإجرة النقل. وكان بديل البرّ الشحن بحراً، لكن بكلفة أعلى تتراوح بين 30 و50 في المئة بحسب الوجهة.

وانعكست الحوادث انخفاضاً في حركة التصدير إلى سورية، بسبب تراجع الطلب بنسبة 60 في المئة، وشملت الصادرات الصناعية والزراعية. وحذّر معنيون بالقطاع الزراعي من أن تتضرر المواسم المقبلة، في وقت يرصد المسؤولون هذه المشكلة إذ أشارت أوساط رسمية إلى مساع تُبذل لفتح أسواق جديدة لتصريف الإنتاج إلى تركيا والعراق وإيران. وكانت الخطوة الأولى إعلان بغداد فتح أسواقها للحمضيات اللبنانية.

أعلن رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمت افرام في تصريح الى «الحياة»، أن انعكاس الوضع في سورية على حركة تصدير المنتجات اللبنانية «لم يكن كبيراً». وأشار إلى أن «الصادرات اللبنانية إلى الأسواق السورية تشكل نسبة 5 في المئة من الحجم الإجمالي للصادرات، وتراجعت بسبب الحوادث إلى 3 في المئة، إذ كان لبنان يصدر بقيمة 200 مليون دولار، تراجعت إلى مئة مليون عام 2011». ولم يغفل أن حركة التصدير «توقفت لفترة لدى صدور قرار منع التعامل بالدولار، لكن الأوضاع عادت إلى طبيعتها، ويجرى حالياً تسديد ثمن البضائع بالدولار واليورو».

وعلى رغم ما يحصل، يبقى الخط البري الذي تسلكه حركة الترانزيت، «مفتوحاً»، وفق افرام، لافتاً إلى أن «35 في المئة من حركة التصدير تمرّ عبر سورية». وقال: «لا تزال الطريق سالكة ولا معوقات كبيرة حتى الآن باستثناء ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين بسبب ارتفاع منسوب الأخطار». وكشف أن «هذه الشاحنات تواكبها أجهزة أمنية لحمايتها».

وأعلن رئيس مركز الصادرات الصناعية خالد فرشوخ، أن حركة الترانزيت عبر سورية «انخفضت بنسبة 50 في المئة، إذ كانت تعبر 300 شاحنة يومياً قبل اندلاع الأحداث وتراجعت إلى 150 شاحنة حالياً». وأوضح أن شركات متخصصة وسائقين «باتوا يرفضون العبور، كما أن المستوردين باتوا يشترطون على المصدرين شحن البضائع بحراً تفادياً لأي حادث يمكن أن يتسبّب لهم بخسائر».

وأشار فرشوخ إلى «زيادة كلفة الشحن براً بنسبة 30 في المئة، فضلاً عن رفع قيمة التأمين بسبب الأخطار المحتملة». ولفت إلى أن «الكلفة الإضافية على الشحن بحراً تتراوح بين 20 في المئة و50 في المئة بحسب الوجهة».

وأكد أن حركة التصدير «لم تتراجع إلى الدول العربية كما أنها لم تنمُ بالمعدلات المسجلة في السنوات الماضية، إذ كانت تسجل نسبة 20 في المئة سنوياً». وأوضح أن الزيادة المحققة والبالغة 6 في المئة «تنحصر فقط في قطاع المجوهرات والمصوغات الذهبية».

الطلب السوري

وأفضت أحداث سورية إلى تراجع الطلب في سوقها الاستهلاكية، إذ لفت فرشوخ إلى أن «الطلب تراجع بنسبة 60 في المئة العام الماضي في مقابل الصادرات عام 2010». وأشار إلى أن لبنان «كان يصدر بقيمة تتراوح بين 250 مليون دولار و300 مليون وتبلغ حالياً 120 مليوناً». وأوضح أن الطلب في السوق السورية «سجل مزيداً من التراجع في الربع الأول من السنة».

وأكد فرشوخ، أن على رغم التراجع في حركة التصدير براً عبر سورية فهي «لا تزال تسلك من دون معوقات أو مشاكل»، لكن لفت إلى «عمليات التفتيش المتشددة على الحدود بين لبنان وسورية وكذلك على الجهة الأردنية، التي تؤخر وصول الشحنة بين ثلاثة أيام وخمسة، ما خفّض عدد الشاحنات التي تدخل البر السوري يومياً إلى 50 فقط».

