في الصحافة العالمية - تصريح كيري: زلّة لسان أم خطأ في التقدير؟

جاء في افتتاحية الصحيفة: "… الخميس الماضي سئل وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته لباكستان كيف يفسر دعم الولايات المتحدة، وهي بطلة الديموقراطية في العالم، للانقلاب العسكري في مصر؟ رد كيري بكلام غير مفهوم قائلاً ان ملايين المصريين هم الذين طلبوا من الجيش التدخل، الى جانب كل الذين كانوا يخافون من وقوع البلاد في الفوضى والعنف، وانه في رأيه ليس العسكر من يحكم مصر فهناك حكومة موقتة هي التي تحكم، وأن العسكر يعملون على بناء الديمقراطية. من المفهوم ان يتجنب وزير الخارجية استخدام تعبير انقلاب عسكري لأن ذلك قد يؤدي الى وقف المساعدة الأميركية الى مصر والبالغة 1,5 مليار دولار سنوياً، ولكن من الصعب القول ان العسكر يعملون على عودة الديموقراطية، وذلك بعد عزلهم لرئيس انتخب بصورة ديموقراطية. لقد سارع البيت الأبيض الى الاعلان ان كلام وزير الخارجية لا يعكس موقف الرئيس، وهذا امر جيد لأن كلام كيري كان كلاماً خطيراً وغير رصين".

"ارتكب وزير الخارجية الأميركي زلة لسان سيئة. فقد اختار مكاناً سيئاً هو باكستان، وتوقيتاً أسوأ هو الانسحاب الأميركي من باكستان، كي يقول ان ما حدث في مصر ليس انقلاباً عسكرياً، وان الجيش المصري استجاب لطلب المتظاهرين التدخل، وهو يعمل على عودة الديموقراطية. صحيح ان الإخوان ومحمد مرسي قد فشلوا فشلاً ذريعاً، لكن الجيش المصري عزل محمد مرسي الذي وصل الى الحكم في انتخابات ديموقراطية... مرة اخرى يبرهن الأميركيون انهم لايفقهون شيئاً في فهم العالم العربي. بالطبع نحن مع نظام علماني في مصر، والقاضي عدلي منصور الرئيس الموقت والوزراء الآخرون لديهم نيات جدية لانتهاج سياسة طبيعية شرط ان يدعوهم يعملون. لكن الفريق اول (عبد الفتاح) السيسي هو الذي يمسك بكل الخيوط ويحركها من وراء الكواليس. فهو الذي يدير شؤون الجيش والاقتصاد والحياة اليومية لتسعين مليون مصري".

"(...) تعتبر التصريحات التي أدلى بها كيري في باكستان عن مصر اكبر دعم اميركي لتدخل الجيش في مصر الذي ترفض إدارة أوباما حتى الآن تسميته انقلاب لئلا تضطر الى وقف مساعدتها السنوية لمصر".