لا توقفوا إطلاق النار

تاريخ الإضافة السبت 10 كانون الثاني 2009 - 4:23 م    عدد الزيارات 1661    التعليقات 0

        

هآرتس - 7/1/2009 - موشيه أرينز (وزير سابق للدفاع عن حزب الليكود) 
نحن إزاء مرحلة حاسمة من عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، إذا لم نكن حذرين، فقد تكون الهزيمة من نصيبنا مرة أخرى كما في حرب لبنان الثانية- وهذه المرة على يد حماس التي هي منظمة إرهابية أصغر وأضعف من حزب الله.
في خلفية الأحداث تُسمع أصوات عنيدة تدعو إلى وقف إطلاق النار، وإذا لم يُتم الجيش الإسرائيلي المهمة التي كُلف بها -أي وقف إطلاق الصواريخ- وإذا كانت نغمة النهاية قبل وقف إطلاق النار ستكون صوت انفجار الصواريخ التي تسقط على مدن إسرائيل، فان هذا الامر سيفسر في العالم كله كأن حماس نجحت في هزيمة إسرائيل.
بالإضافة إلى الخطر الكامن في قيام حماس باستغلال وقف إطلاق النار للعودة للتزود بصواريخ وقذائف صاروخية، بعضها ذو مدى بعيد حتى أكثر من تلك التي تملكها اليوم، فستلحق هزيمة ثانية كهذه ضررا لا يمكن إصلاحه بأمن إسرائيل، وستمثل هذه الهزيمة دعوة إلى شن عدوان من قبل أعداء إسرائيل في السنين المقبلة، وسيدفع جميع مواطني إسرائيل، ليس فقط أولئك الذين يعيشون في الجنوب، ثمن تطورات كهذه.
هنري كيسنجر هو من قال إن: «الجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر، والمنظمة الغوارية تنتصر إذا لم تخسر»، فكل منظمة إرهابية تنجح في الصمود أمام قوة وشدة الجيش الإسرائيلي، وفي البقاء والاستمرار في موازاة هجماتها على إسرائيل، ستُعتبر منتصرة، وفي المعارك الحالية في قطاع غزة سيخسر الجيش الإسرائيلي إذا لم ينتصر، وستُعتبر حماس منتصرة، ولن تنجح أية مناورة صياغة في مجلس الأمن، في إطار قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار، أو ضمانات من الأسرة الدولية لإسرائيل، في تغيير صورة الوضع هذه.
هذا ما حدث بعد اتخاذ القرار 1701 في 2006 الذي جاء في أعقابه وقف إطلاق نار أنهى حرب لبنان الثانية، وانتشرت بموجبه قوات من اليونيفل في جنوب لبنان، ويكفي أن ننظر إلى ما حدث لحزب الله منذ ذلك الحين -كيف ضاعف مخازن صواريخه وكيف شدد قبضته على لبنان- لندرك ما سيحدث في قطاع غزة في حالة وقف إطلاق نار مشابه هناك، وسيصعب على إسرائيل، لسبب ما، أن تتعلم الدرس، وأن تفهم أن اتفاقات وقف إطلاق النار مع الإرهابيين تكون لمصلحة الإرهابيين فقط.
وبخلاف الموقف الإسرائيلي التقليدي، الذي هو من بنات أفكار دافيد بن غوريون ومناحم بيغن -الذي وضع مصالح إسرائيل الأمنية فوق كل اعتبار- يدعي عدد من الساسة في إسرائيل في السنين الأخيرة أن كل عمل عسكري إسرائيلي يتوقع أن يصطدم بضغط من قبل الأسرة الدولية، وهو ضغط يجب علينا الاستجابة له حتى لو كان معنى ذلك الإضرار بأمننا القومي، لكن الحقيقة أنه في السنين الأخيرة زاد الوعي عند أكثر دول العالم ولا سيما الولايات المتحدة، باحتياجات إسرائيل الأمنية في إطار مكافحتها الإرهاب.
إن التقدير الذي يفيد بأنه سيُمارس على إسرائيل ضغط دولي كبير يحد من قدرتها على اتخاذ خطوات ضد الجهات الإرهابية، لا يوجد له أي أساس تقريبا، في حرب لبنان الثانية كان يمكن أن يكون أمام الجيش الإسرائيلي كل الوقت المطلوب لو أنه لجأ إلى عملية ناجعة في مواجهة حزب الله، الأمر الذي كان سيُستقبل بالمباركة في أماكن كثيرة في العالم، وهذه هي الحال أيضا في الصراع الحالي مع حماس، إذا بدا أننا ننجح في الحرب فلن يكون لنا ما نخشاه من أي اتجاه، أما إذا كان ثمة من يشك في ذلك -فيكفي أن ينظر إلى أقوال تأييد رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، ورئيس بلدية نيويورك مايكل بلونبرغ، الذي زار عسقلان بداية الأسبوع- وشيوخ ديمقراطيين وجمهوريين كبار.
علينا ألا نسمح لأمر بأن يصرف رأينا عن المهمة التي تواجهنا، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يستمر في المهمة التي أُوكلت إليه: وضع حد لإطلاق الصواريخ من غزة، ونحن نملك القدرة على فعل ذلك، ويجب أن يفعل، أما الفشل -دون أية صلة بتفسيرات ساسة إسرائيليين- أو مسألة ماذا ستكون الصياغة الدقيقة لقرار مجلس الأمن على وقف إطلاق النار، فسيكون بمثابة بُشرى سيئة جدا لإسرائيل.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,916,053

عدد الزوار: 7,008,346

المتواجدون الآن: 76