نص اسرائيلي - كلّنا مذنبون

تاريخ الإضافة الأحد 6 تموز 2014 - 7:55 ص    عدد الزيارات 624    التعليقات 0

        

 

نص اسرائيلي - كلّنا مذنبون
المصدر: "هآرتس" ترجمة "المصدر"
جيمي شليف
اسرائيل 2014، بمساوئها، ليست في الكون ذاته الذي كانت فيه برلين في 1933، فالحكومة لا تشجع أعمال الزعرنة والقتل، والتي يسمونها لسبب ما "أخذ القانون بالأيدي". وهي لا تتصرف كالنازيين في الأشهر الأولى بعد استيلائهم على الحكم إلى أن بدأ مواطنو ألمانيا الشكوى من الاضطرابات في الشوارع ومن الضرر الإعلامي والاقتصادي. وأنا مستعد لأن أفترض بأن الشرطة تفعل كل ما في وسعها كي تعتقل قتلة الفتى الفلسطيني. أصلي كي يتبين بأن القتل لم يرتكب بدافع قومي. ولكننا كلنا نعرف: عصبة الزعران اليهود ليست شاذة. ليس هذا انفجاراً لمرة واحدة لغضب لا يمكن التحكم به في أعقاب الجريمة النكراء لاختطاف الفتيان الثلاثة وقتلهم. فالعنصرية المتزمتة لا توجد في فراغ. هذه ظاهرة تنتشر من الهوامش إلى أجزاء كبيرة في المجتمع، وهي تتغذى بمشاعر الظلم، الضحية، مشاعر الدون وكذا أيضاً التفوّق، ويطوّرها سياسيون وكُتّاب – بعضهم صادقون، بعضهم انتهازيون – ملوا الديموقراطية وضعفها. وهم يتطلعون إلى إسرائيل، وكيف نقول ذلك برقة، اسرائيل الشعب الواحد، الدولة الواحدة، ولاحقاً، الزعيم الواحد أيضاً.
شهدنا في الأيام الاخيرة صفحة فيسبوك تدعو الى الثأر لقتل الشبان الثلاثة، والتي حظيت بآلاف الاعجابات ومئات الدعوات لتصفية العرب بصفتهم هذه. صفحة مشابهة تروج لإعدام اليساريين المتطرفين اجترفت عشرة آلاف اعجاب مع اقتراحات عملية مشابهة.
إلى هذه العربة تسلّق أيضاً نواب، منتخبون من الشعب، يغطون التحريض الذي على ألسنتهم بآيات من التوراة، يحثون على "الثأر" والتعاطي مع أعدائنا مثلما مع العمالقة. ديفيد روبين، الذي يعرف نفسه كرئيس بلدية شيلو السابق، كان أكثر صراحة بقليل – ففي مقال نشره بالانكليزية في موقع القناة 7 كتب يقول: "العدو هو عدو، والطريق الوحيد للانتصار في الحرب هو تصفية العدو، دون التعاطي اكثر مما ينبغي مع مسألة من هو الجندي ومن هو المدني. نحن اليهود سنوجه دوما قنابلنا قبل كل شيء إلى أهداف عسكرية، ولكن لا حاجة لأن نشعر بالذنب عندما نخرق سكينة الحياة، نجرح أو نقتل مدنيي العدو، الذي يكادون يكونون جميعهم مؤيدي فتح وحماس".
هناك من يستخلص استنتاجا موحدا من اجواء التحريض بعد اتفاقات اوسلو والوضع اليوم، ويدينون في الحالتين نتنياهو: وهم يجدون أوجه الشبه بين الخط الذي ربط ميدان صهيون مع ميدان ملوك اسرائيل، والخط بين الخطاب لمناهض لفلسطين واندلاع وباء العنصرية. ولكن هذا حل سهل اكثر مما ينبغي، ومغلوط ايضا. نتنياهو ليس مذنبا، ولا وزراؤه أو رفاقه في الرأي، مهما كانوا متحمسين: نحن المذنبون. نحن فقط. اليهود في اسرائيل مع اخوانهم في المنفى، اولئك الذين يغمضون عيونهم على مشاهد رهيبة، يغلقون آذانهم لسماع هتافات الموت المخيفة، يستوعبون التحريض تجاه الفلسطينيين ويرون في الانتقاد الذاتي دليل ضعف ان لم يكن خيانة.
وفي هذا المكان فان المقارنة سارية المفعول بالفعل: القول الشهير لادموند باراك، "كل ما هو مطلوب كي ينتصر الشر هو الا يفعل الاخيار شيئاً"، كان صحيحا في برلين في بداية الثلاثينات، ومن شأنه أن يكون صحيحا في اسرائيل اليوم ايضا. اذا واصل الاخيار ألا يفعلوا شيئا فإن الشر سينتصر، ولن يستغرق هذا زمنا طويلا.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,685,223

عدد الزوار: 6,961,243

المتواجدون الآن: 59