وأعلن رئيس لجنة الزراعة في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان رفلة دبانة، أن «نسبة تراجع حركة تصدير المنتجات الزراعية إلى الدول العربية بلغت 15 في المئة، بسبب خوف المصدرين وسائقي الشاحنات من أخطار محتملة على الطريق. كما أن غالبية السائقين هم سوريون وبعد إقفال السفارة السعودية في دمشق باتوا مضطرين إلى الاستحصال على تأشيرات من القنصلية في بيروت، وبما أن عددهم كبير بات الحصول على التأشيرات يأخذ وقتاً طويلاً، كما يجب تكرار هذه العملية شهرياً لأن التأشيرات القصيرة الأمد تعطى لشهر واحد فقط». لذا رأى ضرورة «المطالبة بإعطائها لستة أشهر مثلاً، توفيراً للوقت وإسراعاً في عمليات التصدير التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم». وأشار إلى أن «المواسم الزراعية قليلة في هذه الفترة من السنة، ما يجعل المشكلة غير بارزة حتى الآن»، لكن «ستتفاقم وتصبح كارثية في الأشهر المقبلة مع ازدياد كبير في كميات المنتجات الزراعية المعدّة للتصدير ونوعياتها».

ولفت دبانه، إلى أن «انخفاض حركة التصدير براً انعكس زيادة في شحن البضائع بحراً، وكلفة الشحن إلى دول الخليج تقلّ عن تلك المسجلة إلى الأردن، إذ يُعاد نقلها من ميناء العقبة إلى عمّان براً». وأوضح أن حركة الشحن الجوي، «لا تزال تقتصر على بعض السلع (الخس والبازيلا والبامية والعنب...)، وهي ليست من الأصناف الأساسية من ناحية الكميات».

وبالنسبة إلى تصدير المنتجات الزراعية إلى سورية، رصد دبانه «تراجعاً في حركة الصادرات إلى أسواقها بسبب انعدام الحركة السياحية وأخطار تحصيل ثمن المنتجات والانخفاض الكبير في سعر صرف العملة، إضافة إلى التدني الملموس في أسعار بيع هذه المنتجات بسبب ضعف القوة الشرائية عند المستهلك».

أزمة الانتاج الزراعي

وربط رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين انطوان الحويك، ازمة الإنتاج الزراعي في لبنان بـ «الوضع الداخلي في سورية وحركة الشحن عبرها، وبالانخفاض الملحوظ في حركة الاستهلاك الداخلي في السوق اللبنانية، التي تأثرت بالأحداث في سورية نتيجة تراجع الحركة السياحية عبرها والقدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني». وأكد أن «التراجع في الاستهلاك الداخلي للمنتجات الزراعية بلغ نحو 40 في المئة، إذ بات المواطن يعتمد أولويات في سلة الغذاء مخفضاً موازنة استهلاك الخضر والفاكهة، بسبب ضعف قدرته الشرائية». وعزا الانخفاض في السوق الداخلية أيضاً إلى «تقلّص طلب المطاعم التي كانت تستهلك كميات كبيرة من الإنتاج الزراعي، نتيجة تراجع الحركة السياحية في لبنان بفعل أحداث سورية وعدم الاستقرار السياسي». وبذلك يعاني القطاع الزراعي أزمة «كبيرة»، لأن «معظم أسعار الجملة متدنية، ما يؤشر إلى ركود».

ولفت الحويك، إلى «تأثير توقف الحركة التجارية البينية سواء كانت عبر تبادل شرعي أو عبر التهريب»، مشيراً إلى أن هذه الحركة «كانت تشكل 40 في المئة من الحركة التجارية الإجمالية في لبنان». كما تراجعت الصادرات الزراعية إلى السوق السورية، معلناً أن لبنان «صدّر إلى الأسواق السورية نحو 162 ألف طن من الخضر والفاكهة عام 2010، وتراجعت إلى 108 آلاف طن العام الماضي، أي بنسبة 43 في المئة». وربط عاملاً آخر سبّب الانخفاض في الكميات المصدرة يتمثل بـ «تراجع تصدير الموز اللبناني، من 89 ألف طن عام 2010 إلى 35 ألفاً العام الماضي، اي بتراحع 55 ألف طن، فانخفضت صادرات الموز الى سورية من 30 الف طن في كانون الاول (ديسمبر) عام 2010 الى 8300 طن في الشهر ذاته من العام الماضي، ومن 19 ألفاً في كانون الثاني (يناير) عام 2011 الى تسعة آلاف طن في الشهر ذاته من هذه السنة، ما سبب مشكلة في قطاع الموز، الذي نما في السنوات الاخيرة لتلبية طلب السوق السورية».

