تحدي استراتيجي جديد

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2011 - 7:34 ص    عدد الزيارات 743    التعليقات 0

        

تحدي استراتيجي جديد

 


يوآف ليمور

في ظل الاحداث التي تحصل في ميدان التحرير، بعث في الاونة الاخيرة مسؤولون مصريون كبار رسائل تهدئة الى اسرائيل، أوضحوا فيها بان الوضع تحت السيطرة ولا خوف على العلاقات بين الدولتين.
رسائل مشابهة نُقلت الى اسرائيل قبل عشرة أشهر بالضبط. في حينه أيضا كان اولئك هم رؤساء جهاز الامن في القاهرة الذين قالوا لنظرائهم في اسرائيل انه لا يوجد ما يدعو الى القلق، وأن الأمر يتعلق بتنفيس مضبوط للجماهير وأن النظام يسيطر عليه.
في اسرائيل وقعوا ضحية التضليل في حينه من أقوال التهدئة من القاهرة وكيّفوا معها التقديرات الاستراتيجية. وعندما سُئلوا، بعد حصول ما حصل، كيف لم يتوقعوا انهيار الحكم، أجابوا: لا يمكن التوقع منا معرفة ما لم يتوقعه المصريون. مبارك نفسه لم يعرف بان نهايته قريبة. لو كان يعرف، لمنع ذلك.
ورغم ذلك فقد استوعب الدرس. اليوم يمكن سماع مواقف في المؤسسة الامنية في اسرائيل أكثر حزما ، مع قلق أكبر بكثير. مصر لم تعد منذ زمن بعيد ذخرا، والموقف منها يتراوح بين الخطر والتهديد. الخطر في كل ما يتعلق بالحكم المركزي في القاهرة والتطورات السياسية في الدولة (مع التشديد على تعزيز القوى الاسلامية)، والتهديد في ما يتعلق بالارهاب لا سيما في سيناء.
وكان الاستنتاج من هذه التقديرات فوريا. ففي ما يتعلق بسيناء الاستنتاجات مطبقة على الارض: بناء الجدار بين ايلات وكرم سالم تم تسريعه، واقيمت قيادات لوائية اخرى وعززت القوات ووسائل جمع المعلومات، وكل ذلك انطلاقا من الفهم بان هذه باتت عمليا حدودا قتالية.
ولكن هذا هو الجزء السهل. المشكلة الاساس التي تشكل كابوسا حقيقيا هي امكانية أن يتحقق الخطر فتتحول مصر من دولة سلام الى دولة عدو. هذه ليست عملية ستحدث في لحظة، ولكن المعنى واضح يحتمل أن تنشأ حاجة الى عملية استراتيجية ومالية (في الميزانية). ويتعلق الأمر باستثمار كبير بعشرات مليارات الشواكل في التعاظم (دبابات، سفن وطائرات) مع اعادة انشاء قيادات وبنى تحتية وتغيير سلم الاولويات، وكل ذلك لتوفير رد على الجيش المصري.
من أجل الشروع في الاستعداد لذلك وعد رئيس الحكومة بزيادة في الميزانية بمليار دولار (ولا سيما في الاستخبارات). الاحتجاج الاجتماعي سرق الاوراق وجعل الزيادة تقليصا. احداث الايام الاخيرة ستزيد أكثر فأكثر الجدال على التقليص في ميزانية الأمن، وستضع في ضوء سخيف بعض الشيء ادعاءات وزير المالية بان الدول العربية ضعفت كنتيجة للثورات ولهذا فان التهديد المحدق منها صغير.
ومع ذلك القسم الاقتصادي هو المال الصغير في القصة. العملية التي تجتازها مصر مقلقة جدا، وهي تهدد بسحب أحد المراسي الاستراتيجية الاكثر اهمية من اسرائيل والتي، استندت في أمنها اليها في عشرات السنوات الاخيرة. حاليا هذا لا يحصل ولكن الضعف الحالي لاجهزة الامن في القاهرة ينذر بالشر.
المجلس العسكري لا يمسك فقط بمصر بل وبالسلام ايضا، لمعرفته بميزته الاساس: الانتماء الى مجموعة الدول العاقلة. سقوطه، وصعود محافل متطرفة، من شأنهما أن يعيدا مصر عشرات السنين الى الوراء، ويعيدانا الى الايام التي كنا ننظر فيها الى الجنوب بقلق.

("إسرائيل اليوم" 23/11/2011)

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,573,380

عدد الزوار: 6,996,476

المتواجدون الآن: 57