نص اسرائيلي - مصر واثيوبيا

تاريخ الإضافة الخميس 27 حزيران 2013 - 7:29 ص    عدد الزيارات 657    التعليقات 0

        

 

 نص اسرائيلي - مصر واثيوبيا
زلمان شوفال - "اسرائيل اليوم"
إن المواجهة العسكرية المقبلة في الشرق الاوسط هي بين اثيوبيا ومصر. وتتم محاولات لتسوية الخلافات بطرق ديبلوماسية طول الوقت لكن غيوم الحرب لم تقشع بعد. والازمة هي بسبب الماء. فنهر النيل هو شريان حياة مصر وتهدد اثيوبيا بسده. تعلمون ان منابع النيل موجودة في شرق افريقيا وقبل ان يقترب النهر الكبير من حقول مصر المتعطشة يجتاز بلدانا اخرى ومنها اثيوبيا التي توجد فيها مساحات ضخمة ايضا ذات قدرة زراعية كامنة تشتاق الى الري، وعندها كما في مصر ايضا سكان يبلغ عددهم نحوا من 90 مليون نسمة. وليس الحديث عن الزراعة فقط بل عن عدم التعلق بمزودي طاقة اجانب.
لكن السم يخالط الدسم. اثيوبيا تنشيء على نهر النيل سدا ضخما بكلفة تبلغ نحوا من 5 مليارات دولار كي تجمع أكثر مائه في ارضها وهو شيء قد يصيب مصر في خلال وقت قصير بقحط لم يسبق له مثيل ويجلب عليها مشكلات اخرى كانقطاع الكهرباء المتوالي وغير ذلك. وهذا المشهد، وبرغم ان اثيوبيا تعد بأن تأخذ حاجات مصر في حسابها، يُحدث وضعا غير ممكن بالنسبة للقاهرة التي يصعب عليها أصلا ان تعيل 90 مليونا من سكان الدولة.
في 1929 تم التوقيع على اتفاق بمبادرة البريطانيين الذين حكموا أكثر تلك المناطق، حدد تقسيم ماء النهر، وبسبب الاهتمام الخاص لبريطانيا بمصر خُصص للأخيرة نحو من 60 في المئة منه. واستقر رأي الدول الاخرى على تغيير هذه الحال الآن وهي الدول التي تقع على ضفتي النهر، وقد وقعت على اتفاق يقضي بخفض كبير من كمية الماء لمصر.
إن الاتفاق تم تأخير اجازته لمتابعة التطورات السياسية في مصر كما يبدو، وتقرر الآن عدم الانتظار بعد وأُجيز الاتفاق بصورة نهائية في البرلمان الاثيوبي وأصبح جزءا من قانون الدولة. وكان الرد المصري غاضبا كما كان متوقعا؛ وأعلن الرئيس مرسي أنه برغم أنه لا يريد الحرب فان "جميع الخيارات مفتوحة".
تتناول قصة أوبرا "عايدة" لفيردي حربا بين مصر واثيوبيا، ينتصر فيها المصريون. إن قوة مصر العسكرية في ظاهر الامر أكبر الآن ايضا لكن الاثيوبيين مقاتلون أشداء شجعان، ويحسن ان نذكر حربين لهم مع ايطاليا. انتصروا في الاولى وهُزموا في الثانية بصعوبة كبيرة بعد ان استعمل الايطاليون الغازات السامة فقط. إن اثيوبيا ايضا غير متحمسة للحرب لكنها ربما تعتقد أن الازمات التي تصيب مصر تجعل تهديداتها العسكرية فارغة من المضمون.
ويوجد معطى آخر وهو انه اذا نُفذ المشروع الاثيوبي فسيحدث تغيير جغرافي سياسي في المنطقة كلها يشتمل على نقل الثقل من مصر الى اثيوبيا وستكون لذلك تأثيرات سياسية. إن الولايات المتحدة التي لا تحتاج الى مشكلات اخرى في الشرق الاوسط، ومصر (في ظاهر الامر) واثيوبيا (في واقع الامر) حليفتاها، ستبذل أقصى ما تستطيع لاقناعهما بالتوصل الى اتفاق بطرق سلمية. ومع ذلك فان وزن واشنطن السياسي ضعف منذ حدثت الثورة في مصر و"الربيع العربي" ولهذا لا نعلم هل ستنجح جهودها.
إن اسرائيل في هذا الشأن ايضا في معضلة ما، فالاتفاقات والعلاقات بمصر لبنة أساسية في علاقاتها الخارجية والامنية لكن العلاقات التي أخذت تتوثق باثيوبيا هي عامل مهم في اعتباراتها، وقد امتنعت اسرائيل الى الآن عن التدخل بصورة ما في العاصفة التي تحدث عند جاراتها وينبغي ان نأمل ان يستمر الامر كذلك.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,669,350

عدد الزوار: 6,960,376

المتواجدون الآن: 68