لكن أوضح أن التصدير إليها «تراجع بعد خفض الرسوم على الموز المستورد الى سورية من الدول الاستوائية وتراجع قيمة صرف الليرة السورية». وأعلن أن لبنان «ينتج نحو 180 ألف طن من الموز سنوياً ويتميّز عن الإنتاج الأفريقي والآسيوي، بأنه شبه عضوي ويمكن تصديره بسهولة إلى الأسواق الأوروبية بأسعار مرتفعة في حال أُعطي شهادات على انه عضوي، لكن أحداً لا يرغب في السير في هذا المشروع». وقال: «أدى تراجع تصدير الموز الى مضاعفة الكميات المطروحة في السوق المحلية فتدنت الاسعار، ما شكل منافسة لقطاعات الفاكهة الاخرى كالتفاح والحمضيات التي تراجعت مبيعاتها وأسعارها في السوق».

وأكد الحويك، أن «الصادرات الزراعية إلى الدول العربية التي تشمل الحمضيات والبطاطا والتفاح استقرت عامي 2010 و2011، ويشكل التصدير إليها نسبة 95 في المئة من الإجمالي». ولفت إلى أن «الكميات المصدرة عام 2010 بلغت 540 ألف طن وتراجعت إلى 470 ألفاً عام 2011 بسبب انخفاض تصدير الموز، وارتفاع كلفة الشحن بسبب أخطار المرور عبر سورية».

 

 

إطلاق نار ومواجهات بين الجيش ومنشقين على الحدود السورية - الأردنية
الحياة...عمان- نبيل غيشان

قال شهود إن أصوات إطلاق نار كثيف سمعت على الحدود الأردنية -السورية المحاذية لمنطقة الرمثا في منطقة وادي الحيط السورية المقابلة لقرية الشجرة الأردنية. وأوضح شهود أن اشتباكات دارت بين الجيش السوري ومجموعة من «الجيش الحر» انتهت بفرار العديد من أفراد «الجيش الحر» إلى الأراضي الأردنية. ونفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال راكان المجالي في مؤتمر صحافي امس افتتاح مخيم لاستيعاب اللاجئين السوريين في منطقة أرباع السرحان.

وحسب تقديرات غير رسمية فإن عدد اللاجئين السوريين ارتفع إلى اكثر من مئة ألف و110 أشخاص فيما قالت مفوضية شؤون اللاجئين في عمان أن عدد السوريين المسجلين لديها وصل إلى أربعة آلاف شخص.

وقالت مصادر اللاجئين السوريين في مدينة الرمثا أن 110 أشخاص عبروا إلى الأراضي من منطقة نصيب السورية معظمهم من الأطفال والنساء، فيما عبر منشقون عن الجيش السوري إلى الجانب الأردني بعد نفاد ذخيرتهم خلال اشتباك مع الجيش النظامي.

وذكرت ذات المصادر نقلاً عن ناشط سوري قريب من الجيش السوري الحر يدعى شادي البردان سبق له ودخل الأردن ثم عاد إلى الأراضي السورية أن «أجهزة الأمن السورية أحرقت العديد من المنازل في وادي الحيط السورية وزرعت الألغام بشكل عشوائي بالقرب في الأراضي الحدودية التي يعبر منها المدنيون السوريون تجاه الأردن».

ونقلت المصادر نفسها، أن عدداً من القادمين الجدد كانوا جرحى ونقلوا إلى المستشفيات.

وترددت امس أخبار غير مؤكدة عن مقتل اثنين من السلفيين الأردنيين يقاتلون في صفوف المعارضة السورية احدهما يدعى (حمزة صلاح المعاني) لكن مصادر مطلعة في التنظيمات السلفية في عمان ومعان نفت علمها بمقتل أردنيين رغم تأكيد المصادر ذاتها لـ «الحياة» وجود ثلاثة سلفيين أردنيين يقاتلون هناك منذ اكثر من شهرين.

وأكدت المصادر أن السلطات الأردنية ما زالت تعتقل ثلاثة سلفيين حاولوا التسلل إلى الأرضي السورية.

وقال شهود على الحدود الأردنية إن الجيش الأردني رفع حالة التأهب على الحدود بشكل احترازي، في ظل تزايد حالات التسلل من الأراضي السورية إلى الأردن.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,856,320

عدد الزوار: 7,801,217

المتواجدون الآن: 0