اسرائيل اليهودية

تاريخ الإضافة الجمعة 15 حزيران 2012 - 7:02 ص    عدد الزيارات 819    التعليقات 0

        

نص اسرائيلي

اسرائيل اليهودية

بقلم  شيري تننباوم وغاليا تسبار

 

بدأت "عملية الحفاظ على اسرائيل اليهودية" ليل يوم الاحد [الماضي]. بهذه العبارة وصف الوزير ايلي يشاي طرد رعايا جنوب السودان الماكثين في اسرائيل. ان 700 انسان أكثرهم من النساء والاولاد أصبحوا شاغل حكومة اسرائيل في هذه الايام وبعد الانتهاء من طردهم ينتظرنا  الاستمتاع بدولة بلا جريمة وأمراض وأحياء عُسر.
قبل ثلاثة ايام فقط من بدء العملية استقر رأي المحكمة على رفض الاستئناف بشأن لاجئي جنوب السودان وأعلنت أنهم قابلون للطرد. وقضت ايضا بأنه يحق لهم الآن وقد زالت الحماية الجماعية عنهم ان يقدموا طلبات لجوء على أساس تفصيلي، وهذا حق لم يكن لهم حتى اليوم، وطلبات منع طرد لاسباب طبية. وتشمل هذه الطلبات مثلا صغارا وكبارا مرضى سيضر بهم بشدة ان ينقطع عنهم العلاج الطبي لمرة واحدة. ومنحتهم المحكمة اسبوعا، وهو مدة ضئيلة لتقديم الطلبات الى وزارة الداخلية. أما الآخرون فيفترض ان يحزموا أمتعتهم وان يعودوا الى الدولة التي لم يكن فريق منهم فيها قط.
منحهم القضاة اسبوعا. لكن ايلي يشاي وبنيامين نتنياهو متعجلان و"عملية الحفاظ على اسرائيل اليهودية" مُلحة. فقد اعتقدا ان هذا الاسبوع كثير. لأنه كم يُحتاج من الوقت لحزم الأمتعة للسفر الى البيت واغلاق حسابات المصارف وفك ايداعات صناديق التقاعد ومشاجرة أرباب عمل يتهربون من الدفع وأن تستوثق من ان جميع الشهادات التي تحتاجها في يدك وان ترتب لنفسك مكانا تصل اليه في جنوب السودان وتُعد الاولاد للوداع وتُقبل الحاضنة وتتنفس تنفسا عميقا وتمسح الدموع؟ اجل، يبدو ان الاسبوع كثير، ومن المؤكد ان ثلاثة ايام كافية.
وهكذا داهم مراقبو "وحدة عوز" بعد ثلاثة ايام من حكم المحكمة أحياء سكنية واماكن عمل ودور عبادة وبدأوا الاعتقالات.
 

¶ ¶ ¶
 

يمكن إتمام العودة بصورة انسانية وبطريقة تعترف بضعف المطرود وبالصدمة النفسية الصعبة التي تشتمل عليها العملية. فمواطنو جنوب السودان وأبناؤهم لا يُطردون الى الدول الاسكندنافية بل الى دولة هي في ازمة انسانية وتعاني عدم استقرار الحكم والأمن والاقتصاد. وهم يعودون الى عائلات لم يروها منذ سنين والى ظروف عيش قاهرة – بلا ماء جارٍ وبلا كهرباء في أكثر ساعات النهار وبلا خدمات صحية ملائمة. ويكادون يعودون بلا موارد ومن غير ان يتم منحهم فرصة لاكتساب ثقافة هنا أو مهنة (وعلى ذلك فانه لا يمكنهم ان يجدوا عملا). انهم يعودون الى المجهول.
كانت اسرائيل طوال سنين مشاركة في ما يتم في جنوب السودان وأيدت مباشرة او في شكل غير مباشر المتمردين والدولة التي كانت في طور النشوء. فموقع جنوب السودان الاستراتيجي الى جوار دول مسلمة معادية يجعلها اليوم ايضا دولة تهتم بها اسرائيل اهتماما كبيرا. وكان اولئك الذين حظوا هنا بلجوء في ساعاتهم الصعبة يستطيعون ان يصبحوا سفراءنا الأشد اخلاصا. لكن اسرائيل اختارت مقابل ذلك ان تعاملهم معاملة الحيوان، فبدل ان تدعهم يغادرون الدولة بكرامة اختارت الحكومة ان ترسل لتعقبهم رجال شرطة ومراقبين وان تطردهم مثل مجرمين خطيرين. ما أشد غباء هذا وما أشد عنفه وما أشد عدم مناسبته.
في "اسرائيل اليهودية" لـ ايلي يشاي طُمست تماما الحدود بين الملائم وغير الملائم، وبسبب تفسير فخامة الوزير المعوج لماهية اليهودية يتركنا مسلوبي القيم العامة والانسانية الأساسية. نحن ايضا اسرائيليات ويهوديات، لكن في الطريق الذي يقودنا فيه يشاي يُعرَّف كل من يخالفه ويخالف رفاقه في الحزب بأنه غير ملائم لـ"اسرائيل اليهودية".
 

 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,498,812

عدد الزوار: 6,993,664

المتواجدون الآن: 62