باكستان تصبح كابوساً

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 كانون الأول 2011 - 4:59 ص    عدد الزيارات 842    التعليقات 0

        

 

باكستان تصبح كابوساً
برغم أن علاقات أميركا مع باكستان تصبح أكثر بؤسا من أي وقت مضى ، فإنه لا يزال من الصعب تصور أن يجرؤ أي من الجانبين على كسرها· ويصف العسكريون والدبلوماسيون والمحللون والسياسيون في إسلام آباد الحالة المزاجية بأنها سامة أكثر من أي وقت مضى منذ جيل كامل· الروابط بين وكالات الاستخبارات، جوهر العلاقات الثنائية بين البلدين لمدة ستة عقود، هي الاسوأ من كل تلك العلاقات، لا سيما منذ اكتشاف أميركا اختباء أسامة بن لادن وسط ساحة باكستان· ولقد شعرت باكستان أيضا بالمهانة من الطريقة التي تم فيها قتل زعيم تنظيم القاعدة·
حتى الآن لا تزال العلاقات متماسكة، وسط مخاوف من مجيء الاسوأ· في الشهر الماضي، قال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق بأن جواسيس في الجيش الباكستاني يديرون شبكة حقاني، وهي جماعة مسلحة قامت بقتل الرجال الاميركيين في افغانستان وهاجمت السفارة في كابول في أيلول· وقد كانت الأحاديث في باكستان تدور بشأن التحضير المحموم للمواجهة العسكرية·
وبدا كثير من الباكستانيين مبتهجون لهذه الفكرة، مع استطلاعات الرأي التي تشير الى ان أكثر من 80% منهم معادين لحليفتهم، وقد اظهرت مواقع الدردشة التنافس في صب جام غضبهم على الولايات المتحدة باعتبارها مصدر كل الشرور·· الاسبوع الماضي قال باراك أوباما بأن العالم الخارجي <يجب أن يقيّم باستمرار> سلوك باكستان·
السياسة الأميركية متناقضة· فعلى جانب واحد هي نوع من أنواع الدفاع، حريصة على محاربة الجهاديين وغاضبة من التدخل الباكستاني في جنوب وشرق افغانستان· على الجانب الآخر هنالك الدبلوماسيون القلقون من فقدان المعلومات بشأن الأسلحة النووية الباكستانية أو الاضطرار إلى القيام من دون مساعدة باكستان لوقف الهجمات الارهابية في الغرب· كما يخشى العديد من انتشار فشل الدولة الباكستانية·
وقد وصف مسؤول أميركي رفيع في إسلام آباد و بوضوح كيف بدأ فقدان العلاقة الشهر الماضي، مع <أعداد هائلة من الناس الذين يحاولون أن لا يدعوها تنحدر نحو الحافة>·
في الوقت الحاضر فأن العلاقات لا تزال قائمة، برغم أنها ضعفت· ولقد علقت الولايات المتحدة من مساعداتها العسكرية، التي يفترض بأنها بقيمة مئات الملايين من الدولارات (الباكستانيون يقولون ان الاميركيين يضخمون الأرقام)· وأميركا لم تدفع مستحقاتها للجيش الباكستاني لعدة أشهر، كما انها لم تعد مدربيها· أميركا هي أيضا أكثر استعدادا من ذي قبل لدعم الاشياء التي تحتقرها باكستان، مثل علاقات الهند المزدهرة مع حامد كرزاي، الرئيس الأفغاني، الذي أشاد الاسبوع الماضي من دلهي بدور الهند المتنامي باعتبارها المانحة·
وقد رد الجيش الباكستاني بعدم التنازل· انه لا يزال يرفض دعوة الولايات المتحدة للحرب على المتشددين في المنطقة الحدودية من شمال وزيرستان، وكما يقول أحد المسؤولين الباكستانيين <انها استراتيجية سيئة لتشعل كل شيء دفعة واحدة> ولكن يبدو بأنهم حثوا قادة حقاني على مغادرة مخابئهم عبر الحدود في أفغانستان· في الوقت نفسه يشتكي الباكستانيون من المطالب الاميركية المستحيلة بشأن الجهاديين: وهم يقولون بأن استراتيجية أوباما من <القتال والنقاش> في افغانستان تتطلب من الجيش الباكستاني التعامل مع المقاتلين المتمردين عن طريق القتل، واعتقالهم وتقديمهم الى المفاوضات في نفس الوقت·
أفغانستان، حيث فشل البلدان في استيعاب بعضهم بعضاً، سوف يظل جوهر علاقات باكستان مع الولايات المتحدة· ولقد سخر قادة باكستان لوقت طويل من ما عدوه نضال أميركا الذي هو من دون جدوى لتحويل وجعل أفغانستان دولة حديثة، وديمقراطية وموحدة، وربما كانوا يخشون أيضا دفعة مماثلة لإعادة تشكيل دور الجيش في باكستان· قائد القوات المسلحة الباكستانية الجنرال أشفق كياني، على وجه الخصوص، يقال بأنه يحتقر ويرفض فهم اميركا للبلد الممزق المجاور لهم ويعده فهماً ساذجاً وبسيطاً، وبأنه جهد محكوم عليه بالفشل لجعل أفغانستان شيء لم تكن عليه·
ولكن وبينما تقلصت طموحات أميركا هناك أكثر قليلا من تقلص عدد جنودها هناك وبينما هي تترك وراءها أراض مستقرة نوعا ما لا يسيطر عليها البشتون، فقد نمت المخاوف في باكستان من جديد· انها تخشى الآن أن يتم التخلي عنها، وفقدان المساعدات وفقدان أهميتها، وأن تصبح محاصرة من القوات المتحالفة مع عدوتها القديمة، الهند· العديد من المعلقين في اسلام اباد يشيرون إلى أن باكستان تفضل مزيدا من الحرب والانقسام في افغانستان أفضل من أن تكون موحدة ومؤيدة للهند <دعوا أفغانستان تدير شؤونها لوحدها> كما يقول جنرال سابق· ربما تتراجع أهمية افغانستان أولا بعد عام 2014، عندما تقوم أميركا بتخفض عدد جنودها في المنطقة· لكن حتى من دون شوكة أفغانستان، فأن قائمة من القضايا، الخلافية والشائكة تؤثر على علاقات باكستان مع الولايات المتحدة·وهذه القضايا بمفردها ستكون أكثر من كافية لزعزعة العلاقات بين معظم البلدان·
باكستان لديها ترسانة نووية معروفة، وأكثر عدائية من أي بلد آخر تقريبا لجهود أميركا في العالم لخفض الترسانات النووية ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل· وأميركا تقوم بتوسع سريع للعلاقات الاقتصادية والعسكرية مع منافسة باكستان الكبيرة، الهند· إذاً فمع صديق مثل باكستان، من الذي يحتاج إلى أعداء؟
الايكونوميست

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,308,317

عدد الزوار: 6,986,691

المتواجدون الآن: 69