الحصان التالي بن كاسبيت

تاريخ الإضافة الجمعة 6 حزيران 2014 - 7:28 ص    عدد الزيارات 632    التعليقات 0

        

 

الحصان التالي بن كاسبيت
المصدر: "معاريف" - ترجمة "المصدر"
يوجد اكثر من افيغدور ليبرمان واحد. يوجد اثنان، على الاقل. الأول، الكل يعرفه، اسد مفترس وحش متطرف غير قادر على ان يمر عن حقل من دون ان يحرقه، لا يمكنه ان يرى جمرا دون ان يصب عليه الوقود، سليط اللسان على العالم العربي، متنطح لعرب اسرائيل، ينثر التهديدات باسلوب "طهران اسوان" ويتمتع بكل لحظة.
ولكن داخل هذا الاسد، يكمن ثعلب اكثر دهاء، وتفكيراً، وهناك من قول تشويقاً. شخص يعرف معادلات القوة في الشرق الاوسط، يعرف كيف يشد الخيوط وقادر على اتخاذ القرارات، التفكير من خارج العلبة وخلق تحالفات سرية. جزء صغير من هذا الليبرمان، الثعلب الداهية، انكشف امس للجمهور، وكالمعتاد، حصل هذا في المكان غير المتوقع على الاطلاق: مناسبة لاتحاد الطلاب في المركز المتعدد المجال. كما ان التوقيت "ليبرماني صرف". بالضبط في الوقت الذي نشر فيه قرار المجلس السياسي الأمني والذي رفض كل امكان للاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة، يعرض ليبرمان وجهاً آخر، جديداً، بقدرة وصول الى حل الوضع. فقد استعرض فكرته القديمة الجديدة، التسوية الاقليمية. نوع من الحل الوسط بين خطته السياسية الاصلية، التي تتضمن تبادلاً للأراضي مع الفلسطينيين (وبرأيي، الخطة الاكثر منطقية الموجودة اليوم على الطاولة)، والاحتياجات الاقليمية المتعاظمة في عصر الصراع السني – الشيعي وانحلال الاطر القومية القديمة في قسم من الدول المحيطة بنا.
في كل مرة يطلق قولا ما مهددا او استفزازياً في الفضاء، نميل الى ان ننسى الجانب الآخر من افيغدور ليبرمان. الجانب الذي انكشف لأول مرة في الخطة السياسية القديمة اياها، والتي أعلن فيها بأنه سيكون مستعداً لاقامة دولة فلسطينية، التخلي عن وادي عارة والمثلث مقابل الكتل الاستيطانية، بل واخلاء بيته في نوكاديم كي يحقق السلام. اما اليوم، فليبرمان اكثر وعياً، يسلم بحقيقة ان ليس للفلسطينيين قدرة على الوصول الى مثل هذا النوع من التسوية بقواهم الذاتية. حله هو تسوية اقليمية. وشركاؤه هم السعودية، مصر، اتحاد الامارات، البحرين، دول في شمال افريقيا، الاردن ومحافل في الحكومة العراقية. اما اعداؤه المعلنون فهم ايران، ايران وايران، وهو يشخص القلق السني من انتشار الخطر الشيعي – الايراني، ويحاول الزحف نحو التماس.
ان تشبيه اسرائيل بالعشيقة الاقليمية، والذي استعاره ليبرمان امس من مئير دغان هو تشبيه دقيق. فيكاد يكون الجميع يتحدثون مع اسرائيل، ولكن سرا. يستمتعون بها، ولكن في غرفة النوم الديبلوماسية الخفية. اما ليبرلمان فقد ملّ هذا. ويريد ان يؤطر العلاقات. ربما ليس الى درجة الزواج الكاثوليكي ولكن على الاقل الحصول على مكانة الزوجة المعروفة بين الناس. في هذا المجال من المتوقع لليبرمان خيبة الظن. فالدول العربية المعتدلة لا يمكنها ان تستوفي هذه الشروط، لأنها دول معتدلة تسكن فيها شعوب غير معتدلة. وتواصل اسرائيل اجتذاب معظم كراهية الجماهير في الاردن، في مصر، في السعودية، وفي باقي الدول العربية.
سيواصل الفلسطينيون التصالح والتنازع بينهم وبين انفسهم لسنوات عديدة اخرى، دون ان ينهض هناك احد ما قادر على ان يوقع اتفاقا مع اسرائيل والتسليم بحقيقة انه لن تكون عودة لاجئين الى نطاقها. وفقط بغلاف اقليمي واسع سيكون ممكناً الوصول الى شيء ما. هذا اذا كان ممكنا على الاطلاق.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,510,698

عدد الزوار: 7,031,176

المتواجدون الآن: 77