إيران «لن تسمح» بـ«مغامرات» في الخليج

وقال: «ما دامت مصادر النفط والغاز في المنطقة لم تنضب، فستظل مؤامرات وعداوات قوى الهيمنة باقية أيضاً، والتي ستعمل من اجل تثبيت قاعدتها ومكانتها لجعل الدول في مواجهة إحداها الأخرى، وتستغل قضايا الخلافات القومية والدينية لنشر حالة الخوف من الآخر، وتصوّر نفسها على انها اكثر حرصاً على مصالح هذه الدول».

وأضاف أمام «الملتقى الدولي الـ20 للخليج الفارسي» الذي بدأ أعماله في مدينة بندر عباس جنوب ايران أمس: «على شعوب المنطقة أن تضرب بعرض الحائط سياسة فرّق تسد القديمة والمفضوحة، وأن ترسم مشروعاً جديداً لمستقبل منطقتها». ودعا الى «تشكيل منظومة للتعاون الأمني في إطار منظمة إقليمية»، تشارك فيها دول الخليج وإيران والعراق.

وزاد: «يمكن منطقة الخليج، بامتلاكها مصادر هائلة من النفط والغاز والقوى البشرية الفاعلة، ووقوعها في منطقة مهمة من الناحية الجيوسياسية والجيواستراتيجية والجيواقتصادية، ان تؤدي دوراً مصيرياً في العالم وأن تكون لاعباً قوياً في الادارة العالمية وأن تتخذ القرار لمنطقتها لا أن يتخذوا القرار لها».

وأشار متقي الى ان ايران «مدت منذ انتصار الثورة، يد التعاون نحو إخوتها العرب وفتحت أحضانها لمزيد من التضامن والتكاتف مع جيرانها المسلمين»، مضيفاً انها «أثبتت انها تتغاضى عن الأخطاء، على رغم أنها لقيت جفاءً»، خصوصاً خلال الحرب مع العراق (1980-1988).

وأكد أن «احداً لن يجرؤ على إلحاق الأذى بالشعب الايراني»، مشدداً على أن «إيران لن تسمح لأي بلد بالقيام بمغامرات في الخليج».

واعتبر متقي ان «اسم الخليج الفارسي، تاريخي ومعروف ودائم»، مشدداً على ان «التجاذبات السياسية والانفعالية لن تغيّر الواقع السياسي واسم الخليج الفارسي»، مشيراً الى «أن وثائق يعود تاريخها الى اكثر من ثلاثة آلاف سنة، توضح ذلك».

ووصف قمة حلف شمال الأطلسي في لشبونة الاسبوع الماضي، بأنها «فاشلة»، مشيراً الى انه أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي أحمد داود أوغلو الذي أبلغه معارضة بلاده «ادعاءات بعض الدول بأن ايران تشكّل تهديداً للحلف».

وتطرق متقي الى لقاء الرئيسين الايراني محمود أحمدي نجاد والروسي ديمتري مدفيديف في باكو أخيراً، موضحاً انه «اتسم بالصراحة والوضوح، ويستطيع ان يرسم آفاق تعاون في المستقبل».

في غضون ذلك، اعتبر نجاد ان رفض الدول الست إجراء المفاوضات مع ايران في تركيا، «نابع من أخلاق استكبارية، اذ يريدون أن يكونوا هم من يحدد مكان المفاوضات» التي أكد ان بلاده «لا تعير اهمية لمكانها، بل تهتم بفحواها». وحذر من أن الدول الست «ستندم قريباً على سلوكها المتغطرس».

في المقابل، رجحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون استئناف المفاوضات مع ايران في جنيف في الخامس من كانون الاول (ديسمبر) المقبل، مشيرة الى انها «تلقّت كثيراً من التأكيدات غير الرسمية، لكنني أريد تأكيداً رسمياً».

وقالت: «بالنسبة إليّ لبّ جدول الاعمال واضح: نحتاج الى الحديث عن القدرات في مجال الاسلحة النووية، وإجراء مناقشة صريحة واسعة في هذا الشأن». وأضافت: «بالتأكيد يجب ألا نفوّت فرصة مناقشة قضايا اخرى، لذلك احتاج الى بعض الوقت لنتمكن من القيام بذلك».

وفي بوليفيا حيث يحضر مؤتمراً لوزراء دفاع الاميركتين، حذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس دول أميركا اللاتينية التي تجري مفاوضات مع ايران من تطوير قدرات نووية. وبوليفيا هي إحدى الدول المهتمة بالتعاون مع ايران في المجال النووي.

وأشار غيتس الى «الارادة المتعمدة» لإيران «في تجاهل القرارات المتتالية لمجلس الامن»، مضيفاً: «اعتقد ان على البلدان التي هي في صدد التفاوض مع ايران في هذا المجال، ان تكون متيقظة وحذرة جداً في علاقاتها مع الايرانيين، في شأن دوافعهم وما ينوون فعلاً القيام به».

وأكد غيتس انه اذا كانت المفاوضات تتعلق بالطاقة النووية للاستخدام المدني، «يمكن ضمان كل شيء تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولن يكون لدينا اي اعتراض». وزاد مستدركاً: «لست متأكداً من أن للإيرانيين القدرة في شكل مستقلّ على مساعدة غيرهم في بناء منشأة نووية مدنية. قدراتهم الخاصة (في هذا المجال) واقعة تحت تعاقد مع الروس منذ 20 سنة».

الى ذلك، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين ان ايران تملك يورانيوم مخصباً يكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة.